المحاضرة الأسبوعية لقداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية يوم الأربعاء الموافق 3 ديسمبر 2014 بعنوان: ” ملامح لحياتنا في الكتاب المقدس “

تقييم المستخدم: 5 / 5

تفعيل النجومتفعيل النجومتفعيل النجومتفعيل النجومتفعيل النجوم
 
المجموعة: مقالات قداسة البابا تواضروس الثانى الزيارات: 3045

 

 

فى يوم الأربعاء الموافق 3 ديسمبر 2014 استقبل قداسة البابا تواضروس الثانى رؤساء الطوائف المسيحية ودار الكتاب المقدس للاحتفال بمرور 150 عاماً على إصدار الترجمة العربية للكتاب المقدس.

ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني كلمة في الاحتفال بمرور 150 عاماً على إصدار الترجمة العربية للكتاب المقدس وهى تدور حول: ” ملامح لحياتنا فى الكتاب المقدس ” جاء بها:

نقرأ بنعمة الميسيح جزء من الكتاب المقدس “وَعِنْدَنَا الْكَلِمَةُ النَّبَوِيَّةُ، وَهِيَ أَثْبَتُ، الَّتِي تَفْعَلُونَ حَسَنًا إِنِ انْتَبَهْتُمْ إِلَيْهَا، كَمَا إِلَى سِرَاجٍ مُنِيرٍ فِي مَوْضِعٍ مُظْلِمٍ، إِلَى أَنْ يَنْفَجِرَ النَّهَارُ، وَيَطْلَعَ كَوْكَبُ الصُّبْحِ فِي قُلُوبِكُمْ، عَالِمِينَ هذَا أَوَّلاً: أَنَّ كُلَّ نُبُوَّةِ الْكِتَابِ لَيْسَتْ مِنْ تَفْسِيرٍ خَاصٍّ. لأَنَّهُ لَمْ تَأْتِ نُبُوَّةٌ قَطُّ بِمَشِيئَةِ إِنْسَانٍ، بَلْ تَكَلَّمَ أُنَاسُ اللهِ الْقِدِّيسُونَ مَسُوقِينَ” ( 2بط 1 : 91 – 21 ).

 

أُرحِّب بإخواتي الأحباء رؤساء كنائسنا المسيحية في مصر وممثليها, أُرحِّب بمديري الكتاب المقدس وجمعيات الكتاب المقدس في مصر وفي عدد دول يحضرون معنا في هذه الأمسية المُبارَكة، أُرحِّب بكم جميعاً في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الكنيسة الأم أو الكنيسة المصرية, أُرحِّب بكم يا إخوتى ونحن نحتفل بالعيد 150 على ظهور الترجمة العربية للكتاب المقدس وقبل ظهور الترجمة العربية كانت مصر تقرأ الكتاب المقدس باللغة اليونانية واللغة القبطية ثم صارت هذه الترجمة من خلال أحباء بذلوا جهداً كبيراً لإيجاد هذه الترجمة.

بعدد مرور 150 عام نتذكر المزمور 150: ” سبحوا اللـه في جميع قديسيه “.

فالكتاب المقدس هو بالحقيقة الذي يصنع القديسين.

” أحبك يارب يا قوتي ” ( مز 18 ) .. أحب كلمتك يارب لأنها قوتي .. أحب كل ما أوحى في الكتاب المقدس بالعهد القديم والجديد … أحب كل ما تعلَّمته من كلمتك المقدسة فهى قوتي … أحب كل ما حفظته وأُردِّده وأُسبِّح به فهو قوتي. الكتاب المقدس هو قوة اللـه للخلاص, هو بالحقيقة قوة.

الكتاب المقدس ليس مُجرَّد رسالة نظرية أو فلسفية أو فكرية أو وسيلة تعليمية هو بالحقيقة قوة لخلاص الإنسان؛ لذلك مسكين الإنسان الذي يهمل كلمة الله.

” وفي ناموسه يلهج نهاراً وليلاً “؛ فكلمته حاضرة وحضورها هو الذي يعطي قوة للإنسان.

” عدم معرفة الكتاب المقدس هى علة جميع الشرور والخطايا ” ( القديس يوحنا دهبي الفم ).

ثلاث ملامح لحياتنا فى الكتاب المقدس:

1. القراءة اكتشاف:

كل مرة تقرأ الكتاب المقدس تكتشف فيها ذاتك.

آخر أية في الكتاب المقدس هى: ” أمين تعال أيها الرب يسوع ” صدى هذه الأية يتكرَّر في كل مرة نقرأ فيها فصل من الكتاب المقدس … أمين تعال أريد أن اعرفك أشوفك وأشعر بيك أريد أن أرى يدك تُخلِّصني.

لذلك أيها الحبيب لا تحرم نفسك من هذا الاكتشاف.

اكتشف الكلمة ( أقنوم الكلمة ) بين الكلمات.

2. القراءة صلاة:

نحن نقرأ لكي نُصلِّي, فمن أين نأتي بمادة الصلاة؟

إن صلِّينا المزامير أو التسابيح أو القداسات هى كلها من الكتاب المقدس.

فالصلاة الواعية هى من الكتاب المقدس.

فعندما نُصلِّي التسبحة نُصلِّي مقاطع من الكتاب المقدس. نُصلِّي الهوس الأول من سفر الخروج الأصحاح 15.

3. القراءة حياة:

يقول مُعلِّمنا بولس الرسول: ” فقط عيشوا كما يحق لإنجيل المسيح “؛ كيف يعيش مَن يبتعد عن الكتاب المقدس؟ كيف تكون له حياة مقبولة أمام اللـه؟ البعض يقولون أن كلمةBible هىBasic information before leaving earth أي: المعلومات الضرورية التي تعرفها قبل أن تترك الأرض.

الكتاب المقدس هو دليل حياتك.

إخوتى الأحباء عندما نحيا في هذه المفاهيم؛ القراءة اكتشاف ففي كل يوم تستطيع أن تكتشف لؤلؤة جديدة كل يوم، والكتاب المقدس هو صلاة يُحفِّزك أن ترفع قلبك بصلوات دائمة, إذا اكنشفت وصليت تعيش حياتك كما أرادها اللـه وتكون حياتك إنجيلاً مقروءاً من جميع الناس.

 

أفرح معكم يا إخوتي في هذه المناسبة الفريدة نتذكر رحلة مائة وخمسين عاماً من أتعاب كثيرين تعبوا في الترجمة وتعبوا في الطبع والتوزيع وهذه الأتعاب ليست أتعاب ماضية ولكنها حاضرة فمازالوا يتعبون في تقديم كلمة اللـه لكل إنسان وحسب احتياج كل إنسان هذا العمل نُحيي عليه دار الكتاب المقدس في مصر والدول الناطقة بالعربية.

أشكركم كثيراً لحضوركم؛ وأشكر محبتكم، وأشكر كل الذين تعبوا في ترتيبات هذا اليوم: أشكر الكورال والخورس ونيافة أنبا بولا في تقديم هذا الحفل أشكر مظلة مجلس كنائس مصر الذي تحت مظلته نجتمع ونعيش ونُصلِّي لعلنا نصل إلى وحدانية الإيمان ومعرفة مجد اللـه غير المفحوص وغير المحدد له كل مجد وكرامة من الآن وإلى الأبد، آمين.