مناهج الكلية الاكليريكية مادة علم ودين ( للصف الثانى )

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 



تنظيم الأسرة من وجهه نظر إلهية
قد يتسائل البعض عن رأى المسيحية في تنظيم الاسرة ، وهل هذا تدخل في ارادة الله ؟ أو معارضة للطبيعة الانسانية ؟ أو عدم ايمان بأن الله قادر أن يرعى مواليدنا مهما كان عددهم ؟ وهل هو مجرد مجاملة للدولة ؟ وهل يعنى ذلك التناقص المستمر في عددنا كمسيحيين مما قد يهددنا بالانقراض !؟ وهل في التناسل بلا حدود نوع من تجربة الله ؟ وما هو الموقف من الآية ( ما يزرعه الانسان اياه يحصد ) . أذن أن كنت لا تريد اولاد " فلتمتنع عن العلاقة الزوجية " ( وماذا عن أونان الذى كان يفسد في الارض حتى لا تحبل امراته ( تك38 : 6 – 10 ) فأماته الرب ، هل لانه منع الحمل أم لانه رفض أن يقيم نسلا لاخيه . انها تساؤلات كثيرة حول قضية يومية وهامة

 

- أن تنظيم الآسرة يقصد به ان تنظيم الاسرة انجابها للاطفال حسب ظروفها الاقتصادية والاجتماعية وحسب قدرتها على القيام بمسئوليتها نحو رعاية ابنائها روحيا واقتصاديا واجتماعيا حتى يتم تربية هؤلاء الاطفال تربية صالحة أن وعى الاسرة بمسؤليتها تجاه ابنائها امر ضرورى ، وهذا هو جوهر قضية تنظيم الاسرة بالكنيسة . أن وجود الضرورة التى تجعل الاسرة غير قادرة على التربية المتكاملة للابناء هو سبب هام لقبول مبدأ تنظيم الاسرة ، ومن أهم الآسباب التى تجعل مبدأ تنظيم الاسرة مقبولا هو الانفجار السكانى الذى يهدد مستقبل بلادنا يجعلنا ككنيسة وطنية تخلص لبلدها ووطنها ان تتصدى لهذه المشكلة التى تهدد بنسف كل مشروعاتنا واقتصادنا القومى ، ولهذه الضرورة العامة نحن ككنيسة نوافق على تنظيم الاسرة من جهة المبدأ

أهداف الزواج المسيحى
من اهداف الزواج المسيحى " الانجاب " ولكن ليس الانجاب هو الهدف الوحيد للزواج فالزواج المسيحى يستمر حتى لو لم ترزق الاسرة بابناء فالعقم ليس سببا من أسباب الطلاق في المسيحية

اتحاد الحب الروحى : وهو الهدف الاول من الزواج ( ان يصير الاثنان واحدا ) ( مت19 : 5 ) وهذه الوحدة هى بفعل الروح القدس العامل في سر الزيجة المقدس ( ما جمعه الله لا يفرقة انسان ) . ( مت19 : 6 ) والزواج شركة حب روحانى مقدس يتسامى فوق التقلب والشهوة الحسية التى تزيل بمرور الوقت

التعاون في الحياة : قال الرب ( ليس جيدا ان يكون آدم وحده فاصنع له معينا نظيره ) ( تك2 : 18 ) وكعالم بأعماق الطبيعة الانسانية أراد الله ان يشعر ىدم بحاجته الى آخر و كذا خلق له " حواء من نفس كيانه ، من جسده " لتقوم بدورها معه في الحياة في شركة تعاون مؤسسة على الحب الروحانى

خلاص النفس : لاشك ان هذا من اسمى اهداف الزواج المسيحى ، فالمهم أن يخلص الانسان في النهاية ، والزواج المقدس يساعد الانسان في ضبط مسار حياته الروحية فتشبع غرائزة بطريقة مقدسة : الجنس ، والابوة ، والامومة . وهكذا يساعد الزواج في الحماية من الغواية والخطيئة

استمرار النوع الانسانى : لاشك ان ثمرة الزواج انجاب الاطفال ، وهو هدف مقدس ومبارك حيث يستمر من خلاله النوع الانسانى وتتعاقب اجيال البشر وفي هذه الاجيال البشرية تقدم الاسرة المسيحية ابنائها القديسين والقديسات وبذلك تزداد قائمة هؤلاء القديسين والقديسات في السماء ويسعدون بفاديهم ومخلصهم . غير انه بخلاف النقاط التى اوضحنا فيها اهداف الزواج المسيحى نضع النقاط التاليه الهامة لنلقى الضوء على جوانب اخرى لهذا الموضوع

النسل بركة من الله فالله بارك نوحا وبنيه وقال ( اثمروا واكثروا واملأوا الأرض ) ( تك9 : 1 ) والله ابرك ابراهيم قائلاً ( فاجعلك أمة عظيمة واباركك واعظم اسمك ) تك12 : 2 ووعده ( ان يكون نسله كتراب الأرض وكنجوم السماء ) تك14 : 16 ، تك15 : 5 وأيضاً قال له ( واجعلك أبا لجمهور كثير ) تك17 : 5 ( والبنون هم ميراث من الرب ) ( مز127 : 3 ) ولكن ليس اى نسل هو بركة من الله فالله الذى بارك ابراهيم بركات النسل ووضع لذلك شروطا ( اما انت فتحفظ عهدى انت ونسلك من بعدك في اجيالهم ) . ( تك17 )

من نسل اسحق اختار الله يعقوب ، النسل الصالح والابناء الخائفون الله هم الميراث وهم البركة التى تنالها الاسرة من الله . ولكننا نرى ان اسرة عالى الكاهن لم تنل بركة بسبب ابنائه الاشرار " 2صم 2 : 27 – 35 "

تنظيم الاسرة لايتعارض مع الطبيعة : فالله وضع تنظيما طبيعيا للنسل في الانسان . فالمرأة تتوقف عن القدرة على الانجاب عند سن معين ، كما ان فترة الخصوبة في المرأة فترة محددة يمكن للمرأة فيها الانجاب وفى باقى الاوقات لا يمكنها الانجاب

تنظيم الاسرة لا يتعارض ارادة الله : مما سبق نرى ان الله وضع مبدأ تنظيم النسل كأمر طبيعى والانسان بمعرفته لهذه الحقائق العلمية استطاع ان يستخدمها كوسيلة طبيعية لتنظيم الاسرة وبنفس القياس استخدم الانسان الاكتشافات العلمية من الادويه والاجهزة الطبية والعمليات الجراحية التى تؤدى الى اطالة متوسط عمر الانسان لا يتعارض مع ارادة الله

يذكر البعض قصة " اونان بن يهوذا " تك38 : 6 – 10 كدليل على رفض مبدأ تنظيم الاسرة ولكن الواضح من القصة ان " اونان " ( كان يرفض ان يكون نسلا لاخيه ) تك38 : 9 الله امات " اونان " لسبب رفضه السير حسب الشريعة التى اعطاها الله لبنى اسرائيل في ذلك الوقت

الكنيسة توافق على تنظيم الاسرة من جهة المبدأ طالما توجد ضرورة لذلك وبشرط ان تكون وسيلة تنظيم الاسرة

لا تسبب ضرراً يهدد صحة الام

لا تسبب قتل للجنين " اجهاض

ان لا يتم تنظيم الاسرة ببتر أو اجراء جراحة يقصد بها بتر او نزع عضو من اعضاء جسم الانسان دون وجود ضرورة حتمية لذلك

ان الضمير المسيحي يرفض ان نعيش حياة اعتمادية على الدولة ان نسهم بدورنا في الانتاج ، الانسال المعقول نحن لا نجامل ، الحكم ولكننا نخاطب الضمير المسيحى والضمر الانسانى في ان يتصدى الميع لهذه المشكلة كواجب حتمى حبا فى وطننا وذلك لارتباطنا المصيرى بهذه الارض .

ان نشر الوعى الصحى والتربوى وكذا الاهتمام بنشر الثقافة ومحو الاميه مسئولية هامة يجب ان يسهم كل قطاعات المجتمع وكذا الافراد لان الفقر وانخفاض مستوى المعيشة الثقافى عوامل خطيرة تسهم في زيادة النسل بصورة رهيبة وهذه الزيادة بدورها يهدد الاقتصاد القومى

ان الضرورات الخاصة مثل وجود المرأة المعاصرة العاملة خارج المنزل في عملها الذى يستغرق منها اكثر من نصف اليوم ، وكذلك جهد التربية المطلوب للابناء ، سواء التربية الروحية الايمانية ، أو التربية السلوكية ، وكذا الجهد المطلوب لتنظيم حياة ابناء المدرسية والتعلمية والاجتماعية والصحية ، وكذا الجهد الاقتصادى للاسرة التى يشقى فيها عائلها في معظم الاحيان في عملية مع عمل الزوجة لتسديد احتياجات الحياة اليومية ، ومصروفات المدارس والتعليم ، ومصروفات الغذاء والملبس ، كل هذه الضرورات تجعلنا نقبل ككنيسة فكرة تنظيم الاسرة من حيث المبدأ كما ذكرنا

ما دام الطب يحاول علاج " العقم والعقر " لدى الرجل والمرأة ولا يعتبر ذلك ضد ارادة الله فلماذا نعتبر تنظيم الاسرة ضد ارادة الله

وسائل تنظيم الآسرة

هناك وسائل كثيرة لتنظيم الاسرة نورد بعضا منها تاركين التفاصيل العمليةو لأهل التخصص

كيف يحدث الحمل

يفرز المبيضان بويضة كل شهر بالتبادل

تلتقط الاهداب الموضوعة عند قمع " قناة فالوب " البويضة " ويبدأ تكوين " الخلية الأولى للجنين "

تتدغم البويضة المخصبة " النواه الأولى للجنين " فى بطانة الرحم لتكون جنينا بعد ذلك

تبدأ المشيمة في افراز الهرمونات التى كان المبيض يفرزها قبلا وذلك يمنع التبويض " الاباضة " مما يتسبب في توقف الدورة الشهرية اثناء الحمل

اذا لم يحدث اخصاب البويضة في " قناة فالوب " تسير نحو الرحم ثم تندفع الى الخارج مع بطانة الرحم التى تضعف وتتقشر وتنزل مع بعض الدماء " الدورة الشهرية " والسبب ان عدم الاخصاب ينتج عن انخفاض هرمون " البروجستيرون " المسئول عن تثبيت بطانة الرحم تحسباً للاخصاب والحمل

يبدأ المبيض الاخر في العمل لتنمو بويضة جديدة يفرز منها هرمون " الاستروجين " الذى يبدأ في تكوين بطانة " البروجستيرون " الذى يثبت بطانة الرحم انتظارا للاخصاب ، فاذا لم يحدث اخصاب تقل نسبة " البروجستيرون " فتضعف بطانة الرحم وتنزل مع البويضة غير المخصبة وبعض الدماء … وهكذا

أولاً : وسائل منع الحمل للسيدات
( أ ) الوسائل التقليدية " غير المضمونة "

الجمع المقطوع " اى عدم وصول السائل المنوى الى الرحم "

الرضاعة تقلل احتمالات الحمل ولكنها غير مضمونة

فترة الامان : في الفترة ما بين دورتين شهريتين توجد ثمانية ايام خصبة تكون بها البويضة قابلة للتلقيح حيث يمكن ان يتباعد الزوجان ولا يحدث حمل فتكون فترة الامان كما يللى

من اليوم الاول للدورة حتى اليوم العاشر " امان "
من الحادى عشر الى الثامن عشر " اخصاب ممكن "
من الثامن عشر حتى الثامن والعشرون " امان "
ولكن تكمن المشكلة في حدوث خطأ في الحساب

( ب ) الوسائل الحديثة " المضمونة بدرجة جيدة "

الاقراص : وهى توقف اشارات المخ لافراز الهرمونات التى تحت المبيض على الاباضة فلا يفرز المبيض بويضات . ولكن يجب اخذ الاقراص تحت اشراف طبى حتى لا تحدث اعراض جانبية او اضرار قد تحدث

اللولب : وهو عدة انواع يختار منها الطبيب النوع المناسب لكل سيدة على حده . وهو له مميزات كثيرة إذ أنه لا يحتوى على هرمونات ولا يؤثر على الرضاعة . ولكن الطبيب المتدين ينصح بالآضافة لاستخدام اللولب استخدام وسيلة اخرة مثل

فترة الامان . وسيلة موضعية أخرى

الحقن : وهى عبارة عن هرمون " البروجستيرون " بتركيز معين تتصرف بمعدل ثابت يوميا بالجسم لمدة ثلاث شهور وهى اقل ضررا من الاقراص ولكن يجب ان يكون ذلك ايضا تحت الاشراف الطبى

الوسائل الكيمائية : من مراهم او وسائل موضعية للسيدات تقتل الحيوانات المنوية

ربط قناتى فالوب : بموافقة الزوجين خصوصا بعد اجراء اكثر من قيصرية او الاكتفاء بعدد معين من الاولاد

ثانيا : وسائل منع الحمل للرجال

الواقى الذكرى 2 – هرمونات تمنع تكوين الحيوانات المنوية

ملحوظة هامة

تمنع الكنيسة نهائيل " الاجهاض " لانه قتل للجنين ولان هذا يخالف وصية الكتاب المقدس القائلة ( لاتقتل )

وايضاً : تحرم الكنيسة الاجهاض حتى ولو لعلاج مشكلة " مثل حمل الفتيات اللائى يغرر بهن فلا يمكن علاج مشكلة بخطأ

طفل الانابيب
فكرة طفل الانابيب

ان فكرة طفل الانابيب تعتمد على اخذ البويضة من الزوجة بعد اجراء فحوص طبية تؤكد سلامة جسمها ومبيضها ومعرفة موعد التبويض وفحص الدم وملاحظة درجة حرارة الجسم عند خروجها من المبيض بواطة " مسبار " خاص يدخله الطبيب في جوف البطن تحت التخدير الكلى عند موعد خروج البويضة من المبيض فيلتقطها ثم يدعها في طبق ، يدعى طبق " بيترى " وليس في انبوب كما هو شائع وفى هذا الطبق سائل فسيولوجى مناسب لبقاء البويضة ونموها . ثم يؤخذ السائل المنوى من الزوج بعد 4 : 6 ساعات ويوضع في الطبق مع البويضة ، وحين يتم تلقيح البويضة بأحد الحيوانات المنوية " وذلك يتم مشاهدته بالميكروسكوب " تترك هذه البويضة الملقحة لتقسم انقساماتها المتتالية ثم تتحول الى ما يسمى بالكرة الجرثومية ، ثم توضع هذه الكرة في جدار الرحم حيث تتغرز فيه وتنمو نمو الحمل الطبيعى حتى الولادة

والمدة التى يتلقى فيها البويضة في الطبق لا تعدو يومين او ثلاثة ، وفى حوالى 90 % من الحالات يلفظ الرحم الجنين أذ ينقبض بشدة حينما يت زرع البويضة المخضبة " الكرة الجرثومية " الجنين الصغير " داخله الامر الذى يستدعى المهارة والدقة ، كما ان نجاح غرس الجنين في الرحم لا يمنع اجهاضة في الثلاثة اشهر الاولى في 22% من الحالات ، ويزداد احتمال الاجهاض بزيادة عمر المرأة

اسباب اللجوء لفكرة اطفال الانابيب

يلجأ الاطباء لاخصاب البويضة عن طريق الفكرة السابقة للاسباب التالية

انسداد قناة فالوب وهى القناة التى تربط الرحم بالمبيض وتنتهى باهداب لانه فى الاوضاع الطبيعة يلتقى الحيوان المنوى بالبويضة في منتصف قناة فالوب ويلقحها ثم تتجه البويضة الملقحة بعد انقسامها الى الرحم وتتفرز فيه " كما سبق شرحه " يوم الولادة

أن انسداد قناة فالوب يمنع تلاقى الحيونات المنوية القادم من تجاه الرحم مع البويضة القادمة من المبيض ، ولذا كل ما يفعله الطبيب ان يمنع هذا العائق ، وهو ان يجمع الحيوانات المنوية مع البويضة في طبق خارجى ثم يزرع الجنين مرة اخرى

قلة الحيوانات المنوية : بحيث لا تزيد عن مليون او ربما أقل مع فشل محاولات التلقيح الصناعى الداخلى

افرازات عنق الرحم العادية للحيوانات المنوية مما يسبب هلاكها وقد ينتج في هذه الحالات التلقيح الاصطناعى الداخلى فأذا فشل نلجأ الى التلقيح الاصطناعى الخارجى " طفل الانابيب "

انتباذ بطانة الرحم : حيث تظل الانابيب مفتوحة لكن عملها قد يتعطل وتكون نسبة النجاح

20% حينما نلجأ لفكرة الانبوب

حالات العقم غير معروفة السبب : فرغم كل الفحوصات في المراكز المتقدمة تظل بعض الحالات للعقم غير معروفة السبب ونسبة نجاح طفل الانابيب هنا ممكنة

طفل الانابيب من وجهة نظر كنيسة
الموضوع بسيط وهو ان الاطباء يزيلون عائق تكوين خلية مخصبة " زيجوت " ولكن بالشروط التالية

حيوانات منوية من الزوج وبويضة من الزوجة وليس احدهمت من مصدر أخر

لا يحدث قتل للجنين مهما كان صغير وهنا لا يرفض الدين " الكنيسة " هذا العمل الطيب الذى يزيل كثير من المشاكل الاسرية وكذا يحفظ الترابط الاسرى

لا تعارض الكنيسة اى علاج طبيعى يقره الاطباء للعقم طالما ان علاج العقم هذا لا يحدث اختلاط انساب أو هناك اى قتل للجنين الصغير

ملاحظة هامة

تفشل حوالى 90% من محاولات طفل الانابيب للاسباب التالية

عدم المعرفة المحددة لموعد التبويض للمرأة

اعطاء المرأة عقاقير طبية تجعل المبيض ان يفرز عددا من البويضات في الشهر الواحد وبدلا من بويضة واحدة مع دراسة كاملة لموعد التبويض لادخال المرأة المستشفى في وقت مناسب

عملية ادخال النظار في تجويف البطن عملية فنية دقيقة لالتقاط البويضات وتحيطها صعوبات كثيرة

بعد ان يتم شفط البويضات توضع في محلول فسيولوجى مناسب لنموها وتركيب هذا المحلول يحتاج الى مهارة عالية

مراقبة عملية التلقيح حتى الوصول الى الكرة الجرثومية ، ويتطلب هذا أيضاً دقة الملاحظة والمتابعة الفنية

عملية اعادة غرز البويضات في الرحم وعادة توضع اكثر من بويضة ملقحة لاحتمال لفظ الرحم الاجنة الصغيرة وهنا ايضاً يكمن خطر ما وهو نجاح اكثر من بويضة

ملقحة في الافراز في بكانه الرحم ومن ثم نحصل على عدة توائم ويكمن الخطر هنا على صحة الام والاجنة معا

قد يترك الطبيب عدد من البويضات بحيث اذا فشلت المحاولة الاولى يضع بويضات ملقحة اخرى دون اللجوء الى عملية شفط البويضات والتجهيزات السابقة والبويضة الملقحة جنين صغير وتركه للموت يكون شبيه بالاجهاض

ان اهم مشكلتين يجب الاحتياط منهما في نظر الكنيسة هما
ان تكون الحيوانات المنوية من الزوج والبويضة من الزوجة

ان لا يتم التخلص من الاجنة الصغيرة لان الخلية الاولى من الجنين تحمل كل ملامح الطفل المنتظر

انحرافات محتملة
ان تكون الحيوانات المنوية ليست من الزوج انما من شخص آخر وكذا البويضة

ان يتم تلقيح امرأة متبرعة اصطناعيا بسائل الزوج وبعد خمسة ايام يغسل الطبيب الرحم ثم يعثر على البويضة الملقحة فيزرعها في رحم الزوجة العقيمة

ان يتم حقن السائل المنوي للزوج في امرأة أخرى تحمل وتلد ثم تتنازل عن الطفل للزوج الذى يدفع ثمنا لهذا وكثيراً ما تحدث مشاكل قضائية

ان تتم العمليات السابقة للزوج ولكن بسائل لرجل غريب وليس الزوج لانه عقيم

احيانا تكون البويضة من امراة غير الزوجة " والحيوان المنوى من الزوج والرحم يستأجر من امرأة ثالثة ويكون لهذا الطفل ثلاث امهات

قد يكون الزوج عقيما فتؤخذ الحيوانات المنوية من رجل آخر ويكون لهذا الطفل ابوين

وبهذا يقودنا التلقيح الصناعى الى انحرافات كثيرة منها
ان تتحول ارحام النساء الى وسيلة تجارة مستخدمين المنى المحفوظ لسائل رجل واحد ويمكن تلقيح مائن امراة

اختلاط الانساب اذ تكون صاحبة الرحم المستعار ام او اخت الزوجة فتكون ام الطفل هى خالته او جدته

اختلاط الانساب حيث لا تعرف اصل او مصدر الحيوان المنوى او البويضة

طفل مولود من زوج ميت " ابن المرحوم " حيث استخدم سائل منوى محفوظ " لرجل مات " لتلقيح زوجته الحية

حمل طبيعى للام المستعارة : فبعد ان اتفق الزوجان على استئجار رحم امراة أخرى مقابل 8000 دولار حملت المرأة حملا طبيعيا من زوجها وثبت ان الطفل فعلا هو منها وزوجها وليس من البويضة المزروعة ولما ولد الطفل وحدث النزاع سلمت المرأة الطفل للزوجين الاولين محتفظة بالنقود

وجود بنوك لتجارة المنى لتختار اى امراة ما تريد من الصفات الوراثية من هذا المنى او ذاك

شركات تاجير الارحام لزراعة الاجنة فيها ، وماذا عن الامومة وعن سيرطة المادة على النزعة الانسانية ؟

تلقيح المحارم : اذا استخدم منى الزوج لتلقيح نساء محرمات عليه شرعا كشقيقتة او خالته

تلقيح غير المتزوجات بهذا يمكن ان المراة عن رجل وتلد طفلها مستخدمة بنوك المنى

اختيار جنس الجنين اذ تطلب المراة من لرجل يحمل صفات الرجولة او الانوثة لتحصل على جنين ذكر او انثى كما تريد وفي هذا احتمال للتدخل في التوازن الطبيعى بين الذكور والاناث

احتمالات الاصابة بالايدز او الآمراض الوراثية اذا كان المنى يحمل هذه الامراض

اذن ترفض الكنيسة " الدين "
استخدام منى من مانح غير الزوج

استخدام بويضة من مانحة غير الزوجة

استعارة رحم فيه خلط للانساب

استعارة رحم فيه خلط للانساب

استخدام جنين مجمد بعد موت الزوجين

المقبول من الكنيسة " الدين "
المنى من الزوج والبويضة من الزوجة مع قيام حياة الزوجين

2 – ان لايحدث قتل للاجنة الاختياطية " والاطمئنان على هذه النقطة صعب للغاية " لكن المبدا قائم أذا كان الاطمئنان ممكناً

زراعة الاعضاء

مع التطور العلمى الحديث يواجه الانسان متغيرات اجتماعية عديدة تؤثر على حياته وتضعهامام عدة تساؤلات لا يستطيع في كثير من الاحيان ان يجيب عنها بمفرده وعندما تمس هذه التساؤلات ضميره فانه يحتاج الى رأى الدين حتى يتخذ الموقف الذى يستريح له ضميره

اننى سوف اجتهد ان اقدم رايا كنسيا في بعض القضايا الاجتماعية المعاصرة بدون الادعاء اننى اقدم راى الكنيسة ويسعدنى تلقى تعليقات وتساؤلات القراء الاعزاء ، وسوف ابدأ بقضية زراعة الاعضاء . يتكون جسم الانسان من مجموعة من الاعضاء بعض هذه الاعضاء تعتبر اعضاء حيوية اى لا يمكن ان تقوم حياة الانسان بدون هذه الاعضاء مثل " الكبد ، والمخ ، والقلب ، والرئتين ، والكليتين ، والبنكرياس " فالانسان بدون عينين ولكنه لا يستطيع ان يحيا بدون الكبد وتوجد بعض الامراض تؤدى الى الفشل الوظيفى لعضو او اكثر من الاعضاء الحيوية في الانسان ، مما يؤدى الى وفاته

مع التقدم العلمى في مجال الجراحة والتخدير وعلم المناعة وغيرها امكن للعقل البشرى ان يتغلب على مشكلة الفشل الوظيفى للكثير من الاعضاء الحيوية عن طريق نقل عضو حيوى سليم من انسان مريض بالفشل الوظيفى لهذا العضو الحيوى . صرنا نسمع عن زراعة القلب والكبد وغيرها وقد امكن بذلك انقاذ حياة الكثيرين الذين كانوا في عداد الموتى لكن في الوقت الذى فتحت فيه زراعة الاعضاء ابواب الامل امام الكثيرين فانها احدثت العديد من التساؤلت من بينها

هل التدخل لانقاذ حياة الانسان هو تدخل ضد اردة الله ؟

يقول قداسة البابا شنودة الثالث " انقاذ حياة الانسان امر لا يتعارض مع الدين واستخدام العلم من اجل حياة الانسان لا يتعارض مع الدين كذلك . فالعلم نفسه هبه من الله ، والعقل البشرى هبه من الله ويمكن استخدامه للخير وليس للشر "

فالتقدم العلمى في هذا المجال هو ثمرة للعقل الذى وهبه الله للانسان ، والله اعطى الانسان العقل ليستخدمه لخيره ولحياته . كما انه ليس فقط زراعة الاعضاء التى تنتقذ حياة الكثيرين بل ان اكتشاف بعض الادوية " المضادات الحيوية كمثال " انقذ حياة الملايين من المصابين بأمراض كان يعتبر المصابون بها فيما قبل في عداد الموتى ، يضاف الى ذلك ان زراعة الاعضاء لا تضمن حياة للمريض بعد زرع العضو فالامر في النهاية هو حسب ارادة الله

هل يجوز لانسان ان يبيع احد اعضائه ؟

اعطى الله لجسد الانسان كرامة خاصة " الستم تعلمون ان اعضائكم هى اعضاء المسيح " ( 1كو12 : 15 ) " ام لستم تعلمون ان جسدكم هو هيكل للروح القدس الذى فيكم الذى لكم من الله " ( 1كو12 : 19 ) ، فأعضاء الانسان ليست للبيع والشراء فهى ملك الله ، لكن يدعونا ان نحب بعضنا بعضا وان تكون محبتنا محبة عملية " لا نحب بالكلام ولا باللسان بل بالعمل والحق " ( 1يو3 : 18 ) ، وقمة المحبة هى بزل الذات من اجل الآخرين " ليس لاحد حب اعظم من هذا ان يضع احد نفسه لاجل احبائه " ( يو15 : 13 ) ، فان كان لايجوز للانسان ان يبيع عضوا من اعضائه للحصول على مبلغ من المال فان تبرع انسان بعضو من اعضائه لانقاذ حياة مريض هو عمل نبيل

يقول قداسة البابا شنودة الثالث

" فان كان الحب يمكن ان يصل الى البذل والبذل يمكن ان يرتفع الى مستوى بذل الذات فالذى يبذل نفسه من اجل الآخرين ما اسهل ان يبذل عضوا من اعضاء جسده من اجل الاخرين "

هل يجوز لمسيحى ان يتبرع بعضو من اعضائه لشخص غير مسيحى ؟

التبرع بالاعضاء هو عمل محبة يرتفع الى مستوى البذل ، والمحبة المسيحية عميقة لا تعرف حدودا ولا يعوقها اختلاف في الدين او العقيدة او الوطن . فالمحبة المسيحية التى تدفع الانسان للتبرع بعضو من اعضائه تنظر الى احتياج المريض بدون النظر الى عقيدته او دينه

هل نقل عضو من ميت هو امر ضد كرامة الانسان ؟

يقول قداسة البابا شنودة الثالث

اعضاء الانسان بعد الموت كلها يأكلها الدود وتتحول الى تراب ، فمن الخير ان ينتفع انسان بعضو من اعضاء شخص انتقل من عالمنا الحاضر ليحيا بهذا العضو بدلا من ان ياكله الدود ويتحول الى تراب " ان وجود هدف نبيل من نقل عضو من الميت يجعل الامر كرامة للميت وليس العكس . يضاف الى ذلك انه حاليا يتم تشريح جسد الميت تعليمية " . في كلية الطب " او لاغراض قضائية " فى حالة الشك في وجود سبب جنائى للوفاة " بدون ان يعتبر هذا التصرف ضد كرامة الميت

وتجدر الاشارة الى اهمية التاكد من موت الشخص قبل نقل العضو ، ولقد اتفق الطب على ان علامة موت الانسان هو موت المخ ، وهذا امر يوافق عليه الدين . كما يجب تشجيع الناس على ان يوصوا باستخدام اعضائهم بعد الوفاة لانقاذ حياة المرضى ونظرا لانه في بعض الاحيان يكون من الصعب على الانسان ان يفكر في الموت ويوصى باعضائه فان بعض الدول اعتبرت ان كل ميت متبرع باعضائه ما لم يوصى بعكس ذلك ويسمى ذلك " التبرع الاعتبارى " وهذا يساعد على انشاء بنوك الاعضاء

كيف يمكن ان يستفيد الفقراء من زراعة الاعضاء ؟

زراعة الاعضاء مثل الكثير من ثمار التقدم العلمى الحديث امر مكلف جداً مما يجعل العديد من فئات المجتمع تتدرج تحت بند الفقراء بالنسبة للتكلفة العالية لهذه الجراحات في العديد من الدول المتقدمة تغطى مظلة التامين الصحى هذه العمليات ، اما فى بلادنا فالامر يحتاج الى انشاء صندوق خاص لتغطية تكلفة هذه العمليات " ولو جزئيا " بالنسبة للفقراء كما ان انشاء بنوك للاعضاء يمكن من القضاء على ظاهرة تجارة الاعضاء التى تساعد على زيادة تكلفة العمليات

فى مصر تجربة ناجحة في مجال زراعة قرنية العين التى بدأت في الخمسينات من هذا القرن ، فلقد تم وضع تشريع ينظم الحصول على قرنية العين من المتوفين حديثا مما مكن من انشاء بنك لقرنية العين . ولقد ساعد انشاء هذا البنك على تقديم قرنية العين باسعار في متناول العديد كما يقوم البنك بتزويد المستشفيات الجامعية بقرنيات مجان لعلاج المرضى الفقراء

موت المخ

ان سألت مجموعة من الاشخاص العاديين ما هى علامة وفاة الانسان ؟ لا تفقت اجابتهم . اما اذا اسألت نفس السؤال لمجموعة من الاطباء و العلماء ورجال القانون في بلد متقدم مثل امريكا لاحتاجوا الى عقد ندوة وقد يتفقون او لا يتفقون في النهاية

ان التقدم العلمى جعل الراى الشائع الذى يحدد وفاة الانسان بتوقف التنفس ونبضات القلب امرا يخالف الواقع العلمى و العلمى ، ومن اشهر الامثلة العملية

- مثل المريض في غرفة الانعاش الذى يوضع على الاجهزة الطبية التى تجعل القلب ينبض والتنفس مستمرا مما يجعل الانسان حسب الراى الشائع لتحديد الوفاة ضمن الاحياء ، بينما من الناحية الطبية والعملية هو انسان ميت ، اذ بمجرد نزع هذه الاجهزة يتوقف القلب فورا عن النبض كما ان استمراروضع المريض على الاجهزة الطيبية لا يؤثر على تقدم حالة المريض

- التقدم العلمى جعل تحديد وفاة الانسان امرا اكثر تعقيدا من مجرد توقف نبضات القلب وحركة التنفس ، فنزع الاجهزة الطبية عن المريض فى غرفة الانعاش لابد ان يسبقه اعلان اكيد لوفاة المريض والا نكون امام جريمة قتل . لذلك يتجه العالم حاليا لتحديد وفاة الانسان بموت المخ

ما معنى موت المخ ، وما هى علاماته ؟
المقصود بموت المخ هو توقف المخ تماما عن العمل نتيجة تدمير خلاياه تدميرا كاملا فقد يتوقف المخ عن العمل لفترة مؤقته مثل حالات الغيبوبو ، او تتوقف بعض وظائفه ولكن هذا لا يعنى موت المخ ، لقد وضع الاطباء علامات اكلينيكية يمكن بها اعلان موت المخ ، ومن اشهر هذه العلامات ما وضعته كلية الطب بجامعة هارفارد الامريكية التى تسمى معايير هافرارد لتحديد وفاة المخ ، وهى تشمل ان يعلن الكشف الطبى على المريض الآتى

عدم الاحساس او الادراك

عدم الاستجابة للمؤثرات

عدم وجود اى حركات تلقائية ، ومنها التنفس التلقائى

عدم وجود اى فعل انعكاسى

ان تكون هذه العلامات مستمرة لمدة لا تقل عن 24 ساعة

ان يتم تأكيد نتائج الكشف الاكلينيكى برسم المخ الذى يظهر باستمرار عدم وجود ايه وظائف للمخ خلال فترة 24ساعة

لقد وجدت هذه المعايير قبولا فى الاوساط الطبية واعتبر وجودها دليلا قاطعا على توقف المخ تماما ونهائيا عن العمل بسبب تدمير خلاياه ، واعتبر الاطباء انها سبب قاطع لاعلان وفاة المريض

* لا يفوتنا ان نذكر ان هناك فرقا بين موت المخ " بمعنى توقف جميع وظائفه " وفقدان العقل فالانسان الذى يفقد عقله هو كائن حى فقد بعض وظائف المخ ولكن ليس كلها فهو لا يزال يدرك ، ويحس ، ويتحرك ، ويتنفس ... الخ

الوضع القانونى
يحدد القانون المصرى القائم الوفاه بتوقف نبضات القلب نهائيا وكذلك العديد من بلاد العالم ففى امريكا مثلا تحدد الوفاه في قوانين اغلب الولايات الامريكية بتوقف نبضات القلب والتنفس نهائيا ، ولقد قامت مؤخرا ثمانية عشر ولاية بتغيير قوانينها ليكون تحديد الوفاه اما بتوقف نبضا القلب والتنفس نهائيا ، او توقف وظائف المخ توقفا تاما

ان قصر تحديد الوفاه بتوقف نبضات القلب يوجد وضعا قانونيا لا يواكب التقدم العلمى ويجعل نزع الاجهزة الطبية عن المريض الذى توقف قلبه عن العمل جريمة قتل من الناحية القانونية لذلك يطالب الاطباء بتغيير القانون ليواكب التقدم العلمى في الوقت نفسه فان تحديد الوفاه بموت المخ سوف يفتح المجال امام الاستفادة بنقل الاعضاء من المتوفيين حديثا ، وهناك فارق زمنى بين توقف المخ تماما عن العمل " الوفاه " وتحلل الاعضاء والخلايا

الوضع الدينى
الموت حسب المفهوم الدينى هو انفصال الروح " النفس " عن الجسد الله خلق الانسان من تراب واعطاه نسمه حياة وعندما يستعيد الله نسمة الحياة يعود التراب الى التراب ( وجبل الرب الاله ىدم ترابا من الارض ونفخ في انفه نسمة الحياة فصار آدم نفسا حية ) تك2 : 7

" نفخ الله فى آدم نسمة حياة ، بث فيه مظاهر الحياة فصار آدم نفسا حية " من ادراك واحساس ، وحركة ، وتنفس ، ووظائف لجميع اجهزته . والموت معناه انه يعود الى تراب " لانك تراب والى التراب تعود " ( تك3 : 11 )

اى تتوقف مظاهر الحياة باستعادة الله لنسمة الحياة التى اعطاها الله للانسان . لذلك فانه ان كان من الصعب تحديد لحظة دخول او خروج نسمة الحياة للانسان . لان نسمة الحياة او الروح امر غير مرئى ولكن يمكن تحديدها بالمظاهر المترتبة على ذلك . فتوقف مظاهر الحياة هو دليل على انفصال الروح عن الجسد ومظاهر الحياة فى الانسان تعتمد على المخ ووظائفه ، فجسم الانسان الحى ليس فقط مجموعة من الاجهزة تعمل ولكن اجهزته تعمل بتوافق وتنسيق كما ان عملها ينبع من كيان الانسان ذاته . والذى يعطى لاجهزة الجسم ان تعمل وتعمل بتناسق هو المخ ، حقا ان بعض اجهزة الجسم قد تستمر في العمل بعد توقف المخ مثل القلب او بعض العضلات ولكن عملها ينبع من كيان الانسان ذاته ، والذى يعطى لاجهزة الجسم ان تعمل وتعمل بتناسق هو المخ ، حقا ان بعض اجهزة قد تستمر في العمل بعد توقف المخ مثل القلب او بعض العضلات ولكن عملها يستمر لفترة محدودة جدا وبدون تنسيق بينها فمثالا قد يحدث لانسان قطعت راسه ان يستمر قلبه في النبض وعضلاته في الحركة ولكان يعتبر هذا الانسان ميتا عند لحظة قطع راسه وليس بعد ذلك . لذلك يعتبر البعض الموت " موت المخ " وتوقف وظائفه هو قطع للراس من الناحية الفسيولوجية

ان اعتبار توقف المخ تماما عند آادء وضائفة نتيجة تدمير خلاياه كلها علامات موت الانسان هو امر مقبول دينيا لعدة اسباب

ان توقف المخ تماما عن اداء وضائفة يصاحبه توقف جميع مظاهر الحياة بالنسبة للانسان وتوقف مظاهر الحياة " معناه " ان نسمة الحياة ( الروح ) التى اعطاها الله للانسان قد فارقته فلم يعد بعد نفسا حية

استمرار بعض ما يبدو انه مظاهر للحياة بعد موت المخ مثل حركة العضلات او نبض القلب هو امر متوقف لفترة زمنية محدودة جدا لا تغير شيئا من جهة حياة الانسان

استمرار نبض القلب او حركة التنفس بعد موت المخ نتيجة وضع الانسان على اجهزة طبية هو عملية صناعية لا اثر لها على حياة الانسان بل تلقى عبئا نفسيا وماليا على اهل المتوفى وهى عملية تشابه مع الفارق بالطبع عملية التحنيط التى تحفظ الجثة من التحلل والفساد الذى هو نتيجة طبيعية للموت وقد تظل الجثة محتفظة بشكل الكائن الحى لعدة مئات او الاف من السنوات دون ان يغير ذلك شيئاً من جهة الحياة

ان اعتبار علامة موت الانسان هو توقف المخ عن العمل تماما يساعد فى الحلات التالية

حالات المرضى الذين هم في غيبوبة وتم وضعهم على اجهزة العناية المركزة واجهزة رسم المخ والتنفس الصناعى لعدة ايام او اسابيع دون تقدم يذكر في هذه الحالة يواجه الاطباء اهل المريض صعوبة اتخاذ قرار رفع الاجهزة عن المريض اننا نقول بضمير مستريح انه طالما ثبت بالدليل القاطع ان المخ قد توقف نهائيا عن العمل فانه يجب رفع هذه الاجهزة عن المريض الذى فارقته الروح

حالات نقل الاعضاء من المتوفين حديثا فاعتبار علامة موت الانسان هى موت المخ يفتح المجال للاستفادة من نقل اعضاء المتوفين حديثا قبل تحلل هذه الاعضاء

الشخصية من منظور علمى مسيحى
مكونات الشخصية الانسانية

اولاً الانسان

المكونات الاساسية للطبيعة الانسانية هى

الروح : العنصر الذى به يتجاوز الانسان محدوديته ليسير غور اللامحدود ، فالانسان هو الكائن الوحيد الذى يتجاوز ذاته وما يراه وما يعرفه وما يمس به الى عالم الميتافيزيقيا اى " الماورائيات " ماذا وراء المادة والكون والزمن والطبيعة والموت ، انه العنصر الذى من خلاله يعرف الانسان الله ، يكون له اتصال بالحقائق الايمانية وتطلع الى السماء والخلود ، والانسان منذ فجر الخليقة كائن متدين حتى اذا ما اخطأ في معرفة من هو الله ؟ فتصوره قوة كالنار او مصدر حياة فقط كالشمس او غير ذلك من التصورات الوثنية القديمة الا انه في النهاية دائما يسأل عن غير المحدود اساس الكون مصدر الحياة ، معنى الوجود . ماذا وراء الموت ؟

العقل : وهو عنصر التفكير والاستيعاب والادراك والتعبير والاكتشاف والاختراع ، انه ليس كعقل وزنه لانه عطية الله للانسان ومن خلاله يتامل ويستنتج ومن خلاله يقترب من الالوهة واللامحدودية بالقطع هو محدود يستطيع ان يدرك اللامحدود ولكنه يستيطع ان يستنير بروح الله ليدرك الكثير من حقائق الايمان لأن ( وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بها احد ، ولا الملائكة الذين في السماء ولا الابن الا الآب ) مز32 : 13 العقل يبدأ والايمان يكمل دون مصادمة ودون استغناء الواحد عن الآخر ( بالآيمان نفهم ان العالمين اتقنت بكلمة الله ) عب3 : 11 هو كالعين المجردة المحدودة التى تحتاج الى تلسكوب لترى ما هو بعيد وفوق طاقاتها فلا العين تستغنى عن التلسكوب ، ولا التلسكوب يستغنى عن العين

النفس : وهى عنصر الغرائز ( الوافع النفسية ) الاساسية جدا لاستمرار النوع الانسانى كالجنس والطعام والخوف والاستطلاع ... الخ . وعنصر الحاجات النفسية المختلفة كالحاجة الى الحب والامن والتقدير والانتماء ، وعنصر الافعال المنعكسة بدءا من الرضاعة الى كل فعل منعكس أخر اساسى لحفظ الانسان وعنصر الدوافع العاملة كالاستهواء والتقليد وعناصر أخرى كتسبة " غير تلك الموروثة " مثل العواطف والعادات والاتجاهات ، ولا شك ان للنفس دور هام في تحديد ملامح الشخصية بما فيها من امور طبيعية يمكن ان تفيد وان تضر وبما لابد منه من تسام بدوافع معينة وما لابد من ضبطه من عواطف او التخلص منه كالعادات الضارة او اكتسابه كالعادات البنائه او فصحه كالاتجاهات بل ما يحدث في النفس من متاعب بسبب مصادمات الحياة المختلفة وما بعتريها من قلق واكتئاب وحيرة وخوف وتأزم . وما هو طبيعى وما يمكن ان يكون مرضيا يحتاج الى تدخل الاطباء

الجسد : فالجسد الانسانى بصحته او امراضه المختلفة له دخل في تحديد ملامح الشخصية العاهات الجسمية واثرها على مراحل العمر ، مستوى الجمال ، نوع التعزية ، طول القامة وامور اخرى كثيرة يمكن ان يكون لها عائد على الشخصية وعلى اجتهاده في تغير ملامح معينة كلون البشرة ، وما يتعرض له الجسد من حوادث وامراض مختلفة تؤثر في قدرة الحركة والانتاج والتأثير ... ألخ

ثانيا البيئة

لاشك ان للبيئة اثرها الخطير في تحديد ملامح الشخصية ففرق لبن طفل تربى في بيت مسيحى حقيقى واخر مسيحى بالاسم ، وفرق بين طفل نسأ في بيئة زراعية وآخر في بيئة صناعية ريفية او حضرية حى شعبى او حى اكثر تحضرا اسرة متعلمة او جاهلة مدرسة جيدة في تربيتها وأخرى رديئة او مهملة العاب طفوليه مختلفة ، وسائل اعلام مختلفة مستوى الالفاظ السفر داخل وخارج القطر

اذن فالتربية المقصودة كلاهما له اثر جبار في تحديد ملامح الشخصية وهذا لا يعنى ان الغنى والتحضر دائما امران جيدان او ان الفقر او الحى الشعبى امران سلبيان فهناك معايير وقيم وملامح مختلفة في كل بيئة المهم ان كل هذا يترك بصماته على الشخصية الانسانية

البيئة اذن هى

المنزل – الاسرة – الحى

المدرسة والحضانة

الكنيسة ومدى التواجد فيها والتأثر بها

المجتمع والوطن

العالم على اتساعه من خلال الرحلات ووسائل الاتصال ان التفاعل بين مكونات الانسان نفسه ومكونات البية هذا التفاعل هو الذى ينتج لنا نوع الشخصية ويحدد ملامحها ولكن هذه الانواع يمكن تحديد ما هو سلبى فيها واكتساب ما هو ايجابى وذلك من خلال التربية الشاملة المنزل والمدرسة والكنيسة والمجتمع اذا احسنا قيادتها حتى تصل الى انسان سوى عموما وشخصية متكاملة ومثمرة وناجحة هذا ما نسميه بناء الانسان المصرى احوج واخطر قضية مثار على الساحة حاليا

سمات الشخصية المتكاملة

يهتم الشباب بان تكون له الشخصية المتكاملة . وهذه من سمات الانسان المسيحى كقول يوحنا الحبيب الى تلميذه " فى كل شئ اروم ان تكون ناجحا وصحيحا كما ان نفسك ناجحة " 3يو" وهناك ثلاث سمات رئيسية للشخصية المتكاملة هى

التناسق 2 – التكامل 3 – الاشعاع

التناسق : بمعنى ان يكون هناك تناسق دائم بين عناصرها الداخلية وعلاقتها الاجتماعية فالانسان ليس مجرد روح او جسد او نفس او علاقات ولكنه هذه جميعا ، والخطر يكمن في ان نعطى اهتماما كاملا لاحد هذه العناصر على حساب العناصر الاخرى فمن يهتم بجسده بجسده فقط من خلال الرياضة ربما ينسى ان يثقف عقله او ان يدخل في شركة روحية مع الله او ان تكون له علاقات اجتماعية سليمة ، او نفس غير متوترة ، او طالبة النصر والتفوق . الانسان المسيحى يهتم بان يكون ناجحا في كل شئ في حياته الروحية من خلال شركته مع المسيح صلواته وتناوله وقراءاته الروحية واهتمامه بالخلاص والتوبة والنمو الروحى وخدمة الاخرين . كذلك يهتم المسيحى بان يثقف عقله فلا يظن ان الزلة الفكرية عن المجتمع من عالم غير عالمهم والرب لم يشأ ان تأخذنا من العالم بل يحفظنا من الشرير ، كذلك النفس التى تحتاج الى ترويج وضبط غرائز واشباع حاجات مختلفة كالحاجة والانتماء والجسد الذى يهم الرب ان تكون صحته جيدة بالغذاء والراحة والرياضة ( الجسد للرب والرب للجسد ) 1كو13 : 6 اما العلاقات الاجتماعية فهى علامة على سلامة البناء النفسى والروحى للانسان حيث يقدم للمجتمع شهادة حية عن مسيحه الساكن فيه ( فليضئ نوركم هكذا قادم الناس لكى يروا اعمالكم الحسنة ويمجدوا اباكم الذى في السموات ) مت16 : 5 لذلك فالشاب المسيحى المنغلق على نفسه او حتى على اصدقائه دون ان يكون له رسالة في مجتمعة وطاقة حب ينشرها بين مواطنية ، هو بالضرورة غير متكامل الشخصية ويمكن ان يفشل اجتماعيا وروحيا والرب يسوع هو طريقنا الوحيد الى تكوين هذه الشخصية المتناسقة التى فيها تشبع الروح بالكلمة والصلاة والاسرار ويستنير الذهن بالقراءة والثقافة والعلوم وتستريح الذهن بالقراءة والصقافة والعلوم وتستريح النفس بالنعمة والصفاء والسلام الداخلى وتنجح العلاقات حيث ينشر رائحته الزكية من خلال اولاده

التكامل : الانسان المسيحى لا يحيا في جزيرة معزولة بل الانسان عموما هو مخلوق اجتماعى ومنذ البداية خلقه الله ذاكرا وانثى ثم اولادا ، اى اسرة مجتمعة بالمحبة وحين كون الرب الكنيسة المقدسة دعاها جسده المقدس حيث يقوم الرب فيها بدور الرأس والمؤمنون بدور الاعضاء

المسيح هو الرأس

المسيح هو مركز القيادة والتفكير واصدار القرارات والرب في حياة كل مؤمن كالرأس في حياة كل عضو في الجسم فالعضو لا يتحرك من تلقاء نفسه حتى لو تعرض كالرأس في حياة كل عضو في الجسم فالعضو لا يتحرك من تلقاء نفسه حتى لو تعرض للأذى بل هناك شبكة من الاعصاب الحساسة " الصلاة " تربط العضو بالرأس تتحرك الاعضاء من خلالها حركة بناءه تفيد الجسد كله فهل الرب يسوع هو رأس حياتك يعنى انه قائد افكارك ومشاعرك وتصرفاتك ومسيرتك كلها ؟ هل تلجأ اليه في كل مشكلة او ضيقة او نقطة هل

( خبأت كلامك في قلبى لكى لا أخطأ اليك ) مز11 : 18

المؤمنون هم الاعضاء

بمعنى ان كل مؤمن وظيفة محدودة تختلف عن وظيفة غيره ولكنه تتكامل معها ( فالأن اعضاء كثير ولكن جسد واحد ) 1كو20 : 12 ومن المستحيل ان نتصور جسدا اختزل عدداعضائه الى عضو واحد متشابه ومتكرر ، لو كان كل الجسد عينا فاين السمع ؟ لو كان الكل سمعا فاين الشم ؟)1كو17 : 12 لذلك فالمسيحى يتكامل ويتعاون مع اخوته في الكنيسة " جسد المسيح " ولا يحيا معزولا عنها وعنهم هذا هو فكر المسيحى والكنيسة جسد بناء كرمة تتعدد الاعضاء ان ننجح فيه هو ان نتعود على التفكير الجماعى والعمل الجماعى والتكامل مع بعض فالمواهب تختلف ولكن الروح واحد يجعلها تتكامل معا لبنيان الجسد . ان عملاق الكرازة الرسول بولس مع انه جاء بعد صعود المسيح وبعد اختيار التلاميذ والرسل مع انه تسلم ارساليته من المسيح شخصيا ومع انه خدم 14سنة بنجاح جبار ( لكنه احتاج ان يعرض انجيلة على اعمدة الكنيسة ويأخذ منهم يمين الشركة ) غل2 : 2 –9 . فيعطينا الرب ان نعمل معا ونتكامل معا لمجد المسيح وامتداد ملكوته ، ثمن خلال حياة الشركة خلال حياة الشركة في الجسد الواحد

الاشعاع : ( فليضئ نوركم كذا قدام الناس لكى يروا اعمالكم الحسنة ويمجدوا اباكم الذى في السموات ) مت16 : 5 ( هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد ) يو16 : 3 ( لاننا رائحة المسيح الذكية لله في الذين يخلصون وفي الذين يهلكون ) 2كو15 : 3 ( انتم رسالتنا مكتوبة في قلوبنا معروفة ومقروءة جميع الناس ظاهرين انكم رسالة المسيح ) 2كو وهكذا يكشف لنا الانجيل عن دور المؤمن في العالم

سفير

اذا نسعى كسفراء عن المسيح كأن الله يعظ بنا نطلب عن المسيح : تصالحوا مع الله 2كو20 : 5 المسيحى سفير للسيد المسيح بمعنى انه يحمل صفات وملامح الرب يسوع تماما كما يحمل السفير ملامح وصفات الدولة التى يمثلها ، وكما ان السفير يحرص على تقديم صورة طيبة لوطنه امام الوطن المضيف ، كذلك يشهد المسيحى لمسيحه امام العالم ، كما ان السفير غريب عن البلد الذى يحيا فيه كذلك المسيحى غريب عن العالم ويتطلع الى السماء انه المفروض انسان سمائى يمثل السمائيين فها انا كذلك ؟ مجرد سؤال

نور

المسيح نور يشع على العالم لسبب بسيط ان الرب يسوع يسكن فيه والرب هو النور الحقيقى الآتى الى العالم شمس الرب والشفاء اجنحتها ) ملا2 : 4 لذلك فلابد من ان يمتص المؤمن مزيدا من النور الالهى كل يوم من خلال الالتصاق بالرب كما نلصق الصليب الفوسفورى بالمصباح ومن خلال الانجيل ( سراج لرجلى كلامك ونور لسبيلى ) ومن خلال الاسرار المقدسة حيث يثبت الرب فينا وهكذا يصير المؤمن نور العالم ( انتم نور العالم ولا يمكن ان تخفى مدينة موضوعة فوق الجبل ) مت14 : 5 يشع حولة نور الكلمة واشراق المسيح . فهل انا النور ؟

ملح

الملح ابيض علامة النقاء ، ويذوب علامة الحب والاختفاء يعطى ملوحة وحياة علامة الخدمة والعطاء ، ويحفظ الطعام من الفساد علامة الديمومة في حياة ابدية فاذا فسد الملح بالخطيئة واببعد عن المسيح فبماذا يملح ؟ نعم لا يصلح للأرض ولا مزبلة بل يطرح خارجا وتدوسه الناس وهذا مصير كل مؤمن بالمسيح يرفض مواصلة الجهاد والسعى ويرتد الى الاركان الضعيفة بالفعل لا يصلح لشى ويداس بالناس وترى هل انا سفير ، وهل نور ، وهل ملح ؟ ان لم نكن كذلك فالرب مستعد ان يغيرنا ويعمل فينا لنصير نافعين في خدمة الكنيسة والمجتمع

الشخصية المتكاملة

( أ ) البعد الروحى : ما هى الروح ؟ هى العنصر الذى وضعه الله في الانسان من خلاله يتصل الانسان بالله وبالايمانيات وعالم الروح فاذا كان الانسان يشترك مع النبات في الجسد ومع الحيوان فى الجسد والنفس الا انه يتميز بعد ذلك بالعقل والروح لذلك يقول البعض عن الانسان انه حيوان الجسد والنفس الا انه يتميز بعد ذلك بالعقل والروح لذلك يقول البعض عن الانسان انه حيوان عاقل ومتدين ومنذ فجر التاريخ والانسان متدين حتى وان ضل الطريق الصحيح الا ان احشائه تؤكد لهو وجود الخالق والخير والثواب والعقاب والخلود وما شبه ذلك من عالم " الماورائيات اى ماذا وراء المادة وماذا وراء الموت وماذا وراء الزمن ونماذا وراء الطبيعة المحسوسة ؟ استلم آدم معرفة الله من الله مباشرة ثم تعاقبت الاجيال بعد السقوط وتشتت البشر بعد بلبة الالسنة وبدأنا نسمع عن عبادات كثيرة كعبادة الشمس والقمر والنجوم والعجل والبقر والتماثيل ولكن هذه جميعا كانت مجرد تعبيرات عن قوة الخير والعدل والسلطان وقد اختار الله في القديم بنى اسرائيل لي1ضع فيهم بعض اسرار الشريعة والفهم والايمان ومع ذلك كثيرا ما ضلوا وعبدوا الاوثان التى تعبدت لها الامم في مختلف حقب الزمان ولنا ان نفخر كمصريين باخناتون العظيم الذى نادى اله واحد وقدم له العبادة والسجود وتحدث عن بعض صفاته الالهية وكيف انه جل اسمه روح بسيط خالد خالق يرعى الكون بحبه ويشرق عليه بشمسه ويضمه اليه بحنانه الفائق ومع ان الروح هى عنصر الايمان في الانسان الا انها ما انفصلت قط عن العقل عنصر التفكير لهذا رأينا في الفلسفة اليونانية وفى الحاضرارات الشرقية القديمة عقولا استنارت بالروح القدس واستشرقت من بعيد افاق الالوهة الفائقة للعقل والمعرفة حتى استحق الفلاسفة ان يسمهيم القديس اكليمنضس الاسكندرانى انبياء الوثنية . ان الروح ايها القارئ الحبيب هى العنصر الذى يوصلنا الى الله ويوحدنا به فاحذر ان يضمن هذا العنصر في حياتك حينما تهمل خلاص نفسك او حتما تجعل المادة او الغرائز تتحكم فيك فانت مخلوق الهى فوق المادة والتراب واتجاهك نحو الخلود والابدية ، فانتبه خشية ان يضمن هذا العنصر في حياتك بسبب الاهمال الروحى

وسائل اشباع الروح

الصلاة : هى الحبل السرى " بكسر السين " الذى من خلاله نتصل بالله سرا بلا رقيب وهى ايضا الحبل السرى الذى من خلاله ننال الغذاء الروحى من السماء لحظة بلحظة كالجنين في بطن امه ، والصلاة تفتح عالم الله علينا كما تفتح عالمنا على حبة وفعله الالهى لذلك فهى الفرصة الاساسية التى فيها يشكلنا الله ويبنينا ويقدسنا ويشبعنا " الصلة هى رفع العقل الى الله الآب يوحنا الدمشقى الصلاه سلاح عظيم كنز لا يفرغ ، غنى لا يسقط ابدا " القديس يوحنا ذهبى الفم " حينما تصلى ، الا نتحدث مع الله ؟ اى امتياز هذا " ذهبى الفم " صلاة البار مفتاح السماء " القديس اغسطينوس "

الكتاب المقدس

" بدون القراءة في الكتب الالهية لا يمكن للذهن ان يدنو من الله " مار اسحق السريانى ( في ناموسه يلهج نهارا وليلا ) مز1 : 2 " والهذيذ في الشريعة لا يعنى قراءة كلماتها او تلاوتها بل يتسع الى تتميم احامها بالتقوى الاسقف ايلارى " ليكن لك محبة بلا شبع لتلاوة المزامير لانها غذاء الروح " مار اسحق السريانى ( في ناموسه يلهج نهارا وليلا ) مز1 : 2 " والهذيذ في الشريعة لا يعنى قراءة كلماتها او تلاوتها بل يتسع الى تتميم احكامها بالتقوى الاسقف ايلارى " ليكن لك محبة بلا شبع لتلاوة المزامير لانها غذاء الروح " مار اسحق السريانى ( ليس بالخبز وحده يحيا الانسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله ) مت4 : 4 ( وجدت كلامك فاكلته فكان كلامك لى للفرح ولبهجة قلب ) ار15 : 16

الكتاب المقدس هو بالحقيقة مائدة دسمة فيها تشبع ارواحنا وتستنير اذهاننا ونتقدس حواسنا تستريح نفوسنا فقراءة الكتاب بانتظام وحرارة جلسة يومية مشبعة عند اقدام المسيح ، فاذ كان السيد المسيح هو الكلمة الزاتية فالكتاب هو الكلمة المكتوبة لخلاصنا انه ببساطة السيد المسيح متكلما .

3 – الافخارستيا : لقد اعطانا الرب جسده ودمه ذبيحة يومية على مائدته المقدسة ( لكى كل من يأكل منه يحيا الى الابد انه خبز الحياة النازل من السماء واهبا حياه للعالم ومأكل ومشرب حق من يأكلنى يحيا بى ويثبت في وانا فيه ) يو6 : 48 – 57 ومن هنا تدعونا الكنيسة الى الاعتداء اليومى من هذا السر المبارك الذى من خلاله تتحد

أ – بالسيد المسيح ب – بالقديسين

ج – بأخوتنا المؤمنين د – ونصلى من اجل العالم كله

القراءات الروحية : القراءة في الكتب الروحية اساسية للشبع الروحى لذلك اوصى الآباء القديسون اولادهم بها :

اتعب نفسك في قراءة الكتب فهى تخلصك من النجاسة " الانبا انطونيوس "

كن مداوما لذكر سير القديسين كيما تاكلك غيرة اعمالهم " القديس موسى الاسود

كتبى هى شكل " سيرة " الذين كانوا قبلى اما ان اردت القراءة ففى كلام الله اقرأ " الانبا انطونيوس "

لهذا : اوصى الآباء بان نكرم القراءة كما نكرم الصلة حيث انهما تكملان احداهما الاخرى ونحن نشكر الله مناجل فيض الكتب والمجلات والنبذات الروحية التى اعطاها لنا في هذه الايام

الاجتماعات الروحية : يوصينا الرسول بولس ان لا نترك اجتماعاتنا بل ان نحرص على الحضور لما فى ذلك من بركة روحية وتعليمية هامة ( غير تاركين اجتماعاتنا كما لقوم عادة ) عب10 : 25 ( حينما تجتمعون معا ليس هو لأكل عشاء الرب ) 1كو11 : 20 يقصد الاغابى التى تسبق الالهى اى العشاء معا في السماء قبل تسبيح نصف الليل . ( متى اجتمعتم فكل واحد منكم له مزمور له تعليم " الاجتماعات التعليمية " ) 1كو14 : 26

والاجتماعات الروحية تحقق اهدافا كثيرة فهى مثلا

تعطى التعاليم الاساسية للخلاص ( هلك شعبى من عدم المعرفة ) هو4 : 6

تشبع نفوسنا روحيا بكلمة الله

تحمينا من انحرافات الفكر وحيل الشيطان

ترد على ايه مطاعن في ايماننا المسيحى القويم

تقدم التعليم باسلوب يتناسب مع المرحلة الزمنية في العمر " كالاطفال ، والفتيان ، والثانوى ، والجامعة ، والخريجين ، والعائلات " او مع البيئة التى يواجهها المؤمن " البيئة الريفية او الحضرية او الصناعية " كما يتناسب مع ظروف العصر " كالضغوط الايمانية والاخلاقية والاجتماعية والاقتصادية الحضرية او الصناعية " كما يتناسب مع ظروف العصر " كالضغوط الايمانية والاخلاقية والاجتماعية والاقتصادية الحضرية او الصناعية " كما يتناسب مع ظروف العصر " كالضغوط الايمانية والاخلاقية والاجتماعية والاقتصادية "

الخدمة الكنسية

الانسان المسيحى عضو وليس فردا مستقلا بذاته اى انه متصل ببقية الاعضاء في بقية الجسد الواحد " جسد المسيح " الكنيسة المقدسة . وكل عضو تميزه وظيفته التى لا يستغنى عنها الجسد كله ، ولا يستغنى عنها اى عضو آخر . هنا كان لابد للمؤمن ان يكون كنسيا بمعنى انه يحس باخوته في المسيح من يخدمهم ويقدم اليهم العمل الذى اسنده اليه الرب ، هذا العضو يصلى وذلك يعلم بالكلمة والثالث يقدم خدمات محبة والربع اعمال تدبير . وهكذا يتميز الجميع دون ان يختلفوا او ينقسموا

البعد العقلى

العقل هبه الله : لا شك ان العقل العنصر الثانى فى الشخصية الانسانية بعد الروح ، هو هبه اساسية من الله للانسان ومنذ طفولتنا ونحن نعرف ان الانسان حيوان عاقل وان كنا نتضايق من تعيير حيوان لكن الحقيقة العلمية هى اننا نتفق مع الحيوان في ان يكون لنا غزيزة وجسد مادى محسوس ، أما الانسان فيتميز عن الحيوان بان له عقلا يفكر وروحا تتصل بالله وان كنا تحدثنا سابقاً عن الروح التى بها نتصل بالله ونخوض في امور الايمان والسماء والخلود ، وعن الوسائل التى بها تشبع ارواحنا كالصلاة والانجيل والتناول والاجتماعات الروحية والقراءات الروحية والخدمة الكنسية ، فنحن الان نبدأ حديثنا عن العنصر الثانى في الانسان وهو العقل

والعقل جوهر اساسى في الشخصية الانسانية ويستحيل ان تكون شخصية الانسان متكاملة مل لم يكن عقله ناضجاً مفكرا ، واذا فقد عقله فقد اهليته ولم يعد مسئولا عن افعاله ومن حق السلطة ان تحجر عليه او تحجزه . وأن كان الله خلق الله على صورته ومثاله فعل الانسان ان يهتم بهذه العناصر التى تسهم في ان يتحقق قصد الله من خلقه الانسان

الانسان صورة الله : خلق الله الانسان على صورته ومثالة فما معنى ذلك ؟ بالفعل اعد الرب الكون قبل ان يخلق الانسان ، خلق السديم والارض والشمس والقمر والنجوم والنباتات والاسماك والحيوانات، ثم خلق الانسان ليكون تاجا لكل هذه الخليقة وكاهنا يعبر عن تمجيدها للخالق المهندس الاعظم للكون ومانح الحياة للجميع ، واتسم الانسان منذ خلقته ببصمات رئيسية فيها يتضح انه مخلوق على صورة الله ومثاله ، ومن هذه السمات ما يلى

البر : خلق الله الانسان بارا لم يعرف الخطيئة والعصيان وكان مشمول بتقديس الهى خاص ، وكان مشروع لذة الله بمعنى ان الله كان يتشمى مع آدم في الجنة في شركة حب وسعادة الانسان وفقد هذه البرارة الالهية والقتل والانانية ولم يكن هذا دون سماح من الله فهو الذى سمح بكل ذلك ، وعظيم حكمته لكى يتمتع آدم بالحرية ويختار الحياة مع الله بكامل ارادته

الحكمة : سمة ثانية في الانسان فالله ذات وحكمة وحياة الآب والابن القدس واجب الوجود لانهائى الحكمة مصدر الحياة في الكون ، والانسان مخلوق على صورة الله فيه ذات وحكمى وحياه ، والحكمة كائنة في العقل الانسانى وكانت حكمة الانسان الهية قبل السقوطوعقله مستنيرا ولكنه حين تخلى عن الله واراد ان يصير كالله عارفا الخير والشر وتصور انه يستطيع ان يستقل عن القدير اظلم عقله وفقد حكمته وعرف الشر والخطية وفسدت طبيعته

وسقط الانسان وفقد هذه البرارة الالهية والقتل والانانية ولم يكن هذا دون سماح من الله فهو الذى سمح بكل ذلك ، وعظيم حكمته لكى يتمتع آدم بالحرية ويختار الحياة مع الله بكامل ارادته

الحكمة : سمة ثانية في الانسان فالله ذات وحكمة وحياة الآب والابن والروح القدس واجب الوجود لا نهائى الحكمة مصدر الحياة في الكون ، والانسان مخلوق على صورة الله فيه ذات وحكمة وحياة ، والحكمة كائنة في العقل الانسانى وكانت حكمة الانسان الهية قبل السقوط وعقله مستنيرا ولكنه حين تخلى عن الله واراد ان يصير كالله عارفا الخير والشر وتصور انه يستطيع ان يستقل عن القدير اظلم عقله وفقد حكمته وعرف الشر والخطيئة فسدت طبيعته

الخلود : كذلك فالانسان مخلوق ليحيا مع الله الى الابد وكان ياكل من شجرة الحياة لكنه حينما سقط في الخطيئة طرده مؤقتا لحين فدائه وبعد ان فداه بدمه الطاهر عن الانسان الى الله الى الحياة والخلود وسوف ياكل من شجرة الحياة الى الابد

الحرية : فالله حر ليس لكائن آخر سلطان عليه وخلق الانسان حرا ، والانسان فقد حريته بتجربته بينما استعبد نفسه للشيطان وقد رفض الله ان يستعبد الانسان خاصة وتركه حرا ليختار طريقه بنفسه ، هذه بعض المات الالهية التى خلقنا عليها

العقل .. والسقوط : الخطيئة بدأت من العقل مجرد فكرة ، ومن هنا يستحيل ان نفصل العقل عن الروح ، أو أن تفتت الكيان الانسانى ، ومع ان الدافع الاساسى يكمن في الاعماق " اعماق الروح " الا ان الفكر هو حلقة الاتصال بين ما يعرض على الانسان من الخارج وما يشتهيه في الداخل .. ببساطة عرضت الحية فكرة الى حواء تجاوبت الفكرة مع اعماق حواء قبلت الفكرة وتغيرت نظرتها للامور ، وواقفت حية في ادعائها ان الله يريد ان يحرم الانسان من المعرفة لكى لا يصير مثله ، والفكر يغير الحواس نظرت الى الشجرة فوجدتها شيئاً والاعماق هى التى دنست الحواس تاكلت واعطت زوجها فسقط كلاهما

ازرع فكرة : هناك مثل صينى جميل يحتاج الى تأمل

ازرع فكرة تحصد عملا .... ازرع عملا تحصد عادة

ازرع عادة تحصد خلقا .... ازرع خلقا تحصد مصير

حقيقة فالخطيئة او القداسة او اى منهما كمجرد فكرة معروضة على عقل الانسان فالانسان ينفعل بالفكرة ويوافق عليها ويحولها الى عادات ، الانسان تتكون شخصيته ويتحدد مصيرة قديما قالوا " الشخصية هى مجموعة عادات تمشى على قدمين " ومن هنا يكون للعقل دور اساسى في تكوين فكما يفكر الانسان ليعمل ، وكما يكرر العمل يتكون لديه عادات ، ومن مجمل هذه العادات يتحدد مصير الانسان وتتحدد ملامح شخصيته

العقل .. والخلاص

من هنا كانت اهمية العقل في خلاص الانسان فلعل كلمة " تاب " رجع الى نفسه وقارن بين حالته في كورة الخنازير ووضعه الاول في بيت ابيه . ان الرسول بولس يرى ان البدائية الاساسية لطريق الخلاص تكمن في تجديد الذهن – " الميطانيا " حيث هذه الكلمة اليونانيى تعنى تيير العقل والفكر . " ميطا " يساوى تغيير " لغوس " يساوى عقل والانسان التائب هو الانسان الذى تجدد ذهنه بالروح القدس حيث توقف قليلا في صحوة ويقظة وسأل نفسه الى اين انا سائر ؟ وفى اى طريق اسلك ؟ هل افكر بطريقة حكيمة في مصيرى الابدى ؟ وهل بدأت حياتى في المسيح الرب ؟ راضى عن حياتى ؟ ماذا انتفع لو ربحت العالم كله وخسرت نفسى وماذا اعطى فداء عن نفسى ؟ ان العالم كله بكل ملاهية وملذاته لا يساوى لحظة واحدة عند قدمى المسيح وفى حضرة محيته لذلك يطلب منا الرب ان نكون حلماء ونفتدى الوقت لان الايام شريرة ويوصينا الحكيم قائلاً ( الذكى يبصر الشر فيتوارى والحمقى يعبرون فيعاقبون ) ام22 : 3 كما يوصينا الرسول قائلاً ( انما نهاية كل شئ قد اقتربت فتعلقوا واصحوا للصلوات ) 1بط4 : 7 . ليت عقولنا تستنير بالروح فتختار الطريق السليم والنهاية السعيدة

العقل .. والنعمة : النعمة هى عمل الله في الانسان ، والعقل هو قناه اساسية من على الشخصية الانسانسة . وبالعكس فالعقل المستنير بروح الله له دور هام في تكوين الانسان المتكامل المتفاعل ، الشاهد للمسيح الوارث للمكلوت

ما هى النعمة

النعمة ببساطة هى فعل الروح القدس في الكيان الانسانى ، تصور انسانا بدون الله ؟ ستجد انه كائن محدود في قدراته وامكانياته وطاقاته وتطلعاته وانجازاته ، فهو مجرد كم محدود ونوع محدود وطاقة محدودة

الانسان هو المحدود

لكن في اعماق الانسان عطش غير محدود ، الانسان في اعماقه يكمن عطش لانهائى وجوع لانهائى ورغبات لا نهائية وطموح لا نهائى ، لا يشبع ابدا مهما اخذ من أمور هذا الزمان المحدودة ، قد يشرب من مياة الخطية المالحة ولا يرتوى مهما اعترف منها ، وقد يستغرق في جمع المال ولا تشبع نفسه اطلاقا ، وقد يسبح في بحار الفكر باحثا عن الحقيقة فلا يصل الا الى النذر اليسير . الانسان كائن عجيب دائما يتجاوز ذاته ويسبح في بحار الازلية السحيقة والابدية التى لا تنتهى والسموات الشاسعة والفكر العميق يسأل نفسه دائما : من أنا ، كيف اتيت ، ولماذا واين احيا الآن ؟ والى متى ؟ وما هو مصيرى النهائى ومصير من حولى ؟ ما هو الموت ؟ لماذا يقهر طموح الانسان ؟ وماذا بعد الموت ؟ ماذا وراء المادة ؟ والزمن ؟ اسئلة لا تنتهى كانت سبب وجود الفلسفة " فيلوسوفيا " ومحاولة البحث عن الحقيقة العظمى

وهناك في اعماق الانسان نجد بصمة الهية تشير الى الله خالق الكون ومعطى الحياة فنحن مخلوقين على صورته وقد ترك بصماته المقدسة على كياننا الداخلى ومن هنا نبدأ بان يسأل الله النور والمعرفة والحكمة الالهية فنتعرف على الكائن اللانهائى اصل الوجود الذى منه حياتنا وفيه رجاؤنا وعنده خلاصنا واذ نطلب الله يأتى الينا ويدخل حياتنا وعندنا يصنع منزلا

- النعمة هى ببساطة سكنى الله في الانسان ، الله الاب والابن والروح القدس ، ان الله الخلود والنور والحياة ، الله الازلى والكائن الخالد . طوبى لمن عنده الحكمة الالهية ، طوبى لمن دخلت نعمة الله الى حياته فتغيرت حياته فكرا ووجدانا وسلوكا . فصار مسيحيا بالفكر له فكر المسيح ، وبالوجدان له قلب المسيح ، وبالسلوك له سلوكيات المسيح . هذه هى المسيحية " الله ساكن في انسان

العقل .. والاستنارة : الاستنارة في المفهوم الانجسلى والكنسى ان يشرق نور الله في ذهن الانسان فيستطيع ان يمتلك موهبة الافراز والتمييز ويكون لديه العقل الحكيم الذى يقتاده الروح القدس فتكون قراراته واختياراته سليمة

والاستنارة فيها عناصر كثيرة يجب ان تتوافر للانسان حتى يتمتع بها واهمها

المعمودية : التى فيها يستنير فيها الانسان بسبب تجديد لروح القدس لحياته حينما يولد من الماء والروح لهذا تحرص الكنيسة على ان تقدم لنا انجيل المولود اعمى في احد التناصير لتذكرنا ان من اهم اعمال روح الله في حياتنا انه يفتح بصيرتنا الداخلية لنرى ما لا يراه الناس

نرى انفسنا على حقيقتها

نرى الله كمخلص محب

نرى الطريق فنسير فيه باطمئنان

نرى الحقيقة فلا يخدعنا زيف هذا العالم

وحينما يتعرف الانسان اراديا على عمل الله وتسمن فيه حكمة القدير يصير قائلا " كنت اعمى والآن ابصر " اذ يزيل الرب عنه غشوة الحيات وزيف العدو وخداعات العالم فيسكب النور الالهى في قلب الانسان وذهنه ويكون بالحقيقة اسنانا حكيما

الكلمة

فكلمات الانجيل خير نور للطريق وسراج للحياة

( سراج لرجلى كلامك ونور لسبيلى ) مز118 : 105

( الوصية مصباح والشريعة نور ) ام6 : 23

انا هو نور العالم من 4 يتبعنى ولا يمشى في الظلمة بل يكون له نور وحياة ) يو28 : 12 لذلك فالمسيح الحقيقى لا يكف عن قراءة الكلمة يحتضنها في قلبه حبا ، وفى ذهنه مبادئ وفى سلوكه دستورا . ومن خلال قراءة الكلمة يستنير الذهن ويعرف الانسان اين يضع قدميه

القراءة : فهى وسيلة هامة لشرح الكلمة فالقراءات الروحيه مجرد شرح وتفسير وايضاح لكلمة الله ، وحيث يحرك للقلب والارادة ليسير الانسان في الطريق دون ان يتعرض لمذالق خطرة او حيل العدو او مصائد الخطية

القراءة تنير العقل وتعرف الانسان بكل ما قد يتعرض له من حروب روحية خطيرة قد تفقده خلاصة ، ومن خلال القراءات الروحية يضف الانسان الى نفسه خبرات آخرين غيره ، فتقدم ويصير فطنا

الارشاد الروحى : فالانسان حين يفكر بمفرده يجد نفسه احيانا حبيس شهوات نفسية او خداعات شيطانية تبدو كملائكة نور وهكذا يحتاج ان يعرض افكاره على ابيه الروحى حتى لا يسقط في خداع شيطانية تبدو كملائكة نور وهكذا يحتاج ان يعرض افكاره على ابيه الروحى حتى لا يسقط في خداع او غرور او مسلك خاص ، وكم من مجاهد ضاع كل جهاده كقش وخشب امام نار دينونة الله لانه سلك بدون ارشاد وبوحى من ذاته وبالعكس كم من انسان بسيط استنارت عينة بنور الكلمة واسترشد في كل خطوة من خطوات حياته فسلك في الطريق المستقيمة ولم تفترسه الضباع

العقل .. والايمان

يتصور البعض ان العقل ضد الايمان والايمان ضد العقل وان هناك صراعا دائما بينهما لكن الحقيقة ان هذا فهم ناقص للموضوع بسبب بسيط ان الله هو الذى خلق العقل ليستنير ويفهم . لهذا يقول معلمنا بولس الرسول : ( بالايمان تفهم ان العالمين اتقنت بكلمة الله ) عب11 : 3

اى ان قضية نشأة الوجود واصل الحياة ، والنسمة الاولى تجد شرحها وتفهمها تماما حيثما تؤمن بالله ، الواجب الموجود اصل كل شئ

الايمان تلسكوب العقل

معروف ان العقل محدود لان الانسان نفسه محدود بينما امور الايمان غير محدود لأن الله لا نهائى وغير محدود ومن هنا يستحيل على العقل ان يدارك الله بمفرده فهيهات ان يستوعب المحدود وغير المحدود . وهناك تشبيه بسيط جدا لهذا الموضوع

فالعين المجردة لا تستطيع ان ترى الكواكب والاقمار البعيدة الا في صور باهتة غير محدودة على الاكثر ولكننا حيثما نضع على العين المجردة تلسكوبا متطورا نرى هذه الاجرام البعيدة بوضوح مذهل وتفاصيل دقيقة هلى العين استطاعت الرؤية بدون تلسكوب .؟ كلا . وهل التلسكوب استطاع الرؤية بدون العين ؟ كلا . هما اذن يتكاملان . كذلك العقل المحدود لا يدرك من امور الالوهية الا النذر اليسير ولكننا حينما نستعين بنور الايمان وعمل روح الله يستنير العقل فيفهم ويستريح ويقتنع ويخشع امام غير المحدود محب البشر

الصلاة تنير الذهن

ولاشك ان هذه الحقيقة تسبب ببساطة على حياتنا اليومية ، فنحن لا نستطيع ان نعتد على حكمتنا البشرية وعقلنا المحدود بصفة فريدة ونهائية فالعقل البشرى مهما كان مقتدرا وذكيا وحكيما لا يستطيع ان يعرف اعماق الامور ولا مستقبلها امران في غاية الخطورة لهذا اوصانا الكتاب قائلاً (اتكل على الرب بكل قلبك وعلى فمك لا تعتمد ) ام3 : 5 ( لا تكن حكيما في عينى نفسك ) ام3 : 7 . والضمان الوحيد لصحة قدراتنا واختياراتنا هو الصلاة المخلصة التى يعلن فيها الانسان قصورة ، وضعفه ، وحاجته للنور الالهى ، وختم البركة السمائى ، تصور معى " شابا " يفكر في اختيار شريكة الحياة ، من اداره ان تفكيره سليم ، واختياره مناسب ؟ هل يستطيع ان يعرف اعمق مستقبلها ؟ مستحيل !! لذلك فعليه ان يتشبث بفكرة واختياره بل يترك كل شئ لله محب الانسان والقادر على كشف اعماق الامور ومستقبلها ، لذلك فمن دخل الى الحياة المسيحية الحقيقية لا يتمسك اطلاقا بمشيئتة الذاتية او رؤيته للأمور ، بل انه يسعى مخلصا لاكتشاف مشيئة الله ليصنعها بكل فرح وتسليم انه يعرف ان ( مشيئة الله مختارة افضل من الذهب ) وانها ( صالحة ومرضية وكاملة ) رو12 : 2 . حسن ان تفكر وتحلل الامور وتتعمق ذهنيا في كل شئ ولكن اياك ان تركز الى عقلك فقط ، او تتكل على ذهنك بمفرده ، ان نور الايمان يكشف لك الطريق بصورة افضل واضمن بما لا يقاس لذلك علينا ان نصلى كثيرا ليعرفنا الرب بمشئيه وحينئذ نناديه قائلين ( شريعة قلبك مختارة عبدك يحفظها وفي حفظها ثواب عظيم ) مز18 : 11 . اياك والتشبث بالرأى فهو اكثر طريق الى السقوط

العقل .. والعلم

القرن العشرين فيه نصف عدد العلماء منذ خلقه الانسان في هذا القرن اكثر مما استهلكها منذ بداية تاريخه ، عصر العلم الذى تتغير اسماؤه بسرعة رهيبة فبمجرد ان اطلق عليه عصر الذرة ، تعددت اسمائه بسرعة فاصبحنا نسمع عن عصر الفضاء والتفاعلات والليزر والكمبيوتر والاقمار والاشعاعات ، ويتصور البعض ان هذا التقدم العلمى المذهل يتعارض مع الاديان ، ولكن انجازات العقل الانسانى تجعلنا نحترم هذا العقل !! لكن الحقيقة ان انجازات العلم الحديث تدعم ثقتنا في الايمان وتملأ قلوبنا يقينا فى الرب ( المذخر فيه جميع كنور الحكمة والعلم ) كو2 : 3

العقل هبة الله

اتفقنا سابقا على ذلك وهذه حقيقة اكيدة ، فالعقل عطية الله للانسان ، خلقه لنا كى نفهم ونتدبر ان نسلك بالحكمة بل ان غايات العقل الانسانى هو ان بعرف الله ، وهو قادر على ذلك بالايمان ، حيثما تستنير بصيرة الانسان الداخلية بالروح القدس لندرك ما لا يدرك الا بالمؤمنون من الامور التى لا ترى ويتيقن منها حسب قول الكتاب : ( الايمان هو الثقة بما يرجى والايقان بامور لا ترى ) عب11 : 10 . والخلد وحيثما يتامل مصنوعات الله المذهلة او جسد الانسان الملئ بالاسرار وابعاد الكون الشاسع ، يسجد فى خشوع عند قدمى الرب مقدما العبادة والتسبيح

الانسان يكتشف القوانين
ان كل ما يفعله الانسان هو اكتشاف القوانين الالهية التى يسير عليها العالم ، فمثلا حينما ادرك الانسان وجود قوة الجاذبية الارضية لا يعنى ذلك ان هذ القوة لم تكن موجوده قبلا . وحينما اكتشف الطاقة الكهربائية لم يكن يخترع . وحينما اكتشف التلسكوب رأى ما كان موجودا اصلا ولكن عينه المحدودة لم تكن لتستطيع ذلك ، بل حتى اراد الانسان ان يضع قدميه على القمر سار في خشوع شديد حسب قوانين الكون التى وضعها مهندس الكون الاعظم ، فانطلق الصاروخ بسرعة معينة ليفلت من الجاذبية الارضية واخذ الانسان معه الاوكسجين لانعدام الهواء هناك . وقدر جاذبية القمر ومعنى انعدام الوزن . امور كثيرة جدا سلك الانسان حسبها فاستطاع ان يتعرف على المزيد من اعمال الله وعجائبة في كونه

الطفل والمحيط
سأل الناس العالم العظيم نيوتن " ماذا كان شعورك وانت تكتشف قوانين الطبيعة " فأجاب قائلاً " كنت كطفل صغير يلهو على شاطئ محيط شاسع " وهذه حقيقة فالعلوم كلها تتضافر لكى تدرك بعصا من اسرار الكون وقوانين ال الاعظم . وفى كل يوم ندرك جديدا من المعارف والاكتشافات والنظريات فتتعرف على طاقات كامنة مذخرة . ونصل الى اختراعات جديدة مدهشة كلها نمجد الله ولا تنقص من دور الايمان

الانسان ذلك المجهول
واذا كان الكون مجهولا لا شاسعا فالانسان كون بذاته ، اعماق النفس عالم شاسع . واعماق الفكر الانسانى فلسفات ودراسات ، واعماق الجسد دراسات تشريحيه وهستولوجية وكيميائية مذهلة ، فكم بالحرى اعماق الروح !! ان روح الانسان هى سراج الانسان ومن خلاله يتعرف العقل على الله ويصل الى المعرفة الحقيقيىة المخلصة ( هذه هى الحياة الابدية ان يعرفوك انت الاله الحقيقى وحدك ، ويسوع المسيح الذى ارسلته ) يو17 : 3

فهل تعرفت ايها الحبيب بكل كيانك وفكرك وقلبك واختيارك بالرب يسوع المسيح ؟ هل اصبح رفيق حياتك ونور طريقك ومخلص نفسك ؟ امسيح هو الطريق فاحذر ان تفقد الطريق

العقل .. والثقافة
من المهم ان يكون الانسان مثقفا ، فالثقافة الانسانية جزء هام في تكوين الشخصية المتكاملة ، ومن غير المقبول ان يكون الانسان روحانيا فيفقد اتصاله بالعالم والمتجتمع والفكر الانسانى ، هذا تعطيل لقدرته على الشهادة للمسيح ، الانسان ليس روحا تصلى فحسب ولكنه ايضا عقل يفكر ويدرك ويقرأ وينتقد ويبحث عن الله في كل مكان وفي كل انسان وفي كل فكر ، يفرز ويفتش ويستعمق التراث الانسانى في القديم والفكر المعاصر الحديث والنشاط البشرى اليومى ليتلامس مع الحق ، مع الله ، وكذلك ليرفض الزيف والشر والباطل

الثقافة وتمجيد الله
ان كانت الطيور والتماسيح والاشجار تمجد الله والفلك يخبر بعمل يديه ، فكم بالحرى الانسان وذهن الانسان ؟ لذلك فالقراءة المجتمهدة في العلوم المختلفة تدخل بنا الى ابعاد جديدة وتريه في الانسان ولذلك ايضا يجدر بالشاب المسيحى ان يتعرف على الكثير من المعارف والدراسات والحبحوث في ميادين كثيرة ومتعددة ومن خلالها يتعرف على ثراء الانسان الداخلى ، تاج الخليقة وكاهن الكون ، كما يتعرف على ما فعلته الخطيئة في الانسان حينما اسقطته عن عرشه وافتدته اتزانه الروحى ونقائه الالهى ، وافسدت كيانه الداخلى فانحرف العقل وتلوثت الروح واضطربت النفس وسقط الجسد صريع الكوارث والميكروبات وحيوانات الارض ، وكمجرد امثلىة للقراءات المختلفة الممكنة ودمى ما تستفيد منها روحيا نورد من هذه القائمة

علم النفس

بفروعه المتنوعة كيف يغوص بنا في اعماق النفس الانسانى فنتعرف على الدوافع والحاجات النفسية والافعال المنعكسة وكيفية تكوين العقد النفسية ، وما نكتسبه من عوطاف نحو الاشخاص والاشياء والقيم والعادات التى تتكون لدينا يوما فيوما ويكون لها اثرها البناء او الضار ، وكذلك الاتجاهات التى نكتسبها اثناء مسيرتنا في الحياة والتفاعل مع البيئة من الاسرة الى المدرسة والكنيسة والجتمع والاعلام

الاجتماع والتربية

فالانسان كائن اجتماعى ، والدراسات الاجتماعية تفسر لنا ابعاد السلوك الانسانى الفردى والاسرى والقبلى والوطنى ، وكذلك تحتاج الى الدراسات ، فالانسان يحمل منذ طفولته بذور رجولته

 

أضف تعليق


كود امني
تحديث

تم التطوير بواسطة شركة ايجى مى دوت كوم
تصميم مواقع مصر - ايجى مى دوت كوم