البابا ديسقوروس الأول - البطريرك رقم 25

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 

المدينة الأصلية له     :     الإسكندرية                                                                                                                                   
الاسم قبل البطريركية     :     ديوسقوروس
تاريخ التقدمة     :     2 مسرى 160 للشهداء - 26 يوليو 444 للميلاد
تاريخ النياحة     :     7 توت 171 للشهداء - 4 سبتمبر 454 للميلاد
مدة الإقامة على الكرسي     :     10 سنوات وشهرا واحدا و9 أيام
مدة خلو الكرسي     :     سنة واحدة
محل إقامة البطريرك     :     المرقسية بالإسكندرية والمنفي
محل الدفن     :     جزيرة غاغرا بفلاغونيا
الملوك المعاصرون     :     ثيؤدوسيوس الثاني - مارقيانوس



+ دعى هذا البابا الجليل إلى المجمع الخلقيدونى بأمر الملك مرقيان، وهناك قاوم لاون  بطريرك رومية إذ كان يعلم بأن للمسيح طبيعتين ومشيئتين من بعد الاتحاد، فأنبرى له البابا ديسقورس يدافع عن العقيدة السليمة... فقام الملك والملكة بضربه على فمه ونتف شعر لحيته. فخاف باقي الأساقفة ووافقوا على طومس لاون... فلما علم ديسقورس طلب الطومس (الإقرار الذي كتبوه) ولما قرأه كتب في أسفله بحرمهم وحرم كل من يخرج عن الأمانة المستقيمة... فاغتاظ الملك وأمر بنفيه إلى جزيرة غاغرا.
+ وهناك تنيَّح بسلام.
وتعيد الكنيسة بنياحته في السابع من شهر توت.
صلاته تكون معنا آمين.

السيرة كما ذكرت في كتاب السنكسار

نياحة البابا ديسقورس25 (171م - 454 ش.) (7 توت)


في هذا اليوم من سنة 451 م. تنيَّح الأب المغبوط، بطل الأرثوذكسية العظيم القديس ديسقورس الخامس والعشرون من باباوات الإسكندرية. وكانت نياحته في جزيرة غاغرا بعد أن جاهد الجهاد الحسن عن الأمانة الأرثوذكسية. وذلك أنه لما دعي إلى المجمع الخلقدوني بأمر الملك مرقيان، رأى جمعا كبيرا من أساقفة يبلغ عددهم ستمائة وثلاثين أسقفا، فقال ما هو الذي تنقصه الأمانة حتى اجتمعت هذه الجماعة العظيمة ؟ فقالوا له أن هذه الجماعة اجتمعت بأمر الملك، فقال أن كان هذا المجمع بأمر السيد المسيح، فأنا أحضره، وأتكلم بما يتكلم به الرب على لساني وان كان قد اجتمع بأمر الملك، فليدبر الملك مجمعه كما يريد، وإذ رأى أن لاون بطريرك رومية قد علم أن للمسيح طبيعتين ومشيئتين من بعد الاتحاد، انبرى لدحض هذا المعتقد الجديد فقال "ان المسيح واحد، هو الذي دعي إلى العرس كإنسان، وهو الذي حول الماء خمرا كإله، ولم يفترق في جميع أعماله"، واستشهد بقول البابا كيرلس "إن اتحاد كلمه الله بالجسد، كاتحاد النفس بالجسد، وكاتحاد النار بالحديد، وان كانا من طبيعتين مختلفتين، فباتحادهما صارا واحدا".، كذلك السيد المسيح، مسيح واحد، ورب واحد، طبيعة واحدة، مشيئة واحدة. فلم يجسر أحد من المجتمعين في المجمع أن يقاومه وقد كان فيهم من حضر مجمع أفسس الذي اجتمع على نسطور وأعلموا الملك مرقيان والملكة بلخاريا، أنه لم يخالف أمركما في الأمانة إلا ديسقورس بطريرك مدينة الإسكندرية. فاستحضراه هو والمتقدمين في المجمع من الأساقفة، واستمروا يتناقشون ويتباحثون إلى أخر النهار، والقديس ديسقورس لا يخرج عن أمانته، فشق ذلك على الملك والملكة، فأمرت الملكة بضربه على فمه، ونتف شعر لحيته، ففعلوا ذلك، فأخذ الشعر والأسنان التي سقطت، وأرسلها إلى الإسكندرية قائلا: هذه ثمرة الإيمان، أما بقية الأساقفة فإنهم لما رأوا ما جرى لديسقورس، وافقوا الملك، لأنهم خافوا أن يحل بهم ما حل به، فوقعوا بأيديهم على وثيقة الاعتقاد بأن للمسيح طبيعتين مختلفتين مفترقتين، فلما علم ديسقورس، أرسل فطلب الطومس (أي الإقرار الذي كتبوه) زاعما أنه يريد أن يوقع مثلهم، فلما قرأه كتب في أسفله بحرمهم وحرم كل من يخرج عن الأمانة المستقيمة، فاغتاظ الملك وأمر بنفيه إلى جزيرة غاغرا، ونفي معه القديس مقاريوس أسقف ادكو، واثنان آخران، وظل المجمع بخلقيدونية.

ولما مضوا بالقديس ديسقورس إلى جزيرة غاغرا، قابله أسقفها مظهرا الاستخفاف بشأنه والاستهانة بشخصه، لأنه كان نسطوريا، غير أن الله أجرى على يد القديس ديسقورس آيات وعجائب كثيرة عظيمة فأطاعوه كلهم وبجلوه، وزادوا في إكرامه لأن الله يمجد مختاريه في كل مكان. وأما القديس مقاريوس رفيقه في المنفي فقال له القديس ديسقورس أنت لك إكليل في الإسكندرية. ثم أرسله مع أحد التجار المؤمنين إلى هناك وفيها نال إكليل الشهادة. أما القديس ديسقورس. فقد أكمل جهاده الحسن. وانتقل من هذه الحياة الباطلة ونال إكليل الحياة الأبدية في جزيرة غاغرا. حيث وضع جسده هناك. صلواته وبركاته تكون معنا جميعا. أمين.



معلومات إضافية

ارتقى الكرسي المرقسي في مسرى سنة 179 ش. و444 م. في عهد ثيؤدوسيوس قيصر الصغير خليفة للقديس كيرلس، وترجع قصة اختياره عندما انتقل الأنبا كيرلس عامود الدين إلى عالم الأحياء سنة 435 م. أن اتفقت كلمة الإكليروس والشعب على انتخاب سكريتره ديسقوروس ليخلفه على الكرسي المجيد.

وكان ديسقوروس قد صحبه إلى أفسس، كما كان محبوبا لتواضعه الجم.

وقد اقترنت نواياه بالنية المتقدة والشجاعة المتناهية وسرعة البديهة وقد تعلم في مدرسة الإسكندرية التي تخرج منها جميع البارزين من رجال عصره، فنبغ في العلوم الروحية والفلسفة، ولما كان متصفا بهذه الفضائل كلها فقد كان خير من يخلف البابا كيرلس العظيم.

وما أن تمت رسامة الأنبا ديسقوروس حتى بعث برسالة الشركة إلى أخوته الأساقفة عملا بالتقليد الذي أرساه سلفاؤه، وكان من ضمن المهنئين له والكاتبين إليه ثيئودريته أسقف قورش، وكان عجيبًا أن يكتب هذا الأسقف للبابا الإسكندرى لأنه كان من أكبر المناصبين العداء للأنبا كيرلس في موقفه ضد البدعة النسطورية مع أنه كان متفقا معه في وجوب التمسك بالعقيدة الأرثوذكسية. وقد اخذ دريت يتملقه ويمتدح فضائله وبخاصة رقته ودعته وكان هذا الخطاب غريبا من ثيئود دريت، الذي انقلب فيما بعد خصم عنيد! فسلك بإزاء ديسقوروس الملك عينه الذي سلكه بإزاء كيرلس. ومن المؤلم حقا هذا العداء للبابا وبين الإسكندريين لأنه كان عالما قويم الإيمان لم يكن بالرجل الذي يستطيع أن يفرق بين المبدأ وبين الشخص الذي يدين بهذا المبدأ، فهو لم يكن يدافع عن أمر شخصي، ولكن عن الإيمان الأرثوذكسى. وقد وقف الأنبا ديسقوروس أمام دوسنوس أسقف إنطاكية عندما علم بأنه سمح لثيئود دريت النسطوري بأن يعظ المؤمنين، فأحس بأن واجبه أن يحضّ هؤلاء المؤمنين ضد التعاليم الاتباعية، فأرسل رسالتين إلى الأسقف الأنطاكي بخصوص هذا الشأن.

ويُعَد من سوء البخت بالنسبة للبابا ديسقوروس أنه قام على الكرسي البطريركي بين تلك القلاقل والانزعاجات التي تكتف الكنيسة من كل جانب والانقسامات التي تهددها في كل مكان. وأن مصالحة معلمه كيرلس مع يوحنا الأنطاكي لم تأتى بالعلاج الشافي لإزالة تلك الاضطرابات الكنائسية التي نجمت عن تعليم نسطور الهرطوقي، وعن تجند أشهر علماء الشرق له. وكان مركز بطريركية ديسقوروس حرجا جدا وأصبح محسودًا ومكروهًا نظرا لما حازه من أنظار الملوك إليه وما حازه من المجد بسبب رده على الطائفة أو الشيعة النسطورية. وبالرغم من وجود هذه الخصومات إلا أنه كان هناك مؤيدين في جهات أخرى خلاف الشرقيين المعادين وكانت أسباب عداوتهم تزداد من يوم لآخر لهذا المركز، بسبب أمران: أحدهما ظهور هرطقة جديدة والثاني تعطش البابا للرئاسة المزعومة.

+ أى انه يمكن القول في أيام هذا البابا انشطرت الكنائس المسيحية إلى شطرين وهما: ذو الطبيعة الواحدة - وذو الطبيعيتين. ولم تكن الكنائس المسيحية على وفاق مع بعضها؛ والسبب طمع أساقفة روميه ورغبتهم في السيادة العامة على الكنيسة المسيحية في كل العالم. ولم يكن الأسقف الروماني يخشى بطش أحد من رؤساء الكنائس سوى بابا الإسكندرية.


وأن القسطنطينية مع كونها عاصمة المملكة الجديدة ولكن بطاركتها كانوا ضعيفي الشوكة وكثيرا ما تدخّل بطاركة الإسكندرية وأساقفة رومية في شئونها، ومع ذلك احتفظت الإسكندرية بمقام الرئاسة. ولقد سعى أسقف رومية سعيا متوصلا للاتحاد مع بابا الإسكندرية كما يظهر ذلك من خطاب أرسله للبابا ديسقوروس في شهر يونيه سنة 445م يلتمس فيه المؤاخاة والعمل على التداخل في الأمور سويًا، ما دام الاثنان متساويان في التربية والدرجة. ولكن بابا الإسكندرية ضرب بخطابه عرض الحائط وهذا لما يعلمه من غايته الدنيئة.

وكان في أيام البابا ديسقوروس ارشمندريت رئيس دير في القسطنطينية اسمه أوطاخى عدو لدود لم يكتف بما حدده المجمع الثالث المسكوني ضد تعليمه، بل تطرف في تعبيره عن سر التجسد إلى أن قال "طبيعة واحدة للمسيح وأن جسده مع كونه جسد إله ليس مساويا لجسدنا في الجوهر، لأن الطبيعة البشرية على زعمه قد ابتلعت واندثرت في الطبيعة الإلهية".

فثار ذوريتوش أسقف كورش الذي أشتهر باعتناقه لمذهب نسطور وتطوع للدفاع عنه، وأخذ يكتب ضد أوطاخى ويشهد بتعليمه حتى بلغ الأمر للبابا ديسقوروس فظن أن النسطوريين الذين كسر شوكتهم سلفه القديس كيرلس يتحفزون للقيام، فخوفا من أن يضيع مجهودات سالفيه، وكما هو معروف عن فساد مبدأ أثاودوريثوش وتعريضه برسائل القديس كيرلس، كتب ضده للقيصر ثيؤدوسيوس الثانى مظهر الخوف من أن الكنيسة الأنطاكية أوشكت أن تكون كلها نسطورية.

ولشدة الثقة بغيرة آباء الكنيسة القبطية على سلامة الأيمان، أصدر ثيؤدوسيوس قيصر أمرا ضد الكنيسة الإنطاكية وحظر على ثاوذوريتوش الخروج من دائرة ابروشيته.

أما بخصوص بابا الإسكندرية، فلما رأوا أن السماء والأرض تعلنان حقه، ادعوا زورًا وبُهتانًا بأنهم حرموه ونفوه لأنه شريك أوطاخى! وتلك تهمه كاذبة، فالكنيسة القبطية تشجب أوطاخى وتعتبره هرطوقيا، والفرق ظاهر بين اعتقادات أوطاخى واعترافات وأقوال البابا ديسقوروس...... وتم عمل مجمع منكرا فيها الامتزاج والاحتفاظ والاستحالة بكل صراحة، ورفض أوطاخى مادام حائدا عن استقامة الأيمان العام. وتبعته في ذلك الكنائس التي كان منها كالكنيسة القبطية والسريانية وغيرها.

وذكر البابا في "اعترافات الآباء" يقول فيها "يجب علينا أن نقلع ونخرج عن كل من يقول أن الله الكلمة تألم بلاهوته أو مات. نحن لا نؤمن هكذا بل أن الله الكلمة صار جسدا بحق وبقى بلا ألم ولا موت بالجملة بلاهوته. لكن قوما يظنون ويقولون أننا إذا قلنا أن المسيح تألم بالجسد لا باللاهوت نوجد هذا القول موافقين لمجمع خلقيدونية ونحن نجيبهم ونقول "إذا كان أهل مجمع خلقيدونية يعترفون أن الله تألم بالجسد لا باللاهوت فإننا نوافقهم" ثم يختم البابا ديسقوروس كلامه بطبيعة واحدة للأقنوم الواحد الذي هو الابن الواحد المتجسد، مستشهدًا بأثناسيوس كما تقدم وبكيرلس.

واستمر البابا ديسقوروس في منفاه حتى توفي في أول توت سنه 195 ش. و457 م. بعد أن قضى فيه نحو خمس سنين يعاني آلامًا شديدة من سكان ذلك المكان القساة بصبر تام، كما كان قد سبق واحتمل بكل أناة وسكون تلك الإهانات المرة التي أهانه بها أنصار مجمع خلقيدون في القسطنطينية، وسلك بغاية الحكمة والرصانة ولم يرد بكلمة واحدة على أولئك الذين كانوا يشتمونه ويحتقرونه أثناء مروره بالشوارع.

وروى أن البابا ديسقوروس ومن كان معه من الأساقفة المصريين شرعوا في منفاهم ينشرون نور الإنجيل ويبشرون أهل ذلك المكان وقد أظهر الله على أيديهم أيات وعجائب.

وحدث أن تاجرا مصريا زار البابا ديسقوروس في منفاه فتألم لما شاهد ما وصل إليه من الاحتقار، فذكره البابا بما أصاب يسوع من الهوان. وأعطى التاجر تلميذ البطريرك قطعة ذهبية ذات قيمة لينفق منها على معلمه، ووعد أن يرسل غيرها فلما علم البابا ديسقوروس بذلك قطع القطعة ووزعها على فقراء المكان.

ومما أجراه هناك من المعجزات أن أعمى طلب منه بحرارة أن يسمح له بنقطة دم يمسح بها نفسه، فشرط له القديس جزأ من جسمه وأعطاه من دمه وما أن دهن به وصلى عليه ففاز بالشفاء الكلى. وارتفع شأن البطريرك الإسكندري في عيون أهل منفاه بعد أن كانوا يعاملونه بقسوة وأصبح موضوع احترامهم وإكرامهم.

وقال الأنبا ساويرس المؤرخ "وقد استمر البابا ديسقوروس بجزيرة غاغرا حتى أخذ إكليل الشهادة من مركبان الملك"، ولعله يقصد أنه مات من شدة الألم والصعوبات التي تلقاها من ذلك الملك. فناحت الكنيسة المصرية على رئيسها واستمرت محافظة على الأيمان الذي قضى حياته في الدفاع عنه.

أضف تعليق


كود امني
تحديث

تم التطوير بواسطة شركة ايجى مى دوت كوم
تصميم مواقع مصر - ايجى مى دوت كوم