مقالات قداسة البابا تواضروس الثانى

أخبار مسيحى دوت كوم

قداسة البابا يشهد حفل تخريج أولى دفعات برنامج لوجوس للقيادة

قداسة البابا يشهد حفل تخريج أولى دفعات برنامج لوجوس للقيادة

السبت ٩ سبتمبر ٢٠٢٣م.. ٤ نسئ ١٧٣٩ش. قداسة البابا يشهد حفل تخريج أولى دفعات برنامج لوجوس للقيادة شهد قداسة البابا تواضروس الثاني، أعمال اليوم الختامي لبرنامج لوجوس للقيادة (L.L.P) والذي...

الرياضة بين التدين والطائفية.. نادى عيون مصر يفتح الباب على قضية الأقباط المصريين وكرة القدم

الرياضة بين التدين والطائفية.. نادى عيون مصر يفتح الباب على قضية الأقباط المصريين وكرة القدم

أثار افتتاح نادي عيون مصر باب التقدم لاختبارات القبول جدلا واسعا، وجاء في الإعلان عنه في الصحف والمواقع القبطية: أعلن نادي عيون مصر الرياضية التابع لكنائس وسط القاهرة، فتح باب...

أسقف الشباب بالكنيسة الأرثوذكسية يطمئن الأقباط بشأن صحته من ألمانيا

أسقف الشباب بالكنيسة الأرثوذكسية يطمئن الأقباط بشأن صحته من ألمانيا

أسقف الشباب بالكنيسة الأرثوذكسية يطمئن الأقباط بشأن صحته من ألمانيا نشرت الصفحة الرسمية لأسقفية الشباب على موقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك" فيديو للأنبا موسى أسقف الشباب بالكنيسة الأرثوذكسية يطمن فيهاجموع الأقباط...

"علامات نهاية الأيام" في عظة الأحد على قناة ON ابونا ارميا بولس

"علامات نهاية الأيام" في عظة الأحد على قناة ON ابونا ارميا بولس

أذيعت، كلمة للأب القمص إرميا بولس كاهن كنيسة السيدة العذراء بشارع عياد بك بشبرا عبر قناة ON إحدى قنوات الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية المالكة لقنوات (ON - dmc - الحياة...

ختام ملتقى شباب لوجوس الثالث

ختام ملتقى شباب لوجوس الثالث

الأحد ٢٨ أغسطس ٢٠٢٢م.. ٢٢ مسرى ١٧٣٨ش. ختام ملتقى شباب لوجوس الثالث استضاف ملتقى لوجوس الثالث لشباب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية صباح أمس المحامية الدولية الدكتورة ماري بقطر حيث روت تجربتها...

قداسة البابا ناعيًا نيافة الأنبا إيساك: عاش حياته هادئًا وصامتًا

قداسة البابا ناعيًا نيافة الأنبا إيساك: عاش حياته هادئًا وصامتًا

الأربعاء ٧ سبتمبر ٢٠٢٢م.. ٢ نسيء ١٧٣٨ش. قداسة البابا ناعيًا نيافة الأنبا إيساك: عاش حياته هادئًا وصامتًا نعى قداسة البابا تواضروس الثاني مثلث الرحمات نيافة الأنبا إيساك الأسقف العام الذي...

عظة الاربعاء: الأسرة المقدسة التي تشهد للمسيح".. الحلقة (١١) من "أسرتي مقدسة"

عظة الاربعاء: الأسرة المقدسة التي تشهد للمسيح".. الحلقة (١١) من "أسرتي مقدسة"

لأربعاء ٧ سبتمبر ٢٠٢٢م.. ٢ نسيء ١٧٣٨ش. "الأسرة المقدسة التي تشهد للمسيح".. الحلقة (١١) من "أسرتي مقدسة" ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني عظته الأسبوعية في اجتماع الأربعاء مساء اليوم، من...

قداسة البابا تواضروس الثانى ينعى الملكة اليزابيث ملكة انجلترا

قداسة البابا تواضروس الثانى ينعى الملكة اليزابيث ملكة انجلترا

نعى قداسة البابا تواضروس الثانى ملكة انجلترا يوم الخميس 8 سبتمبر والتى حكمت انجلترا مدة سبعين عاما

قداسة البابا يستقبل نيافة الأنبا أنيانوس ووفد كهنة وأراخنة بني مزار

قداسة البابا يستقبل نيافة الأنبا أنيانوس ووفد كهنة وأراخنة بني مزار

الخميس ٨ سبتمبر ٢٠٢٢م.. ٣ نسئ ١٧٣٨ش. قداسة البابا يستقبل نيافة الأنبا أنيانوس ووفد كهنة وأراخنة بني مزار استقبل قداسة البابا تواضروس الثاني في المقر البابوي بالقاهرة اليوم الخميس، نيافة...

تفاصيل مساعدات الكنيسة للأسر الفقيرة.. تزويج الفتيات ومراكز لـعلاج الإدمان

تفاصيل مساعدات الكنيسة للأسر الفقيرة.. تزويج الفتيات ومراكز لـعلاج الإدمان

أعلنت أسقفية الخدمات العامة والاجتماعية والمسكونية بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية، 6 خدمات تقوم بها لمساعدة الأسر المحتاجة سواء فى تزويج الفتيات،

البابا تواضروس يبحث أوضاع لبنان والقدس مع ممثلى الكنيسة

البابا تواضروس يبحث أوضاع لبنان والقدس مع ممثلى الكنيسة

استقبل البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية،

دير الشهيد مارمينا العجايبى بمريوط يحذر من "نصاب" ينتحل صفة راهب

دير الشهيد مارمينا العجايبى بمريوط يحذر من "نصاب" ينتحل صفة راهب

حذر دير الشهيد مارمينا العجايبى بمريوط، من شخص مجهول الهوية ينتحل اسم أحد الأباء الرهبان يقوم بالاتصال بالكنائس،

مطران شبرا يعلن فتح دير مارجرجس بميت دمسيس أمام الزائرين حتى 29 أغسطس

مطران شبرا يعلن فتح دير مارجرجس بميت دمسيس أمام الزائرين حتى 29 أغسطس

أعلن الأنبا مرقص مطران شبرا الخيمة وتوابعها، والنائب البابوي والمشرف على دير ما رجرجس بميت دمسيس،

صور.. البابا تواضروس يلتقى باحث دكتوراه الألحان القبطية فى العظة الأسبوعية بالكاتدرائية

صور.. البابا تواضروس يلتقى باحث دكتوراه الألحان القبطية فى العظة الأسبوعية بالكاتدرائية

استضاف البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، مساء اليوم خلال العظه الأسبوعية بالكاتدرائية،

الكنيسة الأسقفية تنظم تدريبا لمعلمى "الاحتياجات الخاصة" لخدمة أطفال التوحد

الكنيسة الأسقفية تنظم تدريبا لمعلمى "الاحتياجات الخاصة" لخدمة أطفال التوحد

استضاف مركز المنارة لخدمة ذوى القدرات الخاصة التابع للكنيسة الأسقفية بمصر، اليوم السبت،

مقالات البابا شنودة الثالث

     المال الحرام في التجارة والمعاملات

المال الحرام في التجارة والمعاملات

22 تموز/يوليو 2015

** المال الحرام عن طريق الغش: كأن يبيع أحدهم شيئًا به تلف على أنه شيء سليم، مستغلًا عدم اكتشاف الشاري للعيب الموجود في تلك البضاعة! ما أنبل البائع الذي بكل...

     شيطان التخدير وشيطان التأجيل

شيطان التخدير وشيطان التأجيل

22 تموز/يوليو 2015

حينما يكون الإنسان متيقظًا ومتنبهًا لنقاوة قلبه، صاحيًا عقلًا وروحًا، فإنه من الصعب أن يسقط... ولذلك قال أحد الحكماء: "إن الخطيئة تسبقها إما الشهوة أو الغفلة أو النسيان" فحالة الغفلة...

    الشهوة: أنواعها وخطورتها

الشهوة: أنواعها وخطورتها

21 تموز/يوليو 2015

** الشهوة هي أصل وبداية خطايا كثيرة. فالزنى يبدأ أولًا بشهوة الجسد. والسرقة تبدأ بشهوة الاقتناء أو شهوة المال. والكذب يبدأ بشهوة في تبرير الذات أو في تدبير شيء ما....

    اللعنة

اللعنة

02 تموز/يوليو 2015

* اللعنة لم تصب آدم وحواء لسببين: أولا: لأن الله كان قد باركهما قبلًا (تك 1: 8) وهبات الله بلا ندامة (رو 11: 9)، ولا يرجع فيها مهما حدث. إنها...

 أنواع من الراحة

أنواع من الراحة

22 حزيران/يونيو 2015

موضوع الراحة ورد في أول الكتاب المقدس، في قصة الخليقة، حيث قيل (وبارك الله اليوم السابع وقدسه، لأنه فيه استراح من جميع عمله الذي عمل الله خالقًا) (تك 2: 12)....

 أنواع من المحبة

أنواع من المحبة

22 حزيران/يونيو 2015

توجد محبة طبيعية مثل المحبة بين البنوة والأبوة، لذلك شبه الله محبته لنا بمحبة الأب للأبناء.وتوجد محبة مكتسبة كمحبة الأصدقاء والأقرباء والزملاء، أو المحبة بين خطيب وخطيبته، أو بين زوج...

 الأخوة الأوائل

الأخوة الأوائل

02 تموز/يوليو 2015

وهكذا كانت مشكلة هابيل، أن قربانه كان مقبولًا أمام الله، فتضايق أخوه، ويقول الكتاب في ذلك:"فاغتاظ قايين جدًا، وسقط على وجهه" (تك 4: 5).إذن قايين لم يكن يسعى إلى محبة...

 التعب بين النفس والروح

التعب بين النفس والروح

22 حزيران/يونيو 2015

هناك مريض إن قيل له إن حالته خطيرة، قد تتعب نفسه، ولكنه يستعد لأبديته فتستريح روحه. بينما لو خدعوه وصورا له الأمر بسيطا لراحة نفسه وشغلوه بمسليات عالمية، لا يهتم...

 الحب أولًا لله

الحب أولًا لله

22 حزيران/يونيو 2015

ان أردنا أن نفهم المحبة على أساسها الحقيقي، الكتابي، فينبغي أن نضع أمامنا هذه الحقيقة وهى:المفروض أن المحبة موجهة أولا وقبل كل شيء إلى الله تبارك اسمه..وهذا ما يقوله لنا...

 الحسد والغيرة

الحسد والغيرة

02 تموز/يوليو 2015

المشكلة تكمن في عدم وجود استعداد داخلي.لا تقل "إنني أذهب إلى الكنيسة ولا أستفيد".. لأن غيرك يذهب ويستفيد. لو كنت تريد أن تستفيد لاستفدت. إن لم تستفد من القداس، يمكنك...

 الخروج من محبة الله

الخروج من محبة الله

02 تموز/يوليو 2015

* لا شك أن كسر الوصية كان عملًا ضد محبة الله. لأن الرب يقول: "الذي عنده وصاياي ويحفظها فهو الذي يحبني" (يو 14: 21). ويقول القديس يوحنا الحبيب "من قال...

 الموت

الموت

02 تموز/يوليو 2015

"يوم تأكل منها موتًا تموت " (تك 2: 17). كان الموت هو العقوبة الأساسية للخطية. والكل قد خضع له، مات آدم وحواء، ومات كل نسلهما، وسيموت النسل الذي يولد فيما...

 تحذيرات الله قبل الخطية

تحذيرات الله قبل الخطية

02 تموز/يوليو 2015

ما أعمق هذا الحنو، في معاملة الله للخطاة..إنه يظهر لقايين، أول إنسان هلك على الأرض. ويكلمه، ويشرح له التجربة التي أمامه، وينصحه، بل ويناقشه أيضًا: "لهذا سقطت على وجهك؟ ليس...

 قوة الصلاة وقوة الإيمان

قوة الصلاة وقوة الإيمان

22 حزيران/يونيو 2015

نوع آخر من القوة، هو قوة الصلاة.. الصلاة القوية في إيمانها، وفي حرارتها، وفي انسحاقها وفي روحياتها، التي يمكن أن تصعد إلى السماء وتأتى بالاستجابة. كثيرون يشعرون بقوة الشخص الذي...

 كل جليات له داود

كل جليات له داود

16 حزيران/يونيو 2015

1- صراحة : أنت ترى أن تكون صريحاً في الدفاع عن الحق.. ولكن صراحتك كثيراً ما تجرح الناس فيستاؤون ويأخذون منك موقفاً، راجع نفسك كم شخصاً استخدمت معه هذا الأسلوب...

 مشكلة ثنائية وفقدان الثقة

مشكلة ثنائية وفقدان الثقة

02 تموز/يوليو 2015

إن معرفة الشر عند كثيرين، ارتبطت بشهوة الشر، أو على الأقل ارتبطت بالصراع بين الخير والشر.وعاش الإنسان حياته في هذا الصراع، وتشوهت أفكاره بمعرفة الشر، وجلبت له هذه المعرفة الظنون...

آباؤنا‏ ‏الرسل‏ ‏القديسون تنوع‏ ‏في‏ ‏الشخصية‏ ‏والظروف

آباؤنا‏ ‏الرسل‏ ‏القديسون تنوع‏ ‏في‏ ‏الشخصية‏ ‏والظروف

28 تموز/يوليو 2011

تحتفل‏ ‏الكنيسة‏ ‏بعيد‏ ‏الرسل‏ ‏القديسين‏ ‏يوم‏ 5 ‏أبيب‏ ‏من‏ ‏كل‏ ‏عام‏ ‏الموافق‏ 12 ‏يوليو‏,‏في‏ ‏موعد‏ ‏ثابت‏ ‏لايتغير‏ ‏في‏ ‏كل‏ ‏عام‏.‏وإن‏ ‏كان‏ ‏يسمي‏ ‏عيد‏ ‏الرسل‏,‏إلا‏ ‏أنه‏ ‏بوجه‏ ‏خاص‏ ‏عيد‏ ‏استشهاد‏ ‏القديسين‏...

آباؤنا‏ ‏الرسل‏ ‏القديسون لقداسة البابا شنودة

آباؤنا‏ ‏الرسل‏ ‏القديسون لقداسة البابا شنودة

04 أيار 2010

‏بعيد‏ ‏الرسل‏ ‏القديسين‏ ‏يوم‏ 5 ‏أبيب‏ ‏من‏ ‏كل‏ ‏عام‏ ‏الموافق‏ 12 ‏يوليو‏,‏في‏ ‏موعد‏ ‏ثابت‏ ‏لايتغير‏ ‏في‏ ‏كل‏ ‏عام‏.‏وإن‏ ‏كان‏ ‏يسمي‏ ‏عيد‏ ‏الرسل‏,‏إلا‏ ‏أنه‏ ‏بوجه‏ ‏خاص‏ ‏عيد‏ ‏استشهاد‏ ‏القديسين‏ ‏بطرس‏ ‏وبولس‏.‏...

أحبوا ذواتهم محبة ضارة للبابا شنودة الثالث

أحبوا ذواتهم محبة ضارة للبابا شنودة الثالث

11 أيار 2010

هناك أشخاص فيما يريدون أن يبنوا أنفسهم، يهدمونها! وإذ يعملون على تحقيق ذواتهم، يفقدونها! إنهم أولئك الذين يحبون ذواتهم محبة خاطئة تكون ضارة بهم ... فمَن هم؟ وما نوعية أخطائهم؟

أسباب القلق لقداسة البابا شنودة الثالث

أسباب القلق لقداسة البابا شنودة الثالث

11 أيار 2010

للقلق أسباب كثيرة تختلف من شخص إلى آخر حسب نوع نفسيته، ونوع الظروف التي يمرّ بها

« »

لماذا جاء السيد المسيح إلى عالمنا

thumb-pope_shenouda_crownلماذا جاء السيد المسيح إلى عالمنا  لقداسة البابا شنودة الثالث 
هذا يوضحه الإنجيلى بقوله: "لأن أبن الإنسان قد جاء لكى يطلب ويخلص ما قد هلك" (لو10:19) وهذ1 يعنى الخطاة الهالكين. ولماذا جاء يخلصهم؟ السبب أنه أحبهم على الرغم من خطاياهم!! وفى هذا يقول الكتاب: "هكذا أحب الله العالم حتى بذل أبنه الوحيد, لكى لا يهلك كل من يؤمن به, بل تكون له الحياة الأبدية" (يو16:3). أذن هو حب أدى إلى البذل, بالفداء.

قصة ميلاد المسيح إذن, هى فى جوهرها قصة حب.

أحب الله العالم, العالم الخاطئ , المقهور من الشيطان, المغلوب من الخطية……العالم الضعيف العاجز عن أنقاذ نفسه! أحب هذا العالم الذى لا يفكر فى حب نفسه حباً حقيقياً, ولا يسعى إلى خلاص نفسه……بل العالم الذى فى خطيته أنقلبت أمامه جميع المفاهيم والموازين, فأصبح عالما ضائعاً. والعجيب أن الله لم يأت ليدين هذا العالم الخاطئ, بل ليخلصه، فقال: "ما جئت لأدين العالم, بل لأخلص العالم" (يو47:12). لم يأت ليوقع علينا الدينونة, بل ليحمل عنا الدينونة. من حبه لنا وجدنا واقعين تحت حكم الموت, فجاء يموت عنا. ومن أجل حبه لنا, أخلى ذاته, وأخذ شكل العبد, وصار إنساناً.

كانت محبة الله لنا مملوءة أتضاعاً, فى ميلاده, وفى صلبه.

فى هذا الأتضاع قبل أن يولد فى مذود بقر, وأن يهرب من هيرودس, كما فى إتضاعه أطاع حتى الموت, موت الصليب, وقبل كل الآلام والإهانات لكى يخلص هذا الإنسان الذى هلك.

رأى الرب كم فعلت الخطية بالإنسان!!! فتحنن عليه…..

كان الإنسان الذى خلق على صورة الله ومثاله قد أنحدر فى سقوطه إلى أسفل, وعرف من الخطايا ما لا يحصى عدده, حتى وصل إلى عبادة الأصنام "وقال ليس إله"….."الجميع زاغوا وفسدوا معاً" (مز 1:14-3)….. ووصلت الخطية حتى إلى المواضع المقدسة.

الإنسان وقف من الله موقف عداء. ورد الله على العداء بالحب!!!!

فجاء فى محبته "يطلب ويخلص ما قد هلك". وطبعاً الهالك هو الإنسان الذى عصى الله وتحداه,

وكسر وصاياه, وبعد عن محبته, "وحفر لنفسه آباراً مشققة لا تضبط ماء" (أر 13:2)……ولكن الله – كما أختبره داود النبى "لم يصنع معنا حسب خطايانا, ولم يجازنا حسب أثامنا, وإنما….كبعد المشرق عن المغرب, أبعد عنا معاصينا" (مز10:103-12). ولماذا فعل هكذا؟ يقول المرتل: "لأنه يعرف جبلتنا. يذكر أننا تراب نحن" (مز 14:103).

حقاً إن الله نفذ (محبة الأعداء) على أعلى مستوى….

جاء الرب فى ملء الزمان, حينما أظلمت الدنيا كلها, وصار الشيطان رئيساً لهذا العالم(يو30:14) وأنتشرت الوثنية, وكثرت الأديان, وتعددت الآلهة…. ولم يعد للرب سوى بقية قليلة, قال عنها إشعياء النبى:"لولا أن رب الجنود أبقى لنا بقية صغيرة, لصرنا مثل سدوم وشابهنا عمورة"(إش9:1)

وجاء الرب ليخلص هذا العالم الضائع, يخلصه من الموت ومن الخطية.وقف العالم أمام الله عاجزاً, يقول له: "الشر الذى لست أريده, إياه أفعل"…… "ليس ساكنا فى شئ صالح" ……"أن أفعل الحسنى لست أجد" (رو 17:7-19). أنا محكوم على بالموت والهلاك.  وليس غيرك مخلص (إش 11:43). هذا ما تقوله أفضل العناصر فى العالم, فكم وكم الأشرار الذين يشربون الخطية كالماء, ولا يفكرون فى خلاصهم!!

إن كان الذى يريد الخير لا يستطيعه, فكم بالأولى الذى لا يريده؟!

إنه حقًا قد هلك ……لم يقل الكتاب عن المسيح إنه جاء يطلب من هو معرض للهلاك, وإنما من قد هلك….لأن "أجرة الخطية هى الموت" (رو 23:6).

والرب فى سمائه أستمع إلى آنات القلوب وهى تقول: قلبى قد تغير: الله لم أعد أطلبه. والخير لم أعد أريده. والتوبه لا أبحث عنها ولا أفكر فيها, ولا أريدها. لماذا؟؟ لأن "النور جاء العالم, ولكن العالم أحب الظلمة أكثر من النور, لأن أعمالهم كانت شريرة" (يو19:3). وما دام قد أحب الظلمة أكثر من النور, إذن فسوف لا يطلب النور ولا يسعى إليه!!!

هذا العالم الذى يحب الظلمة, جاء الرب ليخلصه من ظلمته. "إلى خاصته جاء, وخاصته لم تقبله" (يو 11:1). وعدم قبولهم له معناه أنهم هلكوا. والرب قد جاء يطلب ويخلص ما قد هلك. رفضهم له لا يعنى أنه هو يرفضهم. بل على العكس يسعى إليهم, لكى يخلصهم من هذا الرفض. "لأنه يريد أن الجميع يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون" (1 تى 4:2).

كذلك جاء يطلب الوثنيين الذين يعبدون آلهه أخرى غيره. هم لا يعرفونه. ولكنه يعرفهم ويعرف ضياعهم. وقد جاء لكى يطلبهم "النور أضاء فى الظلمة. والظلمة لم تدركه" (يو 5:1) ولكنه لم يتركهم لعدم إدراكهم له. إنما جاء ليعطيهم علم معرفته. وقد قال للآب عن كل هؤلاء الذين جاء ليخلصهم: "عرفتهم أسمك وسأعرفهم, ليكون فيهم الحب الذى أحببتنى به, وأكون أنا فيهم" (يو 26:17).

ما أكثر ما أحتمل الرب لكى يخلص ما قد هلك.

لست أقصد فقط ما أحتمله على الصليب ولكنى أقصد أيضًا ما أحتمله أثناء كرازته من الذين رفضوه , حتى من خاصته!!! التى لم تقبله…. حقًا ما أعجب هذا أن يأتى شخص ليخلصك, فترفضه وترفض خلاصه. ومع ذلك يصر على أن يخلصك!!!!

حتى الذين أغلقوا أبوابهم فى وجهه, صبر عليهم حتى خلصهم. كان فى محبته وفى طول أناته, لا ييأس من أحد…..جاء يعطى الرجاء لكل أحد, ويفتح باب الخلاص أمام الكل…."يعطى الرجاء حتى للأيدى المسترخية وللركب المخلعة" (عب 12:12). "قصبة مرضوضة لا يقصف, وفتيلة مدخنة لا يطفئ" (مت 20:12). إنه جاء ليخلص, يخلص الكل. وكل هؤلاء مرضى وضعفاء وخطاة، ومحتاجون إليه. وهو قد قال: "لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب بل المرضى ما جئت لأدعو أبراراً بل خطاة إلى التوبة" (مر 17:2).

من أجل هذا, لم يجد المسيح غضاضة أن يحضر ولائم الخطاة والعشارين ويجالسهم ويأكل معهم ويجتذبهم إليه بالحب. ويقول للمرأة التى ضبطت فى ذات الفعل: "وأنا أيضًا لا أدينك" (يو 11:8) لأنه ما جاء ليدينها بل ليخلصها.

وهكذا قيل عنه إنه "محب للعشارين والخطاة" (مت 19:11).

بل إنه جعل أحد هؤلاء العشارين رسوًلا من الأثنى عشر (متى). وأجتذب زكا رئيس العشارين للتوبة وزاره ليخلصه هو وأهل بيته, وقال: "اليوم حدث خلاص لأهل هذا البيت إذ هو أيضا إبن لإبراهيم" (لو 9:19). فتزمروا عليه قائلين: "أنه دخل ليبيت عند رجل خاطئ"  ولكنه كان يطلب ويخلص ما قد هلك.

إنه لم يحتقر الخطاة مطلقا, فالأحتقار لا يخلصهم! إنما يخلصهم الحب والأهتمام, والرعاية والأفتقاد, والعلاج المناسب…..العالم كله كان فى أيام المسيح "قصبة مرضوضة وفتيلة مدخنة". فهل لو العالم فسد وهلك, يتخلى عنه الرب؟! كلا… بل يعيده إلى صوابه.

حتى الذين قالوا إصلبه, قدم لهم الخلاص أيضاً. وقال للآب وهو على الصليب: "يا أبتاه أغفر لهم , لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون" (لو 34:23). ولماذا قال: "أغفر لهم"؟….لأنه جاء يطلب ويخلص ما قد هلك. ولهذا فتح باب الفردوس أمام اللص المصلوب معه…..

لم يكن ينظر إلى خطايا الناس, إنما إلى محبته هو.لم ينظر إلى تعدياتنا, إنما إلى مغفرته التى لا تحد. أما تعدياتنا فقد جاء لكى يمحوها بدمه. وحينما كان ينظر إليها, كان يرى فيها ضعفنا. لذلك قال له المرتل: "إن كنت للآثام راصداً يا رب, يا رب من يثبت؟! لأن من عندك المغفرة" (مز 130).

إنه درس لنا, لكى لا نيأس, بل نطلب ما قد هلك. هناك حالات معقدة فى الخدمة نقول عنها: "لا فائدة فيها" , فنتركها ونهملها كأن لا حل لها, بل نقول إنها من نوع الشجرة التى لا تصنع ثمراً، فتقطع وتلقى فى النار (يو 10:3). أما السيد المسيح فلم ييأس مطلقاً, حتى من إقامة الميت الذى قال عنه أحباؤه إنه قد أنتن لأنه مات من أربعة أيام (يو 11).

وهذا درس لنا أيضاً لكى نغفر لمن أساء إلينا. لأن الرب فى تخليصه ما قد هلك, إنما يغفر لمن أساء اليه. فالذى هلك هو خاطئ أساء إلى الله. والرب جاء يطلب خلاصه……!! كم ملايين والآف ملايين عاملهم الرب هكذا, بكل صبر وكل طول أناة، حتى تابوا وخلصوا. وبلطفه أقتادهم إلى التوبة (رو 4:2).

كثيرون سعى الرب إليهم دون أن يفكروا فى خلاصهم.وضرب مثالاً لذلك: الخروف الضال, والدرهم المفقود (لو15). ومثال ذلك أيضا الذين يقف الله على بابهم ويقرع, لكى يفتحوا له (رؤ 20:3). وكذلك الأمم الذين ما كانوا يسعون إلى الخلاص, ولكن السيد المسيح جاء لكى يخلصهم  ويفتح لهم أبواب الإيمان. ويقول لعبده بولس: "إذهب فإنى سأرسلك بعيداً إلى الأمم" (أع21:22) لما ذكر القديس بولس هذه العبارة التى قالها له الرب صرخ اليهود عليه قائلين إنه: "لا يجوز أن يعيش" (أع 22:22).ولكن هداية الأمم كانت قصد المسيح الذى جاء يطلب ويخلص ما قد هلك.

جاء الرب يغير النفوس الخاطئة إلى أفضل.غير المؤمنين جاء يمنحهم الإيمان.والخاطئون جاء يمنحهم التوبة. والذين لا يريدون الخير جاء يمنحهم الإرادة. والذين رفضوه جاء يصالحهم ويصلحهم. وهكذا كان يجول يصنع خيراً (أع38:10).

حتى المتسلط عليهم إبليس جاء ليعتقهم ويشفيهم.

لذلك نحن نناديه فى أوشية المرضى ونقول له: "رجاء من ليس له رجاء, ومعين من ليس له معين. عزاء صغيرى النفوس, وميناء الذين فى العاصف". كل هؤلاء لهم رجاء فى المسيح الذى جاء يطلب ويخلص ما قد هلك….إنه عزاء الهالكين وأملهم.

لذلك دعى أسمه "يسوع" أى المخلص, لأنه جاء يخلص. ولذلك فإن ملاك الرب المبشر ليوسف النجار, قال له عن العذراء القديسة: "ستلد أبناً, وتدعو أسمه يسوع, لأنه يخلص شعبه من خطاياهم" (مت 21:1). مجرد إسمه يحمل معنى رسالته التى جاء من أجلها, أنه جاء يخلص ما قد هلك…….

جاء يبشر المساكين, يعصب منكسرى القلوب. ينادى للمسبيين بالعتق, وللمأسورين بالإطلاق"(إش 1:61). ما أحلاها بشرى جاء المسيح بها. لم يقدم للناس إلهاً جباراً يخافونه….بل قدم لهم أباً حنوناً يفتح لهم أحضانه, يلبسهم حلة جديدة. ويضع خاتماً فى أصبعهم , ويذبح لهم العجل المسمن (لو 15). إلهاً يخلصهم من خطاياهم , ويمسح كل دمعة من عيونهم.

وهكذا أرتبط الخلاص بأسم المسيح وبعمله وفدائه. فإن كنت محتاجاً للخلاص, فأطلبه منه: يخلصك من عاداتك الخاطئة, ومن طبعك الموروث, ومن خطاياك المحبوبة, ومن كل نقائصك. ينضح عليك بزوفاه فتخلص, ويغسلك فتبيض أكثر من الثلج. هذه هى صورة المسيح المحببة إلى النفس, الدافعة إلى الرجاء.

فإن أردت أن تكون صورة المسيح, أفعل مثله. أطلب خلاص كل أحد. أفتقد سلامة أخوتك. وأولاً عليك أن تحب الناس كما أحبهم المسيح, وتبذل نفسك عنهم – فى حدود إمكاناتك – كما بذل المسيح. وتكون مستعداً أن تضحى بنفسك من أجلهم. بهذا تدخل فاعلية الميلاد فى حياتك.

ثم أنظر ماذا كانت وسائل المسيح لأجل خلاص الناس. أستخدم طريقة التعليم, فكان يعظ ويكرز, ويشرح للناس الطريق السليم , حتى يسلكون بالروح وليس بالحرف. وأستخدم أيضاً أسلوب القدوة الصالحة. وبهذا ترك لنا مثالاً, حتى كما سلك ذاك, ينبغى أن نسلك نحن أيضاً

( 1يو 6:2). وأستخدم المسيح الحب, وطول الأناة, والصبر على النفوس حتى تنضج. كما أستخدم الأتضاع والهدوء والوداعة. وأخيرًا بذل ذاته, مات عن غيره, حامًلا خطايا الكل………

فأفعل ما تستطيعه من كل هذا. وأشترك مع المسيح, على الأقل فى أن تطلب ما قد هلك, وتقدمه للمسيح يخلصه.

وعلى الأقل قدم صلاة عن غيرك ليدخل الرب فى حياته ويخلصه. والصلاة بلا شك هى عمل فى إمكانك. ولا تكن عنيفاً ولا قاسياً فى معاملة الخطاة, بل تذكر قول الرسول: "أيها الأخوة إن انسيق إنسان, فأخذ فى زلة , فأصلحوا أنتم الروحانيين مثل هذا بروح الوداعة" (غل 1:6). كما إستخدم الرب روح الوداعة فى طلب الناس وتخليصهم……….

أضف تعليق


كود امني
تحديث

Video

قديسن الكنيسة القبطية

 آدم وحواء والوقت

آدم وحواء والوقت

† آدم وحواء سمعوا الحديث بين الله والحية "أضع عداوة بينك وبين المرأة وبين نسلك...

جدو كرمشة و مشاكل الشباب

gangona مش عارفه تعيش

gangona مش عارفه تعيش افكار رايحه و جايه مابتنتهيش اليأس غيره مافيش

مقالات الأنبا رافائيل

 الإفخارستيا سر الكنيسة

الإفخارستيا سر الكنيسة

الكنيسة هى مجال عمل السيد المسيح الخلاص…الخلاص الذى تممه السيد المسيح لنا على ا...

مقالات القمص أثناسيوس جورج

المَسِيحِيَّةُ الإِسْمِيَّةُ

سلام لحضراتكم جميعًا.. برجاء نشر هذه المقالة المتواضعة.. لكم مني كل شكر وتقدير.. المَسِيحِيَّةُ الإِ...

(الصَّوْمُ الكَبِيرُ (رؤية آبائية

الصوم المسيحي لا يقف عند الانقطاع عن الطعام، لكنه صوم يتجه نحو الحواس والقلب، صوم الكيان بجملته، للت...

سنوات مع أسئلة الناس للبابا شنودة

ما هي الصلوات التي تقال أثناء الميطانيات؟

يمكن أن تكون صلاة تذلل أمام الله واعتراف بالخطايا أمام الله مع طلب الرحمة. ففي كل ميطانية يعترف الإن...

هل يجوز التبخير في المنازل؟

إن كان أحد الأباء الكهنة يرفع بخوراً في بيت، فهذا جائز، ونافع. فمن الممكن أن يصلي أحد الأباء الكهنة...

مقالات القمص إفرايم الانبا بيشوى

قالوا عن يسوع المسيح

هو يسوع المسيح

هو يسوع المسيح

في الكيمياء حول الماء الى شراب في الاحياء لقد ولد بدون الحمل الطبيعي في الفيزياء فانه دحض قانون الج...

المسيح الرب القائم من الأموات

المسيح الرب القائم من الأموات

لا يمكن ان يؤثر على ايماني بالمسيح الرب القائم من بين الأموات اي شيء من هذا القبيل ، بالنسبة لي كل ه...

مقالات القمص داود لمعى

 مبدأ الاحترام: احترام الأهل للأبناء

مبدأ الاحترام: احترام الأهل للأبناء

1- اتخاذ تصرفات أو أخطاء أبنائنا وسيلة لإضحاك الآخرين!الموقف: جلسة عائلية من ضمن أفرادها بنت في سن...

البشاشة

مقدمة الزواج المسيحي... هو عمل إلهي... يقوده روح الله ليعطى طعم من السعادة والفرح والحب الإلهي كمقد...

تدريبات روحية

13ـ الـصــوم ـ بقلم القمص ميخائيل جرجس صليب

عندما سأل تلاميذ يوحنا السيد المسيح قائلين "لماذا نصوم نحن والفريسيون كثيراً وأما تلاميذك فلا يصومون...

4 ـ الاتضاع ـ بقلم القمص ميخائيل جرجس صليب

4 ـ الاتضاع ـ بقلم القمص ميخائيل جرجس صليب

ـ4ـ الإتـضـاعإذا كانت الكبرياء قد أسقطت رئيس ملائكة من السماء .. عندما قال فى قلبه "أصعد إلى السموات...

تم التطوير بواسطة شركة ايجى مى دوت كوم
تصميم مواقع مصر - ايجى مى دوت كوم