الكتاب المقدس ومكانته فى الكنيسة لنيافة الأنبا أشعياء

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 

الكتاب المقدس وعلاقته بالكنيسة:
† الكتاب المقدس بالنسبة للكنيسة... هو المنهج الذى تكرز به الكنيسة للخليقة كلها... لذلك قال الرب يسوع المسيح لتلاميذه قبل صعوده إلى السماء: "اذهبوا إلى العالم اجمع. واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها..." (مر 15:16).
ثم استكمل القديس مرقس فيقول: "وأما هم فخرجوا وكرزوا فى كل مكان. والرب يعمل معهم، ويثبت الكلام فى الآيات التابعة. أمين" (مر 15:16،20).

وأيضاً فى سفر التثنية يقول الرب: "فضعوا الكلمات هذه على قلوبكم ونفوسكم. واربطوها علامة على أيديكم. ولتكن عصائب بين عيونكم. وعلموها لأولادكم. متكلمين بها حين تجلسون فى بيوتكم. وحين تمشون فى الطريق. وحين تنامون. وحين تقومون. واكتبها على قوائم أبواب بيتك" (تث 18:11-20)
† وبناءً على ذلك تكون الكنيسة هى المنادية والكارزة لهذا الإنجيل... لذلك نسميها (الكرازة المرقسية...) ونسمى رأس هذه الكنيسة المنظور على الأرض (بابا الإسكندرية... وبطريرك الكرازة المرقسية).
تعالوا نتعلم...


† قداسة البابا شنوده الثالث. أطال الله حياته. رأس الكنيسة. معلم المسكونة. الكاروز الإنجيلى. نجد قداسته عندما يجلس فى حوار لاهوتى أو عقيدى... نراه يصطحب الكتاب المقدس ويضعه أمامه... ويقلب صفحاته بمعرفة واضحة.
† ويؤكد بالكتاب المقدس صحة وثبات كل مفهوم لاهوتى بالكنيسة الأرثوذكسية.
† ويؤكد بالكتاب المقدس سلامة وصلابة عقيدة الكنيسة الأرثوذكسية.
† كما يؤكد أيضاً بالكتاب المقدس نقاوة وعمق تعاليم الكنيسة الأرثوذكسية... تعالوا نتعلم من قداسة البابا... معلم المسكونة. والكاروز الإنجيلى.
وهنا نطرح سؤال هام هو :
هل الكنيسة سبقت الإنجيل؟!.. أم أن الإنجيل هو الذى سبق الكنيسة؟!
أو بمعنى آخر هل الكنيسة هى التى أعطتنا الإنجيل أم أن الإنجيل هو الذى أعطانا الكنيسة؟
الإجابة :
أ- من المعروف أننا لا نستطيع أن نفرق بين الكنيسة والكتاب المقدس، أو نفصل بينهما... لأن كنيستنا القبطية إنجيلية حتى النخاع... وكتابية الطقس والعقيدة والروحانية.
ب- كل الكتاب هو موحى به من الله... وعليه فالذى كتب الكتاب المقدس من أوله الى أخره، هو الروح القدس... "عالمين هذا أولاً أن كل نبوة الكتاب ليست من تفسير خاص لأنه لم تأتى نبوه قط بمشيئة إنسان بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس" (2بط 20:1-21).
ج- فالرجال الذين كتبوا الكتاب المقدس مسوقين بالروح القدس، هم الذين أرسلهم الله كأنبياء فى العهد القديم. واختارهم الرب يسوع المسيح رسلاً فى العهد الجديد... وهم بأنفسهم الذين أسس الرب بهم كنيسة العهد الجديد... وهم بأنفسهم أيضا الكارزين بالإنجيل للخليقة كلها كقول الرب لهم: "اذهبوا الى العالم اجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها" (مر 15:16) لذلك يقول القديس باسليوس الكبير: "أن الكنيسة هى صوت الإنجيل الحىّ".
د- الكنيسة هى الإناء الذى أعده الله ليحفظ فيه كلمته، التى هى الكتاب المقدس.
† الكنيسة هى الكرمة، التى غرسها الرب بيده وسقاها ماء الحياة، التى هى كلمات الكتاب المقدس.
† وعليه أن نؤكد القول... أننا لا نستطيع أن نفرق بين الكنيسة والكتاب المقدس، أو نفصل بينهما... كما نستطيع أن نقول بكل صراحة ووضوح "من لا تكون الكنيسة أمه.. فالله ليس أبوه.. ولا الكتاب المقدس معلمه ومرشده".

2- الكتاب المقدس ومفهوم الكنيسة عنه:
فالكنيسة تعتبر الكتاب المقدس أنه كتاب الكتب، ومعلم المعلمين، الموحى به من الله...
† تسميته بالكتاب المقدس ليست من وضع البشر، بل هى تسمية من الروح القدس: "وأنك منذ الطفولية تعرف الكتب المقدسة..." (2تى 15:3).
† "هو إنجيل الله الذى سبق فوعد به أنبياءه فى الكتب المقدسة" (رو 1:1،2).
† كاتبه هو الروح القدس... "عالمين هذا اولاً أن كل نبوة فى الكتاب ليست من تفسير خاص لأنه لم تأتى نبوه قط بمشيئة إنسان بل تكلم الله القديسون مسوقين من الروح القدس" (2بط 20،21).
† هو روح وحياه.
† "نافع للتعليم - والتوبيخ - للتقويم والتأديب. ليرفع الإنسان إلى حياة الكمال ويكون مستعد لكل عمل صالح" (2تى 16:3).
† الكتاب المقدس عجيب حقاً... يحوى 73 سفراً استغرقت كتابتها نحو 1500 سنة - اشترك فى هذا العمل نحو 40 كاتباً متباينين فى الثقافة - فمنهم الملك كداود وسليمان، وراعى الغنم كعاموس، والكاهن كزكريا، والنبى كصموئيل واشعياء وارمياء، والمشرع كموسى، والقائد كيشوع، وصياد السمك كبطرس ويوحنا، والفيلسوف كبولس، والطبيب كلوقا - كما كُتب فى أماكن متفرقة.
† وبعد كل هذا التباين فى شخصيات كُتاب الكتاب المقدس، وأماكن وأزمنة كتابتهم فإن أسفاره الـ 73 تؤلف كتاباً واحداً.. واحد فى الروح والموضوع والهدف...
ولا عجب فى ذلك، فالذى ألهم الجميع فى كتابته هو الروح القدس الواحد.
† الكتاب المقدس.. فيه جمال وروعه. وقوة تأثير - فيه حلاوة نادرة، وعزوبة لا توصف - له سلطان لا يُغلب - ورهبة مقدسة - تقرأه كل يوم بلذة جديدة... لذلك لا نمله ولا نستثقله.
† الكتاب المقدس لجميع الناس قاطبة، مهما اختلفت جنسياتهم وبيئاتهم، ومهما تباينت لغاتهم.
† يلائم كل العصور... وهو أقدم الكتب، ومع ذلك فهو حديث كل يوم. تعتمد الكتب الأخرى فى دعوتها على الأساطير، والخيال المستمد من الحياة المادية والغرائز، والانفعالات السائدة فى المجتمعات التى تتواجد بها. بينما الكتاب المقدس يعتمد على الوحى الإلهى، الصادر من الله مباشرة لرسالة ضرورية لازمة للبشر.
† تختلف الكتب الأخرى من مذهب الى آخر.. فمثلاً ما يدعو إلى إشباع حاجة
نفسية أو غريزة جسدية - ومنها ما يهدف إلى فائدة عينة من الناس على حساب غيرها...
† أما الكتاب المقدس فيهدف إلى بناء النفس البشرية، والسمو بها وخلاصها الأبدى.
† تتغير تعاليم الكتب الأخرى من عصر إلى أخر، ومن بيئة إلى أخرى، تبعاً لاختلاف حضارة وثقافة ذلك العصر أو تلك البيئة.
† بينما تعاليم الكتاب المقدس ثابتة لا تتغير، فهى تتلائم مع كل نفس، فى كل زمان ومكان.
† تعاليم الكتب الأخرى يكتنفها السذاجة والبدائية والغموض.. بينما تعاليم الكتاب المقدس سهلة الأسلوب واضحة المعانى تسد :
- حاجة العقل إلى الحقيقة...

- وحاجة الإرادة إلى الخير...
- وحاجة الروح إلى الغذاء والامتلاء...

- وحاجة النفس إلى السلام والاطمئنان...
† تفرض الكتب الأخرى قيوداً على العقل البشرى، فلا يستطيع التحرر منها ويظل جامداً... أما الكتاب المقدس يدعو إلى التحرر الفكرى فى المسيح يسوع، والنمو الروحى من أجل خلاصنا الأبدى.
† فى الكتاب المقدس نلاحظ تدرجاً منهجياً فى الوصايا الأدبية والتشريعية. فيبدأ مع الإنسان الأول بالوصايا الشفهية وناموس الضمير، ثم ينتقل إلى الناموس الكتابى (عهد قديم).
ثم جاء السيد المسيح لينقل البشرية إلى النعمة والتبنى، ويعتمد الإنسان فى سلوكه على عناية وإرشاد الروح القدس.
الكتاب المقدس يحتل مكان الصدارة فى الكنيسة.. وبؤرة الشعور.. ومركز القلب.. وصمام الأمن.. وهو القائد لتراث الكنيسة العريض والضخم.. هو المُلهمِ والراعى لهذا التراث.. وهو الرقيب، والضابط والحارس والحاكم لهذا التراث.
† التقليد المتبع فى المجامع المسكونية أو الإقليمية المحلية، هو أن يضع الأساقفة الكتاب المقدس أمامهم فى مكان بارز - ولا تعارض معه - وبناء عليه تصدر القرارات متفقة مع الكتاب المقدس والتقليد، فى وحدة روحية لا تنفك ولا تنحل أبداً.
أولاً: الكتاب المقدس ومكانته فى الكنيسة من خلال عبادتها وطقوسها :
1- بشارة الإنجيل موضوعة على المذبح دائماً... ومرفوعة على الرؤوس حينما يتلى الإنجيل فى الكنيسة.. ونقبلها بتوقير شديد.
2- الإنجيل له مكان خاص أمام الهيكل، محاط بالأنوار وهى المنجليه.
3- أوشية الإنجيل وهى طلبة خاصة، يصليها الكاهن قبل قراءة الإنجيل - يطلب فيها بركة للشعب، وقوه لتتميم الوصايا وطاعتها، وأن يثمروا فيها (ثلاثون وستون ومائة).
4- إضاءة الشموع والأنوار وقت قراءة الإنجيل... ليفهم الجميع أنه نور الحياة، والطريق الذى يضئ ذهن البشر.
5- نداء الشماس قبل قراءة الإنجيل لكل من فى الكنيسة: (قفوا بخوف من الله وانصتوا لسماع الإنجيل المقدس... إلى أخره).
6- وضع الإنجيل فى الأساسات عند بناء الكنائس.
7- فى العصور الأولى للمسيحية كانت القراءات فى الكتاب المقدس مطوله، ومن العهدين. ويؤكد هذا القديس يوستينوس الشهيد أن يذكر ضمن طقوس القداس الإلهى (يقف القارئ فى الوسط فى موضع عالى ويقرأ من كتب موسى ويشوع.. و.. و.. ويرتل قارئ آخر من تسبيحات داود. وبعد ذلك يقرأ قارئ آخر من كتاب أعمالنا ومن رسائل بولس. وبعد ذلك فليقرأ قسيس أو شماس الإنجيل).
8- لا توجد عبادة فى الكنيسة ولا يوجد طقس من طقوس الكنيسة، إلا ويحتوى على قراءات إنجيلية متعددة من العهد الجديد، وكذلك من العهد القديم.
† فى القداس الإلهى الواحد يتم قراءة تسعة فصول من الكتاب المقدس: مزمور وإنجيل فى كل من رفع بخور عشية - رفع بخور باكر - ثم البولس والكاثوليكون والابركسيس.
† فى الصوم الكبير وصوم نينوى تقرأ النبوات من العهد القديم فى رفع بخور باكر.
† فى أسبوع الآلام تقرأ كميات ضخمة من العهدين بطريقة رائعة، تناسب أحداث الآلام المجيدة يوماً بيوم وساعة بساعة.
† فى صلوات اللقان (الغطاس - خميس العهد - عيد الرسل) نجد قراءات كثيرة من العهدين.
† فى صلوات التدشين (الكنائس – المذابح – المعموديات – الأوانى – الأيقونات.. الخ) فيها قراءات كثيرة جداً من العهدين.
† فى السيامات (سيامة الرهبان والراهبات) فيها قراءات من العهدين...
† فى صلوات التجنيز للاكليروس بكل رتبه، والشعب بكل فئاته وجنسه، نجد قراءات من الكتاب المقدس.
ثانياً: الكتاب المقدس ومكانته فى الكنيسة من خلال الليتورجية وصلواتها :
† كل صلوات الكنيسة وخصوصاً القداس الإلهى، فكل عباراته التى يتكون منها القداس الإلهى مأخوذة ومقتبسه من كلمات الكتاب المقدس بعهديه.
† فى صلاة الصلح بالقداس الإلهى، تعلن الكنيسة خلق الله للإنسان على غير فساد، كما جاء فى سفر التكوين عن خلق الإنسان، ونقول أيضاً: أنه بالخطية دخل الموت إلى البشر حسب ما جاء فى سفر التكوين، عن شجرة معرفة الخير والشر (تك 17:2). وبمجىء ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح هدم الموت وأعطى الإنسان الحياة مرة أخرى، كما يقول العهد الجديد: "كما فى ادم يموت الجميع هكذا فى المسيح سيحيا الجميع" (1كو 22:15).
† تكملة صلاة الصلح بتسبحة الملائكة أثناء ولادة السيد المسيح له المجد "المجد لله فى الأعالى وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة" (لو 14:2). إنها نصوص إنجيلية: تتكون منها صلوات القداس الإلهى.
† وباقى صلوات القداس.. تجسد وتأنس.. تألم ومات وقبر.. قام فى اليوم الثالث.. صعد إلى السموات.. جلس عن يمين أبيه... يأتى ليدين الأحياء والأموات.. ويجازى كل واحد حسب أعماله. كلها أحداث مقتبسه من الكتاب المقدس.
† الكنيسة فى صلوات القداس الإلهى تصنع ما صنعه السيد المسيح له المجد تماماً، كما جاء فى الكتاب المقدس.. أخذ خبزاً على يديه.. وباركه.. وكسره.. وقال خذوا كلوا هذا هو جسدى وهكذا أيضاً الكأس بعد العشاء.. خذوا اشربوا هذا هو دمى.. إنه تسليم حىّ ثابت كما جاء فى الكتاب المقدس.
† فى باقى صلوات القداس الإلهى، ورفع البخور، تصلى الكنيسة صلوات وتطلب الخير من أجل الحكام - الناس - ومن أجل الحيوان والنبات وأهوية السماء..
كلها من روح الكتاب المقدس، وما جاء فيه عن الرب يسوع الذى كان يجول
يصنع خيراً.
† فى صلوات الأجبية كلها من العهدين: فهناك المزامير من العهد القديم، والإنجيل من العهد الجديد والقطع من روح الإنجيل. وهكذا نجد الكتاب المقدس محور كل ليتورجيات الكنيسة وصلواتها.
ثالثاً: الكتاب المقدس ومكانته فى تسبحة الكنيسة :
† لا توجد كنيسة فى العالم مثل الكنيسة الأرثوذكسية، تعتبر الكتاب المقدس هو المنهج لصلواتها وتسابيحها.. وتقتبس منه كل تسابيحها، التى تقدم بها
ذبيحة التسبيح، من خلال الكتاب المقدس بعهديه وتسمو بأرواح المؤمنين الى درجات روحية عالية.
† ففى تسبحة نصف الليل التى تبدأ بعبارة "قوموا يا بنى النور لنسبح رب القوات" تمشياً مع قول الكتاب المقدس: "سبقت عيناى فى وقت السحر لأتلو فى جميع أقوالك".
† وأيضاً فى تسبحة نصف الليل نجد :
- الهوس الأول : يحكى قصة عبور البحر الأحمر كما جاءت فى سفر الخروج.
- الهوس الثانى : مزمور 135.
- الهوس الثالث : قصة الثلاثة فتية كما جاءت فى سفر دانيال.
- الهوس الرابع : مزامير 148، 149، 150.
† وهكذا أيضاً ثيئوطوكيات الأيام وذكصولوجياتها.. فهى تحتوى على شروحات فى غاية الدقة عن رموز العذراء، كما جاءت فى العهد القديم، وقدمها لنا القديس كيرلس عمود الدين منظومة فى إيقاع شعرى رائع، يسبى العقل، ويرتفع بالنفس البشرية إلى عنان السماء.
† وكذلك فى تسبحة كيهك... نجد اقتباسات كثيرة من الكتاب المقدس...
† وهنا نستطيع القول: بأن الكنيسة تقدم للرب ذبيحة التسبيح، من نفس كلماته التى أعطاها لها فى الكتاب المقدس.
رابعاً: الكتاب المقدس ومكانته فى عقائد الكنيسة وأسرارها :
† تقوم عقائد الكنيسة الأرثوذكسية على الكتاب المقدس نصاً وروحاً.. فلا نجد عقيدة فى الكنيسة تقوم على استنتاج عقلى، بعيد عن روح الكتاب المقدس ونصوصه. إذ
لا يوجد إنسان معصوم من الخطأ... لكن الكتاب المقدس وحده له كل العصمة... لذلك نجد عقائد الكنيسة قوية وثابتة، راسخة لا تهتز لا يطرأ عليها القدم
ولا الشيخوخة، لأنها تقوم على الكتاب المقدس.
† العقيدة الأرثوذكسية تقوم أيضاً على الكتاب المقدس ككل... فلا تستريح الكنيسة على أسلوب الآية الواحدة، أو الاعتماد على نص واحد، أو بضعه نصوص، يربطها البعض بإفتعال واضح لتدعيم فكرهم الشخصى المنحرف، بل نجد أن الكنيسة تأخذ الكتاب المقدس ككل، فى وحدة واحدة لا تتجزأ... وأسست عليه كل عقائدها... فمثلاً :
1- عقيدة التجسد :
† "عظيم هو سر التقوى الله ظهر فى الجسد" (1تى 16:3).
† "والكلمة صار جسداً وحل بيننا" (يو 14:1).
† "أما أنت يا بيت لحم افراتة... فمنك يخرج لى الذى يكون متسلطاً على إسرائيل، ومخارجه منذ القديم منذ أيام الأزل" (مى 2:5).
2- عقيدة الفداء :
† "متبررين مجاناً بنعمته بالفداء الذى ليسوع المسيح" (رو 24:3).
† "ابن الإنسان قد جاء لكى يطلب ويخلص ما قد هلك" (لو 10:19).
† "ليس بأحد غيره الخلاص..." (أع 12:4).
3- عقيدة التثليث والتوحيد :
† "الذين يشهدون فى السماء هم ثلاثة: (الآب والكلمة والروح القدس، وهؤلاء الثلاثة هم واحد)" (1يو 7:5).
† "تلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس" (مت 20:28).
† "نعمه ربنا يسوع المسيح، ومحبة الله، وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم" (2كو 14:13).
4- عقيدة المجىء الثانى :
† "هوذا يأتى مع السحاب وستنظره كل عين، والذين طعنوه" (رؤ 7:1).
† "فإن ابن الإنسان سوف يأتى فى مجد أبيه مع ملائكته، وحينئذ يجازى كل واحد حسب أعماله" (مت 17:6).
† "أن يسوع هذا الذى ارتفع عنكم إلى السماء، سيأتى هكذا كما رأيتموه منطلقاً إلى السماء" (أع 11:1).
5- عقيدة الحياة الآخرة :
† "أنا امضى لأعد لكم مكاناً، وأن مضيت وأعددت لكم مكاناً، أتى أيضاً واخذكم، حتى حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضاً" (يو 2:14،3).
† "تعالوا إلى يا مبارك أبى رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم" (مت 34:25).
† "هوذا تأتى ساعة فيها يسمع الذين فى القبور صوتهم فيخرج الذين فعلوا الصالحات إلى قيامة الحياة والذين عملوا السيئات إلى قيامة الدينونة" (يو 28:5،29).وهكذا كل عقائد الكنيسة قائمة ومؤسسه على الكتاب المقدس بعهديه.
† كما أنه أيضاً نجد أسرار الكنيسة السبعة... منبثقة من الكتاب المقدس سواء ما أمر به الرب للرسل أو كلمتنا عنه أحداث الكتاب المقدس.. فالرب يسوع المسيح قيل عنه بعد القيامة أنه ظل 40 يوماً مع تلاميذه يحدثهم عن الأمور المختصة بملكوت السموات... ومن ضمن هذه الأمور رسم لأسرار الكنيسة السبعة وكذلك يذكر لنا الكتاب المقدس البركات الروحية التى ينالها الإنسان من ممارسه هذه الأسرار. فمثلاً :
1- سر المعمودية :
† "توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا" (أع 38:2).
† "أن كان احد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يعاين ملكوت الله" (يو 5:3).
† "من أمن واعتمد خلص ومن لم يؤمن يدن" (مر 16:16).
كما أنه أيضاً فى هذا السر توصى الكنيسة الاشابين بأن يعلموا المعمدين وصايا الله والكتاب المقدس بعهديه التى هى أنفاس الله..
2- سر الميرون :
† "وأما أنتم فالمسحة التى اخذتموها منه ثابتة فيكم ولا حاجة بكم إلى أن يعلمكم أحد بل كما تعلمكم هذه المسحة عينها عن كل شىء وهى حق وليست كذبا كما علمتكم تثبتون فيه" (1يو 27:2).
† "وأما أنتم فلكم مسحة من القدوس وتعلمون كل شىء" (1يو 20:2).
3- سر التوبة والاعتراف :
† "من يكتم خطياه لا ينجح ومن يقر بها ويتركها يرحم" (أم 23:28).
† "وعندما نفخ السيد المسيح فى وجه تلاميذه قال لهم اقبلوا الروح القدس من غفرتم خطاياه تغفر له ومن أمسكتم خطاياه أمسكت" (يو 22:20،23).
† "توبوا وارجعوا لتمحى خطياكم لكى تأتى أوقات الفرج من عند الرب" (أع 19:3).
4- سر التناول :
† "لأن جسدى مأكل حق ودمى مشرب حق" (يو 55:6).
† "من يأكل جسدى ويشرب دمى يثبت فىّ وأنا فيه" (مت 27:26).
† "من يأكلنى يحيا بى ومن يأكل جسدى ويشرب دمى ليست له حياه" (يو 45:6).
5- سر مسحة المرضى :
† "أمريض احد بينكم فليدع قسوس الكنيسة، فيصلوا عليه ويدهنوه بزيت، باسم الرب، وصلاة الإيمان تشفى المريض، والرب يقيمه، وإن كان قد فعل خطية تغفر له" (يع 14:5،15).
† "ودهنوا بزيت مرضى كثيرين فشفوهم" (مر 13:6).
ففى هذا السر أيضاً توجد كميات كبيرة من قراءات الكتاب المقدس، فى كل صلاة من الصلوات السبعة لهذا السر.
6- سر الزيجة :
† "أيها الرجال أحبوا نساءكم كما احب المسيح الكنيسة أيضاً، وأسلم نفسه لأجلها" (أف 25:5).
† "هذا السر عظيم، ولكننى أقول من نحو المسيح والكنيسة" (أف 32:5).
† "من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته، ويكون الاثنان جسداً واحداً. إذ ليس بعد اثنين بل جسد واحد، فالذى جمعه الله لا يفرقه إنسان" (مت 4:19-6).
7- سر الكهنوت :
† "ولما قال هذا نفخ وقال لهم: اقبلوا الروح القدس، من غفرتم خطاياه تغفر له، ومن أمسكتم خطاياه أمسكت" (يو 22:20،23).
† "الحق أقول لكم كل ما تربطونه على الأرض يكون مربوطاً فى السماء، وكل ما تحلونه على الأرض يكون محلولاً فى السماء" (مت 18:18).
† "من أجل هذا تركتك فى كيريت... لتكمل الأمور الناقصة، وتقيم فى كل مدينة قسوساً كما أوصيتك" (تى 5:1).وهكذا كل أسرار الكنيسة السبعة قائمة ومؤسسه على الكتاب المقدس، وكذلك البركات والعطايا التى وعدنا بها الرب فى كتابه المقدس، من خلال ممارستنا لهذه الأسرار السبعة.
خامساً : الكتاب المقدس فى منهج الكنيسة الروحى وتعاليمها :
† الكنيسة تهدف أساساً من رسالتها وكرازتها ومنهجها الروحى، وتعاليمها الدسمة المستمدة من الكتاب المقدس.. أن تهئ للرب شعباً لميراث ملكوت السموات. فلا عجب أن نجد كلمات الكتاب المقدس هى أساس التعليم فى الكنيسة. وهى المنهج الروحى، لتعد للرب شعباً مختاراً، مهيئاً لميراث ملكوت السموات.لذلك يقول القديس بولس الرسول: "كل الكتاب هو موحى به من الله، ونافع للتعليم والتوبيخ - للتقويم والتأديب الذى فى البر، ليكون إنسان الله كاملاً، متأهباً لكل عمل صالح" (2تى 16:3).
ومن هذه التعاليم الكتابية نذكر على سبيل المثال :
1- طلب ملكوت السموات أولاً :
† "اطلبوا أولاً ملكوت الله وبره وهذه كلها تزاد لكم" (مت 33:6).
† "اطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس" (كو 1:3).
† "اهتموا بما فوق لا بما على الأرض" (كو 2:3).
2- أهمية حياة التوبة :
† "توبوا لأنه اقترب ملكوت السموات" (مت 17:4).
† "توبوا وليعتمد كل واحد منكم... لغفران الخطايا" (أع 38:2).
† "أن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون" (لو 3:13).
3- ضرورة الجهاد :
† "اجتهد أن تقيم نفسك لله مزكى..." (2تى 15:2).
† "قد جاهدت الجهاد الحسن أكملت السعى حفظت الإيمان، وأخيراً قد وضع لى إكليل البر" (2تى 7:4).
† "اقمع جسدى واستعبده، حتى بعد ما كرزت للآخرين، لا أصير أنا نفسى مرفوضاً" (1كو 27:9).
4- الاستناد على نعمه الله فى الجهاد :
† "بدونى لا تقدرون أن تعملوا شيئاً" (يو 5:15).
† "أستطيع كل شئ فى المسيح الذى يقوينى" (فى 13:4).
† "ولكن لكل واحد منا أعطيت النعمة حسب قياس هبة المسيح" (أف 7:4).
5- أهمية الصوم :
† "أزللت بالصوم نفسى" (مز 13:35).
† "قدسوا صوماً نادوا باعتكاف" (يؤ 15:1).
† "ركبتاى ارتعشتا من الصوم ولحمى هزل" (مز 23:109).
† "صام أربعين نهاراً وأربعين ليلة" (مت 2:4).
6- أهمية الصلاة :
† "واظبوا على الصلاة ساهرين فيها بالشكر" (كو 2:4).
† "اسهروا وصلوا لئلا تدخلوا فى تجربة..." (مت 41:26).
† "مكلمين بعضكم بعضاً بمزامير وتسابيح وأغانى روحية... شاكرين كل حين على كل شئ" (أف 19:5).
7- أهمية الصدقة :
† "إن كان أخ وأخت عريانين ومعتازين للقوت اليومى، فقال لهما أحدكم امضيا بسلام استدفئا واشبعا ولكن لم تعطوهما حياة الجسد فما المنفعة.." (يع 18:14).
† "متى صنعت صدقة فلا تعرف شمالك ما تفعل يمينك" (مت 3:6).
8- ضرورة المحبة :
† "أيها الأحباء لنحب بعضنا بعضاً لأن المحبة هى من الله، وكل من يحب فقد ولد من الله، ويعرف الله. ومن لا يحب لم يعرف الله لأن الله محبة.. إن قال أحد أنى أحب الله وابغض أخاه فهو كاذب، لأن من لا يحب أخاه الذى أبصره كيف يقدر أن يحب الله الذى لم يبصره.. إن من يحب الله يحب أخاه أيضاً" (1يو 7:4-21).
9- ضرورة التسليم الكامل لمشيئة الله :
† "لتكن مشيئتك" (مت 10:6).
† "لتكن لا إرادتى بل إرادتك" (مر 36:14).
† "هو الرب ما يحسن فى عينيه يعمل" (1صم 18:3).
10- ضرورة الالتزام :
† "أن لا تنذر خير من أن تنذر ولا تفى" (جا 5:5).
† "فأعطوا الجميع حقوقهم. الجزية لمن له الجزية. الجباية لمن له الجباية. والخوف لمن له الخوف. والإكرام لمن له الإكرام" (رو 7:13).
11- وجوب الصدق :
† "رجل الأكاذيب يطلق خصومه..." (أم 28:16).
† "ليكن كلامكم نعم نعم ولا لا وما زاد على ذلك فهو من الشرير" (مت 37:5).
† "لا تكذب... الشيطان كذاب وأبو كل كذاب" (يو 44:8).
12- ضرورة إنكار الذات :
† "أن أراد احد أن يأتى ورائى فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعنى" (مت 24:16).
† "فإن من أراد أن يخلص نفسه يهلكها ومن يهلك نفسه من أجلى يجدها" (مت 25:16).
13- الدعوة لنكون قدوة صالحة للآخرين :
† "كن قدوه للمؤمنين فى الكلام.. فى التصرف.. فى المحبة.. فى الإيمان.. فى الطهارة" (1تى 12:4).
† "ليروا الناس أعمالكم الحسنة فيمجدوا أباكم الذى فى السموات" (مت 16:5).
14- ضرورة البعد عن العثرة :
† "إن أعثرتك يدك أو رجلك فاقطعها والقها عنك... إن أعثرتك عينك.." (مت 7:18،8).
† "ويل للعالم من العثرات ولكن ويل لذلك الإنسان التى تأتى بواسطته العثرة" (مت 7:18).
ومما سبق يتضح أن الكتاب المقدس هو المنهج الروحى السليم – لذلك تشجع الكنيسة الفرد العادى لقراءة الكتاب المقدس والتأمل فيه - كذلك لم تترك للفرد حرية التفسير والتأمل والاجتهاد، دون الرجوع إلى التقليد الكنسى، وكذلك أقوال وتفاسير الآباء الأولين معلمى الكنيسة الكبار. وعندما وجدنا أن البعض يسمحون لأنفسهم بالتفسير والتأويل والاجتهاد الشخصى فى الكتاب المقدس على هواهم، وفكرهم الخاص بدون هذه الضوابط التى ذكرناها.. وجدنا مئات المذاهب والطوائف بالكنيسة البروتستانتية.. ومن له أذنان للسمع فليسمع.. وهكذا تعاليم سامية ترفع مستوى الإنسان الروحى ليسير فى خوف الله، وقداسة الحق، صانعاً الخير مستعداً لميراث ملكوت السموات.
سادساً : الكتاب المقدس ومكانته فى الدسقوليه :
† الدسقوليه هى قوانين الآباء الرسل... تم وضعها لتنظم بها أمور الكنيسة، وتدبر حياة شعبها... وكان للكتاب المقدس مكانته فى الدسقولية... وعلى سبيل المثال:
† تقول الدسقولية فى الباب الثالث عشر عن اهتمام الأب الأسقف بالكتاب المقدس.
† فى البند ثامناً وليكن الأسقف بلا شر ويكون حىّ القلب فى التعليم، يعلم فى كل وقت - ويتلو ويدرس فى كتب الله - ويتأمل فى الفصول لكى يفسر الكتب بتمييز - ويفسر الإنجيل - ويترجم الناموس والأنبياء – ويوفق تفسير الناموس والأنبياء مع الإنجيل.
† فى البند تاسعاً: قال الرب فتشوا الكتب فإنها تشهد لى – وأيضا موسى كتب من أجلى.
† فى البند الثانى عشر: اهتم بالكلام يا أسقف إن كنت تقدر أن تفسر ففسر كل كلام الكتب... اشبع شعبك وارويه من نور الناموس – فيكون ذلك غنياً من كثرة تعليمك.
† فى البند الثالث عشر: قال الرب استضيئوا بنور المعرفة مادام الرب معكم.
† وتقول الدسقولية أيضاً للشعب فى الباب الأول :
- أولاً: فإذا ما جلست فى بيتك فأقرأ فى الناموس، أو تسبح فى أسفار الملوك والأنبياء، وتتلو بمواظبة فى الإنجيل الذى هو تمام هذه كلها.
- وأيضاً ماذا يعوزك فى ناموس الله حتى تلتفت الى نواميس غريبة. إذا أردت أن تقرأ السير فلك أسفار الملوك - وإذا أردت كتب فلسفية فلك كتب الأنبياء أيوب وسليمان صاحب الأمثال هذه تحصل بها تعليماً حسناً أكثر من كل شئ لأنها كلام الله الحكيم وحده.
- ثانياً: إذا كنت تحب أن تغنى فلك المزامير - وإذا أردت معرفة المواعيد وولادة الأوائل وخليقة العالم فلك التوراة – وإذا أردت معرفة المواعيد الناموسية فلك الناموس المملوء مجداً من الله الأب.
- ابعد بقوة عن كل كلام غريب شيطانى.
- ثالثاً: اقرأ أيضاً أسفار الملوك لتعرف كم من رجل بار ملك ونما من قبل الله، وحفظهم لبشارة الحياة الأبدية.. وكم من الملوك بعدوا بآثامهم. وهلكوا بسرعة بحكم الله العادل وفنيت حياتهم - وعوض الراحة اقتنوا العذاب الأبدى.إذا قرأت هذا فإنك تنمو جداً فى الأمانة – وتنال نمواً وثباتاً فى السيد المسيح الذى أنت صرت له جسداً وعضواً.
سابعاً: الكتاب المقدس ومكانته فى حياة وأقوال الآباء معلمى الكنيسة الكبار : أباء الكنيسة الكبار كانوا إنجيلاً معاشاً.. نهلوا وارتووا من الكتاب المقدس.. تتلمذوا عليه.. واستخلصوا منه كل فضيلة روحية ومارسوها.. لم يدرسوا الكتاب المقدس بهدف الحصول على معلومات.. لكن كان لهم قوتاً روحياً نوراً ومرشداً لهم.. حافظاً وحارساً لهم – شبعوا ونموا بكلماته الدسمة.. ارتقوا وسموا على المادة والجسد.. وعاشوا فى الروح.. وبالجملة كان الكتاب المقدس هو كل شئ فى حياتهم.وهكذا كانت حياتهم ثم جاءت كتاباتهم معتمدة أساساً على الكتاب المقدس.. كتابات اختبروها فى حياتهم.. كتابات وتفاسير دقيقة وسليمة.. وأعتمد الآباء فى كتاباتهم على الكتاب المقدس، واقتبسوا منه نصوص وعبارات لا حد لها، حتى قال البعض: (أنه لو فرض وكان أحد أسفار الكتاب قد ضاع فى طريقه إلينا لأمكننا أن نعيد كتابته من الاقتباسات الكثيرة الواردة فى كتابات الآباء) لم يقدم لنا الآباء دراسات أكاديمية للكتاب المقدس، إنما قدموا لنا تفاسير وكتابات حيه، تنقى الذهن، وتطيب القلب، وتسمو بالروح، وتقوى العقيدة، وتعطى نقاوة فى التعليم. وشاركوا فى خبرة الكنيسة على مدى العصور فى شرح وتفسير الكتاب المقدس، وبذلك تكون الكنيسة عمود الحق وقاعدته.
ومن أمثلة كتابات الآباء الآتى :
1- القديس أوغسطينوس يقول : إننى لا اعرف الكتاب المقدس إلا من خلال الكنيسة... لذلك نحن لا نستطيع أن نفهم الكتاب المقدس خارج شركة الكنيسة الواحدة الجامعة الرسولية .
2- القديس مار اسحق السريانى : إذا أردت أن تدفع نفسك بعيداً عن الانحرافات الخاطئة التى دخلت النفس... فلا شئ يساعد الإنسان على ذلك أكثر من مجد دراسة الكتاب المقدس... ويقول أيضاً قبل أن يمتلئ الإنسان من الروح القدس المعزى، فهو يحتاج الى الكتاب المقدس لكى يحفر الصلاح فى ذاكرته. وأن يحفظ جهاده دائماً. هو الصلاح الذى يتجدد باستمرار فى الكتاب المقدس... ويقول أيضاً أن بداية طريق الحياة هو دائماً تدبير الفكر وفقاً لكلمة الله... فإذا شغلت ذاتك بدراسة كلمة الله فإن هذا يساعدك على النمو فى حياة التجرد. وإذا اقتنيت حياة التجرد فإن هذا سوف يساعدك على النمو فى كلمة الله، وهكذا فان كليهما يؤثر فى الآخر لبناء حياة الفضيلة فى النفس.
3- القديس أثناسيوس الرسولى يقول : (فى كلمات الكتاب المقدس الرب هناك)... يقول أيضاً (بدون القراءة فى الكتب المقدسة الإلهية لا يمكن للذهن أن يدنو من الله).. (الهذيذ فى الكتب المقدسة ينير العقل، ويعلم النفس الحديث مع الله).
4- القديس يوحنا ذهبى الفم يقول : (اتخذ الكتاب المقدس سفينة فى لجة هذه الحياة. وأنشر عليها شراع الإيمان.. فإنك تبلغ المرفأ الآمن بسلام).. (إنه فردوس أشهر من الفردوس الأرضى، وقد أقامه الله فى نفوس المؤمنين فى كل الأرض).
5- القديس اغريغوريوس الثيؤلوغوس يقول : عن عمق الكتاب المقدس وأثره الروحى فى الإنسان: (أنه المجرى الذى يستطيع فيه الحمل أن يخوض، والفيل أن يسبح).
6- القديس الأنبا اشعياء الاسقيطى : عاش الكتاب المقدس وتعمق فيه، فأغدق عليه الروح القدس بالتأملات العجيبة، التى ملأت كتاباته، وله تأملات رائعة فى حياه كثير من شخصيات الكتاب المقدس.
7- القديس ايرينيموس قال : من جهل الكتب فقد جهل المسيح.
8- القديس ايريناؤس قال : الإنجيل هو الحقل، والمسيح هو الكنز المخبأ فى الحقل - لذلك بمقدار بحثنا عن الكنز وسعينا، سوف نجد الكنز، ونأخذ منه.
9- قداسة البابا شنوده الثالث أطال الله حياته يقول : احفظوا الإنجيل يحفظكم الإنجيل. احفظوا المزامير تحفظكم المزامير.
† ولنتذكر ونتعلم مما يفعله قداسته فى أى حوّار لاهوتى أو عقيدى، أو أى اجتماع روحى أو رعوى. عندما يكون الكتاب المقدس هو النبع الفياض لكلمات قداسته. وهى الجواهر النقية غالية الثمن. التى تنساب من شفتيه، لذلك لا عجب إن كنا نلقبه (يوحنا فم الذهب القرن العشرون والواحد والعشرون).وما أن تناول قداسته أحد الموضوعات فى شتى الفروع، إلا وغطاه تغطية كاملة، بكم هائل من نصوص وآيات الكتاب المقدس... فلنتعلم.
ثامناً: الكتاب المقدس ومكانته فى حياة شهداء الكنيسة وقديسيها :
إن المفهوم الإنجيلى هو الذى شجع الشهداء لقبول الاستشهاد بفرح، وكذلك إيمانهم بالمواعيد التى جاءت فى الكتاب المقدس... كل ذلك كان دافعاً لقبولهم الشهادة... وكأنهم مقبلون إلى عرس. لذلك تيقنوا أن نفوسهم تزف إلى عريسها السماوى.
† فمنهم الأطفال مثل الشهيد كيرياكوس الطفل، الذى استشهد وعمره ثلاث سنوات.
† شابات وفتيات مثل الشهيدة دميانة العفيفة والأربعون عذراء.
† سيدات وأمهات مثل الشهيدة الأم يوليطة والأم دولاجى والأم رفقة.
† رجال مثل مارجرجس أمير الشهداء – مارمينا العجايبى – أبو سيفين - وكثيرون جداً جداً حتى سميت الكنيسة القبطية.. كنيسة الشهداء – أم الشهداء.وهذا واضح جداً فى النصوص الكتابية التالية :
† "الذين بالإيمان قهروا ممالك. صنعوا براً. نالوا مواعيد. سدوا أفواه أسود. أطفأوا قوة النار. نجوا من حد السيف. تقووا من ضعف. صاروا أشداء فى الحرب. هزموا جيوش غرباء... آخرون عذبوا ولم يقبلوا النجاة لكى ينالوا قيامة أفضل. وآخرون تجربوا فى هزء وجلد. ثم قيود أيضاً وحبس. رجموا. نشروا. جربوا. ماتوا قتلاً بالسيف" (عب 32:11-37).
† "هذا وقد رأى القديس يوحنا الرائى جماعة الغالبين، وسمـع من الملاك الصـوت القائل: وهم غلبوه بدم الخروف، وبكلمة شهادتهم، ولم يحبوا حياتهم حتى الموت" (رؤ 11:12).
† "فكل من اعترف بى قدام الناس اعترف أنا أيضاً به قدام أبى الذى فى السموات" (مت 32:10).
† "الذى الآن افرح فى آلامى لأجلكم، وأكمل نقائص شدائد المسيح فى جسمى، لأجل جسده الذى هو الكنيسة" (1كو 24:1،25).
† "كما اشتركتم فى الآم المسيح افرحوا... لكى تفرحوا فى استعلان مجده أيضاً مبتهجين، إن عيرتم باسم المسيح فطوبى لكم، لأن روح المجد والله يحل عليكم" (1بط 12:4،13).
† "لستُ مستعداً أن اربط فقط من أجل المسيح فى أورشليم، بل أن أموت لأجله.." (أع 13:32).
وكما أن الكتاب المقدس هو الذى شجع الشهداء على قبول الاستشهاد... هكذا أيضاً الكتاب المقدس كان قوتاً روحياً لقديسى الكنيسة العظام – فكان لديهم معزياً ومرشداً، ومنبعاً للفضيلة وحارساً وحافظاً لهم، بل نستطيع أن نقول أنهم كانوا إنجيلاً معاشاً، إنجيلاً مترجم عملياً فى حياتهم.
أمثال :
† القديس العظيم الأنبا أنطونيوس... الذى بمجرد أن سمع آية واحدة من الكتاب المقدس فى الكنيسة من الشماس قارئها، باع كل شئ وترك كل شئ ليلتصق بالواحد، الذى هو الله، وأسس أعظم طقس روحانى فى العالم، وهو طقس الرهبنة.
† القديس العظيم الأنبا إبرام قديس القرن العشرين، الذى عاش يشبع من الكتاب المقدس، ويقرأه كاملاً كل 40 يوماً... ومن خلال آية واحده فيه "الديانة الطاهرة عند الله الأب هى هذه. افتقاد اليتامى والأرامل فى ضيقهم وحفظ الإنسان نفسه بلا دنس فى هذا العالم" عاش هذه الآية... فصنعت منه قديساً عظيماً تفخر به الكنيسة.
† القديس العظيم أنبا مقار اللابس الروح... الذى تعلم من الكتاب المقدس، كيف يستر عيوب الآخرين فسمع هذا الصوت من السماء "طوباك يا أبو مقار لأنك تشبهت بإلهك تستر على عيوب الآخرين".
† القديس العظيم الأنبا بيشوى الرجل الكامل حبيب مخلصنا الصالح.. الذى تعلم من الكتاب المقدس كيف يساعد الآخرين.. وكيف يغسل أقدامهم. فغسل قدمى مخلصنا الصالح وحمله على كتفيه فسمع صوت من السماء (طوباك يا أنبا بيشوى وان جسدك لن يرى فساداً).
† القديس العظيم الأنبا شنوده رئيس المتوحدين، الذى ترجم الكتاب المقدس عملياً فى حياته... فصار قائداً روحياً ووطنياً.
† وهكذا من جيل إلى جيل... يضم الرب إلى قافلة الغالبين من الشهداء والقديسين، الذين ثابروا فى حياة الجهاد. وانتظموا فى العبادة وحياة التقوى.. هذه الجماعة الغالبة نسميها الكنيسة المنتصرة... تمتد جذورها من أزمنة العهد القديم، من هابيل وإبراهيم واسحق وإشعياء إلى أزمنة العهد الجديد والآباء الرسل، إلى سحابة الشهود وآلاف القديسين. هؤلاء جميعاً سمعوا الرب فى الكتاب المقدس يناديهم قائلاً لكل واحد: (اتبعنى)... فقاموا وتركوا كل شئ وتبعوه.وهكذا نرى أن الفضل الأول فى خلق جيل شهداء الكنيسة وقديسيها، هو الكتاب المقدس، وقوة كلماته العاملة فيهم.
تاسعاً: الكتاب المقدس ومكانته فى يقظة الكنيسة لمقاومة البدع والهرطقات القد يمة منها والحديثة :
† الكنيسة الأرثوذكسية قوية العقيدة، سليمة التعليم، حارسه وحافظة للإيمان، من خلال رجالها أبطال الإيمان مثل أثناسيوس وديسقورس وكيرلس وباسيليوس وغيرهم كثيرين جداً... لذلك فلا عجب أن وقد نجد الكنيسة وقفت بالمرصاد، لكل محاولة للإنحراف بالإيمان.
† وكان الكتاب المقدس هو سندها الأساسى، ودرعها الواقى، وقوة المنطق، لمحاربة كل بدعة وهرطقة قديمة كانت أو حديثة، ومن أمثلة ذلك :
1- بدعه آريوس : الذى نادى بأن الابن ليس مساوياً للآب فى الجوهر، وتصدت له الكنيسة بالكتاب المقدس، وبينت فساد هرطقته، بالنصوص الكتابية التى تثبت أن الابن مساوٍ للآب فى الجوهر.
† "أنا والآب واحد" (يو 32:10).  "من رآنى فقد رأى الآب" (يو 8:14-11).
† "أنا فى الآب والآب فىّ" (يو 38:10).
وكذلك وضعت الكنيسة فى قانون الإيمان عبارة (مساو للآب فى الجوهر).
2- بدعة نسطور : الذى علم بأن المسيح ليس إلها، وأن العذراء مريم هى أم المسيح فقط، وليست والدة الإله. وبالكتاب المقدس أيضاً هدمت هذه الهرطقة بالنصوص التالية :
† "ها العذراء تحبل وتلد ابنا، ويدعى اسمه عمانوئيل الذى تفسيره الله معنا" (مت 23:1).
† "أنه ولد لكم اليوم فى مدينة داود، مخلص هو المسيح الرب" (لو 11:2).
† "عظيم هو سر التقوى، الله ظهر فى الجسد" (1تى 16:3).
† "من أين لى هذا أن تأتى أم ربى لى" (لو 43:1).ولذلك وضعت الكنيسة مقدمة قانون الإيمان: "نعظمك يا أم النور الحقيقى ونمجدك أيتها العذراء القديسة والده الإله...".
3- بدعه مقدونيوس : عدو الروح القدس. الذى قال: أن الروح القدس ليس إله (أنه مخلوق). ومن الكتاب المقدس أظهرت ضلالة هذا الرأى :
† "لأن الذين يشهدون من السماء هم ثلاثة. الآب والكلمة والروح القدس. وهؤلاء الثلاثة هم واحد" (1يو 7:5).
† "الروح القدس يحل عليك وقوة العلى تظلك، لذلك القدوس المولود منك يدعى ابن الله" (لو35:1).
† "نعمه ربنا يسوع المسيح، ومحبة الله، وشركة الروح القدس مع جميعكم آمين" (2كو 14:13).
† اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم، وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس، ثم أغلقت الكنيسة الباب نهائياً على هذا الرأى، وأضافت هذه العبارة إلى قانون الإيمان النيقاوى (نعم نؤمن بالروح القدس الرب المحى المنبثق من الآب نسجد له ونمجده مع الآب والابن).
† وهكذا بالكتاب المقدس أظهرت فساد بدع وهرطقات كثيرة مثل أوطاخى الذى نادى بتلاشى الناسوت فى اللاهوت، ومانى الذى علم بخيالية جسد المسيح... وغيرهم كثيرين.
† وظلت وستظل الكنيسة يقظة، صاحية وحارسه، لكل من يبتدع أو ينادى برأى فاسد... وهكذا أيضاً بالكتاب المقدس أظهرت فساد بدع وهرطقات حديثة منها.
1- شهود يهوه : يقولون أن المسيح هو الملاك ميخائيل... وقفت الكنيسة ضد هذا الرأى بنصوص كتابية واضحة، أثبتت أن الرب يسوع المسيح الإله والخالق.
† "خلق عينى المولود أعمى" (يو 9).
† "كل شئ به كان وبغيره لم يكن شئ مما كان" (يو 3:1).
† "كون العالم به" (يو 10:1).  "حامل كل الأشياء بكلمة قدرته" (عب 3:1).
وبينت أيضاً من الكتاب المقدس أن الملاك ميخائيل مخلوق.
† "الصانع ملائكته أرواحا وخدام نار تلتهب" (عب 7:1).
† "أليس جميعهم أرواح خادمة مرسلة لخدمة العتيدين أن يرثوا الخلاص" (عب 14:1).
2- الادفنتست : الذين ينادون بتقديس يوم السبت، واعتباران الكنائس المسيحية كاسرة للوصية.. وليست عامود الحق وقاعدته.
فبالكتاب المقدس أثبتت الكنيسة أن يوم السبت هو رمز للأحد "وفى أول الأسبوع إذ كان التلاميذ مجتمعين ليكسروا خبز" (أع 7:20). وقال القديس بولس الرسول "فلا يحكم عليكم أحد فى أكل أو شرب أو من جهة عيد أو هلال أو سبت، التى هى ظل الأمور العتيدة" (كو 16:2،17). كما أن لهم مزاعم أخرى كثيرة خاطئة منها: أن السيد المسيح سوف يأتى سنة 1843م، ولما لم يأتى قالوا أنه سيأتى فى 22/10/1844م، ولما لم يأتى اخترعوا عقيدة تطهير القدس السماوى. واسموا أنفسهم أدفنتست، أى المجيئيون بمعنى أصحاب عقيدة المجىء الثانى، وبالكتاب المقدس أيضاً تصدت الكنيسة لكل تعاليمهم، وأظهرت عدم صحتها.
† "ليس لكم أن تعرفوا الأزمنة والأوقات التى جعلها الآب فى سلطانه" (أع 7:1).
† "أما ذلك اليوم وتلك الساعة لا يعلم بها احد ولا الابن إلا الآب" (مت 36:24).وهكذا بالكتاب المقدس أظهرت فساد بدع وهرطقات حديثة مثل :
1- كهنوت المرأة.
2- سيامة الشواذ جنسياً فى رتب الكهنوت.
3- خلاص غير المؤمنين.
4- عبادة الشيطان.
5- اللاهوت التحررى.
وهكذا ستظل الكنيسة بالكتاب المقدس ساهرة ويقظة، لكل رأى فاسد، ولكل فكر منحرف، ولكل منهج غريب تعلن رأيها بوضوح، وتبين فساد كل ما لا يتناسب مع الكتاب المقدس، ومع فكر الآباء، ومع الإيمان الغالى الذى تسلمته بحياة أولادها، ودم شهدائها، وعرق وجهاد ونسك قديسيها العظام.
عاشراً: الكتاب المقدس ومكانته فى مبادئ الكنيسة الأساسية الثابتة :
الكنيسة القبطية الأرثوذكسية : لها مبادئ ثابتة على مر العصور - وهذه المبادئ لا تتغير ولا تتلون ولا زيادة فيها ولا نقصان.. مبادئ مؤسسة على الكتاب المقدس، نتمسك بها، ويعرف الجميع أنها... مبادئ إنجيلية ثابتة. ومنها على
سبيل المثال :

1- مبدأ الزوجة الواحدة :
† "من البدء خلقهما ذكرا وأنثى" (مت 3:19).
† "ليكن لكل واحد امرأته وليكن لكل واحدة رجلها" (1كو 2:7).
† "من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته" (أف 31:5).
2- عدم الطلاق :
† لا طلاق إلا لعلة الزنى.
† "من طلق امرأته إلا لعلة الزنى يجعلها تزنى، ومن يتزوج مطلقة فأنه يزنى" (مت 32:5).
† "الذى جمعه الله لا يفرقه إنسان" (مت 6:19).
† "أنت مرتبط بامرأة فلا تطلب الانفصال" (1كو 27:7).
† "المرأة مرتبطة بالناموس مادام رجلها حياً" (1كو 39:7).
3- عدم الزواج بغير المؤمنين :
† "لا تكونوا تحت نير مع غير المؤمنين، لأنه أية خلطة للبر والإثم. وأى شركة للنور مع الظلمة. وأى اتفاق للمسيح مع بليعال. وأى نصيب للمؤمن مع غير المؤمن - وأية موافقة لهيكل الله مع الوثن" (2كو 14:6-16).
كما أن هناك مبادئ كثيرة ثابتة، تتمسك بها الكنيسة، استناداً على الكتاب المقدس
مثل :
1- عصمة الكتاب المقدس.
2- استحالة تحريف الإنجيل.
3- استحالة خلاص غير المؤمنين.
4- استحالة توبة الشيطان وخلاصه.
5- الرفض الكامل لفكرة المطهر.
6- جواز سيامة المتبتلين والمتزوجين فى درجة القسيسية.وهكذا الكنيسة لها مبادئها الأساسية الثابتة المبنية على الكتاب المقدس.
حادى عشر: الكتاب المقدس ومكانته فى الكنيسة فى تكوين رأى سليم وصحيح فى القضايا المعاصرة :
كنيستنا القبطية الأرثوذكسية.. تعيش فى عالم مختلف الحضارات والثقافات.. بالإضافة إلى أن عالم اليوم.. أصبح قرية صغيرة.. بسبب ثورة الاتصالات والمعلومات.. لذلك تظهر بين الحين والآخر.. أفكار وسلوكيات.. نظريات واجتهادات.. قضايا ومفاهيم.. ومطلوب من الكنيسة أن تحدد موقفها من كل هذا.. لتعطى رأيا صحيحاً ومطابقاً ومتمشياً مع الكتاب المقدس.. وعلى سبيل المثال نذكر الآتى :
1- رفض الزواج العرفى :
† الزواج فى المسيحية هو اتحاد الرجل بالمرأة، فى رباط مقدس، لذلك قال عنه السيد المسيح: "هذا السر عظيم... ولكنى أقول من نحو المسيح والكنيسة" (أف 32:5).
† "الرب هو الشاهد بينك وبين امرأة شبابك" (مل 14:2).
† يقول العلامة ترتليانوس: (أن الشيطان بما أنه يطلب أن يهدم الحقيقة... فيقلد الأسرار الإلهية نفسها عند الأمم) فى الهرطقات فصل 4.
† يقول القديس امبروسيوس: (أننا نعترف بأن الله هو سيد الزواج وحارسه).
† "فالذى جمعه الله لا يفرقه إنسان" (مت 6:19).
2- رفض وتجريم الشذوذ الجنسى :
† "لا زناة ولا عبدة أوثان – ولا فاسقون – ولا مابونون – ولا مضاجعو ذكور يرثون ملكوت الله" (1كو 9:6).
† "من البدء خلقهما ذكراً وأنثى" (مت 3:19).
† "لذلك أسلمهم الله أيضاً فى شهوات قلوبهم إلى النجاسة لإهانة أجسادهم بين ذواتهم... لذلك أسلمهم الله إلى أهواء الهوان. لأن إناثهم استبدلن الاستعمال الطبيعى بالذى على خلاف الطبيعة... وكذلك الذكور أيضاً تاركين استعمال الأنثى الطبيعى. اشتعلوا بشهوتهم بعضهم لبعض فاعلين الفحشاء ذكوراً بذكور. ونائلين فى أنفسهم جزاء ضلالهم المحق" (رو 24:1-28).
3- تحريم الإدمان والمخدرات :
† "أما تعلمون أنكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم. إن كان احد يفسد هيكل الله فسيفسده الله، لأن هيكل الله مقدس، الذى أنتم هو" (1كو 16:3).
† "كل الأشياء تحل لى ولكن ليس كل الأشياء توافق" (1كو 23:10).
† "كل الأشياء تحل لى ولكن لا يتسلط على شىء" (1كو 12:6).
† "لا تسكروا بالخمر الذى فيه خلاعة" (أف 18:5).
† "لا سكيرون... يرثون ملكوت السموات" (1كو 10:6).
† "الخمر مستهزئة. المسكر عجاج. من يترنح بهما فليس بحكيم" (أم 1:20).
† "لمن الويل.. لمن الشقاوة.. لمن المخاصمات.. لمن الكرب.. لمن الجروح بلا سبب. لمن ازمهرار العينين.. للذين يدمنون الخمر، الذين يدخلون فى طلب الشراب الممزوج" (أم 29:23-30).
وهكذا يستمر ظهور أموراً كثيرة، لابد وأن تعطى فيها الكنيسة رأيا صحيحاً وفقاً للكتاب المقدس مثل :
1- أطفال الأنابيب.

2- نقل الأجنة.
3- الإجهاض.

4- تحديد النسل.
5- الهجر (هجر أحد الزوجين للآخر).

6- زراعة الأعضاء.
7- المساواة بين الرجل والمرأة.

8- التفريق بين الحق العام، والحق الخاص.
ثانى عشر: الكتاب المقدس ومكانته فى الكنيسة لإعداد مواطن صالح للمجتمع والدولة :
الكنيسة الأرثوذكسية حيه وفاعله، متفاعلة مع كل من حولها، لا تنغلق على نفسها بل تتجاوب وتتفاعل: بشرط أن لا يتعارض ذلك مع مبادئ الكتاب المقدس. لذلك نرى الكنيسة تعلم بهذا، وتسعى جاهده لتقديم المواطن الصالح، لخدمة المجتمع والوطن، وبالكتاب المقدس أيضاً رسمت حدود :
أ- علاقة الفرد بالفرد :
† "لذلك اطرحوا عنكم الكذب وتكلموا بالصدق كل واحد مع قريبه. لأننا بعضنا أعضاء لبعض. اغضبوا ولا تخطئوا. لا تغرب الشمس على غيظكم. لا تعطوا إبليس مكاناً. لا يسرق السارق فيما بعد بل بالحرى يتعب عاملاً الصالح بيديه. ليكون له أن يعطى من له احتياج. لا تخرج كلمة ردية من أفواهكم. بل كل ما كان صالحاً للبنيان. كونوا لطفاء بعضكم نحو بعض... شفوقين متسامحين" (أف 25:4-32).
† "فان قدمت قربانك إلى المذبح وهناك تذكرت أن لأخيك شيئاً عليك. فأترك هناك قربانك قدام المذبح واذهب أولاً اصطلح مع أخيك وحينئذ تعال وقدم قربانك" (مت 23:5،24).
† "و كما تريدون أن يفعل الناس بكم افعلوا أنتم أيضاً بهم هكذا" (لو 31:6).
ب- علاقة الفرد بالمجتمع :
† "أعطوا ما لقيصر لقيصر، وما لله لله" (مت 15:22).
† "لذلك اقبلوا بعضكم بعضاً كما أن المسيح أيضا قبلنا لمجد الله" (رو 7:15).
† "يا اخوتى لا يكن لكم إيمان ربنا يسوع المسيح رب المجد فى المحاباة" (يع 1:2).
† "هكذا إذا كنا حانين إليكم، كنا نرضى أن نعطيكم لا إنجيل الله فقط. بل أنفسنا أيضاً. لأنكم صرتم محبوبين إلينا" (تى 8:2).
† "فليضئ نوركم قدام الناس لكى يروا أعمالكم الحسنه ويمجدوا أباكم الذى فى السموات" (مت 16:5).
† "لا تجازوا واحداً عن شر بشر. معتنين بأمور حسنة قدام جميع الناس. إن كان ممكنا فحسب طاقتكم سالموا جميع الناس" (رو 17:12-18).
† "سمعتم أنه قيل تحب قريبك وتبغض عدوك... أما أنا فأقول لكم احبوا أعداءكم باركوا لاعنيكم. صلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم" (مت 43:5-48).
ج- علاقة الفرد بالوطن :
† "لتخضع كل نفس للسلاطين القائمة لأنه ليس سلطان إلا من الله" (رو 1:13-1).
† "السلاطين الكائنة هى مرتبة من الله حتى أن من يقاوم السلطان يقاوم ترتيب الله" (رو 13:2).
† "فإن الحكام ليسوا خوفاً للأعمال الصالحة بل للشريرة" (رو 3:13).
† "أفتريد أن لا تخاف السلطان افعل الصلاح فيكون لك مدح منه لأنه خادم الله للصلاح" (رو 4:13).
† "ولكن أن فعلت الشر فخف لأنه لا يحمل السيف عبثاً. هو خادم الله منتقم للغضب من الذى يفعل الشر" (رو 4:13،5).
† "فأعطوا الجميع حقوقهم. الجزية لمن له. الجباية لمن لهم الجباية. الخوف لمن له الخوف. والإكرام لمن له الإكرام" (رو 7:13).
† "ذكرهم أن يخضعوا للرياسات والسلاطين وان يطيعوا ويكونوا مستعدين لكل عمل صالح - ولا يطعنوا فى أحد ويكونوا غير مخاصمين - حلماء مظهرين كل وداعة لجميع الناس" (تى 1:3،2).
† "فاخضعوا لكل ترتيب بشرى من أجل الرب. إن كان للملك فكمن هو فوق الكل أو للولاة كمرسلين منه للانتقام من فاعلى الشر والمدح لفاعلى الخير. احبوا الإخوه. خافوا الله. اكرموا الملك" (1بط 113:2،14).وهكذا فالكنيسة تضع دستورها وهو الكتاب المقدس نصب أعينها، فى كل معاملاتها مع الآخرين... تنشر ثقافة المحبة والخدمة... تدعو لاحترام الغير وتنشر الخير... وتعلم قبول الآخر أيا كان وتشيع السلام...وحينما تتعارض الأمور مع الكتاب المقدس، ترفع شعاراً هاماً هو ينبغى أن يطاع الله أكثر من الناس.
ختاماً :
الكتاب المقدس هو حياة الكنيسة... وهو القلب النابض فيها... وهو الدم الذى يجرى فى عروقها... وهو العقل الذى يدبرها ويسوسها، ويحكم على كل شئ فيها. فهنيئاً لكِ يا كنيستى الأرثوذكسية بكتابك المقدس... نمدحك ونطوبك يا كنيستى القبطية... ونقدم لكِ الكرامة . لأنكِ أنتِ الناطقة بالكتاب المقدس... وأنتِ الشاهدة له بحياتك وسلوكك... والكارزة به للعالم أجمع... والمدافعة عنه ضد هجمات العدو ومدارس النقد والتشكيك... ونشكر الرب كثيراً الذى أعد كنيسته وعاءً صالحاً وأميناً، يحفظ فيه كتابه المقدس.
الرب يحفظ كنيسته حارسة وحافظة وكارزة بالكتاب المقدس، ببركة صلوات أبينا صاحب الغبطة والقداسة العظيم فى البطاركة البابا شنوده الثالث أطال الله حياته، وأبقاه لنا أباً ومرشداً ومعلماً للمسكونة، وكارز إنجيلى ولإلهنا المجد الدائم إلى الأبد آمين.

1579;الث أطال الله حياته، وأبقاه لنا أباً ومرشداً ومعلماً للمسكونة، وكارز إنجيلى ولإلهنا المجد الدائم إلى الأبد آمين.

أضف تعليق


كود امني
تحديث

تم التطوير بواسطة شركة ايجى مى دوت كوم
تصميم مواقع مصر - ايجى مى دوت كوم