الاعتداء والقسوه وتاثيرهم على الاطفال

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 

                                                                                                                                                                           

هنالك فئة من المرضى النفسيين الذين يترددون على العيادات النفسية بانتظام وهم يشكون من أعراض واضطرابات نفسية متعددة, وبالرغم من تعاطيهم العلاج بانتظام إلا أن استجابتهم دائما ضعيفة وتراهم في حالة تذمر من أطبائهم لعدم تخليصهم من معاناتهم النفسية بالرغم من تعاونهم مع العلاج ولفترة طويلة.

غالبية المرضى من هذه الشريحة إذا ما دقق في تاريخهم المرضي وتحديداً في فترة طفولتهم وصباهم نجدهم قد عانوا كثيرا من أحداث وتجارب قاسية من أذى نفسي وجسدي جسيم، أو حرمان عاطفي، أو إهمال كانت نتيجته كل تلك الأعراض والاضطرابات النفسية التي يعانون منها. تلك الحوادث تنطبع بصفة مستديمة في ذاكرة الطفل وتبرمج بصورة سلبية نظم معتقداته وبالتالي تنعكس على أفكاره وعواطفه وسلوكياته, مما يترتب عليه في وقت لاحق اضطرابات نفسية وسلوكية, واضطرابات في الشخصية، وأفكار سلبية عن ذاته تكون نتيجتها فقدانه الثقة بنفسه وتدني في اعتبار ذاته.

الأذى الجسيم قد يكون في شكل اعتداء أو تحرش: لفظيا أو بدنيا أو جنسيا.

فالاعتداء اللفظي قد يكون بالشتم, أو السخرية, أو الاستهزاء, والتعنيف والإرعاب, أو الإذلال, أو الانتقاد اللاذع المتواصل لأي فعل أو قول يصدر منه يعتبره المعنى برعايته غير مقبول لديه..



أما البدني فقد يكون بالضرب المبرح, واللطم, والصفع, أو الحرق بأعقاب السجائر أو غيرها.

والجنسي قد يكون اعتداءاً كاملاً, أو بالتلاعب بأجزاء جسمه الحساسة وبطريقة مؤلمة أو مرعبة للطفل.

أما الإهمال فيعني إهمال احتياجات الطفل الأساسية وهى الغذائية، والعاطفية، والتعليمية، والصحية. أو تركه بدون حماية من الأخطار. ويشمل الإهمال كذلك الحرمان العاطفي الذي قد يكون بعدم أظهار الحب له, وعدم مدحه والثناء عليه وتشجيعه عندما يتصرف بطريقة مقبولة, وعدم التحدث إليه وتجاهله, أو عدم مشاركته ألعابه واهتماماته... وبمعنى آخر أي معاملة تشعر الطفل على أنه غير مرغوب فيه, أو لا قيمة له, أو غير محبوب أو غير آمن.

ومما لا شك فيه أن طلاق الوالدين أو انفصالهما عن بعض من أكثر الأحداث المؤلمة والمأساوية التي لها نتائج سلبية كبيرة على المدى البعيد على الطفل.
كما أن الحياة في جو أسرى مفكك, والشجار والعنف الأسري يؤدي إلى نفس النتيجة لأن ذلك من شأنه إشعار الطفل بعدم الأمان والخوف المستمر.

ولكي يكون تأثير الحدث أو المعاملة مؤذياً على المدى البعيد لا بد وأن يكون متكرراً وباستمرار: إذ إن الحدث المؤلم المنعزل قد لا ينتج عنه شيء من هذا القبيل على المدى البعيد لاحتمال محوه من ذاكرة الطفل عندما يكبر..

الجدير بالذكر هنا أن ليس كل طفل يمر بنفس الظروف القاسية معرض لهذه النتائج المذكورة أعلاه، وقد شاهدت توأمين قد مرا سوياً بنفس الظروف القاسية خلال طفولتهم، إلا أن احدهم كان سوياً في شخصيته ولا يعاني من أي أعراض نفسية أو مرضية مثل توأمه.

النتائج المترتبة على المدى البعيد
Long-term consequences

النتائج المترتبة على تعرض الطفل على مدى فترة طفولته على أحداث وتجارب مؤلمة أو على إهمال مع حرمانه من متطلباته الرئيسية قد تكون في صورة اضطرابات نفسية أو سلوكية أو اضطرابات في شخصيته على مثل ما سوف نأتي إليه فيما يلي:

1- اضطرابات نفسية Psychological problems:
أكد بروفسير "مايكسر" من جامعة ماكجيل بكندا وفريقه أن بالجسم "جين" مسؤول عن السيطرة على استجابة الرض "الشدة""stress response التي تحدث نتيجة للضغوط التي يتعرض إليها الإنسان. وقد أتضح لهم من أبحاثهم أن هذا ألجين غير ذو فعالية عند هؤلاء الذين تعرضوا وعانوا لفترات طويلة من الاعتداء وسوء المعاملة.
ولذلك هم يستجيبون سريعاً للضغوط المختلفة التي ينتج عنها أعراض وأمراض نفسية أو نفس/ جسدية متعددة، مثلاً: حالات القلق والاكتئاب, ومحاولات الانتحار المتكررة. واضطرابات الطعام, والضعف الجنسي, والشك المرضى والمخاوف المختلفة. ومن الأمراض النفس/جسدية الصداع النصفي، والمصران الغليظ، وتقرح المعدة، والربو.
أكثر المخاوف التي يعانى منها في مقتبل حياته هي المخاوف الاجتماعية التي تجعله يتخوف بصورة مرضية من المواجهة ولذلك يتجنب كل الأشخاص والأماكن والمواقف التي تثير خوفه. وأخيرا يصبح فاقدا الثقة بنفسه, وذو اعتبار وصورة ذات ضعيفين.
وكثير منهم يعانى من حالات حزن متواصل، والبعض الآخر من حالات اكتئاب خفيف ولكن بشكل مزمن لا يستجيب للعلاج الدوائي بصورة فعالة " اكتئاب عصابى" وقد يكون مصاحباً بأفكار أو محاولات انتحارية.
2- اضطرابات اجتماعية Social problems:
لانعدام الثقة في جميع من حوله ولذلك نجده يميل إلى الانعزالية، وتجنب الاختلاط بالآخرين, وتجنب خلق علاقات أو صداقات مع الاحتفاظ بها.
3- اضطرابات سلوكية Behavioral problems:
منها إساءة استعمال المشروبات الكحولية والعقاقير الضارة بالعقل, وكذلك العنف، والاعتداء على الآخرين وعلى ممتلكاتهم. أو عكس ذلك الخوف والجبن الذي يجعله هدفاً لاستغلال الآخرين له .
4- اضطرابات في الشخصية :
منها اضطراب الشخصية الحدية، والشخصية البارونية، والشخصية المضادة للمجتمع، والشخصية التجنبية.، والشخصية المكتئبة أو الحزينة أو بما يعرف بالاكتئاب العصابي. وكذلك الشخصية الضعيفة سهلة الانقياد.
علاج هذه الحالات
غالبية الحالات تتطلب علاجا نفسيا ليدعم العلاج الدوائي. في بعض الحالات التي لا تعانى من مرض نفسي يحتاج إلى دواء, قد يعتمد على المعالجات النفسية منفردة وخاصة الحالات التي تعانى من فقدان الثقة بالنفس واعتبار وصورة الذات الضعيفتين, والشعور بالدونية، والحالات الاكتئابية.
علاج نفسي تحت التنويم:
تطبيق تقنيات المعالجات النفسية المختلفة مع تقنيات العلاج تحت التنويم لها فاعلية قوية وتؤدى إلى نتائج سريعة وفاعلة. ومن أهم تقنيات العلاج تحت التنويم ما يطلق عليه "العلاج بالتنفيس"”abreactive technique وباختصار ذلك يعنى نكوص المريض بعمره الزمني وهو في حالة تنويم عميقة إلى مرحلة الطفولة ليعيش من جديد في الخيال بكل مشاعره وحواسه الأحداث المؤلمة والمهينة كما حدثت في ذلك الوقت, ويسمح لنفسه التنفيس لكل العواطف التي ارتبطت بتلك الأحداث. تكرار هذا يسمح له التخلص من تلك العواطف السلبية المرتبطة بذاكرته عن تلك الأحداث. تذكر الحدث مرة أخرى لا يثير فيه أي مشاعر سلبية كما كان يحدث في السابق.

أضف تعليق


كود امني
تحديث

تم التطوير بواسطة شركة ايجى مى دوت كوم
تصميم مواقع مصر - ايجى مى دوت كوم