تداريب روحية - الـرجــاء - للقمص ميخائيل جرجس

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 

يقول بولس الرسول عن الرجاء أنه أحد الفضائل الثلاثة الكبرى "أما الآن فيثبت الإيمان والرجاء والمحبة هذه الثلاثة ولكن أعظمهم المحبة "(1).
الرجاء إذن هو شئ هام فى الحياة، ولو فقد الإنسان الرجاء فقد كل شئ لأنه يقع فى اليأس، وفى الكآبة وتنهار معنوياته، ويقع فى القلق وفى الاضطراب .. وقد يقع بذلك ألعوبة فى يد الشيطان الذى قد يتسبب فى هلاكه .. كما حدث مع يهوذا الإسخريوطى.
فبطرس الرسول أنكر المسيح ثلاث مرات(2)، ثم شعر بخطأه "فخرج إلى خارج وبكى بكاء مراً"(3)، ولم يفقد رجاءه.

أما يهوذا الإسخريوطى فشعر بخطأه، ويقول الكتاب .. "حينئذ لما رأى يهوذا الذى أسلمه قد دين ندم ورد الثلاثين من الفضة إلى رؤساء الكهنة والشيوخ قائلاً قد أخطأت إذ سلمت دماً بريئاً فقالوا ماذا علينا أنت أبصر. فطرح الفضة فى الهيكل وانصرف ثم مضى وخنق نفسه"(4).        

إنه فقد رجاؤه وتسلط عليه يأس شديد، فهلك، لذلك أن تعيش حياة الرجاء، فحاول تطبيق التدريبات الآتية :
1- يجب أن تعرف أن هناك رجاء لكل الناس حتى أشر الخطاة فى العالم، والمثال على ذلك اللص اليمين الذى ترجى الحياة الأبدية، فنالها عندما قال لرب المجد على الصليب "اذكرنى يارب متى جئت فى نلكوتك فقال له يسوع الحق أقول لك إنك اليوم تكون معى فى الفردوس"(5).      
 2- يجب أيضاً أن تصدق مواعيد الله، فمن يصدق أن يونان النبى وهو فى بطن الحوت يمكن أن يعيش بعد ذلك ! أو يكون له خلاص !

 (1)- (1كو13: 13).            (2)- (مت26: 70- 74).
 (3)- (مت26: 75).            (4)- (مت27: 3- 5).
 (5)- (لو23: 42، 43).
"فأمر الرب الحوت فقذف يونان إلى البر"(2).. ويقول بولس الرسول أن رجال الله "لم ينالوا المواعيد لكنهم نظروها من بعيد وصدقوها"(3).
3- الرجاء يحتاج إلى الانتظار والصبر، لذلك يقول داود النبى "انتظر الرب تقو وليتشدد قلبك وانتظر الرب"(4).
فالمسيح علم بالروح بموت لعازر، ومع ذلك أكمل جـولته التبشيرية لمدة يومين آخرين، لذلك قالت مرثا "يا سيد لو كنت ههنا لم يمت أخى"(5).. ولكن الرب أعطاها رجاء وقال لها يسوع سيقوم أخوك(6) .. أى أنها لو صبرت قليلاً لرأت مجد الله.
وبالنسبة للمريض بالشلل (الأمراض المستعصية) مكث ثمانى وثلاثين سنة فى مرضه إلى جوار البركة لا يجد من يلقيه فيها .. كان له رجاء أن يشفى فى أى وقت من الأوقات حتى قابله المسيح وقال له "قم إحمل سريرك وامشى"(7).
فالرجاء يشمل كل الأمراض العادية والمستعصية .. أعطى البصر للعميان والصحة للجدع والعرج والمشلولين، وصاحب اليد اليابسة فمهما كان الأمر مستعصياً وصعباً أمام الناس فهناك رجاء يقدمه الله لكل الحالات المحتاجة للشفاء. لذلك قال رب المجد "كل شئ مستطاع للمؤمن"(8).   
وهكذا يقول بولس الرسول فى الرجاء "أستطيع كل شئ فى المسيح الذى يقوينى"(9).
4- حاذر من دخول الشك أو القلق أو الضجر أو التذمر فى انتظار عمل الرب، فإن كل هذه الأمور معوقة لعمل الرجاء.

(1)- (يون2: 9).            (2)-(يون2: 10).        (3)- (عب11: 13).    
(4)-(مز27: 14).        (5)- (يو11: 21).        (6)- (يو11: 23).
(7)- (يو5: 8).            (8)- (مر9: 23).        (9)- (فى14: 13).   
فالله يعمل وأنت لا تراه بالعين لكن تؤمن بذلك، ويكون لك رجاء نتيجة عمله التى ستراها بعد حين.
فالإنسان المؤمن يقول فى رجاء يقين "إن يحاربنى جيش فلن يخاف قلبى، وإن قام علىّ قتال ففى هذا أنا مطمئن"(1).  
5- أيضاً الضيقات والتجارب قد تزعزع رجاء المؤمن، فلا تهتز من الضيقات أو التجارب ولكن انتظر الله القادر على الانتصار على كل هذه المضايقات، وعلى وعوده أن يكون معنا إلى الأبد .. "ها أنا معكم كل الأيام وإلى إنقضاء الدهر"(2).
6- الرجاء الثابت يعطى طمأنينة فى القلب وسلاماً فى داخل الإنسان وفرحاً .. أيضاً كقول بولس الرسول فى رسالته لأهل روميه "فرحين فى الرجاء صابرين فى الضيق"(3).   
لأنه يثق بأن الله قادر على كل شئ، ولا يعسر عليه شئ، وقال عن الكنيسة "إن أبواب الجحيم لن تقوى عليها"(4).  
فالله الذى غلب الشيطان قادر على كل شئ فى هذا العالم، وقد قال لتلاميذه القديسين "قد كلمتكم بهذا ليكون لكم فىّ سلام. فى العالم سيكون لكم ضيق ولكن ثقوا أنا قد غلبت العالم"(5).  
7- الرجاء يجعلنا نؤمن بالله القادر أن يفتح كل باب لنا يكون مغلقاً أمامنا فهو الذى قال "ليكن نور فكان نور"(6)، وهو القادر أيضاً "أن يخرج من الجافى حلاوة "(7).
وقد ذكر لنا يوحنا الحبيب فى رؤياه المشهورة وقال "أبصرت وإذا باب مفتوح فى السماء"(8).

 (1)- (مز27: 3).            (2)- (مت28: 20).    (3)- (رو12: 12).
 (4)- (مت16: 18).        (5)- (يو16: 33).        (6)- (تك1: 3).
 (7)- (قض14: 14).        (8)- (رؤ4: 1).    
فالإنسان الذى يعيش فى الرجاء ينظر باستمرار باباً مفتوحاً فى السماء، ويرى الله واقفاً فى هذا الباب يقول "إنه يفتح ولا أحد يغلق"(1).
8- يجب أن يكون لنا رجاء فى الحياة الأبدية الجميلة، ونسكن مع الله الذى هيأ لنا أورشليم "نازلة من السماء من عند الله مهيأة كعروس مزينة لرجلها وسمعت صوتاً من السماء قائلاً هوذا مسكن الله مع الناس وهو سيسكن معهم وهم يكونون له شعباً والله نفسه يكون معهم إلهاً كلهم"(2).
9- إن ثمار الرجاء فى الحياة الأبدية عظيمة حيث لا توجد خطية، وسوف ترجع لنا الصورة الإلهية الأولى، ونتمتع بعشرة الله اللانهائية .. ونعيش فى حياة التسبيح ونشترك مع الملائكة فى شكر الله وعبادته وأشياء أخرى كثيرة لا نستطيع أن نعرفها الآن، ولكننا نؤمن بها فى رجاء يقين.
10- يجب أن نثق تماماً بأن "الرجاء لا يُخزى لأن محبة الله قد انسكبت فى قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا .. والله بين محبته لنا ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا"(3).

أضف تعليق


كود امني
تحديث

تم التطوير بواسطة شركة ايجى مى دوت كوم
تصميم مواقع مصر - ايجى مى دوت كوم