نقل أعضاءه من صور إلى اللد بفلسطين – بناء أول كنيسة على اسمه
لقد حفظ الرب جسد شهيده، فعندما أخذت رأسه المقدسة بقى جسده مُلقى على الأرض إلى غروب الشمس وكان سقراطيس خادم القديس جالساً عنده يبكي عليه ويحرسه، فألقى الرب فى قلب إثنين من العبيد أصدقائه فأتيا إلى المدينة ليفتقدا سيدهما ليعلما ما كان من أمره فلما تقصيا عنه أعلموهما أنه قتل فى ذلك اليوم، فبكيا وطافا يبحثان عن موضع جسده فوجدا سقراطيس جالساً عنده يبكي فجلسا هما أيضاً يبكيان معه، ثم بعد ذلك قاموا جميعاً وأخذوا رأس القديس ووضعوها مع الجسد ثم نزعوا عنه الثوب الذى كان ملطخاً بدمه الطاهر وأدرجوه فى ثوب نقي كان لأحدهم ووجدوا قبراً جديداً خارج المدينة قريباً منهم فوضعوا فيه جسده وجلسوا هناك إلى الغد، وفى الصباح
دخلوا المدينة وإبتاعوا طيباً وأكفاناً نقية وكفنوا بها جسده ثم وضعوه فى القبر وختموه، وتركوا عنده سقراطيس يحرسه ودخلا الإثنان الآخران إلى المدينة ليشتغلا ويجدا مصارف حمل الجسد فى مركب ثم صادفوا مركباً على وشك الإقلاع إلى يافا فطلبوا من رئيس المركب والنواتية حمل جسد القديس معهم فى المركب ففرحوا بذلك وكذلك التجار لما سمعوا بحمل جسد القديس مارجرجس معهم وعلموا قصته تعجبوا من عذاباته وقاموا جميعاً وسجدوا أمام جسده ممجدين الله لأنهم إستحقوا أن يصعد جسد القديس الشهيد العظيم مارجرجس الروماني فى مركبهم؛ وكان واحد اسمه لاونديوس من أهل يافا وكان يعرف القديس مارجرجس فأحضر دابته وحمل جسد القديس من المركب عليها وأوصله إلى بيته حينئذ وجد أن والدته وأختيه قد تنيحن فذاع الخبر بأن جسد القديس مارجرجس قد أحضر وكان أهل بلدته قوماً مسيحيين فإجتمعوا وسجدوا للجسد وهم باكين ثم قبلوه وهم متعجبين من جهاده وفرحوا ومجدوا الله لأنهم إستحقوا بركة كهذه، ثم أخبر سقراطيس والعبدان الآخران –وكان اسم أحدهما لوقياس واسم الآخر كبريانوس- أهل المدينة بكل ما كان من سيدهم فتعجبوا جداً ثم وضعوا جسد االقديس مارجرجس فى خزانة داخل بيته مدة سبعة أيام وهم يأتون بأجمعهم ويصلون عنده ولما كان يوم عيد مشهور اجتمع فى البيعة كل الشعب وقرأوا سيرة شهادة القديس فتعجبوا ومجدوا الله على النعم التى أعطاها لقديسيه وكان خال القديس ويدعى أندراوس رئيساً لإحدى المدن فلما سمع كتاب شهادة القديس قال: بالحقيقة قد أعطى الله القديس مارجرجس كرامات عظيمة؛ وكتب سيرة شهادته وإحتفظ بها فى منزله ثم قال للشعب المجتمع: يا أخوتي قد لحقنا حزن عظيم وتآلمت قلوبنا لأن أخانا قتل ولكن الواجب علينا أن نفرح لأنه نال كرامة عظيمة فى السماء وقد وجد دالة عند الله والآن هو يستطيع أ، يشفع فينا أمام الله لكي يصنع معنا رحمة ويُعيننا فى هذا الدهر وفى الآتي أيضاً؛ والأن يا أخوتي نهتم ببناء كنيسة على إسمه ونجعل جسده فيها لكي ما تصير بركته وموهبته معنا إلى الأبد. .... فأجاب جميع الشعب بصوت واحد قائلين: ليكن كقولك وإذ إبتدأت بهذا فنحن كلنا نساعدك لكي يكون لنا ولأولادنا شركة مع القديس مارجرجس وتحل بركته فى مدينتنا إلى الأبد.
فلما سمع منهم هذا القول فرح وبكر فى الغداة وأحضر عبيده مع أجراء وعمال وهدم منزل القديس مارجرجس وساعده جماعة من أهل المدينة فى العمل وحملوا جسد القديس إلى البيعة التى شرعوا فى بنائها على إسمه وعندما تم بناء بيعة حسنة على إسمه فى موضع بيته أرسلوا إلى بيت المقدس إلى رئيس الأساقفة الأنبا ثاؤضوسيوس فكرسها فى اليوم السابع من شهر هاتور ووضعوا جسده فيها وحدثت فى البيعة فى تلك الليلة قوات كثيرة جداً وعجائب باهرة وقد تم بناء البيعة فى سنة وعشرة أشهر.