1. السيد المسيح مثال فى الرعاية الحقيقية

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 
المجموعة: محاضرات في اللاهوت الرعوي للأنبا تادرس الزيارات: 5037

والراعى الحقيقى هو الذى يتعب من أجل الخراف؛ يترك التسعة وتسعين ويبحث عن الضال، وعندما يجده يحمله على منكبيه فرحاً. لذلك عندما نستعرض حبه العجيب وفداؤه –  منذ نزوله من السماء وتجسده من العذراء مريم ومشاركتنا فى كل شئ ما خلا الخطية وحدها، يتحد بنا ويأخذ جسد طبيعتنا ويخلصنا من أسر العدو بالفداء الذى أتمه على الصليب، حيث جاز الموت من أجل خلاصنا –  فإننا نجد أن التجسد هو افتقاد رعوى حقيقى، والفداء بذل رعوى حقيقى.

كانت هناك فجوة بين الله والإنسان؛ فما هو إلهى كان إلى فوق، وما هو إنسانى إلى أسفل. وفى تجسـُّــدِه أصلح السمائيين مع الأرضيين وجعل الإثنين واحدًا. وكما يقال فى القــداس الغريغورى: "كراعٍ صالح سعيت فى طلب الضال. كأبٍ حقيقى تعبت معى أنا الذى سقط . . . . " ويقول عن نفسه فى سفر حزقيال: "أنا أرعى غنمى وأربضها، يقول السيد الرب. وأطلب الضال وأسترد المــــــطرود وأجبر الكــــسير، وأعصب الجريح، وأبيد الســــمين والقـــوى وأرعـــاها بـــــعدل." (حز 34: 15- 16)

وفى الإصحاح الرابع والثلاثين من سفر حزقيال، كما فى الإصحاح العاشر من سفر معلمنا يوحنا، حديث تفصيلى عن الرعاية تقرأه الكنيسة ضمن مراسم سيامة البطاركة والأساقفة.

فى الجزء الأول من سفر الإصحاح الرابع والثلاثين من سفر حزقيال يعاتب فيه الرعاة الذين يقصرون فى حق الرعية، مقارنا بين الراعى المتفانى الباذل والراعى المتهاون والمستهتر فى عمل الرعاية التى ائتمنه الرب عليها، مؤكدًا أن الرعاية الحقيقية هى عمل الله نفسه.

ويؤكد معلمنا بطرس الرسول نفس المعنى فى قوله: "لأنكم كنتم خرافــًـا ضالة، لكنكم رجعتم الآن إلى راعى نفوسكم وأسقفها." (1بط 25:2) ويقول القديس أغسطينوس: "إنى أرى الكنيسة كقطيع يسير خلف راعيه." فالله هو الراعى الحقيقى نستمد منه المعونة والمثال ونخدم بقوته، واضعين أمامنا شخص المسيح القدوس. والكنيسة تسير وراءه كقطيع يسير وراء راعى الغنم.

وكلمة "راعى" تطلق على رب المجد يسوع وعلى الرسل الأطهار، والأساقفة، والخدام، والخادمات، والآباء، والأمهات. ويسمى الكهنة أيضا "رعاة" عندما يشار إلى العمل الكهنوتى.