الصليب والحب فى حياة القمص بيشوي كامل
فى هذه الذكرى المباركة والغالية فى قلوبنا جميعاً ذكرى الصليب وعيد أبونا بيشوي؛ لأن أبونا بيشوي كان يحب الصليب جداً ومصدر إلهام له فى حياته وحياة الآخرين، ولذلك فنحن حينما نعيش هذه الذكريات يحلو لنا أن نتأمل فى الأمرين معاً.
كان سر محبة أبونا بيشوي للصليب هو محبته للمسيح، وكان حبه من النوع الذى يجتذب آخرين كما قال سفر النشيد : "ليقبلني بقبلات فمه لأن حبك أطيب من الخمر ... أسمك دهن مهراق، لذلك أحبتك العذارى، إجذبني ورائك فنجري، أدخلني الملك إلى حجاله، نبتهج ونفرح بك .. بالحق يحبونك"؛ حبك يجذبني ومعي الآخرين أي إنسان كان يلتقي بأبونا بيشوي كان يشعر أنه يجري وراء المسيح ويجذب الآخرين معه ... كان له تأثير عجيب فى اجتذاب الآخرين لمحبة المسيح، الصليب والحب فى حياة أبونا بيشوي كانوا أمرين يصعب تمييزهم عن بعضهم البعض لأن الصليب فى نظره كان علامة المحبة، محبة المسيح للكنيسة وأيضاً علامة محبة الكنيسة للمسيح، فحضور الصليب فى حياة الكنيسة هو حضور المسيح"لأعرفه وشركة آلامه" قبول الكنيسة للصليب وفرحها به كانت علامة محبتها للمسيح.
أبونا بيشوي كان الصليب بالنسبة له مصدر إلهام والقوة الفاعلة فى حياته والتى جذبت الكثيرين لمحبة المسيح ولذلك اعطاه الله أن يختبر الآلم فى حياته العملية كما قال القديس بولس الرسول: "لأني لا أجسر أن أتكلم عن شيء مما لم يفعله المسيح بواسطتي" (رو18:15) ... حينما يدخل الإنسان فى الإمتحان ويشترك مع المسيح ويتلاقى معه فى شركة الصليب يشعر بقوة داخلية تعينه فى التجربة، الصليب والمذبح والآلم كانت أمور فى الإفخارستيا فى التأمل فى القداس لا يمكن فصلها عن بعضها فى حياة أبونا بيشوي فقد جعل للكهنوت كرامة روحية ووقار وإحترام؛ كان إحساسه بفاعلية الذبيحة فى حياة الإنسان فقد جعل الناس تحب الكنيسة والتناول وتدرك كرامة الذبيحة وكرامة الكهنوت المملوء من الطهارة لأن الكتاب يقول "تطهروا يا حاملي آنية الرب".
أقول بالنسبة لأبونا بيشوي كان الصليب إعلان حب الله للكنيسة ولكنه لم يكن حب من جانب واحد ففي بعض الأحيان كان مشغولاً جداً يوم الخميس وكان يقول: فى هذه الليلة كان المسيح فى بستان جسثيماني، يسوع حزين، يسوع متألم، أما قدرتم أن تسهروا معي ساعة واحدة .. هل نستطيع أن نسهر مع يسوع هذه الليلة؟ ، فكان يقول للجميع نريد أن نسهر من أجل الذين تركوا الحظيرة ومن أجل الخطاة.
المسألة ليست مجرد خدمة وليس ملآ الكنيسة من الناس وليس مجرد نجاح الخدمة ولكن هناك بعد آخر واضح فى حياة أبونا بيشوي.