أســئلة شـبابية - للقس أنجيلوس إسحق

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 
المجموعة: مجلة رسالة الكنيسة - عدد يناير 2009 الزيارات: 3104

فى البداية نحب أن نقدم لكم أعزائنا وأحبائنا الشباب والشابات تهنئتنا بمناسبة أعياد رأس السنة وعيد الميلاد وعيد الغطاس مع صلواتنا للرب يسوع بأن يكون عاماً مملوء بالبركة والنعمة والنمو الروحى، وتحقيق الطموحات الشخصية.
ونتواصل معكم لإجابة أسئلتكم المرسلة إلينا أو المطروحة علينا فى الاجتماعات الروحية المتنوعة مع خالص شكرى وتقديرى لثقتكم الغالية ومحبتكم الفياضة لمجلة رسالة الكنيسة التى تشبع كل جوع روحى، وتسدد كل احتياج نفسى أو ثقافى أو فكرى

... وقد اشترك معنا فى إعداد إجابات الأسئلة أساتذة ودكاترة متخصصين لهم من الخبرة الروحية والعملية الكثير والكثير .. الرب يعوضهم أجراً سمائياً.    
القيمة الشخصية
   وصلنا من الأخ (...) إننى أمر بوقت عصيب لأننى لا أصدق أن الله يحبنى .. أنا أعلم أنه يحب الجميع، إلا أننى أشعر أننى لا أنتمى إلى هؤلاء الذين يحبهم الله، وبالتالى فلابد وأننى مريض بأصعب حالات صغر النفس، فكيف أقنع نفسى بأن الله يحبنى، وأخرج من هذه الدائرة حتى أستطيع أن أحب الآخرين ؟    
   أخى الحبيب إنه لأمر يُدخل السرور إلى قلبى أن أشرح لك كم يحبك الله، فقد وضع الله بداخلك هذه الحاجة إلى الحب غير المشروط .. فقد وضع بداخلك هذا الاحتياج حتى تتجه برغباتك نحوه، فالله يعلم جيداً أن الناس يخذلون بعضهم البعض، فهو الوحيد الذى يحبك بلا شروط، ولذلك يجب أن تصدق هذا الأمر حتى وإن كنت لا تشعر به.
   عادة ما نخلط بين نوعين من الحب (Eros) إيروس .. وهو الحب الذى يعتمد على العواطف ويصل إلى الشهوة، وبين الحب (Agape) الأغابى، وهى الكلمة اليونانية المستخدمة فى العهد الجديد لتعبر عن محبة الله .. فهذا النوع من الحب لا يتغير أى أنه موجود دائماً "الذى ليس فيه تغيير ولا ظل دوران"(1).
إنظر إلى نفسك كما يراك الله
   أن تسمع عن حب الله شئ وأن تشعر بهذا الحب شئ آخر، فيجب أن تعلم أن الله وفر لك عدة طرق ليساعدك على أن تنقل هذه المعرفة من عقلك إلى قلبك حيث توجد عواطفك لتشعر بهذا الحب وتتعزى به وتتأثر به.
   اكتشف الأمر الحقيقى الذى يجعلك مستحقاً لهذا الحب فاستحقاقك لهذا الحب لا يعتمد على رأى الآخرين فيك، أو على تصرفاتك مع الآخرين، ولا يُقاس بقبول الآخرين لك أو رفضهم إياك، فكيف تعرف إن كنت مستحقاً أم لا ؟
   إذا كنت ستشترى شيئاً من مزاد ما فقيمة هذا الشئ ستحدد على أساس أعلى سعر يمكن أن يُدفع فيه. إذن كيف تعرف قيمتك ؟
   لقد دفع الرب يسوع المسيح أغلى سعر عندما أتى إلى هذه الأرض كإنسان ورضى أن يموت على الصليب وأن يدفع ثمن العقوبة عن خطاياك فقد أحبك جداً لدرجة أنه إرتضى أن يموت عنك "بهذا أُظهرت محبة الله فينا أن الله قد أرسل إبنه الوحيد إلى العالم لكى نحيا به في هذه هي المحبة ليس أننا نحن أحببنا الله بل إنه هو أحبنا وأرسل إبنه كفارة لخطايانا"(2).            
   "بهذا قد عرفنا المحبة أن ذاك وضع نفسه لأجلنا فنحن ينبغى لنا أن نضع نفوسنا لأجل الإخوة"(3).
   ولكن هذا ليس كل شئ فإذا كنت قد سلمت إرادتك لإرادته وآمنت به فهو يراك قديساً بلا لوم ولا شـكوى أمامه "وأنتم الذين كنتم قبلاً أجنبيين وأعداء فى
 (1)-(يع1: 17).        (2)-(1يو4: 9، 10).        (3)-(1يو3: 16).
الله قد أرسل ابنه الوحيد إلى العالم لكى نحيا به

الفكر فى الأعمال الشريرة قد صالحكم الآن فى جسم بشريته بالموت ليحضركم قديسين وبلا لوم ولا شكوى أمامه"(1).  
   قرر أن تعتمد على حقيقة حب الله لك .. تلك الحقيقة الثابتة والتى لا تتغير "ونحن قد عرفنا وصدقنا المحبة التى لله فينا"(2) .. فالله يعلم ما فى قلبك لأنه هو الذى خلقك كما يقول "مسلكى ومربضى ذريت وكل طرقى عرفت"(3).
   فلا يوجد إنسان يعرفك كما يعرفك الله، لذلك فهو يحبك جداً، ففى ضوء هذه الحقائق أشجعك على أن تقول [ أشكرك يارب لأن حبك لى لا يتغير وأشكرك لأنه يمكننى دائماً الاعتماد على حبك ].
   تبنى نمطاً جديداً من التفكير بأن تردد الآيات الكتابية التى تتحدث عن حب الله لك وكأنها رسالة شخصية لك أنت(4).
   قل لنفسك الله يتأنى علىّ والله لا يتذكر خطاياى .. ويعد مزمور 139 من المزامير التى غيرت حياة الكثيرين، ولذا فإنى أشجعك على أن تأخذ آياته وكأنها آيات موجهة لك أنت شخصياً، وتكتبها على ورقة منفصلة، وتحفظها عن ظهر قلب وتكررها على نفسك من وقت إلى آخر حتى تصبح هذه الآيات واقعاً بالنسبة لك "يا رب قد اختبرتنى وعرفتنى. أنت عرفت جلوسى وقيامى فهمت فكرى من بعيد".     
   تعال إلى الله بمشاعرك ومخاوفك الحقيقية "اقتربوا إلى الله يقترب إليكم"(5).. لتنمى فى داخلك الرغبة فى النظر فى الجراح والرفض التى عانيت منه فى الماضى واسمح لله أن يتدخل بلمساته الرقيقة ليشفى هذه الجراح.
   قرر أنك ستحيا لتوصل للآخرين حب الله "إن كان الله قد أحبنا هكذا ينبغى لنا أن نحب بعضنا بعضاً"(6) عندما تبعد تركيزك عن نفسك لتركز على المسيح ستجد أنك تسعى لتسدد احتياجات الآخرين، فعندما ستشجع شخصاً آخر ستجد أن هذا الأمر يزيد إحساسك بقيمتك.
 (1)-(كو1: 21، 22).        (2)-(1يو4: 16).        (3)-(مز139: 3).
 (4)-(1كو13: 4- 8).        (5)-(يع4: 8).        (6)-(1يو4: 11).
   اعتمد على من أنت فى المسيح عندما تشعر بأنك لا تستحق محبته لك، فإذا كنت قد قبلت المسيح كمخلص شخصى لك، فأنت بالتالى تكون حصلت على هوية جديدة "إن كان أحد فى المسيح فهو خليقة جديدة الأشياء العتيقة قد مضت هوذا الكل قد صار جديداً"(1)، وهذا ما حدث وقت معموديتك ونوالك الولادة الروحانية السماوية الجديدة، فعندما ينظر إليك الله لن يراك أنت ولكنه سيرى إبنه "أنتم الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح"(2).
   إقرأ "بسبب هذا أحنى ركبتى لدى أبى ربنا يسوع المسيح الذى منه تسمى كل عشيرة فى السموات وعلى الأرض لكى يعطيكم بحسب غنى مجده أن تتأيدوا بالقوة بروحه فى الإنسان الباطن ليحل المسيح بالإيمان فى قلوبكم وأنتم متأصلون ومتأسسون فى المحبة حتى تستطيعوا أن تدركوا مع جميع القديسين ما هو العرض والطول والعمق والعلو، وتعرفوا محبة المسيح الفائقة لكى تمتلئوا إلى كل ملء الله"(3).
   وحاول أن تعى هذه الحقائق جيداً :
   1- المسيح فيك.            2- أنت متأصل ومتأسس فى المحبة.
   3- أنت تمتلك القدرة على أن تعرف أعماق هذا الحب.
   4- يمكنك أن تعرف هذا الحب.
خطوات تساعدك على أن تقبل نفسك
   هناك عدة أسباب وراء أننا جميعاً قد وجدنا صعوبة فى وقت ما فى قبول حب الله لنا .. فمن منا لم يستمتع إلى نقد أو ملاحظات محبطة من أشخاص بارزين فى حياتنا .. فعندما كنا أطفالاً كنا نبذل جهداً حتى نحظى بحب الآخرين لنا وقبولهم، ولكن على الرغم من ذلك كنا نشعر بأننا جوعى إلى حب الآخرين لنا .. وعندما كنا نمر بسن المراهقة عانينا من مقارنتنا بالآخرين لذلك كنا نشعر

 (1)-(2كو5: 17).            (2)-(غل3: 27).        (3)-(أف3: 14- 20).
أننا فى الكفة الخاسرة من هذه المقارنات ولكن بما أننا الآن أصبحنا بالغين علينا أن نبتعد عن هذه الأمور الطفولية "لما كنت طفلاً كطفل كنت أفطن وكطفل كنت أفتكر ولكن لما صرت رجلاً أبطلت ما للطفل"(1).
   فبما أنك أصبحت رجلاً الآن فعليك أن :
   1- تقبل أن لا تكون محبوباً من الجميع، فلا يوجد من أجمع الناس على حبه، فقد قال يسوع "إن كان العالم يبغضكم فاعلموا أنه قد أبغضنى من قبلكم إن كانوا قد اضطهدونى فسيضطهدونكم"(2)، لذلك فعليك أن تقبل أن بعض الناس ممن تحبهم قد لا يحبونك.
   2- تقبل نفسك كما قبلك الله "لذلك اقبلوا بعضكم بعضاً كما أن المسيح قبلنا لمجد الله"(3) .. لقد قبلك الله لا لأنك فعلت شيئاً نستحق عليه أن يقبلك ولكنه اختار أن يقبلك لأنه أحبك.
   3- تقبل أنك سترتكب أخطاء فأنت لست إنساناً كاملاً، لذلك لا تدين نفسك عندما تخطئ، فالله يعرف أنك ستخطئ حتى قبل أن تولد ولكنه أصر أن يقبلك "ليس إنى قد نلت أو صرت كاملاً ولكنى أسعى لعلى أدرك الذى لأجله أدركنى أيضاً المسيح يسوع. أيها الإخوة أنا لسـت أحسب نفسى إنى قد أدركت ولكنى أفعل شيئاً واحداً إذ أنا أنسى ما هو وراء وأمتد إلى ما هـو قـدام. أسعى نحو الغرض لأجل جعالة دعوة الله العليا فى المسيح يسوع"(4).
   4- تقبل النقد وتحمل مسئولية أخطائك عندما تخطئ .. لا تختلق لنفسك الأعذار ولا تحاول أن تبرر نفسك من أى موقف أو فعل خاطئ قمت به ولكن قل لمن أخطأت فى حقه [ أخطأت سامحنى .. لقد أخطأت فى حقك وأتحمل نتيجة أخطائى، لذلك أطلب منك أن تسامحنى ].
   "قبل الكسر يتكبر قلب الانسان وقبل الكرامة التواضع"(5).
 (1)-(1كو3: 11).        (2)-(يو15: 18، 20).        (3)-(رو15: 7).
 (4)-(فى3: 12- 14).    (5)-(أم18: 12).
   5- إقبل أن يكون الله هو الشخص الوحيد الذى يحب أن ترضيه فلا تحيا لتحصل على موافقة الآخرين وقبولهم لك ولكن عـش لتحصل على رضاء الله فإذا وضعت هذا الهدف أمامك ليكون الهدف الأول فى قائمة أولوياتك ستكون قادراً على أن تقول لا عندما تشعر بأن هناك ضغطاً عليك لتقول نعم .. فسيقودك الروح القدس ولن تنقاد بالضغط الذى يضعه الناس عليك .. "أفأستعطف الآن الناس أم الله ؟ أم أطلب أن أرضى الناس ؟ فلو كنت بعد أرضى الناس لم أكن عبداً للمسيح"(1).
   وكما تقول الأم سارة [ جلت أقرع باب كل أحد لأرضى كل أحد وجدت نفسى لن أرضى كل أحد ولن أرضى يسوع فقلت لنفسى إن كنت بعد أرضى الناس لم أكن عبداً للمسيح ].
   6- تقبل ما لا تستطيع تغييره .. لا تحاول أن تحث الناس على أن يتغيروا أو لا تسعى لتغيير المواقف ولكن إقبل حب الله ورعايته لك وكن معتمداً عليه اعتماداً كاملاً وانظر إلى الرب ليكون هو الشخص الوحيد الذى يسدد احتياجاتك "وإنما إن كان أحدكم تعوزه حكمة فليطلب من الله الذى يعطى الجميع بسخاء ولا يعير فسيعطى له ولكن ليطلب بإيمان غير مرتاب البتة لأن المرتاب يشبه موجاً من البحر تخبطه الريح وتدفعه"(2).
   عزيزى استرح فى حب الله لك ودعه يعبر لك عن حبه ودع حبه يتغلغل فى داخلك وفوق كل شئ يجب أن تعلم أنك ابن الملك وابن الكنيسة المقدسة .. تمتع بمكانك وسط إخوتك "أخبر باسمك اخوتى فى وسط الجماعة أسبحك"(3).
   "أنطروا أية محبة أعطانا الآب حتى ندعى أولاد الله من أجل هذا لا يعرفنا العالم لأنه لا يعرفه"(4).                        
والرب معك
 (1)-(غل1: 10).                (2)-(يع1: 5، 6).
 (3)-(مز22: 22).            (4)-(1يو3: 1).