تداريب روحية - الـوداعــة - للقمص ميخائيل جرجس

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 
المجموعة: مقالات القمص ميخائيل جرجس الزيارات: 4689

الوادعة والتواضع فضيلتين متلازمتين .. فالوديع متواضع القلب، والمتواضع وديع فى سلوكه .. لذلك قال رب المجد "تعلموا منى فإنى وديع ومتواضع القلب تجدوا راحة لنفوسكم"(1).  
وفى عظة المسيح على الجبل قال "طوبى للودعاء لأنهم يرثون الأرض"(2).
والقديس يوحنا ذهبى الفم يعلق على هذه الآية بقوله [ أى نوع من الأرض سيرثونها ؟
البعض يقولون أنها أرض روحية .. ولكن ليـس الأمر هكذا .. إنه يعنى أرض حسية كما فعل بولس الرسول حين قال اكرم أباك وأمك لكى تطول أيامك على الأرض(3).. إذن فهو يقصد لا المكافأة الروحية فقط بل والأرضية أيضاً ].

لأن الودعاء سيحبهم الناس، ويكونو أصدقاء كثيرين لهم، بعكس المتكبرين فإن الناس تبتعد عنهم وتكرههم.
وقيل عن المسيح أنه "عادل ومنصور وديع"(4).
 وينصح الرسول بولس أهل كورنثوس بأن يتمثلوا بوداعة المسيح قائلاً لهم "ثم أطلب إليكم بوداعة المسيح وحلمه (حليم) مستأسرين كل فكر إلى طاعة المسيح"(5).  

لذلك إن أردت أن تدرب نفسك على حياة الوداعة حاول أن تطبق التدريبات الآتية :
1- لا ترفع صوتك وأنت تتكلم وتعلم فالسيد المسيح قيل عنه "لا يصيح ولا يرفع ولا يُسمع فى الشارع صوته"(6).     
 2- لا تجرح الناس بكلمات قاسية بل فكر قبل أن تنطق الكلمات .. وعامل كل الناس بكل وداعة.. كما يذكر بولس الرسول صفات الإنسان المسـيحى ..
 (1)- (مت11: 29).        (2)- (مت5:5).        (3)- (أف6: 2).
 (4)- (زك9:9).            (5)- (2كو10: 1- 5).    (6)- (أش42: 3).
"مستعدين لكل عمل صالح. ولا يطعنوا فى أحد، ويكونوا غير مخاصمين، حلماء مظهرين كل وداعة لجميع الناس"(1).
وقد ذكر القديس بولس أن من ثمار الروح .. الوداعة قائلاً "وأما ثمر الروح فهو محبة فرح سلام طول أناة لطف صلاح إيمان وداعة تعفف"(2).
3- لا تكن قاسياً فى معاملاتك مع الناس بل رحيماً كما فعل السيد المسيح مع المرأة السامرية .. ففى حديثه معها قال لها "إذهبى إدع زوجك"(3) مع أنها كانت غير متزوجة، ولم يرد أن يحرجها أو يتكلم معها بكلام قاس .. بل بوداعة جذبها إلى الإيمان حتى أنها بشرت أهل مدينتها "فخرجوا من المدينة وأتوا إليه"(4).
4- لا تدين الآخرين وإن علمت أن إنساناً أخطأ فعامله بوداعة كما يقول الرسول بولس "أيها الإخوة إن إنسبق إنسان فأخذ فى زلة ما فاصلحوا أنتم الروحانيين مثل هذا بروح الوداعة ناظراً إلى نفسك لئلا تجرب أنت أيضاً"(5).
5- هناك فضائل متصلة ببعضها البعض، كما يقول بولس الرسول فى رسالته إلى أفسس " فاطلب إليكم أنا الأسير فى الرب أن تسلكوا كما يحق للدعوة التى دعيتم بها. بكل تواضع ووداعة وبطول أناة محتملين بعضكم بعضاً فى المحبة"(6).          
 وكما يقول فى موضع آخر " وأما أنت يا إنسان الله فاهرب من هذا واتبع البر والتقوى والإيمان والمحبة والصبر والوداعة"(7).
6- الصلاة والتسبيح تدرب الإنسان على الوداعة كما يقول داود النبى "أبارك الرب فى كل حين دائماً تسـبيحه فى فمى بالرب تفتخر نفسى يسمع الودعاء فيفرحون"(8).

 (1)- (تى3: 1، 2).        (2)- (غلا5: 22).        (3)- (يو4: 16).
 (4)- (يو4: 30).            (5)- (غلا6: 1).        (6)- (أف4: 1).
 (7)- (1تى6: 11).        (8)- (مز34: 1، 2).
 7- الرب طوّب الودعاء ووعدهم بأمور كثيرة لذلك يقول المرنم "الرب يرفع الودعاء ويضع الأشرار فى الأرض"(1).
 ويقول فى موضع آخر "الرب راضى عن شعبه يجمل الودعاء بالخلاص"(2).
 وفى موضع ثالث يقول "الأرض فزعت وسكنت عند قيام الله للقضاء لتخليص كل ودعاء الأرض"(3).
 8- أطلب من الله أن يعلمك الوداعة فالكتاب يقول "الـرب صالح ومستقيم لذلك يعلم الخطاة الطريق. يدرب الودعاء فى الحق ويعلم الودعاء طرقه"(4).
 9- الإنسان الوديع هادئ الطبع، ولا يغضب بسرعة، والهدوء يأتى من الداخل الإنسان أى من القلب لذلك يقول سليمان الحكيم "حياة الجسد هدوء القلب"(5).
 10- الإنسان الوديع لا يتكلم كثيراً بل يتكلم عند الحاجة القصوى، لذلك يقول سليمان الحكيم "هدوء اللسان شجرة حياة واعوجاجه سحق فى الروح"(6).
 ونقرأ أيضاً فى سفر الجامعة إذ يقول "الهدوء يسكن خطايا عظيمة"(7)، والإنسان الوديع يميل إلى حياة الهدوء ويبعد عن الصخب وكثرة الكلام.   

 (1)- (مز147: 6).        (2)- (مز149: 4).    (3)- (مز76: 8).
 (4)- (مز25: 8، 9).        (5)-(أم4: 30).        (6)-(أم15: 4).
 (7)-(جا10: 4).