قوة القـيامـة - للقمص ميخائيل جرجس

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 
المجموعة: مجلة رسالة الكنيسة - عدد يونيو 2009 الزيارات: 2664

بسم الآب والإبن والروح القدس
إله واحد آمين
يقول بولس الرسول إلى أهل فيلبى عن المسيح "لأعرفه وقوة قيامته وشركة آلامه متشبهاً بموته"(1).
فما هى قوة قيامته ؟
 1- لقد قام المسيح من الأموات بقوة عظيمة .. كاسراً شوكة الموت قائلاً "أين شوكتك يا موت. أين غلبتك يا هاوية"(2).
وشوكة الموت هى الخطية .. والمسيح لم يكن عنده أى خطية، فقد قال "من منكم يبكتنى على خطية"(3).

لذلك قام المسيح من الأموات والحجر ما زال موضوعاً على باب القبر وذلك بقوة لاهوته، وكما دخل إلى التلاميذ والأبواب مغلقة كما يقول الإنجيل "وبعد ثمانية أيام كان تلاميذه أيضاً داخلاً وتوما معهم فجاء يسوع والأبواب مغلقة ووقف فى الوسط وقال سلام لكم"(4).  
   2- كرز للأرواح المسبية فى الجحيم بواسطة نفسه وروحه الإنسانية يوم سبت الفرح، وسمى سبت النور لأنه أنار على المحبوسين فى الظلمة أمثال إبراهيم واسحق ويعقوب وداود وموسى ... إلخ .. الذين ماتوا على رجاء القيامة أشرق عليهم بنوره القوى ..
ويقول الكتاب "سـبى سبياً وأعطى الناس عطايا .. نزل إلى أقسام الأرض
 (1)-(فى3: 10).            (2)-(1كو15: 55، هو13: 14).
 (3)-(يو8: 46).            (4)-(يو20: 26).
المسيح القائم من الأموات والحجر موضوع

السفلى الذى نزل هو الذى صعد أيضاً فوق جميع السموات لكى يملأ الكل"(1).
نقل أرواح ونفوس الذين ماتوا إلى الفردوس وسباه لمملكته الروحية.
[ الروح القدس أيقظ داود قائلاً قم رتل لأن النور قد أشرق (نور المسيح)، فقام داود المرتل الطاهر وأخذ قيثارته الروحانية ومضى إلى الكنيسة بيت الملائكة وسبح ورتل للثالوث القدوس قائلاً بنورك يارب نعاين النور فلتأت رحمتك للذين يعرفونك ](2).
3- ذهب للتلاميذ مرتين ليريهم قوة القيامة ويثبت إيمانهم، ففى المرة الأولى لم يكن توما معهم "ولما كانت عشية ذلك اليوم وهو أول الأسبوع وكانت الأبواب مغلقة حيث كان التلاميذ مجتمعين لسبب الخوف من اليهود جاء يسوع ووقف فى الوسط وقال لهم سلام لكم ولما قال هذا أراهم يديه وجنبه ففرح التلاميذ إذ رأوا الرب"(3).
وفى المرة الثانية يقول الكتاب "وبعد ثمانية أيام كان تلاميذه أيضاً داخلاً  وتوما معهم فجاء يسوع والأبواب مغلقة ووقف فى الوسط وقال سـلام لكم. ثم قال لتوما هات أصبعك إلى هنا وأبصر يدى وهات يـدك وضعها فى جنبى ولا تكن غير مؤمن بل مؤمناً. أجاب توما وقال له ربى وإلهى. قال له يسوع لأنك رأيتنى يا توما آمنت طوبى للذين آمنوا ولم يروا"(4).
   4- أعطى التلاميذ سلطان حل وربط الخطايا
يقول الإنجيل " فقال لهم يسوع أيضاً سلام لكم كما أرسلنى الآب أرسلكم أنا.
ولما قال هذا نفخ وقال لهم اقبلوا الروح القدس. من غفرتم خطاياه تغفر له ومن أمسكتم خطاياه أمسكت"(5).        
وهذا السر (سر النفخة) سلمه الرسل للأساقفة، والأساقفة بالتالى للكهنة ليتم استخدامه بين شعب الكنيسة.
 (1)-(أف4: 8).            (2)- كتاب طقس صلاة مسحة المرضى.
 (3)-(يو20: 19).            (4)-(يو20: 26).        (5)-(يو20: 21).
المسيح يقول لتوما هات إصبعك إلى هنا وأبصر يدى
ولا تكن غير مؤمن بل مؤمناً
   5- وفى المرة الثالثة التى ظهر فيها المسيح لتلاميذه على بحر طبرية وبعد أن تغذى معهم سمكاً مشوياً – أرجع لبطرس رسوليته بعدما أنكر المسيح ثلاث مرات أثناء محاكمته(1) – وعندئذ صاح الديك كقول المسيح له.
ولكن المسيح قال له اتحبنى ثلاث مرات "فقال له بطرس أنت تعلم كل شئ أنت تعرف أنى أحبك فقال له يسوع إرع غنمى .. ولما قال له هذا قال له اتبعنى"(2).
يا سمعان بن يونا أتحبنى ؟
   6- وذهب المسيح مع تلميذى عمواس سائراً معهما مشواراً طويلاً ليثبت إيمانهما، ويقول الإنجيل "وإذا إثنان منهم كانا منطلقين من ذلك اليوم إلى قريـة
 (1)-(يو18: 27).                (2)-(يو21: 17).
بعيدة عن أورشليم ستين غلوة اسمها عمواس. وكانا يتكلمان بعضهما مع بعض عن جميع هذه الحوادث. وفيما هما يتكلمان ويتحاوران اقترب إليهما يسـوع نفسـه وكان يمشى معهما. ولكن أمسكت أعينهما عن معرفته. فقال لهما ما هذا الكلام الذى تتطارحان به وانتما ماشيان عابسين. فأجاب أحدهما الذى اسـمه كليوباس وقال له هل أنت متغرب وحدك فى أورشليم ولم تعلم الأمـور التى حدثت فيها فى هذه الأيام. فقال لهمـا وما هى فقالا المختصة بيسـوع الناصرى الذى كان إنساناً نبياً مقتدراً فى الفعل والقول أمام الله وجميع الشعب. كيف أسـلمه رؤساء الكهنة وحكامنا لقضاء الموت وصلبوه. ونحن كنا نرجو أنه هو المزمع أن يفدى إسرائيل. ولكن مع هذا كله اليوم له ثلاثة أيام منذ حدث ذلك. بل بعض النسـاء منا حيرننا إذ كن باكراً عند القبر. ولما لم يجدن جسـده أتين قائلات أنهن رأين منظر ملائكة قالوا أنه حى. ومضى قوم من الذين معنا إلى القبر فوجـدوا هكذا كما قالت أيضاً النساء وأما هو فلم يروه. فقال لهما أيها الغبيان والبطيئا القلوب فى الإيمان بجميع ما تكلم به الأنبياء. أما كان ينبغى أن المسيح يتألم بهذا ويدخل إلى مجده. ثم أبتدأ من موسى ومـن جميع الأنبياء يفسـر لهما الأمور المختصة به فى جميع الكتب.
ثم اقتربوا إلى القرية التى كانا منطلقين إليها وهو تظاهر كأنه منطلق إلى مكان أبعد. فألزماه قائلين أمكث معنا لأنه نحو المسـاء وقـد مال النهار فدخل ليمكث معهما. فلما أتكأ معهما أخـذ خبزاً وبارك وكسـر وناولهمـا. فانفتحت أعينهما وعرفاه ثم اختفى عنهما"(1).
   7- صنع خلاصاً لكل البشرية .. للذين يؤمنون به ويعتمدون على اسمه ويقول بولس الرسول إلى تلميذه تيموثاوس "اشترك فى احتمال المشقات لأجل الإنجيل  بحسب قوة الله. الذى خلصنا ودعانا دعوة مقدسة لا بمقتضى أعمالنا بل بمقتضى القصد والنعمة التى أعطيت لنا فى المسـيح يسـوع .. الذى أبطل
 (1)-(لو24: 13- 34).
الموت وأنار الحياة والخلود بواسطة الإنجيل"(1).
   8- أعطانا الرجاء بقوة قيامته .. يقول بولس الرسول لأهل تسالونيكى "وربنا نفسه يسوع المسيح والله أبونا الذى أحبنا وأعطانا عـزاء أبدياً ورجاء صالحاً بالنعمة يعزى قلوبكم ويثبتكم فى كل كلام وعمل صالح"(2).
   9- فتح لنا باب الفردوس بقوة قيامته وعندما قال له اللص اليمين "أذكرنى يارب متى جئت فى ملكوتك. فقال له يسوع الحق أقول لك أنك اليوم تكون معى فى الفردوس"(3).    
   ويكون اللص اليمين هو أول شخص دخل الفردوس .. إنه حقاً سرق الملكوت فى غفلة من الزمان .. لذلك تطوبه الكنيسة فى لحن جميل يقال يوم الجمعة العظيمة قائلة له [ طوباك أيها اللص ... إلخ ].
   10- قوة قيامة المسيح أعطت لنا حياة أخرى بعد الانتقال من هذه الحياة الأرضية، وهى ليس لها نهاية، لذلك تسمى بالحياة الأبدية ..
   يقول سفر الرؤيا "ولا تكون لعنة فيما بعد .. وعرش الله والخروف يكون فيها وعبيده يخدمونه وهم سينظرون وجهه واسمه على جباههم ولا يكون ليل هناك ولا يحتاجون إلى سراج أو نور شمس لأن الرب الإله ينير عليهم وهم سيملكون إلى أبد الآبدين"(4).
والسؤال الآن .. هل استفدت من قوة قيامة ربنا ومخلصنا يسوع فى حياتك اليومية ؟
إن المسيح لم يعطنا روح الفشل بل روح القوة والغلبة والانتصار لذلك يقول لك المسيح "استيقظ أيها النائم وقم من الأموات (موت الخطية) فيضئ لك المسيح"(5).
ويقول يوحنا الرسول "لأن كل من ولد من الله يغلب العالم وهذه هى الغلبة التى تغلب العالم إيماننا من هو الذى يغلب العالم إلا الذى يؤمن أن يسوع هو ابن الله"(6).  
ولربنا المجد الدائم إلى الأبد آمين
 (1)-(2تى1: 9).            (2)-(2تس2: 16).        (3)- (لو23: 42).
 (4)-(رؤ22: 3).             (5)-(أف5: 14).        (6)-(1يو5: 4).