مناهج الكلية الإكليريكية :مادة عهد قديم (محاضرات فى العهد القديم ) للسنة الاولى

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 


أسفار موسى الخمس    سفر التكوين
وحدة الأسفار
علاقة الأسفار بالمزامير
كاتب الأسفار
نظريات النقد الأربعة
اعتراضات على الأسفار والرد عليها
شهادات العهد القديم
شهادات العهد الجديد
أدلة عقلية منطقية

 

أسفار موسى الخمسة PENTATEUCH

استخدم هذا الإسم منذ العصور الأولى للمسيحية 0 وكان بالطبع قد عرفها اليهود أيضا 0

وقد حملت الأسفار القاباً عديدة وردت فى الكتاب المقدس

 

التورة أو الشريعة أو الناموس ( يش 1 : 7 ، مت 5 : 17 ، مت 12 : 5 )

سفر الشريعة أو كتاب الناموس ( يش 1 : 8 ، غلا 3 :10 )

سفر توراة موسى ( يش 8 : 31 )

سفر شريعة الله ( يش 24 : 26 )

كتاب موسى ( 2 أى 25 : 4 ، مر 12 : 26 )

ناموس الرب ( 2 أى 31 : 3 ، لو 2 : 23 )

شريعة موسى ( 1 مل 2 : 3 ، عز 7 : 6 ، لو 2 : 22 )

وحدة الأسفار

هذه الأسفار تمثل وحدة تاريخية مترابطة معاً 0 فهى تمثل حقبة هامة متكاملة من حياة البشرية من جهة علاقتها بالله 0 تبدأ هذه الحقبة بالخليقة ( العالم والإنسان ) وتستعرض الأسفار فى تسلسل بديع قصة هذه الخليقة ، وتطور أحداث الخطية والطرد وصراع الإنسان مع الحياة 0 ولهفته لتحقيق وعد الخلاص0

كما أنها تقرر فكرة العهد بين الله والناس 0 إلى أن تنتهى بقيادة يشوع للشعب تمهيداً لدخولهم أرض الميعاد وهى بذلك تعلن دور الناموس الذى قيل عنه أنه بنا إلى المسيح ( غلا 3 : 24 ) مثل المربية التى تمسك بالصغير وتدبر كل أموره المنزلية والمدرسية حتى بشب نافعاً لنفسه ومجتمعه 00 هكذا فعل بنا الناموس حتى أوصلنا للمسيح 0

علاقة الأسفار بالمزامير

اعتاد اليهود تقسيم المزامير إلى خمسة أقسام ايضاً كل منها يمثله سفر من أسفار موسى الخمسة وكل ينتهى ببركة 0

الكتاب الأول للتكوين

( مز 1 – 41 )

مبارك الرب اله اسرائيل من الأزل وإلى الأبد آمين فآمين ( مز 41 : 13 )

الخروج ( مز 42 – 72 )

مبارك إسم مجده إلى الدهر ولتمتلىء الأرض كلها من مجده 0 آمين فآمين ( مز 72 : 19)

اللاويين ( مز 73 – 89 )

مبارك الرب إلى الدهر 0 آمين فآمين ( مز 79 : 52 )

العدد ( مز 90 – 106 )

مبارك الرب إله اسرائيل من الأزل وإلى الأبد 0 ويقول كل الشعب آمين (مز 106 : 18)

التثنية ( مز 107 – 150 )

كل نسمة فلنسبح الرب " ( مز 150 : 5 )

كاتب الأسفار

فى القرن الثانى عشر ، بالتحديد سنة 1167 م 0 لاحظ ابن عزرا Ibn Ezra أن واضع سفر التكوين يذكر حدث طرد الكنعانيين كأنه حدث ماض ، واستنتج من ذلك أن الكاتب شخص غير موسى جاء بعده 0

وكان الكنعانيون حينئذ فى الأرض ( تك 12 : 6 )

 

وفى القرن السابع عشر قال Richard Simon أن الأسفار الخمسة قد استخدمت ملاحظات موسى ومذكراته ، لكن الواضع أضاف اليها من بعض المصادر 0

 

ورأى أخر Thomas Hobbes أن الأسفار مع الأسفار الملوك هى من وضع عزرا الكاتب 0

 

وتوالت بذلك القرون من السابع عشر إلى العشرين مليئة بالنقد فى هذه الأسفار من جهة كاتبها ، للوصول إلى مدى علاقة موسى بها 0 هل هو كاتبها من خلال التقليد الشفوى الذى تسلمه ، أم سجل هو ملاحظاته على الشرائع التى تسلمها وأن شخصاً آخر غيره أخذ ما دونه موسى وكتب هذه الأسفار ؟

وباستعراض هذه الدراسات النقدية نلخصها فى الآتى

 

نظرية المصادر القديمة The Old Document Hypothesis

وملخص هذه النظرية أن موسى استخدم وثائق سابقة عنه كل منها ذكرت إسم الله مختلفاً عن الأخرى 0 إذ لوحظ أن موسى يكتب إسم الجلالة تارة : الوهيم Elohim وأخرى يهوه Jehovah 0 بالاضافة إلى ذكر قصة الخليقة مرتين فى سفر التكوين ( 1 – 3 : 24 ) مم دعا إلى التأكد من وجود مصدرين استقى منها موسى روايته 0 كتقليد شفاهى أو حتى مكتوب 0

 

وهناك من العلماء من نادى بوجود اكثر من مصدرين وصلت فى اعتقد البعض منهم إلى عشرة مصادر 0 ساعدت موسى فى كتابة سفر التكوين أول ما سطره 0

 

نظرية المصادر غير الكاملة Hypothesis The Fragment

تزعم هذه النظرية كل من : Vater سنة 1805 م 0 و Hartman سنة 1831 م0 وهى تقوم على إدعاء أن موسى استخدم ليس فقط مصدرين أو حتى عشرة ، بل مجموعة كبيرة من المتفرقات ( مصادر غير كاملة ) وصلت ثلاثين وأكثر 0 كل منها مستقل عن الآخر 0 ولكن لم تلق هذه النظرية رواجاً فكرياً لدى الدارسين 0

نظرية التكميل The Supplementary Hypothesis

تزعم هذه النظرية H.G Ewald سنة 1831 م 0 كمخترع لها ، ثم تبعه كثيرون 0

 

وملخصها وجود عدة وثائق لاحقة لموسى 0 قام واضع الأسفار بتكميلها فيما بينها حتى تألف الكتاب كله 0

 

هنا اعتبر أن ما دونه موسى ، شأنه مثل كل الوثائق ، مجرد وثيقة أو مصدر يحوى الوصايا العشر وكتاب العهد 00 استخدمت كمصدر لتكميل المؤلف0

 

ولكن عاد Ewold موسس النظرية وهدمها بنفسه أعلن فى كتاب له History of Israil ( 1843 – 1850 ) بوجود مصدرين فقط سابقين لموسى ( نظرية المصادر القديمة ) الأول الوهيمى Elohist والأمر يهوى Yahwistic0

نظرية الوثائق الحديثة The New Documents Hypothesis

 

وهذه قدمها H.Hupfeld سنة 1853 م0 وقال فيها أن المصادر التى اعتمد عليها موسى ليست مكملة لبعضها البعض بل كل منها تمثل نهراً قصصيا ً كاملاً 0

 

وفى تطور لهذه النظرية ، لخصت هذه المصادر فى أربعة

E الوهيمية Elohist

Y اليهوية Yahwistic

D خاصة بسفر التثنية Deuteronomy

P الكهنوتية Priestly

نظرية النقل التقليدى التاريجى

The Tradits - Historical Criticism

وهذه ظهرت فى بداية القرن العشرين ، حيث نادت بضرورة العودة إلى الفكر التقليدى الأصيل ، أن كاتب الأسفار هو موسى النبى وحده ، وأن كانت بعض العبارات القليلة قد أضيفت بعده مثل قصة موته 0

 

هذه النظرية مثلها I. Engell عام 1945 واستند فى نظريته على أنه طالما لا يوجد أى أثر للوثائق المتوازية التى ادعت النظريات السابقة وجودها عند وضع الأسفار : يكون موسى النبى هو كاتبها 0

اعتراضات على الأسفار والرد عليها

أولا : موسى لم يكتب الأسفار ، لأن الحروف الهجائية لم تكن معروفة فى أيامة 0

 

وعن هذا الاعتراض نقول أن موسى وقد تربى فى بلاط فرعون وتهذيب بكل حكمة المصريين 0 كانت الكتابة وقتذاك معروفة فى مصر وغيرها من الشعوب المتحضرة 0 إذ كان المصريون يكتبون على جدران المعابد والمسلات وعلى ألواح الأجر وورق البردى وأيضاً الرقوق

 

وفى آسيا كانت معروفة الكتابة البيهستانية المعروفة بالخط المسمارى 0 بذلك يكون موسى قد كتب فعلاً بذلك الخط على ألواح الأجر كما كانت العادة فى مصر 0

 

هذا وقد ثبت فعلاً وجود الكتابة بهذا الخط فى بابل حتى قبل عهد احتى قبل عهد ابراهيم وان بابل كانت مملكة مستنيرة بالعلوم والمعارف وكان بها العديد من المدارس والمكتبات 0

 

 

 

ثانيا : أدعى " هوايت " أن القصص الواردة فى التوراة مأخوذة من أساطير الديانات الوثنية القديمة مع إدخال بعض التحريفات عليها 0 وأن " موسى " هذا قد تمثله : أوزوريس عند المصريين ، وبكخوس عند العرب وابولون عند الرومان 0

وللرد على ذلك نورد الآتى

· بديهى جداً لاتخلو العصور التى سبقت توراة موسى ، وكذا الأماكن الأخرى ، من مؤمنين بالله الذى يعرفون كثيراً عن الأمور التى ترضيه أو تغضبه 0 فإذا تشابهت بعض المعتقدات بينها وبين ما كتبه موسى، يكون ذلك بسبب التجاور والانتقالات بين هذه البلدان 0 وان وان كان ما يعتقدوه قد اعتراه بعض الانحرافات 0

· ثم أن هناك الناموس الطبيعى الذى زرعه الله فى ضمائر خليقته ، فإذا حدثت المشابهة ، لا تعنى نقص احدهما أو اقتباس واحدة من الأخرى كدليل انقصانها 0 بل أتت هذه وتلك وحياً من الله وإن اختلفت الوسيلة والتدبير والشكل 0

· ما روته أساطير الوثنية لا يخلو بأى حالِ من الخرافات والمبادىء الخاطئة التى ترجح إما عبادة وثنية شيطانية ، أو تمجيد شخص والارتفاع به إلى مستوى الألوهية ، فأين هذه الخرافات والوثنيات من استقامة وصحة الوحى الالهى بما كتبه موسى أو غيره ؟

· ولماذا نفترض الجزم بأن ما أتت به هذه الشعوب فى أساطيرها سابقاً لما كتبه موسى ؟ أليس من الإنصاف أن نقول ونقرر أن موسى كتب أولا وبسبب الجوار أخذت منه هذه الشعوب قصصها الخرافية ؟

ثالثا : وهذه دعابة 00 ساخرة 000 تدعو للاشمئزاز 000 إذ ادعى فولتير عدو الدين ، أنه لا وجود لموسى هذا بالمرة ، بل هو شخصية خيالية وأن كل ما كتبه هو قصص خيالية 0

ونرد عليه باجماع التاريخ ، وكل شعوب العالم ، المصريين والفينيقيين ، والأشوريين واليونان والرومان ،، على حقيقة شخص موسى فى التاريخ الدينى للبشرية 0

ونظرة واحدة شاملة لكتب الأديان تجده مذكوراً عند اليهود والاسلام ، والمسيحية بالطبع

أما إن كان فولتير قد رأى أن فى أبطال الشعوب من يشبه موسى ، فهذا لا يعنى عدم وجود موسى 0 بل يؤكده 0 وندلل على ذلك بأنه إن كان نيرون الطاغية قد أحرق روما لكى يرى صورة واقعية لحريق ترواده التى أحرقها أوليس ملك اليونان وجيشه ، فهل ينفى عمل نيرون هذا وجود أوليس ؟ بالطبع لا بل يؤكده كما ذكرنا 0

رابعا : يقول البعض ، أنه ولو كان موسى هو كاتب الأسفار ، فأنها قد فقدت لأسباب

أ- طول المدة بين موسى وعهد سليمان وبناء الهيكل وكذا التغيرات السياسية الكثيرة التى تعرض لها اسرائيل ومعهم بالطبع تابوت العهد ولوحى الحجر والأسفار فيما بعد 0

ب- الإرتداد المتكرر والمزمن فى حياة اسرائيل ، وكذا شر الملوك ، دفع بالناس إلى التفريط فيما بين أيديهم من أسفار مقدسة 0

ج- المجن الكثير التى حات باليهود ، مثل السبى واحراق الهيكل بيد نبوخذ نصر ( 2 مل 24 : 12 –16 ) وكذا اضطهاد انطيوخس وتخريب هيكلهم ( 1 مكا 1 ) وكذلك الهدم الأخير له سنة 70 م0

وللرد عليها ندلل بالآتى

لما سلم الرب الوصايا والشرائع لموسى ، أمره بكتابتها ايضاً ووضعها فى مسامع يشوع ( خر 17 : 14 ) 0 بل وأمره أن يكتبها لنفسه على اعتبار أنها عهد مع الشعب شهد عليه موسى ( خر 34 : 27 ) 0

أمر الرب أن يكتب كل ملك لنفسه نسخة من التوراة ، وتنقش نقشاً جيداً ( تث 27 : 1 –8 ) 0 كذلك حفظت دماً نسخة منها مع تابوت العهد أينما ذهب ( تث 31 : 24 – 26 ) 0

وقد خصص الله سبطاً كاملاً هو سبط لاوى وفرغه تماماً للاهتمام بالخدمة والحفاظ على الكتب المقدسة وتعليم الشعب ( تث 27 ) فى هذا ذكر يوسيفوس المؤرخ أن موسى كان قد كتب إثنى عشر نسخة من التوراة ووزعها على الأسباط لتكون مرجعاً لكل سبط 0

وها هو داود يعلن – كملك-تمسكه ومعرفته واخلاصه الكامل لوصايا الله وناموسه وشرائعه واحكامه وفرائضه ، كمثال حى لبقاء الناموس حتى زمان داود (مز 199 ) 0

وإن كان نبوخذ نصر قد أحرق الهيكل ، كذلك شيشق ملك مصر الذى قيل عنه إنه أخذ خزائن ببيت الرب وخزائن بيت الملك ( 2 أ ى 12 : 9 ) فإن ذلك لا يعنى فقدانها بالكامل 0 فقد ذكر دانيال وهو فى السبى إنه

فى السنة الأولى لداريوس 00 أنا دانيال فهمت من الكتب عدد السنين التى كانت عنها كلمة الرب إلى أرميا النبى " وأيضا قولة

00 كما كتب فى شريعة موسى قد جاء علينا " (دا 9 )

وبعد عودة الشعب من السبى ، كانت الكتب المقدسة فى حوزتهم ، فقد قيل عن عزرا الكاتب أنه

كاتب ماهر فى شريعة موسى التى اعطاها الرب لإسرائيل 00000

( عز 7 : 6 )

كذلك ذكر فى سفر نحميا إجتماع كل الشعب وسماع أقوال الشريعة من عزرا والكهنة واللاويين ( نح : 8 ) 0

بل والتاريخ يشهد بقيام عزرا بتجميع أسفار العهد القديم ، بما فيها بالضرورة أسفار موسى الخمسة 0

وإذا قيل أن هجوم تيطس سنة 70 وتخريبه لأورشليم وللهيكل قد قضى على نسخ التوراة 00 نرد بأن مئات من هذه النسخ كانت موجودة فى أيدى الشيوخ والعلماء داخل وخارج أورشليم 0 خصوصاً وأن الترجمة السبعينية كانت قد أنجزت قبل هذا التاريخ بكثير

وفى النهاية ندلل على دوام الأسفار ، بحفظ الله لما أوحى به وأمر ، هكذا نؤمن فى المسيحية ، حيث أمر السيد المسيح بالتفتيش فيها وكذلك شهد لها رسله القديسون 0

بل قيل فى القرآن فى القرن السادس

( وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله ) ( سورة المائدة 42 )0

من كل ما سبق ننفى الإدعاء بفقدان التوراة

خامسا : يقولون إنه وإن كان موسى قد كتب الأسفار فكيف عن نفسه أحياناً بصيغة الغائب مثل الشواهد: ( قال موسى خر 11 : 4 ، رسم موسى خر 15 : 1 ، أما الرجل موسى فكان حكيماً جداً عد 12 : 3 )0

ونرد بأن ذلك لا ينفى كون موسى كاتب الأسفار 0 فهذا وارد فى روايات كثيرة سطرها أناس بأيديهم وذكروا انفسهم فى صيغة الغائب 00 نورد منها

قول متى عن نفسه

فيما يسوع مجتاز هناك رأى إنساناً جالساً عند مكان الجباية اسمه لاوى ( متى ) فقال له اتبعنى 0فقام وتبعه " ( مت 9 :9)

فهل لذلك نقول أن متى لم يكتب انجيله ؟

كذلك بولس الرسول يقول عن نفسه

أعرف انساناً فى المسيح قبل أربع عشرة سنة 000 اختطف هذا إلى السماء الثالثة ( 2 كو 12 : 2 – 4 )

فهل لذلك نقول انه لم يكتب رسالة كورنثوس ؟

كانت هذه اعتراضات خمسة ، أوردناها من بين أكثر من عشرة إعتراضات وجهت للأسفار 0 ولكن اكتفينا بها 0 لندلل على فساد أذهان البعض ، ونؤكد على صدق نسبة هذه الأسفار لموسى النبى 0

والآن لندلل بالأكثر على أن الكاتب هو موسى النبى من خلال :

شهادات العهد القديم

شهادات العهد الجديد

ج)أدله عقلية منطقية

 

أ) شهادات العهد القديم

 

وفيها يستطيع الدارس أن يميز ثلاثة عناصر للناموس لابد أن يكون موسى النبى هو الذى سجلها وهما

كتاب العهد 00 الوصايا العشر 00 حيث ذكر

 

كتب موسى جميع أقوال الرب ( خر 24 : 4 )

( أنظر خر 20 : 22 – خر 23 )

الشرائع الخاصة بخيمة الإجتماع والخدمة ( خر 25 – 31 ؛ خر 35 – 40 ) وقد أكد سفر الخروج أن الرب قد أعلن هذه الشرائع بكل تفاصيلها المذكورة لموسى النبى ( خر 25 : 1 ) 0

 

افتتح سفر التثنية بخطاب هام لموسى وجهه للجيل الجديد قبل دخول أرض الميعاد ( تث 31 : 9 ، 24 – 26 ) ولاشك فى أن موسى هو صاحب هذا الخطاب 0

كذلك يمكنا التدليل بالعهد القديم بما ذكرناه فى خامساً فى فقرة الاعتراضات السابقة 0

ب) شهادات العهد الجديد

اقتبس السيد المسيح عبارات وردت فى أسفار موسى

فقال لهم يسوع : أنظر لا تقل لأحد ، بل أذهب أر نفسك للكاهن وقدم القربان الذى أمر به موسى شهادة لهم " ( مت 8 : 4 )

وهذه وردت فى ( لا 14 : 4 و 10 )

قارن ايضاً : ( مت 19 : 8 ) ؛( مر 10 : 5 )مع ( تث 24 : 1 ) ، ( مر 7 : 10 ) مع ( خر 20 : 12 ) ، ( مر 12 : 26 ؛ لو 20 : 37 ) مع ( خر 3 : 6 ) 0

كذلك اعتبر العهد الجديد أن القراءة فى الناموس هى القراءة فى موسى

لأن موسى منذ أجيال قديمة له فى كل مدينة من يكرز به إذ يقرأ فى المجامع كل سبت ( أع 15 : 21 )

 

لكن حتى اليوم حينما يقرأ موسى 0 البرقع موضوع على قلوبهم ( 2 كو 3 : 15 )

( أنظر ايضاً رو 10 : 5 ، 19 ، 1 كو 9 : 19 )

ج ) أدلة عقلية منطقية

وهذه نلخصها فى اسلوب الكتابة ، فهو يشير بقوة إلى موسى كرجل تربى فى مصر وتعليم حكمتها ، له إلمام دقيق بمصر 000 نوجز هذه الأدلة فى النقاط التالية

جاءت الأسفار تضم الكثير من الكلمات المصرية مثل

 

" صفنات فعنيح " ( تك 41 : 45 ) أسم مصرى أطلق على يوسف

" أسنات " ( تك 41 : 45 ) إسم مصرى يعنى ( المنتمية للإلهة نيث Neith )

ذكر مدنية هليوبوليس باسمها المصرى القديم " أون " ( تك 41 : 45 ) ( تك 46 : 20 )

رعمسيس ( تك 47 : 11 )

لفظ ( طاس ) لقب كأس يوسف ، تعبير لم يستخدم إلا فى الأسفار الخمسة ومرة واحدة فى سفر أرميا ( أر 35 : 5 ) وقد كان أرميا وقتها فى مصر 0

ذكر بعض العادات المصرية التى لا يعرفها إلا من عاش بمصر مثل

عادة زواج الخصيان ، فلم يشر إليها إلا فى ( تك 37 : 36 ؛ 39 : 1 )

عادة تقديم الخاتم ووضع طوق الذهب فى عنق من يود تكريمة بالسلطة ( تك 41 : 42 ) لم تكن تعرف فى إسرائيل 0

من الناحية الجغرافية

الكاتب يعرف سمات شاطىء النيل ، كما يعرف رمل البرية ( خر 2 : 12 ) والبردى المصرى ( خر 2 : 3 ) 0

وموقع رعمسيس وسكوت ( خر 2 : 37 ) وإيثام ( خر 13 : 20 ) وفم الحيروث ( خر 14 : 2 ) 0

بل ويظهر إدراكه ودرايته بجغرافيتها من قوله

" قد استغلق عليهم القفر " ( خر 14 : 3 )

 

******************************

كانت هذه مقدمة هامة لأسفار موسى الخمسة 0 ويمكنك الاستزاده بما كتبه المفسرون العمالقة فى العهد القديم

القمص تادرس يعقوب ملطى 0 تفسير التكوين 0

الارشيدياكون نجيب جرجس 0 تفسير التكوين 0

مار افرام السريانى 0 سفر التكوين 0

( مخطوطة 113 ه 0 بمكتبة جامعة اكسفورد )

 

سفر التكوين

مقـــــدمة

قانونية السفــر

هـــدف السفر

الرموز فى السفر

سفر البدايــات

تواريخ فى السفر

نبوات فى السفر

نبوات عن المسيح فى السفر

اعتراضات والرد عليها

أقسام السفر

سفر التكوين

هو السفر الأول من الكتاب المقدس ، دعى فى العبرية " بى راشيت " وتعنى " فى البدء " 0 أما تسميته " التكوين " فهى مترجمة عن السبعينية وتعنى " الأصل " أو البدايات " Genesis وهكذا انسحبت هذه التسمية لباقى اللغات 0

وقد كتب السفر موسى النبى – كما درسنا – وهناك رأيان فى توقيت كتابته : إما فى مديان أثناء رعايته لغنم عمه يثرون ، أو بعد استلامه للشريعة 0 والرأى الثانى هو الأرجح 0

قانونية السفر وصحة نسبه لموسى

نعرف ذلك من روح وأسلوب الكتابة المتبع فى الخمسة أسفار 0 كذلك التسلسل التاريخى للأحداث التى سجلها السفر وما بعده 0 فبينما ينتهى سفر التكوين بموت يوسف يبدأ سفر الخروج بذكر أسماء بنى اسرائيل الذين حضروا الى مصر ثم قيام ملك جديد لم يكن يعرف يوسف 0

ولعل حرف " الواو " الذى تبدأ به أسفار الخروج واللاويين والعدد يوضح استمرارية السرد التاريخى بقلم واحد بكل تأكيد 0

هذا بالاضافة الى كون أنبياء العهد القديم ثم ربنا يسوع المسيح نفسه ورسله القديسين ، قد تحدثوا عنه ومنه كثيراً

هدف السفر

السفر فى مجمله يمثل الخطوط العريضه لنمط علاقات البشر مع الله ، بدءا من مجده فى خلقة الكون والطبيعة والانسان ، ومرورا بقصة سقوطه ، ثم اعلان خطة الله لخلاص ذلك الإنسان 0 عبر المسلسل الطويل المرير من عناد البشر ، واصرار الله على محبته ورغبته الأكيدة فى عودتهم إليه 0 كل ذلك من خلال أحداث وشخصيات ، أخذت أحياناً أشكالاً درامية محزنة كالطوفان ، وبلبلة الألسنة فى بابل

 

هذا ويمكن إجمال أهداف السفر فى نقاط محددة كتالى

إظهار أن الله هو الخالق لهذا الكون كله وهو القادر على كل شىء 0

الخطية مدمرة للإنسان ، ومفسدة لطبيعته ، وعقابها رهيب إذ طردت أبوينا خارج الفردوس ، وأهلكت العالم بالطوفان ، وأحرقت أيضاً سدوم وعمورة 0

الشيطان عدو الله ، وعدو الإنسان 0 عداوة واضحة منذ البدء

حركة البشر الدؤوبة للعودة الى الله استناداً على وعد لمحه أدم فى وسط عقاب الله للحية

أضع عداوة بينك وبين المرأة وبين نسلك ونسلها 0 هو يسحق رأسك وأنت تستحقين عقبه ( تك 3 : 15 )

حفظ الله لخاصة ، يجهز لنفسه منها ، النسل الذى به يفدى الناس 0 ذلك داخل تدبير متقن جداً يمكن تلخيصه فى العبارة ( من الكثرة إلى القلة إلى الفرد )

الرموز فى سفر التكوين

قدم لنا السفر – إلى جانب النبوات – شخصيات وأحداث عديدة رمزت بوضوح للمخلص والفادى ربنا يسوع المسيح نستعرضها هنا :

شجرة الحياة التى فى وسط الجنة ( تك 3 : 23 )

بدأت العبادة بعد السقوط بتقديم الذبائح ، إشارة إلى دم يسوع المسيح بكونه الذبيحة الفريدة ، الذى به وبدمه فقط نقترب إلى الله 0

فلك نوح والطوفان ، رمز للمسيح واهب الحياة والتجديد للطبيعة البشرية ، بالمعمودية

تقدمة ملكى صادق إشارة صريحة جداً لكهنوت السيد المسيح ، وكونه قد ذاته خبزاً وخمراً ، جسداً ودماً أقدسين ( تك 14 مع عب 8 )

تقديم ابراهيم اسحق ابنه ذبيحة ، إشارة إلى مسرة الآب أن يسحق إبنه ، ذبيحة عنا 0

طاعة اسحق مثال عجيب لطاعة المسيح حاملاً صليبه ( تك 22 ، مع فى 2 : 8 )

السلم الذى رآه يعقوب ( تك 28 ) إشارة لصليب المسيح الذى به وعليه ندخل السماء 0 بعدما صارت لنا المصالحة ( 2 كو 5 : 18 ؛ أف 2 : 16 ) 0

أما حياة يوسف فهى غنية بالرموز إلى شخص ربنا يسوع

كونه الإبن المحبوب لأبيه يعقوب ، هكذا المسيح مسرة الآب

قميص يوسف الملون ، إشارة لكنيسة المسيح الغنية بالمواهب

نزول يوسف بمحبة لإفتقاد أخوته ، مثال لنزول المسيح لنا

القاء يوسف فى الجب وبيعه كعبد ، يرمزان لنزول المسيح إلى الجحيم ، وكذا خيانة يهوذا له

سقوطه – يوسف – تحت العبودية فى مصر بلا ذنب ، إشارة إلى صيرورة المسيح عبداً لأجلنا بلا ذنب اقترفه ؛ فهو القدوس

إنقاذ يوسف لمصر من الموت جوعاً ، إشارة إلى إنقاذ المسيح لنا وكانت الحكمة هى محرك الإنقاذ ومحوره

توايخ هامة فى سفر التكوين

 

 

الخليقة 5500 قبل الميلاد بحسب حساب كنيستنا

نوح لا يعرف تاريخه على وجه التحديد

ولادة ابراهيم 2166 ق 0م0

ابراهيم يدخل كنعان 2091 ق 0م0

ولادة أسحق 2066 ق 0م0

ولادة يعقوب وعيسو 2006 ق 0م0

هروب يعقوب إلى حاران 1929 ق 0م0

ولادة يوسف 1915 ق 0م0

يوسف يباع عبداً 1898 ق0 م

يوسف يحكم مصر 1885 ق 0م0

موت يوسف 1805 ق 0م0

 

سفر التكوين والبدايات

سجل لنا السفر بدايات عديدة جديرة بالتأمل

بداية الكون المادى 2- بداية الجنس البشرى

بداية السقوط 4- بداية فكر الخلاص

بداية مفهوم الأسرة 6- بداية الحياة فى المدينة

بداية فساد المجتمع 8- بداية الأمم

بداية اللغات المختلفة 10- بداية العبرانيين بابراهيم

نبوات عن السيد المسيح فى السفر

على جوار الرموز التى درسناها فى النقطة السابقة لندرس هنا النبوات التى جاءت عن مخلصنا يسوع

المسيح هو نسل المرأة الذى يسحق رأس الحية

 

أضع عداوة بينك وبين المرأة وبين نسلك ونسلها 0 هو يسحق رأسك وأنت تستحق عقبة "

( 3 : 15 )

تجد اتمام هذه النبوة فى ( غلا 4 : 4 ؛ لو 2 : 7 ؛ 1 يو 3 : 8 ؛ رؤ 12 : 9 )

وهذه النبوة بالذات تشير إلى ولادته من عذراء بدون زرع بشر ( حاول أن تدرس ذلك ) 0

المسيح من نسل ابراهيم

" وابراهيم يكون أمة كبيرة وقوية وبتبارك به جميع امم الأرض " ( 18 : 18 )

" وبتبارك فى نسلك جميع أمم الأرض " ( 22 : 17 ، 18 )

 

وتجد اتمام هذه النبوة فى ( مت 1 : 1 ؛ لو 3 : 34 ؛ أع 3 : 25 ؛ غلا 3 : 16 )

المسيح من نسل اسحق

بل سارة إمراتك تلد لك ابناً وتدعو اسمه اسحق 0 واقيم عهدى معه عهداً أبدياً لنسله من بعده

( 17 : 19 )

وتجد اتمام ذلك فى ( مت 1 : 1 ، لو 3 : 34 )

المسيح من سبط يهوذا

"00 لا يزول قضيب من يهوذا ولا مشترع من بين رجليه حتى يأتى شليون وله يكون خضوع شعوب " ( تك 49 : 10 )

وهذه تجد اتمامها فى ( لو 3 : 33 ؛ مت 1 : 2 ، 3 )

يرى بعض المسلمون أن " شليون " هنا إشارة إلى نبى الإسلام ، ويرون أن صفاته التى ذكرها الكتاب " مسود العنينين 00 أبيض الأسنان من اللين " تنطبق عليه 00 وفى ادعائهم هذا يرون أن النبوة تشمل كون السيد المسيح هو آخر نسل من يهوذا ( آخر مشترع من بين رجليه ) وبالتالى يكون من جاء بعده ( محمد ) هو شليون !

 

لقد تناسى هؤلاء أن المسيح – له كل المجد – لم يأت من بين رجلىَ يهوذا ، فلم يأت من زرع بشر ! بل بشهادة القرآن نفسه ولدته العذراء المفضلة على جنس البشر بدون زرع بشر 0

 

بالأضافة إلى أن معنى كلمة كلمة شليون هو " الذى له " 0 وهذه تؤكدها الآية بحسب ما جاءت فى السبعينية "000 حتى يأتى الذى حفظت له ( الرياسة ) الذى هو مشتهى كل الأمم " فبمقارنة أسفار العهد القديم ، نجد أن يسوع المسيح هو الذى له الرياسة ( أش 9 : 6 ) وهو مشتهى كل الأمم ( حجى 2 : 7 )0

اعتراضات والرد عليها

نكتفى هنا ببعض الإعتراضات وبيان الرد عليها

لهجة معاصرة الآن ، العهد القديم هو كتاب حوى مجموعة من الأشخاص والذين دعوا انبياء ، وهم فى حقيقتهم مجموعة أشرار 0 تجد الذى يسكر واللص والزانى والمخادع والقاتل 0 ودليلهم فى ذلك نوح لما سكر وتعرى ، ولوط مع ابنتيه ، ووسيلة يعقوب فى سرقة بركة أبيه وايضاً زنا يهوذا مع كنته ثامار 0

الرد : ما أخطر هذا اإعتراض ، فهدفه النهائى نشر مفاهيم فاسدة تطعن فى إيمان الناس وتشككهم فى كتبهم المقدسة بوحى إلهى مقدس فتعلن خطايا الأنبياء ، وأيضاً تأديب الله لهم 0

هذا وسرد ضعفات الأنبياء يؤكد صحة الكتاب المقدس بلا شك ، لأن الكتب التى ينقصها عامل الوحى المقدس تنزه أصحابها عن الأخطاء ، بل وتتنسب إليهم العصمة 0 أما الكتب المكتوبة بوحى إلهى مقدس فتعلن خطايا الأنبياء ، وأيضاً تأديب الله لهم 0

بالإضافة إلى أن هذه الضعفات تعلن نقصان البشر إذا ما قورنوا بكمال الله من كل ناحية ، وعصمته0 وفى هذا صار هدف كل الأسفار والكتاب الوصول بالناس إلى الشخص الوحيد الذى لا يخطىء ، أعنى ربنا يسوع المسيح الذى قال عن نفسه " من منكم يبكتنى على خطية

( يو 8 : 16 )

فى ( تك 6 : 19 ) يأمر الله نوحاً أن يأخذ اثنين من كل ذى جسد ، ذكراً وأنثى 0 وفى ( تك 7 : 2 و 3 ) يعود فيخصص من البهائم الطاهرة سبعة ومن التى ليست بطاهرة اثنتين فقط 0 هذا تعارض 0

الرد : النص الأول يحمل الوصية اجمالاً ، بمعنى قصد الله أن يهتم نوح بإدخال ذكر وأنثى لكى يتناسلا فيما بعد خروجهم من الفلك 0

أما فى النص الثانى ، فالأمر يحمل تفاصيلاً لما يريده الله ، وكان قصد الله أن يتضاعف عدد الحيوانات الطاهرة ، فطلب أن يأخذ نوح سبعة من كل نوع طاهر 0

ورد فى ( تك 8 : 4 ، 5 ) أن الفلك رسا على جبل أراراط فى الشهر السابع 0 وما لبث أن يقول : فى الشهر العاشر ظهرت رؤوس الجبال وهنا تناقص بين أقوال الكتاب وبعضها 0

الرد : لا يوجد تناقض هنا ، لقد استقر الفلك ، بالجزء المغمور منه فى الماء على قمة جبل أراراط التى كانت مغمورة هى الأخرى لم تظهر 0 ولما انقضت ثلاثة أشهر ( من السابع إلى العاشر ) إنحسرت المياه أكثر فظهرت رؤوس الجبال 0

فى ( تك 9 : 20 ) أخطاء حام نحو عورة أبيه نوح 0 فعلن الثانى كنعان حفيدة ( ابن حام ) 0 وهذا يتعارض مع قول الكتاب فى سفر حزقيال

 

النفس التى تخطىء هى تموت 0 الإبن لا يحمل من إثم الأب 0000

000 بر البار يكون عليه وشر الشرير عليه يكون " ( حز 18 : 20 )

بل ويتعارض مع ما كتبه بفسه فى ( تث 24 : 16 )

لا يقتل الآباء عن الأبناء 0ولايقتل الأنباء عن الآباء 0 كل إنسان بخطيته يقتل

والرد

لم يقل نوح أن كنعان يهلك بخطية أبيه حام حتى يكون التعارض ، إنما قول نوح نبوة عن مصير الكنعانيين 0 كما يحدث ويكنى باسرائيل أو يعقوب ، عن الشعب كله 0

وهذه لا تختلف عن كلام اسحق لعيسو أنه يعيش بلا دسم الأرض ويلا ندى السماء 000

( تك 27 : 39 و 40 )

فانسحبت العبارة إلى نسل عيسو أيضا بنفس القياس 0

بالأضافة إلى أنه لو صارت هذه اللعنة لحام ، لصار ثلث العالم ملعوناً 0 وهذا بالفعل يتعارض مع إرادة الله الذى سبق وبارك حاماً مع أبيه نوح ( تك 9 : 1 – 8)

فى الترجمة السبعينية ( تك 10 24 ) وفى العهد الجديد ( لو 3 : 36 ) ورد إسم " قينان " فى سلسلة الأنساب العبرية بينما سقط هذا الإسم من النسخة العبرية للعهد القديم 0

الرد: هذه مشكلة نساخة وترجمة ، وتقلل بالمرة من عمل الوحى المقدس 0 كما لا يضعف من صحة الكتاب المقد س0

هل يليق برجل الله ابراهيم أن ينكر علاقته بسارة فيخاف وينكر ويكذب 0و ذلك مرتين ( تك 12 : 10 – 13 ؛ 20 : 1 – 11 ) 0

والرد : أنها ضععفة من ضعفات الأنبياء التى لم يحجم الكتاب عن ذكرها ، وقلنا إنها تثبت الوحى أكثر وتظهر صحة الكتاب 0

ويمكنا الرد أن ابراهيم اختار هذا التصرف ، حكمة منه بسبب كون هذه الشعب تدين بالوثنية وليس فيها خوف الله بل كانوا يقتلون ازواجهن ايضاً فحسب ابراهيم رده هذا حكمة للهروب 0

ولكن كان الأحرى بابراهيم " رجل الإيمان " أن يسلم الأمر لله فى ثقة كاملة ورجاء ثابت فتتدخل عنايته المخلصة فى الوقت المناسب لينقذه 0

ورد فى ( تك 15 : 13 ) أن العبريين سوف يتغربون فى مصر ويذلون 400 سنة بينما ورد فى ( خر 12 : 40 ) 430 ) سنة 0

الرد : الأول نص على أن 400 سنة هى المدة من وقت ولادة اسحق فطامه حين جدد الله العهد ابراهيم ( تك 21 : 8 –21 ) بينما الثانى فنظر فيه النبى إلى ما قيل من وقت دعوة الله لإبراهيم إلى الخروج من مصر 0 فلا اختلاف فى ذلك 0 لأن الثلاثين سنة هى المدة التى ولد بعدها اسحق لإبراهيم 0

ويمكننا تلخيص ذلك بيانيا كتالى

من دعوة إبراهيم ( أع 7 : 2 ) إلى انتقاله من حاران ( تك 12 : 5 ) 5 سنوات مدة أقامته فى كنعان قبل مولد اسحق ( تك 21 : 5 ) 25 سنة

وحتى مولد يعقوب ( تك 25 : 26 ) 60 سنة

وإلى النزول إلى مصر ( تك 47 : -- ) 130 سنة

ومدة أقامة الشعب فى مصر 210 سنة

بجمع هذه السنوان : 5 + 25 + 60 + 130 + 210 = 430 سنة

وهذا ما أكده الرسول بولس أيضاً فى ( غلا 3 : 17 ) إنه من وعد الله لإبراهيم فى ( تك 12 : 1 –5 ) إلى إعطاء الشريعة 430 سنة 0

 

أما قوله فى النص الثانى ( خر 12 : 40 ) أن أقامة بنى اسرائيل فى مصر كانت 430 سنة ، فيقصد به كل مدة تغربهم من وقت دعوة إبراهيم لترك وطنه إلى خروج بنى اسرائيل من مصر 0 لأن إبراهيم وذريته أقاموا فى أرض الموعد كأنها غريبة ( كأنهم غرباء ) عب 11 : 9 ) 0

 

وأن قيل لماذا أقتصرت النبوة على مصر ؟ نقول أن ذلك من قبيل الإكتفاء بالأشهر ، ففى مصر ذاقوا الآلآم الشديدة وفيها جرت الآيات الباهرة 0

 

فى ( تك 18 : 1 ) ذكر أن الرب ظهر لإبراهيم 0 وفى ( عب 13 : 2 ) قال عنهم بولس أنهم ملائكة 0

 

الرد : كلمة الرب تعنى السيد ، ومن اتلممكن أن يكون ذلك السيد ملاكاً او انساناً ، ففى اللغة العبرية والآراميه لا يقصد بها دائماً الله " يهوه " 0

فبلا شك ، الذين زاروا إبراهيم كانوا ملائكة ظهروا بشكل رجال 0 ولايمكن اعتبار هذه الحادثة تجسدا ً للمسيح فى العهد القديم ، فهذه بدعة تسمى " بالوجود السابق " Preexistance فجسد المسيح أخذه من العذراء مريم وهو جسده الوحيد الذى به عاش وصلب ومات وقام وصعد 00 وهو الذى يأتى به فى مجده ليدين العالم 0

إرتكب لوط الدنس مع اننتيه ( تك 19 : 32 – 35 ) بينما يشهد بطرس الرسول عن طهارته وبره ( 2 بط 2 : 7 ) 0

الرد : شهادة بطرس عن لوط بلا شك هى الحقيقة الأصيلة ، ومن الخطأ حتى أن ينسب الشذوذ الجنسى إلى لوط ، فيسمى فى اللغة :" اللواطة " 0

 

أما الحقيقة فهى أن ننسب الخطأ للإبنتين ، فهذا واضح من نص الكتاب 0 إنهما قصدتا من ذلك لا الشهوة ، بل إقامة نسل ظناً منهما أن العالم كله قد هلك 0

من هذا المنطلق لا يعد علمها زنى ، بل ضعفاً بشرياً

 

فى ( تك 46 : 26 ) ورد أن النفوس التى أتت إلى مصر ست وستون نفساً 0 بينما ذكر فى ( 46 : 27 ) انهم سبعون 0 وعاد اسطفانوس فى ( أع 7 : 14 ) ليذكر أنهم خمسة وسبعين نفساً 0 أين الحقيقة ؟

 

الرد : بسيط جداً 000 بالرجوع إلى نصوص الآيات

فى الأولى 66 نفساً ما عدا النساء ، ولم يتضمن أيضاً يعقوب ويوسف وابنيه 0 لهذا عاد فى فى الثانية وذكر أن جميع النفوس 70 نفساً ( 66 +4 ) 0

 

أما تحديد اسطفانوس العدد 75 نفساً ، فلأنه أضاف نساء أبناء يعقوب ، وقد كن 9 فقط ، إذ كانت زوجتى يهوذا وشمعون قد توفينا ( تك 38 : 12 ؛ 46 : 10 ) فأصبح العدد 66 +9 = 75 نفساً 0

دون أن يضيف بالطبع زوجة يوسف المصرية لكونها فى مصر 0

أقسام السفر

يمكنا تقسيم السفر غلى قسمين رئيسين ، كل منهما يشمل أحداث أو شخصيات ، صنعت السفر

أولا : التاريخ البدائى

 

خليقة العالم وسقوط الإنسان ص 1-3 0

قتل هابيل 4 0

نوح وتجديد العالم 5 – 10 0

برج بابل 11 0

 

ثانيا : البطاركة الأولون

 

إبراهيم ص 12 –25 0

اسحق 21- 25 0

يعقوب 25 –36 0

يوسف 37 –50 0

 

أضف تعليق


كود امني
تحديث

تم التطوير بواسطة شركة ايجى مى دوت كوم
تصميم مواقع مصر - ايجى مى دوت كوم