فلسفة للصف الثالث محاضرات فى المنطق

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 


محاضرات فى المنطق
اعداد استاذ / ايهاب مكرم
المنطق فى حياتنا اليوبية

الانسان منطقى بطبعة واذا كانت عاده المفكرين قد جرت على تعريق الانسان بانه " حيوان مفكر " فان التفكير " قد يكون خاصيه فريده فى الانسان اذ ان سلوك بعض الحيوانات حين تواجه مشكله من المشكلات قد ينطوى على شكل ما من اشكال التفكير . ولكن لاشك فى ان التفكير عند الانسان يختلف من حيث الدرجة على الاقل – عن " التفكير " عند يقبه الحيوانات ، ويبدو ان هذه الدرجة تبلغ حدا من الكبر يجعل من الصعب ان يطلق لفظ " مفكر " بنفس المعنى على كل من الانسان والحيوان ويصبح إستخدام هذه الصفة مقصوراً على الإنسان وحده على أسا أنه الكائن الذى يتمتع بنعمة العقل أو الذكاء

 

س – هل نحن حقيقة نمارس التفكير المنطقى فى حياتنا اليومية ؟؟

الرد سيكون بالإيجاب طبعاً . لأنه من بين التعريفات الهامة للمنطق أنه على الاستدلال المباشر وغير المباشر ( أى كيف نستدل على شئ من شئ آخر ) سواء تم ذلك بواسطة أو بدون واسطة . ولو وضعنا هذا المعنى موضع الأعتبار وحاولنا ان نحلل ما نقوم به فى واقع حياتنا اليومية لتين لنا أننا نمارس هذا النوع من التفكير المنطقى

س1 عرف كل من : الاستدلال والمنطق

س 2 أذكر قوانين الفكر الأساسية كما قسمها أرسطو

س 3 أذكر أهم العوامل التى تؤدى إلى الخطأ فى التفكير

تعريف المنطق

اللفظ الإنجليزى Logic شنق فى اللفظ اليونانى [ Logos - لوجوس ] الذى يعنى العقل أو الكلام

ومن الملاحظ أن هذا اللفظ يرد كمقطع فى كثير من أسماء العلوم مثل

[ جيو – لوجيا geo – Logy ] [ بيو – لوجيا Bio –Logy ]

[ سيكو – لوجيا Sycho – Logy

وغيرها ، ليدل على البحث المنظم عن القوانين والمبادئ العامة التى يتوصل إليها العلم الجزئى وفقاً لبعض المعايير العقلية والإجراءات التجربيه

أهمية المنطق

إذا نظرنا إليه بوصفه علماً فدراسة المنطق تقدم للدراس " فهماً " لطبيعة مبادئ الاستدلال المنطقى , مناهجه

دراسة المنطق بوصفه فناً فأنهاتساعد الدراسى على تنمية قواه الخاصة بالتفكير الدقيق بحيث يمكنه أن يقدم لنتائجه الدليل على صحتها بشكل واضح

إن المنطق يجعل القارئ على درايه بالفرق بين الميل إلى شئ تحت تأثير الوسائل السكولوجيه المتعددة مثل [ الجاذبية العاطفية – الضغوط الأغلبية ] وبين [ الأقتناع العقلى بالدليل والتفكير الكمنطقيين ]

إن المنطق يجعل القارئ على دعى بغموض الألفاظ وبالوظائف المتعددة للغه وهذا من شأنه أن يشجعه على أن يكون أكثر دقة وبالتالى أكثر قدرة على أستخدام الرموز اللغوية

قوانين الفكر

يرى أرسطو أن هذه القوانين بديهيه وليست فى حاجة إلى برهان وأن جميع العلوم وكأنه صور الإستدلال تستند إليها

قوانين الفكر الإساسية تنقسم إلى ثلاثة هما

قانون الهوية

أ‌- هو أ أى ( الشئ ذاته

ب‌- المقصود بذلك أن الشئ هو ذاته بصفاته الأساسية الجوهرية مهما أختلفت صفاته العرضية

مثال

الإنسان هو الإنسان سواء كان أبيض أو أسود مصرياً أم أوروبياً

قانون عدم التناقص

أ‌- لا يمكن أن توصف بأنها ب أولا ب

الشئ لا يمكن أن يتصف بصفة ونقضيها فى نفس الوقت

مثال

لا يمكن وصف الطالب بأنه حاجز ولا حاجز فى نفس الوقت

قانون الثالث المرفوع

أ‌- إما أن تكون ب أو لا ب ولا ثالث لها

إن الشئ إما أن يتصف بصفة أو نقضيها ولا وسط بين النقيضين

مثال

إن الطالب إما أن يكون حاجزاً أو غير حاجزاً أولا ثالث لهما

ونلاحظ على هذه التعريفات التى يقدمها أرسط ملاحظتين

أولاً

أن قانون التناقص وقانون الثالث المرفوع مرتبطان إرتباطاً وثيقاً فما فة الواقع وجهان لعمله واحدة لأن كلا منهما مكمل للآخر

فنجده أحياناً يربط بينهما فى صيغة واحدة وكأن كل منهما يلزم الآخر فيقول

( كل شئ إما أن يكون مثبتاً أو منفياً . فالشئ لا يمكن أن يكون أولا يكون فى نفس الشئ )

ولو وضعنا قانون الهوية فى الأعتبار لرأيناه يقدم نفس الفكرة التى يقدمها القانونان الآخران

ثانياً : أن أرسطو – فيما يبدو – قد تخوف من الانتقادات التى يمكن أن توجه إلى قوانينه

أهم العوامل التى تؤدى إلى الخطأ فى التفكير

عوامل أساسية قد تؤدى بنا إلى الخطأ فى التفكير

التسرع فى إصدار الأحكام

التسرع فى الإجابة على الإمتحان تؤدى إلى الوقوع فى الخطأ

غصدار الأحكام العامة كان نقول أن كل سكان القرية لصوص لمجرد التعرض لحادث سرقة

العاطفة والأنفعال

لقد دعى الفيلوسوف الالمانى ( كنت ) إلى الأعتماد على العقل وليس على العاطفة التى تؤدى إلى الخطأ فمثلاً " عاطفة الأم تجاه أولادها تجعلها تتغاض عن الكثير من أخطأئهم مما يجعلهم يعتارون الخطأ

كما أن التفكير وإصدار الأحكام اثناء الإنفعال قد يؤدى إلى الخطأ

المصلحة الخاصة

يخطئ الكثيرون التفكير بسبب تغلب مصالحهم الشخصية

عد الدقة فى استخدام اللغة

دعى الفيلسوف الإنجيليزى ( بيكون ) إلى الدقة فى إستخدام اللغة

أ‌- هناك بعض الألفاظ ليس لها مدلول أى وجود مثل الغول

ب‌- هناك بعض الألفاظ لها أكثر من معنى مثل جين

ت‌- هناك بعض الألفاظ لها أكثر من إسم مثل أسد ليث غضنفر

مستوى المشكلة

الإنسان معرض للخطأ إذا تناول مشكلة تفوق قدراته مثل الطبيب الناشئ إذا حاول علاج شخصى ليس فى نطاق تخصصه نيؤدى ذلك إلى الخطأ

الإستدلال

التفكير الإنسانى والاستدلال المنطقى

الإنسان يفكر عندما يواجه مشكله ما . فيقوم بجمع المعلومات التى توصله إلى الحل . فهى بذلك ينتقل من المعلوم إلى المجهول

مثال محقق الشرطة

تعريف الأستدلال

هو الانتقال من مقدمه أو أكثر نعرفها أو نسلم بها وبصحتها إلى نتجة تلزم عنها

مكونات الاستدلال :

المقدمه أو المقدمات 2- النتيجة 3- علاقة منطقية تربط بين المقدمات والنتجة

مثال

كل العرب أحرار مقدمة أولى

كل المصريين عرب مقدمة ثانية

كل المصريين أحرار النتيجة

انواع الاستدلال

إستلال إستنباطى

غستلال إستقرائى

فالأول يهتم بالعلاقة الصورية بين الجمل والألفاظ دون الأهتمام بالمضمون

والثانى إستلدلال مادى يهتم بماده الفكر ويعتمد على المعطيات الحسية ( أى الرجوع إلى الواقع )

 

(( نظرية اللوغوس ))

 

نظرية اللوغوس في الفلسفة اليونانية القديمة


مقدمة عامة
يوجد نوعان من اللوغوس

اللوغوس باعتبار الكلمة الملفوظة او المنطوقة التي تصدر من الفعل وتعني به الكلمة او الكلام او الحوار او الجدل " المعني الخارجي "

اللوغوس باعتبار الكلمة الباطنة او الكائنة في العقل ونقصد به العقل او الفهم او الرأي او القوة الفكرية " المعني الباطني " .

معاني كبيرة لكلمة اللوغوس

لفظ لوغوس لها اكثر من معني علي مر العصور فقد استخدمها كل مفكر بمعني يختلف عن الآخر فمثلاً

اللوغوس عند هيراقليطس : هو المبدأ الأول ، القانون الذاتي الضروري الذي يدير العالم ، النار الصلية التي صدر عنها الكون

اللوغوس عند افلاطون : هو الحوار " الجدل " وذلك للوصول إلي الحقيقة وهي مناهضة لتعاليم السوفسطائيين الذين كانوا يستخدمون الجدل لذاته

اللوغوس عند ارسطو : جاء بمعني المنطق

اللوغوس عند الرواقين : المبدأ الفاعل في المادة والنار ذات الفعالية او الروح المتأجج في العالم او العناية الخيرة

اللوغوس عند افلوطين : هو الكائن من الكائنات المعقولة التي تصدر من العقل الكلي

اللوغوس عند فيلون الاسكندري : هو الكائن المتوسط بين الله والعالم

اللوغوس في الفلسفة الإسلامية : جاء عند ابن عربي بمعنيين ...

من الناحية الميتافيزيقية " ما وراء الطبيعة " هو العقل الكلي من الناحية الميتافيزيقية او القوة العاقلة المنبثة في الكون

من الناحية الصوفية هو نمنبع الوحي والإلهام

اللوغوس في الفلسفة المسيحية : هو الله ذاته وهو الأقنوم الثاني من الثالوث الأقدس كلمة الله ، عقل الله باعتباره ان الله وحده ثالوثية فالله ذات وهذه الذات لها كيان او وجود كما انها عاقله وحية

اللوغوس في الفلسفة الحديثة : جاء بمعني ملكه القصور او قو العقل نفسه ويظهر ذلك في فلسفة ديكارت و كنط " كنت"

هيراقليطس " اللوغوس " المبدأ الأول النار

افلاطون ط اللوغوس " المبدأ الأول الجدل

ارسطو " اللوغوس " المبدأ الأول المنطق

الرواقية " اللوغوس " المبدأ الأول المتأجج في العالم او الروح الخيرة

فيلون الاسكندري " اللوغوس" المبدأ الأول حاله وسط بين الله والعالم

اسئله : س1 ما الفرق بين اللوغوس في المسيحية وفيلون الاسكندري ؟

س2 اشرح معني كلمة اللوغوس كما درستها في الفلسفات المختلفة ؟

س3 تكلم عن المعاني المختلفة لكلمة لوغوس كما تناولتها كلا من الفلسفات اليونانية والمسيحية والفلسفة الحديثة ؟

المحاضرة الثانية (( نظرية اللوغوس عند هيراقليطس ))

ولد هيراقليطس في مدينة افسس بأسيا الصغري ولكن سرعان ما ترك هذه المدينة الي قرية قريبة من معبد ارطاميس تاركاً الناس ليختلي بنفسه ويتوفر علي التأمل والتفكير وقد احتقر عمه الناس وعادتهم واظهر كراهية شديدة نحو هوريموس وهزيوت لانهما نشرا الاساطير والاباطيل بين الناس كما احتقر فلسفة فيثاغورث واكسانوفان وذلك لاهتمامهم بالعلم الجزئي " عديم الاهمية في نظره "

وإهمالهم المعاني الكلية التي تمثل علمه العلم الحقيقي

لقب هيراقليطس بالغامض لانه كان يستخدم الرموز والتشبيهات ولكن عميقة وكان لها اثر بعيداً فيما بعد وهي التي خلدت اسمه . والشذارات 139 التي بنيت لنا من كتابه في الطبيعة تشهد بعمق فلسفه

يعتبر هيراقليطس اول مفكر يوناني قال بنظرية اللوغوس وليس لها أي علاقة بالتعليم المسيحي . ويقصد هيراقليطس قانوناً كلياً يدبر العالم وجوهراً ينبث في اجزاء الكون المتغيرة ، تعتبر شذارات هيراقليطس اقدم نصوص فلسفة يعبر فيها لأول مرة في تاريخ الفكر اليوناني القديم عن اللوغوس مبيناً ان لوغوس العالم او اللوغوس الكلي هو المبدأ العاقل في الوجود وهو قانون التغير ولو ان هيراقليطس لم يستطع ان يشرح لنا طبيعة اللوغوس الازلي ولا ماهيته وجوهره ، ومهما يكن من امر فينبغي ان نعرف إن منهج هيراقليطس منهج تصوفي منطقي إذ نادي بالاتحاد بالحقيقة ولذلك فهيراقليطس يعتبر أحق علي رأس الفلاسفة الذين جمعوا بين التصوف والمنطق علي السوء

المحاضرة الثالثة (( تابع ))

وقد عرف هيراقليطس اللوغوس الكلي عن طريق الالهام لا السمع لانه كان كاهناً في معبد ارطاميس وكان شائعاً لدي اليونانيين ان الكهنة يتصلون بالآلهة الوثنية ويعرفون الحاضر والمستقبل عن طريق ما يوحون به اليه

اللوغوس هو الحقيقة والجوهر الوحد للعالم المحسوس المتغير

لقد نادي هيراقليطس بنظرية في اللوغوس ليضع حقيقة مطلقة فوق التغير المحسوس فقد امن بوحدة الوجود وبالتغير المتصل او الصيرورة إذ قال بذلك فأنه امن بالمبدأ الواحد وان ما عداه هو مظاهر وظواهر له ، والوغوس هو المبدأ الواحد والجوهر الاوحد وهو الوثاق الذي يربط الظواهر المختلفة بعضها ببعض واسا كل شيء

ومذهب الوحدة وهو المذهب الذي اعتبر ان هناك جوهراً وحداً ومبدأ واحداً لجميع الاشياء ، هو اقدم مذهب ميتافيزيقا فنجد طاغيس يرجع جميع الأشياء الي اصل واحد هو الماء

زانكسمدريس ينادي بجوهر غير متعين هو اللامتناهي " أي ليس له نهاية " وانكسمدريس جعله أي المبدأ هو الهواء واللوغوس الازلي هو الذي يدبر العالم كما انه هو اللانهائي هو موضوع تأمل الفلاسفة والحقيقة الازلية مطلب الحكماء . والحكمة في ان يدرك الانسان اللوغوس الكلي وان ينصب اليه وان يتبعه

اللوغوس هو المبدأ للوجود وهو يشمل جميع الكائنات والكل به صنع وبواسطته تحدث جميع احداث العالم كما انه الواحد ، وما الكثرة الي نراها في العالم إلا اشكالا مختلفه له . ولا تنعدم هذه الاشكال المختلفة من الوجود إلا بانعدام الواحد نفسه

وقد ميز هيراقليطس بين اللوغوس باعتباره الواحد وبين الآلهه الاخري التقليدية الكثيرة التي عرفها عامة الناس . فتكلم عن الواحد باعتباره الكائن الإلهي او الحكمة او زيوس والواحد عند هيراقليطس يمثل الحقيقة افضل مما يمثلها الكثيرة بالرغم من ان الواحد والكثرة لانه نادي بأن الحقيقي هو الواحد والكثرة معاً وذلك لان افلاطون يؤمن بوجود العالم المعقول وان العالم المحسوس وما به من محسوسات انما هي اشباع للحقيقة . واما هيراقليطس بأن هي مظاهر مختلفة للواحد

المحاضرة الرابعة (( تابع ))

* اللوغوس ونظرية التغير المتصل

يمثل هيراقليطس الحقيقة التغير الدائم للاشياء بصورتين من واقع الحياة اليومية

الصورة الاولي : هي جريان الماء

الصورة الثانية : اضطرا النار

والصورة الثانية احب اليه من الصورة الاولي لان النار اسرع في الحركة واكثر دلاله علي التغير ولانه يري في النار المبدأ الاول في الوجود وتصدر عن الاشياء وتعود اليه ويقول في ذلك : " هناك تبادل بين جميع الاشياء والنار والعكس " فالتغير عند هيراقليطس هو حقيقة الوجود لانه القانون الذي يسير بوصية العالم وينادي هيراقليطس بان العالم في تغير مستمر والثبات ما هو الا حقيقة التغير ووحدة الكل هي وحدة التوافق والاتلاف الذي يوجد للاضداد " الاشياء التي ضد بعضها "

يقول في شذره من شذراته " الناس لا يفهمون كيف ان الشيء الذي يختلف مع نفسه يكون متوافقاً مع نفسه "

 

المحاضرة الخامسة (( تابع ))

فتوافق أو اختلاف العالم يعتمد علي ما فيه من تضاد كالحال مع القوس والقيثارة وعنده ان كل الاشياء انما تصدر من النار الاصلية التي تحرق بطبيعتها والاحتراق في حقيقة ما هو الا تغير وبهذه الوسيله يتحول الشيء باستمرار الي الاخر

والنار الأصلية هي نار لطيفة اثيريه ونسمة حارة عاقله ازلية هذه النار الصلية تخبو فتصير ناراً محسوسة ويتكاثف بعض البحر فيصير ارضاً وترتفع من الارض والبحر ابخره تتراكم فتصبح سحباً تلتهب وتنقدح منها البروق فتعود ناراً او تنطفيء هذه السحب فتكون الاعاصير وتعود النار الي البحر وتتكرر هذه الظاهرة الي ما لا نهاية ومن تقابل هذان التياران يتولد النبات والحيوان علي وجه الارض غير ان الناس تتخلص شيئاً فشيئاً مما تحولت اليه فيأتي وقت لا يوجد فيه سوي النار ويتكرر ذلك الي ما لا نهاية حسب اللوغوس الكلي باعتباره قانون العالم . وعند هيراقليطس النار هي الله وتتخذ صوراً نختلفة والقاباً مختلفة مثلها في ذلك الزهور تسمي بالعطر الذي يفوح منه والتغير صراع بين الاضداد يحل بعضها محل بعض والتغير او الصراع بين الاضداد عند هيراقليطس للحياة فلولا التغير او الصراع المستمر ما وجد شيء فان الاستقرار من وجه نظره هو موت وعدم . نلخص من كل ذلك ان النار الالهية الحياة او الوجود او التغير او الصيرورة وان اللوغوس ممتد بالتغير او الصراع بين الاضداد او اقل ان لوغوس العالم هو قانون التغير المتصل او الصيرورة الدائمة

المحاضرة السادسة (( تابع ))

اللوغوس هو النار الصلية

لقد نادي هيراقليطس بأن النار الاصلية هي المبدأ الاول ، والمبدأ العاقل للوجود وهي الجوهر الذي تصدر عنه ، وترجع اليه جميع الاشياء وهي فعاليه حارة عاقله ازلية وعنده ان نظام العالم ازلي لأزلية النار الخالدة وان هذه النار في الحقيقة هي جميع الاشياء في حالة امتداد متصل وصراع مستمر احتراق كامل ، وهكذا علم الفثاغوريون بخصوص النار فنادوا بوجود النار المركزية في وسط العالم وقد مجدوها ولقبوها او الالهه وموقد العالم والمصدر الاول للحياة وكل حركة كما ان هذه النار عند هيراقليطس ، هي حياة وقانون العالم وهي التغير والصراع بين الاضداد والصيرورة بل هي الإله وهي تنير الحياة والعالم . ولكن ينبغي لنا ان نلاحظ ان هيراقليطس لم ينظر الي النار علي انها إله شخص او ذاتي بل علي انها مجرد نبدأ باطني للعالم او قانون كلي منظم لكل الاشياء وقد دعا هيراقليطس هذه النار بعده القاب منها البرق والحاجة والامتلاء او الشبع والقانون . ولكن ما هي الاسباب التي دعت هيراقليطس ان يجعل النار الاصلية او الخالدة المب\أ اول للعالم

هناك باعثان بذلك

لان النار في تغير مستمر إذ الاشياء تخرج من النار ( المبدأ الأول) وتعود مره اخري

لان النار في وجودها وحياتها تعتمد علي الصراع والامتداد ، فهي اسرع حركة من جميع الاشياء اذن في النار تظهر الحياة والتغير الصيروري بأقصي وضوح من أي شيء اخر

اللوغوس هو قانون العالم

لابد ان نعرف اولا وقبل كل شيء ان هيراقليطس كما تكلم عن التغير والصراع بين الاضداد فقد تكلم بصراحة عن اللوغوس باعتباره قانون العالم ، انه يقصد بقانون العالم مبدأ الحياة والارادة الالهية التي يخضع لها كل ما في الوجود بل هي القوة العاقلة التي تدبر العالم والانسان بقواه العقلية المفطورة فيه يعرف اللوغوس لسببين

لان اللوغوس هو قانون العالم الضروري للوجود

لان هذا القانون موجوداً في داخلنا

والقانون الإلهي يحكم هذا العالم الذي يعيش فيه ، والذي يتركب من الاضداد كما انه يسود جميع المخلوقات وفي هذا الصدد يقول هيراقليطس

الحمير تؤثر التبن علي الذهب

يشرب السمك ماء البحر فيحيا به ويهلك الانسان اذا شربها

تساقي الاغنام بالضرب

إن جميع الاحداث والاشياء تحدث وفقاً لهذا الالهي سواء كانت إنسانية ام طبيعية يقول في شذرته الاولي ومع ان اللوغوس حقيقة ازلية الا ان الناس اغبياء يعجزون عن فهمه ليس فقط قبل سماعهم به بل حتي بعد سماعهم له لاول مرة ومع ان كل الاشياء تحدث وفقاً لهذا اللوغوس يبدو للناس كما لم تكن لهم به أي خبره ولان القانون الالهي منبث في كل الاشياء فانه يربط كل الاشياء بعضها ببعض ويوحدها حتي ان التغير نفسه يسير طبقاً لهذا القانون كما يسري هذا القانون في النار فتشتعل بمقدار وتخبو بمقدار كما يسري في صور الناس المختلفة التي تتحول اليها وقد فصل هيراقليطس عمل القانون الإلهي في كل ناحية من نواحي الوجود لان القوانين الطبيعية والانسانية مستمدة من القانون الالهي ، ويوصي هيراقليطس الناس ان يطيعوا هذا القانون الإلهي بل ويأمر جميع الناس ان يقوموا بالدفاع عن القانون الإلهي مثلما يدافعون عن اسوار مدنهم لانه هو اعظم واقدس من جميع القوانين الاخري وينادي هيراقليطس بأن اللوغوس هو القانون الالهي وانه قانون الحياة الانسانية بهذا يضع الأساسي الفلسفس لاتجاهاته الاخلاقية وهو يصرح بانه ينبغي ان يعمل الانسان علي يكتسب الحكمة من طريق معرفة القانون الإلهي

وخلاصة القول

أن اللوغوس الكلي عند هيراقليطس ليست قوة عاقلة مفارقه للعالم ولكنة موجود في العالم بل انه والعالم شيء واحد ، وانه موجود في كل مكان وفي كل انسان ومشترك بين جميع الخلق وما نفوسنا وعقولنا والا قبس منه ، ومنه نلنا قوة عقلية فلترفع نفوسنا اليه ونتأمل فيه لانه الحق والحقيقة الازلية

ما هو المنهج الذي اراد ديكارت ان يكون منهجاً للعلم والفلسفة

اشرح قاعدتين من المنهج العقلي لديكارت ؟

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اهم شيء في مدرسة الاسكندرية ارتباطها بالفلسفة

اهم اشهر الاباء من جهه ارتباطهم بالفلسفة بنينوس – اوريجانوس

مشكلة العقل والايمان

اوغسطين

جان اسكوت ارجين

انسلين

بونافينورا

توما الاكويني

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

مشكلة الاولوهية

ـــــــــــــــــــــــــ

ادله اثبات وجود الله

اوغسطين 3براهين

انسلين 4براهين

بونانتورا 3براهين

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المنطق

ـــــــــــ

عيوب منطق ارسطو

كيف عالج بيكون ديكارت منهج ارسطو

الاستدلال الرياضي والارسطي (مقارنه)

تعريف الرياضيات الكم المنفصل والكم المتصل

الرياضة نسج استنباطي

بناء النسق الرياضي من المقدمات اللامعرفات

المعرفات

البديهيات

 

هل من تأثير للفلسفة اليونانية
على

تعليم الإنجيل وعلى الفكر المسيحي بوجه عام

 

يذهب بعض أساتذة الفلسفة اليونانية ، إلى أن تعليم الإنجيل عن " الكلمة " – " اللوغوس " – يرد إلى أصول في الفلسفة اليونانية ، وكذلك يقول البعض بتأثير أفلوطين على الفكر المسيحي بوجه عام ، فماذا يقولون وما هو الرأي الصحيح ؟

تقول الدكتورة أميرة حلمي ، في معرض حديثها عن نظرية فليون في اللوغوس : ق أثرت هذه النظرية في العقيدة المسيحية ، وظهرت آثارها في إنجيل يوحنا . وهو الإنجيل الرابع الذي يرجح أن يكون قد كتب في القرن الثاني الميلادي ، وتأثر كاتبه بفيلون ، وان ذهب بعض المؤرخون الآخرين إلى العكس من ذلك إذ يرون ان فيلون هو الذي تأثر بالإنجيل الرابع

وفى حديثها عن الغنوسية تقول

يقال أنها ( أي الغنوسية ) أثرت أيضا في إنجيل يوحنا وهو الإنجيل الذي أدخل في المسيحية فكرة اللوغوي " . أما الأناجيل الثلاثة الأولى ( متى ومرقس ولوقا ) وهى المسماة الـSynoptic أي لا تفاقها مع بعض في الصورة العامة للمذهب ، فتميل إلى البساطة في تقديمها للعقيدة ، وتميل في تصويرها للمسيح إلى صورة المسيح الإنسان ، في حين يؤكد الإنجيل الرابع ، وهو إنجيل يوحنا ، الجانب الإلهي الميتافيزيقي . ولعل ما ساد هذا الإنجيل من أسرار ومن نزعة صوفية هو الذي قربه الى نفوس المصريين فى عصر ثقلت عليه أعباء الحياة حتى هربوا منها يلتمسون الأمن والسلام فى نظم الرهبنة والأديرة المنتشرة في الصحارى ، بل يقال أن إنجيل يوحنا كتب في الاسكندرية . وقد وجدت شخصيات كثيرة ادعت المسيحية وينطبق اسم الغنوسية على تفكيرها ، ومن أهمهم ماركيون Marcion وباسيليدس Basilide وفالنتينوس Valentinus . ولقد عاش الأخيران بالاسكندرية وعلما بها خلال القرن الثانى الميلادى . ويعتمد مذهبهم على فكرة الغنوسيس Gnosis أو المعرفة الصوفية التى تهدف الى الخلاص من العالم الحسي والاتحاد بالله

وفى حديثها عن الأفلاطونية الجديدة ، أشارت إلى أن تأثيرها امتد في أنحاء العالم اليونانى والروماني ، ثم بعد ذلك عزت العالم المسيحي

وفى الزعم بتأثير الفلسفة الرواقية على الفكر المسيحي ، كتب الدكتور عثمان أمين يقول

+ لم يخطر على بال أحد ممن كتبوا عن الرواقية أن ينازع في أن بينما وبين المسيحية فوارق كثيرة وعميقة . غير أننا إذا رجعنا إلى آراء بعض الباحثين وجدنا منهم من يرى في المذاهب الرواقية " تمهيدا للإنجيل " ، بل لقد ظهر باللغة الألمانية كتاب ذهب فيه صاحبه إلى أبعد من هذا ، فقرر أن الرواقية أصل المسيحية ، وجعل هذه العبارة نفسها عنوان كتابه

+ ومن المشهور لدى الباحثين في الإلهيات المسيحية ، أن رسائل بولس الرسول هي في لهجتها ومضمونها قريبة الشبه برسائل " سنكا " ومقالات " ابكتيتوس " . وتعليل ذلك ما هو معلوم من نشأة بولس الرسول ببلاد طرسوس في وسط شاعت فيه الأفكار الواقية

+ ثار بين الناظرين في تعاليم المسيحية ، جدل كثير حول مسألتي " الكلمة " " والروح القدس " وأصلهما ولكن بعض الباحثين قد لاحظ أن استعمال اللفظتين لم يكن جديدا ، بل كان شائعا فى المدرسة الرواقية خلال العهود المسيحية الأولى ومع ذلك فإننا لا نستطيع أن نقطع بأنهما لفظان رواقيان أصيلان ، فذلك أمر عسير ، بل نكتفي هنا بأن نذكر أن النظرية المسيحية التي تذهب إلى أن الله واحد ومتعدد في وقت واحد ، هي نظرة تمت إلى الفلسفة الرواقية بسبب وثيق . نعم أن عقيدة " الثالوث المقدس " المعروفة رجع في تخطيط أصولها إلى بولس الرسول ، ولكننا نلاحظ أن هذه الأصول مبسوطة فيما كتب " سنكا " لأول عهده بالكتابة ، إذ نراه يقول : شيئان يصحباننا أينما توجهنا : نصيبنا في السماء ذات النجوم من فوقنا والأرض من تحتنا ، ثم حقنا من النزعات الأخلاقية التي في صدورنا وتلك من نعم القوة العظمي التي أبدعت الكون . وهذه القوة نسميها تارة " الله المسيطر " وتارة " الحكمة اللاجسمانية " التي تخلق جليل الأعمال ، وتارة أخرى نسميها " الروح الإلهية " التي تجوس خلال الأشياء عظيمها وحقيرها "

وتحدث أيضا الدكتور على سامي النشار ( في كتابه : هيراقليطس فيلسوف التغير ) عن تأثير الفلسفة اليونانية في الإنجيل ، فقال

ظهر الأثر الهيراقليطي واضحا في فيلون فيلسوف اليهودية الكبير ، فقد اخذ بفكرة اللوغوس كما وضعها هيراقليطس . وقد أثر فيلون فى القديس يوحنا الإنجيلي أثرا كبيرا . بل ا المقارنة الدقيقة بين إنجيل يوحنا وبين أقوال فيلون ، وبالتالي أقوال هيراقليطس ، لتثبت كيف سيطر هيراقليطس واتباعه الرواقيون على القديس يوحنا وإنجيله ، وبهذا نص إلى أكبر أثر لهيراقليطس فيمن بعده ، وأعني المسيحية ممثلة في يوحنا . كأن فيلون قريب العد من المسيحية وقد بشر بأغلب مذاهبها . ث أتى القديس يوحنا فاعتنق آراء هيراقليطس . أن نظرية هيراقليطس في اللوغس أقرب ما تكون إلى عقيدة الحكمة أو المسيح . بل أنهم ذهبوا إلى أنه كان مسيحيا قبل المسيح نفسه . ولقد بدأ القديس يزحنا إنجيله كما هو معروف " في البدء كان الكلمة ( اللوغوس ) ، كل به كون وبغيره لم يكن شئ مما كون . فيه كانت الحياة " . وهذا تعبير هيراقليطي أخذه يوحنا الإنجيلي من هيراقليطس حقا أن يوحنا حاول بعد ذلك يصبغ نظرية هيراقليطس بصبغة مأخوذة من فيلون ، فقال : والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله " أن انه أضفي على نظرية اللوغوس مسحة خاصة . ولكن حتى هذه المسحة خاصة لا تختلف أبدا عن نظرية هيراقليطس في اللوغس . وان اللوغس عند هيراقليطس " هو حقيقة أيضا مطلقة فوق التغير المحسوس " وهو العلم التعيني فى جوهر الأوحد " ولم يقل يوحنا بأكثر من هذا ، ويستمر أثر هيراقليطس فى المسيحيين الأول ، فنرى القديس يوستينوس ( 103 – 167 ) يعرض لفكرة اللوغوس أو " الكلمة في ألفاظ رواقية ، أو بمعني أدق فى ألفاظ هيراقليطس . ومن الخطأ نقول بأنه يختلف عن هيراقليطس بأن اللوغوس عند هيراقليطس مبدأ مادى منبثة فى العالم متحد به ، وعنده هو موجود روحى مفارق للعالم مسيطر عليه تجسد البشرية من نير الخطية ، كما كان عند يوحنا الإنجيلي شخصا تاريخيا تجسدت فيه الكلمة . ان هيراقليطس يذهب أيضا إلى القول بأن الكلمة منبثة في الآراء المتغيرة ولكنها أيضا مفارقة ، كما ان هيراقليطس كان يذهب أيضا إلى أن الكلمة تجسدت فيه هو . فالمذهب المسيحي في الكلمة ، إنما هو كل تفسير واضح مؤكد للمذهب الهيراقليطس . وانتقل أثر هيراقليطس خلال الرواقية في كل من اكليمنضس الاسكندري ( 150 – 217 ) كما اثر أكبر الأثر في اوريجين الاسكندري ( 158 – 254 ) ص 273 – 275

وزعم أيضا ول ديورانت ، فى حديثه عن صله فلسفة هيراقليطس بالمسيحية ، ان مفهوم الكلمة ( اللوغوس ) عند هيراقليطس هو فى اللاهوت المسيحي ، الكلمة الإلهية أو الحكمة المجسدة التي يخلق الله بها الأشياء عنها ويحكمها ( ول ديورانت : حياة اليونان ص 268 – 269 )

وأشار رسل أيضا الى ما يزعم من تأثير الفلسفة اليونانية على تعليم الإنجيل ، فقال

قد أكد بحق " العميد انج " فى كتابه النفيس عن أفلوطين ما تدبر به المسيحية له ، فهو يقول : أن الأفلاطونية جزء من البناء الحيوي للاهوت المسيحي ، فلن تجد فلسفة أخرى – في رأيي – تستطيع أن تقترن بذلك اللاهوت دون أن يحدث بينهما تعارض . وهو يقول : انه يستحيل استحالة مطلقة أن تفصل الأفلاطونية عن المسيحية دون أن تمزق المسيحي تمزيقا . وهو يذكر لنا أن القديس اوغسطينوس يتحدث عن فلسفة افلاطون فيصفها بقوله :أنها أصفي وأشرق ما في الفلسفة كلها . ويصف افلوطين بقوله : انه رجل عاش أفلاطون في شخصيه حياة ثانية ولو قد عاش أكثر قليلا مما عاش لأمكنه أن يغير كلمات قليلة وعبارات قليلة فيصبح مسيحيا . وفى رأى العميد إنج ، أن القديس توما الاكوينى اقرب إلى أفلوطين منه إلى أرسطو الحقيقي . ويقول رسل : كان الجانب العقلي في ديانة أفلاطون هو الذي أدى بالمسيحية – وخصوصا بصاحب إنجيل القديس يوحنا – أن يوحد بين المسيح واللوغوس ( أي الكلمة )

وفى إنكار أن يكون كاتب الإنجيل حسب القديس يوحنا ، هو الرسول يوحنا ابن زبدى تلميذ السيد المسيح ، والإدعاء بأن كاتبه هو أحد فلاسفة مدرسة الإسكندرية ، كتب الدكتور شيلى في كتابه : مقارنة الأديان – المسيحية – الجزء الثاني ، مايلى

لهذا الإنجيل أهمية خاصة في دراسة ، ذلك لأن الإنجيل الذي نص صراحة على ألوهية السيد المسيح ، لا يقوى أن يكون حجة في هذا الباب . وهناك استدلال آخر يقلل من قيمة هذا الإنجيل أو يزيلها تماما . ويلزم لإيضاح هذا الاستدلال أن نعود إلى الوراء ، لنتذكر ما سبق أن قلناه من أن مدرسة الإسكندرية هي مصدر التثليث بألوهية المسيح . وفى ضوء هذا نسير في الاستدلان الشائع أن هذا الإنجيل كتب يوحنا الحواري الذي كان يحبه المسيح ويصطفيه . ولكن هذا الشائع لا أساس له من البراهين . وكثير من كتاب المسيحية يؤكدون أن هذا الإنجيل لابد أن يكون من كتابة يوحنا آخر لا علاقة له بيوحنا الحواري . وقد ورد في دائرة المعارف البريطانية ما يلي : أما إنجيل يوحنا فإنه لا مريه ولا شك كتاب مزور ، أراد صاحبه به معارضة اثنين من الحواريين يهدم بعضهما بعضا ، وهما القديسان يوحنا ومتي . وقد أدعي هذا الكاتب المزور في متن كتابه انه هو الحواري الذي يحبه المسيح ، فأخذت الكنيسة هذه الجملة على علاتها وجزمت بأن الكاتب هو يوحنا الحواري ، ووضعت اسمه على الكتاب قصدا ، مع أن صاحبه غير يوحنا يقينا . ولا يخرج هذا الكتاب عن كونه مثل بعض كتب التوراة التي لا رابطة بينها وبين من نسب إليه . وإنا لنرأف ونشفق على الذين يبذلون منتهى جهدهم ليربطوا ولو بأوهى رابطة ذلك الرجل الفلسفي الذي ألف هذا الكتاب في الجيل الثاني ، بالحوارى يوحنا صياد الجليل ، فإن أعمالهم تضيع عليهم لخبطهم على غير هدى . ومن يكون ذلك الرجل الفلسفى الذى ألف هذا الكتاب ونسبه الى يوحنا ؟ الإجابة سهلة فالتأليف الفلسفي روح مدرسة الاسكندرية . وعقيدة التثليث عقيدة مدرسة الاسكندرية . وآذن فالأستاذ استدلن على حق حينما قال ان كافة إنجيل يوحنا تصنيف طالب من طلبة الاسكندرية

وزعم الأستاذ أحمد عبد المنعم ، في كتابه عن المسيحية ، أن بولس الرسول أنكر الأناجيل الأخرى ونادى بإنجيل جديد ، انه اتخذ مصادره لهذه الديانة الجديدة من دراسته للفلسفة اليونانية ، فقد كان الفلسفة اليونانية وأراد أن يرضي فلاسفة اليونان والدولة الرومانية . فكانت مصدرا من مصادر دينه . وكذلك كان يدرس ديانة الوثنين في آسيا وغيرها ، وحصل على كثير من كتبها ، وكان يريد أن يرضي هؤلاء جميعا

 

وفى مقابل هذه المزعم التي تحاول أن تنتظر إلى الديانة المسيحية كديانة بشرية ،أو كمذهب فلسفي استقى عناصره من الفكر اليونانى السابق عليه أو من البيئة الثقافية التي سادت عصر الإنجيل ، نشر إلى آراء بعض الباحثين ، من أساتذة الفلسفة أو من الكتاب اللاهوتين ، الذين لهم نظرة مخالفة ، ويؤكدون أوجه الاختلاف بين الفكر المسيحي والفلسفة اليونانية ، مما يدعم أصالة التعاليم المسيحية كتعاليم إلهية مصدرها السماء وليس الأرض .. يقول الأستاذ يوسف كرم في كتابه

تاريخ الفلسفة اليونانية

قد أطال الباحثون النظر في أقوال فليون عن اللوغوس لقرب عهده من المسيحية ، واحتمال تأثيرة فى القديس يوحنا الإنجيلي . ولكن هذه أقوال متعددة ومتباينة . فاللوغوس تارة الوسيط الذي به خلق الله العالم كما يصنع الفنان بآله ، والذي به نعرف الله والذي يشفع لنا عند الله . وهو طورا ملاك الله الذي ظهر للآباء وأعلن إليهم أوامر الله على ما تذكر التوراة . وهو مرة قانون العالم وقدرة على مذهب هيراقليطس والراقيين . ومرة أخرى ابن الله البكر . ومرة ثالثة مثال الإنسان أو الإنسان الأعلى ، إلى أخرى ذلك من الصور . وما بصفة قاطعة هو أنه لا يوجد عند فيلون قول بالثالوث ولا قول قريب منه . وإذا كان يسمى الكلمة إلها في بعض المواضع فذلك منه تمشيا مع الكتاب المقدس دون أن يدرك كل مدلول التسمية ، بل انه يجتهد في تخفيف مدلولها فيقول " يمكن تسميته بإلهنا نحن الناقصين " و " بإله ثانوي " . وهو على ذلك يطلق التسمية على موجودات هي عنده أقل استحقاقا لها من اللوغوس ، كالعالم والكواكب ، على ما يفعل فلاسفة اليونان . فاللوغوس وسيط بين الله والعالم " ليس غير مولود كالله ولا مولودا كالبشر " ولكننا لا نتبين طبيعة هذا التوسيط . والنظرية برمتها تنطوى على تناقض : إذا كانت المسافة بين الله والخليقة غير متناهية ، أي وسيط يستطيع الوصل بينهما . إذا كان إلها كان الله فوق متناوله . لذا كان فهم العقيدة المسيحية في الكلمة على طريقة فيلون معارضة للمسيحية

ويقول أيضا في موضع آخر : اصطنع المسيحيون المصطلحات اليونانية وحملوها على جديدة . فلفظ " اللوغوس " وارد عند هيرقليطس والفيثاغوريين والراقيين وفيلون ، وقد اصطنعه يوحنا الإنجيلي . ولكن اليونان عنوا به مبدأ معنويا أو قانونا عقليا ز وعني به فيلون موجودا أدني من الله . وكذلك حال جوستين ( يوستينوس ) ، يقول اللوغوس ، ويعرض رأيه فيه بألفاظ رواقية والفرق كبير بين مقصود الرواقيين

ويتناول الدكتور عبد الرحمن بدوي ، فى معرض حديثه عن افلوطين مناقشة الصلة بين الفكر المسيحي والفلسفة اليونانية ، فيقول

الذي يحتاج إلي النظر الدقيق هو الصلة بين المسيحية وبين الأفلاطونية المحدثة . فالناس مختلفون بإزاء هذه المسألة اختلافا شديدا ، خصوصا وأنها مسألة شائكة تتصل بنشأة المسيحية خاصة ، كما هي معروضة في كتبها المقدسة . فالبعض يقول أن المسيحية هي التي أثرت ل التأثير في نشأة هذه الفلسفة الأفلاطونية (اوريجينوس ) . ولكن هناك رأيا آخر يمثل الرأي العلمي الصحيح ، وهو الذي يعرضه لنا تسلر فيقول : إن الأحوال التي نشأت فيها المسيحية وتلك العالم اليوناني الروماني ،إبان ذلك العصر ، قد توزع القلق نفوس كل الذين يقطنون به ، إذ فقدت الممالك الرومانية استقلالها ، ولم يعد ثمة شعور بالحرية ولا بالاستقلال الذاتي ، وأصبح الناس من أجل هذا يائسين من كل شئ ويطلبون الخلاص بأي ثمن . أو بعبارة أدق ، بأرخص الأثمان . ولهذا كان لابد أن تلعب المذاهب القائلة بالخلاص ، الدور الأكبر في تشكيل هذا الاتجاه الجديد . وكانت الأحوال الروحية التي يعانيا الناس في ذلك العصر ، من شأنها أن تدفع إلى إيجاد مذاهب تدعو إلى التخلص من الوجود الخارجي ، من حيث أن هذا الوجود الخارجي شر لا خير فيه ولا حاجة إلى التعلق به أدني تعلق ، بل يجب علي الإنسان أن يعزف عزوفا تاما عن الوجود الخارجي المادي وينشد الخلاص بعد هذا في حقيقة دينية عليا ، يفني فيها الإنسان ، ويجعل غايته في هذا الحياة ، هذا الفناء لكن إذا كانت الأحوال والظروف التي نشأت فيها كل من المسيحية والأفلاطونية واحدة متشابهة ، فليس معني هذا أنه لابد أن يؤثر الواحد في الآخر . فقد يكون الحق وحده الدافع لإيجاد هذا التشابه بين كل من المسيحية والأفلاطونية المحدثة . وأننا لنجد في الواقع أن هناك اختلافا بينا حتى في هذه الأشياء المتشابهة بين المسيحية والأفلاطونية المحدثة . فالمسيحية وان كانت قد نشدت كالأفلاطونية سواء بسواء ، الفناء في حقيقة عليا يجب علي الإنسان ان يعتمد عليها بل ويفني فيها ، فإنها فهمت هذه الحقيقة العليا علي أساس عيني تاريخي ، فربطت هذه الحقيقة بأحداث تاريخية معينة وأشخاص معينين أما الأفلاطونية المحدثة فقد نظرت إلى المسألة من الناحية العقلية الصرفة ، وأقامت من أجل هذا مذهبها في جو من الحرية التي لا تتعلق بفرد أو بحادث . ثم إننا نجد الاتجاه في المسيحية مضادا للاتجاه في الأفلاطونية المحدثة فيما يتصل في الصلة بين الله وبين الفاني المحسوس . فالمسيحية تريد أن تنزل بالله إلى المستوي الفاني بأن تجعل " الأول " أو الله يلبس ثوب الإنسانية . والحال علي العكس من هذا في الأفلاطونية المحدثة ، فإنها تبدأ من الإنسان كي ترتفع به إلى مقام الألوهية . فالسبيل أذن صاعد بالنسبة إليها هابط بالنسبة إلي المسيحية

ومن أجل ذلك شعر الأفلاطونية المحدثون منذ البدء بما هنالك من اختلاف كبير بين اتجاهات المسيحية واتجاهاتهم هم أنفسهم ، حتى أننا لنجد أ، كثيرا من الجهد قد انفقه هؤلاء الأفلاطونية المحدثون من أجل الرد علي المسيحية . وإنا لنجد هذا ظاهرا منذ اللحظة الأولي ، إذ نجده عند امونيوس سكاس ، وقد كان مسيحيا ، فيما يقال ، أول الأمر ،ثم انتقل من المسيحية إلى الأفلاطونية المحدثة وبالتالي إلى الشرك . ويكاد يكون المجهود الذي بذلته الأفلاطونية المحدثة خصوصا فيما ورد لنا عن فورفوريوس ، منهجا إلى الدفاع عن الشرك ضد المسيحية ، حتى أنه ليمكن أن يقال أن الأفلاطونية المحدثة قد كونت أصول مذاهبها كنتيجة لردها علي المسيحية . ثم أن الاختلاف يتضح كذلك في التشابه الذي كثيرا ما يحاول أن يقول به المؤرخون ، بين فكرة التثليث في المسيحية ، وبين ما نجده من التثليث في الأفلاطونية المحدثة ، فكما يقول جيل سيمون في كتابه عن " تاريخ " مدرسة الإسكندرية : ليس هناك من تشابه إلا في اللفظ فحسب بين التثليث المسيحي والأقانيم الثلاثة عند افلوطين ، وذلك لأن افلوطين لا يقول بأن الأقانيم الثلاثة هي الله ، وانما يجعل هذه الأقانيم منفصلة عن المبدع الأول أو الواحد . ثم أن الصفات التي تضاف إلى الأقانيم المركبة للتثليث المسيحي ، تختلف اختلافا بينا فيما يتعلق بنسبتها بعضها إلى بعض ، عن تلك التي تضاف إلى الأقانيم عند افلوطين . فليس ثمة تشابه في الواقع إلا في الألفاظ فحسب

وفي دراستنا لمفهوم " الكلمة " عند القديس يوحنا ، وهل تأثر بفلسفة فيلون ، كتبنا الآتي

السؤال الهام هو : هل مفهوم " اللوغوس " الذي قدمه القديس يوحنا عن السيد المسيح هو ترديد لمفهوم " اللوغوس " كما شاع في الفكر الفلسفي اليوناني ، وعند فيلون الفيلسوف اليهودي السكندري ، وهل يمكن القول – كما ادعي البعض – أن فيلون اليهودي – لقرب عهده بالمسيحية ، قد أثر في كتابات القديس يوحنا ، فيما قدمه عن المسيح اللوغوس ؟

بلا شك ، فإن القديس يوحنا في تلقيبه للسيد المسيح باللوغوس ، قد استعمل الاصطلاحات التي سادت في ذلك العصر . وفي إقامته في أفسس ، لابد أنه تعرف علي صور ومصطلحات الفكر اللاهوتي السكندري . ولكن أليس من الصواب أن يقال أن القديس يوحنا استعمل كلمة " لوغوس " لكي يقدم المفهوم السليم عن طبيعة الله وعن علاقته بالعالم ، ويصحح النظريات الخاطئة التي سادت في عصره عن مفهوم العلاقة بين غير المحدود أو بين الله والعالم ؟ أن تعاليم القديس يوحنا عن اللوغوس ، تختلف عن فلسفة فيلون ولا تستند إليها . والاختلافات بينهما واضحة جلية . وإذا كان حقا أن كلا الاثنين يستعملان نفس اللفظ ، لكن مفهوم اللفظ عند كل منهما يغاير مفهومه عند الآخر أن طبيعة الكائن الذي يطلق عليه اللوغوس ، يختلف تماما من الواحد عند الآخر . وان اللوغوس عند يوحنا هو " شخص " يشعر بذاته ، بينما هو عند فيلون لا شخصي . وتحت تأثير الفكر اليهودي ، يدعو فيلون اللوغوس بالملاك الرئيس ، وتحت تأثير الفكر الأفلاطوني يدعوه مثال المثل . وتحت تأثير الرواقيين يدعوه " العقل اللا شخصي " . ومن المشكوك فيه أن يكون فيلون قد تصور اللوغوس كشخص . أن جميع الألقاب التي يعطيها له ، تشير إلى أنه يتمثل اللوغوس ، بالعالم المثالي ، الذي عليه صيغ أو صنع أو شكل العالم الحسي . وعند فيلون ، أكثر من ذلك ، فإن وظيفة اللوغوس تنحصر في خلقه العالم وفى الحفاظ عليه ، فهو لم يربطه أو يوحده بالمسيا . لقد نظرية فيلون إلى حد كبير استبدالا فلسفيا للرجاء المسياني . وربما يكون قد أدرك أن اللوغوس يعمل من خلال المسيا لكنه لم يوحد بين اللوغوس والمسيا . وان اللوغوس عنده مبدأ عام ، أما عند القديس يوحنا ، فإن المسيا هو اللوغوس نفسه ، يوحد نفسه مع الإنسانية ويتجسد ليخلص العالم

أن الفكرتين تختلفان في الأصل . أن إله فيلون غير الشخصي لا يمكنه أن يصل إلى الخليقة المحدودة دون أن يتلوث جوهره الإلهي . ولأجل ذلك ، فلا بد من تدخل عامل أقل متوسط ، أما إله يوحنا من الجهة المقابلة ، فهو شخصي ، وشخصيته محبة ، وهو آب ( 1 : 18 ) أن جوهره هو المحبة ( 3 : 6 ، 1 يو 4 : 8 ، 16 ) وهو يدخل في علاقة مباشرة مع العالم الذي يرغب في خلاصه . واللوغوس هو الله نفسه وقد ظهر في الجسد . وبحسب فيلون ، فإن اللوغوس لم يكن يوجد مع الله الأزلي . أن المادة الأزلية توجد قبل اللوغوس . أما حس القديس يوحنا ، هو مع الله جوهر واحد منذ الأول ( 1 : 2 ) وهو الذي يخلق كل الأشياء ، بما في ذلك المادة ( 1 : 3 ) . ولما كان اللوغوس يتضمن في مدلوله كلا من الفكر والكلام الذي يعبر عن الفكر ، هكذا فإن السيد المسيح يرتبط بالله كما يربط الكلام بالفكر . علي أن الكلام هنا ليس مجرد اسم يعبر عن الفكر ، بل الفكر نفسه يعبر عنه . أن الفكر هو الكلمة الباطلة . أن اللوغوس عند يوحنا هو الله الشخصي الحقيقي ( 1 : 1 )

أنه الكلمة الذي كان أصلا مع الله قبل خلق العالم ، وكان هو الله . انه واحد مع الأب في الجوهر وفي الطبيعة ، وان كان يتميز عن الأب اقنوما ( 1 : 1 ، 18 ) . أن اللوغوس هو المعلن والكاشف للكيان الإلهي غير المرئي . أنه صورة الله غير المنظور ، وهو بهاء مجده ورسم جوهره وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته ( عب 1 : 3 ) وهو " الذي إذ كان في صورة الله لم يحسب خلسه أن يكون معادلا لله ، لكنه أخلي نفيه آخذا صورة عبد صائرا في شبه الناس ( في 2 : 6 ، 7 ) وذلك من أجل فداء البشرية

أن استعمال لفظ " الكلمة " عن السيد المسيح ، هو من أهم الألقاب التي تعبر عن طبيعته ، ومن أجل ذلك فإن القديس يوحنا عندما يسمي الأقنوم الثاني في الثالوث القدوس ( 1 يو 5 : 7 ) فإنه يختار أن يسميه " الكلمة " فيقول : فإن الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة : الأب والكلمة والروح القدس ، وهؤلاء الثلاثة هم واحد " ، ذلك لأن لفظ " الكلمة " له مدلول واسع في مجال العلاقات . فبالإضافة الى ا،ه يشير الي علاقة السيد المسيح بالأب الذي ولده ، فهو أيضا يسير الي الخليقة التي خلقت بواسطته ، والي التعليم الذي جاء به ، والذي لا يزال يعيش في قلوب الذين أطاعوه واستمعوا اليه . ولقد اقتصر استعمال " الكلمة " علي السيد المسيح فقط . أما بالنسبة لأي شخص آخر ، سواء كان نبيا أو كارزا ، فهو مجرد " صوت " وليس " كلمة " أي ليس الفكر الباطني أو الداخلي للعقل . الصوت هو مجرد علامة علي القصد أو النية . فيوحنا المعمدان لم يكن " الكلمة " بل كان صوتا . أما السيد المسيح فهو التصور الداخلي للعقل " في أحضان الأب "

ويقول ابن الصليبي في تفسيره للإنجيل حسب القديس يوحنا : ويسأل لأي سبب سماه يوحنا " كلمة " ؟ فالجواب ان الابن سمي كلمة لأنه مولود الأب ن كما أن كلمتنا العقلية يلدها عقلنا الذي هو روحي محض . ثم كما أنه بوجود العقل يوجد فينا الكلمة ، لأن العقل أن لم يدرك ويعقل لا يكون عقلا ، كذلك منذ وجود الأب وجد الابن أي الكلمة ، بحيث لا يمكنك أن تدل علي زمن أو تتصوره نحن دون ان يكون الابن الكلمة . وان فرضت كون الأب عليهم الكلمة مدة ، فإنه يكون بلا ريب عديم الحكمة والمعرفة لأننا نعني بالابن الكلمة : حكمة الله . وحاشا لله تعالي ان نتصور فيه مثل هذا العيب . وأعلم أن كلمة العقل يمكن إظهارها بالخطوط أو بالأحرف فتراها إذ ذاك الأعين ، كذلك الابن الكلمة أمكنه أن يظهر بالجسد ويتأنس مثلنا من دون أن يفقد شيئا ما مما له في الأب . وأيضا كما أن كلمة مقلنا تبقي كلها في قائلها وتصل كلها إلى أذن السامعين وتتجسم كلها في الكتابة ، وتبقي مع ذلك روحانية ولو أخرجت إلينا من النفس ، كذلك الابن الكلمة باق كله في أبيه ، وكله في الجسم في العالم ولا يحصره حد . ثم أن كلمتنا الصادرة عن نفسنا تكشف عما في ضمائرنا ، ومثلنا أيضا الابن الكلمة كشف لنا الغطاء عما كان في الأب مختفيا وهو شهد بذلك ، وما أصدقه شاهدا بقوله : كلما سمعته من الأب عرفتكم به

نخلص من هذا كله إلى القول

ان الكلمة التي تطلق علي الأقنوم الثاني من الثالوث القدوس ، تعني ان العلاقة بين الأب والابن ، كالعلاقة بين العقل والكلمة . والكلمة لا يقصد بها هنا الحديث أو القول ، لأن الكلام في هذا المعني ، يصدر عن المتكلم في زمن متأخر عنه ، وليس هكذا المسيح " كلمة الله " ن والكلام مجموع مقاطع وحروف خالية من الحياة ، وليس هكذا " الكلمة " وكذلك لا يمكن أن توصف الأقوال " إنها كانت الإنسان " علي نحو ما قيل عن الكلمة " وكان الكلمة الله " ، ذلك لأن المسيح " الكلمة " هو الله ذاته ، هو الله كله ، لأن الله كله عقل ولا يمكن أن يوجد دون كلمته ، إذ كما أنه لا يمكن أن يوجد العقل دون الصور الذهنية التي تؤلف ذاته وكيانه ، لأن العقل ليس هو إلا مجموع هذه الصور الذهنية ، هكذا من غير الممكن أن يوجد الله بدون كلمته من حيث أن الكلمة هو صورة الله الذاتية

وكتب الايغو مانس ميخائيل مينا في ذلك يقول

" الكلمة " نوعان : كلمة العقل وكلمة الفم . أما المراد بالكلمة هنا ( رأي عندما تطلق علي السيد المسيح ) فكلمة العقل لا الفم . فكما أنه عندما نفكر في شئ تحدث في عقولنا صورة تسمي " كلمة العقل " ، وهى موجودة غير مفارقة ، هكذا الأب الأزلي بإدراكه ذاته ، برز هذا الكلمة الذي وجوده مساو لوجود الأب في أزليته ، لا فرق بينهما في الجوهر لكن في الخواص ، إذ أن إحداهما والد والآخر مولود ( علم اللاهوت – المجلد الأول – الطبعة الرابعة 1948 ص 225 )

وإذا عدنا إلى بداية الإصحاح الأول من الإنجيل للقديس يوحنا ، نجده يكتب عن السيد المسيح علي النحو التالي : في البدء كان الكلمة ( يو 1 : 1 )

والواقع أن هذه العبارة التي افتتح بها القديس يوحنا إنجيله ، هي نفس العبارة التي افتتح بها موسى النبي سفر التكوين عندما قال " في البدء خلق الله السموات والأرض " تك 1 : 1 . علي أن القديس يوحنا قد ارتفع بالعبارة من مدلولها الزمني المرتبط ببدء خلقة العالم إلى الوجود المطلق السابق قبل أية خليقة أو قبل كون العالم . أي أن البدء الذي يشير إليه القديس يوحنا لا يقصد به الإشارة إلى بدء الخليقة أو بدء المخلوقات أو أول المخلوقات أو الحديث عن تسلسل المخلوقات من بدايتها حتى نهايتها ، ذلك لأن القديس يوحنا لم يتحدث عن الخليقة والمخلوقات إلا ابتداء من العدد الثالث حيث قال : كل شئ به كان ( صار ) وبغيره لم يكن شئ مما كان ( صار) يو 1 : 3

هذا البدء أذن المرتبط بالكلمة ، ليس هو بدء زمني ولا يرتبط بالزمن . وهنالك آيات كثيرة تتحدث عن هذا البدء دون أن تربطه بالزمن ، بل تجعله قبل الزمن أو تغوص به في أعماق الأزلية : فالآية الثالثة من الإصحاح الأول تتحدث عن وجود الكلمة قبل أن تخلق المخلوقات أو قبل أن يكون للمخلوقات وجود أو الكلمة باعتباره علة واصل المخلوقات ، وبدونه ما كان يمكن أن يوجد شئ منها " كل شئ به كان ( صار ) وبغيره لم يكن شئ مما كان ( صار ) . وعن هذا الوجود المطلق للسيد المسيح تتحدث أيضا الآيات التالية

" وآن مجدني أنت أيها الأب عند ذاتك بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم " يو 17 : 5

" الذي كان من البدء " 1 يو 1 : 1

"كما اختارنا فيه قبل تأسيس العالم " أف 1 : 4

" منذ الأزل مسحت . منذ البدء أوائل الأرض " م 8 : 23

" من قبل أن تولد الجبال أو أبدأت ارض والمسكونة ، منذ الأزل الي الأبد أنت الله " مز 9 : 2

علي ان هذا السمو في مفهوم البدء الأزلي للكلمة ، لا يبدو في عبارة " في البدء " بقدر ما يبدو في استعمال فعل الكينونة " كان – صار ) فهذا الفعل يشير إلى الوجود المطلق

وفي نفس هذا المدلول ، استعمل هذا الفعل في الإصحاح الثامن عشر من نفس الإنجيل ، عندما أراد السيد المسيح أن يؤكد وجوده الأزلي ، بينما كان اليهود ينظرون إليه كما ينظرون إلى أي إنسان مخلوق في زمن ، فقال له اليهود " ليس لك خمسون سنة بعد أفرأيت إبراهيم ، فقال لهم يسوع : الحق الحق أقول لكم قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن " يو 8 : 57 – 58 ، فعبارة " أنا كائن " تشير إلى الوجود المطلق للسيد المسيح ، بينما كان اليهود ينظرون إلى وجوده نظره زمنية ، وحاولوا ان يحددوه بأقل من خمسين سنة ، فوضع السيد المسيح الوجود المطلق في مقابل الوجود الزمني ، ووضعت الأزلية في مقابل الزمن

ولقد ظهرت دقة القديس يوحنا في كتاباته في اختياره للأفعال بما يناسب المعني الذي أراد أن يؤكده . فعندما أراد أن يتحدث عن أزلية السيد المسيح كان دقيقا في استعماله للفعل " كان " ولم يستعمل الفعل صار الذي استعمله في الأعداد 3 و 14 ، ليشير إلى بداية وجود الخليقة وبداية التجسد ، فقال عن بداية الخليقة " كل شئ به صار ، وقال عن بداية التجسد " والكلمة صار جسدا " يو 1 : 14 . ومعني ذلك أن القديس يوحنا ، ليؤكد الوجود المطلق الأزلي للسيد المسيح استعمل الفعل " كان " بينما عندما أراد أن يشير إلى الوجود في زمن ، استعمل الفعل " صار " . فإذا قال القديس يوحنا " في البدء كان الكلمة " فمعني ذلك كما قلنا ، أنه يؤكد الوجود الأزلي للسيد المسيح ، وإذا قال " والكلمة صار جسدا " فإنه يتحدث عن السيد المسيح عندما تجسد في الزمن . ومن هنا قيل أن للسيد المسيح ميلادين : ميلاد أزلي نعبر عنه في قانون الإيمان بعبارة " المولود من الأب قبل كل الدهور " ، وميلاد زمني ، نعبر عنه في قولنا " نزل من السماء وتجسد من الروح القدس ومن مريم العذراء "

كذلك يجب أن نلاحظ الفرق بين عبارة " في البدء " التي قيلت عن الوجود الأزلي للسيد المسيح ، وعبارة " من البدء " التي لا تشير مطلقا إلى فكرة الوجد الأولي السابق ، كما يبدو من الآيات التالية

" أنتم من أب هو إبليس وشهوات أبيكم تريدون أن تعملوا ، ذلك كان قتالا للناس من البدء " يو 8 : 44

" أيها الأخوة لست أكتب إليكم وصية جديدة ، بل وصية قديمة كانت عندكم من البدء " 1 يو 2 : 7

" وأما أنتم فما سمعتموه من البدء فليثبت أذن فيكم " 1 يو 2 : 14 " من يفعل خطية فهو من إبليس لأن إبليس من البدء يخطئ " 1 يو 3 : 8

هذه المقارنة تكشف عن دقة التعبير ، وتؤكد ما قصده القديس يوحنا ، وهو يتحدث عن الكلمة ، من حيث إبراز ألوهية السيد المسيح ووجوده الأزلي

في سفر التكوين أذن ، يبدو التاريخ المقدس من بداية الخليقة ويصعد بنا مع الزمن يوما فيوما ، فيذكر التسلسل الذي تمت فيه الخليقة وتعدد المخلوقات الواحدة بعد الأخرى ، بحسب زمان خلقتها ، إلى أن ينتهي إلى خلقة الإنسان . ومن أجل ذلك فهو يقول " في البدء خلق " أي أنه ينحصر في دائرة الزمن . أما في الإنجيل للقديس يوحنا ، فهو أيضا يشير إلى البدء ، لكنه البدء الأزلي الذي يدخل بنا إلى أعماق الأزلية قبل أن يكون زمن ( أنظر كو 1 : 15 )

نعود فنقول : إن هذه الفكرة السامية عن البدء الأزلي تتضح أيضا في الإشارة إلى علاقة الكلمة بالله السرمدي . إن كلمة " البدء " يجب أن تشير إلى الخليقة ... إلى التكونات الأولي للأشياء . ولكن إذا كان " الكلمة " موجودا وقت هذا البدء كما تدل على ذلك عبارة القديس يوحنا " في البدء كان الكلمة " فالسيد المسيح أذن لا يتبع بدء المخلوقات ولكنه كان يرتبط بنظام الأزلية . والحق أن الكلمة لم يكن فقط موجودا وقت هذا البدء ولكن كان أيضا المبدأ الفاعل في هذا البدء ، أي أنه بدء البدء

وتضيف إلى ذلك فنقول

أن فكرة " الله " الذي هو في ذاته غير مرئي ولكنه يكشف عن نفسه في خليقته ، هي أصل فكرة " اللوغوس " أو " الكلمة " . هذه الفكرة تنمو في العهد القديم علي مستويات ثلاث

الكلمة من حيث أنها تتضمن إرادة الله ، تشخص في الشعر العبري وتوصف بالصفات والخصائص الإلهية ، من حيث أنها التعبير المتصل عن الله في الناموس والنبوة ،كما يبدو من الآيات التالية

" بكلمة الرب صنعت السماوات " مز 33 : 4

" يبس العشب ، ذبل الزهر ، وأما كلمة إلهنا فتثبت إلى الأبد " 1 سن 40 : 8

" سراج لرجلي كلامك ونور لسبيلي " مز 119 : 105

والكلمة " شافية " في مز 107 : 20 " أرسل كلمته فشفاهم " وهي رسول في مز 147 : 5 " يرسل كلمته ، في الأرض ، سريعا جدا يجري قوله " . وهي المنفذة لأوامر الله في أش 55 : 11 " هكذا تكون كلمتي التي تخرج من فمي ، لا ترجع إلى فارغة ، بل تعمل ما سررت به وتنجح فيما أرسلتها له "

الكلمة من حيث أنها الحكمة المشخصة ( أيوب 28 : 12 ) وما بعده ، أم 8 : 9

وهنا أيضا تكمن فكرة كشف ما هو مخبوء . ذلك لأن الحكمة مخبوءة عن الإنسان ط لا يعرف الإنسان قيمتها ولا توجد في أرض الأحياء الغمر يقول ليست هي في والبحر يقول ليست هي عندي . لا يعطي ذهب خالص بدلها ... فمن أين تأتي الحكمة وأين هو مكان الفهم . إذا خفيت عن عيون كل حي وسترت عن طير السماء " أيوب 28 : 12 - 21 . وحتى الموت الذي يعرف كثيرا من الأسرار ، يكشفها كخبر ( 28 : 22 ) . فقط ، الله هو ... الذي يفهم طريقها وهو عالم بمكانها ( 28 : 23 ) وهو الذي جعل للريح وزنا ويعاير المياه بمقياس ، وجعل المطر فريضة ومذهبا للصواعق ( 28 : 25 ، 26 )

 

وتقول الحكمة : الرب قناني أول طريقة . من قبل أعماله منذ القدم منذ الأزل مسحت . منذ البدء . منذ أوائل الأرض ، إذ لم يكن غمر ابدئت

إذ لم تكن ينابيع كثيرة المياه . من قبل أن تقررت الجبال قبل التلال ابدئت . إذ لم يكن قد صنع الأرض بعد ولا البراري ولا أول أعفار المسكونة . لما ثبت السماوات كنت هناك أنا . لما رسم دائرة علي وجه الغمر ، لما اثبت السحب من فوق . لما تشددت ينابيع الغمر . لما وضع للبحر حده فلا تتعدى المياه تخمنه . لما رسم أسس الأرض كنت عنده صانعا وكنت كل يوم لذته فرحة دائما قدامه ، فرحة في مسكونة أرضه ولذاتي مع بني آدم أم 8 : 22 – 31

وهذا التشخيص للحكمة ، يعني أن الحكمة ليست مغلقا عليها في الله ولكنه أيضا تصير واضحة وظاهرة في العالم " عند رؤوس الشواهق ، عند الطريق بين المسالك تقف . بجانب الأبواب عند ثغر المدينة ، عند مدخل الأبواب تصرخ " أم 8 : 2 ، 3 ( أنظر أيضا ام 9 : 1 – 6 ) أن الحكمة تظهر كواحد يقود إلى الخلاص ويفهم كل إعلانات الله ، وتقدم كخاصية تحتضن وتضم جميع الخصائص الإلهية الأخرى

ملاك يهوه ،ن رسول الله الذي يتصرف كوكيله في العالم المحسوس , وفي بعض الأحيان يميز عن يهوه ، وأحيانا أخري يوحد معه ( انظر تك 16 : 7 – 13 ، 32 : 24 - 28 ، هو 122 : 4 ، 5 ، خر 23 : 20 ،21 ، ملا 3 : 1 )

الحديث عن الكلمة في سفر الحكمة

إن الأسفار الحكيمة كالأمثال والجامعة وحتى أيوب ، إذ منحت الحكمة صفة الذاتية ، بنوع يشتم منه عن بعد ، لاهوت " الكلمة " عند القديس يوحنا ، إنما امتدحتها بذلك كصفة إلهية ، ومثال أعلي للرجل المتدين . وهذه النظرية تحتل مكانا أكبر في السفر الذي اتخذ الحكمة كاسم خاص به ( الكتاب المقدس - الطبعة الكاثوليكية - مقدمة سفر الحكمة )

إن الحكمة في هذا السفر ، ينظر إليها كاسم آخر لملء الطبيعة الإلهية . وهي توصف ككائن نوراني يخرج جوهرها من الله . أنها الصورة الحقيقة له . هي مبدأ حقيقي مستقل يكشف الله في العالم ويتوسط بين الله والعالم . وأطلق علي الحكمة لقب " المولود الوحيد " 7 : 22

واليك بعض العبارات التي وردت في هذا السفر عن الحكمة : " لأن الحكمة مهندسة كل شئ هي علمتني . فإن فيها الروح الفهم القدوس الولود الوحيد ذا المزايا الكثيرة اللطيف السريع الحركة الفصيح الطاهر النير السليم المحب للخير ... المحب للبشر ، الثابت الراسخ المطمئن القدير الرقيب الذي ينفذ جميع الأرواح الفهمة الطاهرة اللطيفة . لأن الحكمة أسرع حركة من كل متحرك فهي لطهارتها تلج وتنفذ في كل شئ ، فإنها بخار قوة الله ، وصدور مجد القدير الخالص ، فلذلك لا يشعر بها شئ ، نجس ، لأنها ضياء النور الأولي ومرآة عمل الله النقية وصورة جودته . تقدر علي كل شئ وهي واحدة فتنشئ أحباء الله وأنبياء ، لأن الله لا يحب أحدا إلا من يساكن الحكمة . إنها أبهي من الشمس وأسمي من كل مركز للنجوم ، وإذا قيست بالنور تقدمت عليه ، لأن النور يعقبه الليل ، أما الحكمة فلا يغلبها الشر " ( سفر الحكمة 7 : 22 - 30 )

وجاء أيضا في الإصحاح التاسع من نفس السفر

" هب لي الحكمة الجالسة الي عرشك ... إن كان في بني البشر أحد كامل فما لم تكن معه الحكمة التي منك لا يحسب شيئا .. أن معك الحكمة العليمة بأعمالك والتي كانت حاضرة اذ صنعت العالم ، وهي عارقة المرضى في عينيك والمستقيم في وصاياك ، فأرسلها من السماوات المقدسة وابعثها من عرش مجدك حتي إذا حضرت تجد معي وأعلم ما المرضي لديك ، فإنها تعلم وتفهم كل شئ فتكون لي في أفعالي مرشدا فطينا وبعزها تحفظني ، فتغدو أعمالي مقبولة وأحكم لشعبك بالعدل وأكون أهلا لعرش أبي . فأي إنسان يعلم مشورة الله أو يفطن لما يريد الرب . إن أفكار البشر ذات أحجام وبصائرنا غير راسخة .. ومن علم مشورتك لو لم تؤت الحكمة وتبعت روحك القدوس من الأعالي ... والحكمة هي التي خلصت كل من أرضاك يارب منذ البدء " ( سفر الحكمة 9 : 4 - 19 )

وجاء في الإصحاح السادس عشر عن الحكمة " وما شفاهم نبتت ولا مرهم بل كلمتك يارب التي تشفي الجميع " ( 16 : 12 )

وفي الإصحاح الثامن عشر ، جاء عن الحكمة ما يلي

" هجمت كلمتك القديرة من السماء ، من العروش الملكية علي أرض الخراب بمنزلة مبارز عنيف وسيف صارم يمضي قضاءك المحتوم ، فوقف وملأ كل مكان قتلا وكان رأسه في السماء وقدماه علي الأرض " 18 : 15 ، 16

وفي سفر يشوع بن سيراخ ، جاء عن الحكمة ما يلي

الحكمة تسكب المعرفة وعلم الفطنة ، وتعلي مجد الذين يملكونها " ( 1 : 24)

أما ما يزعمه البعض – علي نحو ما أشرنا سابقا - من ان الإنجيل حسب القديس يوحنا ، لم يكتبه يوحنا الرسول ، بل أحد فلاسفة مدرسة الإسكندرية ، وأنه كتب في القرن الثاني الميلادي ، فقد دحضنا هذا الزعم الخاطئ، في دراسة مفصلة ، وقدمنا الأدلة الكافية التي تثبت أن القديس يوحنا قد أقام من أفسس ، حيث كانت فلسفة اللوغوس ، أنه هو الكاتب للإنجيل الذي يحمل اسمه فنرجو من القارئ أن يعود الي ما كتبناه في هذا الشأن ، حيث أثبتنا ما يلي

إقامة القديس يوحنا في أفسس . وتضمنت دراستنا الاعتراضات التي تثار ضد إقامة القديس يوحنا في آسيا الصغري ، والرد عليها

شهادة الكنيسة بصحة نسبة الإنجيل الي يوحنا الرسول ، وقد أشرنا الي الشهادات التالية

أ- شهادة اوريجبينوس - اكليمنضس الإسكندري – بوليكراتس – ديونيسسيوس الإسكندري – ترتليانوس – ايريناوس – ثثيؤفيلس أسقف انطاكية - ابوليناريوس – اثيتاغوراس – وثيقة موراتوري – يوسابيوس- كتاب الراعي لهرماس – الرسالة الي ديوجينيتوس

ب- شهادة الهراطقة والوثنيين

ج- شهادة النسخ القديمة

د- شهادة ترجمات الكتاب المقدس

وبالنسبة للأدلة الداخلية علي صحة نسبة الإنجيل الرابع الي القديس يوحنا الرسول ، تحدثنا عن شهادة
الإنجيل ذاته ، وأشرنا الي النقاط التالية

أ- كاتب الإنجيل لابد أن يكون يهوديا

ب- كاتب الإنجيل يرجع الي النص العبري للعهد القديم

ج- الكاتب يعرف جغرافية فلسطين

د- يذكر الكاتب يعرف الكثير من عادات اليهود وتقاليدهم

ه-الكاتب يعرف موضوع رجاء الشعب اليهودي

و- الكاتب يتحدث كشاهد عيان وشاهد سمع

 

ولقد أقام Kittel في قاموس الخاص بالعهد الجديد ، والذي أشرنا إليه سابقا – مقارنة بين مفهوم " اللوغوس " في الفكر اليوناني ، ومفهومه في العهد الجديد ، وأبان النقاط التالية

 

إن مفهوم اللوغوس في الفلسفة اليونانية ، من حيث أنه يشير بوجه مطلق للمعاني التالية : الكلمة – الحديث – العقل – القانون ، هذه المدلولات ليست هي الأمر المهم في المسيحية ، ذلك لأن الأمر

 

أضف تعليق


كود امني
تحديث

تم التطوير بواسطة شركة ايجى مى دوت كوم
تصميم مواقع مصر - ايجى مى دوت كوم