منهج الافخارستيا (لمعهد الرعاية )الافخارستيا ووحدة الكنيسة لنيافة الحبر الجليل الانبا بنيامين اسقف المنوفية

تقييم المستخدم: 5 / 5

تفعيل النجومتفعيل النجومتفعيل النجومتفعيل النجومتفعيل النجوم
 


ليتورجية القداس ووحدة الكنيسة مقدمة أولا: شركة دم المسيح وشركة جسد المسيح (فعل الاتحاد في حياة الجماعة)
ثانيا: ليتورجية القداس الإلهي شركة وعضوية وانتماء موحد
ثالثا: ليتورجية القداس تقديس لجماعة المؤمنين معاً
رابعا: ليتورجية القداس شركة متحدة بين الأرضيين والسمائين
خامسا: ليتورجية القداس شركة المؤمنين مع القديسين المنتقلين
سادسا: ليتورجية القداس شركة مصالحة وسلام مع الآخرين
سابعا: ألحان القداس كعامل هام لتوحيد الكنيسة




الأفخارستيا ووحدة الكنيسة


" كأس البركة التي نباركها أليست هي شركة دم المسيح. الخبز الذي نكسره أليس هو شركة جسد المسيح ... فإننا نحن الكثيرين خبز واحد جسد واحد لأننا جميعا نشترك في الخبز الواحد " (1كو10: 16 – 17)

مقدمة

ترتفع أنظارنا نحو المذبح فنجد جسد المسيح الواحد الذي يقدم في كل مكان بغير تعدد!! هكذا ندرك سر اتحادنا مع بعضنا البعض في المسيح يسوع وعمل كلمة الله في سر الأفخارستيا في القداس الإلهي هو إحضار العالم كله إلى واحد ... فبكسر الخبز نشترك الكل فيه " ونحن الكثيرين نصير جسداً واحداً للرأس واحد " فيكون لنا الأب الواحد والإبن الواحد ويصير الكل عائلة إلهية واحدة ...

يهبنا ربنا جسده ودمه في القداس الإلهي خلال كنيسته لكي يجدد حيويتنا في جسده (الكنيسة) وينعشها جاذباً إيانا من يوم إلى يوم إلى اتحاد أعمق مع الآب والإبن ومع بعضنا البعض يقول الرسول بولس " فإننا نحن الكثيرين خبز واحد جسد واحد لأننا جميعاً نشترك في الخبز الواحد " ويعلق على ذلك القديس أغسطينوس بقوله } ينشأ سر سلامنا ووحدتنا فوق مذبحه { ويعلق القديس أمبروسيوس على وحدة الشعب في القداس الإلهي والمتجه نحو الذبيحة كوحدة واحدة بقوله } الشعب الذي تطهر وامتلأ بالمواهب العجيبة يبدأ بالسير نحو المذبح قائلين " إلى بيت الرب نذهب. الله يفرح شبابنا " انهم يسرعون جميعاً بروح واحد تجاه الوليمة الواحدة السمائية {

 

أولاً: شركة دم المسيح وشركة جسد المسيح (فعل الاتحاد في حياتنا)
لقد قصد الرسول بولس بذلك (1كو10: 16) أننا جميعاً بالرغم من تعددنا ببعضنا البعض نصير واحداً عن طريق اتحاد كل منا بالمسيح وذلك بالأكل من جسده ودمه وذلك وفقاً للمفاهيم الآتية:

كأس البركة التي نباركها: كأس البركة سميت هكذا لأنها تحوى دم المسيح الذي أهرق عنا على عود الصليب ولقد أطلق اليهود على الكأس الأخير التي يشربونها في عيد الفصح كأس البركة " التي نباركها " أي نتلو عليها البركة كما فعل السيد المسيح في عشائه الأخير مع تلاميذه

شركة دم المسيح: كلمة شركة في اليونانية (Koinonia) وتعنى اتحاد ... لذا قال " الخبز الذي نكسره أليس هو شركة جسد المسيح " (1كو10: 16) بالأكل من الخبز الذي هو جسد المسيح نتحد به ...

الشركة والدم: تعنى اتحاداً فعلياً بالمسيح على نوع ما وبكيفية تتناسب مع الإنسان ... وإن كنا لا ندرك هذا الأمر بعقولنا لأنه سر إلا أننا نعيشه ونلمسه (نلمس فعله في حياتنا) إنه اتحاد فعلى وليس شكلياً ففيه ننال غفران خطايانا " لان هذا هو دمى الذي للعهد الجديد الذي يسفك من اجل كثيرين لمغفرة الخطايا " (مت26: 28) ونصير جميعاً تقدمه مقبولة للآب " فإننا نحن الكثيرين خبز واحد جسد واحد لأننا جميعنا نشترك في الخبز الواحد " (1كو10: 17) ... بل ونتعرف على الآب " لو كنتم قد عرفتموني لعرفتم أبى أيضاً ومن الآن تعرفونه وقد رأيتموه ... الذي رآني فقد رأى الآب " (يو14: 7، 9) ... بل وأيضا نقتنى الحياة الأبدية معاً ونرتفع فوق الموت " الحق الحق أقول لكم إن لن تأكلوا جسد ابن الإنسان وتشربوا دمه فليس لكم حياة فيكم " (يو6: 53). إذاً الدليل الذي يؤكد فعل هذا الاتحاد في حياتنا هو اتحادنا ببعض فبالرغم من كثرتنا نصير واحداً في الأفخارستيا وفى القداس الإلهي ....

 

ثانياً: ليتورجية القداس الإلهي شركة وعضوية وانتماء موحد
إن الانتماء الواحد والموحد الحقيقي للكنيسة والحياة الأرثوذكسية الصادقة لا يتم من خلال الحياة الليتورجية وخصوصاً الأسرار وعلى الأخص في الأفخارستيا ... وهذا ما قصده الرسول بولس مما ذكر في (1كو10: 17) لذلك يقول القديس أغسطينوس } أنتم فوق المائدة. أنتم داخل الكأس والصينية { ....

وفى ليتورجية القداس الإلهي انتماء واحد حقيقي من الكنيسة للمسيح. لماذا؟
لان الكنيسة هي جسد المسيح لذلك فعندما يُقدم جسد المسيح على المذبح تكون الكنيسة كأنها تقدم نفسها قرباناً لله في اتحاد شديد به ومع بعضهم البعض وحدة واحدة بالتصاق كامل معه ... وهذا هو سر عضويتنا في الكنيسة: لان (العضوية الكنسية) في معناها اللاهوتي العميق هي مجموعة من المؤمنين تشترك معاً في الذبيحة بإيمان وقلب واحد لتتمتع بسر الخلاص والغفران .... لذلك فإن نجاح أي خدمة كنسية خاصة بالمؤمنين متوقف على قدرة الكنيسة – بكل كهنتها وخدامها وخادمتها – على ربط الشعب بالمذبح وتناولهم بصفة منتظمة من الأسرار المقدسة عن استعداد واستحقاق ... حقاً من اجمل مناظر هذه الليتورجية الرائعة دخول الكاهن مع شعبه ودخول الخادم مع أولاده والخادمة مع بناتها إلى هيكل الله ليأخذوا نصيبهم جميعاً معاً من الجسد والدم الاقدسين فيصيروا كلهم كياناً واحداً في المسيح يسوع لذا يقول القديس يوحنا ذهبي الفم } إن الكاهن يقف يكرز وسط شعبه لا كإنسان موهوب في البلاغة ولا كدارس للكتاب المقدس إنما كأبيهم الروحي الذي يدخل بروح الأبوة إلى مرعى الكنيسة الأقدس يقف على المنبر ليسكب حياته بالحب عن أولاده ثم يعبر بهم إلى المذبح الإلهي لكي يشبعوا بالذبيحة المحيية معاً {. والكنيسة ككل وحدة واحدة لا تكف عن شكر الله بنفس واحدة ... فنسمع في قسمة صوم الرسل يقول } نسبحك ونمجدك ونشكرك لأجل هذه النعم العظيمة { (قسمة صوم الرسل) ... وفى الحقيقة أن الكنيسة كلها معاً تستعرض في ليتورجية القداس حياة المسيح بالجسد ومعاملاته الخلاصية مع البشرية وافتقاده لنا بالخلاص من خلال هذه الذبيحة إنما نكون بذلك في حالة انسكاب قلبي وتمجيد وشكر وفرح وتهليل لا ينقطع (لذا كان هناك طقس السجود الجماعي في خدمة القداس) ....

 

ثالثاً: ليتورجية القداس تقديس لجماعة المؤمنين معاً
في ليتورجية القداس الإلهي يطلب الشعب معاً بلسان الأب الكاهن كنائب عن الشعب جميعاً بقوله } اجعلنا مستحقين كلنا يا سيدنا أن نتاول من قدساتك طهارة لأنفسنا وأجسادنا وأرواحنا لكي نكون جسداً واحداً وروحاً واحداً ونجد نصيباً وميراثا مع جميع القديسين الذين أرضوك منذ البدء .... { إذاً في الأفخارستيا ديناميكية إلهية سامية لتقديس الجماعة كيانياًً روحاً وفكراً وقلبًا وعاطفة ... وهذه أعظم مكاسب هذا السر العظيم الذي للتقوى أنه يهبنا القداسة من خلال اتحادنا بالرب القدوس " كونوا قديسين لأني قدوس " (1بط1: 16) لذا القديس كيرلس الكبير عمود الدين يؤكد هذا بقوله } أعطانا جسده الحقيقي ودمه لكي تتلاشى بهما قوة الفساد ونصير شركاء بالقداسة { لأن الأفخارستيا تعطينا من طبيعة الله المقدسة وتحمينا من فساد الخطية وعوامل الانحلال وهكذا تتنقى جماعة المؤمنين معاً من صفات الروح وهزالها ....

 

لذا كانت ليتورجية القداس ليس فقط تقدس كيان الجماعة الروحي لكنها أيضاً تعطى لأعضائهم الجسدية أن تتعفف وتتقدس لتكون شريكة مع الروح والعاطفة والقلب وكل ما في الجماعة المتحدة خلال الأفخارستيا المقدسة … بل أن الجماعة تتعبد وتعيش هذه الليتورجية وتمارسها في الكنيسة وتشترك فيها بهدف أساسي وهو إعداد هذه النفوس للملكوت والحياة الأبدية كغاية تصب فيها حياة كل المؤمنين …

لذلك في صلاة القسمة للقديس كيرلس صلاة ليتورجية معبرة تقول } عند أصعاد الذبيحة على مذبحك تضمحل الخطية من أعضائنا بنعمتك عند نزول مجدك على أسرارك ترفع عقولنا لمشاهدة جلالك عند استحالة الخبز والخمر إلى جسدك ودمك تتحول نفوسنا إلى مشاركة مجدك وتتحد نفوسنا بألوهيتك ... أخلق فينا يا ربنا وإلهنا قلباً طاهراً واسكن روحك في باطننا ... جدد حواسنا بقوتك وصيرنا أهلاً لموهبتك من كأس دمك نشرب – اعطنا مذاقه روحية لنستطعم مذاقه أسرارك المحيية .... املأنا من خوفك وألهب قلوبنا بشوقك الق فينا نعمتك طهر حواسنا برحمتك صيرنا هياكل مقدسة لحلولك وأواني مطهرة لقبولك. لكي نذوق جسدك نؤهل لحلاوة محبتك وكما انك واحد في أبيك وروحك القدوس نتحد نحن بك وأنتَ فينا لكي بدالة ندعو الله أباك أبا لنا ونقول: أبانا الذي في السموات.... {
ويلاحظ في هذه الصلاة الليتورجية المعبرة من معاني للتقديس بأسلوب الجماعة المتحدة كما يلاحظ ذلك في كل مردات الشعب وأيضا في الصلوات جميعها التي يرفعها الكاهن عن الشعب } ... شعبك وبيعتك ... يصرخون إليك ... ارحمنا ارحمنا .... { وباقي صلوات ليتورجية القداس.

رابعاً: ليتورجية القداس شركة متحدة بين الأرضيين والسمائين
الله يسمح لسكان الأرض البشريين أن يشتركوا مع السمائيين وأن يضموا أصواتهم إليهم و يختلط الاثنان معاً في سيمفونية مشتركة رائعة أي حب وأي عجب أكثر من هذا إنه إعجاز العبادة في كنيسة المسيح وروعة وجمال التسبيح فيها ... ففي قداس القديس غريغوريوس الثيئولوغوس ( الناطق بالإلهيات ) يقول } الذي أعطى الذين هم على الأرض تسبيح السيرافيم . أقبل منا نحن أيضاً أصواتنا مع غير المرئيين احسبنا مع القوات السمائية { ( القداس الغريغورى) ... لاشك أنه لا يوجد أحد ينكر هذه العلاقة الصحيحة بين ليتورجية التسبيح و بين الحياة والطبيعية الملائكية ... فإن الجماعة في الكنيسة تطلب أن يضم الله أصواتهم مع أصوات الملائكة في التسبيح كما يقبل الله أن يضمهم مع السمائيين لأنها ليتورجية سماوية الجميع ملتف حول العريس السماوي الخروف القائم المذبوح هدف الوليمة السمائية.

خامساً: ليتورجية القداس شركة المؤمنين مع القديسين المنتقلين
لا تكتفي الكنيسة بشركة المؤمنين معاً في خوارس التسبيح و الصلاة بل أيضاً تتمسك بضرورة حضور القديسين المنتقلين و الكل معاً مع الملائكة بكل رتبهم بل وطغماتهم ... لذلك خصصت لهم قطعاً في الصلاة (أوشيه الراقدين – المجمع ... الخ) وأرباع في التسابيح مع تماجيد و توسلات في كل مناسبة وسهرة وعشية وعيد وتذكار وما صور القديسين التي تزين الكنيسة (حامل الأيقونات) إلا أماكن رمزية خصصتها الكنيسة لحضور كل أصحابها وجعلتها في مقابل صفوف المسيحيين حتى يتيقن من الجميع من وجودهم ووحدتهم معنا في العبادة " أمام الملائكة أرتل لك, سبحوه في جميع قديسيه, في وسط الجماعة أسبحك " (مز138: 1, مز17 :1, مز22) ... إذن في ليتورجية القداس وفى تسابيح الكنيسة يشترك المؤمنين مع خورس كبير للملائكة و القديسين وكل الجمع } وكل الجمع غير المحصى الذي للقوات السمائية { ( القداس الإلهي)

إن وراء كل صوت فى الليتورجية يمتد صوت الخورس السمائى الهائل من ربوات القديسين و القديسات يقوده محفل الملائكة ويقول فى القداس الغريغورى } إذ قد طرحنا عنا كل أفكار الخواطر الشريرة .. نصرخ بما يرسله أولئك بأصوات لا تسكت و أفواه لا تفتر ونبارك عظمتك {.

سادساً: ليتورجية القداس شركة مصالحة وسلام مع الآخرين
" إن قدمت قربانك على المذبح وهناك تذكرت أن لأخيك شيئا عليك فأترك هناك قربانك قدام المذبح وأذهب أولاً اصطلح مع أخيك وحينئذ تعالى و قدم قربانك " (مت5 :23 :24 )

يتطلب التناول من القربان أن تكون في حالة صلح و سلام مع الله ومع أنفسنا و مع الآخرين فالقلب الذي سيحل فيه رب المجد يجب أن يكون قلباً نظيفاً خالياً من كل شوائب البغضة و الخصام وكذا الضغينة تجاه الآخرين ... لذلك يقول الكاهن في القداس الإلهي } اجعلنا مستحقين كلنا يا سيدنا أن نقبل بعضنا بعضا بقبلة مقدسة لكي ننال بغير أنطراح في الحكم من موهبتك غير المائتة السمائية بالمسيح يسوع ربنا {

وقديما كان يؤتى للكاهن بماء ليغسل يديه بعد خروج الموعوظين و قبل بدء قداس المؤمنين وكان يصيح الشماس مخاطبا الشعب } ولا يدع أحد في قلبه لأحد وٌخدا (أحيانا تذكر دغلاً){ أي حقد أو خصام و بغضه } ولا يقف أحد هنا برياء كونوا مستقيمين إلى الرب و لنقف بخوف و رعدة { (رسل 1-52 ) ولقد جاء في كتاب الديداكة فصل 14 ما يلي }وليكف الاجتماع معكم كل من كان في خلاف مع أخيه حتى يتصالحا معاً لكلى لا تتنجس ذبيحتكم لأن هذه الذبيحة هي التي قال عنها الرب " لأن في كل مكان وكل وقت قدموا لي ذبيحة طاهرة لأني ملك كبير يقول الرب وأسمى عجيب بين الأمم " (ملا 1: 11-14 ) { لذلك كانت ليتورجية القداس الإلهي توحد بين كل أفراد الشعب حتى من كانوا في عداوة أو خصام الكل يتقدس و الكل يتحد في جسد الرب ودمه الأقدسين …

 

سابعاً: ألحان الليتورجية (للقداس) عامل هام لتوحيد الكنيسة
إن اللحن و النغمات الليتورجية كحياة تسبيح سمه مميزة في الكنيسة وهو عامل هام لتوحيد الكنيسة كلها وجعلها جسماً واحداً بل مترابط الحركة و الأداء علاوة على بركة إثارة الحمية و الغيرة الروحية والحماس في صفوف العابدين والألحان و النغمات المصاحبة للطقس الكنسي بكل هزاتها وأوزانها وطرئقها هي تراث هي حياه دائمة قبلتها الكنيسة بطريقة راسخة عبر الأجيال بل أمانة تقليد ووحدانية الروح ... كما أن التسبيح لليتورجية القداس باعتبارها ليتورجية منسجمة متوافقة لها قوة عجيبة في تغيير الميول الرديئة و استبدال العواطف النجسة و تنقية الحواس الملوثة ... فيخرج اللحن من الكنيسة وقد امتلأ قلب جميع المؤمنين العابدين من تعزية الروح وتجديد النفس و انتعاش الروح القدس وتقديس الحواس ... كذلك تفارق الجماعة روح الحزن و الكآبة ويقتنوا فرح السيد المسيح الذي يكلل ويكمل بالتناول من الأسرار المقدسة في نهاية صلوات الأفخارستيا. يقول ذهبي الفم } بالتناول تشفى جراحات الجحود التي أصابت الإنسان{ ... هكذا كانت ليتورجية القداس الإلهي توحد الجميع في المسيح يسوع ربنا...

 

أضف تعليق


كود امني
تحديث

تم التطوير بواسطة شركة ايجى مى دوت كوم
تصميم مواقع مصر - ايجى مى دوت كوم