تداريب روحية - الـهــدوء - للقمص ميخائيل جرجس

تقييم المستخدم: 5 / 5

تفعيل النجومتفعيل النجومتفعيل النجومتفعيل النجومتفعيل النجوم
 

تكلم الكتاب المقدس عن هدوء المسيح فقال "لكى يتم ما قيل باشعياء النبى القائل. هوذا فتاى الذى اخترته حبيبى الذى سـرت به نفسى أضع روحى عليه فيخبر الأمم بالحق. لا يخاصم ولا يصيح ولا يسمع أحد فى الشـوارع صوته.
قصبة مرضوضة لا يقصف وفتيلة مدخـنة لا يطفئ حتى يخـرج الحـق إلى النصرة. وعلى اسمه يكون رجاء الأمم"(1).
وإذا كان المسيح له المجد مثالاً للهدوء لذلك يجب أن نقتدى به.
ولكى نتكلم عن الهدوء يجب أن نعرف أن الهدوء له شقان .. الأول هو الهدوء الداخلى أى داخل الإنسان، والثانى هو الهدوء الخارجى.

ولكن الهدوء الداخلى أهم من الهدوء الخارجى .. لذلك يقول سليمان الحكيم "حياة الجسد هدوء القلب"(2).   
والسيد المسيح نفسه قال "من فضلة القلب يتكلم الفم. الإنسان الصالح من الكنز الصالح فى القلب يخرج الصالحات والإنسان الشرير من الكنز الشرير يخرج الشرور"(3).
وقد قال رب المجد عن نفسه "تعلموا منى لأنى وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم"(4).
ويقول سليمان الحكيم "هدوء اللسان شجرة حياة واعوجاجه سحق فى الروح"(5).
ويقول سفر الجامعة "الهدوء يُسكَّن خطايا عظيمة"(6).
ويقول أيضاً "كلمات الحكماء تُسمع فى الهدوء أكثر من صراخ التسلط بين الجهال"(7).

 (1)-(مت12: 17- 21).        (2)-(أم14: 30).        (3)-(مت12: 34).
 (4)-(مت11: 29).        (5)-(أم 15: 4).        (6)-(جا10: 4).
 (7)-(جا9: 17).
وسفر اشعياء النبى يقول "هكذا قال السيد الرب قدوس إسرائيل بالرجوع والسكون تخلصون بالهدوء والطمأنينة تكون قوتكم"(1).
ذكرنا أن الهدوء الداخلى أهم من الهدوء الخارجى لأن الداخلى يتحكم فى الإنسان كله .. فلو كان الإنسان هادئ من الخارج ولكنه ثائر من الداخل، فإن الهدوء الخارجى يكون مؤقت إلى أن يخرج الهدوء الداخلى الثائر، ويظهر ذلك على ملامح الإنسان.
والإنسان الهادئ بطبعه يسهل التعامل معه أكثر من الإنسان غير الهادئ .. فالأخير يثور لأتفه الأسباب ويغضب لأتفه الأسباب ولا تستطيع أن توقف غضبه بسهولة أو بسرعة.
والذى يستطيع أن يضبط أعصابه –حتى فى أشد أوقات الحرج- يستطيع أن يصل إلى الهدوء وبالتالى التفاهم معه.
ويقول سليمان الحكيم "البطئ الغضب خير من الجبار ومالك روحه خير ممن يأخذ مدينة"(2).
والسيد المسيح له المجد قال فى عظته على الجبل "من يغضب على أخيه باطلاً يكون مستوجب الحكم"(3).

وإذا أردت أن تقتنى فضيلة الهدوء حاول تطبيق التدريبات الآتية :
1- ضع فى فكرك أن لا تفقد سلامك الداخلى لأى سبب من الأسباب .. لتحصل على الهدوء الدائم. وقد دعى المسيح رئيس السلام، وجاء ليصنع سلاماً على الأرض، كما رنمت الملائكة عند مولده(4).   
 لذلك قال لتلاميذه "قد كلمتكم بهذا ليكون لكم فىّ سلام. فى العالم سيكون لكم ضيق ولكن ثقوا أنا قد غلبت العالم"(5).

 (1)-(اش30: 15).        (2)-(أم16: 32).        (3)-(مت5: 22).
 (4)-وعلى الأرض السلام(لو2: 14).    (5)-(يو16: 33).
2- حاول أن تعطى لعقلك ربع أو نصف دقيقة للتفكير فيما يقال لك حتى تجيب إجابة صحيحة ولا تندفع بالإجابة التى قد تكون فى غير صالحك فتغضب وتفقد هدوءك.
فالتفكير فى هدوء خير من التفكير وأعصابك غير هادئة ..
والصلاة فى هدوء خير من الصلاة وفكرك مشوش، لذلك يقول داود النبى "فهمنى فألاحظ شريعتك وأحفظها بكل قلبى"(1).
3- والهدوء أثناء الدراسة تجعل المعلومات التى تدرسها تدخل بهدوء وعندما تريد أن تخرج تخرج أيضاً بترتيب، فتحصل على المطلوب.     
والهدوء أيضاً بالنسبة للعمل تستطيع فيه أن تركز عقلك فتعمل بكفاءة كبيرة بخلاف ما يكون هناك اضطراب أو شوشرة فلا تستطيع أن تعمل فى جو بعيد عن الهدوء.
4- والهـدوء أيضاً مطلوب فى اتخاذ القرار الصحيح، فالشوشرة والاضطراب لا يمكن أن تعطى قراراً سليماً قد تندم عليه بعد ذلك.
5- السلوك بالهدوء خير من السلوك بانفعال أو غضب لأن "غضب الإنسان لا يصنع بر الله"(2)، والغضب يؤدى إلى العراك وقد يؤدى العراك إلى القتل !!
6- الهدوء فى المعاملات الزوجية يقلل بقدر المستطاع من حدوث خناقات بينهما نتيجة علو الصوت والنرفزة وخلافه ..
ولكن التفاهم بهدوء يحل مشاكل كثيرة قد تحدث بين الزوجين.
7- الهدوء يجعل الإنسان يخلو إلى نفسه، ويفحص ذاته جيداً، ويعرف حالته الروحية ويسجل ما فعله حسناً وما فعله سهواً أو خطأ فى نهاية اليوم فيستطيع أن يعترف اعترافاً صحيحاً، ويقدم لله صلاة قوية فى نهاية اليوم.
8- الهدوء أيضاً يعطى فرصة للإنسان للاختلاء الروحى، والقديس ماراسحق قال قولاً شهيراً فى هذا الموضوع [ سكِّت لسانك تسمع قلبك، وسكِّت قلبك تسمع صوت الله ].               
 (1)-(مز119: 34).             (2)-(يع1: 20).
9- الهدوء يجعل الإنسان يعمل أموره الخاصة فى ترتيب، ويقول بولس الرسول لأهل تسالونيكى "وأن تحرصوا على أن تكونوا هادئين وتمارسوا أموركم الخاصة وتشتغلوا بأيديكم أنتم كما أوصيناكم لكى تسلكوا بلياقة عند الذين هم من خارج"(1).
10- يوصى بطرس الرسول النساء أن يلاحظن "سيرتكن الطاهرة بخوف لا تكن زينتكن الزينة الخارجية من ضفر الشعر والتحلى بالذهب ولبس الثياب بل إنسان القلب الخفى فى العديمة الفساد زينة الروح الوديع الهادئ الذى هو قدام الله كثير الثمن"(2).
كان السيد المسيح يختلى فى الجبل طالباً الهدوء

 (1)-(1تس4: 11، 12).            (2)-(1بط3: 3، 4).

أضف تعليق


كود امني
تحديث

تم التطوير بواسطة شركة ايجى مى دوت كوم
تصميم مواقع مصر - ايجى مى دوت كوم