القديس العظيم مارجرجس الروماني أمير الشهداء- شهادته للمسيح

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 
المجموعة: القديس العظيم مارجرجس الروماني أمير الشهداء الزيارات: 15260

49997610wf9شهادته للمسيح
ذهب جرجس إلى مدينة صور بالشام ليطلب من الملك أن يوليه على حكم فلسطين خلفاً ليسطس وقد أخذ معه أموالاً وهدايا كثيرة وكان فى صحبته ثلاثة من عبيده لخدمته، ولما وصل إلى صور وجد جموع الحكام والشعب يبخرون للأصنام وقد تركوا عبادة الإله الحقيقي، إذ أن الشيطان حسد إنتشار المسيحية فدخل فى قلوب الحكام وحرضهم ليثيروا إضطهاداً شديداً ضد المسيحيين.

وعندما صار داديانوس الفارسي (دقلديانوس) حاكماً على فينيقية كتب منشورات للحكام والرؤساء الذين فى مملكته ان يجتمعوا فى العاصمة حينئذ اجتمع سبعون حاكماً ثم أمر داديانوس  (دقلديانوس) الملك أن يحضروا كل آلات التعذيب ويضعوها أمامه وكانت عبارة عن:
أسرة نحاس، وفؤوس نحاس لكس العظام، ومنجنيقات(المنجنيق آلة حرب وهى عبارة عن جذع من الخشب المتين كالسنديان، أحد أطرافه كرأس الكبش ينتهي بحديد مدبب وكانت تستعمل لهدم الأسوار والحصون المعاصرة)، ومعاصر، وهنبازين، وكفوف حديد، وسكاكين لقطع الألسن، وكلابتين لقلع الأضراس، ومثاقيب حديد، ومناشر حادة، وبقية أصناف أدوات التعذيب ... وأقسم أنه إذا وجد أحداً لا يعبد آلهته فإنه يعذبه عذاباً شديداً لما رآت الجموع هذه الآلات وسمعوا تلك الأقسام خافوا جداً من العذاب حتى إن الذين كانوا على وشك الإيمان لما عاينوا آلات التعذيب تراجعوا وتركوا الإيمان ولمدة ثلاث سنوات كاملة إنقضت لم يجسر أحد أن يجاهر بمسيحيته حتى حضر إلى صور الشاب جرجس الذى لما رآى عبادة الأصنام حزن قلبه وإحتدت روحه فيه وفكر فى نفسه قائلاً : "لقد تركت مدينتي الحسنة المباركة والتى يُذكر فيها اسم الرب القدوس وحضرت إلى هنا لأطلب ولاية زائلة من هؤلاء الكفرة فلن يكن ذلك أبداً بل أني سأطلب المدينة الباقية فى ملكوت السموات". وجمع غلمانه وكتب لهم وثيقة حريتهم وأعطاهم جزءاً من الأموال والهدايا ووزع الباقي على الفقراء والمحتاجين ثم وقف أمام الرب فى صلاة عميقة يطلب فيها معونته لكي ما يشهد لإسمه القدوس أمام هؤلاء الملوك. وبعد ذلك ذهب إلى الملك الكافر وأعلن بشجاعة أنه مسيحي يعبد الله وحده؛ فلما رآه الملك حسناً فى قامته، بهياً فى شخصه، جميلاً فى منظره، عند ذلك أدرك الملك الكافر أنه شريف النسب ابن أمير رفيع المنزلة وقال له: فليكن معلوماً عندك أننا جميعاً أحياء على الأرض بفضل وإنعام آلهتنا ونحن اليوم لهم عابدون وعندهم محبوبون وأنت أيضاً تكون من جملتنا ومساوي لنا فى الشرف والكرامة إذا قدمت السجود لآلهتنا؛ فإنني للآن منذ جلست ههنا لي ثلاث سنوات ومعي هؤلاء الملوك التسعة والستون لم نسمع قط مثل هذا الكلام  : (أنا مسيحي نصراني) سوى من فمك اليوم  ولذلك تحققت فى ذاتي أنك شريف النسب، وأنك شجاع واثق من قوتك لذلك لم تكترث بكثرة الجيوش ولم يعنيك أمر هيبة الملك والعساكر المحيطة بك .... وإستمر الملك فى صياحه غاضباً : فليكن أمراً ظاهراً لك ومعروفاً عندك أيها العزيز أنك لم تزدر بنا وحدنا لكن الآلهة أيضاً احتقرتها وأهنتها ولهذا يجب عليك من الآن أن تتوب وتستعطف الآلهة بقلبك وتسجد لها وتطلب منها أن تغفر لك ما سلف وقلته فى جهلك وأنا أيضاً وجميع هؤلاء الملوك نقبلك كقبول ابن محبوب وعزيز عندنا ونغفر لك ونسامحك على جميع ما قد فرط منك ثم تنال من حسن تدبير الآلهة كرامات جزيلة ومنزلة ملوكية رفيعة وتكون أميراً على عشرة مدن وكل تخومها حيثما أردت من هذا العالم كله.
فأجاب الشجاع الشديد القلب جرجس: ملعونة هى أصنامك النجسة التى تدعوها آلهة وليست هى كذلك لكنها أوثان شياطين. ................. فغضب الملك الكافر وإستشاط غيظاً وقال له: إنني أكلمك كلام الوالد لولده وأشير عليك بما يرفعك إلى الكرامة والإجلال أما أنت فجاهل وكمن ليس له معرفة؛ فقل لنا من أين أنت؟ وما هو اسم أبويك؟! وما سبب حضورك إلى هنا؟ ؛ أما الأمير المغبوط مارجرجس فلم يشأ أن يعلمه بإسمه ولا يعرفه بمنزلة أبويه وكرامتهما، فقال الملك الكافر وبقية الملوك: نحن نقسم عليك أيها الفتى بيسوع المسيح الذى تدعوه أنت إلهك، أن تعلمنا بإسمك واسم أبيك، وهل لك أخوة أو أخوات؟ وماذا تلتمس ولأي سبب حضرت إلى هذه المدينة؟
فأجابهم قائلاً: لأجل أنكم أقسمتم على بإسم السيد المسيح إلهي فلا أخفي عنكم شيئاً فأنا جرجس ابن أنسطاسيوس أمير وحاكم مليطة مسيحي نصراني ابن نصراني وليس أحد فى جنسي يعبد الأصنام.

فلما علم الملوك أنه ابن أمير عظيم كريم المنزلة بدأوا يلاطفونه محاولين أن يستميلوه قائلين: قد تحققنا الآن كرامة جنسك وشرف منزلتك والآن هلم وكن خاضعاً وطائعاً لنا وتقبل رآينا ومشورتنا وقرب لآلهتنا المكرمة الطاهرة لتنال كرامات جزيلة منا.
أجابهم قائلاً: أعلموني لمن من الآلهة تريدون أن أسجد؟! فأجاب الملك وقال : أريد أن تحمل القربان لأبولون الذى رفع السماء وبوسيدون الذي ثبت الأرض.
فقال الطوباوي مارجرجس : أما تستحي أن تدعو الشياطين آلهة لك؟! ولكن ليس من أجلك ولا من أجل هؤلاء الملوك الكفرة الموافقين لرأيك ولكن لأجل هذه الجموع الحاضرة أتحدث عن عمل الله الذى خلق السماء والأرض والبحر وكل ما فيها وعن أنبيائه الأبرار ... وبدأ بشجاعة فائقة يكلم الجموع عن الإيمان وختم حديثه قائلاً: والآن، أخزى أيها الملك لأن آلهتك ليست آلهة بل هى أصنام ليس لها روح لا ترى ولا تسمع.
فلما سمع ذلك الملك الكافر إمتلآ غضباً وحنكاً عليه وأمر بعذابه.