تداريب روحية- القـداســة - للقمص ميخائيل جرجس

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 

يقول بطرس الرسول "نظير القدوس الذى دعاكم كونوا أنتم قديسين فى كل سيرة"(1).
وفى بشارة العذراء قال لها الملاك جبرائيل "الروح القدس يحل عليك وقوة العلى تظللك فلذلك أيضاً القدوس المولود منك يدعى ابن الله"(2).
وقد أختار الرب تلاميذه ليكونوا قديسين كما يقول بولس الرسول .. كما اختارنا فيه قبل تأسيس العالم لنكون قديسين وبلا لوم قدامه فى المحبة"(3).
ونُسب إلى الملائكة القداسة فقيل عنهم "ومتى جاء ابن الإنسان فى مجده وجميع الملائكة القديسين معه ..."(4).
ونُسب أيضاً إلى الناس القداسة فقيل فى رسالة رومية "إلى جميع الموجودين فى رومية أحباء الله مدعوين قديسين ..."(5).

فإذا كان الله قدوس فبيته يكون مقدساً أيضاً لذلك يقول المزمور "ببيتك تليق القداسة يارب إلى طول الأيام"(6).
وفى العهد القديم كانت هناك طقوس عديدة لتقديس بيت الله، وتقديس جميع أوانيه وتقديس الكهنة وملابسهم(7).
وفى العهد الجديد يتم تقديس الكنيسة (مذابحها ومعمودياتها وكل أدوات المذبح) بزيت الميرون فى صلوات خاصة لتليق ببيت الله.
وفى المعمودية يتقدس المعمدون بمياه المعمودية المقدس كقول بولـس الرسول "ودفنا معه بالمعمودية للموت حتى كما أقيم المسيح من الأموات بمجد الآب هكذا نسلك نحن أيضاً فى جدة الحياة"(8).
 وفى الصلاة الأخيرة للمسـيح (الصلاة الوداعية) يطلب من الآب أن يقدس
 (1)-(1بط1: 15).            (2)-(لو1: 34، 35).    (3)-(أف1: 4).
 (4)-(مت25: 31).        (5)-(رو1: 7).        (6)-(مز93: 5).
 (7)- سفر اللاويين.        (8)-(رو6: 4).
المؤمنين فيقول "قدسهم فى حقك كلامك هو حق كما أرسلتنى إلى العالم أرسلتهم أنا إلى العالم ولأجلهم أقدس أنا ذاتى ليكونوا هم أيضاً مقدسين فى الحق"(1).          
ولا ننسى أيضاً المنظر الملائكى العظيم الذى يرينا أن شفتى اشعياء قد قدسها الرب عندما قال اشعياء "أننى نجس الشفتين"(2).
ويقول الكتاب "فطار إلىّ واحد من السيرافيم(3) وبيده جمرة(4) قد أخذها بملقط من على المذبح ومس بها فمى وقال إن هذه قد مست شفتيك فانتزع إثمك وكفّر عن خطيتك"(5).

ولكى تحيا حياة القداسة حاول تطبيق التدريبات الآتية :
1- اتبع الرب القدوس فى وصاياه وتعاليمه كقول بولس الرسول "فكونوا متمثلين بالله كأولاد أحباء واسلكوا فى المحبة كما أحبنا المسيح أيضاً واسلم نفسه لأجلنا قرباناً وذبيحة له رائحة طيبة أما الزنى وكل نجاسة أو طمع  فلا يسم بينكم كما يليق بقديسين"(6).
2- أن نتخلى عن التصرفات السابقة الشريرة ونغير طبائعنا لتكون حسب مشيئة المسيح كقول بولس الرسول "أن تخلصوا من جهة التصرف السابق الإنسان العتيق الفاسد بحسب شهوات الغرور وتتجددوا بروح ذهنكم. وتلبسوا الإنسان الجديد المخلوق بحسب الله فى البر وقداسة الحق"(7).
3- أن ننقى القلب من الداخل كقول الإنجيل "فإنه من فضلة القلب يتكلم الفم. الإنسان الصالح من الكنز الصالح فى القلب يخرج الصالحات والإنسان الشرير من الكنز الشرير يخرج الشرور"(8).
ويقول القديس يعقوب الرسول "طهروا قلوبكم يا ذوى الرأيين"(9).
وقد طوب الرب أنقياء القلب فقال "طوبى لأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله"(10).

 (1)-(يو17: 17- 19).        (2)-(اش6: 5).        (3)- رتبة من الملائكة.
 (4)- جمرة نـار.            (5)-(اش6: 6، 7).        (6)-(أف5: 1).
 (7)-(أف4: 22- 24).        (8)- (مت12: 34).    (9)-(يع4: 8).   
 (10)-(مت5: 8).        
 لذلك يقول المزمور "فاض قلبى بكلام صالح"(1).
 4- احترس من الكلام الباطل أو الشرير أو الذى يجرح الآخرين، فالقديسون لا ينطقون إلا بكلام الله الذى يبنى النفوس وله فائدة روحية كبيرة للآخرين لذلك يقول القديس بولس لتلميذه الأسقف تيطس قائلاً "مقدماً نفسك فى كل شئ قدوة للأعمال الحسنة ومقدماً فى التعليم نقاوة ووقاراً وإخلاصاً وكلاماً صحيحاً غير ملوم"(2).
 ويقول بولس الرسول "لا يغركم أحد بكلام باطل لأنه بسبب هذه الأمور يأتى غضب الله على أبناء المعصية"(3).
 5- التسبيح من سمات القديسين، والكتاب المقدس أرانا أن الملائكة يسبحون الله على الدوام، وسفر اشعياء يحدثنا عن التسبحة الملائكية المشهورة التى أدخلتها الكنيسة فى صلواتها قائلاً "فى سنة وفاة عزيا الملك رأيت السيد جالساً على كرسى عالى ومرتفع وأذياله تملأ الهيكل السيرافيم واقفون فوقه لكل واحد ستة أجنحة باثنين يغطى وجهه وباثنين يغطى رجليه وباثنين يطير وهذا نادى ذاك وقال قدوس قدوس قدوس رب الجنود مجده ملء كل الأرض"(4).           
 6- الروح القدس يشفع فى القديسين كما يقول الرسول بولس "وكذلك الروح أيضاً يعين ضعفاتنا لأننا لسـنا نعلـم ما نصلى لأجـله كما ينبغى ولكن الروح نفسه يشفع فينا بأنات لا ينطق بها. ولكن الذى يفحـص القلـوب يعلم ما هـو إهتمام الروح لأنه بحسب مشيئة الله يشفع فى القديسين"(5).
 7- القديسون سيرثون ملكوت السموات "شاكرين الآب الذى أهلنا لشركة ميراث القديسين فى النور الذى أنقذنا من سلطان الظلمة ونقلنا إلى ملكوت ابن محبته الذى لنا فيه الفداء بدمه غفران الخطايا"(6).

 (1)-(مز45: 1).            (2)-(تى2: 7).        (3)-(أف5: 6).
 (4)-(اش6: 1- 3).        (5)-(رو8: 26، 27).    (6)-(كو1: 12).   
   ويقول بولس الرسول لأهل أفسس "لا أزال شاكراً لأجلكم إياكم فى صلواتى كى يعطيكم إله ربنا يسوع المسيح أبو المجد روح الحكمة والإعلان فى معرفته.
مستنيرة عيون أذهانكم لتعلموا ما هو رجاء دعوته وما هو غنى مجد ميراثه فى القديسين"(1).
 8- وبما أن اله قدوس فإن الذين سيعيشون معه فى السماء هم قديسين أيضاً، أما الآخرين فلن يدخلوا ملكوت السموات، ويقول عنهم سفر الرؤيا "من يغلب يرث كل شئ وأكون له إلهاً وهو يكون لى إبناً. وأما الخائفون وغـير المؤمنين والرجسون والقاتلون والزناة والسحرة وعبدة الأوثان وجميع الكذبة فنصيبهم فى البحيرة المتقدة بنار وكبريت الذى هو الموت الثانى"(2).
 9- وأعد الله سماء جديدة وأرضاً جديدة للقديسين الذين أرضوه منذ البدء، كما ذكر يوحنا الرائى فى سفر الرؤيا "ثم رأيت سماء جديدة وأرضاً جديدة لأن السماء الأولى والأرض الأولى مضتا والبحـر لا يوجد فيما بعـد. وأنا يوحنا رأيت المدينة المقدسة أورشـليم الجديدة نازلـة من السـماء من عند الله مهياة كعروس مزينة لرجلها. وسمعت صوتاً عظيماً من السماء قائلاً هوذا مسكن الله مع الناس وهو سيسكن معهم وهم يكونون له شعباً والله نفسه يكون معهم إلهاً لهم. وسيمسح الله كل دمعة من عيونهم والموت لا يكـون فيما بعـد ولا يكون حزن ولا صراخ ولا وجع فيما بعد"(3).
 10- ويجب أن نعلم أن أساس الدينونة هى فى عمل الخير للناس، فقد ذكر القديس متى الرسول هذا الموضوع بالتفصيل حين قال "ومتى جاء ابن الانسان فى مجده وجميع الملائكة القديسين معه فحينئذ يجلس على كرسى مجده. ويجتمع أمامه جميع الشعوب فيميز بعضهم من بعض كما يميز الراعى الخراف من الجداء. فيقيم الخراف عن يمينه والجداء عن اليسـار. ثم يقول الملك للذين عن يمينه تعالوا يا مباركى أبى رثوا الملكـوت المعد لكم منذ تأسـيس العالم .
 (1)-(أف1: 17، 18).        (2)-(رؤ21: 7، 8).    (3)-(رؤ21: 1- 4).
لانى جعت فأطعمتمونى عطشـت فسـقيتمونى كنت غريباً فأويتمونى. عرياناً فكسيتمونى مريضاً فزرتمونى محبوساً فأتيتم إلىّ. فيجيبه الأبرار حينئذ قائلين يا رب متى رأيناك جائعاً فأطعمناك أو عطشاناً فسـقيناك. ومتى رأينـاك غريباً فأويناك أو عرياناً فكسوناك. ومتى رأيناك مريضاً أو محبوساً فأتينا إليك. فيجيب الملك ويقول لهم الحق أقـول لكم بما أنكم فعلتموه بأحـد إخوتى هؤلاء الأصاغر فبى فعلتم"(1).
 (1)-(مت25: 31- 40).

أضف تعليق


كود امني
تحديث

تم التطوير بواسطة شركة ايجى مى دوت كوم
تصميم مواقع مصر - ايجى مى دوت كوم