أحد السامرية لنيافة الأنبا إبرآم

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 
المجموعة: مقالات لنيافة الأنبا مكاريوس الزيارات: 2878

Jesus-Christسوف نتكلم اليوم عن بنت حلوة من بنات السيدة العذراء وهى السامرية وفى الحقيقة ان السامرية تفرح كل نفس حيث يجد الإنسان الخاطىء فى حياتها مصدر عزاء له الانسان الخاطى البعيد عن الله يكتشف فى حياتها حب المخلص للنفس الخاطئة وقد يسعى الله من أجل رجوع النفس الضالة ونرى فيها أيضا ان الله من محبته يسعى لكى يخلص الانسان المتمسك ولو بجزء بسيط جدا من الفضائل ويجعلنا رغم كل الشرور وكل الخطية التى فينا لا نتخلى عن فضيلة نحن عشناها وتعودناها فإذا تعودت الصدق وتعودت الأمانة فى حياتك أو تعودت ان تصلى ولو جزء صغير أو تتناول فحتى لو فيه أخطاء فلا تتنازل عن تلك الفضائل حتى مع وجود الاخطاء لأن من أجلها الله يرحم من الاشياء الاخرى فنحن نرى

 

 

السيد المسيح لم يذهب الى السامرية دون ان يجد فيها شيئاً فالله يسعى للانسان ويقبله اذا وجد عنده إستعداد وكيف يكون هذا الاستعداد؟  يكون بوجود بذرة حب الفضائل وحب الخير فى النفس إذا وجدت يقول الكتاب المقدس "فتيلة مدخنة لا يطفئها" حب الله ممكن أقوى شىء واضح مع السامرية فلا يوجد إنسان معصوم من الخطأ كل إنسان إذا فتش فى ذاته وجد خطأ أواثنين او ثلاثة او اربعة حتى كل آبائنا القديسين لم يوجد منهم من أستطاع ان يقول أنا ليس عندى خطية وفى آخر لحظة من لحظات حياتهم يصرخون بدموع وتوبة فأنا اتذكر عبارة فى البستان كل ما أقرأها أتوقف أمامها فى ذهول حيث تقابل سائح مع سائح فى برية سيناء يسأله فيما هو الخلاص؟ سائح وصل لأعلى الدرجات وهى السياحة ومازال يسأل اين الخلاص ؟ فقد شهد ان هناك اخطاء عليه ان يتخلص منها هذا الشعور يصل به الانسان للخلاص والمجد إذا نظر بحب الى الآب والى المسيح أما إذا نظر الى خطاياه وذاته سوف يتملكه اليأس  ومن الجائز ان يضيع والكنيسة فى الصوم الكبير  بصفه خاصة حيث يعتبر فترة التوبة تعلمنا هذا الدرس لاتيأس أنظر الى محبة الله فلو نظرنا الى قراءات هذا الصوم بدءا من أول التجربة وحتى الابن الضال تقول لنا لو مريت بتجارب لاتيأس فمحبة الله كبيرة لو انت فى مرحلة التيه كما فى الابن الضال فالامل كبير وقوى ولو وصلت الى مرحلة اصعب كما فى السامرية فالامل أيضا كبير ولو انت محطم كما فى حالة المفلوج أيضا لاتيأس ولو الشيطان أعمى الانسان عن وصايا الله كما هو فى المولود أعمى هناك امل ورجاء حى.يستطيع به  ان يدخل مع السيد المسيح منتصر ويفرح بالقيامة فالمسيح يحبك ومن اجل محبته قدم لك الفداء والخلاص ومستعد ان يصل الى كل إنسان ليتنا نتأمل فى محبة الله فى بيوتنا

الكنيسه هنا ترغب فى ان تعرفنا حب الله لنا . فالمسيح يحبك ومن أجلك قدم الفداء وقدم الخلاص لكل إنسان ومستعد أن يقبل كل إنسان بضعفاته.

فنحن نرى كيف ان محبة الله الكبيرة سمحت له أن يذهب الى السامرية فيعلمنا الرب هنا التمسك بالفضائل . العالم قد حكم على مدينة السامرة أنها أشر مدينة فى العالم ، حتى ان اليهود عندما أرادوا أن يشتموا السيد المسيح لم يجدوا أصعب من أن يقولوا له إنك سامرى وبك شيطان . فقد قالوا كل ما عندهم من شتائم .

وجاءت السامرية التى يشعر أهل السامرة انها أشر إنسانة فى المدينة كأن السامرية أشر الأشرار . أى أشر إنسانة موجودة فى أشر مدينة . هذه هى نظرة العالم لكن نظرة المسيح مختلفة .

حيث وجد المسيح فيها عدة فضائل غير موجودة فى آخرين . وهذا يعلمنا ألا نحكم على أحد بالظاهر حتى لو حكم عليه الناس بأنه من الأشرار.

فيقول لنا الكتاب "لا تدينوا لكى لاتدانوا أنظروا لنهاية سيرتهم وتمثلوا بإيمانهم"

وهذا أول درس نتعلمه من حياة السامرية وهو تأمل فضائل الآخرين قبل أن تحكم على الناس . تأمل الفضائل المخفية التى لا تراها أنت بل يراها الله.

ونجد أن فضائل السامرية التى جذبت السيد المسيح والتى من أجلها ذهب إليها بنفسه لكى يخلصها عدة فضائل كما جاء ذلك فى الإصحاح الرابع من إنجيل يوحنا.

وسوف نتحدث بشىء من التفصيل عن هذه الفضائل.

[1 ] فضيلة الخجل والكسوف:

البعض هنا يتسائل وكيف ذلك مع إنسانة مثل السامرية؟ هل تخجل ؟؟؟

فهناك ناس كثيرة تفعل الشر وتفتخر به فيقول الكتاب المقدس"يشربون الإثم كالماء" أمام كل الناس يفتخرون بالشر ويشعرون أنها نوع من الشطارة.

ولكن السامرية كانت تعلم ضعفاتها وتعرف أنها خطأ ومكسوفة من الناس . ولهذا عندما كانت تملأ الماء كانت تختار وقت لا يكون فيه أحد . الا وهو فى عز الظهيرة. فمعروف أن الذى يريد أن يملأ ماء عادة إما يكون فى الصباح الباكر أوليلاً. وذلك قبل أن تدخل المياه البيوت، أما فى وقت الظهيرة فلا يوجد أحد عند البئر ولا يوجد أحد فى الشارع فهى تخجل أن تواجه الناس......

وذلك مطلوب مننا أن نخجل من الله من أجل خطايانا . إذا وصل الإنسان للخجل والكسوف من الله لا يمكن أن يرتكب خطية . وعليه أيضا أن يخجل من أب إعترافه ومن نفسه ومن كل من يشعر بخطأه...

هذه مرحلة توصل إلى ترك الخطية ، ولكن الإنسان كل ما يفتخر كل ما يتمادى فى الشر . لذا نرى السامرية عندها خجل وحياء من حياتها الخاطئة .

[2 ]المعرفة بالخطايا :

بمجرد أن رآها السيد المسيح سألها سؤال أعطينى ماء لأشرب قبل ما ترد وتتكلم أحبت أن توضح جنسها الخاطىء .

كيف؟؟؟؟ فهى تعلم أنها من السامرة واليهود لا يتعاملون مع السامريين .

قهى تقول له إذ ربما لا يكون على علم بأنها من السامرة. أو أنه قد تذكر أنها إنسانة تسكن بالقرب من السامرة .

فهى قالت له أنا الإنسانة التى تخشى أن تتعاملوا معى ، حتى لا تغضب بعد أن تتعامل معى. فأحب أخبرك أننى  سامرية....

وتخيل أن هذا لا يحدث لو أن مجموعة من الناس حكم عليه بأنهم أشرار ولا يجب أن يتعامل معهم أحد حيث يخجل أن يتعامل معهم الناس. وإذا تحدث أحد مع أحد من هؤلاء وهو لا يعلم حقيقته. فيكون هذا إتضاع كبير منه أن يذكره بأنه من المحكوم عليهم بأنه من الأشرار.

وهذا إعتراف بالخطأ وبمكانته وموقفه وموقف المجتمع منه، وذلك من النادر أن يفعله الكثيرون.

[3] الإعتراف بالخطايا:

أحياناً عندما يكون الشخص من بلد صغيرة يخجل أن يقول أنه من نفس تلك البلد أو تلك المدينة .وأحياناً يخجل الشخص أن يقول حقيقته لو كان يشعر أنه من أسرة غير غنية أو مركزها فى المجتمع أقل من عائلات أخرى ويحاول أن يتهرب،

لأنه لا يريد أن يذكر شىء فيه ضعف أو يظهر أمام الناس بالضعف. لكن السامرية قوية قبل ما تطلب منه أخبرته بحقيقتها وهذه هى إحدى الفضائل القوية  فالسيد المسيح رد عليها رد كى يختبرها به فهو طلب منها أن تمنحه ماء ليشرب ويقول لها لو علمت الذى يكلمك لطلبت انت منه ماء حيا لكى يرى ما هو رد فعلها وكيف يكون؟؟

[4 ] الحكمة والهدوء:

بمنتهى البساطة لو أحد قال لك أعطنى ماء من دون سابق معرفة ، ثم يقول لك أنا أملك ماء أفضل من الذى تملكه. فمن المؤكد سوف تصاب بالدهشة وتتساءل لماذا إذن تطلب منى طالما أنت تملك ؟

وهذا رد الفعل الطبيعى لأى شخص ، ولكن كان ردها بمنتهى الحكمة دون أن تثور أو تغضب فقالت له ليت توضح لى المياه كيف يكون عندك ماء وانا لا أرى وعاء تجلب فيه الماء.

بمنتهى الهدوء وهذا يعلمنا الا نفقد أعصابنا عندما يثيرنا إنسان بسؤال.

فنرى هناأن السيد المسيح فاحص القلوب والكلى شعر انها جوهرة وبهذه الوداعة قد كسبت قلب الرب.

[5 ] الإصغاء لكلمات الرب:

بدأ السيد المسيح يوضح لهاعن الماء الحى وعن عمل الروح القدس وبدأت تسمع بإصغاء حيث أنها لم تكن متعجلة لكى ترحل بسرعة قبل أن يراها أحد، فعندما أحست أنها كلمات نعمة فقالت من الممكن أن أسمع وهذا تدريب لنا  حيث لا نجعل هموم العالم وإحتياجتنا تطغى علي الا نعطى للروح فرصتها من أن تسمع كلام الروح..... فنحن لا نأخذ من الدنيا شيئاً فالكل يسعى فى شقاء والنهاية واحدة لا تتغير.

ويقول أحد الآباء تعبير جميل "الإنسان يهتم بلا هم"

[6 ] المعرفة بتاريخ آبائها:

فضيلة أخرى ظهرت فى حياتها انها لها معرفة بتاريخ آبائها وبالكتاب المقدس فعندما قال لها أنا عندى ماء حى فقالت له فورا قصة البئر وأن هذا بئر أبونا يعقوب ونحن نحب هذا البئر بتاريخه وماضيه فهى متمسكة بتاريخ وبميراث آبائها، ونحن نحتاج الى ذلك جداً هذه الأيام . فعلى الإنسان أن يتمسك بميراث آبائه من الإيمان ومن الحياة مع الله هذه المعرفة أيضاً  جعلت السيد المسيح يزداد فى عطاياه لها عندها أشياء وكلمات روح عندها معرفة عندها فضائل كل هذه الاشياء  جعلت السيد المسيح ينسى أخطائها وماضيها وبدأت تسمع هى لصوت الرب.

[7 ] الإشتياق للسجود للرب:

وإشتياقها القوى للحياة والعشرة مع الله ولكلمات النعمة "آباؤنا سجدوا فى هذا الجبل وأنتم تقولون أن فى أورشليم الموضع الذى ينبغى أن يسجد فيه"

"أنا أعلم أن مسيا الذى يقال له المسيح يأتى .فمتى جاء ذاك يختبرنا بكل شىء"

كل هذه كلمات تدل على إنسان عنده رغبة قوية ان يعيش مع الله ..

[8 ] الإيمان القوى والرجاء:

عندها إيمان قوى بمجىء المسيا ولهذا أعلن لها المسيح ذاته والسامرية من ضمن الأشخاص المعددودين الذي أعلن لهم المسيح ذاته لما للسامرية من فضائل وحب للعشرة مع الله . على الرغم من أنها  كانت تحيا فى الخطية فقال لها يسوع " أنا الذى أكلمك هو"عندما شعر أنه هو المسيح المنتظر بإيمان قوى لا يستطيع إنسان أن يؤمن به بهذه السرعة .....

فتلاميذ المخلص الذين رأو معجزاته ورأوا أحياناً قوة لاهوته فى بعض من الأحيان ضعفوا وشكوا.....لكن إيمان هذه القديسة قوى حيث كلمها كلام الروح وأعلن لها ذاته انه المسيا...وطلبت منه تلقائيا" ياسيد أعطنى هذا الماء لكى لا أعطش ولا آتى إلى هنا لأستقى"عندها حب قوى .

هذا يجعلنا نرى أن هناك ناس كثيرة قد يحيوا فى بعد عن  الكنيسة لأن ظروفهم قد أوصلتهم  الى ذلك لكن هؤلاء الناس لو وجدوا من يقودهم

إلى الكنيسة لربما أصبحوا قديسين. أحد الآباء قد حاول الدفاع عن السامرية لكن هذا بالطبع رأى شخصى . فقد قال أنها أحبت أن تختبر الرجل السادس قبل أن تتزوجه رسميا بدلا من الزواج والطلاق ومعروف أن الطلاق كان  يتم بصعوبة فى اليهودية .وهذا دفاع شخصى .

فليتنا عندما نرى أحد بعيد عن الكنيسة نشفق عليه فقد يستخدمنا الرب من أجله .

[9] الصدق:

فبمجرد أن طلبت منه فأراد السيد المسيح أن يظهر  فضائلها أكثر فأكثر قال لها "أذهبى وأدعى زوجك وتعالى إلى ههنا" ولكنها قالت إن الذى عندى ليس بزوجى وكانت أمينة فى إعترافاتها.

مطلوب منا  نحن أولاد الله أن نكون أقوياء فى إعترافنا بالخطأ فأحياناً الإنسان يعترف ويحاول أن يغلف الخطية لأب إعترافه حتى لا تظهر أنها خطية. ويظل يلف ويدور حتى لا يقولها  هى هى  أو أنه يكررها. كأنه بذلك يكون بيضحك على نفسه أو بيكذب على الروح القدس بيعتبر أنه  أعترف مع أنه أعطى صورة غير دقيقة وغير أمينة.

بمنتهى الشجاعة عندما قال لها السيد المسيح أدعى زوجك قالت له ليس لى زوج يا ليت يكون هذا درس  نتعلمه من السامرية، التى قال الناس كلها أنها أشر إنسانة فى الوجود السيد المسيح شعر أنها أصدق إنسانة .

ليكون كلامكم نعم نعم لا لا ما زاد على  ذلك فهو من الشرير

ووضح لها السيد المسيح وقال لها أنا أعلم" أنه كان لك خمسة أزواج لكن الذى لك الآن ليس هو زوجك"وهذه العبارة جعلتها تزداد قوة فى الإيمان بالمخلص .

فالتلاميذ طالما قال لهم المخلص أشياء كثيرة جدا وكل واحد منهم أخبره بحكاية لا أحد يعرفها على الاطلاق ومع ذلك شكوا أن الذى أمامهم هو المسيح فاحص القلوب والكلى وإيمانهم قد ضعف فى فترة ما .

فقد تكون السامرية قصتها معروفة فى كل البلد وكان من الممكن أن تقول له أنك تعرف قصتى فهى مشهورة ومعروفة لأغلب الناس فى المدينة لكنها آمنت بالمسيح إيمان قوى لهذا السيد المسيح أعطاها أعظم بركة فى الوجود . (بركة الخدمة والتبشير)  من أجل الرب فى السامرة ، وقد قال

السيد  لتلاميذه لا تغضبوا من السامرة وكأنه شعر أنهم غير مؤهلين  للخدمة فيها وأن هناك  واحدة أقوى منهم هى التى سوف تذهب لتبشر بالمسيح هناك .

وأظهرت هذه  القديسة النموذج الحى للخادم الناجح وكيف تكون الخدمة.

لأنها أستطاعت أن تتلامس مع الرب دون أن يعلمه أحد . عرفت معنى الخدمة الحقيقية كيف تكون .

ومشاكل الخدام والخدمة سببها أننا ننسى النقطتين اللتان بدأت بهما السامرية وهما :

-على الخادم أن يتكل إتكال كامل على الله وينسى كل همومه وأحزانه ويترك أموره المادية على الرب فإذا طغى سعيه وراء الماديات فإن خدمته سوف تضعف فالسامرية من أجل الخدمة ومن أجل التبشير بالمسيح نسيت إحتياجاتها المادية فتركت جرتها ومضت الى المدينة.

- عمله ان يوصل المخدومين الى يد المسيح فالسامرية ذهبت للناس وقالت لهم"هلموا أنظروا إنسانا قال لى كل ما فعلت ....ألعل هذا هو المسيح  . فقد أرادت أن توصلهم للمسيح ولم ترغب فى شىء أكثر من ذلك... وبالفعل ذهبوا وتقابلوا مع المسيح ومكث معهم يومين فآمن به الكثير جدا بسبب كلامه  وقالوا للمرأة إننا لسنا بعد بسبب كلامك نؤمن. لأننا نحن قد سمعنا ونعلم أن هذا هو بالحقيقة المسيح مخلص العالم فالقداسه ظهرت منهم حيث عرفتهم السامرية بالمسيح وقالوا لها فيما بعد  نحن رأينا المسيح وعشناه.

الخدمة الحقيقية أن توصل الشخص للمسيح لكى تضمن كل شىء فأحيانا يرغب الخادم فى أن يمسك المخدوم بيد المسيح من جهة وبيده هوالآخر وان يكون ذلك بنفس الدرجة .

 

وأخيراً نرى أن السامرية  أصبحت أول كارزة وأول مبشرة لأشهر مدينة فى العالم وبسببها المدينة بأجمعها عرفت الرب .