ثلاث ميتات قد مات على اسمه القدوس وأحياه رب القوات المحي كل نفوس (الموت الثاني)
وفى الغد إستدعاه الملوك فلما حضر أمامهم طلب منه أحد الملوك ويدعى مغنيطس أن يصنع أمامهم معجزة وقال له ههنا سبعون كرسياً مصنوعة من أخشاب مختلفة بعضها من الأشجار المثمرة والآخر من غير المثمرة فإذا ما جعلتها تزهر وتثمر كل بحسب نوعها فعند ذلك أؤمن بإلهك ... فسجد القديس بوجهه إلى الأرض وصلى إلى الرب صلاة طويلة متضرعاً إليه ولما أتم صلاته
كان خوفاً عظيماً وإضطراباً عند قيامه إذ صار أمر اله للكراسي فأورقت وأثمرت وسط تعجب الحاضرين؛ فقال الملك: عظيم هو أبولون إذ حتى فى الخشب أظهر قوته .... فأجابه القديس : الله الذى خلق السماء والأرض فاعل عظائم لا تفحص وعجائب لا تعد فكيف شبهته بأبولون الصنم الأصم الأعمى.
حينئذ أمر الملك بإحضار منشار كبير ونشر القديس من وسطه حتى إنفصل إلى جزئين؛ وعند ذلك أسلم الروح ثم أمر بوضعه فى مرجل ووضع عليه رصاصاً وزفتاً ونطاً وكبريتاً وأوقد تحته ناراً إرتفع لهيبها خمسة عشر ذراعاً حتى هرب الذين أوقدوا النار من شدة لهيبها ثم لما هدأت النار أمر الملك أن يحضروا المرجل بكل ما فيه وأن يُدفن فى الأرض لئلا يظفر النصارى بأحد أعضاءه فيبنوا له كنيسة.
وبعد أن دفن الجنود جسده ومضوا عنه حدث رعد عظيم وإضطراب وتزلزلت الأرض وإذ بالرب يسوع المسيح قد نزل من السماء بمجد عظيم ومعه ملائكته القديسين وأمر الرب أحد ملائكته أن يُصعد المرجل؛ فلما أصعده ووضعه على الأرض ناداه رب المجد بصوته الحنون قائلاً له: "قم يا حبيبي جرجس أنا الذى أقمت لعازر من الموت وأنا الآن آمرك أن تقوم وتقف على رجليك أمامي معافى" عند ذلك قام مارجرجس بقوة عظيمة وكأنه لم ينله عذاباً مُطلقاً فقواه السيد المسيح وشدده وعزا نفسه ثم صعد إلى السماء ومعه ملائكته. أما القديس فإنه سار فى شوارع المدينة ينادي فرحاً مُبشراً بقوة الرب قائلاً: يا جميع أهل المدينة والغرباء الذين إلتجئوا إليها هلموا بأجمعكم وانظروني حياً بقوة غلهي أنا جرجس الذي قتلني دقلديانوس ومن معه من الملوك الكفرة ودفنوني فى التراب، قد أقامني ربي وإلهي يسوع المسيح لأنه إله السماء والأرض مُعطي الحياة. ,اما الجموع الذين شهدوه فإنهم عرفوا أنه هو بغير شك وللوقت صرخوا قائلين: ليس إله فى السماء ولا على الأرض سوى يسوع المسيح إله القديس العظيم مارجرجس وهكذا آمن كثيرون بسبب آلامه وموته وإقامته من الموت صحيحاً؛ فبقدر ما كان يُعذب بوحشية بقدر ما إنضمت جموع كثيرة إلى الإيمان وإستشهدوا وكان الناس مبتهجين يصرخون بأعلى أصواتهم :واحد هو إله القديس مارجرجس جندي المسيح الشجاع. عند ذلك استعلم الملك عن هذا الضجيج فأخبره الجنود أن جرجس قد أقامه الله بعد موته وهذا هو صراخ وضجيج الجموع وتهليلهم وقد آمنوا كلهم بإلهه الذى أقامه من الموت، فلما سمع الملوك أن جرجس قام من الموت إضطربوا ووقع عليهم خوفاً عظيماً وقالوا : انه ليس هو فأجاب الجنود لنحضره الآن إليكم ههنا لكي تتأكدوا أنه جرجس وليس آخر، وعند ذلك أحضره الجند إلى مجلس الحكم والجموع تسير خلفه صارخين علانية: نحن مسيحيون نؤمن بإله جرجس فأشار الملوك إلى الجنود أن تقطع رؤوس تلك الجموع بحد السيف فنال الكثيرون فى ذلك اليوم إكليل الشهادة وسط تهليل القديس مارجرجس وصلواته لأجلهم.