شــهود المـيـلاد - للقمص ميخائيل جرجس

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 

father-mikhael-girgis-saleebباسم الآب والابن والروح القدس
الإله الواحد آمين
مقدمة    
يقول سفر الأعمال أن الله "لم يترك نفسه بلا شاهد"(1).. لذلك سنتكلم بمناسبة عيد الميلاد المجيد عن شهود الميلاد ..
أول شاهد
هو رئيس الملائكة جبرائيل الذى أبلغ العذراء مريم بالحبل المقدس ..
وهو الرئيس الثانى فى الرؤساء السبعة الواقفين أمام العرش الإلهى(2).

 ويذكر لما الإنجيل قائلاً "فى الشهر السادس أرسل جبرائيل الملاك من الله إلى مدينة من الجليل إسمها ناصرة إلى عذراء مخطوبة لرجل من بيت داود اسمه يوسف واسم العذراء مريم فدخل الملاك وقال سلام لكِ أيتها الممتلئة نعمة الرب معك مباركة أنتِ فى النساء فقال لها الملاك لا تخافى يا مريم لأنك وجدت نعمة عند الله وها أنت ستحبلين وتلدين ابناً وتسمينه يسوع هذا يكون عظيماً وابن العلى يدعى"(3).

ثانى شاهد
هى العذراء مريم والدة الإله التى سمعت الخبر الإلهى من رئيس الملائكة جبرائيل .. الملاك المبشر.
والعذراء مريم إنسانة متضعة جداً لذلك قالت لرئيس الملائكة جبرائيل "هوذا
 (1)- (أع 14: 17).         (2)- (رؤ4: 5) "وأمام العرش سبعة مصابيح نار متقدة هى سبعة أرواح الله".        (3)-(لو1: 26- 33).
أنا أمة الرب ليكن لى كقولك"(1).     
وكلمة أمة معناها عبدة !!
فتصوروا أم الإله تقول عن نفسها عبدة !!
رئيس الملائكة جبرائيل يبشر العذراء مريم بالحبل الإلهى
وفى تسبحتها الشهيرة قالت "تعظم نفسى الرب وتبتهج روحى بالله مخلصى لأنه نظر إلى اتضاع أمته"(2).
أى كررت نفس العبارة مرة أخرى معلنة أنها مجرد أمة عند الرب. فهى تشعر بالاتضاع من داخلها، وسلوكها يدل على ذلك فلما سمعت من رئيس الملائكة جبرائيل أن نسيبتها أليصابات حبلى بابن فى شيخوختها"(3).  
يقول الإنجيل "فقامت مريم فى تلك الأيام وذهبت بسرعة إلى الجبال إلى مدينة يهوذا وسلمت على أليصابات ثم مكثت مريم عندها نحو ثلاثة أشهر ثم رجعت إلى بيتها"(4).
من اتضاع العذراء مريم ذهابها إلى بيت زكريا لكى تبارك لأليصابات ولكى تخدمها ثلاثة أشهر.
 (1)-(لو1: 38).                (2)-(لو1: 46- 48).
 (3)-(لو1: 36).                (4)-(لو1: 39، 56).
العذراء المتضعة
ثالث شـاهد
   يحدثنا إنجيل القديس متى عن القديس يوسف النجار .. الذى كان خطيباً لمريم العذراء(1).. وجد مريم حبلى بدون أن يتزوجا فاندهش لهذا الأمر .. ولكن الله لم يتركه فى حيرة بل أرسل له ملاك ليطمئنه عن هذا الحبل ..
   ويقول الإنجيلى "أما ولادة يسوع المسيح فكانت هكذا. لما كانت مريم أمه مخطوبة ليوسف قبل أن يجتمعا وجدت حبلى من الروح القدس. فيوسف رجلها إذ كان باراً ولم يشأ أن يشهرها أراد تخليتها سراً. ولكن فيما هو متفكر فى هذه الأمور إذا ملاك الرب قد ظهر له فى حلم قائلاً يا يوسف ابن داود لا تخف أن تأخذ مريم امرأتك لأن الذى حُبل به فيها هو من الروح القدس"(2).

 (1)-(مت1: 18).                (2)-(مت1: 18- 20).
   ويكمل الإنجيل قائلاً "فلما استيقظ يوسف من النوم فعل كما أمره ملاك الرب وأخذ امرأته ولم يعرفها حتى ولدت ابنها البكر ودعا اسمه يسوع"(1).   
   وظل يوسف البار يلازم العائلة المقدسة فى الذهاب إلى بيت لحم، ثم إلى مصر، ثم الرجوع إلى الناصرة .. وأكمل رسالته كشاهد للميلاد ومرافق للعائلة المقدسة.
رابع شـاهد
   يحدثنا إنجيل القديس لوقا عن ظهور الملائكة للرعاة حيث يقول "وكان فى تلك الكورة رعاة متبدين يحرسون حراسات الليل على رعيتهم. وإذا ملاك الرب وقف بهم ومجد الرب أضاء حولهم فخافوا خـوفاً عظيماً. فقال لهم الملاك لا تخافوا فها أنا أبشـركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب. إنه ولد لكم اليوم فى مدينة داود مخلص هو المسـيح الرب. وهذه لكم العلامة تجدون طفلاً مقمطاً مضجعاً فى مذود"(2).    
   ثم يكمل القديس لوقا كلامه عن الرعاة قائلاً "ولما مضت عنهم الملائكة قال الرجال الرعاة بعضهم لبعض لنذهب الآن إلى بيت لحم وننظر هذا الأمر الواقع الذى أعلمنا به الرب. فجاءوا مسرعين ووجدوا مريم ويوسف والطفل مضجعاً فى المذود. فلما رأوه أخبروا بالكلام الذى قيل لهم عن هذا الصبى. وكل الذين سمعوا تعجبوا مما قيل لهم من الرعاة. وأما مريم فكانت تحفظ جميع هذا الكلام
 (1)-(مت1: 24).                (2)-(لو2: 8- 12).
متفكرة به فى قلبها ثم رجـع الرعاة وهم يمجـدون الله ويسبحونه على كل ما سمعوه ورأوه كما قيل لهم"(1).
خامس شاهد
   يقول القديس لوقا "وظهر بغتة مع الملاك جمهور من الجند السماوى مسبحين الله وقائلين المجد لله فى الأعالى وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة"(2).
   فهؤلاء الملائكة هم شهود أيضاً للميلاد وتسبحتهم ظلت خالدة مدى الأيام.
الرعاة والملائكة

 (1)-(لو2: 15- 20).                (2)-(لو2: 13).  
سادس شاهد
   سمعان الشيخ حمل الطفل يسوع على ذراعيه فى الهيكل وقال "الآن تطلق عبدك يا سيد حسب قولك بسلام. لأن عينى قد أبصرتا خلاصك. الذى أعـددته قدام وجه جميع الشعوب. نور إعلان للأمم ومجداً لشعبك إسرائيل. وكان يوسف وأمه يتعجبان مما قيـل فيه. وباركهما سـمعان وقال لمريم أمه ها أن هـذا قد وضع لسقوط وقيام كثيرين فى إسرائيل ولعلامة تقاوم. وأنت أيضاً يجـوز فى نفسك سيف لتعلن أفكار من قلوب كثيرة"(1).
   من هو سمعان الشيخ ؟
   هو أحد السبعين شيخاً الذين كُلفوا من قبل بطليموس فيلادفيوس فى القرن الثالث قبل الميلاد أن يقوموا بترجمة العهد القديم من اللغة العبرية إلى اللغة اليونانية حيث كان البطالمة يحكمون مصر فى ذلك الوقت.
   وكان الجزء المطلوب ترجمته فى أشعياء النبى "هوذا العذراء تحبل وتلد ابناً ويدعونه عمانوئيل"(2).
 (1)-(لو2: 29- 35).            (2)-(أش7: 14).
   فجاء لكلمة عذراء وقال كيف تحبل العذراء ؟ إننى استبدلها بكلمة فتاة (نينس)، فتكون مقبولة لدى اليونانيين لئلا يسخروا من الكتاب المقدس ..
   فجاءه الوحى الإلهى وقال له [ أكتب كلمة عذراء = بارثينوس، لأن التى ستحبل هى عذراء وستكون عذراء على الدوام ].
   ولن ترى الموت حتى ترى العذراء، والمسيح المولود منها.
   وفعلاً عاش سمعان حوالى 320 عاماً قبل أن يأتى إلى الهيكل بالروح القدس ويرى العذراء، والطفل المولود منها المدعو مسيح الرب كما ذكرنا.  
سابع شاهد
   يقول إنجيل لوقا "كانت نبية حَنة بنت فنوئيل من سبط أشير وهى متقدمة فى أيام كثيرة قد عاشت مع زوج سبع سنين بعد بكوريتها. وهى أرملة نحو أربـع وثمانين سنة لا تفارق الهيكل عابدة بأصوام وطلبات ليـلاً ونهاراً. فهى فى تلك السـاعة وقفت تسـبح الرب وتكلمت عنه مـع جـميع المنتظرين فـداء فى أورشليم"(1).     
   فحَنَّة النبية شاهد على ميلاد المسيح ورأته وتكلمت عنه عندما دخلت أمه العذراء مريم "لتقدم للرب كما هـو مكتوب فى ناموس موسى أن كل ذكر فاتح رحم يدعى قدوساً للرب لكى يقدموا ذبيحة كما قبل فى ناموس الرب زوج يمام أو فرخى حمام"(2).

ثامن شاهد
   أليصابات زوجة زكريا الكاهن اعترفت بالرب يسوع وهو فى بطن أمه بالروح القدس عندما زارتها العذراء مريم للتهنئة بالحبل ليوحنا المعمدان ..
   ويقول القديس لوقا "فقامت مريم فى تلك الأيام وذهبت بسرعة إلى الجبال إلى مدينة يهوذا. ودخلت بيت زكريا وسلمت على اليصابات. فلما سمعت اليصابات سـلام مـريم ارتكض الجنين فى بطنها وامتلات اليصابات من الروح القدس.
 (1)-(لو2: 36- 38).            (2)-(لو2: 22- 24).
وصرخت بصوت عظيم وقالـت مباركـة أنت فى النسـاء ومباركة هى ثمرة بطنك. فمن أين لى هذا أن تأتى أم ربى إلى. فهوذا حين صار صوت سـلامك فى أذنى ارتكض الجنين بإبتهاج فى بطنى. فطوبى للتى آمنت أن يتم ما قيل لها من قبل الرب"(1).    
"من أين لى أن تأتى أم ربى إلىّ"
 (1)-(لو1: 39- 45).
تاسع شاهد
   يروى لنا القديس متى الرسول قائلاً "ولما ولد يسوع فى بيت لحم اليهودية فى أيام هيرودس الملك إذا مجوس من المشرق قد جاءوا إلى أورشليم قائلين أين هو المولود ملك اليهود فإننا رأينا نجمه فى المشرق وأتينا لنسجد له"(1).
   من هم هؤلاء المجوس ؟
   كلمة مجوس كلمة فارسية تعنى (كهنة)، ورتبتهم تقع بين الحاكم والشعب، وكانوا يسكنون فى بلاد مادى وفارس، ويعتنقون دين (زارادشت) وكانوا يتعمقون فى علوم الفلك والنجوم والفلسفة(2).
   وتقول دائرة المعارف الكتابية [ تلعب زيارة المجوس لبيت لحم دوراً هاماً.. فمن البداية تعلن حقيقة شخصية الطفل المولود باعتباره (مسيا إسرائيل) الذى طال انتظاره تحقيقاً للنبوات أولاً فى ظهور النجم إذ يبدو أنهم كانوا على علم بنبوة بلعام التى تقول "يبرز كوكب من يعقوب ويقوم قضيب من إسرائيل"(3).
   وأيضاً نبوة ميخا عن بيت لحم يهوذا التى منها سيخرج "الذى يكون متسلطاً على إسرائيل ومخارجه منذ القديم منذ أيام الأزل"(4).
   كما أن تقديم الهدايا يستحضر للذهن الوعود النبوية الواردة فى المزامير :
  "من هيكلك فوق أورشليم لك تقدم ملوك هدايا"(5).     
   "ملوك ترشيش والجزائر يرسلون تقدمة. ملوك شبا وسبا يقدمون هدية. ويسجد له كل الملوك كل الأمم تتعبد له"(6).
عاشر شاهد
   النجم الذى ظهر للمجوس بحجم كبير .. وكان رمزه عندهم أنه يرمز لملك عظيم، ويقول القديـس يوحنا ذهبى الفم أن هـذا النجم هو قوة إلهية أو ملاك

 (1)-(مت2: 1، 2).            (2)- قاموس الكتاب المقدس ص842.
 (3)- الجزء السابع ص104.            (4)-(عد24: 17، أش60: 1- 3).
 (5)-(مى 5: 2).                (6)-(مز68: 29).
أرسله الله ليرشدهم لمكان ميلاد المسيح .. فقد قادهم هذا النجم من بلاد فارس إلى أورشليم ثم إلى بيت لحم، ثم إلى المكان الذى يوجد فيه الطفل يسوع "وإذا النجم الذى رأوه فى المشرق يتقدمهم حتى جاء ووقف حيث كان الصبى فلما رأوا النجم فرحوا فرحاً عظيماً جداً"(1).
المجوس يشاهدون نجماً عظيماً فى السماء
 (1)-(مت2: 9).
   ولا يمكن أن يكون نجماً عادياً لأنه سار فى إتجاه معاكس لسير النجوم ونزل من السماء إلى فوق المنزل الذى ولد فيه المسيح فهذا النجم شاهد على ميلاد المسيح لأنه قاد المجوس من بلاد بعيدة .. بلاد فارس إلى بيت لحم.
الشاهد الأحد عشر
   وهو هيرودس الملك، وقد علم خبر ميلاد المسيح من المجوس الذين حضروا إلى أورشليم كما يخبرنا إنجيل القديس متى الرسول "ولما ولد يسوع فى بيت لحم اليهودية فى أيام هيرودس الملك إذا مجوس من المشـرق قـد جاءوا إلى أورشليم. قائلين أين هو المولود ملك اليهود فإننا رأينا نجمه فى المشـرق وأتينا لنسجد له"(1).
   فلما سمع هيرودس الملك أنه ولد ملك جديد لليهود اضطرب جداً، وقال فى نفسه كيف يكون هناك ملك غيرى لليهود ؟!
   "فلما سمع هيرودس الملك اضطرب وجميع أورشليم معه. فجمع كل رؤساء الكهنة وكتبة الشعب وسألهم أين يولد المسيح. فقالوا له فى بيت لحم اليهودية لأنه هكذا مكتوب بالنبى. وأنت يا بيت لحم أرض يهـوذا لسـت الصغرى بين رؤساء يهوذا لأن منك يخرج مدبر يرعى شعبى إسرائيل"(2).  
   ويقول القديس متى "حينئذ دعا هيرودس المجوس سراً وتحقق منهم زمان النجم الذى ظهر. ثم أرسلهم إلى بيت لحم وقال اذهبـوا وافحصوا بالتدقيق عن الصبى ومتى وجدتموه فاخبرونى لكى آتى أنا أيضاً وأسجد له"(3).
   طبعاً لم يكن هذا فكر هيرودس بل أراد أن يقتل المولود ..
   لذلك يقول القديس متى "حينئذ لما رأى هيرودس أن المجوس سخروا به غضب جداً فأرسل وقتل جميع الصبيان الذين فى بيت لحم وفى كل تخومها من ابن سنتين فما دون بحسب الزمان الذى تحققه من المجوس"(4).     
 (1)-(مت2: 1).                (2)-(مت2: 3- 6).
 (3)-(مت2: 7، 8).            (4)-(مت2: 16).
الملك هيرودس يسأل الكتبة والكهنة
عن مكان وميعاد ميلاد المسيح

الشاهد الثانى عشر
   رؤساء الكهنة وكتبة الشعب الذين سألهم هيرودس عن مكان ميلاد المسيح "فقالوا له فى بيت لحم اليهودية لأنه هكذا مكتوب بالنبى. وأنت يا بيت لحم أرض يهوذا لسـت الصغرى بين رؤسـاء يهوذا لأن منك يخرج مدبر يرعى شعبى إسرائيل"(1).
   فرؤساء الكهنة وكتبة الشعب حاملى التوراة والشريعة يعلمون النبوات وينتظرون مجئ المدبر والمخلص الذى يرعى شعب إسرائيل، وهم شهدوا بذلك أمام هيرودس الملك.
شهود آخرين
   وهناك شهود كثيرين آخرين يذكرهم الإنجيل المقدس ضمن حوادث الميلاد فالرعاة الذين رأوا الطفل فى بيت لحم يقول إنجيل متى "فلما رأوه أخبروا بالكلام الذى قيل لهم عن هذا الصبى ثم رجع الرعاة وهم يمجدون الله ويسبحونه على كل ما سمعوه ورأوه كما قيل لهم"(2).
   وطبعاً كثير من الناس سمعوا ما قاله الرعاة عن الطفل المولود.
   ولما دخل المجوس أورشليم وقابلوا هيرودس الملك يقول إنجيل متى "فلما سمع هيرودس الملك اضطرب وجميع أورشليم معه"(3).
   فكل أورشليم سمعت بخبر الميلاد عند حضور المجوس إليها .. ويعوزنا الوقت لو تكلمنا عن رحلة العائلة المقدسة إلى مصر والمعجزات التى تمت فيها، والمصريين الذين تقابلوا مع الأسرة المقدسة، وعرفوا منهم ميلاد المسيح الذى بارك أماكن كثيرة هناك.
   إن التلاميذ بشروا بالمسيح فى كل المسكونة، فهل أنت تشترك معهم، وتبشر عن المسيح .. سواء بأعمالك الصالحة أو قدوتك أمام الآخرين أو كلامك عنه فى كل مناسبة ..
   ربنا يعطينا بركة خاصة فى عيد الميلاد المجيد لكى نحتفل بالمسيح فى قلوبنا وفى منازلنا وفى كل مكان نذهب إليه، ولربنا المجد الدائم إلى الأبد آمين.        
 (1)-(مت2: 5).        (2)-(لو2: 17- 19).        (3)-(مت2: 3).   

أضف تعليق


كود امني
تحديث

تم التطوير بواسطة شركة ايجى مى دوت كوم
تصميم مواقع مصر - ايجى مى دوت كوم