قصة العدد فى جزيرة الكنز للمتنيحة لـيـلى حـلــيم

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 

ملخص ما سبق
قصة رمزية بطلتها فتاة صغيرة رأت فى حلم وهى نائمة أنها دخلت كنزاً يقع فى جزيرة نائية

. ولكن الكنز الذى رأته فى المنام كان كشفاً عظيماً لها غّير حياة الفتاة كلية، فقد أحست كأن حجاباً كثيفاً قد يُرفع عن عينها لتدرك أن الكنز الذى رأته فى منامها كان مقدمة لتتعرف على الكنز السماوى الحقيقى
وفى العدد الماضى رأت الفتاة داخل الكنز الثوب الأبيض، ولُباس العُرس، والكنز المخفى
وفى هذا العدد نتابع معاً أحداث ما رأته الفتاة
فى تلك الليلة وأنا نائمة رأيت حلماً عجيباً
رأيت فى الحلم إنى كنت أتجول فى جزيرة نائية أبحث عن كنز مخفى فى حقل. وبعد أن تعبت من السير حاولت أن أعود إلى المنزل وفجأة رأيت أمامى فتاة جميلة ترتدى ثوباً من الكتان النقى وتقترب منى وتقول
أتبحثين عن الكنز؟
قلت : نعم، ولكن مَن أنتِ ؟
قالت : أنا إسمى الإيمان، وعملى هو إرشاد الراغبين إلى مكان الكنز ثم أردفت قائلة : تعالى معى، وسترين الكنز. ولفرط دهشتى فتحت الفتاه حقيبة يدها وأخرجت مفتاحاً من الذهب الخالص قدمته لى قائلة
- خذى هذا المفتاح, خذيه ولا تتركيه.
قلت لها بدهشة
وماذا أفعل به فى هذه الجزيرة ؟
قالت تدخلين إلى الكنز بواسطته
قلت كيف أدخل إلى الكنز بهذا المفتاح ؟
ابتسمت الفتاه وأشرقت أساريرها وقالت
المفتاح الذى تدخلين به إلى هذا الكنز هو الصلاه. خادم الرب الذى يحب الرب من كل قلبه يصلى إلى الرب ويسأله أن يعطيه الفهم, فيحصل عليه ويستطيع أن يتفهم كل ما يراه فى داخل الكنز بسهولة ويسر.
قلت ولماذا صُنع المفتاح من الذهب ؟
قالت : " الذهب(1) يشير إلى الإنسان الذى ينجو من تجارب العالم .. وكما أن الذهب يطرح فى النار جميع الشوائب, كذلك أنتم أيضاً ستطرحون كل ضيق وحزن وستصبحون أنقياء "
ماذا رأت الفتاه فى الحلم فى الكنز ؟
وصلنا إلى الكنز ولفرط دهشتى وجدت لؤلؤة ثمينةعلى الباب الخارجى, بحيث يمكن لأى عابر سبيل أن يأخذها إن أراد
قلت محتجة
لؤلؤة ثمينة على الباب الخارجى يأخذها مَن يشاء ؟
قالت الفتاه : لا تستغربى. هذه اللؤلؤة وُضعت على الباب الخارجى ليأخذها أى إنسان إن أراد, لأنها عطية مجانية من الله
إنها رمز الإيمان. الإيمان ربح بدون ثمن, كما يقول الكتاب المقدس " أيها العطاش جميعاً. هلموا إلى المياه. والذى ليس له فضة. تعالوا اشتروا وكلوا هلموا اشتروا بلا فضة وبلا ثمن خمراً ولبناً
وبدون هـذه اللؤلـؤة، أى بدون الإيمان لا يسـتطيع إنسـان أن يدخل إلى الكنز الحقيقى، بدون الإيمان لا يستطيع إنسان أن يقترب من " ملكوت الله "
الراعى لهرماس – الرؤية الرابعة – العدد 12. (2)- (أش1:55)0
عقد من اللؤلؤ النفيس : فى داخل الكنز رأيت عقداً ثميناً من اللآلئ الكريمة
كان النور الأبيض الذى يشع من كل لؤلؤة برقة وشفافية يجتذب القلب والروح بقوة وشدة بحيث لا يستطيع الإنسان أن يرفع بصره عنه
قالت الفتاه هل ترين بياض كل لؤلؤة وشفافيتها ؟ فما بالك بكلمة الله التى تختص بالنور الحقيقى, كم تكون بالأكثر فائقة فى نقائها وشفافيتها وتجتذب إليها الروح بشدة وعذوبة ؟
قلت : ولماذا تشبهين الكتاب المقدس بعقد اللؤلؤ ؟
قالت: بسبب وحدة الأسفار الإلهية وللتآلف العجيب بينها. والرب نفسه
سمى كلماته درراً(2) مع أنها فى الواقع تفوق الدرر قدراً. ولكننا لا نملك مادة أغلى منها
المجامر الذهبية : فى سقف الكنز رأيت مجامر ذهبية كثيرة مدلاة من السقف
قلت : لماذا وُضِعت هذه المجامر فى الكنز ؟
قالت : لأن المجامر رمز الكنيسة, والكنيسة هى التى تحفظ خراف الرب المختومين بالنعمة بخاتمه ليحصلوا على الكنز الحقيقى
أما الإنسان الذى ينفصل عن الكنيسة فإنه لا يخلص، كما حدث للناس الذين استمروا خارج فُلك نوح. فهؤلاء لم يكتب لهم النجاه
أكاليل القديسين
ثم رأيت ردهه طويلة تمتد من أول الكنز لآخره تقريباً, يزينها الصليب، وحوت أكواماً هائلة من الأحجار الكريمة واللآلئ والجواهر والقطع الذهبية والأكاليل والتيجان، فلم أتمالك نفسى بل هتفت قائلة : يا له من كنز ثمين حقاً
ابتسمت الفتاه برقة وقالت لى
ماذا تتصورين أن تكون هذه النفائس والأحجار الكريمة ؟
إنجيل متى للقديس يوحنا ذهبى الفم. (2)- (مت6:7)0

هـل تتصورين أنها غنى العالم وسطوته وشهواته وجبروته ؟
قلت : ماذا تعنى إذن ؟
قالت : الأحجار الكريمة هى ذخـائر الرب من القديسـين وانتصاراتهم وهذه أكاليلهم وتيجانهم عديمة الفساد التى نالوها لأنهم بذلوا حياتهم رخيصة لأجل الإيمان
أما القطع الذهبية فهى رمز القديسين الذين ثبتوا أمام جميع الضيقات والمصاعب والآلام التى صادفتهم، وصمدوا ولم يتزعزع إيمانهم أو يتقلقل، فنالوا تيجاناً عديمة الفساد وحياةً لا تنتهى
قلت : هذا كنز عجيب حقاً
قالت : نعم. هذا الكنز عجيب حقاً إذ لا يدخله سوى الإنسان الذى يريد أن يتفهم صوراً وتشبيهات لأمور فائقة فى قداستها بعد أن ينزع عنه العباءة الثقيلة من أمور الدنيا التى تغطى بكثافتها الروح ولا تسمح لها أن ترى الضياء الممجد الذى لا ظل فيه وبذلك يكتشف الإنسان الكنز الحقيقى
عنوان الحياة الأبدية : فى أحد أركان الكنز رأيت أعداداً هائلة من الدنانير. قالت الفتاه : خذى ديناراً واحداً وامسكيه بيدك، ولكنى أخذت عدداً من الدنانير، فقالت لى الفتاه خذى ديناراً واحداً فقط وانظرى ماذا خُتِمَ عليه ؟
قلت : ختمت عليه الصورة الملكية
قالت : إقرأى ما هو مكتوب على الدينار الذى بيدك، وبصعوبة أمكننى أن أقرأ ما كُتب على الدينار
قرأت : " معرفة ابن الله وهى الحياة الأبدية "
" وهذه هى الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقى وحدك ويسوع المسيح الذى أرسلته "0
القديس إيريناؤس - ضد الهرطقات – الكتاب الرابع – الباب 36
(يو17: 3)
اللؤلؤة الجميلة
ثم توغلنا داخل الكنز. كان قلبى يخفق بشدة
تُرى ماذا سأرى أيضاً فى هذا المكان ؟
كنت أتصور عند دخولى إلى الكنز أنى سأرى لآلئ وجواهر وأشياء ثمينة. ولم أكن أتصور أن كل شئ فى هذا الكنز يحمل معنى فائقاً فى سموه وعظمته
ربى ماذا سأرى أيضاً ؟
سرت خطوات قليلة فرأيت فى أحد الأركان لؤلؤة جميلة يشع منها نور صافٍ برقة وشفافية من جميع جوانب اللؤلؤة ويجتذب الروح والقلب معاً بقوة
ثم تلفت حيث كانت الفتاة واقفة، ولدهشتى لم أجدها. لقد اختفت من أمام ناظرى دون أن ألحظ. بحثت عنها فى جميع أرجاء الكنز فلم أجدها. لقد اختفت تماماً
أخيراً صحوت من نومى، وجعلت أفكر فى دهشة ماذا يكون تفسير هذا الحلم العجيب ؟!
 

أضف تعليق


كود امني
تحديث

تم التطوير بواسطة شركة ايجى مى دوت كوم
تصميم مواقع مصر - ايجى مى دوت كوم