تداريب روحية - التمييز والإفراز - للقمص ميخائيل جرجس

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 

علمنا رب المجد أن نميز بين الأخيار والأشرار، فيحدثنا إنجيل القديس متى قائلاً "ومتى جاء إبن الانسان فى مجده وجميع الملائكة القديسين معه فحينئذ يجلس على كرسى مجده. ويجتمع أمامه جميع الشعوب فيميز بعضهم من بعض كما يميز الراعى الخراف من الجـداء. فيقيم الخراف عن يمينه والجـداء عن اليسار. ثم يقول الملك للذين عن يمينه تعالوا يا مباركى أبى رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم.. ثم يقول أيضاً للذين عن اليسـار اذهبوا عنى يا ملاعين إلى النار الأبدية المُعدة لإبليس وملائكته"(1).
لذلك يقول داود النبى "يا بنى البشر حتى متى تحبون الباطل وتبتغون الكذب فاعلموا أن الرب قد ميز تقيه. الرب يسمع عندما أدعوه"(2).

ويقول الكتاب المقدس فى سفر ملاخى "وتكونون لى قال رب الجنود فى اليوم الذى أنا صانع خاصة وأشفق عليهم كما يشفق للإنسان على أبيه الذى يخدمه فتعودون وتميزون بين الصديق والشرير وبين من يعبد الله ومن لا يعبده"(3).
وبخ رب المجد الفريسيون على عدم معرفتهم التمييز "فأجاب وقال لهم إذا كان المساء قلتم صحو لأن السماء محمرة. وفى الصباح اليوم شتاء لأن السماء محمرة بعبوسة يا مراؤون تعرفون أن تميزوا وجـه السـماء وأما علامات الأزمنة فلا تستطيعون"(4).
وفى إنجيل لوقا يقول "ثم قال أيضاً للجموع إذا رأيتم السحاب تطلع من المغارب فللوقت تقولون إنـه يأتى مطر فيكون هكذا. وإذا رأيتم ريح الجنوب تهب تقولون إنه سيكون حر فيكون. يا مراؤون تعرفون أن تميزوا وجه الأرض والسماء وأما هذا الزمان فكيف لا تميزونه"(5).

 (1)-(مت25: 31- 41).        (2)-(مز4: 2، 3).        (3)-(ملا3: 17، 18).
 (4)-(مت16: 2، 3).        (5)-(لو12: 54- 56).
ويطلب القديس بولس لأهل فيلبى "أن تزداد محبتكم أيضاً أكثر فأكثر فى المعرفة وفى كل فهم حتى تميزوا الأمور المتخالفة لكى تكونوا مخلصين وبلا عثرة إلى يوم المسيح"(1).
ويقول الكتاب "فى جبعون تراءى الرب لسليمان فى حلم ليلاً وقال الله إسأل ماذا أعطيك فقال سليمان .. أنا فتى صغير لا أعلم الخروج والدخول وعبدك فى وسط شعبك الذى اخترته شعب كثير لا يحصى ولا يعد من الكثرة. فاعط عبدك قلباً فهيماً لأحكم على شعبك وأميز بين الخير والشر"(2).
وهكذا طلب سليمان الملك من الله موهبة التمييز بدلاً من المال والجاه أو أياماً كثيرة "فقال له الله من أجل أنك قد سألت هذا الأمر ولم تسأل لنفسك أياماً كثيرة ولا سـألت لنفسك غنى ولا سألت أنفـس أعدائك بل سألت لنفسك تمييزاً لتفهم الحكم. هوذا قد فعلت حسب كلامك هوذا أعطيتك قلباً حكيماً ومميزاً حتى أنه لم يكن مثلك قبلك ولا يقوم بعدك نظيرك"(3).  
وموهبة التمييز أعطيت للرسل ضمن المواهب الأخرى التى أعطيت لهم فيقول بولس الرسول "وأما من جهة المواهب الروحية أيها الإخوة فلست أريد أن تجهلوا .. فأنواع مواهب موجودة ولكن الروح واحـد .. ولكنه لكل واحد معطى إظهار الروح للمنفعة فإنه لواحد يعطى بالروح كلام حكمة ولآخر كلام علم ولآخر إيمان ولآخر مواهب شفاء ولآخر عمل قوات ولآخر نبوة ولآخر تمييز الأرواح ولآخر أنواع ألسنة ولآخر ترجمة ألسنة ولكن هذه كلها يعملها الروح الواحد بعينه قاسماً لكل واحد بمفرده كما يشاء"(4).   
وإذا لم يكن عند أى واحد تمييز بين الأشياء أو الأفعال تصير حياته مضطربة وقد يعمل الخطأ وهو لا يدرى ؟!

 (1)-(فى1: 9، 10).            (2)-(1مل3: 5- 9).    
 (3)-(1مل3: 11، 12).            (4)-(1كو12: 1- 11).
ويضرب لنا بولس الرسول مثالاً على عدم التمييز فيقول فى تحذير "أى من أكل هذا الخبز أو شرب كأس الرب بدون إستحقاق يكون مجرماً فى جسد الرب ودمه. ولكن ليمتحن الإنسان نفسه وهكذا يأكل من الخبز ويشـرب من الكأس. لأن الذى يأكل ويشـرب بدون إستحقاق يأكل ويشرب دينونة لنفسه غير مميز جسد الرب. من أجل هذا فيكم كثيرون ضعفاء ومرضى وكثيرون يرقدون"(1).

وإذا أردت أن يكون لك تمييز فحاول تطبيق التدريبات الآتية
1- اتبع وصايا الله وحاول تطبيقها فى حياتك الروحية، فهى تقودك دائماً إلى طريق الخير .. وسليمان الحكيم يقول "لأن الوصية مصباح والشريعة نور وتوبيخات الأدب طريق الحياة"(2).
 ويقول أيضاً "حافظ الوصية حافظ نفسه والمتهاون بطرقه يموت"(3).
 2- التصق بالأبرار والصديقين فهم يعلمونك طريق التمييز والإفراز .. يقول الكتاب "فم الصديق ينبوع حكمة"(4).
 ويقول أيضاً "لسان الصديق فضة مختارة .. شفتا الصديق تهديان كثيرين"(5).
 3- داوم على قراءة الكتاب المقدس لتتعلم منه التمييز بين الخير والشر، ومعاملات الله مع الأبرار والأشرار ..
 يقول القديس يوحنا الرسول "فتشوا الكتب لأنكم تظنون أن لكم فيها حياة أبدية وهى التى تشهد لى"(6).  
 وفى سفر اللاويين يقول الرب لهارون "خمراً ومسكراً لا تشرب أنت وبنوك معك عند دخولكم إلى خيمة الاجتماع لكى لا تموتوا. فرضاً دهرياً فى أجيالكم للتمييز بين المقدس والمحلل وبين النجس والطاهر"(7).
 ويقول بولس الرسول "لأن كلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذى حدين وخارقة إلى مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ ومميزة أفــــكار القـــلب

 (1)-(1كو11: 27- 30).        (2)-(أم6: 23).        (3)-(أم19: 16).
 (4)-(أم10: 11).            (5)-(أم10: 20، 21).    (6)-(يو5: 39).
 (7)-(لا10: 8- 10).
ونياته"(1).     
4- اطلب من الرب أن يعطيك موهبة التمييز لكى تستطيع أن تميز بين الصواب والخطأ .. فى التفكير .. فى الأعمال .. فى كل شئ .. كما أعطى سليمان "قلباً حكيماً مميزاً"(2).
وكما يقول داود النبى "أنا دعوتك لأنك تستجيب لى يا الله أمل أذنك إلىّ اسمع كلامى ميز مراحمك يا مخلص المتكلين عليك بيمينك من المقاومين"(3).
5- درب الحواس لكى تكون مدربة نحو الخير .. درب الفم لكى يتفوه بالكلام الصالح فقط .. درب الأذن لكى تسمع الترانيم الروحية فقط .. درب النظر لكى لا تنظر نظرات شريرة .. درب الفكر لكى لا يفكر فى الأفكار الشريرة، درب الجسد كله لكى لا يشترك فى الشهوات العالمية ..
6- أطع مرشدك الروحى فيما يقوله لك وحاول أن تنفذ كل ما ينصحك به.. كما يقول الكتاب "أطيعوا مرشديكم وأخضعوا لأنهم يسهرون لأجل نفوسكم كأنهم سوف يعطون حساباً لكى يفعلوا ذلك بفرح لا آنين لأن هذا غير نافع لكم"(4).
7- عندما تختار أصدقاءك فميز بينهم على أساس السلوك الروحى السليم، وليس حسب المركز أو الجاه أو المال لكى يستطيعوا أن يساعدوك فى الحياة الروحية السليمة بدلاً من أصدقاء السوء الذين يقودونك فى طريق الخطية.
8- عندما تمتلئ بالروحيات تستطيع الحواس أن تكون مدربة على التمييز السليم، وبولس الرسول ينصح أهل أفسس قائلاً "امتلئوا بالروح مكملين بعضكم بعضاً بمزامير وتسابيح وأغانى روحية مترنمين ومرتلين فى قلوبكم بالرب"(5).         
9- إن فضيلة التمييز والإفراز هامة جداً فى الحياة الروحية، وأن الإنسان مهما بذل من جهد وتعب فى الحياة الروحية وليـس عنده تمييز أو إفراز تضيع

 (1)-(عب4: 12).            (2)-(1مل3: 12).        (3)-(مز17: 6، 7).
 (4)-(عب13: 17).        (5)-(أف5: 18، 19).
جهوده فى الهواء لأنه قد يصنع شيئاً يعتقد أنه جيد وهو ردئ لأنه بدون معرفة أو تمييز.
10- إن الله سيجازى كل واحد كأعماله وسيميز الذين جاهدوا حتى الدم والذين استشهدوا من أجل كلمة الله، والذين ثبتوا فى الإيمان رغم الاضطهادات الكثيرة والذين كرزوا وبذلوا دماءهم من أجل اسم المسيح .. ويقول الكتاب "لأن نجماً يمتاز عن نجم فى المجد"(1).    
المسيح يعلم تلاميذه فضيلة التمييز

 (1)-(1كو15: 41).

أضف تعليق


كود امني
تحديث

تم التطوير بواسطة شركة ايجى مى دوت كوم
تصميم مواقع مصر - ايجى مى دوت كوم