رسائل من الملاك للمريمات - للأنبا باخوميوس

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 

لقاء القيامة الأول كان بين المسيح ومريم المجدلية .. اللقاء الآخر .. مريم المجدلية ومريم الأخرى(1).    
من الموضوعات المعزية .. لقاءات القيامة .. كل لقاء يحمل رسالة.
كل بشير من البشيرين تكلم عن القيامة، وعن شروط القيامة بزاوية معينة كان متأثر بها، ولكن كلها تعطى ضوء على رسالة معينة.
بلاشك أن ذهاب المريمات إلى القبر تعبير عن الحب .. حب الله محبة كبيرة.

الوعـود الإلهــية
حوادث القيامة تذكرنا بالوعود الإلهية، وكلمات الكتاب المقدس تذكرنا بالزلزلة العظيمة التى حدثت وملاك الله نزل وجلس على باب القبر "فمن خوفه ارتعد الحراس وصاروا كأموات"(2).
أما الملاك فقال للمرأتين "لا تخافا أنتما فانى أعلم أنكما تطلبان يسوع المصلوب. ليس هو ههنا لأنه قام كما قال هلم أنظرا الموضع الذى كـان الرب مضطجعا فيه. واذهبا سريعا قولا لتلاميذه أنـه قـد قـام من الأموات هـا هو يسبقكم إلى الجليل هناك ترونه ها أنا قد قلت لكما"(3).    
 (1)-(مت27: 61).        (2)-(مت28: 4).        (3)-(مت28: 5).
الملاك هنا يعطى 4 رسائل أو أربع توجيهات واضحة للمريمات لكى ما يتمتعوا بقيامة يسوع المسيح القائم من الأموات.
1-    لا تخافا أنتما ...(حديث عن الخوف).
2-    أن يسوع قد قام كما قال ...(إعلان القيامة).
3-    اذهبا سريعاً قولا لتلاميذه ... (ضرورة الكرازة).
4-    هناك ترونه ... (وعـد اللقاء).   
الملاك الذى ظهر للمريمات
وكان قد دحرج الحجر من على باب القبر وجلس عليه
الرسالة الأولى : عدم الخوف   
إن الذين لهم شركة مع الرب يتدربوا فى اختبار القيامة .. لأن الخوف لا يكون فى قلوبهم .. يقول الكتاب "وأما الخائفون وغير المؤمنين .. وجميع الكذبة فنصيبهم فى البحيرة المتقدة بنار وكبريت الذى هو الموت الثانى"(1).
وهناك فرق بين الخوف الغريزى، وبين الخوف الذى يحمل معنى عدم الإيمان .. فهناك الخوف من المستقبل، والخوف من إعلان إيمانى ..  
 (1)-(رؤ21: 8).
لذلك نجد فى الكتاب المقدس 365 وعد بعدم الخوف على أساس أن الرب يسوع يعطى لنا كل يوم فى السنة وعد بعدم الخوف.
ومن أهم الوعود التى يعطيها الله لأولاده هو قوله "لا تخف أيها القطيع الصغير لأن أباكم قد سر أن يعطيكم الملكوت"(1).
فالملاك عندما يبشر المريمتان بالقيامة يقول لهما "لا تخافا".
إن الخوف أتى لهن من منظر القيامة .. خوف من الحراس .. خوف من القبر الفارغ، لذلك احتاجتا إلى وعد عدم الخوف ..
هنا فى هذا العالم مخاوف كثيرة .. مخاوف روحية .. ومخاوف من مسئوليات الحياة.
الراعى وقطيعه
 (1)-(لو12: 32).
فالملاك يقول للمريمات .. الخوف الذى كان وقت الصليب لا يجب أن يدوم الآن .. الأمور قد تغيرت .. المسيح الذى كنتم تتعاملون معه كمصلوب قد قام وانتصر.
الملاك يقول للمريمات (لا تخافا)
ففى أحداث مخاوف الحياة نتذكر قوة يسوع المسيح القائم من الأموات.
فى العهد القديم كان الموت عقوبة، ولكن فى العهد الجديد لم يصبح الموت عقوبة، لذلك فالموت فى العهد الجديد لا يكون مخيفاً لأنه صار – بعد القيامة – نصرة على الموت، وبداية شركة حياة مع المسيح فى الأبدية.
الذى يعيش فى الخطية يخاف من الموت لأنه لا يثق أن له مكاناً فى القيامة مع يسوع المسيح.
لذلك يجب أن يكون لنا إيمان ثابت بضرورة عدم الخوف من الموت بل الانتصار على الموت فى المسيح يسوع الذى انتصر على الموت بقيامته.
أسهل ما نقتنيه فى حياة القيامة، وذكريات القيامة، ورجاء القيامة أن الموت  لم يعد مخيف، ولا شئ يخيف بالمرة كقول الكتاب "إن سرت فى وادى ظل الموت فلا أخاف شراً لأنك أنت معى عصاك وعكازك هما يعزياننى"(1).
فإن كان فى يوم من الأيام شعرت أن الموت يفقدك سلامك .. إعرف أن هناك خطأ فى حياتك، فيجب أن تجلس مع نفسك، وتبحث ما هو السبب أو الخطية التى تجعلك تخاف الموت، وصلى قائلاً : أعطنا يارب أن نعيش فى سلام معك.
الملاك قال للمريمات "هلم أنظروا الموضع الذى كان الرب مضجعاً فيه"، وليس الذى كان ميتاً فيه.
الصليب هو علامة حب من المسيح لنا لأن هناك بشارة جديدة "يسوع قد قام".
إن كان الرب ينتظر فى إعلان قوة قيامته، فهى لحكمة عنده .. ولكن يجب أن يكون لنا إيمان بقوة قيامة الرب يسوع ..
وسيأتى وقت يعلن فيه يسوع قوة قيامته لنا، وسيظهر لنا ذلك.
أحياناً تكون لنا مشاكل ولا نرى يسوع القائم أمامنا .. ولكننا نثق أنه سيعلن قيامته فى الوقت المناسب.
لذلك يجب ألا نكف عن الصلاة من أجل كل ضيقة وكل قلق .. ويجب أيضاً أن نفحص ذواتنا فحصاً دقيقاً لكى نعرف هل هناك خطية لنا أو للآخرين.
إن الخوف يعطل إعلان قوة القيامة، ويحتاج إلى ملاك لكى يعطينا البشارة المفرحة بقيامة الرب من الأموات.
 (1)-(مز23: 4).
الرسالة الثانية : أنــه قــام   
اختبار قوة القيامة .. بقدر ما يحتاج إيمان قوى، فهو يحتاج إلى ثقة ورجاء .. والرب هو يختار الطريقة التى يعلن بها قوة ورجاء قيامته .. ونحن نؤمن بثقة وعود الرب يسوع، وإن كان هذا يحتاج إلى صبر وطول أناة.
الملاك يعلن قيامة الرب
كان جدعون ينظر فى طول أناة خلاص الرب كما قال الكتاب "وأتى ملاك الرب وجلس تحت البطمة .. وقال له الرب معك يا جبار البأس فالتفت إليه الرب وقال اذهب بقوتك هذه وخلص إسرائيل من كف مديان .. إنى اكون معك وستضرب المديانيين كرجل واحد"(1).
 (1)-(قض6: 11).
جدعون وملاك الرب
الرسالة الثالثة : اذهبا سريعاً
قال الملاك للمريمتين "اذهبا سريعاً وقولا للتلاميذ إنه قام من الأموات وهو سيسبقكم إلى الجليل هناك ترونه"(1).
المسيح الذى يشجعنا ويحل مشاكلنا لا يتركنا، بل يعلن قيامته فى حياتنا، فالكنيسة الأولى كان لها خمس ملامح رئيسية أعطتها قوتها فى العصر الرسولى :
1-    حياة العبادة (الليتورجية = العبادة).
2-    حياة التعليم.
3-    حياة الشركة.
4-    حياة الخدمة.
5-    حياة الشهادة.
 (1)-(مت28: 5).  
الكنيسة الأولى كانت تضم فيها كل يوم الذين يخلصون .. حتى الذين تشتتوا بسبب الضيق جالوا مبشرين بالكلمة(1).
إن الملاك يوصى المريمتين أن تذهبا إلى اخوته ويقولا لهم أن يسوع قد قام.
وفعلاً ذهبتا وأخبرتا التلاميذ فى الجليل .. المدينة المرذولة المرفوضة.
المسيح مع التلاميذ يريهم أثر المسامير
 (1)- (أع8: 4).
نتقابل مع المسيح حتى فى الجليل المكروهة ..
نختبر قوته معنا حتى فى الظروف الصعبة ..
وجود ربنا يسوع فى حياتنا وأسرنا يغير حياة البيت ..
وجود ربنا يسوع فى المذبح العائلى بركة كبيرة .. وهو يحول المكان إلى مكان فرح وبهجة للأولاد.
لم يقابلهم فى الهيكل، ولكن فى الجليل المرفوضة المكروهة، لأن الرب يسوع سيشرق بمجده فى هذا المكان.
الذى يريد أن يقابل يسوع يذهب إلى الجليل .. إذا لم نذهب إلى الجليل لا نراه ..
نحن فى بعض الأوقات نريد أن نرى يسوع فى مكان واحد فقط.  
ولكن الرب يسوع يقول لك اذهب إلى الجليل بعدما غيرها الرب يسوع من سمعتها الرديئة إلى مجد عظيم، ولكن لا تصطحب شراً معك.
هل أنت تعد ذاتك لكى ترى الرب أمامك فى كل حين ؟!
الرسالة الرابعة : هناك ترونه ( اللقاء مع يسوع )   
الإنسان الذى يعيش فى رؤية حقيقية لله يستطيع أن يحس بقوة القيامة فى حياته.
اكتب اختبارات اللقاءات مع الرب يسوع، ورؤيته فى الأحداث .. عيشوا فى النقاوة .. هناك ترونه ..الأعين الإيمانية
أحياناً لا يكون لنا أعين إيمانية، مثلما حدث مع غلام أليشع ، فقد قال أليشع "افتح يارب أعين الغلام .. فرأى جيحزى جيش من الملائكة يحاصر المكان فقال "إن الذين معنا أكثر من الذين معهم"(1).
نريد أن نختبر رؤية الله فى حياتنا، نقول له يارب أعطنى عينين من خلالها أرى مجدك .. أى أن الذين معنا أكثر من الذين علينا.
أنت غالى على ربنا جداً وبيحبك جداً ..             
 (1)-( (2مل 6 : 16).            
أليشع وجيحزى ينظران جيش الملائكة المحيط بالمدينة
التلاميذ فرحوا إذ رأوا الرب(1).. وتحول خوفهم إلى فرح ..
رؤية الرب تبدد الخوف والضيق والحزن، لذلك نريد أن نرى الرب باستمرار بعين الإيمان.
فى لقاء الملاك للمريمات نجد رسالة بأربعة وعود :
   + لا تخافا.                 + قام كما قال.        
   + اذهبا للتلاميذ.            + هناك ترونه.
ربنا يعطينا وعود الملاك لمريم المجدلية، ومريم الأخرى لكى ما تكون وعود مشبعة فى حياتنا.
ولربنا المجد الدائم إلى الأبد آمين
(1)-(يو20:20).

أضف تعليق


كود امني
تحديث

تم التطوير بواسطة شركة ايجى مى دوت كوم
تصميم مواقع مصر - ايجى مى دوت كوم