جزء من الأصحاح الأول من إنجيل لوقا لقداسة البابا تواضروس الثاني

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 
المجموعة: مقالات قداسة البابا تواضروس الثانى الزيارات: 4613

شهر كيهك هو الشهر الرابع في شهور السنة القبطية وهذا الشهر له طعم خاص في كنيستنا.

الشهر القبطي دائماً يأتي في آيام آحاد … عادة تبقى 4 أو 5 آحاد وعندما يأتي بالأحد الخامس نقول: ” حد البركة ” ونقرأ معجزة إشباع الجموع لكن يتميَّز بـ 4 آحاد فقط والكنيسة لإرتباطها بالكتاب المقدس تأخذ الأصحاح الأول من إنجيل مُعلِّمنا لوقا.

الكنيسة تختار
أصحاح واحد تُقسِّمه 4 أجزاء على مدى زمني شهر.

لماذا إنجيل مُعلِّمنا لوقا بالأخص؟

 

كما نعرف أن إنجيل مُعلِّمنا لوقا في الترتيب هو الإنجيل التالت وله طابع أدبي وتعليمي وإنساني ومسكوني في الأصل اليوناني كتبه القديس لوقا بصورة أدبية وكتبه بطريقة تعليمية لكن الأهم إنه كتبه بروح إنسانية.

كان طبيب أنطاكي ودراسته للطب فتحت ذهنه وقلبه وقد ذكر من حياة السيد المسيح في إنجيله اللمسات الإنسانية مثال: المرأه كانت في العهد القديم لا تذكر لها قيمة وكانوا يعتبرون أنها بلا صورة في المجتمعات وطبعاً هذا النسيان أن المرأه لا تعمل ومكانها المنزل فقط في الفكر القديم.

القديس لوقا قدَّس المرأة بل جعلها في مكانة رفيعة, لمَّا تكلَّم عن المرأة في زمن ميلاد السيد المسيح أتى بـ3 جوانب من حياة المرأة ( العذراء المرأة البتول, أليصابات المرأه المتزوجة, حنه بنت فنوئيل هي المرأة الأرملة)، بالصورة الجميلة وضع 3 جوانب توجد فيها المرأه في قصة الميلاد ورفع من شأنها.

وقد ذكر أيضاً شفاء نازفة الدم, إقامه ابنة يايرس, مريم ومرثا ولقائهما مع السيد المسيح, زيارة النسوة للقبر في فجر القيامة ( يُقدِّم الرؤية الصحيحة لمكانة المرأة في نظر المسيح ).

الإنجيل يتميَّز بطابع إنساني وإن أراد أحد يعرف مَن هي المسيحية؟

الإجابة: اقرأ إنجيل لوقا.

عندما تكلَّم القديس لوقا في إنجيله أعطى الطابع المسكوني.

عندما ذَكَرَ القديس متى نسب السيد المسيح إنتهى عند إبراهيم أبو الآباء؛ لكن القديس لوقا أكمل حتى آدم وهو أب البشرية وبالتالي رؤيتهم رؤية مسكونية.

ويتكلَّم عن الفريسي والعشار, الغني والفقير, الأجمل تكلَّم عن التوبة في مَثَل الابن الضال وهذا المَثَل لم يُذكر في الأناجيل الثلاثة.

القديس لوقا كان طبيب ورحَّال ومؤرِّخ وفنان (رسم أول صورة للعذراء) ومدققاً .

شهر كيهك مُتميِّز ( تختار الكنيسة أصحاح واحد وتُقسِّمه على 4 أقسام ).

هذا الأصحاح يحكي قصة يوحنا المعمدان وهذه القصة يُمكن أن تُختصر في كلمتين كلها (وعد وتحقيق الوعد) وهذه قصة البشرية.

 

الأحد الأول:

الإنسان نال وعده من اللـه وفي ملء الزمان تحقق هذا الوعد, أين يوجد الوعد؟

في سفر التكوين أصحاح 3 من عدد 4 عندما حدثت خطية آدم فقال الرب الإله للحية: ” لأنكِ فعلت هذا “، الوعد هو يسحق رأس الحية وأنتِ تسحقين عقبه؛ وهذا الوعد تحقَّق في مجيء السيد المسيح على الصليب (من آدم لمجيء السيد المسيح ثم الرحلة للصليب فصارت قصة الإنسان هي الوعد وتحقيق الوعد ).

 

كيف انتظر البشر مجيء المسيح؟

البشرية انتظرت قرون وقرون كان فيها وعد وتحقق في مجيء الرب يسوع.

الكنيسة تأخذ القصة الكبيرة وتضعها في قالب صغير خلال 4 آحاد في شهر كيهك, الكنيسة تأخذ هذا الأصحاح الفريد وتُقسِّمه 4 أجزاء وتحكي لنا حكاية الوعد:

البداية زكريا وأليصابات أُسرة مُبارَكة لكن بهم نقطة ضعف هي أنهم ليس لديهم ولد ( كانت أليصابات عاقراً وهذه الكلمة في العهد القديم كلمة قاسية جداً ) الأرض التي بلا ثمر.

يأتي الملاك ويُبشِّر زكريا، وزكريا لم يُصدِّق ويصمت لكنه ينال وعد: لا تخف يا زكريا لأن طلبتك قد سُمِعَتْ لأن امرأتك أليصابات ستلد ولد، وكثيرون سيفرحون لولادته.

اللـه يعطينا وعود كثيرة وما أجمل أن تتلامس مع وعود اللـه, اللـه عندما يعطي وعد ثق أنه سيُحقِّق هذا الوعد متى أو كيف؟ هذه مسألة اللـه.

 

الأحد الثاني:

الكنيسه تقول لنا قصة بشارة الملاك للعذراء مريم وهي بنت صغيرة حياتها صلوات مرفوعه للـه تعيش النقاوة والبراءة وتأتي البشارة للعذراء مريم، العذراء وهي تقول: ” كيف يكون لي هذا؟ “، ولكن الملاك يشرح لها خطوات

أنه: ” الروح القدس يحل عليكِ وقوة العلي تُظللُكِ والقدوس المولود منكِ يُدعى ابن اللـه “؛ وأجابت العذراء: ” ليكُنْ لي كقولك، هوذا أنا أمة الرب “.

عندما تتلقَّى وعداً، عقلك لم يصدق ولكن إيمانك يُصدِّق.

تأتي العذراء أُمنا ونقول: كيف تكون حياة الإنسان بسيطة وكيف يمنح اللـه نِعَم عظيمة تفوق كل ما يحصل عليه ملايين من البشر.

العذراء كانت فقيرة ويتيمة ” هوذا أنا أمة الرَّبّ “.

 

الأحد الثالث:

القسم الثالث من نفس الأصحاح الأول: العذراء مريم تقابل أليصابات وأليصابات سيدة مُتقدِّمة في السن والعذراء شابة صغيرة في السن والمقابلة الكبيرة بينهما مقابلة أمنا العذراء مع أليصابات ( مقابلة بين عهدين ):

العهد القديم مُمثَّل في أليصابات.

العهد الجديد مُمثَّل في العذراء مريم.

العهد القديم قريب على الانتهاء ليظهر نور العهد الجديد.

عندما نقرأ تسبحة أمنا العذراء: ” تُعظِّم نفسي الرب وتبتهج روحي باللـه مُخلِّصي لأنه نظر إلى اتضاع أمته فهوذا منذ الآن جميع الأجيال تطوبني “، القصة ليست لأمنا العذراء وأليصابات لكن لجميع الأجيال، القصة من آدم؛ عندما أخطأ آدم وحواء والحية إمتداد لوقت مجيء السيد المسيح.

قصة صغيرة لكن رمز لقصة كبيرة هي قصة الإنسان.

” صنع قوة بذراعه, شتَّت المُستكبرين بفكر قلبهم, أنزل الأعزاء عن الكراسي, رفع المتضعين, أشبع الجياع خيرات, صرف الأغنياء فارغين, عضَّد إسرائيل فتاه ليذكر رحمة، كما كلَّم آبائنا إبراهيم ونسلهم للأبد “، هذه تسبحة لأمنا العذراء، هذه هي الاختبارات الروحية التي تُلخِّص حياة أمنا العذراء بل تُلخِّص كيف يتعامل اللـه مع الإنسان عبر كل الأجيال.

 

المبادئ التي يتعامل بها اللـه مع جميع الأجيال:

صنع قوه بذراعه, شتَّت المُستكبرين لفكر قلبهم ( هل أحد يقف أمام اللـه؟ هل أحد يظن أن عقله أعلى من اللـه؟)، أنزل الأعزاء عن الكراسي (هذه يا إخوتي الاختبارات الروحية ) أمنا العذراء عندما قالت تسبحتها قالتها في دقائق هي تُلخص اختبارات اللـه ومعاملاته مع البشر.

 

الأحد الرابع:

مازلنا في الأصحاح الأول من إنجيل مُعلِّمنا لوقا:

يأتي تحقيق الوعد وهي ولادة يوحنا المعمدان ( قصة صغيره ترمز لقصة كبيرة ).

القصة الصغيرة الوعد وتحقيق الوعد يوحنا المعمدان وولادته القصة الكبيرة، آدم بخطأه يبعد هو وحواء ثم اللـه يعطيه وعد ورجاء ويتحقق الوعد.

عندما وُلِدَ يوحنا المعمدان: ” أيها الصبي نبي العلي “, يوحنا المعمدان هو آخر أنبياء العهد القديم؛ لأنك تتقدم أمام وجه الرب لتعد طرقه.

يوحنا أكبر من السيد المسيح بـ6 شهور ليعد طريقه ليعطي شعبه معرفة الخلاص لمغفرة خطاياهم بأحشاء رحمة ربنا التي افتقدنا ( الوعد الذي من أجيال وأجيال ).

كم نحن محظوظين أن نشهد تحقيق الوعد؛ عاش أنبياء وملوك وكهنة في العهد القديم ولم يروا الخلاص ولم يحيوه في العهد الجديد.

ليضيء علي الجالسين في الظلمة، لذلك نسهر طوال الليل. ده يُمثِّل العهد القديم وينتهي في الصباح تعبيراً عن العهد الجديد.

بعد الأربع آحاد من كيهك مباشرة يأتي عيد الميلاد وتُقرأ قصة الميلاد.

عندما ننظر لترتيب الكنيسة ( الإنجيلي ) كيف يستخدم الإنجيل هذا إبداع.

الكنيسة التي تقرأ أصحاح كامل على مدار شهر هي نفس الكنيسة التي تقرأ سفر كامل في ليلة واحدة ( سفر الرؤيا في ليلة ابوغلمسيس )، إبداع الكنيسة.

كان العهد القديم بلا مسيح فكان في ظلمة لم يكن في نور ويعاني من البرودة القاسية وهي الخطية.

نحضر التسبحة ونحن صائمين زي ما صام موسى النبي قبل استلام لوحي الشريعة لكن فكرنا على شخصية واحدة وهي العذراء مريم هي فخر جنسنا لأن بها قد تحقق الوعد وفي نهاية سهرة الليل بقداس نحضره وفي مبدأ النهار وهو نور العهد الجديد هو الطريق للملكوت.

لإلهنا المجد الدائم إلى الأبد، آمين.