شهيد روح الثورة

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 
المجموعة: قصص للأب أفرايم الأنبا بيشوي الزيارات: 5561

frEfaymرجل مكافح يعمل نجاراً يكد ليواصل تعليم ابنائة الخمسة ولاسيما ابنه الأكبر الطالب فى كلية الطب والمتفوق فى دراسته والذى يفتخر به بين كل معارفه، كان فرحه كله ان الناس ينادونه يا ابو الدكتور ...

عندما قامت ثورة يناير ذهب ابنه ليهتف من أجل الحرية وتوفير لقمة العيش الكريمة لمن هم فى وضع ابيه المادى المتعثر... اغتالته يد الغدر فى 28 يناير ولفظ انفاسه الاخيره بين أيدى والده الذى عانى كثيراً ليستخرج له شهادة وفاة ليواريه الثرى .

بعدها فقد الاب عقله وترك عمله من هول الصدمة . اصبح يهيم فى الشوارع فى صمت العابد وملابس المتسول وحزن المكلوم . فلم يحصل على اللقمة الكريمة التى أستشهد ابنه بحثاً عنها ولم يرى شمس الحرية تشرق على بنى جلدته .

اردت مؤاساته فقلت له: لا تحزن لقد أستشهد ابنك من أجل أهداف نبيلة ناضل من أجلها وذهب للبارئ برئ من السكوت على الفقر والظلم .

بكى وأبكانى ، عندما قال: يا ابنى يا ابنى ياليتنى موت عوضا عنك يا ابنى .

كنت أستريح من الحياة وعشت انت لربما كنت ترى أهدافك يوماً قد تحققت .

قلت له .. ان النواة ان لم تمت فهى تبقى وحدها لكن عندما تدفن وتروى حتى بالدموع تصير نخلة شاهقة تعطى ثمار كثيرة يا صديقى ..

تنهد الرجل ومضى يتطلع الى السماء لعله يوماً يرى شجرة النخيل وقد أثمرت.