مقالات للراهـــب كاراس المحرقى

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم

cc002314كان أعمى منذ ولادته، لم يرَ الحياة سوى ليل أسود، طلع فيه القمر ناقصاً وظهر بين النجوم كوجه ميت شاحب غارقاً في المساند السوداء بين شموع ضئيلة تحيط بنعشه! في ساحة المدينة كان يجلس للتسول، والسكينة العميقة تخيم على صدره، كأنها كف ثقيل ألقته الظلمة على جسده، لقد خرج الأعمى من ظلمة الأحشاء ليحيا في ظلمة الحياة، خرج من بطن أمه خروج آدم من الفردوس، ولكن حواء قلبه لم تكن بجانبه، لتخدمه وتجعل له العالم فردوساً..

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم

n2773في حديقة مترامية الأطراف، تتلاقى في جوانبها الأشجار وتتعانق الأغصان، وتُعطر فضاءها رائحة الزهور، كان يوجد قصر بديع فسيح، طلى الحب جدرانه، وغطى الحنان بلاطه، وكست تيجان الورود أعمدته.. في هذا المكان المعبق بأرواح الملائكة الحائمة في الفضاء، عاش الابن الضال ينظر الرياحين وهى تتمايل مرنمة أناشيد سليمان والعصافير مغردة مزامير داود..

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم

n2773فى طريق وعرة، منسابة كا لحية الرقطاء بين الصخور، مغطاة بالرمال ومفروشة بالأشواك.. كان يسير منفرداً بأفكاره، وهناك بين أشجار الوعر كان يقف مصغياً لهمس الأشباح، محدقاً إلى تمثاله، فقد كان يعبد الوثن الذهبي ويجد لذته فى مواكبة الأرواح النجسة أتباعه، لقد نظر زكا العشار إلى ممالك الأرض الواسعة، وتطلع إلى جمال مدن داود وسليمان، واشتهى أن يكون فى يوم ما ملكاً أو أميراً، يجلس ولو على عرش أمواله،

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم

treeكانت إمرأة من السامرة ساقها الهوى فى زمن الصبا إلى متاهات الضلال، فى كهوف الخطية عاشت تتقلب كالحشرات فى زواياها، لقد لفت الخطية بذيلها السام الطويل على عنقها، وزينت لها الدنيا بالزهور، وأفعمت هواءها بالعطور، وأوهمتها بأن ليل الشهوة مضيء، ومملوء بالفرح والسرور.. وانفصلت المرأة كحمل جريح عن سرب القطيع، وصارت الوساوس تتقلب فى عقلها، مثلما تتقلب العقارب والأفاعي على جوانب المستنقعات والكهوف، وينجح شيطان الزنى النجس، أن يزوح زهرة ربيعية بأوراق خريفية واضعاً النهار فى صدر الليل!

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم

n2773كيف لنا أن نصف برية قاحلة سكنتها الشياطين؟ إن قلمي يضطرب وأنا أصف إنسانة عاشت فى عمق وادي الموت ولم تصادق سوى جماجم بشرية وعظام بالية! فتحول فضاء حياتها إلى سجن واسع، تتلون جدرانه أما جمال السماء ولمعان النجوم، فلم يكن لها مكان فى حياتها!

تم التطوير بواسطة شركة ايجى مى دوت كوم
تصميم مواقع مصر - ايجى مى دوت كوم