محاضرة قداسة البابا تواضروس الثاني يوم الأربعاء 24 ديسمبر 2014، وموضوعها عن: ” المسيح رجاء الأمم “

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 
المجموعة: مقالات قداسة البابا تواضروس الثانى الزيارات: 3310

 

ما أجمل كلمة رجاء .. جاء المسيح وتجسد لكى يحقق النبوات.

تنبأ إشعياء النبي قبل مجيء المسيح بحوالى 800 سنة.

” على اسمه يكون رجاء الأمم ” .. “يا رجاء مَن ليس له رجاء معين من ليس له معين عزاء صغير القلوب” كما نُصلِّي في أوشية المرضى.

 

يحارب عدو الخير الانسان لكى ما يفقده رجاءه .. أقرب كلمة لكلمة رجاء هى كلمة أمل … الانسان بلا أمل صار بلا حياة.

كانت البشرية فى العهد القديم بلا رجاء .. يقدم الذبيحة اليوم ويحتاج ان يقدمها بكرة فلا يوجد من يمسح الخطية , فكانت الخطية تستشرى فى الجسد الانسانى ومن هنا نشأت الصراعات والحروب والعنف وكاد يفقد الإنسان رجاءه …. متى يجئ المسيح.

 

بعض المشاهد الكتابية:

1. فى زمن أبونا إبراهيم, طلب منه اللـه أن يخرج من أرضه ويترك عشيرته للأرض التى يريها له .. لو كان إبراهيم بلا رجاء لكان يطلب أولاً أن يرى هذه الارض ويقارن بينها وبين الأرض التي يعيش فيها.

للإنسان عينان .. عين الإيمان وعين الرجاء. الإيمان لا يكون إيماناً إلاَّ بالرجاء والرجاء لا يكون رجاءاً إلا بالإيمان.

2. داود النبي في سفر المزامير يقول: “رجائي فيك” هذه العبارة تتكرَّر كثيراً.

3. العهد الجديد فى آخر سفر الرؤيا يتحدث عن الرجاء ” أمين تعال أيها الرب يسوع “.

4. في عيد الصعود .. صارت تحية ماران أثا باليونانية بمعنى الرب أتٍ أو الرب قريب.

ما أجمل أن يكون للإنسان هذه الرؤيا في مجتمعه سواء البيت أو الخدمة أو الكنيسة أو الوطن .. أن يكون له رجاء رغم كل الظروف والاحباطات. لذلك دُعِيَ اسمه عمانوئيل الذي تفسيره اللـه معنا .. معنا كلنا .. مع كل البشر.

5. بعين الرجاء قال بولس الرسول: “لي اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح ذاك أفضل جداً”.

 

ما فائدة الرجاء في حياتنا؟

1. يمد الإنسان بالطاقة … فتصير حياته بلا يأس.

2. يُحاربنا عدو الخير بشيء من اثنين اليأس أو الشك:

عندما يمتلك الانسان الرجاء يمتلك طاقة لحياته.

شيء مهم أن يكون للإنسان في حياته اليومية هذه النظرة المملؤة بالرجاء.

3. تضعف جذب العالم للإنسان:

العالم بكل شهواته وأكاذيبه يجذب الإنسان ولكن رجاء الإنسان في الحياة الجديدة يجعله غير مرتبط بالأرض … وهذا ما فعله الآباء القديسين الناسكين والشهداء.

الرجاء يرفع الإنسان من مستوى الأرض إلى مستوى السماء.

4. الرجاء يجعلنا شهود حقيقيين للمسيح:

(كان فشلنا في الأول هو دافعنا للنجاح وعندما فشلنا في المرة الثانية حاولنا في المرة الثالثة ولكننا فشلنا) هذه مقولة أحد الأطباء فى مذكراته أثناء محاولاته مع مجموعة لاختراع دواء للسل.

الرجاء يجعلك تشهد للمسيح … يجعلك ترى يد المسيح تعمل في الحياة, في عمرك, في أيامك.

الرجاء يُعطي للإنسان بعد جديد في حياته .. إن وجدت ضيقات ومتاعب .. تذكر يا معين مَن ليس له معين وتذكر أن السيد المسيح جاء لكي يكون على اسمه رجاء الأمم .. صار للبشرية بعد الرجاء بمجيء المسيح.