بابا لكل المصريين (عماد الدين أديب)

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 

إذا أراد أحد أن يدمر هذا الوطن الطيب الصبور فليس أمامه سوى ملف ضرب الوحدة الوطنية بين المسلمين والأقباط.

لذلك أتحسس قلبى حينما يدق بقوة كلما حدثت حالة من حالات التوتر الطائفى فى أى بقعة من بقاع الوطن.

ولذلك أيضاً فرحت فرحة عظيمة باختيار الأنبا تواضروس كى يكون البابا رقم 118 فى تاريخ الكنيسة القبطية.

فرحت لعدة أسباب؛ أولها أن الله الذى أنفذ أمره برحيل البابا شنودة الثالث عن الحياة هو أيضاً الذى اختار لنا عبر القرعة الإلهية «بابا جديد» يخلف شنودة العظيم.

والأمر الذى يبعث على الاطمئنان لاختيار تواضروس هو 5 أسباب:

1- الأول أنه من نفس نهج مدرسة البابا شنودة الثالث، أى ذلك التيار الوسطى الدينى القادر على التوازن بين جميع تيارات الكنيسة.

2- أنه يؤمن بأن دور الكنيسة بالدرجة الأولى دور دينى، لكن ذلك لا يمنع اللجوء إلى السياسة فى حالات محددة للحصول على حقوق منقوصة «للشعب القبطى».

3- أنه من جيل يعتبر، بالمقارنة بمتوسط أعمار الكهنة، شاباً، إذ كان يحتفل بعيد ميلاده الـ60 فى ذات اليوم الذى أُعلن فيه فوزه بمقعد البابوية.

4- أنه تلميذ نجيب ومخلص للقائمقام باخوميوس، الذى أدار الفترة الانتقالية باقتدار وحكمة وحيادية ونزاهة.

5- أن البابا تواضروس دارس فى بريطانيا، له خبرة فى إدارة أعمال وقيادة بشر فى مصنع أدوية، وعالم مثقف وكاتب ومفكر ومبدع، هذا المزيج من الخبرات يجعله رجل دنيا ودين قادراً على إدارة الملفات.

أول تصريح أدلى به البابا الجديد أنه يسعى لإعادة ترتيب البيت من الداخل، وأعتقد أنه يقصد بذلك تعديل اللائحة الداخلية للكنيسة، بحيث تتحول إلى مؤسسة قادرة على اتخاذ قرارات حاسمة لتطوير عمل الكنيسة.

وحينما تشرفت بإجراء حوار على الهاتف مع الأنبا باخوميوس، مساء أمس الأول، وسألته عن شخص البابا الجديد فإنه بادرنى قائلاً: «إنه رجل وسطى معتدل، زاهد عن أى سلطة، قادر على التعامل مع الجميع بحكمة».

وعاد وأضاف: «أهم صفة، من وجهة نظرى، هى أن البابا الجديد يعمل بروح الفريق المتكامل وليس صاحب مدرسة للقرار الفردى».

تهنئة ثلاثية باختيار البابا الجديد:

الأولى: لقيام القائمقام باخوميوس لإعطائنا جميعاً درساً فى النموذج المثالى لما يجب أن يكون عليه من يقوم بدور الفترة والمسئولية الانتقالية لأى مؤسسة من المؤسسات.

الثانية: لحصول الشعب القبطى على بابا جديد.

الثالثة: حصولنا كلنا، كشعب مصر، على شريك جديد وحكيم، قادر على حماية هذا الوطن من جحيم الطائفية المهلكة.

أضف تعليق


كود امني
تحديث

تم التطوير بواسطة شركة ايجى مى دوت كوم
تصميم مواقع مصر - ايجى مى دوت كوم