ثلاث ميتات قد مات على اسمه القدوس وأحياه رب القوات المحي كل نفوس (الموت الثالث)
ظن الملوك أن فى إمكانهم أن يظهروا عجز القديس مارجرجس وإلهه أمام الجموع فإستدعوه وقالوا له يوجد قبر قريب منا والمطلوب أن تقيم الأموات الذين فيه ظانين بذلك أنهم يعجزونه، فإستجاب مارجرجس إلى طلبهم من أجل إيمان الجموع المحتشدة وطلب منهم أن يفتحوا القبر ويخرجوا العظام ... فأمر الملك جنوده ففتحوا القبر وأخرجوا ما فيه من التراب والعظام التى كانت قد بليت من طول الزمن وأيضاً الأكفان التى تهرأت ووضعوها أمام مارجرجس أما هو فجثى على ركبتيه وصلى إلى الله بخشوع قائلاً :
"ليس لنا يارب لكن لإسمك أعط مجداً من أجل رحمتك من أجل أمانتك" وللوقت كانت زلزلة عظيمة وبروق ورعود وحلَّ روح الله على تلك العظام وذلك التراب العتيق وللوقت قام خمسة رجال وتسعة نساء وصبي من الموت.
فوقع خوف على الملوك وكل الحاضرين هناك لأجل تلك الأعجوبة واضطربوا بأجمعهم ودعا الملوك واحداً من الذين قاموا من الموت وسالوه عن اسمه والمدة التى إنقضت منذ وفاته وعن دينه فقال الرجل أنه يعبد أبولون الصنم فلما مات ذهب إلى الجحيم لنه لم يؤمن بالله؛ فأجابه الملك أن عقله قد إختل وتاه من طول السنين ثم طلب من جميع الذين قاموا من الموت ان يسجدوا لأبولون فرفضوا؛ وآمن عدد كبير جداً من الجموع التى عاينت هذ الأعجوبة حينئذ خجل الملك وأمر الجند أن يضربوا مارجرجس بعصى مملوءة شوكاً حتى جرى دمه على الأرض ثم أخذه الجنود وحبسوه عند أفقر أرملة فى المدينة، وقام بحراسته مجموعة من الجنود فى بيت الأرملة وعندما طلب القديس مارجرجس من الأرملة خبزاً ليأكل لأنه كان له ستة أيام لم يذق طعاماً قط، إعتذرت المرآه بأن ليس فى بيتها خبزاً فسألها مارجرجس عن معبودها فاجابت أبولون؛ وتحنن قلب المرآه عليه فخرجت تطلب من الجيران خبزاً له؛ وأثناء ذلك كان القديس مارجرجس جالساً مستنداً على عمود خشب فى بيت الأرملة وللوقت أزهر ذلك العمود وتأصل فى الأرض وصارت له أغصان وفروع إرتفعت فوق سطح بيت تلك الأرملة ثم أحضر له رئيس الملائكة ميخائيل مائدة مملوءة من كل الخيرات ووضع من ذلك الخير على مائدة الأرملة حتى إمتلآت من المأكولات الفاخرة وبارك فى منزلها حتى إمتلآ من كل خير كمثل قصور الملوك؛ فلما رجعت الأرملة إلى بيتها ورآت ما كان من الأمر العجيب إذ البيت مملوء من الخيرات وتلك الخشبة قد صارت شجرة عظيمة حينئذ أسرعت وسجدت عند قدمي القديس قائلة فى نفسها: لعل هذا إله النصاري دخل بيتي بالجسد لكي يرحمني ويعينني ويخلصني لأني إمرآه فقيرة؛ فأمسك القديس بيدها وقال لها: إنهضي أنا لست إله النصارى ولكنني أعبده. حينئذ طلبت الأرملة منه أن يشفي إبنها وكان مفلوج وأعمى وأصم وأخرس وله من العمر تسع سنوات وهى تستحي (تخجل) أن يراه أحد ثم قالت له : إن جعلته يمشي ويرى ويسمع ويتكلم فأنا اؤمن بإلهك.
فأجاب القديس وقال لها : أحضلاي الصبي ههنا، فأحضرته ووضعته أمامه أما هو فقد صلى من أجله فوقعت من عينه قشور وأبصر الصبي فى الحال. ، فقالت المرأه : أطلب منك يا سيدي أن تجعله يسمع ويتكلم ويمشي أيضاً، فأجاب القديس هذا يكفيه الآن لكني سوف أحتاج إليه ليخدمني فى وقت ما وحينئذ سوف يُشفى تماماً وفى ذلك الوقت خرج الملوك السبعون يتمشون فى المدينة وبينما هم يسيرون رآى دقلديانوس (داديانوس) الشجرة التى أورقت فى بيت الأرملة فلما سأل الجنود عنها أجابوه أن هذا هو بيت الأرملة الذى فيه جرجس فتعجب الملك والذين معه جداً مما رآوه.
أمر الملك بإحضار جرجس إليه حيث ضربه الجنود بغير رحمة حتى تهرأ لحمه وأن يرفعوه على المعصرة ويأتوا بمشاعل نار ويجعلوها فى جنبيه حتى أسلم القديس الروح ثم أمر الملك أن يؤخذ جسد القديس ويطرح على جبل عال وكان الملك الكافر يظن أن طيور السماء تأتي وتآكله؛ فلما أصعد الجنود جسده على الجبل وطرحوه وما لبثوا أن ساروا مسافة قصيرة فى طريق عودتهم حتى أبرقت السماء وأرعدت رعوداً شديدة وإضطرب الجبل إضطراباً مُخيفاً وإذا بالرب يسوع المسيح قد أتى بمجده على سحابة وقال للقديس مارجرجس:"أنهض يا مُختاري جرجس وقم من النوم صحيحاً" وللوقت قام القديس من الموت يُسبح الرب ثم بدأ يجري خلف الجنود وهو يُصيح : تأنوا قليلاً يا إخوتي حتى أمضي معكم. فلما إلتفت الجنود ورائهم ورآوا القديس مارجرجس يجري خلفهم أخذتهم الدهشة والرعدة وبدأوا يتأملونه مُتسائلين فيما بينهم كيف قام هذا من الموت؟! وتذكروا كل المعجزات التى حدثت معه أثناء عذاباته، مما جعلهم يُعيدون التفكير فى معتقداتهم وعباداتهم للصنم أبولون وفى النهاية أعلنوا إيمانهم بالسيد المسيح إله القديس مارجرجس فوعظهم وشجعهم وثبتهم على الإيمان حتو وقفوا أمام الملك وقالوا له: نحن نؤمن بإله القديس مارجرجس واهب الحياة فنحن نصارى، عند ذلك بُهت الملوك لأجل هذا الأمر العظيم وإغتاظ الملك داديانوس ( دقلديانوس) فهددهم بالموت وتوعدهم فلم يتراجعوا بل أعلنوا شهوة قلوبهم للموت من أجل الرب عندئذ أمر الملك أن يُعلق أحدهم منكس الرأس والباقي يُقتلون بالسيف ثم يُلقون للأسود الجائعة وبذلك نال هؤلاء الجنود إكليل الشهادة.