الملك الحكيم ...لجرجس ميخائيل

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 

mase7y.comكان ملكا ذكيا لم يجُدْ به الزمان، فقد أوتى من الحكمة ما لم يؤتى به غيره فى زمانه فقد قل الحكماء وورث العروش حمقاء وجلس على الكراسى أشباه البشر فتفرد هو وبزغ نجمه و على شأنه...حتى تعجبت شعوب الارض من فرط ما سمعوا من قصص و أمثولات و حكم و اقوال هذا الملك الذى أخضع امما و ممالك كثيرة تحت حكمه وزاد غناه حتى حقد عليه الكثيرين و لكن لشدة بطشه بأعدائه خافه الكل و عملوا له ألف حساب حتى حين كانوا يكلموا أنفسهم فى مخادعهم.

كان إبنه على النقيض تماما فقط كانت امه أجنبية (عمونية) وليست من شعب بلاط الملك، فنشأ الابن بدون ان يرث هذا الجين النبيل، جين الحكمة و المعرفة، جين الملوك ... وربما أيضا إنشغل الملك عن تربية ابنه و تعليمه الفطنة و الحذر فشب الولد يتمتع بالثراء و الغنى غير فاهما ولا فهيما كيف يصون المملكة حين يصير نفسه ملكا.

فصار الولد جامعا حوله و فى مجلسه السفهاء والحمقى من القوم من عشيرته، عشيرة السفهاء ومن ممن لهم نفس التوجه الاهوج الخالى من كل صفات الحكم.

مات سليمان الملك الحكيم و ملك إبنه رحبعام ملكا عوضا عنه و لما جاء يوم التتويج تجمع شعب الأرض مع يربعام عدو ابيه اللدود الذى كان هاربا من وجه ابيه مختفيا فى أرض مصر..عاد و أتى مع الشعب طالبين عهدا جديدا من الحريات و العدالة و رفع النير و تحقيق الكرامة الانسانية و تخفيف العبودية القاسية على الشعب ...ورغم أنه ابن الحكيم لكنه لم يكن يرث من الحكمة شيئا فلم يستطع ان يرد للشعب جوابا!!.

فطلب منهم ان يرجعوا بعد ثلاثة ايام فيرد لهم جوابا.كان امام الملك الجديد إختبارا سيحدد ملامح الحكم طوال السنوات القادمة و يحتاج الى كل الحكمة الممكنة و التى إفتقر لها جدا و برغم من أن حكماء و مستشارى ابيه قدموا له نصيحة غالية و هى

أن يصير عبدا لهم...يخدمهم...يحبهم.. يكلمهم كلاما حسنا... فيصيرون عبيدا للملك كل الايام.

لكن لم تعجب الملك نصيحة الشيوخ ذوى الحنكة السياسية و حكمة السنين و طلب مشورة الاحداث الحمقى من مجالسى الملك عديمى الفهم، حديثى السن، و محدثو نعمة فى ذات نفس الوقت وذوى مشورة رديئة التى كانت فى مجملها ان يُرِى شعبه العين الحمراء بأن قالوا له أرجع للشعب جوابا هكذا " أن خنصري اغلظ من متني ابي. والان ابي حملكم نيرا ثقيلا وأنا ازيد على نيركم ابي ادبكم بالسياط وأنا اؤدبكم بالعقارب" و الخنصر هو الاصبع الصغير فى اليد و المتن هو وسط الانسان او خاصرته و ما معناه ان حكمه سيكون شديدا اكثر كثيرا من سابقه!! فما كان من الشعب إلا ان عصى على الملك و إنقسم الشعب الى قسمين أغلبهم لم يدعوا الملك يملك عليهم بل قاموا بقتل من ارسله للقيام بتسخير الشعب (رحبعام أدورم) و لم يبقى له الا عشيرته فقط التى ملك عليها فعليا!!

فما اشبه اليوم بالبارحة...ها نحن نرى فى هذه الايام مثالا حقيقيا لما حدث منذ ما يقرب من ثلاثة آلاف عام و لكن هل من فاهم ودارس للتاريخ؟.

هل من فاهم طالب الله، الكل قد زاغوا معا، فسدوا. ليس من يعمل صلاحا، ليس ولا واحد.

( مز 14 : 3 – 4 )

أضف تعليق


كود امني
تحديث

تم التطوير بواسطة شركة ايجى مى دوت كوم
تصميم مواقع مصر - ايجى مى دوت كوم