مناهج الكلية الاكليريكية مادة قوانين كنسية (للصف الثالث)

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 


قوانين كنيسة
للصف الثالث
احكام عامه فى القانون وتطبيقه

النص التشريعي يسري علي كل المسائل التي تحتويها هذه النصوص (م، أ)

في حاله عدم وجود نص تشريعي يمكن تطبيقه ( م،ب)

يحكم القاضي بمقتضي العرف

فإذا لم يوجد ، فبمقتضي مباديء القانون الطبيعي وقواعد العداله

لا يجوز الغاء نص تشريعي الا بتشريع لاحق ( م2)

ينص صراحة علي هذا الالغاء. او يشتمل علي نص يتعارض مع نص التشريع القديم

او ينظم من جديد الموضوع الذي سبق ان قرر قواعده ذلك التشريع

من استعمل حقه استعمالا مشروعا لا يكون مسئولا عما ينشأ عن ذلك من ضرر (م4)

ويكون استعمال الحق غير مشروع في الاحوال الاتية : (م5)

 

أ‌- اذا لم يقصد به سوي الاضرار بالغير

ب‌- اذا كانت مصلحته لا تتناسب مع الضرربالغير

ج- اذا كانت مصلحته غير مشروعه

الأشخاص

الشخص الطبيعي

( م29) 1- تبدأ شخصيه الانسان بتمام ولادته حيا وتنتهي بموته

(م30) 2- الولادة والوفاة تثبت بالسجلات الرسمية ( وان لم توجد او تبين عدم صحتها جاز الاثبات باية طريقه اخري )

(م34) 3- تتكون اسرة الشخص من ذوي قرباه ، ويعتبر من ذوي القربي كل من يجمعهم اصل مشترك

الموطن

(م40 ،41) 4- الموطن ( السكن ) هو المكان الذي يقيم فيه الشخص عادة . ويجوز ان يكون للشخص في وقت واحد اكثر من موطن يعتبر : مكان ( التجارة ، الحرفه )

( م40) 5- موطن القاصر والمحجور علية والمفقود والغائب هو موطن من ينوب عنه

يجوز اتخاذ موطن مختار لتنفيذ عمل قانوني معين ويثبت بالكتابة

السن

( م44) 1- سن الرشد هي احدي وعشرون سنه ميلادية كامله

( كل شخص بلغ سن الرشد ويتمتع بقواه العقلية ولم يحجر عليه )

يكون كامل الاهلية لمباشرة حقوقه المدنية

( م42) 2- يكون للقاصر الذي بلغ 18سنه موطن خاص بالنسبة الي الاعمال والتصرفات التي يعتبره القانون اهلا لمباشرتها

( م45) 3- لا يكون اهلا لمباشرة حقوقه المدنية من كان فاقد التمييز لصغر في السن او عته او جنون

( م48،49) 4- ليس لاحد النزول عن اهليته ولا التعديل في احكامها

وليس لاحد النزول عن حريته الشخصية

الشخص الاعتبارى

(م52) * الاشخاص الاعتبارية هي

الدوله – المديريات – المدن – القري – والادارات والمصالح وغيرها من المنشأت العامة

الهيئات والطوائف الدينية التي تعترف بها الدوله بشخصيه اعتبارية

الاوقاف

الشركات التجارية والمدنية

الجمعيات والمؤسسات المنشاة

كل مجموعه من الاشخاص تثبت لها الشخصية الاعتبارية بمقتضي القانون

المال العام

( م87) تعتبراموالا عامه ( العقارات والمنقولات ) التي للدوله او للاشخاص الاعتبارية العامة وهذه الاموال لا يجوز التصرف فيها او الحجز عليها او تملكها بالتقادم

( 109) كل شخص اهل للتعاقد ما لم تسلب اهليته او يحد منها بحكم القانون

اذا كان الشخص اصم ابكم او اعمي ابكم وتعذر عليه التعبير عن ارادته جاز للمحكمه ان تعين له مساعدا قضائيا يعاونه

( القوانين عبارة عن اعراف دونت خطياً عندما كانت هذه الاعراف غير مرعية في الكنيسة .)

القانون الكنسى او الشرع الكنيسى
اعاده اللاهوتيه التى تتناول علم التنظيم الكنسيى

وكلمه ( قانون ) يونانية المصدر تعني

ساق القصبه

وبالعميم كل قضيب من خشب طويل ومستقيم

وفي المعني المجازي مفهوم القاعدة ، والصورة الاصلية والنموذج والمبدأ

وفي تعبير اخر ( الاستواء في شكل معين )

في المجال الكنسي فيستعمل اللفظ للدلاله علي

أ‌- المجموعه من الكتب التي تعترف بها الكنيسة رسميا

( وتدعي قانون الكتاب المقدس أي مجموعه الكتب التي تؤلفه )

وفي الشرع الكنسي للدلاله علي

امر نظامي اشترعته الهيئة الكنسية المختصة

الاعمال التشريعية الكنيسة فى

مختلف العصور

يوجد كثير من التشريعات باللغات اللاتينية واليونانية

كما توجد بعض الترجمات لجزء منها باللغات الانجلينزية والفرنسية والألمانية

اما يوجد منها باللغة العربية فهى قليلة ونادرة

أقد الكتب في التشريع الكنسى

ماكتبة الاسقف رابولا ( تنيح 435 ) اسقف الرها كتاباته تحوى منها الزواج والآخرين في الشرع المسيحى

ما وصفة الاسقف يعقوب ( تنيح 708 ) اسقف الرها كتب عن الزواج ومراسمة ، وموانع القرابة في الزواج

مجموعة قواعد شرعية سريانية للأسقف جرجس ( اسقف العرب ) فى ( ق8 )

مجموعة يشوع برشومان

مؤلف ذى شأن ليوحنا الانطاكى – وهو محامى يعمل بالقانون لكنه تبحر في اللاهوتيات – عاش اوائل القرن السادس الميلادى – الف كتابا في القانون الكنسى ، ثم رسما قساً في مدينة القسطنطينية ثم رسم بطرسركا لانطاكية ( عام 546 ) وتنيح في 578م

مجموعة شرعية قانونية كنسية للعالم فوتيوس وهو نحو 883م ، وهى تشمل قوانين المجامع وغيرها

التشريع الكنسى للكلدانين ( ما بين النهرين – العراق )

أ – كتاب الشرائع والاحكام المؤلفة يشوع ابن بخت في ق8 – شرح فيه تاريخ الشريعة المسيحية وهو مترجم الى السريانية

ب – مجموع قانونية شرعية أخرى لشخص يدعى جبرائيل المصرى من البصره

ج – مجموعة تيموثاوس الأول مؤرخه 804م – وهى تشمل احكام ومواريث

ء – مؤلف لسمعان راور داش عن المواريث سابقة على ذلك في القرن السابع ومترجمة إلى اللغة الألمانية

توجد مجموعة تشمل على اكثر مائه قاعدة قانونية ( فيها بعض احكام الزواج ) ليشوع برنون– في ق9

مجموعة يوحنا زونارس { وتسمى كتاب القوانين المقدسة وقوانين الرسل القديسين والمجامع المسكونية وقوانين الأباء الاطهار } – في أوائل ق12م – 1118م

وفي ق11 – ظهرت في الشرق – مجموع قانونية في عهد البطريرك الياس الكلدانى ترجمها الى العربية – الياس الدمشقى – وقد سماها – كتاب الناموس في قوانين الرسل الأطهار والأباء والمجامع

هناك مؤلف هام [ ذكرته المراجع الألمانية باسم فقة النصرانية اى الفقة المسيحى ] عن الشرع المسيحى باللغة العربيه – لبو الفرج الطيب – سنة 1043م

التقنين القبطى

أهمها : محاولة البطريرك كيرلس ابن لقلق ( وهى مجموعة لتقنين الأحكالم الكنسية لها أهميتها بالنظر إلى العصر الذى ظهرت فيه

وقد ترجمها الى اللغة الألمانية العالم جراف سنة 1924م

أول تقنين قبطى : سمى ( كتاب القوانين )

الذي جمعه و الفه الشيخ الصفى ابن العسال في سنة 955ش يوافق سنة 1239م
وتعتبر هذه المجموعة شاملة من قوانين كنائس مختلفة { بعضها من قوانين كنيستنا الارثوذكسية ، والآخر من الكنيسة الرومانية الكاثوليكيه ، وبعضها من البيزنطية }

مضافاً اليها قوانين بلده بيزنطة المدينة المعروفه بقوانين الملوك ( قوانين الملوك هى أصلاً كتاب وضعه الكتاب اليونانين في النصف الثانى من ق5 باليونانية لأغراض التطبيقه في الحياة اليومية )

إشتملت على : ( 51 ) بابا تناولت --- قوانين الكهنة ، فرائض العبادة ، القداس ، القربان ، الصلاة ، الصوم ، الصدقة ، الأعياد ، والاوقات

بالاضافة الى 5/8 المجموعة تناول مواردا تتعلق بالهيئة والمبايعات والاحكار والابنية والوصايا المالية وغيرها من أمور القتل والسرقة والجرائم

وكلها موضوعات ليس لها اساس كتابى او عقائدى أو إيمانى بل استقاها المؤلف من قوانين الملوك وقوانين الزمان الذى عاش فيه

ولم يراعى المؤلف

النقاوة التى يجب ان تكون عليها قوانين كنيسة الله

ولئلا تظلم هذا العمل الفريد المميز في ق13 فإن الرجل الفاضل ابن العسال لم يذكر ان هذا كتاب قوانين كنيسة الله او التقنين الكنسى بل كان واضحاً في انه كناب القوانين بصفة عامة

+ ظل هذا المجلد مرجعا 6 قرون وأكثر

وقد غابت عن النصوص التفسيرات الروحية الكنسية

وعموماً وعلى قدر المؤلف رصد القوانين منقولة من مصدرها

هناك بعض الكتب تهتم بتجميع الاحكام

وهى كتاب ( القوانين السارية والقوانين المنسوخة ) ( لاي الراهب )

كتاب الدرة الثمينة في علوم الكنيسة لابن زكريا

كتاب مصباح الظلمة لابى البر كات ابن كبر فقد عاش شمس البرئاسة ابو البركات الشهير بابن كبر في أوائل ق13 وبداية ق14 . وقد ذكره المقريزى في كتابه ( كتاب السلوك لمعرفة دول الملوك )

يوجد شخص يدعى أبو الفرج الملقب بابن العبرى قد شابه ابن العسال في كيفية تبويب الاحكام فوضع كتابا باسم

( الهدى ) مشتملاً على كثير من الاحكام الكنسية الشرقية وقد اهتمت به الكنيسة السريانية

هناك السداسيه hescalillos وهى تجميع للشرع البيزنطى

وتوجد البيداليون pedalion ( دفة المركب ) وصفها راهبان يونانيان من جيل اثوس وهو مرجع في الشرع المسيحى

قام العالم هنرى برستيفال بوضع المجموعة الشهيرة للمجامع المسكونية

وقام بترجمتها للعربية الارشمندريت حنانيا كساب في بيروت 1975م

كتاب المجامع في ق17 ( لابيه وكوسارى ) من الاباء اليسوعين في باريس 1975م

ما هى الحاجة التى دعت إلى ظهور القوانين الكنسية ؟

أن الكنيسة سهرت طوال القرون على سلامة الايمان ، وصحة العقيدة ، ملهمة بالروح القدس في صحة الفكر ، وسداد الرأى ، ودقة المنطق ، والقدرة على معالجة القضايا والمعضلات ، فقاومت الهرطقات . والقوانين الكنسية هى التعبير الصحيح والكلمة الحازقة في وجه كل انسان بشرد خارج نطاق المسيحية

سنت القوانين الكنسية لتكون مصدر حياة للانسان . والقوانين ليست كلمات فقط بل كلمات تلبى روح المسيح ، لتكون حركة مستمرة عبر التاريخ ، تستهدف ردع الانسان ومنعه في الوقوع في أحاييل الشرير

فالله قد أعطى الشريعة لموسى النبى لتكون قاعدة حياة فضلى وطريقاً اليه تعالى والشريعة في الاساس لا تستهدف الا الحياة

ورب المجد يسوع المسيح وضع شريعة المحبة طريقا لملكوته ، وحارب حرفية الناموس

فالقوانين الكنسية

هى تجسيد لفكرة ، لحقيقة ووجود . وهى تعبير حى لكل وجودنا ، لذلك علينا ان نطبقها كأنها جزء منا ، وكأننا واضعوها وملتزمون بتطبيقها ، إذا كنا نؤمن بحقيقة الكنيسة التى وضعتها للمحافظة على النفوس من الآثم والضلال .

من اجل هذا من الرسل والمجامع والآباء القوانين

أن القواعد الكنسية نابعة وقائمة من أجل الآهداف الروحية لنقل المؤمنين الى حياة أفضل من أجل ميراث سماوى ، فهى لا تتناول قوانين هذه الآرض أذ ليس لها أى مصالح أرضية زمنية والمسول لها ممتزج بحرية الانسان ، لان رضائية الخضوع هلا الأساس الذى تستمد منه القوانين الكنسية قوتها ، فليس لمخالفة القوانين الكنسية جزاءات مادية او أرضية أو حرمان من مكاسب دينونة . لآنها قوانين حره كما يقول الكتاب المقدس

" كعتدين أن تحاكموا بناموس الحرية " يعقوب 2 : 12

تعريف القانون الكنسى

القانون الكنسى هو قاعدة شرعية تصدر عن سلطة كنسية معترف بها لتقرير أمر من الأمور ، أو لتنظيم حياة الأفراد أو الجماعات أو الكنيسة عامة

وقد تكون هذه القاعدة

أمراً

نهياً

قد لا تكون أمراً ولا نهياً : ما ورد في الدسقويية من تقسيم درجات الكهنوت الى ثلاث درجات الاسقفية وهى لرئاسه الكهنوت . والقسيسية وهى للكهنوت ، والشماسية وهى للخدمة

وقد يقرر القانون عقوبة على من يخالفة

وقد يترك المر بدون عقوبة : ( ق12 لجمع انقرا ) " لا يجوز للخورى ابسكوبوس ان يسيم قسوساً أو شمامسة ... من غير أن يؤذن له ب1لك من الأسقف بكتاب منه " اذا اشتهاى اصد امراه ونوى ان يضاجعها وما اتصلت بنية الى الفصل ، فواح انه قد اعين من النعمة "

وقد يكون القانون لعلاج وضع طارئ

وقد يكون قد أخذ كوقاية من خطر قائم في وقت صدوره

وغالباً ما يكون مثل هذا القانون مؤقتاً أو موقوتا بتلك الحالة التى استلزمت صدورها وينتهى بزوالها

مثال : القوانين التى قرضت عقوبات على من لا يأكل لحما او من لا يشرب خمراً في أيام الأعياد على الأقل

فهذه القوانين كانت مؤقتة كوقاية من الهرطقات التى كانت تحرم اللحم وغيرها ، فلما انتهى خطر الهرطقات أصبحت مثل هذه القوانين ليست بذات موضوع ان كلمة قانون في الأصطلاح الكنسى هى ذات تاريخ ممتع . camon ومعنى الكلمة في الاصل اليونانى هى : قضيب مستقيم او حظ مستقيم يشير على مغزى استعمالها في العبارات الدينية

فقد استعارها القديس بولس الرسول اشارة ألى حدود العمل الرسولى : ونحن لا نفتخر فوق القياس باتعاب غيرنا ) 2كو10 : 13 ، 15

أو إلى مبدأ تطبيقى في السيرة المسيحية

( وكل الذين يسلكون هذه الطريقة فعليهم السلام والرحمة ) غلا6 : 16

والقديس باسيليوس الكبير : يتحدث عن قانون الديانة الحقيقية المسلم إلينا وذلك في رسالته 204 –6

واقليمى الاسكندرى : استعمل عبارة ( قانون الحق ) قياساً في التفسير كما كتب كتابا في السلوك ضد المتهودين دعاه قانون الكنيسة ) السرى وقال ان الملاءمة بين العهدين القديم والجديد هى قانون الكنيسة واستعمال كلمة القانون ومرادفاتها في الاشارة الى الكتب المقدسة انها هو لتعيين الكتب القانونية – كما يسميها البابا اثناسيوس – التى تعترف بها الكنيسة بصراحة انها اجزاء من الكتاب المقدس

والمجمع النيقاوى في قانونة هذا يشير الى ما وضع لحفظ النظام سابقاً وقد أطلق المجمع المسكونى الثانى الثانى في القسطنطينية كلمة قوانين على ما سنه منها المجمع الول والقديس اثناسيوس الرسول استعملها في حديثه بصورة عامة عن شرائع الكنيسة

اما استعمالها فيما يختص بالاكليريكية فقد تشير على

القاعدة في السيرة الاكليريكية ( راى ويستكوت )

اللائحة الرسمية في اسماء الاكليريكيية ( راى بنغهام )

وقد ورد في القانون الاول لمجمع انطاكية --- القانون المقديسى – بمعنى الاكليريكيية القانونيية

وقد انتشر مؤخراً الميل الى حصر استعمال ( كلمة قانون ) فيما يتعلق بقضايا الأدارة والواجبات في السلوك

خصائص ( طبيعة ) القواعد الكنيسة

 

قاعدة مستقيمة

بمعنى ان سماتها ارثوذكسية اى غير منحرفة لا متشابكة مع قواعد أخرى ، سماتها الاستقامه ، لاازدواج فهم – لا تحمل تفسرين بل رؤية وحضور لا لبس فيه فهى بمالها من استقامة – جعلتها – ثابتة جامعة مانعة لا تلين ولا تغير او تنحرف عن شئ من تقاليدها وجوهرها لتساير

مملوءة سلاماً على وجه اليقين

بمعنى ان كل قاعدة غير محققة للسلام ليست قاعدة كنسية ، فهى قاعدة مؤدية في نهاية تطبيقها للسلام بمعنى أن يكون النص في دلالاته وقصده محققاً للسلام الذى من الله وليس السلام العالمى

( سلامى ارتكه لكم وليس كما يعطيكم العالم اعطيكم انا ( يو14 : 27

طبيعتها ظاهرة وهدفها سمائى

بمعنى انها تعكس نقاوة وطهر مصدرها ، لأنها اثبته بارشاد الروح القدس على أفواه القديسين

فهى قاعدة هدفها مكاسب سمائية

غنية في الرحمة والترفق بالضعفاء

ان الحكم الذى تقرره القاعدة الكنسية يجب ان يكون ممتزجاً بالرحمة ، ذلك لأن الرحمة تفتخر على الحكم ( يعقوب 2 : 13 )

ويظهر هذا في العقوبات التكفيرية التى تشملها بعض القواعد الكنسية " لأن كل تأديب يرى دائماً أنه للفرح وليس للحزن " عبرانيين 12 : 11

فالنص على عقوبة كنسية او جزاء معين هو بالطبع تكفيرى لأنه قائم على تدريب روحى وليس ماديا

كما ان القاعدة لابد أن تكون قد أخذت في اعتبارها الترفق بالضعفاء من المؤمنين والجهال وتسيير الأمور على المتعبيين مثل السماح بالزواج بعد الترمل أو رفع بعض القيود في الصوم عند المرضى

كما تحتوى القاعدة الكنسية على عناصر مشجعة وفاتحه وغامرة وقابلة للتصالح مع الله وهذا لا يتنافى مع استقامة القاعدة إذ يتعين ان تكون ممكنة للمحبة لا تغلق بابا في وجه المطروح والكسير

لا تحمى مكاسب أرضية

المقصود بالحماية التى تبعينها القاعدة الكنسية هى حماية تصرفات المؤمنين ( علمانين واكليروس ) من كل ما يشوب النقاوة التى تؤهلهم لملكوت الله

ليست قاعدة فقهية وخالية من النفسائية

القاعدة الكنسية تعالج اموراً واقعية من واقع حال الكنسية وممارستها اليومية ، لذلك جاءت خالية من الملابسات الفقهيه ( أى لا يمكن الباسها صور التطور والتشكيل الذى يتناسب مع رغبات الناس ) فالاجتهاد الفقهى فير مطروح اى تعدة انها لا تحمل وجهه النظر الآدمية الحسية أو الرأى الممتزج باغترار الذات ، ففكرة النفسائية مكروهه في الكنيسة كما يقول الكتاب المقدس " قوم نفسانيون لا روح لهم " يهوذا ؟!

فالقاعدة الكنسية خالية من الرأى المشبع بالميول الذاتيه .

أن تتوافر للقاعدة الكنسية الحجية والشرعية

من الثابت ان القاعدة الكنسية يجب ان تكون مستقاه من مصدر كنسى شرعى معلوم ومعترف به

اى تنصرف حجيتها استناداً ألى الكتب المقدسة وقوانين الرسل والدسقولية واحكام المجامع المسكونية واقوال الآباء ... ألخ

ولكن حينما تكون القاعدة الكنسية غير معروفة من ناحية الشكل بمقياس المصادر ( السابقة ) فإن تحقيق الحجية في هذه الحالة يكون على اساس

مدى انطباق القاعدة ولا توافقها مع الأصل العام في التعليم الألهى بمعنى أن تكون الآحكام التى اظهرتها القاعدة لا تعارض بينها وبين المستقر في تعاليم انجيل المسيح

لا يفسر احكام الشريعة غير معتنيقها والمؤمنين بها

هذا هو المنطق المقرر قانونياً وعلمياً

هناك نظرية معروفة بنظرية النص القانونى test low dystem هم اقدر الناس على أظهار مذهبهم القانونى وتوضيحة

أما أن يتدخل أحد ليفسر للآخر ما هو له فمنطق مرفوض

وهذا المفهوم تحدث عن الكتاب المقدس قائلاً : ( لآن من من الناس يعرف أمور الانسان الإروح الانسان الذى فيه هكذا أيضاً امور الله لا يعرفها احد ألا روح الله ) كورنثوس الأولى 2 : 11 ، 12 ومن ثم كانت احكام كنيسة الله وشرائع كنيسة الله وكل ما أتى به الكتاب المقدس من احكام وما تبعه من تعاليم الريل واقوال القديسين وكتاباتهم وتراثهم – انما هو من حيث تفسره واايضاح احكامه واظهار مدلولاته هو عمل المؤمنين بهذه الاحكام

فلا يقبل أن يفسر غير المؤمن اى حكم فيها للمؤمن

لأنه هو المعتنق لها والمؤمن بها وحفظها في قلبه

هو الوحيد المنوط به التفسير والايضاح والدلاله

لان الله هو الذى وهبه هذه الاحكام اسبع عليه روحه القدوس ليعرف الاشياء الموهوبة له من الله

تطور القوانين الكنسية

أ‌- مقياس المكان

لنر سويا تأثير المكان والزمان علي تطور القانون الكنسي وعلاقته بهما

واضح جدا اليوم ان الكنيسة الارثوذكسية مقسمة الي عده كنائس مستقله

( وهذه الكثرة في العدد لا تؤثر في وحدتها التي هي وحدة الايمان والتقليد الرسولي )

وهذا المظهر هو منذ العصر الرسولي وليس بدعه تاريخية

ودليلنا علي ذلك القانون السادس من المجمع المسكوني الاول نيفيه 325م

الذي ينص هكذا

( لتحفظ العادات القديمة في مصر وليبيا والمدن الخمس في ان لاسقف الاسكندرية الرئاسة عليها كلها ، علي مثال ما هي العادة من جهه اسقف روما ايضاو هكذا في انطاكية والايبارشيات الاخري لتبقي لكل كنيسة امتيازتها )

هذا القانون

يعترف بتوزيع تقليدي لمدن ومراكز الاقاليم تحت رئاسه احداها

مثلاً : مصر وليبيا والمدن الخمس هي تابعه لاسقف للاسكندرية ولا علاقه لها بروما كما لا علاقه لها بانطاكية

لكن عندما كان ينعقد المجمع المسكوني فجميع هذه الكنائس كانت تشترك علي قدم المساواه معتقده اشد الاعتقاد انها تؤلف الكنيسة المسيحية الرسولية علي رغم استقلالها في الادارة الكنسية

 

فهذا الاستقلال لم يكن ابدا عائقا للشعور بالوحدة لانه كان استقلالا اداريا فقط ، بل ارتباط بعقيدة واحدة وتقليد واحد

كذلك اليوم

الكنيسة الارثوذكسية متعددة بتعدد البلدان التي هي فيها ، لكنها واحدة بوحدة عقيدتها وتقليدها ، وهكذا ايضا تجري الامور بما يخص التقليد القانوني فيها فرغم انها قد تختلف بظاهر اشتراعاتها لكنها ممتفعه باطنيا لانها اشتراعتها وفقا للمباديء القانونية العامة للتقليد القانوني الواحد : كمبدأ البنيان الكهنوتي

فهو يقتضي بأن يكون الاكليروس في مكان ما متضمنا الدرجات التقليدية الثلاث فمثلاً جميع القوانين التي قد تشترعها علي خلاف هذه المباديء تسالها عنها الكنائس الشخصية الباقية ومن واجبها التبرير امام المجمع الارثوذكسي المسكوني

ب – مقياس الزمان

اما مقياس الزمان فهو اكثر تأثير علي التقليد القانوني من مقياس المكان

فهو يظهر بسقوط بعض الاحكام التي حفظها التقليد علي مر العصور وذلك بزوال الاسباب التي كانت عله ظهورها

مثال : القوانين لم تعد مرعيه الاجراء لسقوط الامبراطوريه البيزنطية واستقلال الدول التي تؤلفها

معلومة : ان القوانين عبارة عن اعراف دونت خطياً عندما كانت هذه الاعراف غير مرعية في الكنائس

لكن هنا المسأله علي خلاف ذلك

اذ قد تقع عند ظهور عرف يناقض قانونا سابقا لاسبابا عديدة فيها تكييف الكنيسة مع المجتمع

 

تعليم بولس الرسول واضح جداً حول
امكانية الاسقف في ان يكون متزوجاً لكن بامرأه واحدة فقط

القانون الرسوليان ـ الخامس + الحادي والخمسون ويحرمان أي اسقف اجنح عنه امراته لعله ورع او تقوي ، او احد المتعدمين للاسقفية امتنع عن الزيجه لكونه اشمأز منها علي انها دنسه مرذوله

لكن في القرنين التاسع والعاشر : نشأت عادة ترسخت حتي اكتسبت مغالبه قانون عام في الارثوذكسية في القرن الخامس عشر هي : ان الاسقف يجب ان ينتقي من المتبتلين وان المتزوجين لا يمكن ان يتعدوا درجه الكهنوت الي الاسقفية الا بعد ان يبتعدوا عن زوجاتهم

ج- تأثير العوامل الاجتماعية

سقوط بعض القوانين مع الزمن امراً طبيعياً ، فهناك اوضاع اجتماعية تتغير متأثرة بالفكر والعمل الانساني . فليس هناك موضوع محرم علي الكنيسة ان تقول فيه كلمتها

فهناك مسائل جديدة تطرح علي الضمير المسيحي ، لذلك من الطبيعي سقوط بعض القوانين مع الزمن . لذا ينصب اهتماما علي

الروح الذي في القوانين الرسولية

وليس الشكل الذي هو عرضه للتغير

فهناك وعي قانوني من الكنيسة علي مر العصور

الأعياد والطقوس الكنيسة

تؤمن كنيستنا بالأعياد وتؤمن أنها مناسبات روحية ايمانية تتعلق بالخلاص من بدء البشارة للعذراء بميلاد السيد المسيح الى كل أحداث الفداء .. وتؤمن كذلك أن هذه الأعياد تكون فى مواعيد عامة تخص الجميع فهى ليست مناسبات خاصة

وتقدس الكنيسة الأعياد وتبين أن لها فوائد روحية جمة

ولكن الطوائف البروتستانتية تتخذ من كلام معلمنا بولس فى رسالته الى أهل كولوسى دليلا على رفض الايمان بالأعياد حيث يقول القديس بولس (( فلا يحكم عليكم أحد فى أكل أو شرب أو من جهة عيد أو هلال أو سبت التى هى ظل الأمور العتيدة )) ( كو 2 : 16 )

ولكن فى الحقيقة أن هذه الأية لا تنفى وجود الأعياد فى العهد الجديد بل هى تحمل قصدا أخر ولا تقصد مطلقا هدم الأعياد فى العهد الجديد . اذ نرى النص يقول (( التى هى ظل الأمور العتيدن )) وهذا ينطلق على ما كان من ترتيبات فى العهد القديم اذ انها كانت ظل الأمور العتيدة ولكن مناسبات العهد الجديد التى نعيد بها ليست هى ظل الأمور العتيدة فأى ظل للأمور العتيدة فى ميلاد السيد المسيح أو فى قيامته أو فى صعوده ... الخ ؟

فليس فى كل هذه المناسبات ما هو يعنى انها ظل الأمور العتيدة بل أن هذه الممارسات الروحية تربطنا بالله وبفرح الخلاص ولو تنازلنا عن هذا الفرح لا يكون لنا ارتباط بعمل الله معنا فى العهد الجديد

أذن لا خطورة من هذه الأية على الاحتفال بالأعياد وكذلك الصوم أو الترتيبات الطقسية فى الكنيسة

وان قوانين الكنيسة تأمرنا بأن نعيد هذه الأعياد . وتؤكد القوانين الكنسية على ضرورة هذه الأعياد ومنها

عيد الميلاد المجيد

يأمر الأباء الرسل فى الدسقولية الباب الثامن عشر بقولهم

(( وعيد ميلاد الرب تكملونه فى اليوم الخامس والعشرين من الشهر التاسع الذى للعبرانيين الذى هو التاسع والعشرين من الشهر الرابع الذى للمصريين (( شهر كيهك ))

وفى القانون الخامس والستين من الكتاب الأول للأباء الرسل عندما تعرض الأباء الرسل لأيام العطلات للعبيد يقولون

(( ولا يعملون أيضا فى يوم ميلاد المسيح لأن النعمة أعطيت للبشر فى ذلك اليوم لما ولد لنا الله لنا الكلمة ))

والأمر الذى لابد من التعرض له هو تاريخ عيد الميلاد بناءا على أمر الأباء الرسل أن يكون فى اليوم التاسع والعشرين من الشهر الرابع القبطى ( شهر كيهك ) الموافق لليوم الخامس والعشرين من الشهر العبرى وهو ( شهر كسلو ) ونحن نعيد الميلاد مرتبطين بهذا التاريخ القبطى 29 كيهك

ظل التاريخ القبطى 29 كيهك متفقا مع التقويم اليوليانى بالغرب 25 ديسمبر وهو الوقت الذى يتم فيه عيد الميلاد الى سنة 1582 . ولكن فى عام 1582 عهد البابا غريغوريوس الرومانى الى الفلكيين فى أيامه بأن يقوموا باصلاح التقويم لأنه رأى أن التقويم به نقصا مقداره 10 أيام عن الاعتدال الربيعى . فجاء الاصلاح هكذا أن اتفق العلماء مع الناس أن يناموا يوم 5 أكتوبر سنة 1582 وعندما يستيقظون يحذفون من النتيجة عشرة أيام أى يستيقظون ويجعلون التاريخ فى هذا اليوم 15 أكتوبر وبهذا قضوا على هذا النقص بالنسبة للاعتدال الربيعى عنه فى السنة القبطية وسمى هذا التعديل بالتعديل الغريغورى نسبة الى البابا غريغوريوس

وسبب هذا النقص الذى عالجه العلماء رأو أن السنة فى التقويم اليوليانى 365 يوم وربع . وعند المصريين 365 يوم قسمت على 12 شهر كل شهر30 يوم والأيام الخمسة سميت بالشهر الصغير ولكن فى الحقيقة أن السنة 365 يوم وخمس ساعات 48 دقيقة و 46 ثانية أى انها تنقص 11 دقيقة و 14 ثانية من الربع اليوم الذى قال به العلماء . هذا الفرق يتراكم كل حوالى 400 سنة ثلاثة أيام ولكى يضبط الغربيون سنتهم تقرر أن كل سنة قرنية أى تقبل القسمة على 100 يجب أن تقبل القسمة على 400 ولكن الأقباط لم يعملوا بهذا التغيير فكانت سنوات 1700 ، 1800 ، 1900 بسيطة عند الغربيين وكبيسة عندنا بحساب التقويم اليوليانى فتقدم 29 كيهك عندنا ليقابل 5 يناير ثم 6 ثم 7 ولو استمر هكذا فانه يوافق 8 يناير عام 2100 وهكذا

ولكننا نحن نخلص من هذا اننا نعيد عيد الميلاد فى يوم 29 كيهك حسب أمر الأباء الرسل والسنة القبطية سنة مضبوطة وقديمة فهى السنة المصرية القديمة التى وضعها العلامة توت مخترع الكتابة سنة 4241 ق . م

والتاريخ 25 ديسمبر كتاريخ هو صحيح أيضا حيث كان متوافقا مع 29 كيهك حسب أمر الأباء الرسل فالتاريخان صحيحان ولكن حساب السنة هو المختلف

والأمر ليس فيه ما يزعجنا لأنه ليس خلاف عقيدى حول ميلاد السيد المسيح ولا هو مخالفة للكتاب المقدس فى شئ انما هو حساب فلكى بحت

وفى الوقت الذى تتم وحدة الكنيسة عقيديا من السهل جدا أن يدرس المختصون فى علوم الفلك والدين كيف يكون يوم عيد الميلاد موحدا بين جميع الكنائس فى العالم واننا نصلى لأجل أن يكون الجميع واحدا رعية واحدة لراع واحد هو السيد المسيح الذى قال عن نفسه (( أنا هو الراعى الصالح )) ( يو 10 : 11 )

وتبين القوانين الكنسية ان عيد الغطاس مرتبط بالاعلان والظهور للثالوث الأقدس وتسمية القوانين (( عيد الابيفانيا )) أى الظهور الالهى حيث صوت الأب (( هذا ابنى الحبيب الذى به سررت )) مت 3 : 17 ) والابن واقفا فى نهر الأردن والروح القدس نازلا عليه شبه حمامة ( مت 3 : 16 )

وتنص الدسقولية فى الباب الثامن عشر مبنية لهذا الاعلان الالهى للثالوث فنقول (( ومن بعد فليكن جليلا عندكم عيد الابيفانيا ( أى الظهور الالهى ) لأن فيه بدأ الرب يظهر لا هوته فى المعمودية فى الأردن من يوحنا وتعملونه فى اليوم السادس من الشهر العاشر الذى للعبرانيين الذى هو الحادى عشر من الشهر الخامس الذى للمصريين ( طوبة )

فهذا القانون يكشف لنا ارتباط عيد الغطاس بإعلان الثالوث . وفى الوقت نفسه يذكر لنا ميعاده

وكذلك ورد ذكر عيد الغطاس المجيد فى القانون 66 من الكتاب الأول عندما تعرض الأباء الرسل لأجازات العبيد (( لا يعملون أيضا فى حميم الميلاد ( الغطاس ) لأن فى ذلك اليوم ظهور لاهوتية المسيح اذ شهد له الأب .. ونزل عليه الروح القدس ))

وهذا القانون أيضا حدد ما يختص بعيد الغطاس فى موعده ومعناه

عيد القيامة المجيد

يرتبط عيد القيامة بالفصح اليهودى سواء من حيث الزمن الذى حدث فيه الصلب حيث الفصح أو من حيث ارتباط الرمز لأن الفصح اليهودى يرمز الى صلب السيد المسيح والى الكفارة بالدم الذى كان ينضح منه على القائمتين والعتبة العليا

لذلك نجد أن قوانين الكنيسة تناولت الكلام عن عيد القيامة مرتبطا بهذه الزاوية

فنقرأ فى الباب الواحد والثلاثين من الدسقولية

(( يجب عليكم يا اخوتنا الذين اشتريتم بالدم الكريم الذى للمسيح أن تعملوا يوم الفصح ( عيد القيامة ) بكل استقصاء واهتمام عظيم من بعد طعام الفطير الذى يكون فى زمان الاعتدال الربيعى الذى هو 25 برمهات . تحفظوا أن تعيدوا مع اليهود لأنه ليست لكم معهم شركة ... ثم أن عيد القيامة الذى لربنا مخلصنا يسوع المسيح لا تصنعوه فى يوم من الأيام البتة الا يوم الأحد لا غير (( الذى انه لا يجوز أن نعيد به فى يوم من أيام الأسبوع غير يوم الأحد )) ثم يكمل الأباء الرسل

(( .. يكون صومكم فى ثانى الأسبوع ( يوم الاثنين ) وتنظرون وقت صياح الديك بكره ( أى باكر ) أول السبوت الذى هو يوم الأحد وتكونون ساهرين الليل الى وقت صياح الديك وأنتم مجتمعون فى الكنيسة تصلون وتتضرعون بسهر ... لأجل هذا اذ قد قام الرب أصعدوا أنتم أيضا قربانكم الذى أمركم به على أيدينا قائلا (( هذا افعلوه لتذكارى ( لو 22 : 19 ) ثم حلوا صومكم وأنتم مسرورين ))

وفى القانون 65 من الكتاب الأول للأباء الرسل عندما تعرض الأباء الرسل لأجازات العبيد يقول القانون

(( ولا يعملون أيضا فى أسبوع البسخة العظيم ولا فى الاسبوع الذى يأتى بعده الذى هو العيد فالأول صلب الرب فيه والأخر قام فيه من الموتى اذ ما هى الحاجة الى أن يعملوا أنه مات وقام من الموتى ( بدون عطلة )

وقد أثير موضوع تحديد عيد القيامة المجيد كموضوع مناقشة وجدل مرتين . مرة فى أيام القديس بوليكربس أسقف أزمير والمرة الثانية فى مجمع نيقية المسكونى سنة 325

 

أولا- مناقشة الموضوع فى أيام القديس بوليكربس

اعلن القديس بوليكربس ان الاحتفال بذكري الصليب يوم 14 نيسان العبري . وعلية يكون عيد القيامة يوم 16 نيسان . وبذلك يكون هذان التاريخان مطابقين للتاريخ الذي تم فيه الصليب والقيامة فعلا وكان اساقفه روما واورشليم وانطاكية يسيرون بهذه القاعدة عينها ولكن فيما بعد علم اساقفة روميه ان بدلا ان يكون العيد بالصلب يوم الجمعه والعيد بالقيامة يوم الاحد

وقد ذهب القديس بوليكربس والتقي مع الاسقف نيشوس وتفاوض معه في هذه المسأله فلم يأت اللقاء بفائدة في هذا المجال

وفي ختام القرن الثاني اصر الاسقف فيكتور اسقف رومية علي ضرورة اجبار اساقفه ومسيحيي اسيا الصغري علي الاحتفال بهذين المناسبتين يومي الجمعه والاحد مع الاستمرار الصوم يوم الاحد الذي تتم فيه ذكري القيامة .

فلما اصرت الكنائس ان لا تغير عادتها هددهم الاسقف فيكتور بالقطع من الشركة ولكن كنيسة ازمير عقدت مجمعا من خمسين اسقفا قرر ان الاسقف فيكتور ليس له الحق في هذا التهديد الذي وجهه

وظلت المشكله وفي عهد البابا ديمتريوس الكرام البابا الاسكندري حاول التوفيق بين الفريقين فعمل علي ان يكون الصلب يوم الجمعه وعيد القيامة يوم الاحد علي ان يكون لهذين اليومين ارتباط بتاريخ 14 نيسان و16 نيسان . فجمع علماء الاسكندرية الفلكيين ومن بينهم بطليموس الفرماوي ووضعوا القاعدة المشهورة ان يكون عيد القيامة في الاحد الذي يلي عيد الفصح عند اليهود مباشرة

واتخذ هذا الحكم قاعدة ، الي ان انعقد مجمع نيقيه المسكوني ونظر في هذا الامر قرر نفس القاعدة . اذ رأي المجمع في حكمه تحقيق مبدأين

الأول – الحفاظ علي ان يكون تذكار الصلب يوم الجمعه وتذكار القيامة يوم الاحد وليس في أي يوم من ايام الاسبوع

الثاني : ان يكون لعيد القيامة ارتباط بيوم 14 نيسان وهو يوم عيد الفصح عند اليهود حتي لا يأتي المرموز اليه ( السيد المسيح ) قبل الرمز وهو خروف الفصح . لذلك قرر مجمع نيقيه مباديء محددة في هذا الشأن

ان يعيد عيد القيامة دائما في يوم الاحد

ان يكون يوم الاحد هذا هو الاحد التالي ليوم 14 نيسان وهو موعد عيد الفصح عند اليهود وليس قبله لانه كما اشرنا لا يجب ان يأتي المرموز اليه قبل الرمز

ان هذا التحديد يحتاج الي مراقبات فلكية . وقد كانت مدينه الاسكندرية مدينه ممتازة في هذا الشأن لذلك كلف المجمع اسقف الاسكندرية ان يعين هو كل سنه موعد عيد الفصح بموجب هذه القواعد التي حددها المجمع وان يقوم بتبليغ ذلك الي كل الكنائس برسائل تسمي الرسائل الفصحية . وترسل هذه الرسائل بالقرب من عيد الغطاس ومن مراجعه ما تقرر في مجمع نيقية يظهر انهم اعتبروا ان الاعتدال الربيعي يقع في 21 ازار وانهم يجب ان يعتمدوا (دورميتون ) المؤلف من 19سنه شمسية كأساس لتعيين تاريخ الفصح

وتحديد عيد القيامة بهذا الشكل له صله بموضوع عقيدي هام وهو ان السيد المسيح صنع الفصح قبل الفصح اليهودي أي ان الخبز كان موجودا لم يرفع بعد ليحل مكانه الفطير ويتضح ذلك من قول القديس يوحنا الانجيلي " اما يسوع قبل عيد الفصح وهو عالم ان ساعته قد جاءت لينتقل من هذا العالم . قام عن العشاء وخلع واخذ منشفه واتزر بها

وابتدأ يغسل ارجل تلاميذه (يو 13: 1-20) أي ان غسل الارجل الذي سبقه سر الشكر كان قبل الفصح ويظهر بجلاء ووضوح من قول الانجيل " ثم جاءوا بيسوع الي دار الولايه وكان صبح ولم يدخلوا هم الي دار الولايه لكي لا يتنجسوا فيأكلون الفصح ( يو18: 28)

وواضح ان اليهود لم يكونوا قد اكلوا الفصح بعد لغاية يوم الجمعه صباحا وبهذا يكون الوقت الذي صنع فيه السيد المسيح قبل الفصح وكان الخبز موجودا لان اصحاب بدعه الفطير يتساءلون من اين اتي السيد المسيح بالخبز وقت الفصح ؟ ولذلك تقدم الكنيسة سر الشكر من الخبز وعصير الكرمه وليس من الفطير

عيد احد توما

حيث ان السيد المسيح ظهر لتلاميذه يوم احد القيامة ولم يكن معهم توما وعندما عرف خبر القيامة من التلاميذ لم يصدق فظهر السيد المسيح للتلاميذ ومعهم توما في الاحد التالي لعيد القيامة وقال لتوما : يا توما هات اصبعك وضعه في يدي وهات يدك وضعها في جنبي ولا تكن غير مؤمن بل مؤمنا : فقال له ربي والهي . فقال له السيد المسيح لانك رأيتني يا توما امنت ولكن طوبي للذين امنوا ولم يروا ( يو20:27- 29)

وقد اورد القديس توما هذه الحقيقة علي لسانه في البابا الثامن عشر من الدسقوليه بقوله

" وبعد ثمانية ايام فليكن لكم عيد ( أي احد توما) لانه في هذا اليوم الثامن اوصاني الرب انا توما اذ لم اؤمن بقيامته واراني اثار المسامير واثر الحربه في جنبه "

عيد الصعود المجيد

ويرد ذكر هذا العيد في نفس الباب الثامن عشر من الدسقولية بقوله " وفي اول الاسبوع الاول للقيامه احصوا ( عدوا) اربعين يوما الي خامس السبوت ( أي يوم الخميس ) ثم اصنعوا عيد صعود الرب الذي كمل فيه كل التدبيرات وكل الرتب وصعد الي الله الاب الذي ارسله وجلس عن يمين القوة "

كما ورد هذا اليوم ضمن ايام الاعياد المذكورة في القانون 65 من الكتاب الاول للاباء الرسل ويكون فيه يوم عطله بقوله " ..وبعد عشرة ايام العيد الصعود هذا الذي تتم فيه الخمسون يكون لكم عيدا... الخ " أي ان عيد الصعود كان في تمام الاربعين يوما

عيد العنصرة

وهذا العيد هو الذي حل فيه الروح القدس علي التلاميذ وذلك بعد عيد الصعود بعشرة ايام ويرد ذكره في الباب الثامن عشر من الدسقوليه إذ يقول " وبعد عشرة ايام لعيد الصعود هذا الذي تتم فيه الخمسون .... يكون لكم عيدا عظيما في هذا اليوم لان في هذا اليوم الروح القدس وملأنا من أرادته وتكلمنا بألسنه وبلغات جدد ... وبشرنا اليهود الامم " والدسقولية تبين في هذا الجزء الأحداث الرئيسية التي ميزت هذا اليوم . وهي حلول الروح القدس . والتكلم بألسنه . بشارة الإنجيل للعالم اجمع

اعياد الشهداء والقديسين

هكذا درجت الكنيسة علي الاحتفال بالشهداء في يوم استشهادهم وللقديسين في ايام نياحتهم تكريما لهم وتكريما للفضيلة والقدوة التى خلدوها وخلفوها والأباء الرسل يؤيدون الاحتفال بالقديسين والشهداء وذلك بما ورد فى القانون 66 من الكتاب الأول بقولهم

(( ولا يعملون أيضا فى يوم الرسل لانهم هم الذين صاروا لكم معلمين وجعلوكم مستحقين أن تشاركوا موهبة الروح القدس

ولا يعملون فى يوم اسطفانوس أول الشهداء والشهداء الأخر القديسين هؤلاء الذين أحبوا المسيح أكثر من حياتهم ))

وفى هذا القانون يبين الأباء الرسل مقدار كرامة الشهداء والقديسين ويؤيدون مبدأ الاحتفال بأعيادهم وهذا ارساء لمبدأ أعياد الشهداء والقديسين

طقوس الكنسية

لم تتناول القوانين الكنسية موضوع الطقس كموضوع قائم بذاته وانما تتناوله بصورة ضمنية مع موضات أخرى أو فى سياق الحديث عن موضوع معين . فمثلا عندما نتحدث عن رسامة الأسقف تذكر من خلال ذلك بعض الترتيبات الطقسية فى القداس الالهى وعند الكلام عن المعمودية تذكر تحديد مكان المعمودية وطقوسها وعندما تتكلم عن التناول تذكر أمورا طقسية وهكذا

ولكن مع قلة ما ذكرته القوانين الكنسية فى مجال الطقوس فان ما ذكرته يمثل أهمية خاصة تؤكد من جانب القوانين الكنسية اقرار الطقوس الكنسية ودورها وهذا له أهمية لأن القوانين مصدر من مصادر التعليم التى لها أهميتها

مشاهير رجال القانون الكنسى وقوانينهم

 

أولا : الآباء الإسكندريون

البابا ديونسسوس 14

البابا بطرس الأول خاتم الشهداء

البابا أثناسيوس الرسولى 20

البابا ثاوقيلس 21

البابا تيموثاوس 22

البابا كيرلس 24

الآباء الذين من رومية

القديس أكليمنضس الرومانى

القديس أبو ليدس

ثالثا : الآباء الكبادوك

القديس باسيليوس

القديس غريغوريوس العجائبى

القديس غريغوريوس النيسى

القديس غريغوريوس الناطق بالإلهيات

إن هذا الفصل يقدم لنا إثنى عشر قديسا من مشاهير رجال القانون الكنسى بعهضهم من أباء الإسكندرية والبعض الآخر من غير الإسكندرية زليس هنا المقصد هو العرض التاريخى فقط لحياة هؤلاء القديسين ولكن يهمنا بالدرجة الأولى صلة كل من هؤلاء الآباء بقوانين الكنيسة كما حمل إكلمنطس الرومانى قوانين الآباء الرسل

وليس هؤلاء الآباء هم جميع الآباء الذين عملوا فى مجال القوانين الكنسية وإنما هم صفوة من هذه الأسرة الروحية التى فى مقدمتها أباؤنا الرسل الاطهار الذين باتضاعهم وبعلمهم بوصية السيد المسيح " من اراد ان يكون منكم عظيما فليكن خادما للجميع " بهذا نراهم فى انكار ذات قدموا التعليم واختفوا وراء الصليب سلموا عمل الخدمة بالتقليد الرسولى لآباء الكنيسة وظل العمل به حتى يومنا هذا

وفى هذا الفصل نقدم لك صفوه من أباء قانون الكنيسة بعض هؤلاء الأباء كان له صفه واحده هى صفته الشخصية وتنسب اليه قوانين تسمى باسمه مثل قوانين القديس باسيليوس رئيس اساقفة قيصارية الكباروكية والبعض الآخر له صفتان الصفه الشخصية وبها تنسب اليه وضعت قوانين باسمه ، وصفته المجمعية بأن يكون حاضرا لمجمع من المجامع التى وضعت قوانين وشارك فى وضعها أوضاع بالكامل مثل القديس كيرلس الاول عامود الدين وضع مقدمه قانون الايمان " نعظمك يا أم النور الحقيقى ....." ونسبت الى مجمع افسس لأن المجمع عندما انعقد اعتمدها ووضع الاثنى عشر حرما ضد دسطور ونسبت اليه باسم ( البابا كيرلس الاثنى عشر ) . وكذلك البابا تيموثاوس الذى رأس مجمع عبارة " نعم نؤمن بالروح القدس ...." ووضع بصفته الشخصية ثمانية عشر اجابه اجاب بها على ثمانية عشر سؤالا وجهت له وأعتبرتها الكنيسة ثمانية عشر قانونا

من هذين النوعين من الأباء يقدم هذا الفصل اسماء آباء كثيرين لهم مكانتهم فى مجال قانون الكنيسة

 

اولأ : أباء الإسكندرية

البابا ديونيسيوس الاسكندرى

البطريرك الرابع عشر

حياته قبل نوال سر المعمودية

نشأ القديس وثنياً على الطائفة الصائبة ولكنه كان دارسا للفلسفة وعن طريق التدبير الإلهي وقع فى يده جزء من رسائل معلمنا بولس اشتراه من امرأة عجوز ثم أجزاء أخرى أثرت فيه وأراد المزيد فذهب إلى الكنيسة وتقابل مع شماس يدعى أغسطين قدم له كل رسائل القديس بولس فقرأها وأثرت فيه وآمن بالمسيح وتعمد على يد القديس ديمتريوس ودخل المدرسة اللاهوتية وتتلمذ على يد العلامة أوريجانوس وقد كانت له غيرة شديدة وحماس إيمانى فأحبه البابا ديمتريوس ورسمه شماسا وبعد ذلك رسمه البابا ياروكلاس قسا وقلده رئاسة المدرسة اللاهوتية كان ذلك سنة 232م ولما تنيح البابا ياروكلاس وقع عليه الاختيار ليكون خليفا له كان ذلك فى شهر كيهك سنة 247 م ولما أضطهد الإمبراطور داكيوس المسيحيين حاول نائبه فى مصر القبض على البابا لكنه تمكن من الهروب . الأمر الذى لامه فيه الأسقف جرمانوس فكتب له البابا رسالة يشرح له فيها إن هروبه لم يكن طبقا لإرادته بل بالإعلان سماوى وقال أحد المؤرخين إن بعض المسيحيين خطفوه وخبأوه

+ ولما مات داكيوس وتولى بعده غالوس كتب له القديس ديونيسيوس يشرح له كيف جنى أبوه على المسيحيين فتأثر من كتاباته وسالم المسيحيين ولكن وقتها تفشى مرض الدفتريا فى البلاد فأقنع كهنة الأوثان الإمبراطور أن هذا كان بسبب مسالمة المسيحيين حيث أن الآلهة غضبت من ذلك فاضطهد هذا أيضا المسيحيين إضطهادا مريرا حتى مات . وتولى بعدها فاليريان الذى سالم المسيحيين فى بداية عهده وفى خلال هذه الفترة استطاع البابا ديونيسيوس القيام بزيارات رعوية لشعبه فى أنحاء البلاد المصرية وقام بإفتقاد شعبه ورسم لهم قسوسا وشمامسة . وأوقف بدعة قبلته فى الفيوم

وقوفه ضد البدع

بدعة نوفاسيانوس
الذى تسمى البدعة النوفاسية أو ما تسمى ( النواطية ) وهى بدعة تعنى أن الكنيسة لا تقبل توبة ما ترك الإيمان أو من تزوج ثانية . وصاحبها قس من روميا اعتراه روح الحسد عندما رسم كرنيلوس أسقف لروما خلفا للأسقف فأبيانوس وكتب القديس ديونيسيوس إلى الأساقفة فى جميع الكراسى فى العالم كله ليقطعوا الشركة مع نوفاسيانوس واكليروس رومية فى عدم معاملته مما اضطر نوفاسينوس أن يعتزل ويترك الكرسى للأسقف الشرعى

بدعة عدم إعادة معمودية الهراطقة
حيث وقع الخلاف بين كبريانوس أسقف قرطاجنة والأسقف اسطفانوس أسقف رومية حيث قال كبريانوس إن المعمودية إذا تمت بيد الهراطقة لابد ان تعاد وفى هذه الحالة لا تعتبر معمودية ثانية لأن المعمودية الولى باطلة . أما اسطفانوس فكان يقول ان المعمودية صحيحة على كل وجه حتى لو كان الذى قام بها هرطوقى أو غير ذلك . ولكن فى سنة 257م إنعقد مجمع فى قرطاجنة أقر رأى القديس كبريانوس واصدر قانونا بذلك

بدعة سابيليوس
وهو رجل اتى من رومية الى مصر وأضل كثيرين ببدعة مؤداها أن الله نفسه هو الذى كفر عن خطايا البشر وانكر الاقانيم الثلاثة هذه البدعة التى جددها فيما بعد رجل يدعى أوسابيوس مجدد بدعة سابيليوس قال فيها ان الاقانيم وجوه ثلاثة وليست طبيعة فى جوهر الله فسمى الله قبل التجسد ( آب ) وفى تجسده يسمى ( ابن ) وفى عطاياه يسمى الروح القدس . فوقف هذا القديس ديونيسيوس الاسكندرى وعقد مجمعا بالاسكندرية سنه 261م حرم فيه سابيلوس ولكن اتباعه لجأوا الى اسقف رومية وكان يدعى ديونيسيوس أيضا واتهموا بطريركهم الاسكندرى بالهرطقة . وفى تسرع حرم الاسقف الرومانى البطريرك الاسكندرى وأرسل له رسالة الى الأسقف ديونيسيوس الرومانى أفهمه فيها بالامر فشعر اسقف رومية بخطأهوانتهى النزاع الذى يسمونه تاريخيا ( نزاع الدينيسيون )

بدعة بولس السيموساطى
وكان أسقفا لأنطاكية واساء ببدعته الى لاهوت السيد المسيح فقال عنه انه انسان بسيط فانعقد لأجله مجمع فى انطاكية سنه 264م ودعى الى هذا المجمع البابا ديونيسيوس الأسكندرى ولكنه لكبر سنة أرسل رسالة الى المجمع ورسالة أخرى الى بولس السيموساطى لكل من يناقشه وقبل أن يبدأ المجمع فى بدعة بولس السيموساطى استراح البطريرك العظيم ديونيسيوس فى الرب وذلك فى 17 برمهات سنه 265م وكانت مدة اقامته على الكرسى سبعة عشر سنه . وللقديس رسائل كثيرة تعليمية فى قضايا الايمان معظمها الان فى مكتبه ( حالان ) بمدينة الشرقية

 

قوانينه
وللقديس أربعة قوانين منسوبة اليه وهى

القانون الاول
يتوقف موعد كسر الصيامالفصحى على حضرة الساعة التى قام بها المخلص بالتدفيق وهذا ما لا يستطاع تعيينه مما ورد فى الاناجيل الأربعة ولذلك فالذين لم يصوموا الجمعة والسبت من الاسبوع فلا يلامون اذا بكروا فى كسر الصيام حالا بعد منتصف الليل

وهذا القانون يعنى ان فطر الصوم الكبير لابد وأن يكون فى يوم الأحد اى بعد الساعة الثانية عشر حتى نكون فى يوم القيامة نفسه فمن الخطأ أن يفطر احد فى عشية هذا اليوم ظنا منه أن الصوم بهذا يكون قد انتهى ولكن القانون هنا يؤكد ضرورة الفطر ليلة القيامة أى فى فجر الأحد وان لم يكن فلا يقل أن يكون فى يوم الأحد أى بعد الساعة الثانية عشر ليلا من يوم السبت الفرح

 

القانون الثانى
لا يجوز للنساءفى حيضهن أن يتقدمن الى المائدة المقدسة ويتناولن جسد المسيح المقدس ودمه الكريم بل لا يجوز أن يدخلن الى الكنيسة أما واجب تقديم الصلوات فيقمن به فى مكان آخر

والقانون يتخذ من المرأة نازفة الدم مثالا لهذا القانون بأنها لم تمس الرب بل مست ثوبه ( مت 9 : 20 , 21 ) فهكذا للمرأة أن تصلى ولكن ليس فى بيت الرب أمر أن تتقدم للتناول من الاسرار المقدسة فى هذه المرة

 

القانون الثالث
ان الذين يستطيعون أن يحتملوا وقد بلغوا السن الذى لا يمكنهم من أى يتحكموا بأنفسهم فقد سمعوا ما قاله القديس بولس ( لا يمنع أحد الزوجين الآخر عن ذاته الا على موافقة الى حين لكى يتفرغا للصلاة ثم يعودان الى ماكانا عليه لئلا يجربهما الشيطان لعدم عفتها ( 1 كو 7 : 5 ) ان قوانين الكنيسة توضح ان الزواج مقدس والمضجع غير نجس ( عب 13 : 4 ) اما الامتناع عن المعاشرات الزوجية فلا يأتى مطلقا بمعنى أن فيه خطية ولا يكون بقهر من طرف تجاهالاخر بل يكون ( بإتفاق ) وهذا هو الشرط الاول وان يكون بغرض التفرغ للصوم والصلاة وهذا هو الشرط الثانى

القانون الرابع
+ ان الذين يمنون ليلا وهم نيام دون اراداتهم فليكن ضميرهم القاضى فى السماح أو عدم السماح لأنفسهم بالشركة على مثال ما قال بولس الرسول فى شأن الطعام ( وأما من يعتبر فرقا فان أكل فانه يحكم عليه ) ( رو 14 : 23 ) والقانون هنا نظر الى عنصر الارادة فاذا كان هذا الاستمناء بغير ارادة فمعرفة الانسان لاعماق نفسه هى الحكم فى الامر فأن كان حكمه أن الشيطان يحاربهحتى لا يتقدم للاسرار فليتقدم وبمشورة ابيه الروحى وأما ان كان يعلم ان داخله غير مطهو ولا مستعد للاسرار فليمتنع ويطلب ارشاد ابيه الروحى هذه القوانين الاربعة أرسلها القديس ديونيسيوس فى رسالة الى القديس باسيليوس يظهر له فيها رأية فى الامور المعروضة ويطلب منه أن كان يوافقه على ذلك ام لا

البابا بطرس الاول ال 17 خاتم الشهداء

مولده

يمكن أن نلقب البابا بطرس أنه ابن الصلاة فهو ابن الكاهن الأسكندرى تيؤدوسيوس وأمه تدعى ( صوفيا ) ولم يكن لهما أبناء . ذهبت السيدة التقية زوجة الكاهن فى عيد الرسل حيث التف الناس حول ايقونة الرسل يدهنون أطفالهم من زيت القنديل . رفعت صوفيا صلاة حارة نحو الرب بشفاعة الاباء الرسل أن يمنحها ابنا يخدم الله كل ايام حياته . استجيبت طلبتها وظهرت لها فى هذه الليلة رؤيا اخبرها فيها شخصان يلبسان ثيابا بيضاء بأن الله سيرزقها ابنايكون أبا لامم كثيرة ويكون اسمه ( كصموئيل النبى ) وأمرها الرجلان ان تذهب الى البابا ( ثاونا ) فباركها وطمأنها بوعود الله الصادقة المينة . فكان لها فى عيد الرسل أن أنجبت إبنا قال البابا ( ثاونا ) لها أن يسمياه بطرس تبركا بعيد الأباء الرسل الذى ولد فيه الطفل

اعداده كنسيا

لقد كان بطرس اناءا مستعدا جهزه الروح القدس للمهمة الكبرى التى يعده لجلها , وكان أول هذا التجهيز انه عندما بلغ من العمر ثلاثة سنوات حمله والداة الى البابا ( ثاونا ) فباركه . وما أن بلغ الخامسة حتى أرسله والداه ليتعلم أصول الدين والعلوم الكنسية وفى السابعة من عمره رسم شماسا فنما فى النعمة لينال نعمة الكهنوت وهو فى السادسة عشر من عمرة نما فى هذه الخدمة المملؤة سرا حتى نال نعمة الكشف فى أنه كان يرى المسيح وهو يناول بيد البابا ( ثاونا ) ورآة مرة وهو يمنع البابا ان الكنسية حتى صار عميدا لمدرسة الاسكندرية اللاهوتية ونال لقب ( المعلم العظيم )

ظهرت موهبة القس بطرس عندما جاء سابيليوس أسقف بطولماس ( porolemais) ( ميناء يتبع الخمس المدن الغربية ) وهذا الرجل صاحب بدعة كنسية انكر فيها وجود ثلاثة اقانيم فى الجوهر الالهى وعلم انها ثلاثة مسميات تختص بثلاثة ادوار يقوم بها الله . أتى هذا المبتدع ليناقش البابا ( ثاونا ) فى هذا الامر فدفع اليه بطرس الذى استهان بحد اثته اولا ولكن مجرد أن باحثه افحمه بقوة مؤكدا له وجود الثلاثة اقانيم

اناء معد للبطريركية

+ ان نعمة الله اعدت البابا بطرس واهلته لهذه الرسالة الكبيرة ويظهر لنا ذلك من عدة احداث

اخراجه لروح نجس

فى احدى الاعياد فؤجى المؤمنون برجلمصاب بروح نجس يرشقهم بالحجارة فأسرعوا واخبروا البابا بهذا فأرسل القس بطرس ( البابا بطرس فيما بعد ) ان يخرج الروح النجس فأخذ القس بطرس باتضاع وطاعة اناء من الماء وطلب من البابا ان يرشم عليه ثم أخذ الماء ورش به المصاب وقال ( بأسم سيدى يسوع المسيح ابن الله الحى الذى اخرج لجئيون وابرا المرض أخرج منه أيها الشيطان بصلوات البابا القديس البابا ( ثاونا ) ولا تعد له فللوقت خرج الروحالنجس

نبوة البابا عنه

عندما دنت ساعة رحيل البابا ( ثاونا ) اجتمع الكهنة والشعب حوله يبكون قائلين ( تمضى يا ابانا وتتركنا يتامى ) ابتسم البابا واشار بيده الى القس بطرس وهو يقول هذا ابوكم الذى يرعاكم من بعدى

وبدا يعلن لهم مارآة فى رؤياة بقوله اننى فى احدى الليالى وانا مستلقى اسبح المزامير طلبت من الرب ان يرسل راعيا صالحا لشعبه فظهر لى رب المجد وقاللى . ( ايها البستانى للحديقة الروحية لا تخف على البستان ولا تقلق سلمه الى بطرس الكاهن ليرويه وتعالى انت لتستريح مع ابائك ) ثم نظر الى بطرس وقال له تشجع فأن الله معك يا ابنى فلح البستان جيدا ) فمجرد ان سمع بطرس هذه الكلمات مقدرا المسئولية وقال ( انى غير مستحق وليس لى قوة لعمل عظيم كهذا ) فرد عليه البابا بثقة وقال (لا تقاوم الرب فأنه يهبك قوة )

+ عندئذ استراح البابا ( ثاونا ) فى 2 طوبة 18 للشهداء الموافق 28 ديسمبر سنه 301 ميلادية

وفى اول امشير سنه 18 ( 25 يناير سنه 302م ) اجتمع الاكليروس الاسكندرى وسائر الشعب وتمت رسامة الانبا بطرس البابا السابع عشر على الاسكندرية

جهاد البابا فى مدة بطريركيته

+ جاد البابا بطرس فى مدة خدمته فى اربع مجالات كل مجال منها يحتاج الى صلابة وصبر وصلاة وحكمة وقد نجح البابا فى هذه المجالات الاربعة

المجال الاول

اضطهاد قلديانوس ومكسيمانوس

بدا القديس خدمته وسط عاصفة من الاضطهاد العنيف الذى اثارة دقلديانوس واحد مساعديه مكسيمانوس . قد حلت الضيقات بالمؤمنين وكم تسبب هذه الضيقات للاب والراعى والمسئول من ضيقات والامفى كل نتيجة تحدث فهو يتالم اذا قتل احد وكثيرون هم الذين قتلوا وهرب بعضهم الى الصحارى وهؤلاء يحتاجون الى رعاية ومتابعة وسجن كثيرون وهؤلاء يحتاجون الى تثبيت وزيارات وصلوات وانكر البعض ثم قوانينه الخمسة عشر خاصة بكيفية عودة هؤلاء المرتدين عن الايمان . وتهدمت كنائس وكل هذه الامور قدام البابا القديس فى كل صباح جديد يزرف لاجلها الدموع ويكثر من الصلوات والعمل حتى ينضم هو الى هؤلاء المضطهدين ويلقى فى السجن ويختتم حياته على الارض بالاستشهاد وبالصلاة من اجل اولاده الذين تألم كثيرا لأجلهم فقد تجمهروا حول السجن ولكن حرصا على سلامتهم اتفق مع الجنود ان يخرج سرا لتقطع رأسه بعد ان استجيبت صلواته فى ان يكون دمه آخر دم سفك عهد الامبراطور دقلديانوس وحمل هذا اللقب المميز له ( خاتم الشهداء ) هذه نصرته فى المجال الاول ان كلل هو باكليل الشهادة وصلى لاجل اولاده والكنيسة لتستريح زمانا انه كمال الحب الابوى ومثال للبذل والتضحية

المجال الثانى

انقسام ميلاتيوس

ميلاتيوس او ميليتوس هو اسقف ليكوبولس ( اسيوط ) بصعيد مصر وقد خرج هذا الاسقف عن طاعة البطريرك والكنيسة وقد اختلفت الروايات حول سبب انشقاق هذا الاسقف . فقد كتب القديس اثناسيوس بعد خمسين عاما ان ميليتوس قد بخر للاصنام انقاذا لحياته فجمع البابا مجمعا من الاساقفة فى الاسكندرية أدان ميلاتيوس وجرده ولكن الاسقف لم يتمثل لحكم المجمع بل سلك بعجرفة وانقسام وبدا يرسم قسوس بل واساقفة متخطيا القوانين الكنسية التى لا تسمح بأن يقوم اسقف برسامة اسقف آخر

وراوية اخرى للقديس ابيفانيوس تحوى انه فى سنة 304م سجن بعض من الاساقفة المصريين من بينهم البابا والاسقف ميلايتوس وحدثت بينهما مناقشة تختص بعودة المرتدين عن الايمان حتى تابوا فكان موقف الاسقف متشددا ضد هؤلاء بعكس موقف البابا الذى تتمثل فيه مراحم الله التى تقبل الكلفى التوبة لذلك لم يحتمل تشدد الاسقف ميلاتيوس فوضع بينهما ملاءة تحجز رؤيته عنه تعبيرا عن عدم موافقته على رايه وفعلا حارب البابا بطرس هذا الاتجاه المتشرد ويظهر ذلك من القوانين التى وضعها بهذا الموضوع

واستمر هذا الانشقاق حتى تاريخ انعقاد مجمع نقية حيث حضر ميلاتيوس والاساقفة الذين رسمهم الى المجمع ونظرت مشكلته واذ أعلن توبته حكم عليه المجمع برفق ان قبله اسقفا فى الكنيسة والكهنة الذين سامهم اما الاساقفة فرسامتهم غير قانونية ولكن كلما احتاجت ايبارشية الى اسقف يتم رسامة احدهم فيها كل هذا لتتم معالجة الموقف الى نهايته

المجال الثالث

( بدعة اريوس )

ظهرت بدعة اريوس فى ايام باباوية القديسبطرس وارتبط اريوس بميلاتيوس ولكن ابتعد عنه واقترب الى البابا الذى قام برسامته شماسا . ثم رسامته كاهنا على الاسكندرية فى بوكاليا ظهرت بدعة اريوس وعباراته الخاطئة ضد لاهوت السيد المسيح فحاول البابا ان يكشف له خطأة لكنه رفضمستندا على شعبيته التى صارت كبيرة فاضطر البابا الى عقد مجمع بالاسكندرية يحرمه ولكن اريوس استمر فى بدعتة

وانتظر اريوس حتى دخل البابا بطرس السجن وادرك اريوس انه قادم على الاستشهاد فأرسل جماعة من الاراخنة يشفعون فيه لدى البابا فكانت اجابته لهم ( ليكن اريوس محروما فى هذا العالم وفى الدهر الاتى ليس له نصيب فى مجد ابن الله يسوع المسيح ربنا .)

واكثر من هذا ان البابا بروح النبوة اخد اليه تلميذيه الكاهنين ( ارشيلاوس . الكسندروس ) على انفراد وقال لهما ( ليعيننى الرب اله السماء حتى اتم شهادتى على اسمه . وانت يا ارشلاوس ستاتى بعدى على هذا الكرسى والكسندروس سياتى بعدك .) واوصاهما محذرا ان لا يقبلان اريوس المبتدع فى شركة الايمان واوضح لهما رؤيا قد رآها اذ راى شابا يرتدى ثوبا كتانا ممزق الى اثنين ولما سأله من مزق ثيابك قال اريوس فأحذره تماما ولا تقبله فى الشركة فلا يكون هذا الشاب سوى يسوع المسيح واوصاها بشده واذ ختم حديثه معهما جثا على ركبتيه وصلى معهما . وبعد ها اخذ القديس بطرس خفية حتىلا يحدث بسببه هياج من الشعب وطلب من الجنود وقطع رأسه . ونال اكليل الشهادة اكليل المجد . ولما وصل الخبر الى شعب الاسكندرىة اخذوا جسده الطاهروالبسوه ثياب القديس واجلسه على كرسى مارمرقس الذى كان يرفض ان يجلس عليه ياتى ويجلس كان يجد الفضيلة جالسه على هذا الكرسى فيخشع ويتراجع ويجلس على سلم الكرس واخيرا دفنوه باكرام جليل فى المقبرة التى كانت قد بناها لنفسه فى موضع يقال له ( لوكابتس ) على البحر وزاستمرت الكنيسة تعيد لهعيدا فى اليوم التاسع والعشرين من هاتور من كل عام

صلاته تكون معنا امين
قوانينة

اهم ما اشتهر بها القديس بطرس هو الرسالة الفصحية التى اصدرها بعد الاضطهاد الذى اثير عام 302م وتحوى هذه الرسالة اربعة عشر قانونا وتسمى ( الرسالة الخاصة بالقوانين ) من وهذه القوانين الاربعة عشر تختص بعودة المرتدين التائبين الراجعين الى الايمان . وقد تم ذكرهم فى موضوع عودة المرتدين الذى كتبته فى الجزء الثالث من كتاب القوانين الكنسية فى اطار الموضوعية . واما القانون الرابع عشر فهو يختص بصوم يومى الاربعاء والجمعة وعدم صوم يوم الرب الذى هو يوم الاحد وعدم الركوع منة وهذا نصه

" يجب الصوم يوم الاربعاء تذكارا لمؤامرة اليهود على تسليم يسوع المسيح ويجب الصوم يوم الجمعة تذكارا لالام الفادى لأجلنا أما يوم الرب فهو يوم فرح لان ربنا قام فية وفى تقليدنا أنه لا يجوز ان نركع فى الصلاة فى ذلك اليوم "

القديس البابا اثناسيوس الرسولى
البطريرك العشرون

ولد البابا أثناسيوس فى مدينة الاسكندرية حوالى سنه 269م . من ابوين وثنيين ولكنه تعلم فى مدرسة مسيحية كان لها أكبر الأثر فى تنشئته ومعرفته الكثير من الحقائق الايمانية الامر الذى دعى الى انه قام بتمثيل طقس المعمودية مع اصدقائه من الفتية وراى ذلك البابا الكسندروس من شرفته وقال لهم بروح النبوة أن الله سيعطى كل منكم الدرجة الكهنوتية التى ظهر بها فى التمثيلية وكان دور اثناسيوس فى التمثيلية دور البابا البطريرك وقد تحقق فعلا هذا الكلام فيما اذ بعد ان عرضت عليه أمه الزواج ولكنه رفض بسبب تعلقة بعشق البتولية وحب المسيح ولما وجدته هكذا اسلمته الى البابا الكسندروس . فرح القديس بهذه الحياة الكنسية التى تحقق له ان ينهل من التعاليم اللاهوتية والتلمذه الروحية

ولما راة فيه البابا الكسندروس من استعدادات روحية وكنسية رسمه شماسا ليعاونه فى الخدمة واسم القديس اثناسيوس فى تاريخ الكنيسة يرسم أمامنا صورة ناصعة البياض لخدمة الشموسيه ومقدراها العالى بسبب الدور الذى قام به فى مجمع نيقية المسكونى

دوره فى مجمع نيقية

وسط 318 أسقف ومعاونيهم وحضور الامبراطور قسطنطين لمع نجم اثناسيوس الشماس الشاب الذى جهزته نعمة الله وعمل الروح القدس للدفاع عن الايمان وللحصول على لقب ( حامى الايمان ) فقد وقف أمام أريوس المبتدع المراوغ الذى كاد أن يقنع المجمع بأن ايمانه فى المسيح صحيحا الى ان انبرى له الشماس أثناسيوس ليحصره فى إجابة سؤال كان هو القشة التى قصمت ظهر البعير هذا السؤال هو هل أنت تؤمن أن المسيح HOMOOSIO ومعناها مشابه أم هذا HOMOOSIO ومعناها مساو فأجاب بالكلمة الاولى مشابه وهذا يخالف الايمان الصحيح وتاكد المجمع أن اريوس هرطوقى ومبتدع ووضع المجمع فى قانون الايمان هذا التعبير عن السيد المسيح ( مساوى للاب فى الجوهر ) وتثبت الايمان الصحيح فى العالم المسيحى ومن أجل هذا أوصى البابا الكسندروس قبل نياحته أن يتولى بعده اثناسيوس . ولكن عندما انتقل البابا الكسندروس هرب أثناسيوس مختفيا ولكن الجميع وتحققت رؤيا كان قد رىها الانبا باخوميوس قال له فيها ( انى اقمت اثناسيوس عامودا ونورا لكنيستى بطريركيته

فى بداية بطريركيته كان السلام يسود الكنيسة لمدة ثلاث سنوات تحقق فيها للراعى الفرصة فى افتقاد سعبه وزيارته وارتباطه بشعبه مما أثار عليه حقد الحاقدين من الهراطقة فبدأوا يحيكون ضده المؤامرات التى ظهرت فى مجمع عقدوه يسمى مجمع صور سنه 335م وفى هذا المجمع وجه للقديس مجموعة من التهم كلها باءت بالفشل بسبب عمل الله ودفاعه عن قديسه

التهم المعروضه فى مجمع صور

ادعوا عليه أنه قطع ذراع أسقف يدعى أرسانيوس ولكنهم فوجئوا فى المجمع أن ارسانيوس نفسه يدخل ويتنكر لهذا العمل ويفاجئهم بقوله هذان هما زراعى فلمن هذا الزراع الثالث المقطوع . كان هذا الاقرار بسبب أن الاسقف ارسانيوس حركته نعمة الله وأنبت ضميره فجاء مقرا ومعترفا فى الجميع

اتهموه بأنه أرتكب الشر مع امراة شريرة أدعت أنها فتاة واغتصبها فأرشد الرب القس تيموثاوس ( الذى صار فيما بعد البابا تيموثاوس ) وقال لها هل أنا صنعت معك هذا العمل فقالت له نعم أنت وهنا ظهر أمام المجمع أن التهمة ملفقة واكتشفت المؤامرة

اتهموه بأنه كسر كأس كاهن هرطوقى وهدم مذبحة ولكن هذا القس حضر أيضا وانكر ذلك اذ حرك الله ضميره ايضا

ولما لم يجدوا وسيلة ينتقمون منه بها اتهموه أمام الامبراطور أنه يحرض الشعب على عدم تصدير القمح الى القسطنطنية مما دفع الامبراطور الى نفيه الى ( كريف ) بجنوب فرنسا وقد كان النفى سبب بركة لأهل تلك المدينة ولما مات قسطنطين رجع اثناسيوس الى كرسيه وكان يوما مشهودا له من كل الاوساط الكنسية لما كان فيه من تعبيرات الفرح حتى أن القديس غريغوريس النيزينزى شبه هذا بدخول المسيح أورشليم

واجه القديس تجربة مريرة أخرى على يد الاريوسيين بأن أساقفتهم

أجتمعوا وقرروا أرسال شخص يدعى غريغوريوس الكبادوكى ليكون بطريركا على الاسكندرية دون اثناسيوس ولكن قلب القديس العامر بالايمان والصلابة وتمسك الشعب الارثوذكس القويم براعيهم صنع قوة ايان فى وجه البطريرك المزيف . وكم بذل القديس اثناسيوس وشعبه من جهاد فى سبيل الحفاظ على الكرسى الاسكندرى من سلطة اتباع الهراطقة وكم قتل من الشعب فى ذلك اليوم بسبب هجوم الجند عليهم مع البطريرك المزيف . وبعد هذه الفترة سافر القديس الى رومية . ولكن عاد بعد تسع سنوات فى نحو سنه 349م

 

وقد وقف القديس انطونيوس مع البابا اثناسيوس فى الدفاع عن الايمان اذ ترك خلوته وجاء الى الاسكندرية معلما وموضحا أن تعاليم أريوس هرطقة

 

ولكن للمرة الثالثة صدر أمر من الامبراطور قسطنطنيوس وحضر الجنود الى الكنيسة لتنفيذ ذلك والقبض على البابا ولكن مجموعة من الرهبان سحبوه للخارج مع انه لم يكن يرغب فى الهرب وظل فى هذه الفترة متخفيا يتفقد شعبه لمدة ست سنوات

 

وكما قاوم القديس أثناسيوس بدعة اريوس هكذا أيضا قاوم بدعة مكدونيوس ويظهر دفاعه هذا فى رسالة أرسلها الى الاسقف سرابيون اسقف اثمى

 

فى هذه الفترة التى كان القديس متخفيا فيها كان الشعب القبطى يعانى من اضطهاد البطريرك الدخيل المدعو جيؤرجيوس وذهب البابا اثناسيوس الى القسطنطينية رافقا بجواره الى الملك . ولكن الملك وضعة فى سفينة بدون خبز أو ماء وتركه فى عرض البحر ولكن عناية الله كانت ترعاه ووصل الى الاسكندرية بمعجزة فى اليوم الثالث من قيامها

 

وبعد موت الامبراطور قسطنطنيوس تولى الحكم بعده يوليانوس الملقب فيما بعد بالجاحد فقد كان فى أول حكمه بدأ بارجاع الاساقفة المنفيين كان ذلك فى سنه 361م . عاد القديس اثناسيوس الى كرسيه وقد حمل فى قلبه كل حب أبوى نحو شعبه وايضا نحو الهراطقة لجذبهم الى الايمان الصحيح ولكن سرعان ما انقلب يوليانوس عن الكنيسة والايمان كله وأمر اثناسيوس بمغادرة الاسكندرية فذهب الى طيبة وظل هكذا حتى مات الملك الجاحد وتولى بعده يوبيانوس سنه 363م . وقد كان رجلا مؤمنا فأمر بارجاع القديس الى كرسيه بل وأكثر من ذلك أن طلب الامبراطور من الانبا اثناسيوس أن يزوره وقد لبى هذا الطلب وسافر الى انطاكية ولم يدم حكم الامبراطور يوبيانوس سوى سبعة شهور فقط تولى بعده فالنس وقد كان أريوسيا فأصدر أمر تفقد شعبه وذهب الى قبرابية واختفى هناك أربعة شهور أعاده الامبراطور بعدها مضطرا تحت رغبة والحاح شعبه . وقضى هذه الفتره الاخيرة بين شعبة وأولادة فى كرسيه الى أن تنيح بسلام فى شهر بشنس سنه 373م . بعد أن قضى حوالى 46 سنه كانت حافله بالجهاد والتعب والعرق والدموع والصلاة والتعليم والحب والحنو واستحق أن ينال اكليل البر واستحق أن تلقبه الكنيسة ( اثناسيوس الرسولى ) . وبلغ اعجاب الغربيين به أن نقلوا رفاته تدريجيا الى بلادهم من الاسكندرية الى القسطنطينية والى البندقية ففرنسا فأسبانيا وقد أعاد رفاته الى مصر قداسة البابا المعظم الانبا شنودة الثالث فى 10 مايو 1973م

مؤلفات البابا اثناسيوس

للبابا مؤلفات عديدة كلها تركزت حول محاربة البدعة الاريوسيه وهى

 

رسالة ضد الأمم

رسالة فى التجسد

أربع رسائل ضد الاريوسين

خطاب ضد الاريوسيين

رسالة فى هربه

اجتاح بعث الى الامبراطور قسطنطين الكبير

تاريخ البدع الاريوسية والمانيكية

كتاب ف

 

أضف تعليق


كود امني
تحديث

تم التطوير بواسطة شركة ايجى مى دوت كوم
تصميم مواقع مصر - ايجى مى دوت كوم