غَافِرُ خَطَايَانَا

                                                                                                                                                                                                  
قدَّموا إليه امرأة أُمسِكتْ وهي تزني متلبسة في ذات الفعل... أرادوا أن يجربوه لكي يكون لهم ما يشتكون به عليه، أمَّا يسوع فانحنَى إلى أسفل وكان يكتب بإصبعه على الأرض؛ لأنه فيما هو القاضي والديان والحاكم العادل؛ إلا أنه هو أيضًا المحامي والفادي والمخلص والضامن لعهد جديد؛ الذي لا يشاء موت الخاطئ مثلما يرجع ويحيا.. كتب بإصبعه التي كتب بها الشريعة العتيقة، ولا زال يكتب خطايانا أمامنا؛ حتى نكُفّ عن انتقاد ودينونة الآخرين والحُكم عليهم؛ وكي نستفيق وننظر إلى أنفسنا، لا إلى غيرنا... نحكم على أنفسنا قبل أن يُحكم علينا.


إن مسيحنا يضعنا أمام ضمائرنا وأمام ناموس وصاياه كي نستيقظ وننظر إلى حالنا، إذ لا يجوز للخاطئ أن يحاكِم خاطئًا مثله... فمسيحنا وحده هو غافر خطايانا بدم صليبه، وهو نور العالم به نهتدي ونستنير ونمشي في نور نهار الحياة؛ فلا تغشانا الظلمة الحالكة... سالكين بشهادة الحق التي تحررنا من سطوة الشهوات والأهواء والعبادات المزيفة، ولا نُستعبَد فيما بعد.
هو يقدسنا ويُنير جهالاتنا؛ وينزع صك خطايانا وعار فسادنا؛ محولاً العقوبة إلى خلاص، والسقوط إلى قيامة، والضياع والرماد إلى وجود وفرح أبدي، فلنترك الحجارة والدبش والهدم والدينونة والانشغال الباطل بالآخرين؛ حتى ننصرف لنُخرج الخشبة التي في عيوننا؛ مستجمعين الحجارة والطاقة المستخدمة من أجل البنيان والارتقاء والتكميل والتجميع؛ لأن يسوع ما زال يقف في الوسط في المركز، مترفقًا بالحميع؛ وعنده غفران لا نهائي برجاء الخلاص الأبدي الذي لا يخزى.
إنه لا يهادن الخطية؛ فبينما هو عارف الأسرار والخفيات والضعفات والتقصيرات؛ لكنه جاء لا ليديننا بل ليخلصنا.. له المجد وحده على كل شيء في كل شيء.

القمص أثناسيوس چورچ.
www.frathanasiusdublin.com