اقتربَ منكٌم مَلكٌوتٌ اللهِ

الإنجيل والبشري بملكوت الله ..

stair_way_to_heaven+ ان غاية الإنجيل هو دعوتنا الي التوبة والإيمان وقبول بشري ملكوت الله {من ذلك الزمان ابتدا يسوع يكرز و يقول توبوا لانه قد اقترب ملكوت السماوات} (مت 4 : 17). ولهذه الدعوة كان السيد المسيح يجول فى المدن والقرى {و كان يسوع يطوف كل الجليل يعلم في مجامعهم و يكرز ببشارة الملكوت و يشفي كل مرض و كل ضعف في الشعب }(مت 4 : 23).

ولهذه الرسالة اختار التلاميذ والرسل ليكرزوا {و فيما انتم ذاهبون اكرزوا قائلين انه قد اقترب ملكوت السماوات} (مت 10 : 7). ولقد تمركزت دعوة السيد المسيح على الإيمان بالله ومحبته للبشر وسعيه الي خلاصهم ليقودهم الي ملكوته السماوى كهدف سامي سعي اليه مخلصنا الصالح وذكر عنه كثيرا من الأمثال عن أهميته ونموه وأمتداده والحرص على أعداد أنفسنا له ، ثم مجئيه وحياتنا فيه .

+ ولقد جاء ذكر ملكوت الله حوالى 127مرة فى العهد الجديد وذكرها القديس متى الرسول بملكوت السموات لكى يتحاشى كتابة أونطق كلمة " الله" لانه كتب الى اليهود الذين لا يتلفظون بالاسم الحسن لله تقديساً واجلالاً {فمن نقض احدى هذه الوصايا الصغرى و علم الناس هكذا يدعى اصغر في ملكوت السماوات و اما من عمل و علم فهذا يدعى عظيما في ملكوت السماوات} (مت 5 : 19).اما بقية الاناجيل فقد كتبت لليونان والرومان والامم عامة فقد جاءت بصيغة " ملكوت الله" { جاء يسوع الى الجليل يكرز ببشارة ملكوت الله .ويقول قد كمل الزمان واقترب ملكوت الله فتوبوا وامنوا بالانجيل (مر 1 : 14-15).وهو ملكوت يسوع المسيح ربنا { على مائدتي في ملكوتي و تجلسوا على كراسي تدينون اسباط اسرائيل الاثني عشر} (لو 22 : 30){ ثم قال ليسوع اذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك }(لو 23 : 42).{ الذي انقذنا من سلطان الظلمة و نقلنا الى ملكوت ابن محبته} (كو 1 : 13).

+ فهل كان السيد المسيح له المجد ينادى بملكوت الله كحدث سيتم مستقبلاً أم انه قد اعلن لنا بمجيء السيد المسيح على الأرض وهل ملكوت الله هو دائرة حكم الله على الأرض والسماء؟ هل هو نطاق سلطان الله الذي يشمل بطبيعة الحال كل ما في الوجود؟ انه بحسب ايماننا المسيحي فإن السماء أو العالم الروحي بملائكته تعترف بحكم الله وتخضع له ، أما الأرض أو العالم المادي فهي ولوقت محدود بحاجة لمعرفة سر الله لنخضع له ونعترف بملكه، وهذه هي مهمة الكنيسة أن تعلن السر الذي استلمته من المسيح ورسله لكل الخليقة { فاجاب و قال لهم لانه قد اعطي لكم ان تعرفوا اسرار ملكوت السماوات } (مت 13 : 11) اننا نعلم ايضاً من خلال الانجيل أن ملك الله النهائي سيحل ونكون مع الله فى السماء ليكون الله الكل في الكل (أفس 1: 23). { اناشدك اذا امام الله و الرب يسوع المسيح العتيد ان يدين الاحياء و الاموات عند ظهوره و ملكوته }(2تي 4 : 1).{وسينقذني الرب من كل عمل رديء ويخلصني لملكوته السماوي الذي له المجد الى دهر الدهور امين }(2تي 4 : 18) .

+ ان ملك الله علي الجميع أمر يؤكده العهد القديم {لتفرح السماوات و تبتهج الارض و يقولوا في الامم الرب قد ملك }(1اخبار 16 : 31){الرب قد ملك لبس الجلال لبس الرب القدرة ائتزر بها ايضا تثبتت المسكونة لا تتزعزع }(مز 93 : 1). {اياته ما اعظمها وعجائبه ما اقواها ملكوته ملكوت ابدي وسلطانه الي دور فدور} (دا 4 : 3). {لان الرب مجننا و قدوس اسرائيل ملكنا}(مز 89 : 18) {فان الرب قاضينا الرب شارعنا الرب ملكنا هو يخلصنا }(اش 33 : 22). وكان الرب يملك على شعبه من خلال الانبياء والقضاة والشريعة حتى عهد صموئيل النبي حتى اختار الشعب له ملكا ارضياً { وقالوا له هوذا انت قد شخت وابناك لم يسيرا في طريقك فالان اجعل لنا ملكا يقضي لنا كسائر الشعوب. فساء الامر في عيني صموئيل اذ قالوا اعطنا ملكا يقضي لنا وصلى صموئيل الى الرب. فقال الرب لصموئيل اسمع لصوت الشعب في كل ما يقولون لك لانهم لم يرفضوك انت بل اياي رفضوا حتى لا املك عليهم. حسب كل اعمالهم التي عملوا من يوم اصعدتهم من مصر الى هذا اليوم و تركوني وعبدوا الهة اخرى هكذا هم عاملون بك ايضا} 1صم 5:8-8. وكان الانبياء يذكروا دائما الملوك بوجوب طاعة الله والخضوع لحكمه وعندما عصوا وتمردوا نزع الله الحكم منهم وصاروا تحت سلطان ملوك غرباء ومن هنا اتجهت انظار اليهود الى التطلع الى الملك المستقبلي للمسيح الملك الذي يعتقدون انه سيأتى من نسل داود ليرد الملك الى اسرائيل وعندما أتي السيد المسيح مخلصا روحيا لم يرضى رغباتهم او يشبع سقف تطلعاتهم لملك ارضى يحررهم من حكم الرومان . وحتى الان ينتظروا الملك الارضى الذي يعيد مجد مملكة داود والى ان تزول العشاوة من عيونهم ليؤمنوا بالمخلص والمحرر الحقيقى الذى أتي ليهبنا ملكوتا سماويا {لذلك ونحن قابلون ملكوتا لا يتزعزع ليكن عندنا شكر به نخدم الله خدمة مرضية بخشوع و تقوى} (عب 12 : 28) .ويقبلوا من تنبأ عنه أشعياء النبي ، يسوع المسيح عمانوئيل الهنا الذي تفسيره الله معنا {على جبل عال اصعدي يا مبشرة صهيون ارفعي صوتك بقوة يا مبشرة اورشليم ارفعي لا تخافي قولي لمدن يهوذا هوذا الهك . هوذا السيد الرب بقوة ياتي و ذراعه تحكم له هوذا اجرته معه و عملته قدامه. كراع يرعى قطيعه بذراعه يجمع الحملان و في حضنه يحملها و يقود المرضعات} أش 9:40-11.

مفهوم ملكوت الله وكيف يتم..

+ الله هو الملك الحقيقى على العالم ، إنه يملك علي كل شئ، لأنه خالق كل شئ، وموجد كل شئ. يملك الكون كله، بكل ما فيه من مخلوقات. ولما دخلت الخطية الي العالم (رو 5: 12)، وملكت علي قلوب الناس وعلي إرادتهم . وبالخطية دخل الموت، وإجتاز إلي جميع الناس (رو 5: 12) وملك الموت (رو 5: 14، 17)، وأصبح الجميع تحت سلطانه وإذ ملكت الخطية ملك الشيطان كعدو لله على الاشرار ليسيطر علي صانعي الأثم والظلمة ، لأن الناس أحبوا الظلمة أكثر من النور (يو 3: 19). لذلك قال لهم السيد في مناسبة القبض عليه "هذه ساعتكم وسلطان الظلمة (لو 22: 53). لقد ملكت الظلمة علي أفكار الناس ورغباتهم..وكان لابد أن يستعيد الله ملكه.كان لابد أن ينتهي تسلط الشيطان ويطرح خارجاً (يو 12: 31). ويسقط رئيس هذا العالم مثل البرق من السماء (لو 10: 18). كان النور الحقيقي اَتياً إلي العالم (يو 1: 9) ليملك الله بمحبته المعلنة على الصليب على قلوب المؤمنين به " الرب ملك علي خشبة " (مز 95). واشترانا بدمه (رؤ 5: 9)، فصرنا ملكه. ملكوت الرب إذن مرتبط بالصليب والفداء. ومن هنا كان أبناء الملكوت هم كل المفديين.ونحن نصلي "ليأت ملكوت" نطلب أن يشمل الفداء كل أحد، نصلي ليؤمن به الكل، ويتمتع به الكل.اما من يختار بحرية ارادته ان يحيا فى الشر والظلام ويرفض طاعة الله فانه يبتعد عن الله وملكوته { ام لستم تعلمون ان الظالمين لا يرثون ملكوت الله لا تضلوا لا زناة ولا عبدة اوثان ولا فاسقون ولا مابونون ولا مضاجعو ذكور .ولا سارقون ولا طماعون ولا سكيرون ولا شتامون و لا خاطفون يرثون ملكوت الله} (1كو 6 : 9- 10). { ليس كل من يقول لي يا رب يا رب يدخل ملكوت السماوات بل الذي يفعل ارادة ابي الذي في السماوات} (مت 7 : 21).

+ ملكوت الله الروحي هو أن يملك الله علي قلب المؤمن، وعلي فكره وعلي حواسه، وعلي حياته كلها. فيصبح كل ما فيه ملكاً لله وعندما يملك الله علينا يصبح ملكوته داخلنا ويحل المسيح بالإيمان فى قلوبنا فيحل السلام والفرح والمحبة { لان ها ملكوت الله داخلكم} (لو 17 : 21). وعندما يملك الله علينا ندعي بحق بنو الملكوت وابناء الله وتكون الكنيسة التى تهبنا البنوة بالمعمودية والاسرار مملكة الله المقدسة. أما الأشرار فإنهم يقفون خارجاً، في الظلمة الخارجية . لا لأن الله رفضهم من ملكه، وإنما لأنهم هم الذين رفضوا أن يملك الله عليهم . {الله يريد ان جميع الناس يخلصون و الى معرفة الحق يقبلون} (1تي 2 : 4) . فلينظر كل إنسان إلي نفسه، هل هو من أبناء الملكوت أم لا؟ إن الله يريد أن يمتلئ ملكوته بالمؤمنين. ولكن الله يشاء أن يملك علينا بارادتنا . إنه يريدنا أن نحب ملكوته، ونسعي إليه، لا أن يدخلنا إلي الملكوت قهراً وإجباراً. لقد وهب الناس حرية الإرادة، يخضعون بها لملكه إن أرادوا، أو لا يخضعون . البعض قبلوه ملكاً. والبعض في تمرد وخيانة، صاحوا قائلين " ليس لنا ملك إلا قيصر" (يو 19: 15).

+ ملكوت الله بالمعنى الكرازي .. يقصد به انتشار الإيمان فى كل الأمم والشعوب وعندما نصلي ليأتي ملكوتك فانها امانة فى أعناقنا ان نصلي ونعمل ونكرز ببشارة الملكوت للبعيدين عن الله سواء من الغير مؤمنين أو المسيحيين بالأسم فقط ليعمل الله بروحه القدوس ويقودهم الى الملكوت وعلينا ان نكمل نحن ايضاً قول الرب لتلاميذه "اذهبوا إلي العالم أجمع، واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها. من آمن واعتمد خلص" (مز 16: 15،16). { و يكرز ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة لجميع الامم ثم ياتي المنتهى} (مت 24 : 14) .لكي يتحقق قول الرب { و اقول لكم ان كثيرين سياتون من المشارق و المغارب و يتكئون مع ابراهيم و اسحق و يعقوب في ملكوت السماوات} (مت 8 : 11). نصلى ليملك الله على حياتنا وقلوبنا وارواحنا لنحيا القداسة التي بدونها لن يري أحد الرب . حقا ان الحصاد كثير والفعلة الأمناء قليلون فلنصلي من أجل ان الرعاة والرعية { فقال لهم ان الحصاد كثير و لكن الفعلة قليلون فاطلبوا من رب الحصاد ان يرسل فعلة الى حصاده }(لو 10 : 2). نصلي من أجل خلاص كل نفس لتحيا الإيمان الحقيقى ويحل ملكوت الله فى قلوبنا جميعا.

+ وملكوت الله الأبدي او السماوى هو مكان سكنى الله مع قديسيه وملائكته فى مجئيه الثاني ليدين الأحياء والاموات ويعطى كل واحداً كنحو أعماله { وللوقت بعد ضيق تلك الايام تظلم الشمس والقمر لا يعطي ضوءه والنجوم تسقط من السماء وقوات السماوات تتزعزع. وحينئذ تظهر علامة ابن الانسان في السماء وحينئذ تنوح جميع قبائل الارض ويبصرون ابن الانسان اتيا على سحاب السماء بقوة ومجد كثير. فيرسل ملائكته ببوق عظيم الصوت فيجمعون مختاريه من الاربع الرياح من اقصاء السماوات الى اقصائها} مت 28:24-30. يقوم الاموات الابرار باجساد نورانية روحية { لا تتعجبوا من هذا فانه تاتي ساعة فيها يسمع جميع الذين في القبور صوته.فيخرج الذين فعلوا الصالحات الى قيامة الحياة و الذين عملوا السيات الى قيامة الدينونة} يو 28:5-29.أما الابرار الاحياء حتى مجئ المسيح الثانى فيتغيروا { و كما لبسنا صورة الترابي سنلبس ايضا صورة السماوي.فاقول هذا ايها الاخوة ان لحما و دما لا يقدران ان يرثا ملكوت الله و لا يرث الفساد عدم الفساد.هوذا سر اقوله لكم لا نرقد كلنا ولكننا كلنا نتغير. في لحظة في طرفة عين عند البوق الاخير فانه سيبوق فيقام الاموات عديمي فساد ونحن نتغير.لان هذا الفاسد لا بد ان يلبس عدم فساد و هذا المائت يلبس عدم موت.و متى لبس هذا الفاسد عدم فساد و لبس هذا المائت عدم موت فحينئذ تصير الكلمة المكتوبة ابتلع الموت الى غلبة.اين شوكتك يا موت اين غلبتك يا هاوية.اما شوكة الموت فهي الخطية و قوة الخطية هي الناموس.و لكن شكرا لله الذي يعطينا الغلبة بربنا يسوع المسيح.اذا يا اخوتي الاحباء كونوا راسخين غير متزعزعين مكثرين في عمل الرب كل حين عالمين ان تعبكم ليس باطلا في الرب} 1كو49:15-58.

+ لقد كان فى زمن الرسل من شكك فى القيامة من الأموات كما اليوم ايضا يوجد الملحدين وغير المؤمنين ولهؤلاء قال القديس بولس الرسول { لكن يقول قائل كيف يقام الاموات و باي جسم ياتون.يا غبي الذي تزرعه لا يحيا ان لم يمت.و الذي تزرعه لست تزرع الجسم الذي سوف يصير بل حبة مجردة ربما من حنطة او احد البواقي. و لكن الله يعطيها جسما كما اراد و لكل واحد من البزور جسمه.ليس كل جسد جسدا واحدا بل للناس جسد واحد و للبهائم جسد اخر و للسمك اخر و للطير اخر.و اجسام سماوية و اجسام ارضية لكن مجد السماويات شيء و مجد الارضيات اخر.مجد الشمس شيء و مجد القمر اخر و مجد النجوم اخر لان نجما يمتاز عن نجم في المجد. هكذا ايضا قيامة الاموات يزرع في فساد ويقام في عدم فساد.يزرع في هوان ويقام في مجد يزرع في ضعف ويقام في قوة. يزرع جسما حيوانيا و يقام جسما روحانيا يوجد جسم حيواني و يوجد جسم روحاني.هكذا مكتوب ايضا صار ادم الانسان الاول نفسا حية و ادم الاخير روحا محييا}1كو 35:15-45.

+بالمجئ الثانى للسيد المسيح تتم الدينونة العامة ويأخذ الابرارالي ملكوت السموات ويكونوا كملائكة الله فى السماء معه كل حين فى فرح وسلام وتسبيح لله { ثم يقول الملك للذين عن يمينه تعالوا يا مباركي ابي رثوا الملكوت المعد لكم منذ تاسيس العالم} (مت 25 : 34). { ثم رايت سماء جديدة و ارضا جديدة لان السماء الاولى و الارض الاولى مضتا و البحر لا يوجد فيما بعد. و انا يوحنا رايت المدينة المقدسة اورشليم الجديدة نازلة من السماء من عند الله مهياة كعروس مزينة لرجلها.و سمعت صوتا عظيما من السماء قائلا هوذا مسكن الله مع الناس و هو سيسكن معهم و هم يكونون له شعبا و الله نفسه يكون معهم الها لهم.وسيمسح الله كل دمعة من عيونهم والموت لا يكون فيما بعد ولا يكون حزن ولا صراخ ولا وجع فيما بعد لان الامور الاولى قد مضت} رؤ1:20-4.

+ لكي نرث ملكوت السموات علينا ان نحيا إيماننا الأقدس الذي دُعينا اليه ملاحظين أنفسنا والتعليم والإيمان السليم { ولكن الروح يقول صريحا انه في الازمنة الاخيرة يرتد قوم عن الايمان تابعين ارواحا مضلة و تعاليم شياطين} (1تي 4 : 1). { و اما البار فبالايمان يحيا و ان ارتد لا تسر به نفسي ،و اما نحن فلسنا من الارتداد للهلاك بل من الايمان لاقتناء النفس (عب 10 : 38-39) وان نتوب ونصنع ثمار صالحة فكل شجرة لا تصنع ثمراً صالحاً تقطع وتلقى في النار { اصنعوا اثمارا تليق بالتوبة} (مت 3 : 8) . وان نكون كالعذاري الحكيمات مستعدين لمجئ عريس نفوسنا السماوي ومصابيحنا موقدة ، لنسير فى محبة الله بقلب متواضع محب لله والناس { و رفع عينيه الى تلاميذه و قال طوباكم ايها المساكين لان لكم ملكوت الله }(لو 6 : 20).

+ اننا فى جهادنا وتوبتنا المستمرة ونمونا في رحلتنا الي الملكوت السمائي نثق فى وعود الله وابوته { لا تخف ايها القطيع الصغير لان اباكم قد سر ان يعطيكم الملكوت }(لو 12 : 32).نتمسك بالرجاء الراسخ فى الله الأمين {فاذ لنا ايها الاخوة ثقة بالدخول الى الاقداس بدم يسوع.طريقا كرسه لنا حديثا حيا بالحجاب اي جسده.و كاهن عظيم على بيت الله.لنتقدم بقلب صادق في يقين الايمان مرشوشة قلوبنا من ضمير شرير و مغتسلة اجسادنا بماء نقي.لنتمسك باقرار الرجاء راسخا لان الذي وعد هو امين} عب 19:10-23. {و لهذا عينه و انتم باذلون كل اجتهاد قدموا في ايمانكم فضيلة و في الفضيلة معرفة. وفي المعرفة تعففا و في التعفف صبرا وفي الصبر تقوى.وفي التقوى مودة اخوية وفي المودة الاخوية محبة.لان هذه اذا كانت فيكم و كثرت تصيركم لا متكاسلين و لا غير مثمرين لمعرفة ربنا يسوع المسيح.لان الذي ليس عنده هذه هو اعمى قصير البصر قد نسي تطهير خطاياه السالفة. لذلك بالاكثر اجتهدوا ايها الاخوة ان تجعلوا دعوتكم واختياركم ثابتين لانكم اذا فعلتم ذلك لن تزلوا ابدا.لانه هكذا يقدم لكم بسعة دخول الى ملكوت ربنا ومخلصنا يسوع المسيح الابدي} 2بط 5:1-11.

الملك الألفي ومفهومه

+ نادت بعض الطوائف البروتستانتيه وشهود يهوه كشيعة يهودية بان السيد المسيح سيأتي ليحكم على الأرض الف سنه يتمتع فيها المؤمنين بالسلام والرخاء .فما مدي صحة التفسير الحرفي لهذا الملك وهل السيد المسيح الذي رفض ان يكون ملك ارضي عندما جاء وتجسد على الارض يأتي ليحكم على الارض فى نهاية الازمنة ، وعندما سأله بيلاطس هل هو ملك اليهود ؟ { ثم دخل بيلاطس ايضا الى دار الولاية و دعا يسوع و قال له انت ملك اليهود} يو 35:18 { اجاب يسوع مملكتي ليست من هذا العالم لو كانت مملكتي من هذا العالم لكان خدامي يجاهدون لكي لا اسلم الى اليهود و لكن الان ليست مملكتي من هنا (يو 18 : 36). بهذا فهمت الكنائس الأرثوذوكسية والكاثوليكية ، وبعض الكنائس البروتستانتية أيضاً كلام الإنجيل للملك الألفي بمعناه الروحي والرمزي وعلى اعتبار أن رقم الألف من أرقام الكمال، ويؤخذ لا في حرفية قيمته العددية،وإنما في رمزيته إلى الكمال. فسفر الرؤيا يتحدث بأسلوب مجازى ولا يمكن تفسيره حرفياً فلماذا يصر البعض على تفسير سفر الرؤيا تفسيراً حرفياً بما يتعارض مع الحقائق الكتابية المعلنة في باقي الأسفار. بينما لا يفسرون باقي أجزاء سفر الرؤيا تفسيراً حرفياً؟. + وقد أجمع علماء التفسير واللاهوتيين أنه لا يجوز لأحد أن يستنبط من الأسفار الرؤية وحدها عقيدة لا أساس لها في سائر الأسفار، ثم يحاول إثباتها بتطويع تفسير بعض النبوءات والتعاليم الكتابية لخدمة آرائه الخاصة التي يستنبطها من سفر الرؤيا. وما جاء فى سفر الرؤيا عن الملك الألفي لا يذكر مجئ المخلص الثانى وملكه على الارض { و رايت ملاكا نازلا من السماء معه مفتاح الهاوية و سلسلة. و طرحه في الهاوية و اغلق عليه و ختم عليه لكي لا يضل الامم في ما بعد حتى تتم الالف سنة و بعد ذلك لا بد ان يحل زمانا يسيرا ، و رايت عروشا فجلسوا عليها واعطوا حكما ورايت نفوس الذين قتلوا من اجل شهادة يسوع و من اجل كلمة الله و الذين لم يسجدوا للوحش و لا لصورته و لم يقبلوا السمة على جباههم و على ايديهم فعاشوا و ملكوا مع المسيح الف سنة} رؤ 1:20-4.بل ان سفر الرؤيا فى يذكر ان السيد المسيح فى السماء كضابط للكل فى السماء وعلي الأرض { و بعد هذا سمعت صوتا عظيما من جمع كثير في السماء قائلا هللويا الخلاص و المجد و الكرامة و القدرة للرب الهنا.لان احكامه حق و عادلة اذ قد دان الزانية العظيمة التي افسدت الارض بزناها و انتقم لدم عبيده من يدها. و قالوا ثانية هللويا و دخانها يصعد الى ابد الابدين. و خر الاربعة و العشرون شيخا و الاربعة الحيوانات و سجدوا لله الجالس على العرش قائلين امين هللويا. و خرج من العرش صوت قائلا سبحوا لالهنا يا جميع عبيده الخائفيه الصغار و الكبار} رؤ 1:19-5. تفيد هذه الآيات أن المسيح لا يزال في السماء يدبر العالم ويقود حربه ضد الشيطان كما تفيد الآيات أن الأمم لا تزال تمارس حياتها اليومية ولا تزال تضل عن الحق وتقبل التأديب { و من فمه يخرج سيف ماض لكي يضرب به الامم و هو سيرعاهم بعصا من حديد و هو يدوس معصرة خمر سخط و غضب الله القادر على كل شيء. }. رؤ19: 15. كما يشير الإصحاح التاسع عشر أيضاً إلى حروب دامية سيصنعها الملوك الوثنيون ضد المسيح والمسيحيين بتحريض من الوحش والنبي الكذاب. إذن فعلى مدى الإصحاح 19 وحتى الآية السادسة من الإصحاح العشرين , تختص كلها بحياة العالم الحاضرالآن،حيث المسيح يحكم ويحارب ويؤدب ويرعى . + نحن الآن نعيش هذه الألف السنة وهى المعبر عنها في موضع آخر ب{ الذي انقذنا من سلطان الظلمة و نقلنا الى ملكوت ابن محبته }(كو 1 : 13). أي " ملكوت المسيح" الذي فيه الآن جميع القديسين يملكون مع المسيح والمؤمنين يشاركونهم في كون المسيح ملكا روحيا عليهم {شاكرين الاب شاكرين الاب الذي اهلنا لشركة ميراث القديسين في النور} (كو 1 : 12). فالألف السنة تشير إلى تملك المؤمنين مع الرب ملكاً روحياً، في الفترة التي تبدأ بارتفاعه على خشبة الصليب،ومن ثمَّ تملكه على المؤمنين منذ افتدائه إياهم. بصلب المخلص وقيامته تم طرح الشيطان رئيس هذا العالم خارجاً { واذ كنتم امواتا في الخطايا و غلف جسدكم احياكم معه مسامحا لكم بجميع الخطايا. اذ محا الصك الذي علينا في الفرائض الذي كان ضدا لنا و قد رفعه من الوسط مسمرا اياه بالصليب.اذ جرد الرياسات و السلاطين اشهرهم جهارا ظافرا بهم فيه} (كو13:2-15). وتستمر فترة الملك الألفي بمفهومها الرمزي من تملك المسيح بالصليب، ونصرته بالقيامة وتمجده بالصعود،إلى أن تنتهي بمجيئه الثاني في نهاية الأيام، واكتمال الأزمان المرموز إليها بالألف السنة كرقم كمال، معروفة مدته في سابق علم الله وحده. فلا يشترط أن تكون مدة الألف السنة بمدلولها الحسابي، وإنما تؤخذ فقط بمدلول رمزيتها إلى الكمال. وهذا ما أكده الملائكة للرسل وقت صعود السيد المسيح للسماء { و فيما كانوا يشخصون الى السماء و هو منطلق اذا رجلان قد وقفا بهم بلباس ابيض. و قالا ايها الرجال الجليليون ما بالكم واقفين تنظرون الى السماء ان يسوع هذا الذي ارتفع عنكم الى السماء سياتي هكذا كما رايتموه منطلقا الى السماء} أع 10:1-11. وعلى هذا الرجاء بالخلاص والأنطلاق الى الملكوت السمائي نحن نجاهد لنكون مع الله كل حين { و الروح و العروس يقولان تعال و من يسمع فليقل تعال و من يعطش فليات و من يرد فلياخذ ماء حياة مجانا. يقول الشاهد بهذا نعم انا اتي سريعا امين تعال ايها الرب يسوع} (رؤ 17:22،20).

ليأت ملكوتك ..

+ ايها الرب الهنا نصلي اليك من قلوبنا طالبين ان يأت ملكوتك . وتملك علينا بالحب والسلام يا ملك السلام قرر لنا سلامك واغفر لنا خطايانا . لنؤمن بمحبتك الغافرة والمحررة والداعية الي الخلاص ،لتملك على قلوبنا وارواحنا واجسادنا وبيوتنا واولادنا وبلادنا .وتخضع الشيطان وكل قواته الشريرة تحت أقدامنا سريعا واهباً لنا النصرة على الخطية والضعف والشر والموت فقد كمل الزمان و اقترب ملكوت الله فتوب ونؤمن بالانجيل .

+ ايها الاله المحب الذى يريد ان الكل يخلصون والى معرفة الحق يقبلون ، ان العالم متعطش الى معرفتك ، وهناك الكثيرين قد قادهم الشيطان الي الضلال والغواية والشر . ومن اجل كل هؤلاء الذين عرفوا وحادوا عن محبتك والذين لم يؤمنوا بك ويسيرون فى العالم بسرعة نحو الهاوية . نصلي ان ترسل فعلة أمناء يبحثوا عن الخراف الضاله ليردها وعن النفوس الهالكة ليحيوها وعن الجهال لينيروا اذهانهم بمعرفتك . ولتمهد بروحك القدوس قلوب ونفوس البشر ليتوبوا ويؤمنوا بك مخلصا وربا وملكا ويصنعوا ثماراً تليق بالتوبة .

+ نصلي لكي ما نكون ساهرين علي خلاص نفوسنا ، مستعدين لمجئيك الثاني هذا الذي ستظهر فيه وتعطى كل واحد وواحدة كما تكون أعمالهم . مترجين مراحمك الكثيرة وغفرانك لخطايانا وخطايا العالم لانك عالما بضعف البشر وانت القادر ان تهبنا النعمة والقوة والحكمة لنسير فى طريق الملكوت ونحتمل بشكر الآم هذا الزمان الحاضر من أجل المجد العتيد ان يستعلن فينا .