صرخة أم..... فى عيد الأم

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 

ما أجمل تلك الأيام التى تحتفل بها كل أم ،ما أعظم هذه الأيام التى نجد فيها كل أم كم هو مقدار سعادتها، وكان ذات ليلة عظيمة رأيِتُ أم حزينة، رأيتُ أم باكية، فتعجبتُ لذلك ،وبادرتُها بالسؤال قائلاً لماذا تبكين يا أماه ؟ لماذا الدموع تملأ عيناكى ؟

 فأجابت الأم الحنونة ألم تعرفنى بعد،، يابنى أنا أمك، أنا أمك التى أحتضنتك فى بيتها، أنا أمك التى علمتك فى نهجها ،أنا التى أرضعتك من تعاليمها، أنا العروس التى تنتظر عريسها .، أنا أم كل المؤمنين ،أنا أم كل المسيحيين، أنا الكنيسة الباكية على أولادها أنا الكنيسة المجاهدة ضد ضلال الظالمين ، ...... وبعد ذلك توقفت هذه الأم الحنون عن الكلام، وبدأت وكأنها تكتم صرخة عظيمة فى احشائها وتخفى الدموع من عينيها ، ويـاللعجب ترى مزيج من السعادة والحزن مالئ كل جُعبتها ، فتعجبتُ مرة أخرى وقلتٌ ياأمى أراكى سعيدة وحزينة أى المشاعر تحملين..؟ ونحن فى عيد الأم العظيم ،،وللوقتِ رَمَقَتنى بنظرة عين وفتحت فاها قائلة، أنا الأم التى تحمل كل المشاعر أنا الأم التى تحمل السعادة والحزن معاً ،...( وقد تنهدت تنهيدة عظيمة ومن ثم استرسلت فى حديثها قائلة،،، ... أنا حزينة على أولادى ، حزينة على الذين أغراهم الشيطان وأبتعدت قلوبهم عنى ، وسعيدة على الذين سفكوا دماؤهم وأرواحهم وأجسادهم من أجل حياتى وإستمرار بقائى على أرض الإنسان ، وصمتت بعد ذلك الكلام ... وأحسستُ أنها لاتريد أن تواصل الحديث أمامى .. فخرجتُ من عندها ، وإذ بدأت خطواتى فى التحرك للأمام سَمعتْ آذانى تنهداتها وحُرقة بُكائها ، وأصغيتُ.. فألقيتُ بأذنىًّ على الباب الفاصل بينى وبينها وسمعتُها تُناجى رَبُها ...قائلة .. ياربى يا لحُرقة قلبى ،أولادى عندما يقتربون منى تأتى أمواج الأفكار الرديئة وتأخذهم بعيداً عنى ،، تُغَار منهم لأنهم سعداء فى حضنى ، وكل ذلك فى محاولة منها لهدمى ، هم لايقتربون منها ، لكنها لاتنتظر قُربتهم بل تسعى جاهدة فى إبادتهم ، هذه الأمواج تُفرٍّق بين أولادى وأولادها تنظر إليهم إما أن يكونوا لها أو لا يكونوا إما أن يتبعوها أو لها يخونوا.. ، أولادى ياربى ما إن إحتموا داخل حِصنى هم دائماً فى بَر الآمان ولكن كيف يتركهم عدو البُنيان ، أنت تعلم ياربى إنى أم حنونة أخاف على أولادى من شر هذه الأمواج ، وأحزن أيضاً على الذين ساروا فى دربها ، لكن ياربى هذه الأمواج لا تتركنى أبداً أعيش فى راحة ، وتصر دائماً على الإنتقام من السلام ،إما بإختراع كلام أو بإختراع نظام ، حتى بعدما يشيخُ بى السن وتبدأ عظامى فى الضعف وحيطانى فى الإنقسام ،ترفض الأمواج أن يكونَ للترميم داخل بيتى له مكان ، وإن طلبتُ التعديل وهذا حقى أجد الرد دائماً القتل والنهب والإنتقام ، كل ما أطلبه حقى لكن كيف ذلك يكون ، والأمواج عند سماعها هذا الكلام، تتحول إلى مجنون، ممسكاً بسكين متعطشاً لدماء أولادى المساكين ، وأصرخُ إلى بلدى ،أغيثونى أنقذونى أين أنتم لقد تدهورت صحتى، وأخاف السقوط على أولادى الذين أحبهم ، فتُجيبُ بلدى التى أنا أحبُها وتقول هذا هو القانون ذلك هو قانونى ،وإن لم تصدقى أرجعى للخط الهمايونى ،، أنا تعبت يارب ،،،نًفسى ياربُ مُرة أرجوك لاتتركنى هذه المَرة ،إنى أكتم مشاعرى وألمى فى داخلى ،ولكن للصمت حدود ، ولا أستطيع التحدث سواء معك أنت ، إنى إليك أصرخ يارب ، أرجوك يارب اسمع .. أرجوك يارب اسمع.......... ولما سمعتُ أنا ذلك الكلام فتحتُ الباب وأرتميتُ فى حِضن أمى ،، وقلت أرجوك ياربُ اسمع لأمى ، ياربُ أسمع، ياربُ أسمع ، ياربُ أسمع صرخة أم فى عيد الأم .. صرخة أم فى عيد الأم .....

سامح ابراهيم لوندى

17/3/2010م

أضف تعليق


كود امني
تحديث

تم التطوير بواسطة شركة ايجى مى دوت كوم
تصميم مواقع مصر - ايجى مى دوت كوم