حياة التلمذة والانفراد للوحدة عند القديس بضابا

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 
المجموعة: سيرة القديس الأنبا بضابا الزيارات: 15497

ولما كانا حديثا السن وقليلا الخبرة بأمور الوحدة فقد ذهبا الى القديس العابد الانبا أيساك المتوحد بالجبل الشرقى وكان قديسا ذائع الصيت فى ذلك الوقت فذهبا اليه فى ذات المكان المقدس ...الذى يتعبد فيه بعد القديس ( الانبا بلامون ) السائح واسترشدا بحكمته الروحانية ؛

وخضعا لمشورة الشيوخ التى عكستها ذقنه البيضاء من طول السنين التى قضاها فى عشرة الرب فأمرهما أن ينفردا فى مكان يستطيعان فيه ان يقضيا عبادتهما ووحدتهما بعيدا عن العالم . وقد كشف له الرب ما سيكون عليه حالهما فى مستقبل الايام .
فقال للانبا بضابا : سوف ترعى قطيع المسيح وتنال أتعابا كثيرة وأضطهادات عظيمة ثم قال لاندراوس : وانت ستنال أكليلا مثله معدا بعد الجهاد .

ثم فارقاه وذهبا الى البر الغربى لنهر النيل حيث صومعة للعبادة ... ولازما النسك حتى صارا يصومان اسبوعا ... اسبوعا ؛ وبذات المنهج الذى سارا عليه لايأكلان سوى ( الخبز والملح ) بين الاسبوع والاسبوع ...
وكانا يعملان فى نسخ الكتب المقدسة نظير مبالغ زهيدة لقضاء لوازم المعيشة ؛ والباقى يتصدقان به على أخوة الرب .. وقد سمع باخبارهما الانبا تادرس اسقف تلك االبلاد .. وقد دعاهما لمقابلته وقام بسيامة بضابا قسا وأبن خالته اندراوس شماسا فكانا يذهبان الى احدى المدن القريبة للصلاة كل اربعون يوما .. وفى احد الايام أراد الرب أن يكشف لهذا الاسقف القديس عن مكانة القس بضابا ؛ فبينما كان يقف خاشعا أثناء صلوات القداس الالهى . أذ بأبينا الاسقف ينظر وجهه منيرا كالبدر ويسطع النور منه

وقد رأى على رأسه اكليلا جوهريا مرصع بالاحجار الكريمة، فلما رأى الاسقف هذه الرؤيا التى أبصرها بملىء عينيه تأكد من قداستهما وزيادتها فى النعمة، وطلب منهما أن يمكثا معه فى الاسقفية لشتركا معه فى الخدمة والرعاية لكن القديس بضابا رفض وأبى وفضل الانفراد فى الصحراء ؛ اما اندراوس فلازم الاسقف وقد فكر الانبا بضابا أن يغير مكان وحدته الاولى وينتقل الى موضع أخر

( لئلا يزعجه الناس ويشتتوا فكره ) . وفى طريقه كان يطلب من الرب بدموع .. ( أطلب اليك ياسيدى يسوع المسيح أن تجعل هذا الموضع مكرسا لك يذكر فيه اسمك الى الابد ) .... وقد ارسل الانبا تادرس اليه بعد عدة ايام فلم يجده ؛ فبنى بيعة مقدسة على أسمه وكرسها فى اليوم الثالث عشر من كيهك