تداريب روحية - الأمـانـة - للقمص ميخائيل جرجس

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 

تكلم رب المجد عن العبد الأمين قائلاً "فمن هو العبد الأمين الحكيم الذى أقامه سيده على خدمه ليعطيهم الطعام فى حينه. طوبى لذلك العبد الذى إذا جاء سيده يجده يفعل هكذا. الحق أقول لكم إنه يقيمه على جميع أمواله. ولكن إن قال ذلك العبد الردئ فى قلبه سـيدى يبطئ قدومـه. فيبتدئ يضـرب العبيد رفقاءه  يأكل ويشرب مع السكارى. يأتى سيد ذلك العبد فى يوم لا ينتظره وفى ساعة لا يعرفها. فيقطـعه ويجعـل نصيبه مـع المرائين هـناك يكون البكاء وصرير الأسنان"(1).

وتكلم مرة أخرى رب المجد عن العبد الصالح والأمين قائلاً "وكأنما إنسان مسافر دعا عبيده وسلمهم أمواله فأعطى واحداً خمس وزنات وآخر وزنتين  وآخر وزنة كل واحد على قدر طاقته وسافر للوقت. فمضى الذى أخذ الخمس وزنات وتاجر بها فربح خمـس وزنات آخر. وهكذا الذى أخذ الوزنتين ربـح أيضا وزنتين آخريين. وأما الذى أخذ الوزنة فمضى وحفر فى الأرض وأخفى فضة سيده. وبعد زمان طويل أتى سيد أولئك العبيد وحاسبهم. فجاء الذى أخـذ الخمس وزنات وقدم خمس وزنات آخر قائلاً يا سيد خمس وزنات سلمتنى هوذا خمس وزنات آخر ربحتها فوقها. فقال له سـيده نعماً أيها العبد الصالح والأمين كنت أمينا فى القليل فأقيمك على الكثير أدخل إلى فرح سـيدك ... ثم جاء أيضاً الذى أخذ الوزنـة الواحدة وقال يا سيد عرفت أنك إنسان قاس تحصد حيث لم تزرع وتجمع حيث لم تبذر. فخفت ومضيت وأخفيت وزنتك فى الأرض هوذا الذى لك. فأجاب سيده وقال له أيها العبد الشرير والكسلان عرفت إنى أحصد حيث لم أزرع وأجمع من حيث لم أبذر. فكان ينبغى أن تضع فضتى عند الصيارفة فعند مجيئى كنت أخـذ الذى لى مـع ربا. فخذوا مـنه الـوزنة وأعطوها للذى له العـشر وزنات. لأن كل من له يعطى فيزداد ومن ليـس له
(1)-(مت24: 45- 51).
فالذى عنده يؤخذ منه. والعبد البطال إطرحوه إلى الظلمة الخارجية هناك يكون البكاء وصرير الأسنان"(1).
وقيل عن موسى "أنه كان أميناً فى كل بيته كخادم"(2).
وقيل عن حننيا (شقيق نحميا) "إنه كان رجلاً أميناً يخاف الله أكثر من الكثيرين"(3).  
وقيل عن داود أنه أميناً "فأجاب أخيمالك الملك وقال ومَن مِن جميع عبيدك مثل داود أخيه وصهر الملك وصاحب سرك ومكّرم فى بيتك"(4).
وقيل أيضاً عن دانيال أنه كان أميناً "إن الوزراء والمزاربة كان يطلبون عِلة يجدونها على دانيال من جهة المملكة فلم يقدروا أن يجدوا علة ولا ذنباً لأنه كان أميناً ولم يوجد فيه خطأ ولا ذنب"(5).
وفى العهد الجديد قيل عن تيموثاوس أنه أمـين لذلك يقول بولـس الرسول "لذلك أرسلت إليكم تيموثاوس الذى هو ابنى الحبيب والأمين فى الرب"(6).
وأيضاً عن الأخ تيخيكس تلميذ بولس الرسول الذى يقول عنه "يُعرفكم بكل شئ تيخيكس الأخ الحبيب والخادم الأمين فى الرب"(7).
ويحدثنا أيضاً بولس الرسول عن أبفراس العبد أنه كان أميناً "كما تعلمتم أيضاً من أبفراس العبد الحبيب معنا الذى هو خادم أمين للمسيح لأجلكم"(8).

ولكى تكون أميناً فى حياتك الروحية حاول تطبيق التدريبات الآتية :
1- أن تمارس عملك أو خدمتك بكل دقة .. ودقق فى عملك أو فى خدمتك حتى يكون ثمرك واضحاً، فالسيد المسيح له المجد كان أميناً فى كل شئ .. تمم خدمته بكل أمانة إلى النفس الأخير .. لذلك يقول الكتاب "ومن ثم أيها الإخوة القديسون شركاء الدعوة السماوية لاحظوا رسول اعترافنا ورئيس كهنته المسيح
 (1)-(مت25: 14- 30).        (2)-(عب3: 5).        (3)-(نح7: 2).
 (4)-(1صم22: 14).        (5)-(دا 6: 4).        (6)-(1كو4: 17).
 (7)-(أف6: 21).            (8)-(كو1: 7).
يسوع حال كونه أميناً للذى أقامه كما كان موسى أيضاً فى كل بيته فإذا هذا قد حسب أهلاً لمجد أكثر من موسى بمقدار ما لبانى البيت من كرامة أكثر من البيت"(1).  
2- يجب أن تكون أميناً فى تربية أولادك الذين هم بمثابة وزنة أعطاها لك الله لتربح بها .. تتعب وتجاهد فى سبيل تنشئة أولادك تنشئة دينية ونسمع عن تيموثاوس التلميذ المخلص لبولس الرسول كيف تربى تربية دينية على يد جدته ووالدته ..
يقول بولس الرسول "إذ أتذكر الإيمان العديم الرياء الذى فيك الذى سكن أولاً فى جدتك لوئيس وأمك أفنيكى ولكنى موقن أنه فيك أيضاً"(2).
3- الأمانة فى الخدمة مطلوبة أيضاً فالخادم يجب أن يهتم بتحضير الدرس .. افتقاد أولاد التربية الكنسية .. الاهتمام بوسائل الإيضاح لكى يوصل الدرس إلى قلوب الأولاد ويحبونه .. يهتم بالأولاد الغائبين ويعرف ظروف كل طالب .. يصلى من أجل الخدمة .. عمل ندوات ليعرف أفكار الأولاد ويناقشهم ويشرح لهم الغامض من الدرس .. المواظبة على الحضور، وإن اضطر لظرف ما عدم الذهاب يتصل بأمين الخدمة ليبلغه بوقت كاف، أو بزميل له لكى لا يترك الأولاد بدون درس.
4- الأمـانة فى المعاملات .. يجب أن تكون صادقاً فى معاملاتك .. صريح .. لا مواربة، ولا كذب .. لا تحلل لنفسك مال غيرك، أو تشته مال الغير لئلا يسوقك ذلك إلى السرقة .. أو ممتلكات غيرك .. أو زوجة غيرك .. بل كن أميناً فى كل شئ.
5- الأمانة فى المال .. فاعلم أن مالك الذى تمتلكه ليس هو ملكك بل هو أمانة عندك اعطاك الله لك لتكون أميناً فى التصرف فيه .. فكن أميناً فى العشـور التى هى أول ما تهتم بها ويكون لها مـكان خاص تصرف للفقـراء
 (1)-(عب3: 1- 3).            (2)-(2تى1: 5).
والمساكين والمحتاجين .. مهما كان دخلك صغيراً، فالله قادر أن يبارك فى المبلغ الباقى ويبعد عنك الأمراض بمصاريفها الباهظة كما يقول فى سفر ملاخى "انتهر من أجلكم الآكل فلا يفسد لكم ثمر الارض ولا يعقر لكم الكرم فى الحقل قال رب الجنود"(1).         
كـن أمـيناً أيضاً فى مـال الغـير لئلا تكون سـارقاً كما كان يهوذا الأسخريوطى(2).                  
6- الأمانة فى الوقت .. كن أميناً فى الوقت الذى أعطاه لك الله فلا تبدده فيما لا يفيد .. لذلك نظم وقتك بين الصلاة .. العمل .. الخدمة .. افتقاد الأيتام والأرامل أى عمل الخير بوجه عام، فالله سيحاسبك كيف أمضيت وقتك .. هل صرفته فى الملاهى أو أماكن الشر أم حافظت عليه وأمضيته فى بيوت الله والأماكن التى تمجد الله.
7- الأمانة فى الجهد .. الله أعطاك قوة وجهداً لستخدمه فى تمجيد الله فلا تفرغ قوتك وجهدك فى التافهات .. وتجئ فى أخر النهار لا تجد القوة التى تقف أمام الله فى الصلاة والعبادة .. أو لا تجد الجهد فى أعمال منزلك، او مساعدة جارك أو قريبك أو أى عمل من الأعمال الواجبة التى تطلب إليك.
فاستخدم جهدك وقوتك فى النافعات، وأخدم بها الآخرين كما تخدم بها نفسك، فلا تكون أنانياً تخدم بها نفسك فقط.
8- هل أنت أميناً فى تنفيذ وصايا الله بدقة أم أنك تستهين بوصايا الله، وتعيش حياة بلا رابط ولا ضابط .. على هامش الحياة.
إن الله أعطاها وصايا لتجعلك تعيش معيشة كاملة حقيقية تسير بجوار الله وتنفذ وصاياه فتحميك من الشر والشرير الذى يريد أن يسقطك دائماً فى الخطية.
إن لم تأت بالثمار المطلوبـة ستقطع وتلقى فى النار كما أن الغصن الذى لا يأخذ من عصارة الكرمة يجف، فيقطع ويلقى فى النار كوقود.
 (1)-(ملا3: 11).                (2)-(يو12: 6).
لقد قال رب المجد "أنا الكرمة الحقيقية وأبى الكرام. كل غصن فىّ لا يأتى بثمر ينزعه وكل ما يأتى بثمـر ينقيه ليأتى بثمر أكـثر. أنتم الآن أنقياء لسبب الكلام الذى كلمتكم به. اثبتوا فى وأنا فيكم كما أن الغصن لا يقدر أن يأتى بثمر من ذاته إن لم يثبت فى الكرمة كذلك أنتم أيضاً إن لم تثبتوا فىّ. أنا الكرمة وأنتم الأغصان الذى يثبت فىّ وأنا فيه هذا يأتى بثمر كثير لأنكم بدونى لا تقدرون أن تفعلوا شيئاً. إن كان أحـد لا يثبت فىّ يُطرح خارجاً كالغصن فيجف ويجمعونه ويطرحونه فى النار فيحترق"(1).
9- الأمـانة فى الكلام .. فالرب يسوع قال بفمه الطاهر "ليكن كلامكم نعم نعم ولا لا وما زاد على ذلك فهو من الشرير"(2)، وقال أيضاً "لأنك بكلامك تتبرر وبكلامك تدان"(3).
لذلك لا تقول كلام باطل كما يقول الرسول "لا يغركم أحد بكلام باطل"(4)، ويقول أيضاً "لا يخدعكم أحد بكلام ملق"(5).
وعندما تضطر لنقل كلام معين فلتكن أميناً فى نقل الكلام وقول الحقيقة، فلا تحرف الكلام لئلا تكون من مروجى الإشاعات.
10- الأمـانة فى العبادة .. إن العبادة يجب أن تكون بالروح وليس مجرد شكليات تؤدى لإسكات الضمير فقد قال رب المجد "حسناً تنبأ أشعياء النبى قائلاً "يقترب إلىّ هذا الشعب بفمه ويكرمنى بشفتيه أما قلبه فمبتعد عنى بعيداً وباطلاً يعبدوننى وهم يُعلمون تعاليم هى وصايا الناس"(6).   
 (1)-(يو15: 1- 6).        (2)-(مت5 :  37).    (3)-(مت12: 37).
 (4)-(أف5: 6).            (5)-(كو2: 4).        (6)-(مت15: 7).

أضف تعليق


كود امني
تحديث

تم التطوير بواسطة شركة ايجى مى دوت كوم
تصميم مواقع مصر - ايجى مى دوت كوم