مكانة المعلم ابراهيم في الدولة

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 
المجموعة: المعلم إبراهيم الجوهري الزيارات: 14680

حملة عسكرية عثمانية من الأسيتانة

وكان أبراهيم بك ومراد بك أمير الحج قد عصيا على الأسيتانة ولم يعترفا بالباشا الذى ارسله السلطان العثمانى وحكما مصر فأرسل السلطان جيشاً بقيادة حسن باشا قفطان (قبطان) سنة 1199 هـ فقاتل كل من أبراهيم بك ومراد بك وإنهزما منه فهربا إلى الصعيد وهرب معهما إبراهيم جوهرى وبعض الأمراء والكتاب ودخل حسن باشا إلى القاهرة ونهب بيوت الأمراء والمماليك وإضطهد المسيحيين ومنعهم من ركوب الدواب المطهمة , ومن إستخدام المسلمين لبيوتهم , ومن شراء الجوارى والعبيد , وألزمهم بشد الحزمة (الزنار) وتسلط عامة المسلمين والغوغاء عليهم وإختفى القباط فى بيوتهم اياماً .

وأرسل حسن باشا فى طلب قاضى القضاة وأمره ان يحصى تركة إبراهيم الجوهرى وما أوقفه على الكنائس والأديره من املاك وأطيان وبسبب هذه الأوامر إضطرت زوجة إبراهيم الجوهرى إلى الإختفاء وإختفت زوجة المعلم إبراهيم فى بيت أحد أصدقائه وأسمه حسن اغا , ووشى بها أحد ناكروا الجميل والإحسان من الأشرار وأحضرها حسن باشا امامه وأجبرها على الإعتراف بكل ممتلكات زوجها فنهبها بما فيه بيت أبنها المتوفى يوسف أبن ابراهيم الجوهرى فأخرجوا منها أمتعة وأوانى ذهب وفضة وسروج وغيرها وبيعت بأثمان عالية وقد أستغرق بيعها فى المزاد اياما لكثرتها الذى ظل مقفولاً بعد موته وأفرج عنها وكانت فى رعب وخوف عظيمين لأنها لم تتعرض فى حياتها مع زوجها فى مثل هذا الموقف .

وأمر حسن باشا قاضى القضاة إحصاء ما أوقفه المعلم أبراهيم الجوهرى على الكنائس والديرة من اطيان واملاك وغير ذلك , ورأى قاضى القضاة أن حسن باشا يريد المال فقط فإستدعى إليه المعلم أبراهيم الذى صالحه على مبلغ كبير من المال , فأصدر حسن باشا بالأمان للنصارى وعدم التعرض لهم بمكروه , ولكن عادت عساكر السلطان العثمانى بالخطف وطلبوا من الأقباط غرامات  كبيرة قدرها 75 ألف ريال نقرة وأمروا بأحصاء دورهم وأملاكهم وقرروا عليهم أجره تدفلخزينة السلطان وأخيراً أستقروا على غرامة أخرى قدرها 50 ألف كيس (4) , فضاقت الدنيا على الأقباط وباع كل واحد ما عنده من غالى ورخيص وأضطروا إلى بيع ملابسهم الخاصة , كما قرروا على كل شخص أن يدفع مبلغ دينار بلا فرق بين غنى وفقير , هذا خلاف ماالجزية والضرائب الفادحة على المنازل , وذهب المسلمين غلى الديرة وأخذوا كل ما وجدوه فيها , وقبض على المعلم واصف أحد كبار القبط ورئيس الحسابات فى مصر فجلده وحبسه وطالبه بالأموال , وكان المعلم واصف كاتباً حاسباً عاقلاً حاد الذهن وقاد الذاكرة وكان يعرف اللغة التركية حق المعرفة (5)

ولما أستمر حسن باشا فى طغيانه أستدعى إلى الأسيتانه وما أن بارح مصر حتى عاد إبراهيم بك ومراد بك إلى القاهرة ودخلاها بسهوله فى 7 أغسطس سنة 1791م وحكما البلاد كما كانا وبعودتهما عادت السلطه إلى إبراهيم جوهرى كرئيس المباشرين (رئيس الكتبه يعادل رئيس الوزراء اليوم) مستأنفاً عمله كما كان من قبل معهما ومارس عمله الخيرى مع الفقراء والمساكين وبناء الكنائس وتعميرها .

من الذى اطلق على المعلم أبراهيم الجوهرى سلطان مصر

يقول السنكسار القبطى (6) : " وقد اطلق عليه الناس لقب "سلطان الأقباط" كما دل على ذلك نقش قديم على حجاب احد هياكل كنائس دير الأنبا بولا بالجبل الشرقى , والكتابة المدونة على القطمارس المحفوظ فى هذا الدير أيضاً "

وكان يعد الولائم الكبيرة للفقراء والمساكين والأرامل والأيتام , وذات مرة شعر أن خدمه قصروا فى إستكمال ما يجب  وإستهانوا بالفقراء , وكنت الوليمة التى أقامها فى كنيسة السيدة بربارة بمصر القديمة فوبخهم توبيخاً شديداً قائلاً لهم (7) : " إن هؤلاء الفقراء ضعفاء فيجب علينا أن نواسيهم ونطيب ونجبر خواطرهم الكسيرة ببعض ما نملك من نعم الرب , ومخلصنا لم يأمرنا بالإهتمام بالأغنياء بل بالمساكين الذين ليس لهم طاقة فى أيديهم أن يكافئونا عما نعمله من الخير لكى يتولى هو مكافأتنا بالأجر السمائى فى اليوم الأخير "

إبراهيم جوهرى يستصدر فتوى من الشيوخ بالسماح بإعادة بناء الكنائس

كانت كل محبة المعلم إبراهيم جوهرى هو تعمير الكنائس وألأديرة وإصلاح ما دمرته يد الظلم ألإسلامى , وبواسطة نفوذه الحكومى , وما له من أيادى بيضاء على الحكام المسلمين , تمكن من إستصدار الفتاوى الشرعية بالسماح للأقباط بإعادة ما تهدم من الكنائس والأديرة , وأوقف الأملاك الكثيرة والأراضى والأموال لأصلاح ما خرب منها , وقد بلغت حجج الأملاك 238 حجة مدونة فى كشف قديم محفوظ بالدار البطريركية .

وذكر نيافة الأنبا متاؤس (8) أن : " هذه الوقفية من نسختين بخطين مختلفين ممضيتين بتوقيعهما وختميهما - فينطق ختم المعلم إبراهيم جوهرى : " ياقاضى الحاجات وكافى المهمات ؛ إبراهيم الجوهرى"

فينطق ختم المعلم جرجس جوهرى : " ولو لم يقرأ هنا " ... عبده جرجس جوهرى

وعلى إحدى الوقفيتين التأشير من غبطة الأب البطريرك الحالى للمتنيح القمص تادرس مينا أنظر صورة التوقيعات والأختام للوقفيات على الجانب .

وفى الجانب صورة من إحدى وقفياته منقولة من كتاب نوابغ الأقباط ص 273

وذكرت المؤرخة أيريس حبيب المصرى (9) عن أمر خطاب موجود كتبه المعلم أبراهيم جوهرى (باللغة التركية) أرسل إلى السلطان لأثبات حق دير شعران بعد أن أوضح موقع الدير وألفدنة التابعة له المطلوب الكشف عليها وهذه صورته  " أمضاء السلطان محمود - رزقة دير شعران بموجب تربيع سنة 933 بناحية معصرة دير شعران بولاية الأطفيحية (خط ديوانى تركى) 12 فداناً و 12 قيراطاً - القبلى ينتهى إلى المعصرة المعروفة قديما بطوغان - البحرى إلى الطريق الموصل إلى المعصرة - الشرقى إلى الترعة الدايرة من ديوان الجيشى - الغربى إلى البحر الأعظم - بتاريخ 31/ سنة 1214 م

إن حجة الرزقة المذكورة 12 فدانا ونصف فدان مستخرجة من الدفتر المقيد به كالمبين أعلاه , وذلك طبقاً لما هو موجود فى تقرير حجة النظارة ناظر الدير المذكور وهذه صورة طبق الصل صار تحريرها , والأمر والفرمان لمن يهمة الأمر . صاحب الدولة والسعادة سلطانى .. أدام الله بقائه .

الداعى لتقديمه هو أنه لدير شعران الكائن بالقرية المسماة بهذا الأسم التابعة للمعصرة بولاية الأطفيحية بمصر أطيانا صالحة للزراعة مساحتها 12 فداناً ونصف فدان .

وحيث أنه يقتضى الكشف على أطيان هذه الرزقة فالمرجوا من الحضرة السلطانية التكرم بأمر التأشير على كشف الدير المذكور من محل الإختصاص بما يطابق تقرير الحجة الموجودة تحت يد ناظر الدير المذكور .

والأمر موكول للحضرة السلطانية أفندم    ............. غبدكم معلم إبراهيم جوهرى

ويعلق المؤرخ كامل صالح نخلة (10) قائلاً : " كان المعلم إبراهيم جوهرى رئيساً لكتاب القطر المصرى فى عهد إبراهيم بك شيخ البلد , وهذه الوظيفة كانت أكبر وظيفة حكومية فى ذلك الوقت , ولما أرتفع مقامه فى الحكومة أستثمر محبته فى نفوس الولاة ورجال القضاء الشرعى فأستصدر الفتاوى بترميم ما تهدم من الكنائس والأديرة , وكان ينفق على هذه الترميمات والتعميرات من ماله الخاص "

نور لا يموت , وقنديل لا يطفئ

وتقول المؤرخه أيرس حبيب المصرى (11) : " أنه حدث سنة 1942 م أن أرادت جمعية أسمها " جمعية للسيدات القبطية لتربية الطفولة " أن تحصل على أذن من المجلس الملى العام ببناء مدرسة على أرض فسيحة تقع ما بين كنيسة السيدة العذراء - قصرية الريحان - وكنيسة مار جرجس بمصر العتيقة , وقد حصلت على الأذن فعلاً , وقد تبين لها أن الأرض من الأوقاف التى وهبها أبراهيم الجوهرى للكنيسة , وقد جاء فى حجة الوقف تعبير رائع عن وجوب أستمرار العطية وهو : " نور لا يموت , وقنديل لا يطفئ "

تفسير ليوحنا ذهبى الفم

وقال نيافة الأنبا متاؤس (12) : " وقد اطلعنى غبطة البابا على نسخة بالليقة الذهبية والفضية والخط الجميل من تفاسير ليوحنا ذهبى الفم فى مكتبته الخاصة المهمة وقال أن البطريرك والمعلم إبراهيم جوهرى وأخاه إهتموا بجمع تفاسيره ومؤلفاته التى لما بحثوا عنها فى جميع الأديرة ولم يجدوها أضطروا لأن يحضروا مترجماً عالماً باليونانية والعربية "