مرض الفردوس ... نياحته

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 
المجموعة: حياة القمص بيشوي كامل حامل الصليب الزيارات: 15951

Fr__Bishoy_Kamelأصيب أبونا بيشوي كامل بمرض السرطان والذى كان يُطلق عليه مرض الفردوس، ومن المعروف عند الجميع أن الآلام التى يُسببها مرض السرطان عنيفة جداً ومُبرحة ولكن أبانا بيشوي عاش الصليب من البداية:

عاش صليب الآلام كما عاش صليب الفرح، بل وأكد الناحيتين بلا هواده  - الالم الذى ينظر إليه الناس بكثافة متغايرة تبعاً لمقدار قربهم من فاديهم المصلوب، والفرح بالصليب لكونه الوسيلة الوحيدة لخلاصنا وفدائنا وهو أيضاً قد أبرز أن الكنيسة القبطية فى تعييدها للصليب تترنم بنغمات أحد الشعانيين –أي بنغمات التهلل- وتوافقاً مع كنيسته وتناغماً معها تغلب أبونا بيشوي على الآلم بالفرح! ولما اضطره الوجع إلى ملازمة الفراش كان الآلم صبراً وصمتاً وتركيزاً لعينين على الصليب أما فترات الهدوء بين هجمات الوجع الباطشة فكان يقضيها فى الترنم بالتسابيح والتماجيد وأيضاً فى خدمة من يأتون إليه أو من يرسل هو فى طلبهم!

ومن أعجب عمل الله فيه أنه حتى وهو ملقى على سريره أوصل الكثيرين إلى فاديه احبيب وهكذا كانت شهادة أبينا بيشوي كامل بعظائم الله خلال مرضه أبعد أثراً منها وهو فى صحته لأن جميع الذين رآوه فى تلك الفترة رآوا فيه ملاكاً سماوياً ، وكان عيد الصليب قبل النهاية بيومين (وعيد الصليب يستمر ثلاثة أيام) وكان اليوم الثالث لعيد الصليب فى 12 برمهات ويتطابق مع 21 مارس (عيد الأم) وهو اليوم الذي تعيد فيه اكنيسة التذكار الشهري لميخائيل رئيس جند السمائيين كما تعيد فيه أيضاً بإعلان بتولية البابا ديميتريوس الكرّام وزوجته. فاضت روحه الطاهره إلى السماء وإلي المصلوب الذذي عشقه وذاب فى خدمته وكان ذلك فى 21 مارس 1979 وقامت الاسكندرية بل مصر كلها بتوديعه وإلقاء نظرة الوداع عليه وإليك الحوار التالي الذي جرى بين إثنين من ضباط الشرطة اللذين كانا مكلفين بالحراسة ساعة الجنازة كما رواها القس لوقا سيداروس ... قال أولهما : كنت متوقعاً أن أجد أكثر من نصف مليون شخص، وأظن أن المسيحيين لم يعطوا أبانا حقه من التكريم، وسأله الثاني فى دهشة واضحة: إلى هذا الحد/ إني لم أحضر فى حياتي جنازة مليئة بهذا الإخلاص والعرفان! ولم أر قط قلوباً كسيرة، ولا دموعاً سخينة! ومع ذلك- ألم يكن الرجل مجرد كاهن؟! ... قال الأول: لو أنك كنت على صلة قريبة بالرجل لإتفقت معي لأني أقول لك لو أنك طلبت إليه أن يحل سيور حذائك لقبل ذلك من غير تذمر بل بالحري لفعله بفرح وسرور،تصور أنه أعطى ذاته إلى هذا الحد لكل إنسان! ولهذا السبب أقول أنهم لم يوفوه حقه من التكريم.
بركة صلاته وشفاعته تكون معنا أمين