تداريب روحية - حياة التسبيح - للقمص ميخائيل جرجس

تقييم المستخدم: 5 / 5

تفعيل النجومتفعيل النجومتفعيل النجومتفعيل النجومتفعيل النجوم
 

إن التسبيح هو لغة الملائكة .. وبما أن الإنسان سيحيا مع الملائكة فى السماء .. إذن يجب أن يعرف لغة الملائكة ويتقنها لكى يشترك مع الملائكة فى تسبيح الله "فأجاب يسوع وقال لهم تضلون إذ لا تعرفون الكتب ولا قوة الله لأنهم فى القيامة لا يزوجون ولا يتزوجون بل يكونون كملائكة الله فى السماء"(1).
والتسبيح هو درجة أرقى من الصلاة، لذلك الملائكة تسبح الله ليلاً ونهاراً بدون ملل، لأنها تحب الله محبة قوية.
والكتاب المقدس يقول "تُسبَّحه السموات والأرض. البحار وكل ما يدب فيها"(2).

ويقول أيضاً "سبحوا الرب من السموات.سبحوه فى الأعالى. سبحوه يا جميع ملائكته.سبحوه يا كل جنوده. سبحيه يا أيتها الشمس والقمر. سبحيه يا جميع كواكب النور. سبحيه يا سماء السموات. ويا أيتها المياه التى فوق السموات"(3).
إن الخليقة كلها تسبح الله "سبحى الرب من الأرض يا أيتها التنانين وكل اللجج. النار والبرد الثلج والضباب الريح العاصفة الصانعة كلمته. الجبال وكل الآكام الشجر المثمر وكل الآرز. الوحوش وكل البهائم الدبابات والطيور ذوات الأجنحة. ملوك الأرض وكل الشعوب الرؤساء وكل قضاة الأرض. الأحـداث والعذارى أيضاً الشيوخ مع الفتيان. ليسبحوا اسم الرب لأنه قد تعالى اسمه وحده مجده فوق الأرض والسموات"(4).
واشتهر داود النبى بالتسبيح حتى سُمىّ (إمام المغنيين)، فكان يسبح مستخدماً المزمار والقيثار ذات العشر أوتار، وآلات أخرى ..(5).
ويقول المزمور "كل نسمة فلتسبح الرب"(6).
ويقول داود أيضاً "أبارك الرب فى كل حين دائماً تسبيحه فى فمى"(7).
 (1)-(مت22: 30).        (2)-(مز69: 34).        (3)-(مز148: 1- 4).
 (4)-(مز148: 7- 13).        (5)-(مزمور40).        (6)-(مز150: 5).
 (7)-(مز34: 1).
وفى عهد داود الملك يقول الكتاب "وأربعة آلاف مسـبحون للرب بالآلات التى عملت للتسبيح"(1).
أول تسبحة رآها اشعياء النبى كانت فى سنة وفاة عزيا الملك إذ يقول "فى سنة وفاة عزيا الملك رأيت السيد جالساً على كرسى عال ومرتفع وأذياله تمـلأ الهيكل. السيرافيم واقفون فوقه لكل واحد سـتة أجنحة بإثنين يغطى وجهه وبإثنين يغطى رجليه وباثنين يطير. وهـذا نادى ذاك وقال قـدوس(2) قـدوس قدوس رب الجنود مجده ملء كل الأرض"(3).
والتسبحة الثانية رآها الرعاة الذين كانوا يحرسون حراسات الليل على رعيتهم "وإذا ملاك الرب وقف بهم ومجد الرب أضاء حولهم فخافوا خوفاً عظيماً. فقال لهم الملاك لا تخافوا فها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب. إنه ولد لكم اليوم فى مدينة داود مخلص هو المسيح الرب. وهـذه لكم العلامة تجدون طفلاً مقمطاً مضجعاً فى مذود. وظهر بغتة مع الملاك جمهـور من الجند السماوى مسبحين الله وقائلين. المجـد لله فى الأعالى وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة"(4).

ولكى تعيش حياة التسبيح .. حاول تطبيق التدريبات الآتية :
1- واضح مما سبق أن حياة التسبيح هى ضرورية لكل إنسان ينبغى أن يكون له موضع فى السماء. لذلك يجب أن تتعلم التسبيح الذى وضعته الكنيسة فى مناسبات متنوعة مثل تسبحة الأجبية (السبع صلوات) – تسبحة عشية، ونصف الليل وباكر – تسبحة القداس.. إلخ، وتسبحات كثيرة فى كل المناسبات.        
2- إن الإنسان الذى يُسبح الله دائماً يمتلئ بالروح كما يقول بولس الرسول "إمتلئوا بالروح مكملين بعضكم بعضاً بمزامير وتسابيح وأغانى روحية مترنمين ومرتلين فى قلوبكم للرب"(5).

 (1)-(أى23: 5).        
 (2)-هذه التسبحة أخذتها الكنيسة المقدسة فى تسبيحاتها (قدوس قدوس وقدوس الله..).
 (3)-(أش6: 1- 3).         (4)-(لو2: 9- 14).    
 (5)-(أف5: 18، 19).        
  3- الذى يتقن التسبيح ويداوم عليه يشعر بلذة دائمة فى داخله .. كما يقول المزمور "سبحوا الرب فإن المزمور جيد لإلهنا يلذ التسبيح"(1).
  ويقول فى موضع آخر "شهاداتك هى لذتى"(2)، وأيضاً "أتلذذ بوصاياك التى أحببت"(3).     
  وفى إبصالية السبت نقول [ بلذة نباركك ...].
  ويقول الكتاب "سبحوا الرب فإن المزمور جيد. لإلهنا يلذ التسبيح"(4).    
  4- التسبيح يكون فى كل وقت حتى فى وقت الضيق، لذلك نرى بولس وسيلا يسبحان الله فى السجن كما يقول سفر الأعمال "ونحو نصف الليل كان بولس وسيلا يصليان ويسبحان الله والمسجونون يسمعونهما"(5).
  5- يرفع بولس الرسول التسبيح إلى درجة تقديم الذبيحة فيقول "لأن ليس لنا هنا مدينة باقية لكننا نطلب العتيدة فلنقدم به فى كل حين لله ذبيحة التسبيح أى ثمر شفاه معترفة باسمه"(6).
  6- يجب أن يكون التسبيح بفهم وتأمل لأنه يحوى معانى لاهوتية وروحية جميلة فنحن نقول [ أخـذ الذى لنا وأعطانا الذى له ]، ومعناها أخـذ جسدنا وأعطانا روحه القدوس.
  ونقول أيضاً "سبحوا الرب تسبيحاً جديداً. سبحى الرب يا كل الأرض. سبحوا الرب وباركوا اسمه. بشروا من يوم إلى يوم بخلاصه .. قولوا بين الأمم إن الرب قد ملك على خشبة"(7).. يتكلم عن الخلاص وعن الصلب على خشبة.
  7- التسبيح يجب أن يكون بفرح وابتهاج .. كما يقول داود النبى "شفتاى تسبحانك هكذا أباركك فى حياتى .. وبشفتى الابتهاج يسبحك فمى"(8).           
  ويقول أيضاً سفر المزامير "هللوا غنوا للرب ترنيمة جـديدة ليفرح إسرائيل
 (1)-(مز146: 1).        (2)-(مز119: 24).    (3)-(119: 47).
 (4)-(مز146: 1).        (5)-(أع16: 25).        (6)-(عب13: 14).
 (7)-(مز95: 1- 13).        (8)-(مز63: 3).        
بخالقه ليبتهج بنو صهيون بملكهم. ليسبحوا اسمه برقص وعود ليرنموا له لأن الرب راضى عن شعبه"(1).     
8- يجب أن يكون التسبيح بقوة وصوت عظيم وصادر من القلب .. كما حدث يوم دخول المسيح إلى أورشليم .. يقول إنجيل لوقا "ولما قرب عند منحدر جبل الزيتون إبتدأ كل جمهور التلاميذ يفرحون ويسـبحون الله بصـوت عظيم لأجل جميع القوات التى نظروا. قائلين مبارك الملك الآتى باسم الرب سلام فى السماء ومجد فى الأعالى"(2).
9- الملائكة تسبح الله على الدوام .. نهاراً وليلاً بفرح ومسرة لا ينقطعان لذلك التشبه بالملائكة يجعلنا نسبح الله على الدوام.
وداود النبى كان مداوماً على التسبيح فيقول "سبع مرات فى النهار سبحتك على أحكام عدلك"(3).
ويقول "بالليل تسبيحه عندى صلاة لإله حياتى"(4).
10- إن التسبيح هو لغة الشكر لله على كل أعماله، وتمجيد له على كل عجائبه، لذلك يقول الكتاب "احمدوا الرب لأنه صالح لأن إلى الأبد رحمته من يتكلم بجبروت الرب من يخبر بكل تسابيحه"(5).
إن التسبيح يخرج الأرواح الشـريرة لذلك أتوا بداود ليضرب بالعـود أمام شاول الملك الذى كان يرتاح ويطيب ويذهب عنه الروح الردئ(6).
ويقول داود النبى "رنموا للرب الساكن فى صهيون إخبروا بين الشعوب بأفعاله .. لكى أحدث بكل تسابيحك فى أبواب ابنة صهيون مبتهجاً بخلاصك"(7).    
يا ليت كل حياتنا تكون حياة تسبيح وفرح لإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح، الذى جاء خصيصاً لكى يخلصنا من الموت ويمنحنا حياة جديدة معه فى السموات.

 (1)-(مز149: 1- 4).        (2)-(لو19: 37، 38).    (3)-(مز119: 164).
 (4)-(مز42: 8).            (5)-(مز106: 1، 2).    (6)-(1صم16: 23).
 (7)-(مز9: 11- 14).

أضف تعليق


كود امني
تحديث

تم التطوير بواسطة شركة ايجى مى دوت كوم
تصميم مواقع مصر - ايجى مى دوت كوم