منهج الكلية الاكليريكية مادة علم الابقطى للصف الثالث الباب الاول الفصل الرابع

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 
المجموعة: علم الأبقطى الزيارات: 2992


الفصل الرابع : التقويم الميلادى
تاريخ ميلاد المسيح

كان ميلاد السيد المسيح وما ذكره تلاميذه فى بشائرهم من الظروف التى أحاطت بهذا الميلاد , مقترنا بأحداث تاريخية معروفة ولا سيما فى تاريخ الدولة الرومانية التى كانت تسيطر حينذاك على بلاد اليهود , ومن ثم أصبح من الممكن تحديد التاريخ الذى ولد فيه السيد المسيح . بيد أن المسيحيين لم يبدأوا فى وضع تقويمهم على أساس ميلاد السيد المسيح إلا بعد أن توقفت الدولة الرومانية عن اضطهادهم وأوقفت المذابح التى كانت تروى فيها الأرض بدمائهم . ثم أصبحت المسيحية هى الديانة الرسمية للدولة الرومانية

 

 

ففى منتصف القرن السادس بدأ راهب رومانى يسمى ديونيسيوس اكسيجونوس ينادى بوجوب أن يكون ميلاد السيد المسيح هو بداية التقويم بدلا من التقويم الرومانى الذى كان يبدأ بتاسيس مدينة روما , والذى كان سائدا فى جميع أنحاء الدولة الرومانية . وبالفعل نجح هذا الراهب فى دعوته فبدأ العالم المسيحى منذ سنة 532 ميلادية يستخدم التقويم الميلادى

 

كيف حسب ديوناسيوس تاريخ الميلاد
أراد ديونيسيوس أن يكون ابتداء التاريخ هو سنة ميلاد السيد المسيح له المجد متخذا المدة الفيكتورية وهى 532 سنة ( 28 × 19 ) أساسا (2)

وبعد أن أجرى حسابا وصل الى أن السيد المسيح ولد سنة 753 لتأسيس مدينة روما

ولكن ديونيسيوس أخطأ فى حسابه إذ أنه ثبت للباحثين فيما بعد ان التقويم الذى وضعه لميلاد السيد المسيح يتضمن فرقا قدره نحو أربع سنوات لاحقة لتاريخ الميلاد الحقيقى , أى أن تاريخ ميلاد السيد المسيح يسبق السنة الأولى من ذلك التقويم بنحو أربع سنوات (1)

وقد أستند الباحثون فى ذلك الى أدلة كثيرة منها

أن السيد المسيح ولد قبل وفاة هيرود الكبير ملك اليهود إذ جاء فى إنجيل متى " ولد يسوع فى بيت لحم التى بإقليم اليهودية فى أيام هيرودس الملك " ( متى 2 : 1 ) , ولما كان المؤرخ اليهودى يوسيفوس – الذى عاش فى فترة قريبة العهد من تلك الفترة – قد حدد تاريخ موت هيرودس بسنة 750 رومانية وهى تقابل سنة 4 قبل الميلاد , وبذلك لا يمكن أن يكون ميلادالسيد المسيح لاحقا لهذا التاريخ وغنما الراجح بناء على القرائن الواردة فى البشائر أنه ولد فى أواخر سنة 5 أو أوائل سنة 4 قبل الميلاد (2) ( أى فى أواخر سنة 749 رومانية أو أوائل سنة 750 رومانية )

حسب ما ورد فى إنجيل لوقا إذ يقول " بدأ السيد المسيح خدمته الهارية فى السنة الخامسة عشرة من حكم طيباريوس قيصر . وكان حين ابتدأ يبشر فى الثلاثين من عمره ( لوقا 3 : 1 , 3 و 21 و 23 ) ولما كان طيباريوس قيصر قد حكم الدولة الرومانية سنة 765 رومانية يكون السيد المسيح قد بلغ الثلاثين من عمره بعد خمسة عشر عاما هذا التاريخ , أى فى سنة 780 رومانية . وبذلك يكون قد ولد سنة 750 رومانية أى سنة 4 قبل الميلاد (1)

بعض المؤرخين القدامى , ومنهم سافيروس سالبيشيوس ,ونيكونورس كاليستوس قروا أن تاريخ ميلاد السيد المسيح كان قبل مقتل الأمبراطور الرومانى يوليوس قيصر بأثنين وأربعين سنة , أى فى سنة 4 قبل الميلاد وفقا للتقويم الذى وضعه ديونيسيوس اكسيجونوس (2)

إلا أن الباحثين وإن كانوا قد تبينوا هذا الفرق فى التقويم الذى وضعه ديونيسيوس والذى يؤدى الى تحديد تاريخ ميلاد المسيح بأواخر السنة الخامسة , او أوائل السنة الرابعة قبل الميلاد بدلا من السنة الأولى الميلادية فإن أولئك الباحثين إذ وجدوا أن تقويم ديونيسيوس قد جرى العمل به زمانا طويلا , وقد استقرت عليه الأوضاع فى كل البلاد المسيحية بحيث يؤدى تغييره الى كثير من الارتباك والبلبة , أثروا أن يحتفظوا به , فظل ساريا حتى اليوم (3)

تقويم الشهداء
حدث فى أيام دقلديانوس اضطهادات قاسية على الديانة المسيحية عامة والأقباط خاصة , والحق يقال أن كل الاضطهادات التى شنتها الدولة الرومانية على المسيحية ابتداء من نيرون لتتضاءل إزاء ضراوة ووحشية سلسلة الاضطهادات التى بدأها " دقلديانوس " وأكملها اعوانه
لقد أصدر دقلديانوس بالاتفاق مع معاونيه فى 23 فبراير سنة 303م منشورا يقضى بهدم الكنائس وحرق الكتب المقدسة وطرد جميع ذوى المناصب الرفيعة من المسيحين وحرمانهم من الحقوق المدنية , وحرمان العبيد من الحرية إن أصروا على الأعتراف بالمسيحية

كما نص المنشور على معاقبة من يخالف ذلك دون تحديد العقوبة (1)

كما أصدر دقلديانوس منشورين متلاحقين فى مارس سنة 303م يقضى أولهما بسجن جميع رؤساء الكنائس , ويقضى ثانيهما بتعذيبهم بقصد قسرهم على جحد الإيمان (2)

ولقد استشهد من القباط مئات الالاف من جراء هذه الاضطهادات , ورغم أن دقلديانوس لم يبدأ اضطهاده للمسيحيين إلا سنة 303م إلا أنه لفظاعة هذا الاضطهاد اتخذت الكنيسة القبطية بداية حكم هذا الطاغية وهى سنة 284م- بداية لتقويمها المعروف باسم تاريخ الشهداء . (2)

ويسير تقويم الشهداء على نظام التقويم المصرى القديم الذى يتخذ نجم سبدت Spdt ( الشعرى اليمانية ) أساسا لبناء وعدد أيام السنة ويوم الكبي , أى ان كل اربع سنوات يكون ثلاث منها طول الواحدة 365 يوما فقط وسنة واحدة يكون طولها 366 يوما على أن يضاف اليوم الزائد الى الشهر الصغير أى الى أيام النسئ الخمسة فتصبح ستة أيام فى تلك السنة

 

الأعياد وتقويم الشهداء
رتبت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اعيادها طبقا لتقويم الشهداء وعلى ذلك فإذ تقرأ السنكسار نرى جميع الأعياد ( سواء الأعياد السيدية أو أعياد العذراء والملائكة والشهداء والقدسيين ) مرتبة على أيام السنة القبطية كلها . كما تجمع كتب الطقوس ( سواء كتب الترتيب أو القطمارس ) على ما جاء فى السنكسار من أعياد وتذكارات

 

 

التقويم الميلادى وتقويم الشهداء
صار تقويم الميلاد مع تقويم الشهداء جنبا الى جنب فى الحساب الواحد , حتى سنة 1582م حيث أجرى البابا الرومانى غريغوريوس تعديلا فى تقويم الميلاد المعروف بالتعديل الغريغورى

 

ولكن ظل تقويم الشهداء كما هو وبموجبه يبلغ طول السنة 365 يوما + 6 ساعات وبهذا يفترق طول السنة الشمسية ( الميلادية ) وهو ( 365 يوما + 5 ساعات + 48 دقيقة + 46 ثانية ) عن سنة الشهداء بمقدار 11 دقيقة + 14 ثانية , وهذا الفرق يتجمع مع توالى السنين فيصل الى يوم كامل أى 24 ساعة فى كل 128 سنة مما أحدث فرقا بين التقويم الميلادى وتقوم الشهداء مقداره 13 يوما فى وقتنا الحاضر