مناهج الكلية الاكليريكية مادة قوانين كنسية (للصف الرابع)3

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 

الباب الثانى
قانون الايمان للرسل – الديداكية
قانون الإيمان في الكنيسة الأولى ( قانون الإيمان في العهد الجديد )

الايمان المسيحي هو حياة يمارسها العضو الحي خلال اتحاده مع الله في المسيح يسوع بالروح القدس داخل الكنيسة . هذه الحياة لا يحدها قانون ولا تسجلها لغة بشرية , لكن الضرورة الزمت الكنيسة منذ انطلاقها ان تترجم ايمانها في قانون , لا لكي يحفظه الناس عن ظهر قلب أو يردده المؤمنون أثناء العبادة الليتورجية والخاصة , إنما لكي يعيشونه خبرة حية

 

يقول القديس هيلارى " نحن ملتزمون أن نتكلم بما لا ينطق به ., عوض هيام الايمان المجرد نلتزم ان نعهد أمور الدين الى مخاطر التعبير البشرى "

لقد سأل السيد المسيح تلاميذه عن ايمانهم فيه فاعترف بطرس أنه " هو المسيح ابن الله الحي " . ولعل هذه الشهادة قدمت الفكرة الرئيسية لايجاد قانون ايمان كنسى يعلن " حقيقة السيد المسيح المخلص "

مرة أخرى جمع السيد تلاميذه واعطاهم سلطانا للكرازة والتعليم والعماد قائلا " أذهبوا وتلذوا جميع الامم وعمدوهم باسم الاب والابن والروح القدس " , مفدما لهم صيغة قانون الايمان الثالوثى الخاص بالعماد

هكذا سجل لنا العهد الجديد صيغة الايمان بالمسيح وصيغة الايمان الثالوثى ,هاتان الصيغتان هما جوهر ايمان الكنيسة , وحجر الزاوية لكل قانون ايمان كنسى

فكرة تاريخية

أ‌- اذ انطلقت الكنيسة فى عصر الرسل تكرز وتبشر العالم بالخلاص كان لزاما ان يعترف كل موعوظ بايمانه جهرا فى صيغة مختصرة وبسيطة قبلما يتقبل العضوية فى جسد المسيح , أى قبيل عماده مباشرة . وذلك كما فعل الخصى الاثيوبى حين أعلن رغبته فى العماد معترفا " أنا أومن أن يسوع المسيح هو ابن الله "

ظهر " قانون الايمان الكنسى " كصيغة خاصة بالمعمودية , يعترف بها طالب العماد معلنا قبوله الحق ودخوله " الحياة فى المسيح يسوع "

فى الدوائر اليهودية كان يكفى لطالب العماد ان يعلن هذا القانون الايمانى البسيط ان " يسوع هو المسيا " , أى هو المخلص الذى إنتظره الاباء وشهد عنه الانبياء , فيه كلت الشريعة وتحققت مواعيد الله البشرية , أما بالنسبة للأمم , اذ لم تكن لهم الشريعة ولا عرفوا النبوات عن المسيا يعبدون الهة كثيرة وأرباب كثيرة , كان لزاما على طالب العماد أن يعلن حقيقة أيمانه بأكثر وضوح : إيمانه بالله الواحد المثلث الاقاليم , وعمل المسيح الخلاص

ب‌- اذ ظهرت غنوصيات غير أرثوذكسية تنادى بالثنائية , تحقر من المادة وتشوة حقيقة التجسد الالهى , لم يعد " قانون الايمان " فى صورته الاولى كافيا , أى لا يكفى اعلان أن " المسيح ابن الله الحى " إنما يلزم الاعتراف ب " الحيل به من الروح القدس , ولادته من العذراء مريم , تألمه الحقيقى فى عهد بيلاطس البنطى وموته ودفنه ( وليس كما علم الغنوصيين أنه أختطف الى السماء من على الصليب أو قبيل صلبه ) , وان الروح القدس حال فى الكنيسة "

يظهر هذا الاثر بصورة واضحة فى قانون الايمان للقديس هيبوليتس المستعمل فى العماد , فقد جاء فى التقليد الرسولى للقديس هيبوليتس أن طالب العماد يسألثلاث أسئلة ويجيب عليها

" ينزل ( طالب العماد ) فى الماء , ويضع المعمد يده على راسه قائلا : أتؤمن بالله الاب ضابط الكل ؟

يقول الذى يعتمد : أومن . عندئذ يعمده دفعة ( يغطسه ) واضعا يده على راسه

بعد ذلك يقول له : أتومن بيسوع المسيح , ابن الله , الذى ولد بالروح القدس من العذراء مريم . وصلب فى عهد بيلاطس البنطى ومات وقام من الاموات حيا فى اليوم الثالث وصعد الى السموات وجلس عن يمين الاب , هذا الذى يأتى ليدين الاحياء والاموات ؟

وعندما يقول : أومن يعمده دفعة أخرى

وايضا ليقل له : أتومن بالروح القدس وبالكنيسة المقدسة وقيامة الجسد ؟

فيقول الذى يعتمد : أومن , فيعتمد الدفعة الثالثة "

ج- اذ بدأت الهرطقات والبدع تنتشر لم يعد " قانون الايمان " خاصا بطالبى العماد , إنما صارت الحاجة ملحة لاستعماله الكنسى فى العبادة الليتورجية والعبادة الخاصة . بدأت المجامع المسكونة تضع " قانون الايمان " لاهداف دفاعية وتعليمية . ففى مجمع نيقية وضع قانون الايمان يحارب الاريوسية

فإنه وإن إقترب من قانون الايمان الاورشليمى العمادى القديم , لكنه أضاف الى الفقرة الثانية الخاصة بالسيد المسيح هذه الصيغة " نور من نور , اله حق من اله حق , مولود من الاب غير مخلوق , واحد معى الاب فى الجوهر "

هذه الصيغة لا يستطيع الاريوسيون أن ينطقوا بها , فتفرزهم عن المؤمنين , بهذا قدم مجمع نيقية للكنيسة صيغة لاهوتية مبسطة تعلن ايمان الكنيسة , يعترف بها المسيحيون ويترنمون بها ويصلونها , وليست اختبارا لطالبى العماد

وفى المجمع المسكونى الثانى بالقسطنطينية أضيف الى قانون الايمان النيقوى صيغة خاصة بالروح القدس : " الرب المحيى , المنبثق من الاب , نسجد له وتمجده مع الاب والابن , الناطق فى الانبياء "

بهذا صار قانون الايمان ملخصا للايمان الارثوذكسى أكثر منه اعترافا يردده طالبوا العماد

قانون الايمان الرسولى (Apostles Greed)

قانون الايمان المنسوب للرسل له أهمية خاصة في الكنيسة الغربية , اذ تعتبره اساس قوانينها , كما يقول Schaff " هو قانون القوانين كما ان الصلاة الربانية هي صلاة الصلوات "

هذا القانون هو صيغة مختصرة جدا , سجلت بلغة العامة لا باصطلاحات لاهوتية , تناسب الموعوظين كما يمكن استخدامها في العبادة الليتورجية والخاصة

يتكون هذا القانون من اثنى عشر بندا من وحى العهد الجديد , تلخص العقيدة المسيحية ولاهوتيات الكنيسة , تجسم تعاليم الرسل . هو رسولى بحق فى محتوياته كما فى روحه , ليس من وضع الرسل . هو كنسى , ليس من عمل فرد من الافراد , لكن لا يزال تاريخه غامضا وحقيقة مصدره غير معروفة

شمل هذا القانون ملخصا للحقائق الالهية منذ بدء الخليقة حتى قيامة الجسد ودخوله الابدية , يقدم لنا الايمان الثالوث القدوس ويركز أنظارنا تجاه المسيح المخلص

مصدره

يقول Clarkeأن قانون الايمان للرسل لم يكن يتلى فى صلوات باكر وصلاة النوم قبل القرن الثامن ... وانه ليس الا امتداد لقانون الايمان العمادى الرومانى

ويرى Schaff أن القانون بصورته الحالية لا يمتد الى قبل القرن السادس , استخدام فى بلاد الغال ( فرنسا ) وأسبانيا وايرلنده والمانيا فى الدراسات التمهيدية الخاصة بالموعوظين

على أى الاحوال نستطيع أن نقول مع المؤرخ شاف Schaff أن قانون الايمان للرسل جاء بلا شك نتيجة نمو تدريجى , يحمل شكلين

السكل الحالى : أو النص المسلم الينا حاليا , لم يظهر قبل القرن السادس أو السابع

الشكل البدائى كما ورد فى بعض المخطوطات القديمة , يرجع الى القرن الثانى أو الثالث , ولعل أقدم نص يونانى وصل الينا ما ورد فى رسالة مارسيليوس من أنقرة الى أسقف روما يوليوس الاول حوالى عام 340م يؤكد أرثوذكسيته . وقد ورد ضمن " Psalterium Aethelstani " , أما النص اللاتينى فقد ذكره روفينوس المؤرخ الكنسى فى نهاية القرن الرابع فى تعليقة على قانون ايمان الرسل Commentary on the Symbol of the Apostles موضحا اصله , اذ يقول ان هناك تقليد بان بعد قبولهم الروح القدس وقبل خروجهم للكرازة

اتفقوا معا على ملخص مبسط للتعليم الرسولى كأساس لكرازتهم وقانون ايمان للمؤمنين

ويبدو أن القديس امبروسيوس شاركه نفس الرأى عند شرحه للقانون , مشيرا الى ان الاثنى عشر بندا تطابق الاثنى عشر رسولا

وفى القرن السادس للمرة الاولى نلتقى بتأكيدات أن كل رسول وضع بندا من الاثنى عشر , فجاءت العظة المنسوبة للقديس أغسطينوس تعلن أصله : " قال بطرس أومن بالله الاب ضابط الكل , خالق السماء والارض .. " وقال اندراوس " وبالمسيح يسوع ابنه الوحيد ربنا ... " وبقى هذا التفسير سائدا خلال العصور الوسطى

دهشت الكنيسة الغربية عندما أعلن رئيس أساقفة أفسس لليونان مارقيوس افجينيكوس Marcus Evgenicus فى مجمع Ferrara عام 1438 أن الكنائس الشرقية لا تعرف شيئا عن صيغة هذا القانون المستخدم فى الكنيسة الغربية , ولا عن نسبته للرسل

بعد سنوات قليلة انكر الايطالى Lorenzo نسبته للرسل

يقول F . L . Gross أن هذا القانون يخص فترة ما بعد الرسل , لكنه سمى رسوليا لان عاصره جميعا تعبر عن الايمان فى عصر الرسل

حول قوانين الايمان الاولى

يقدم لنا علم الباترولوجى الكثير من صيغ قوانين الايمان التى جاءت خلال كتابات الاباء الشرقيين والغربيين , نذكر منها ما ورد فى كتابات

إيريناؤس أسقف ليون – سنة 180م

العلامة ترتليان – قرطاجنة – سنة 200م

كبريانوس – قرطاجنة – سنة 250م

نوفتيان – روما – سنة 250م

أوريجين – اسكندرية – سنة 250م

غريغوريوس – قيصرية الجديدة – سنة 270م

لوتيانوس – انطاكيه – سنة 300م

يوسابيوس – قيصرية – سنة 325م

ماسيليوس – أنقرا – سنة 340م

كيرلس – أورشليم – سنة 350م

ابيفانيوس – قبرص – سنة 374م

روفينوس - - سنة 390م

القانون الوارد فى القوانين الرسولية Apostolie Constitutions

وقد إمتازت النصوص الشرقية عن الغربية أنها بصورة عامة أطول وأكثر تغيرا , لها جانب ميتا فزيقى , وتشمل عددا من التعبيرات التعليمية ردا على الهرطقات المنتشرة فى الشرق

وقد تجمعت القوانين الغربية معا لتشكل ما يعرف بقانون ايمان الرسل

يرى Quasten أن هذا القانون الرومانى والصيغ الشرقية ظهرت مستقلة عن بعضها البعض , لكنها صدرت عن أصله عام مشترك له جذوره فى الشرق

محتوياته

كانت قوانين الايمان الاولى تضم صيغتين رئيستين : صيغة الايمان الثالوثى , وصيغة الايمان المسيانى , وان كان قانون الايمان للرسل فى صورته الحالية تطور الى ملخص مبسط جدا يجعل التعاليم المسيحية الجوهرية

صيغة الايمان الثالوثى

رأينا السيد المسيح يعطى تلاميذه سلطان العماد باسم الثالوث القدوس , وكان ذلك بداية ظهور قانون الايمان الثالوثى . وفى حوالى عام 150م أشار القديس يوستين الى طالبى العماد أن يتقبلوا غسل الماء " باسم الله , الاب ورب المسكونة ومخلصنا يسوع المسيح , والروح القدس "

وجاءت الوثيقة المدعوة " الرسالة الرسولية Epistola Apostolorum " التى جمعت فى نفس التاريخ تقريبا تبسط الايمان , وتضم قانون ايمان لا يحوى فقط الايمان بالثالوث القدوس , الاب ضابط العالم كله , والمسيح يسوع مخلصنا , والروح القدس البار قليط , انما يضم أيضا الايمان بالكنيسة المقدسة وغفران الخطايا

صيغة الايمان المسيانى

طال انتظار البشرية تترقب مجئ المسيا مخلص العالم , فجاءت المسيحية جوهر رسالتها " الشركة مع الله فى المسيا المخلص " . وقد رأينا إعتراف الرسول بطرس أن يسوع " هو المسيح ابن الله الحى " . وأعلن الخصى الاثيوبى ذات الايمان قبيل عماده

كان الايمان بالمسيح المخلص هو مركز البشارة , حتى صارت " السمكة " هى الرمز للايمان المسيحى فى العالم الهلينى وذلك لانها فى اليونانية ( إخثيس ) تشمل الحروف الاولى من العبارة " يسوع المسيح ,ابن الله , المخلص " . وقد شهد العلامة ترتيلنان بذلك كما شهدت نقوش Abercuis . ووردت هذه العبارة الرمزية فى مؤلفات الكتاب المسيحيين فى نطاق واسع كقانون ايمان يعبر عن المعتقد المسيحى

نص قانون الايمان للرسل

أومن بالله الاب , ضابط الكل ( خالق السماء والارض ) ؛

وبيسوع المسيح , ابنه الوحيد ربنا ,

الذى ( حبل ) به بواسطة الروح القدس , ولد من العذراء مريم ؛

( تألم فى عهد بيلاطس البنطى , صلب ( ومات ) ودفن ؛

( ونزل الى الجحيم ), وفى اليوم الثالث قام من الاموات ؛

صعد الى السموات , وجلس عن يمين ( الله ) الاب , ( ضابط الكل ) ؛

من ثم يأتى ليدين الاحياء والاموات

و( أومن ) بالروح القدس ؛

والكنيسة المقدسة ( الجامعة ) , ( وشركة القديسين ) ؛

وغفران الخطايا ؛

وقيامة الجسد ؛

( والحياة الابدية )

ثانيــــــــــــــا

الـــــــديــــــــداكــــــــية

أو

تعليم الرب للأمم بواسطة الإثني عشر رسولا

 

مقدمة في الديداكية

 

جاءت كلمة " ديداكية " Didache عن الحروف اليونانية الأولي لعنوان عمل يمسي " تعليم الرب للأمم بواسطة الإثني عشر رسولا " . وهي تعتبر أهم وثيقة بعد كتابات الرسل ، تكشف لنا عن الحياة الكنسية الأولي من كل الجوانب : السلوكي واللتيورجي والتنظيمي . كما يقول Quasten : " بين أيدينا ملخص لتوجيهات تعطينا صورة رائعة للحياة المسيحية في القرن الثاني . في الحقيقة نجد هنا أقدم نظام كنسي ، نموذجا قيما لكل التجمعات القديمة الخاصة بالنظم والقوانين الرسولية . هذا النموذج هو بداية القانون الكنسي شرقا وغربا "

وقد خدمت الديداكية الكثير من الأعمال الليتورجية والكتابات الخاصة بالقوانين الرسولية مثل الدسقولية السريانية Didascalia والتقليد الرسولي لهيبوليتس Apostolic Tradition والقوانين Apostolic Constitution

كان لها أهمية خاصة في العصور الأولي حتي حاول البعض ضمها الي اسفار العهد الجديد ، فانبري الكتاب الأولون يوضحون عدم قانونيتها مثل البابا أثناسيوس الأسكندري والمؤرخان يوسابيوس وروفينوس

القسم الأول : الحياة العلمية السلوكية

يخبرنا القديس أثناسيوس الرسولي أنها كانت تستخدم في تعليم الموعوظين قبل عمادهم ، كان غايتها تذكير طالبي العماد – بعدما قبلوا الإيمان – ان يعلنوا إيمانهم بأعمالهم ، كأنها تضع لهم دستور الحياة الجديدة التي في المسيح يسوع : حقا ان المسيحية ليست مجموعة أخلاقيات ، لكنها إيمان عملي معاش ، شهادة حية لعمل المسيح في حياة المؤمن علميا

استخدمت الديداكية نظام " الطريقين Two Ways " يختار الإنسان طريق الحياة أو الموت . هذا الأسلوب استخدمه اليونان في المجامع الهيلينية ، وأستعارته الكنيسة ليتناسب مع طالبي الإيمان الذين من أصل هيليني ، لكن بروح مكسيحية ، مستقاة من " الموعظة علي الجبل "

القسم الثاني : الحياة الليتورجية

كشفت لنا الديداكية عن بعض الطقوس والمفاهيم الكنسية للعبادة المسيحية

المعمودية : تتحدث عن العماد بالتغطيس في ماء جار ، أي في الأنهار ... هذه العادة كانت قائمة في عصر الرسل وما بعدهم مباشرة

واذا لم يوجد ماء جار يتم العماد بالتغطيس في ماء آخر ، وعند الضرورة يكن سكب الماء علي المعمد ثلاثة دفعات باسم الثالوث القدوس

ومن الاستعدادات اللازمة للسر ان يصوم طالب العماد وخادم السر ومن الغير – ما استطاع – يومين او يوما قبل العماد . ولاتزال هذه العادة سارية في الكنيسة القبطية ، إذ يصوم خادم السر والاشبين والمعمد في نفس اليوم الذي يتم فيه العماد

ت‌- الصوم والصلاة لكي لا نشترك مع اليهود في أصوامهم – يوي الإثنين والخميس – نصوم يومي الأربعاء والجمعة . علي أنه يليق بنا الا نصوم أو نصلي برياء

تأمر الديداكية المؤمنين ان يصلوا الصلاة الربانية ثلاث مرات يوميا

ث‌- الافخارستيا : سبق معالجة هذا الموضوع بشئ من التوسع في كتاب " المسيح في سر الافخارستيا " ووصلنا الي ان الفصلين 9 ، 10 يصور ان ليتورجيا الأفخارستيا للمعمدين حديثا والفصل 14 يتحدث عن خدمة الأفخارستيا العادية التي تقام يوم الأحد

د- الاعتراف : يمارس قبل الاجتماع في الكنيسة ( فصل 4 ، 14 ) ، كما يلتزم به قبل التمتع بشركة الاسرار المقدسة ( الإفخارستيا )

ه- الكنسيات : الكنيسة في مفهوم واضع الديداكية " جامعة " ، تضم العالم كله ، منن كل شعب وجنس ، ليس فقط الذين آمنوا بل والذين يؤمنون يوما ما ... وهويطلب الصلاة لكي يجمعها الرب من الرياح الأربع

أما من جهة الرئاسة الكهنوتية فلا يشتم منها افتراض وجود أسقفية واحدة رئاسية في العالم

كما ركز علي وحدة الكنيسة وقدسيتها ، رابطا بين وحدتها ووحدة الخبز الأفخاريستي

كاتب الرسالة و تاريخ كتابتها

رفض الدارسون ما اقترضه DEUCHESNE أن العنوان يوحى بأن كاتبها أحد الرسل . فإن العنوان فى جوهره لا يشير إلى ذلك ، انما يقصد واضع الديداكية أن يقدم بصورة واضحة متخصر لتعليم السيد المسيح للأمم كما عليها الرسل

و إلى اليوم لم يستطع الدارسون التعرف على كانبها ، بل اختلفوا فى تاريخ كتابتها . فمال الدارسون الانجليز و الامريكان الى تحديد تاريخ كتابتها ما بين عامى 80 ، 120 ، و ظن Hilgenfeld أنها كتبت ما بين عامى 160 ، 190 م ، بينما حدد Brynnius, Harnack تاريخها ما بين عامى 120 ، 160

على أى الأحوال رفض الدارسون ما مال اليه القدامى من نسبتها ما بين عامى 70 ، 90 م ، و مال الأغلبية إلى نسبتها بالشكل الحالى إلى المنتصف الأول من القرن الثانى أو بعد ذلك بقليل (1) ، دون أن ينكروا وجود بعض فقرات ترجع إلى سنة 50 – 70 م

لا يمكن أن ترجع إلى عصر الرسل للأسباب

لا تحمل اى تلميح عن التهودية – المشكلة الرئيسية فى عصر الرسل

تجميع مثل هذه القوانين الرسولية تعنى شيئا من الاستقرار الكنسى ، أى بعد كرازة الرسل

خلال التفاصيل الواردة بالديداكية يظهر أن عصر الرسل إنتهى

اعتمد كثيرا على إنجيل متى فلا يكون قد جمعها قبل عام 90 م

غير ان الديداكية تحمل شهادة داخلية أنها جمعت فى عصر مقارب جدا للرسل ، نذكر منها

التعميد فى ماء جار ، و ذلك فى عهد الرسل و القرن الثانى ، كما أن الليتورجيا الواردة فى الفصول 7 تشير إلى بساطة العبادة التى كانت فى القرن الثانى

بساطة اللغة الزائجة ، التى اتسمت بها كتابات ما بعد الرسل مباشرة . كما أن لغتها تكشف عن التحول ما بين كتابات العهد الجديد و الكتابات الكنسية

لا نجد بها آثارا لنص قانون إيمان أو تقنين للعهد الجديد ، و لا يزال الأنبياء يقدسون الافخارستيا .. الآمور التى تكشف أنها قبل نهاية القرن الثانى

جاء وضعها فى المخطوط ما بين الرسائل الاكلندية ورسائل اغناطيوس ، ربما أراد الناسخ أن يشير على تاريخها ما بين اكليمندس الرومانى و قبل اغناطيوس ، خاصة و أن النظام الكنسى الوارد بها يكشف أن الوارد بها يكشف أنه سابق لما ورد فى رسائل اغناطيوس

مكان الكتابة

رأى البعض أنها سورية الأصل ، وذلك بسبب علاقتها بالقوانين الرسولية

Apostolic Constitutions السريانية الأصل

نسبها البعض لفلسطين بسبب غياب تعاليم الرسول بولس . و نسبها آخرون إلى بلاد اليونان وآسيا الصغرى . إلا أن كثيرين ( 1) راوا أنها مصرية وذلك للأسباب

تشابهها مع رسالة برناباس ( 100 – 120 ) ، التى إستخدمت أسلوب " الطريقين ، فى الرسالة ( فصول 18 – 20 )

وورد أسلوب " الطريقين " فى كتابات مصرية أخرى مثل " النظام الكنسى الرسولى "

Apostolic Ch . Order الذى عرف بالنظام الكنسة المصرى ( 2) كما وردت فى سيرة الانبا شنودة ( القرن الخامس )

من المتحمل – و ليس من المؤكد – أ، اكليمندس الاسكندرى عرف الديداكية )

أخذ الأسقف المصرى سرابيون ( القرن الرابع ) مقتطفات منها فى صلواته الافخارستية

الديداكية و الكتابات الآبائية الأولى

رأينا إرتباط الديداكية برسالة برنابا فى تعليم " و الطريقين " ، و قد جاءت الآراء المتضاربة : هل أخذت الديداكية عن برنابا أم العكس ؟ غير أن الرأى السائد أن الاثنين أخذا هذا التعليم من مصدر مستقل شكله المسيحيون بما يليق بالفكر المسيح ، كل واحد حسبما يرى )

حاول البعض ربط الديداكية بكتاب " الراعى " الهرماس ، دون أن يصلوا إلى نتيجة محددة ، غير أن بعض العبارات جاءت متشابهة فى النصين ، لكن لا يوجد إلا عبارتين جاءتا حرفيتين

حملت القوانين الرسولية Apoatolic Constitutions ( 7 : 1 – 32 ) أكثر من نصف ما ورد فى الديداكية ، غالبا بذات الترتيب مع تشابة قوى فى العبارات . أما العبارات التى لم ترد ، فعلى أغلب الأحوال كانت قد فقدت ارتباطها بالقرن الرابع )

نص الدايداكية

الطريقان " الدستور الأخلاقى "

تعليم الرب للأمم بواسطة الإثنى عشر رسولا

يوجد طريقان : أحدهما للحياة و الآخر للموت لكن الفارق بين الطريقين عظيم .

طريق الحياة هو هكذا

أولاً ، أحبب الله الذى خلقك

ثانياً ، حب قريبك كنفسك

مالا تريد أن يفعله الناس بك لا تفعله أنت بالآخرين

إليك ما تحمله هذه الأقوال من تعليم

باركوا لاعنيكم ، صلوا من أجل أعدائكم ، و صوموا من أجل مضطهديكم

لأنه أى فضل لكم إن أحببتم الذين يحبونكم ؟

اليس الوثنيون يفعلون ذلك ؟!

أما أنتم فأحبوا مبغضيكم ، فلا يكون لكم عدو

إبتعدوا عن الشهوات الجسدية الزمنية ( عالمية )

" من لطمك على خدك الأيمن فحول له الآخر أيضاً " ، و كم كاملاً

من سخرك ميلا فأمش معه إثنين

من أخذ ثوبك فاعطه رداءك أيضاً

من أخذ مالك فلا تطالبه به ، لأنك لا تستطيع

كل من سألك فأعطه بغير مقابل

فإن الآب يريد أن يشترك الكل فى نعمنا

طوبى للذي يعطى حسب الوصية ، إذ هو بلا لوم

ويل لمن يأخذ بغير إحتياج

إن أخذ أحد عن عوز يحسب بلا لوم

أما إن أخذ عن غير عوز فسيعطى حسابا عن السبب و الهدف اللذين من أجلهما أخذ

إنه يلقى فى السجن ، و يسأل عن مسلكه ، و لا يخرج من هناك حتى يوفى الفلس الأخير

لكن قيل أيضاً فى هذا الصدد : ليبتل إحسانك بعرق يديك ، حتى تعرف لمن تعطى

الوصية الثانية للتعليم

لا تقتل ، لا تزن

لا تفسد صبيان ، لا تبغ ، لا تسرق ، لا تمارس السحر و لا تذهب لعرافه ، لا تقتل طفلا بالإجهاض و لا تقتل طفلاً حديث الميلاد

لا تشته مال قريبك

لا تحلف ، و لا تشهد بالزور

لا تنطق بكلمة إفتراء و لا تحمل حقداً

لا تكن متقلب الرأى و لا منافقاً ، فإن النفاق شراك الموت

لا يكن كلامك كاذبا و لا تنطقه باطلا ، بل دعمه بالعمل

لا تكن جشعاً و لا طماعاً و لا مرائياً . لا تكن شريراً و لا متكبراً . لا تفكر سوءاً بقريبك

لا تبغض أخداً ، لكن إنذر البعض وصل لأجل البعض ، أحبب الآخرين أكثر من نفسك

 

يا بنى ، إهرب من كل شر ، و من كل ما على شاكلته

لا تمل إلى الغضب ، فإن الغضب يقود إلى القتل

و لا تكن حسوداً و لا مخاصماً و لا حاد الطبع ، فإن هذه كلها تلد الجرائم

يا بنى ، لا تكن شهوانيا ، فإن الاشتهاء يقود إلى الزنا و لا تكن ناطقا بكلام بذى ، ولا عينيك شريرة فإن هذا كله يلد زنا

يا بنى لا تتفاءل ، فإن هذا يقود إلى عبادة الاصنام احترس من الرقى ، ومن حسابات المنجمين ، و من الشعوذات التطهيرية . أرفض حتى رؤية هذه الممارسات ، فإن هذه كلها تلد عبادة أصنام

يا بنى ، لا تتذمر ، فإن هذا يقود على التجديف ، لا تكن وقحاً و لا سئ النية ، فإن هذه تلد التجديف

لكن كن وديعا ، فإن الودعاء يرثون الأرض )

كن طويل الأناة ، رحيما ، بلا مكر ، هادئا ، صالحا ، ترهب التعليم الذى تتلقاه )

لا تتفاخر (3) ، و لا تستسلم المزمور ، لا تلتصق نفسك بالمتكبرين بل عاشر الصديقين و المتواضعين

تقبل الأحداث التى تحل بك كأنها خير ، عالما أنه ليس شئ يحدث بدون إذن الله )

يا بنى ، تذكر ليلا و نهارا ذاك الذى يحدثك بكلام الله (1) أكرمه كما تكرم الرب )

لأنه حيث يكرز بالتعليم الربانى يكون الرب موجوداً

إسع يوما فيوم نحو القديسين لتجد فى كلامهم تعزية

لا تثر انقسامات ، بل وطد السلام بين المتخاصمين . أحكم بالعدل و لا تنظر الوجوه فى انتهارك المعاصى

لا تتردد فى قرارك بين هذا وذاك

لا تبسط يديك للأخذ و تطبقهما عند العطاء )

ان كنت تملك شيئا من تعب يديك فقدم عتقا عن خطاياك ( بالعطاء

لا تتردد فى العطاء ، و إذا أعطيت فلا تتذمر ، فستعرف من هو المجازى خيرا

لا تصرف محتاجا . أقتسم كل شئ مع أخيك (5) و لا تقل أن لك مالا خاصا بك

فإن كنتم تقتسمون الخيرات الخالده فكم بالحرى الفانيات ؟ )

لا ترفع يدك عن إبنك أو إبنتك ، بل علهما مخافة الله منذ نعومة أظافر هما

لا تنتهر ( بمرارة ) عبدك أو امتك . اللذين يترجان الله الهك ، لئلا يفقدا مخافة الله ، الذى هو فوق الكل ( ، وليس عنده محاباة الوجوه ، بل يدعو من هيأهم الروح

و أنتم أيها العبيد أطيعوا سادتكم فى اتضاع و مخافة كما الله )

إبغضوا كل رياء و كل ما لا يرضى الرب

لا تترك وصايا الرب ، بل إحفظها كما تسلمتها بغير زيادة او نقص)

إعترف بمعاصيك فى الجماعة ، و لا تقرب الصلاة بضمير شرير . هذا هو طريق الحياة

أما طريق الموت فهكذا

اولا ، أنه شرير ، مملوء لعنة : قتل ، زنا ، شهوات ، فجور ، سرقة ، عبادة أصنام ، اعمال سحر ، عرافة ، اعتصاب ، شهادة زور ، رياء ، نفاق ، خداع ، كبرياء ، إساءة ، قحة ، طمع ، كلام باطل ، حسد ، عجرفة ن ترف ، إفتخار

2-مضطهدوا الخير ، مبغضوا الحق ، محبوا الكذب ، لا يعرفون مكأفاة البر ، غير ملتصقين بالصلاح (19 و لا يالحكم العادل ، يسهرون لا على صنع الخير بل فعل الشر ، بعيدون عن الوداعة و الصبر ، محبون للأباطيل ، مطاردون المكافأة ، لا يرحمون الفقير ، ولا يعملون من أجل الحزين لا يعرفون خالقهم . قاتلوا أطفال ، مفسدوا خليفة الله . يتحولون عن المحتاج ، ويظلمون الحزانى ، يدافعون عن الغنى و يحكمون بالظلم على الفقير ، إنهم خطاة تماماً . أيها الأبناء ، تحرروا من هذه كلها

إحذر أن يضلك أحد عن هذا الطريق للتعليم ، أنه يعلمك خارجا عن الله

إذا استطعت أن تحمل كل نير الرب تصبح كاملا(2) أما إذا لم تستطع فافعل قدر طاقتك

أما عن الطعام ، فاحتمل قدر إستطاعتك ، و امتنع عما قدم للأوثان تماما ، فإنها عبادة لآلهة ميتة )

الحياة الليتورجية و السرائرية

العماد

أما عن العماد ، فعمدوا هكذا : بعدما تعلمون كل ما تقدم ، عمدوا باسم الآب والآبن و الروح القدس بماء جار ( حى )

فإذا لم يكن هناك ماء جار فعمد بماء آخر . إذا لم تستطع أن تعمد بماء بارد فعمد بماء دافى

إذا كنت لا تملك كليهما فأسكب الماء (2) فوق الرأس ثلاثاً ، باسم الآب و الابن و الروح القدس

قبل العماد فليصم المعمد و المعمد ومن الغير يستطيع ، أوصى من يريد أن يعتمد أن يصوم يوما أو يومين قبل العماد

الصوم و الصلاة

لا تصوموا مع المرئين (3) فإنهم يصومن اليوم الثانى و اليوم الخامس من الأسبوع ، أما أنتم فصوموا الرابع (الأربعاء ) و الاستعداد ( الجمعه ) )

لا تصلو كالمرائين بل كما أمر الرب فى إنجيله ن صلوا هكذا : " ابانا الذى فى السموات ، ليتقدس أسمك ، ليأت ملكوتك ، لتكن مشيئتك كما فى السماء كذلك على الأرض ، خبرنا اليومى

( الضرورى ) أعطنا اليوم ، و اترك لنا ما علينا كما نترك نحن لمن لنا عليهم ، و لا تدخلنا فى تجربة ، لكن نجنا من الشرير . لا ن لك القوة و المجد إلى الأبد ) "

صلوا هكذا ثلاث مرات فى اليوم )

الافخارستيا

بخصوص الافخارستيا ، يقدم الشكر هكذا

أولا : بخصوص الكاس

نشكرك ( يوخاريستيت ) ، يا ابانا ، من أجل الكرمة المقدسة التى لداود خادمك ، لقد أعلنتها لنا بيسوع إبنك ( خادمك) (4) المجد لك أبد الدهور

ثم بخصوص الخيز ( كلازما ) (5) المكسور

 

نشكرك يا أبانا ، من أجل الحياة و المعرفة ، اللتين أعلنتهما لنا بيسوع إبنك ، المجد لك أبد الدهور

كما أن هذا الخبز المكسور ، كان مرة مبعثرا على التلال ، و قد جمع ليصير ( خبزا ) واحداً ، كذلك إجمع كنيستك ، من أقاصى الأرض ، فى ملكوتك ! لك المجد و السلطان بيسوع أبد الدهور

لا يأكل أحد أو يشرب من أفخارستيتك ( ذبيحة شكرك ) ، إلا الذين عمدوا باسم الرب

ففى هذا يقول الرب " لا تعط القدس للكلاب )

بعدما تشبعون 02) ، أشكروا هكذا

2-نشكرك ايها الآب القدوس ، من أجل إسمك القدوس ، الذى أسكنته فى قلوبنا ، و من أجل ما اعلنته لنا ، من معرفة و غيمان و خلود . بيشوع إبنك ، المجد لك أيها السيد القدير ، خلقت الكون للاشادة بذكر إسمه ، وأعطى البشر الغذاء و الشراب و التلذذ حتى يشكروه . ولكنك كافأتنا نحن بغذاء وشراب روحيين ، و بالحياة الابدية ، بيسوع إبنك

نشكرك فوق كل شئ ، لأنك قدير ، المجد لك أبد الدهور . آمين

اذكر يا رب كنيستك ، خلصها من كل شر و اجعلها كاملة فى حبك ، إجمعها من الرياح الأربع ، هذه الكنيسة التى تقدسها فى ملكوتك الذى أعددته لها . لك السلطان و المجد أبد الدهور . آمين

تعال ايها الرب (1) ، و ليعبر هذا العالم . أمين أوصنا لإله داود ! من كان مقدسا فليقترب ، و من لم يكن هكذا فليتب ! ماران آثا (2) . آمين

اتركوا الأنبياء يشكرون كما يريدون )

(بخصوص العطور ، أشكروا هكذا : أيها الآب نشكرك على العطر الذى عرفتنا به بواسطة يسوع إبنك لك المجد إلى الابد . آمين )

الترتيبات و التنظيمات الكنيسة

المعلمون و الرسل و الانبياء

من جاء و علمكم بكل ما سبق اقبلوه

أما إذا ( علم ) هكذا : أن يزيد البر و تزيد معرفة الرب ، فاقبلوه كما الرب

اما عن الرسل و الأنبياء ، فتصرفوا بحسب تعليم الإنجيل ، هكذا

اقبلوا كل رسول يأتيكم كالرب )

غير أنه يحب الا يمكث أكثر من يوم ، و عند الضرورة يبقى يوما أمرا إذا بقى ثلاثة أيام فهو بى كاذب

عند انصرافه لا يقبل الا ما يكفيه من حبز الى أن يجد له مأوى . أما ان طلب مالا فهو نبى كاذب

لا تجربوا و لا تنتقدوا نبيا يتكلم بالروح ، لأن كل خطية تغفر الا هذه الخطية )

لكن ليس كل من يتكلم بالروح نبيا ، بل الذى يسلك طرق الرب . من سلوكهم يعرف النى الكاذب من النبى الحقيقى

كل نبى مجرب بحق ، يعمل سر الكنيسة فى العالم ، و مع ذلك لا يعلم الآخرين أن يفعلوا ما يصنعه هو ، لا يدان منكم بل دينونته من الله . فإنه هكذا تصرف الأنبياء القدماء

لكن من يقول بالروح : اعطنى مالا أو شيئا آخر ، فلا تسمعوا له أما اذا طلب من أجل ألاخرين المحتاجين فلا تدينوه

كل من يأتيكم باسم الرب اقبلوه (2) ، بعد ذلك اختبروه و اعرفوه لتميزوا اليمين عن اليسار

فإن كان الآتى عابر سبيل اعينوه قدر استطاعتكم ، و لا يبقى عندكم اكثر من يومين أو ثلاثة عند الضرورة

اذا اراد ان يمكث عندكم كصاحب مهنة فليعمل ليأكل )

أما اذا لم يكن صاحب حرفة ، فوجهوه أنتم لكيلا يعيش بينكم كمسيحى عاطلا

اذا لم يرد أن يعمل فهو متاجر بالمسيح (1) احترزوا من أمثاله

كل نبى حقيقى يريد البقاء معكم " يسحق طعامه ) "

كذلك المعلم الحقيقى يستحق كالعامل طعامه . )

خذ باكورة نتاج معصرتك و بيدرك و مواليد ابقارك و اغنامك و قدمها للأنبياء لانهم رؤساء كهنتك

ان لم يكن لكم نبيا ، فاعطه للفقراء

ان خبزت ، فقدم باكورته حسب الوصية

اذا فتحت و عاء خمرك أو زيتك ، اعط باكورته للأنبياء

كذلك مالك ( فضتك ) و ثيابك وكل ممتلكاتك ، خذ الباكورة – كما تحسن فى عينيك – و قدمها حسب الوصية

فى يوم الرب ، اجتمعوا معا لتكسروا و الخبز و تشكروا ، لكن اولا اعترفوا بخطاياكم لكى تكون ذبيحتكم طاهرة

على أى الأحوال ، من كان على خلاف مع إخيه فلا يشترك فى اجتماعكم قبل أن يتصالح ، فلا تكن ذبيحتكم مدنسة

لأن هذا ما قاله الرب ، " فى كل مكان و فى كل زمان ، تقرب لأسمى تقدمه طاهرة ، لأنى ملك عظيم ، يقول الرب ، و اسمى مهيب بين الأمم )

أقيموا لكم أساقفة و شمامسة جديرين بالرب ، رجالا ودعاء ، غير محبين للمال ، مستقيمين و مجربين ، فإنهم يقومون عندكم بخدمه الأنبياء و المعلمين

لا تحتقروهم لأنهم الرجال المكرمون بينكم مع الأنبياء و المعلمين

و بخوا بعضكم بعضا لا بحدة بل بسلام كقول الانجيل (2) ، اذا اهن احد قريبه فلا يكلمه احد و لا يسمع منكم كلمة حتى يتوب

اقيموا صلواتكم و قدموا صدقاتكم و افعلوا كل شئ حسب انجيل ربنا

باروسيا الرب

اسهروا على حياتكم ، و لا تدعو مصابيحكم تنطفئ ، و لا أحقاءكم تنحل ، بل كونوا مستعدين دائما لانكم لا تعرفون الساعة التى يأتى فيها ربنا )

يليق بكم ان تجتمعوا دائما و تطلبوا ما يخص نفوسكم ، لأنه لا ينفعكم طيلة زمان ايمانكم ان تكونوا كاملين فى اللحظة الخيرة

ففى الأيام الأخيرة يكثر الأنبياء الكذبة و المفسدين و تتحول النعاج الى ذئاب (2) و المحبة الى كراهية

اذ يزداد الاثم يكره الناس بعضهم بعضا ، و يضطهدون بعضهم بعضا ويطردون بعضهم بعضا

عندئذ يظهر مضلل العالم (5) كابن الله (6) و يصنع ايات و عجائب (7) ، و تصبح الارض فى قبضة يديه ، و يرتكب آثاما لم يحدث مثلها منذ البدء

عندئذ تدخل الخليقة نار الاختبار ، و يتعثر كثيرون و يهلكون . أما الذين يثبتون فى ايمانهم فيخلصون ( من اللعنة

عندئذ تظهر علامات الحق : اولا علامة السموات مفتوحة ثم علامة صوت اليوق

ثالثا قيامة الموتى ، ليس جميعهم

لكن كما قيل : سيأتى الرب و معه جميع قديسيه (3) ، و سينظر العالم الرب آتيا على سحب السماء

 

أضف تعليق


كود امني
تحديث

تم التطوير بواسطة شركة ايجى مى دوت كوم
تصميم مواقع مصر - ايجى مى دوت كوم