محاولة إغراء القديس – ظهور رب المجد له
خشى الملك على مملكته وعلى نفسه وكذلك الملوك الذين معه فأمر الجنود أن يأتوا بالقديس خفية، لئلا تراه الجموع حياً فيزدرون بأصنامهم ويستخفون بأوامرهم ولما حضر مارجرجس قال له الملك: يا جرجس قد علمنا أنك ساحر عظيم ماهر وليس من يشبهك فى العالم والآن خذ عشر وزنات من الذهب وإنصرف سراً من المدينة دون أن يعلم بك أحد وبهذا تستريح أنت من العذاب ومن الشدائد التى تقاسيها ونستريح نحن من أعمالك ؛ فأجاب الملوك بهدوء ووداعة:
أنا بإرادتي رفضت عني كثرة أموالي التى ورثتها من آبائي وكذلك الخيرات الوفيرة ... كل هذه تركتها عني وأنا أحسبها نفاية، بل حتى والدتي وأختاي من أجل سيدي يسوع المسيح تركتهم وقبلت الآلام من أجل محبته، والآن تشيرون علىَّ أن آخذ من أيديكم عشر وزنات ذهب وأترك خالق السموات والأرض الذي ليس طيب وصالح مثله ولا يعادل حلاوة معرفته لذة.
فلما سمع الملوك المنافقون هذا الكلام منه، غضبوا جداً وأمروا أن يأتوا بأمواس حديد لكي يسلخوا بها رأسه وأن يأتوا بأسياخ حديد مُحماه بالنار ويغرسونها فى عينيه وأن يقطعه لسانه ويكسروا ساقيه بفؤوس من حديد، وإذ أتم الجنود كل هذه الأوامر ذهبوا بجرجس إلى السجن ليطرحوه هناك وقد كان مغشياً عليه يكاد يفارق الحياة وأنصرف الجنود إلى موضعهم، وتركوه قريباً من الموت؛ وفى منتصف الليل أبرق فى السجن نوراً عظيماً وإذ برب المجد ظهر ببهاء ومجد على مركبة الشاروبيم وحوله ملائكته الأطهار، وأعطى السلام لمارجرجس ومسح بيده على سائر جسده وشفاه وأقامه صحيحاً ثم قال له : "إثبت وتقو يا حبيبي جرجس أنا معك أيها الشجاع؛ هوذا قد قرب اليوم الذى تنال فيه تاج المجد وتلبس سبعة أكاليل لا تضمحل إلى الأبد" ولما قال له هذا ملآه من القوة ثم صعد إلى السموات بمجد عظيم.
ولما جاء الصباح قال الملك للجنود: إنطلقوا إلى السجن وأنظروا ماذا حدث لذلك النصراني لعله يكون قد مات وأراحنا؛ فلما دخل الجنود السجن وجدوه صحيحاً معافى كأنه لم يُعذب قط واقفاً على قدميه بخشوع شديد يسبح الرب بصوت مسموع، فأطرقوا بوجوههم إلى الأرض من هول المفاجأة ثم سجدوا بين يديه قائلين: نحن نتضرع إليك يا سيدنا ان تجعلنا عبيداً لإلهك ، أما القديس فعرفهم بالسيد المسيح ووعظهم وثبتهم فى الإيمان ثم حضروا معه إلى الملوك وهم يصيحون : نحن نصارى نعبد يسوع المسيح الإله الحقيقي، وأيضاً الجموع المحتشدة فى الطريق فلما رآوا مارجرجس يمشي صحيحاً ووجهه يضيء كالشمس رفعوا أصواتهم قائلين: نحن نصارىالمسيح، مسيحنا، يسوع، الكنيسة، معمودية، أسرار، تناول، ترانيم، تأملات، قصص، تاريخ الكنيسة، أقوال آباء، الكتاب المقدس، أسفار، آيات، تفاسير، كتب كنيسة، المكتبة القبطية، ألحان، أشعار، الإرشاد الكنسي، ربنا يسوع المسيح، إبن الله الحي، مقالات، برامج، البابا شنودة الثالث حقاً ليس إله فى السماء وعلى الأرض سوى إله جرجس يسوع المسيح ربنا كلنا ونحن بأجمعنا عبيد له.
حينئذ خجل أولئك الملوك الكفرة وغضبوا غضباً عظيماً وأمروا الجنود أن يحصوا عدد الجموع الذين آمنوا ويخرجوهم إلى خارج المدينة وتقطع رؤوسهم بحد السيف، وهكذا أكملوا شهادتهم ونالوا الأكاليل التى لا تضمحل فى اليوم الخامس والعشرين من شهر أبيب وكان عددهم ألفين وأربعمائة شخص وثمانية جنود.