عمانوئيل - للقمص ميخائيل جرجس

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 
المجموعة: مجلة رسالة الكنيسة - عدد يناير 2011 الزيارات: 3114

عجيب أن يسمى الله نفسه عمانوئيل(1)..
إن من فرط محبة الله للبشر سمى نفسه بهذا الاسم .. لأن الله يريد أن يكون مع الإنسان على الدوام، ويريد أن يرتبط اسمه بالإنسان.
قصة وجود الله معنا  
   هذه القصة قديمة جداً منذ خلقة الإنسان. فالله كان يتكلم مع آدم فى الجنة، وكان آدم يسمع صوت الله كل يوم عند هبوب ريح النهار(2).
   ولكن الخطية أبعدت آدم عن الوجود فى حضرة الله، وجعلته يخشاه "سمعت صوتك فى الجنة فخشيت"(3).

   وعندما أخطأ قايين صرخ قائلاً "ذنبى أعظم من أن يحتمل؛ إنك طردتنى اليوم عن عن وجه الأرض، ومن وجهك أختفى"(4).
   هذا هو شعور الخاطئ أنه بعيد عن الله، إنه يقول "لماذا يارب تقف بعيداً، لماذا تختفى فى أزمنة الضيق"(5).
   ولكن الله يثبت للإنسان أنه معه وليس بعيداً عنه.
   فيقول لإبراهيم : "لا تخف يا إبرام، أنا ترس لك"(6).
   ويقول لموسى : من العليقة "إننى أكون معك"(7).
   وليشوع بن نون "كما كنت مع موسى أكون معك"(8).

 (1)- اسم عبرى معناه الله معنا.    (2)-(تك3: 10).        (3)-(تك3: 1).
 (4)-(تك4: 13).            (5)-(مز10: 1).        (6)-(تك15: 1).
 (7)-(خر3: 12).            (8)- (يش21: 5، 9).
   وداود يقول "إن سرت فى ظل الموت لا أخاف شراً لأنك أنت معى"(1).
   لذلك حسناً تنبأ أشعياء النبى قائلاً "يعطيكم السيد نفسه آية "ها العذراء تحبل وتلد ابناً وتدعو اسمه عمانوئيل"(2).
   وتمت النبوءة فى العهد الجديد وذكرها القديس متى الرسول "وهذا كله لكى ما يتم ما قيل من الرب بالنبى القائل هوذا العذراء تحبل وتلد ابناً ويدعون اسمه عمانوئيل الذى تفسيره الله معنا"(3).

الكرمة
والسيد المسيح له المجد أراد أن يوضح هذه العلاقة الوثيقة بين الله والناس بتشبيه من الطبيعة فقال "أنا الكرمة وأنتم الأغصان الذى يثبت فىّ وأنا فيه هذا يأتى بثمر كثير لأنكم بدونى لا تقدرون أن تفعلوا شيئاً إن كان أحد لا يثبت فىّ يُطرح خارجاً كالغصن فيجف ويجمعونه فى النار فيحرق. وكل ما يأتى بثمر ينقيه ليأتى بثمر أكثر"(4).

الجسد الواحد
وبولس الرسول أعطى تشبيهاً آخر فى علاقة الله بالإنسان بأن شبه المسيح بالرأس، والكنيسة بالأعضاء، فقال "لأنه كما أن الجسد هو وله أعضاء كثيرة، وكل أعضاء الجسد الواحد إذا كانت كثيرة فهى جسد واحد كذلك المسيح أيضاً ... إن كان عضو واحد يتألم فجميع الأعضاء تتألم معه وإن كان عضو واحد يكرم فجميع الأعضاء تفرح معه، وأما أنتم فجسد المسيح وأعضاؤه أفراداً"(5).        

رأس الكنيسة
وأعطى القديس بولس الرسول تشبيهاً آخر فى علاقة الزوج بزوجته "أيها النساء اخضعن لرجالكن كما للرب. لأن الرجل هو رأس المرأة كما أن المسيح هو رأس الكنيسة وهـو مخلص الجسـد . ولكن كما تخضع الكنيسة

 (1)-(مز23: 4).            (2)-(اش7: 14).        (3)-(مت1: 22).
 (4)-(يو15: 1- 6).        (5)-(1كو11: 11- 28).
للمسيح كذلك النساء لرجالهن فى كل شئ"(1).   

كيف أكون مع الله ؟

   أولاً : أجعل علاقتى بالله علاقة وثيقة
   هل هناك أصلاً علاقة بينى وبين الله ؟
   ما هى طبيعة هذه العلاقة ؟
   هل أعرف الله معرفة حقيقية أم معرفة نظرية فقط ؟
   هل علاقتى بالله علاقة خوف أم علاقة مصلحة ؟
   هل أحب الله أم أحب خيراته فقط ؟
بالـصـلاة
   داود : "أما أنا فصلاة"(2).
    "لتستقم صلاتى كالبخور قدامك ليكن رفع يدى كذبيحة مسائية"(3).
   المسيح : "خرج إلى الجيل ليصلى. وقضى الليل كله فى الصلاة لله"(4).
   الأنبا بيشوى : ربط شعر ذقنه فى حبل وعلقه بالسقف لكى لا ينام أثناء الصلاة !
   فتاة قديسة حاول الشيطان أن يحاربها فلم ينجح لأنه كلما اقترب منها يجدها مشغولة بالصلاة !

بالمـحـبـة
   "اثبتوا فى محبتى"(5).
   لأن "المحبة قوية كالموت"(6).. "المحبة لا تسقط أبداً"(7).
   "متأسسون فى المحبة"(8).. "صادقين فى المحبة"(9).
   "المحبة التى هى رباط الكمال"(10).        

 (1)-(أف5: 22).            (2)-(مز109: 4).        (3)-(مز141: 2).
 (4)-(لو6: 12).            (5)-(يو15: 9).        (6)-(نش8: 6).
 (7)-(1كو13: 8).            (8)-(أف3: 18).        (9)-(أف4: 15).
 (10)-(كو3: 14).
    ثانياً : أجعل نصيبى هو الرب
   يقول داود النبى "قوتى وتسبحتى هو الرب وقد صار لى خلاصاً"(1).
   "نصيبى هو الرب"(2).
   يقول السيد المسيح لمرثا "مرثا مرثا أنت تهتمين وتضطربين لأجل أمور كثيرة، ولكن الحاجة إلى واحد فاختارت مريم النصيب الصالح الذى لن ينزع منها"(3).
   أيضاً داود "الرب راعى فلا يعوزنى شئ فى مراع خضر يربضنى إلى مياه الراحة يوردنى يرد نفسى يهدينى إلى سبل البر من أجل اسمه وأيضاً ترتب قدامى مائدة. تمسح بالدهن رأسى تروينى بكأسك. إنما خير ورحمة يتبعانى فى كل أيام حياتى. وأسكن فى بيت الرب إلى مدى الأيام"(4).
   ثالثاً : الشعور الدائم بوجود الله معى
   السيد المسيح يقول "صلوا كل حين ولا تملوا"(5).
   وأيضاً "صلوا بلا انقطاع"(6).
   وداود يقول "خبأت كلامك فى قلبى لكيلا أخطئ إليك"(7).
   و"بوصاياك ألهم وألاحظ سبلك"(8).
   داود يقول "كم أحببت شريعتك اليوم كله هى لهجى"(9).    
   وأيضاً "ما أحلى قولك لحنكى أحلى من العسل لفمى"(10).
   الله يجعلنا نلتصق بالمسيح دائماً ولا نتركه لأى سبب من الأسباب لنشعر أنه معنا على الدوام ..

 (1)-(مز117: 14).        (2)-(مز119: 57).    (3)-(لو10: 41).
 (4)-(مز23: 1).            (5)-(لو18: 1).        (6)-(1تس5: 17).
 (7)-(مز119: 11).        (8)-(مز119: 15).    (9)-(مز119: 97).
 (10)-(مز119: 103).
بركات وجود الله معنا

    1- عدم الخوف
   "الرب نورى وخلاصى ممن أخاف. الرب ناصر حياتى ممن أجزع .. إن يحاربنى جيش فلن يخاف قلبى"(1).  
   "لا خوف فى المحبة بل المحبة الكاملة تطرد الخوف إلى خارج"(2).

   2- السلام الكامل
   قال السيد المسيح لتلاميذه "لا تضطرب قلوبكم ولا تجزع سلامى أترك لكم سلامى أعطيكم ليس كما يعطى العالم أعطيكم أنا"(3).  
   ثمار الروح
   "محبة فرح سلام ..."(4).
   "لا سلام قال الرب للأشرار"(5).

   3- الفرح الحقيقى
   "افرحوا أيها الصديقون بالرب واحمدوا ذكر قدسه"(6).   "رنموا للرب ترنيمة جديدة لأنه صنع عجائب خلصته يمينه وذراع قدسه. أعلن الرب خلاصه لعيون الأمم .. رأت كل أقاصى الأرض خلاص إلهنا"(7).
  "ها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب. إنه ولد لكم اليوم فى مدينة داود مخلص هو المسيح الرب"(8).
   "فرحين فى الرجاء"(9).

   4- الحياة الأبدية
   "سنخطف جميعاً فى السحب لملاقاة الرب فى الهواء"(10).
   "لى اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح ذاك أفضل جداً"(11).

 (1)-(مز26: 1).            (2)-(1يو4: 18).        (3)-(يو14: 1).
 (4)-(غلا5: 22).            (5)-(أش48: 22).     (6)-(مز97 : 12).
 (7)-(مز98: 1).            (8)-(لو2: 10).        (9)-(رو12: 12).
 (10)-(1تس4: 17).        (11)-(فى1: 23).