حَيْثِيَّاتُ الحُكْمِ الأَخِيرِ

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 

                                                                                                                                                                                                 

مسيحنا مختفٍ في هذا العالم ضمن أشخاص "إخوته الأصاغر" الذين نسب نفسه إليهم، ونسبهم إلى نفسه، وهم المهملون الذين أعوزهم الملجأ واللقمة والضرورات... لذلك وضع لأجلهم لائحة تحدد فئاتهم من معوزين وعريانين ومرضى ومتألمين ومسجونين ومتغربين... أولئك الذين أُغلقت أمامهم أبواب كثيرة؛ لكنه فتح أمامهم باب ملكوته ونسبهم إليه، وأوصى وأمر كنيسته أن تضعهم في أولى اهتماماتها.

وفي صورة حكم الدينونة الأخير جعل كل من يخدم - المرضى والمحبوسين والغرباء والجائعين والعريانين - يكون قد فعل به "فبي فعلتم"، أما أولئك الذين صمّوا آذانهم عن صراخ المساكين؛ وطمسوا عيونهم وغضوا الطرف محتقرين الصغار؛ سينالون جزاء الرفض "لم تطعموني... لم تسقوني... لم تأووني... لم تكسوني... لم تزوروني"؛ لأن من يسعى للعنة تأتيه، ومن لا يُسرّ بالبركة ويسعى لنوالها تتباعد عنه.

 

كل من يحتقر الغلبان ويحابي أصحاب النفوذ؛ مخدوع!! أما الذﻱ يعطي الأصاغر بسخاء ويكرمهم كشخص المسيح، يفوز بالجعالة والأجرة السماوية. مهتمًا بلحمه وعظامه، بجسده العريان الجائع الغريب والمشرد، يصنع الرحمة والستر والصلاح. وقد أطعموا باسمه الجياع وكسوا العريان باسمه، وسقوا العطشان باسمه؛ عندما أتى هو مختفيًا فيهم... ما رذلوه أو ردوه فارغًا محسورًا مكسور الخاطر.

عن معروفهم هو يجازيهم؛ لأنهم قد بسطوا كفوفهم ومدوا أيديهم للسائلين، وهم بهذا تلاقوا مع المسيح أينما وكلما وجدوه. فلنبحث عن مسيحنا وعن أنفسنا... وسنجدها في بيوت الفقراء وعشش المساكن وخيام اللاجئين وفي مناطق العشوائيات؛ حيث الطرق والسياجات... كي نأتي بهم حتى يمتلىء البيت ويصيروا ملء البيت، في وليمة العرس .

ولنحذر ويحذر كل كاهن ولاوﻱ؛ من أن يجتاز تاركًا هؤلاء الذين أُعطوا الأولوية الإلهية، لأننا نخدم الرأس بخدمتنا للأعضاء، فلو كنت أتمسك بالرأس لما تركتُ عني أعضاء الجسد، وكل من يخدم الرأس (المسيح) السامرﻱ الصالح الحقيقي، يتمسك أيضًا ويهتم بالكل ناميًا بالله من دون انقسام... حيث الكنيسة هي فندقنا وبيتنا الذﻱ يستقبل الكل ولا يُرفض فيه أحد؛ لأنها تجمع وتأوﻱ الجميع، وكل من يصنع البر يصير مقبولاً عنده، وكل من فرَّق وأعطى المساكين بره يدوم إلى الأبد، وكل من اعتنى بهؤلاء فمهما أنفق "أكثر" فعند رجوع الديان سيوافيه.


القمص أثناسيوس چورچ.

www.frathanasiusdublin.com

أضف تعليق


كود امني
تحديث

تم التطوير بواسطة شركة ايجى مى دوت كوم
تصميم مواقع مصر - ايجى مى دوت كوم