مناهج الكلية الإكليريكية :مادة لاهوت أدبى (محاضرات فى علم الاهوت الادبى) للسنة الاولى

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 


لاهوت أدبى
الصف الأول
محاضرات فى علم اللاهوت الأدبى
إعداد : القمص مرقوريوس صليب

مقدمة فى علم اللاهوت
تعريفه هوالعلم الذى يبحث فى الآداب المسيحية و الاخلاق التى يلتزم بها المؤمن المسيحى فى حياته الخاصة و العامة

 

 

الفرق بين اللاهوت الأدبى و الفلسفات الاخلاقية ( علم الاخلاق )

أولا : اللاهوت الأدبى
يبحث اللاهوت الأدبى فى الخلاق و الآداب من جهة النظر المسيحية ورأى الدين فيها . أما الفلسفات و العلوم الأخلاقية فهى تبحث فى الاداب و الخلاق بصفة عامة

علم الخلاق يعتمد على المبادئ الطبيعية أو الشريعة الطبيعية او الشريعة الطبيعية أى " الضمير " الموجود فى الانسان . أما علم اللاهوت الأدبى فهو يعالجها ( الفضائل و الرذائل ) مستعينا بالكتاب المقدس وأقوال الأباء و تعاليم الكنيسة وذلك بالنسبة لسلوك الفرد فى المجتمع و الكنيسة

علم الخلاق ما هو إلا دراسة ظاهرية يقوم على اساس سلوك الإنسان الظاهرى و السطحى . أما علم اللاهوت الأدبى فهو قادر على ان يدخل فى اعماق القلب و المشاعر و يحاسب على الأفكار قبل الأعمال

ماهى اهمية علم اللاهوت الأدبى ؟

لا غنى عنه لإنسان المسيحى لأنه يشرح له الشريعة المسيحية و يحدد موقفها من الأفكار أو الأقوال و الأعمال و هى معرفة ضرورية لكل من يريد أن يعيش حياة روحية سليمة فى هذه الحياة

اللاهوت الأدبى لازم أيضاً وبصفة خاصة للكاهن ودراسة اللاهوت – فالكاهن بوصفة معلماً للفضيلة يستعين به فى توجيهاته فى سر الاعتراف و فى عظاته للشعب و مع ان جميع الأسرار المقدسة قائمة على استحقاق " دم المسيح له المجد و لا يتوقف فعلها على صلاح الكاهن . لكن سر الاعتراف يرتبط بشخص الكاهن لا من حيث سلطان السر فى الحل و الربط و الغفران بل من حيث العلاج الذى يتوقف على اهلية الكاهن للقيام بمهمته المرشد فى سر الاعتراف لذلك من شروط الكاهن ان يكون عالماً بالشريعة متفقا فيها

الشريعة

اللاهوت الدبى مرتبط بالشريعة المسطورة فى الوحى الإلهى التى اعلنها الله لموسى و قد سميت الأسفار الخمسة الأولى بشريعة موسى و يمكن تقسيمها الى ثلاثة أقسام

الشريعة الأدبية و تشمل

الأوامر الخاصة بعبادة الله و الآداب الواجبة على المؤمن من نحو الله و نحو الآخرين ( خر : 20 ) و مفصله فى سفر التثنية " الوصايا العشر "

الشريعة الطقسية و هى

خاصة بطقوس و الترتيبات المتعلقة بشئون العبادة من حيث

 

البناء و تصميمه الداخلى و الخارجى

البخور و الذبائح و القرابين

اختصاص الكهنة و رئيس الكهنة و باقى اللاويين

أنواع الذبائح : الحيوانات الطاهرة و الحيوانات الغير الطاهرة المحرقة . الخطيئة . و الاثم . السلامة . الدقيق . البكور . العشور . و النذور . الاصوام و الأعياد ..... الخ ( خر 24 _ 40 ) و اللاويين باكمله و اجزاء من سفر العدد و التثنية

الشريعة السياسية

و هى الشريعة التى تنظم السياسة الداخلية و الخارجية

الشريعة الخارجية

و هى خاصة بالعلاقات التى ترتبط الشعب الإسرائيلى بغيرة من شعوب الأرض

الشريعة الداخلية

خاصة بعلاقة الأفراد بعضهم البعض من حيث

المعاملات المدنية من بيع و شراء و ايداع و اعاره وقرض ورهن

الاحوال الشخصية من عقد زواج و اختيار الزوجة ودرجات القرابة و عدد الزوجات و الطلاق احكامه وشروطه و موانعه

المواريث ( الميراث ) و كيفية توزعها

العقوبات التى يجب تطبيقها على الأفراد عند مخالفتهم لأوامر الله أو عندنا يسيئون الى بعضهم البعض و العقوبات مثل : الأمراض والأوبئة و المجاعات و السقوط فى ايدى الاعداء . النفى السبى القتل الرجم التعويضات المالية و العينية نجدها فى ( خر 21 – 23 ) و التثنية

ما موقف المسيحية من شريعة العهد القديم ؟

نقطة هامة : يجب ان نعرفها أن الديانة المسيحية ليست ديانة جديدة كل الجدة و لا هى ديانة قامت على أنقاص الديانة اليهودية و لكن المسيحية هى هى بعينها الديانة اليهودية و لكن فى صورة كاملة . الديانة اليهودية هى هى بعينها الديانة المسيحية و لكن فى صورة مجملة

إذن الديانتين غير متعارضتين أو متناقضتين فإله العهد القديم هوهو اله العهد الجديد هذا الموقف وضحه رب المجد عندما قال " لا تظنوا غنى جئت لانقض الناموس و النبياء ما جئت لانقض بل لكمل " متى 5 : 17 "

فالمسيحيين يضموا العهد الجديد الى العهد القديم فى كتاب واحد يؤمنون به كله

السيد المسيح نفسه نفذ أحكام شريعة العهد القديم

يسمح بأن يختتن فى اليوم الثامن

تقدم امه زوج يمام أو فرخى حمام و هو ما أمرت به الشريعة

تقدم الى يوحنا المعمدان للعماد

يجيب على ابليس فى التجربة على الجبل من العهد القديم رغم انه كان يستطيع ان يعطى كلمات أخرى من فمه الطاهر .

 

" ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان ...................... ( تثنية 8 : 3 )

" للرب ألهك تسجد وإياه و خده تعبد .................. ( تثنية 6 : 13 )

" لا تجرب الرب الهك .................................. ( تثنية 6 : 16 )

قال للأبرص بعد شفاءه " اذهب أرى نفسك للكاهن و قدم القربان الذى امر به موسى "

قال للشاب الغنى احفظ الوصايا

تمم الفصح اليهودى ( متى 26 : 30 )

تابع موقف المسيحية من شريعة العهد القديم

و إذا نظرنا للموعظة على الجبل نظرة غير فاحصه نظن إن السيد المسيح قد جاء بشريعة جديدة مخالفة لشريعة العهد القديم خصوصاً قوله الربانى " سمعتم إنه قيل للقدماء .... و أما فأقول لكم

و لكننا عندما نتأمل مليا نجد انه لا يوجد تناقص بال تكميل لشريعة العهد القديم مثال لذلك

قول رب المجد " سمعتم إنه قيل للقدماء لا تحنث بل أو فى للرب أقسامك و أما أنا فأقول لكم لا تحلفوا البتة لا بالسماء لأنها كرسى الله و لا بالأرض لأنها موطئ قدميه و لا بأورشليم لأنها مدينة الملك العظيم و لا تحلف برأسك لأنك لا تقدر أن تجعل شعرة واحة بيضاء أو سوداء بل ليكن كلامك نعم نعم . لا لا و مازاد على ذلك فهو من الشرير ( متى 5 : 33 – 37 )

ليس هناك تناقص بين الشريعتين لأن رب المجد لم يقل أحنث و لكن اراد الوفاء مثل العهد القديم بدليل قوله ليكن كلامكم نعم نعم .... لا لا

و أراد أن ينبه لشئ أخر لم يعرفه الشعب وجاء الوقت ليعرفوه فقد كان فى القديم ( لا تنطق باسم الرب إلهك باطلاً لأن الرب لا يبرئ من نطق باسمه باطلاً " خر 20 : 27 )

و اكثر من ذلك طلب الله أن يحلفوا باسمه ( أحترز لئلا تنسى الرب الذى أخرجك من أرض مصر من بيت العبودية الرب الهك تتقى و اياه تعبد و باسمه تحلف " تثنية 6 : 13 "

وبشأن المرأة المتهمة بالخيانة الزوجية يقول وسيستحلف الكاهن المرأة ( عدد 5 : 19 )

كان الله يوجد أنه يحلف الشعب به للأسباب الآتية

كان مستواهم الروحى ضعيف

كان بالقرب منهم امماً تحلف بمعبوداتها فكان الله لابد و أنه يسمح لهم أن يحلفوا به علامة على تعبدهم له

لكى يخافوا الله و لا يحلفوا به باطلا

لكن لما جاء السيد المسيح كان ذهن الشعب قد ارتقى فلا خوف عليهم من عبادة الأصنام و من ناحية أخرى كان علماء اليهود قد أباحوا لهم أن يحلفوا بالله فى جميع الأمور حتى التافه منها

فالغرض الذى من أجله سمح لهم أن يحلفوا به قد انتهى لذلك امر رب المجد لا تحلفوا البتة

خلاصة القول

إذن شريعة العهد الجديد هى هى شريعة العهد القديم ولكن فى صورة أرقى و ما نقوله عن هذه الوصية نقوله على باقى الوصايا

فكل ما قاله الرب يسوع المسيح لم يكن فيه أدنى مخالفة للشريعة القديمة و لقد كان يحرص له المجد على تبيان هذه الحقيقة دائما فعندما يقول " كل ما تريدون أن يفعل الناس بكم افعلوا هكذا انتم أيضاً بهم " ويعقب على ذلك بقوله " لأن هذا هو الناموس و الأنبياء " متى 7 : 12 "

و قال مرة أخرى " تحب الرب إلهك من كل قلبك و من نفسك و من كل قدرتك هذه هى الوصية الاولى و الثانية تحب قريبك كنفسك بها تبين الوصيتين يتعلق الناموس كله و الأنبياء " متى 22 : 37 – 40 " فكأنه جاء مفسراً و موضحاً للناموس و مبيناً ما تقضيه و صايا العهد القديم

أقوال الرسل و تصرفاتهم لا تنقض شريعة العهد القديم

كان الرسل يدخلون الهيكل فى أوقات العبادة " رومية 3 : 31 "

كانوا كل يوم يواظبون فى الهيكل بنفس واحدة

و قال بولس الرسول " أفانبطل الناموس بالإيمان حاشا بل ثبت الناموس ( إذن الناموس مقدس و الوصية مقدسة و عادلة و صالحه ) رومية 7 : 12 "

ليس إذن فى شريعة العهد الجديد ما يتعارض مع شريعة العهد القديم و تصرفات السيد المسيح ورسله الأطهار فضلا عن أقوال الرب و اقوال الرسل من بعده تبين احترام كامل لهذه الشريعة القديمة و اعتبار الشريعة الجديدة مؤيدة لها

و نحن إذن نؤمن بالعهدين ونعتبر الشريعتين و نقدس الكتابين لم يستطيع اليهود لقصورهم و عجزهم أن يكملوه أو يدركوه كملته المسيحية ووضحته إذن فشريعة المسيح لم تخرج مطلقا عن معنى شريعة سيناء و لكن فهمت بمعنى أرقى من المعنى الذى فهمه علماء وشيوخ و افراد الأمة اليهودية

الى أى مدى تعتبر شريعة العهد الجديد مكملة لشريعة العهد القديم ؟؟

إذا قلنا ان شريعة العهد الجديد مكمله لشريعة العهد القديم فلابد أن نعرف الى أى مدى هذا التكميل

+شريعة العهد القديم كانت شريعته مناسبة و ملائمة للشعب اليهودى و هو بعد من طفولة الايمان و جهالة المعرفة و كان ولابد من ربطة بقيود غاية فى الدقة و الصرامة و نظراً لمجاورته لشعوب وثنية ربما يتأثر بمعقداتها و طقوسها

الناموس إذن مقدس و صالح فهو بمثابة المرشد و القائد الى المسيح ففى رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية ( 3 : 19 – 27 )

لو كانت الشريعة الى اعطيت قد استطاعت ان تعطى الحياة لكان حقاً أن البر بالشريعة ( بالناموس )

قبل أن يجئ الايمان كنا " كما لو مغلقا علينا تحت رقابة الشريعة فى انتظار الايمان الذى سوف يعلن " .

فلما جاء هذا الايمان صرنا فى غير حاجة بعد الى هذا المرشد ( لأنكم جميعاً أبناء الله بإيمانكم بيسوع المسيح ( غلاطية 4 : 1- 9 )

و الشريعة أيضاً كانت وصى على قاصر و القاصر أو الطفل هو الشعب المختار قبل مجئ المسيح

طالما الوارث طفل ( قاصر ) فهو لا يختلف فى شئ عن العبد و نحن أيضاً عندما كنا أطفال مستعبدين بأفكار العالم + فلما ولد المسيح خضع للشريعة لكى ما يفتدى الذين كانوا تحت الشريعة

بواسطة المسيح ضرنا أبناء وارثين وليس عبيد . + معنى هذا أن الشريعة القديمة و ما حوته من طقوس ورسوم كانت موقوته بظهور المسيح المنتظر الذى كانت الرموز و تشير اليه ولم تكن فى حقيقتها غير مرشد يدل على الايمان بالمسيح ولذلك يقول الرسول . " لأن غاية الناموس هى المسيح " رومية 10 : 4 "

ويقول القديس لوقا البشير " كان الناموس و الانبياء الى يوحنا لو 16 : 16 " . أى الى زمن يوحنا المعمدان اما بالمسيح فقد بدء عهد جديد عهد الايمان و الكمال المسيحى

فإذا كانت الشريعة القديمة مؤدية الى المسيح أو الى شريعة العهد الجديد فليس بين الشريعتين تناقض فالشريعتين تومان على مبدأ واحد و تتلقيان فى مركز واحد

اما المبدأ الواحد فهو حاجة البشر الى فادى و مخلص يكون بموته و سفك دمه فداء للناس و خلاصهم

و اما المركز الواحد فهو يسوع المسيح مخلص العالم فأى فرق بين الشريعتين يكون من هذه الناحية

وشريعة العهد القديم تتطلع الى المسيح الآتى أما شريعة العهد الجديد فتقوم على اساس المسيح الذى اتى ، فكان لابد فى شريعة موسى من طقوس تشير الى مجئ المسيح و خلاصه العتيد حتى اذا جاء المسيح لم تعد ثمة حاجة الى تلك الطقوس المشيرة الرامزة فأى تغير أو تبديل يدرك الشريعة القديمة لتصبح ملائمة للعهد الجديد هو تغير و تبديل نرى فيه فرقاً بين شريعة ممهدة و شريعة نهائية أو بين شريعة مفتقرة إلى مخلص وشريعة كاملة به

الشريعة الطقسية

قد اصابها تحوير و تغير لان الشريعة قد امرت بطقوس تشير الى مخلص آتى لابد ان تتغير طقوسها عندما ياتى هذا المخلص و تتبدل بطقوس تشير الى المخلص الذى آتى لتذكرنا بفدائه و خلاصه فمثلا فى شريعة العهد القديم طقوس فى الذبائح و المحرقات تقدم من حيوانات يحرق دمها ليكون تكفيراً و تطهيراً ولكن هل دم الحيوانات قادر على التكفير ‍؟ لا ولكن بما انها رمز للذبيح العظم فقوة الذبائح الحيوانية قائمة فى هذا الذبيح الأكبر الى تشير اليه الذبائح الحيوانية و تبدلت بذبيحة المسيح وذبيحة المسيح واحدة على الصليب لا تتكرر و انما يتكرر فينا فعلها كلما تقدمنا الى طقوس أخرى قامت على أساسها و بها ننال استحقاقات تلك الذبيحة الطاهرة اما هذه الطقوس فهى أسرار الكنيسة السبعة هى طقوس العهد الجديد التى صارت بديلة لطقوس العهد القديم اذا هى تقوم على عمل المسيح الذى أتى . و بالتالى لم يعد ثمة و جود للكهنوت اللاوى و طقوسه ( عب 9 : 10 )

" و هى قائمة بأطعمة واشربه و غسالات مختلفة وفرائص جسدية فقط موضوعة إلى وقت الإصلاح عب 9 : 10 "

فتغير بكهنوت المسيح القائم على أساس تقديم جسده ودمه ذبيحاً عن حياة العالم

ويوجد طقوس لم تكن فى العهد القديم رمزاً الى شئ كالصلاة و البخور فلا بد من بقائها فى العهد الجديد و أن كانت هنا تكتسب قوة أخرى و نعمة اخرى تلائم روح العهد الجديد

فالبخور اصبح عبادة ترتفع الى السماء محمولا مع صلوات القديسين فى ايدى الملائكة و كهنة السماء " رؤ 5 : 8 ، 8 : 3 " بعد ان كان تقربا الى قدس الأقداس الأرضى

و الصلاة اصبحت فى عهد المسيح فرصة تأمل فى آلامه وقيامته ( صلوات الأجبية )

و الصوم اصبح غنيا بمناسبات العهد الجديد بعد ان كان قائما على ذكريات محدودة ملائمة للعهد القديم و كذلك قل عن سائر الطقوس كالأعياد و خلافه

اذن التكميل فى الشريعة لم يكن فى جوهرها بل فى صورتها ففكرة الذبيحة و الصوم و الصلاة و البخور والأعياد باقية كما هى فى جوهرها أما التغير فقد اصاب الصورة لتكون ملائمة للعهد الجديد و بركاته فالشريعتان واحد فى الجوهر و الجوهر غاية الشريعتين

الشريعة الأدبية

مر بنا أنة كملت فى شريعة العهد الجديد و تكلمنا عن القسم كمثل لذلك والآن نتكلم عن مثالين آخرين من الشريعة الأدبية حتى تبيين الى اى مدى شريعة العهد الجديد مكملة للعهد القديم

يقول السيد المسيح " قد سمعتم انه قيل للقدماء لا تقتل أنما أنا فأقول لكم كل من يغضب على اخيه باطلا يكون مستوجب الحكم " ( مت 5 : 21 – 26 )

قد سمعتم انه قيل للقدماء لا تقتل و من قتل يكون مستوجب الحكم و اما انا فأقول لكم ان كل من يغضب على اخيه باطلا يكون مستوجب الحكم و من قال لاخيه رقا ( كلام باطل ) يكون مستوجب المجمع و من قال يا احمق يكون مستوجب نار جهنم فإن قدمت قربانك الى المذبح و هنا تذكرت أن لأخيك شيئا عليك فاترك هنا هناك قربانك قدم المذبح و اذهب أولا أصطلح مع أخيك و حينئذ تعال و قدم قربانك . كن مراضيا لخصمك سريعا مادمت معه فى الطريق لئلا يسلمك الخصم الى القاضى و يسلمك القاضى الى الرطى فتلقى فى السجن " الحق اقول لك لا تخرج من هناك حتى توفى الفلس الأخير "

هذا النص فيه مقارنة بين شريعتين تنهى عن القتل فقط وشريعة لا تنهى عن القتل فقط بل وحى عن الغضب و هى الى جانب هذا تطالب بالعمل على الصلح و السلام بين الأفراد المتخاصمين ليس بين النصين تناقض فالسيد المسيح لم يقل ( أما أنا فأقول لكم اقتلوا )

كان القتل فى العهد القديم هو الاعدام أو إراقة الدماء أو الموت كما قتل قايين هابيل . وكما قتل موسى الرجل المصرى و كما قتل داود جليات ولكن السيد المسيح اراد ان يوسع مفهوم القتل فيجعله شاملا للبواعث عليه كالغضب و التراع و الحقد و الشتم باعتبارها مولدات للقتل وعله له

كيف ينهى عن القتل و لا ينهى عن الاسباب المؤدية له ؟

نعم جاء فى العهد القديم بعض المفاهيم عن القتل مثل

(أم 21 : 25 ) شهوة الكسلان تقتله لأن يديه تابيان الشغل

(أم 7 : 26 ) من المرآة ( لأنها طرحت كثيرين جرحى و كل قتلاها أقوياء )

(أر9 : 9 ) ياليت رأسى ماء و عينى ينبوع دموع فأبكى نهاراً و ليلاً ، قتلى بنت شعبى

 

نلاحظ

أن هذا الفهم توصل اليه الأنبياء فيما بعد حيث مرت ألامه الاسرائيلية باختبارت كثيرة اما فى أسفار التوارة لم يرد هذا المعنى بل جاءت عن القتل المباشر .

نتكلم عن الاسباب التى تدعو الى القتل المادى ( هلاك الجسد ) أما السيد المسيح فمد من أفاق الوصية و تحدث فى اسلوب واضح أن من يتسبب فى اغاظة غيره بالسب أو الشتم و الإهانة يكون مستحقا لعقوبة النار الأبدية

فكان القتل فى العهد الجديد ليس هو القتل المادى فحسب وانما هناك ثلاثة أنواع أخرى من القتل 1- قتل نفسى 2- قتل روحى . 3- قتل أدبى

ويدخل فى القتل النفسى ( السب / التعيير / الخداع / المكر / الحسد / البغضة ، و هى صفات تتلف نفوس المتصفين بها و قد جمعها بولس الرسول فى رسالته الى رومية ( 1 : 29 ) . " مشحونين حسداً و قتلا و خصاماً و مكراً وسوءاً نمامين مفترين مبغضين الله ثالبين ( يتكلم فى غياب غيره الاخرين " مدعين مبتدعين شروراً غير طائعين الوالدين كل من يبغض اخاه فهو قاتل نفسى ( 1يو 3 : 15 ) . ويدخل فى القتل الروحى إهمال الروح و إهمال الروح وإهمال الجسد والإسراف إلى الشهوات و المسرات العالمية التى تتلف حياة الإنسان روحيا ( رومية 7 : 11 ) . لأن الخطية و هى متخذة فرصة بالوصية خدعتنى بها و قتلنى ( يو 8 : 44 ) ويقول السيد المسيح عن إبليس " ذاك كان قتالا للناس روحى بالخطية " . و يدخل فى حدود القتل الأدبى التشهير و الذم و العمل على إشاعة الشر عن شخص أو العمل على فصله من عمله وقطع رزقه

فكلام السيد المسيح ليس عن هلاك الجسد فقط بل عن قتل النفس فهو يهمه خلاص النفس لا قتلها

إذن شريعة العهد الجديد اكملت وصية القتل فى شريعة العهد القديم من خلال الايضاحات و المفاهيم الجديدة و لكن الوصية لم تبدل و لن تلغى

مثال آخر لا تزن

سمعتم أنه قيل للقدماء لا تزن أما أنا اقول لكم أن كل من نظر إلى امرأة ليشتهيها فقد زنى بها فى قلبه

فى العهد فهموا الزنى انه اتصال جنسى غير مشروع بن رجل و امرأة و أما الزنى فى شريعة الكمال فقد يكون بالقلب فالنظرة الشريرة الى تصحبها شهوة تولد إحساساً شريراً يقود الى ارتكاب الشر فى القلب بالتصورات و التأملات الشريرة

التغير اذن لا فى جوهر الوصية بل فى شكلها وحدودها

و الخلاصة اذن ان الشريعة الادبية لم تتغير فى جوهرها غير أن المعلم الأكبر كشف عن كونها مستوراً منها عن الشعب القديم

الشريعة السياسية

تنقسم الى : داخلية – خارجية

 

السياسة الخارجية :- كانت ضيقة و لا يختلط الشعب المختار بغيره من الشعوب و لما جاء المسيح المنتظر كان به خلاص اليهود و الأمم فأصبحت السياسة الخارجية اوسع وأرحب فكل من اصطبغ بالصبغة المقدسة يدخل دائرة الشعب المختار

السياسة الداخلية :- لم يدركها تغير أكثر مما ادراك السياسة الخارجية من حيث الهيئة الحاكمة أو من السيد المسيح بالخضوع لها ( اعطو ما ليقصر لقيصر { الحاكم } و مال لله لله حتى أن من يقاوم السلطات يقاوم الله ( رومية 13 : 1-7 )

من حيث المعاملات جعلها تقوم على أساس المحبة و الانتفاع بالنفس و التقدم فى الفضيلة وحل المنازعات بروح المحبة و التسامح سمعتم أن قيل عين بعين و سن وبسن وآم فأقول لكم لا تقاوموا الشر بالشر بل من لطمك على خدك اليمن حول الآخر أيضاً و من أراد أن يقاضيك ويأخذ ثوبك فاترك له الرداء ( متى 5 : 38 – 41 )و ايضاً سمعتم أن قيل تحب قريبك و تبغض عدوك أما أنا فأقول أحبوا اعدائكم باركوا لاعينكم وأحسنوا الى بعضكم وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ( متى 5 : 43 – 48 )

بالنسبة للوصول للشخصية من زواج وطلاق ( قيل من طلق امرأته فليعطها كتاب طلاق و أما أنا فأقول لكم أن من كل طلق امرأته إلا لعله الزنى يجعلها تزنى ... ) أما قرأتم من البدء خلقهما ذكر أو أنثى

العقوبات

أصبحت عقوبات الروحية

أن أخطى أخوك إليك فاذهب إليه و عاتبة بينك و بينه فإذا سمع منك فقد ربحت أخاك فان لم يسمع فقل للكنيسة و ان لم يسمع من الكنيسة فليكن عندك كالوثنى و العشار ( متى 18 : 5-18 ) و فى إيجاز أن الشريعة السياسية تتوقف أحكامه على الشريعتين الطقسية والأدبية و لما كانت الشريعة السياسية فى العهد القديم قد ترتبت فى حدود مرسومة قدت بها ظروف الأمة اليهودية فكانت موفقة لطقوسها وآدابها فإن التغيير الذى يدرك هذه الشريعة السياسة فى العهد الجديد يكون تابعا لما أدرك طقوسها و آدابها من تغيير فى الشكل لا فى الجوهر

أسئلة

عرف علم اللاهوت الأدبى ؟ و ما الفرق بينه و بين علم الأخلاق ؟ و أهميته ؟

تكلم فى أقسام الشريعة ثم أذكر موقف المسيحية من شريعة العهد القديم ؟

الى أى مدى تعتبر شريعة العهد الجديد مكمله الشريعة العهد القديم ؟

الضمير

الضمير هو الشريعة الطبيعة التى أوجدها الله فى الإنسان لكى يميز بها الخير و الشر و لم تكن الشريعة المكتوبة ألا إظهار لهذه الشريعة الطبيعية الموجودة فى الإنسان شريعة طبعها الله على قلوب البشر

متى ظهر الضمير فى الانسان

إذا أرادنا أن نبحث عن الزمن الذى طبع الله هذه الشريعة فينا فربما لا نستطيع أن نهتدى إلى معرفته على وجهه الدقة لكن الأمر الذى لاشك فيه أن هذه الشريعة قديمة قدم الإنسان نفسه ولكن فى أى مراحل حياة ادم ظهر الضمير الإنسانى

هناك ثلاثة احتمالات

أن يكون الضمير قد خلق مع النفس البشرية

أن يكون الضمير قد خلق فى الإنسان بعد سقوطه فى الخطية تعويضا عما أصابه من ظلمه اغرقت عقله و قلبه فاصبح الضمير نورا لنفسه يقوده للتميز بين الخير و الشر

أن يكون الضمير قوة تولدت فى باطنه بمجرد آكله من شجرة معرف و الخير و الشر وربما يجيد هذا الاحتمال سندا له فى أن تسمى الشجرة التى أكل منها أدم بمعرفة الخير و الشر و فى قول الرب بعد المخالفة من الأكل من الشجرة ( هوذا الإنسان صار كواحد منا عارفا الخير و الشر و مهما يكن فى شئ فالضمير قديم فى الانسان حيث عرف أنه عريان و اختباء من الله و قال له الله من اعلمك انك عريان هل أكلت من الشجرة الى أوصيتك الا تأكل منها

تعريف الضمير

له معانى مختلفة فهو يطلق على العقل هو يتأمل الأحكام الأخلاقية و يصورها على سلوك الإنسان و نطلق كلمة ضمير على المشاعر الأخلاقية أى القدرة العامة على الحكم الأخلاقى و هو ما يميز الإنسان على الحيوان و هو الإحساس المباشر بالخطأ و الصواب دون الحاجة إلى بحث ويعرف أيضاً الضمير بصوت من الله فينا

نستطيع نحن أن نعرفه إجمالا إنه صوت الله فى بطن الإنسان تهتف فيه بالحق و يدعوه إلى الواجب و ينتهره على الشر و العصيان بموجبه يميز الانسان بين الخير يتبع و بين الشر يجب أن يجتنب به يعرف الله و يعبده بالضمير و يكرم الوالدين ويقدس الواجب ويهوى الفضيلة به يحقق الكذب و العذر و الخيانة ويكره الرزيلة فهو أذن عضو الشعور الأدبى فينا فهو عين النفس نرى به الخير و الشر كما يستعين بالعين الظاهرة فى التميز بين المحسوسات

 

القاب الضمير

الشريعة الأدبية

 

أنه يدعو بالالتزام بالوجبات والأدب التى يجب أن يتأدب بها الانسان إزاء الله

سيناء الداخلية : مشابهة على جبل سيناء الذى أعلنت من فوقه الشريعة الفرق أنها ظاهرية و الأخرى باطنية .

الضمير لأنه صوت مضمر خفى باطنى مستور لا يشعر به غير صاحبه هو أشهر جميع الألقاب و لذلك اتبعها جميع علماء الأخلاق و ذكرها الكتاب المقدس

الشريعة الطبيعية ذكرها الوحى الإلهى باسم الشريعة المكتوبة على قلوب الناس فقال الرسول بولس فى رسالته على رومية يصيرون العمل بالشريعة مكتوب على قلوبهم ( رومية : 2 – 15 )

هل الضمير موجود عند جميع الناس فى مختلف مراحل العمر ؟

كل انسان يستطيع أن يميز بين الخير و الشر ويدرك و يعرف دون جدال أو نقاش عن عبادة الله وإكرام الوالدين و الأمانة و الصدق فضائل و ان القتل و الفجور والفسق و السرقة و الخيانة رذائل ان الخير يجب أن يتبع و الشر يجب أن يجتنب و فى هذا يقول ( ارسطو ) أن من يشكون فى وجوب عبادة الله وإكرام الوالدين يفتقرون إلى العقوبات لا إلى البراهين و يقصد من ذلك إنها أمور بديهة و الشك فيه لا سبيل إليه

فكما أن رؤية الاشياء تقتضى وجود حاسة البصر و القدرة على التميز للأصوات تقتضى حاسة السمع كذلك فالقدرة على التميز بين الخير و الشر تقتضى بوجود الضمير أو الشريعة الطبيعية عند جميع الناس على اختلاف بينهم و جنسيتهم و لغتهم و الدليل على ذلك تجد لفظى الخير و الشر فى كل لغة من لغات العالم

وإذا تأملنا القوانين و الشرائع الوضعية التى تسير عليها الشعوب و الأمم لوجدنا إنها قد امتدحت الفضيلة وذمت الرذيلة و دعت إلى الخير عن الجريمة و الشر

نعم قد يكون هناك اختلاف بين آمه وأمه فى تشريعاتها وقوانينها الأدبية و لكن هذا الاختلاف لا يتعد التطبيقات و التفصيلات فقط ففى كل زمان و مكان يميز الإنسان بين الخير و الشر فانك تجد كلمة الضمير معروفة فى جميع لغات العالم وخالصة الكول أن الضمير موجود فى جميع الناس مهما اختلف الزمان و المكان وذلك يوجد فى الانسان فى جميع مراحل حياته على الأرض

فالضمير فى الطفل و الشاب و فى الشيخ لعله مما لا يحتاج إلى بيان فان الشاب و الرجل و الشيخ ذوى ضمائر تختلف قوة و ضعف و لكن أثار الضمير فى حياته لا تختلف عليه أثنين

و الأطفال حقا إنهم لم يكتمل نضجوهم الذهنى مما يترتب عليه عدم ظهور الضمير و معناه الكامل و هناك فر ق بين عدم ظهور الضمير و بين عدم وجوده

فالطفل مزود منذ مولده بغرائز أدبية تنمو تحت تأثير البيئة و الثقافة واكتمال عقله و حساسيته و جسمه و تأخذ فى النمو و التقدم و يظهر أثرها واضحا فى سلوكه و تصرفاته و هى قابلة أثناء هذا كله للتربية و التهذيب

و الأطفال على حد تعبير الفلاسفة و علماء الدين يناقضون لنداءات الضمير ولو لم يتلقوا كلمة واحدة من أب أو من مربى و يدل على وجود الضمير فى الأطفال

 

إنهم لا يناقشوننا صحة المبادئ أو النصائح الأخلاقية التى نأمرهم بها مع انهم يسألوننا عن أمور أخرى كثيرة بدافع حب الاستطلاع و هذا لا يفسره ألا موافقة هذه المبادئ الاخلاقية لاستعداد طبيعى مطبوع فى نفسهم أو هو الشريعة الطبيعية فإذا قلت لطفل مثلا أن الصدق فضيلة و الكذب رذيلة قبل منك ذلك و لم يرفضه أو يناقشه بينما إذا قلت له ان الصدق شر و الكذب خير أو قلت له اكذب و لا تصدق لو قف منك ذاهلا مكبوتا معتقدا انك تمزج أو تسخرية

لذلك الخجل الذى يحسه الأطفال عندما يرتكبون أمور شائنة أو معيبة أو غير لائقة أو عندما يخالفون قاعدة من قواعد الدين أو نصيحة من نصائح الوالدين حتى لو كانت المخالفة تجرى بعيدا عن عيون الناظرين

الارتباك الذى يستولى على الطفل حينما يرتكب خطأ كان يجذب فى سرد قصة أو واقعة يعتقد هوانها و هو كاذب فيها فكان فى الطفل صوت يناديه أن يلتزم الصدق يريد أن يكذب التحقيق مصلحته و لما كان الصوت يناديه و هو يتكلم فلذلك يرتبك ويرتبط لأنه يعجز أن يوافق بين نداء الضمير و نداء المصلحة الوقتية

هل الضمير كافى لهداية الانسان ؟

+الضمير فى الانسان نور و هدى يرشد الى الحق و العدل و الخير و لكن طالما كان حرا من كل القيد سليما من كل مرض إذن الضمير يفسد بالخطية وسوء النية فعندما يتفاقم الشر فى الناس تمرض ضمائرهم و تفسد حينئذ يكون الضمير بمثابة الميزان الذى اختل فلم يعد صالحا للوزن الصحيح

لقد شهد الوحى بذلك فقال كل ئ طاهر لطاهرين و إما النجسين و غير المؤمنين فليس شئ طاهرا انما على العكس فقد يتنجس ضمائرهم ( تيطس 1 : 15 ) ( رومية 1 : 28 ) ( اتى 6 : 5 ) ( 2تى 3 : 8 ) ( 1تى 4 : 1 ، 2 ، 3 )

+فالضمير هو المشرع الطبيعى فينا قد يفسد و يختل و يتنجس فلا يصلح فى الأشرار أن يكون مرشدهم الأوحد الذى يعصمهم سبيل الخطأ و الضلال و مع ذلك فهو هادى أمين الأفاضل و الأبرار و قد يكون كافيا فى ذاته يرشدهم الى الحق و الخير و تاريخ البشر حافل بكثير من الفاضل استطاعه أن يكافحوا ضلالات عاصرهم الفكرية و الخلاقية دون أن يكون لهم من مرشد غير هذا الهدف الداخلى الذى استهده فهداهم و استرشدوه فأرشدهم من هؤلاء من هؤلاء هابيل ، شيس ، اخنوخ ، ابراهيم ، اسحق ، يعقوب ، نوح ، ايوب ، يوسف الذين ارضوا الرب و عبدوه بقلب سليم و لم يفعلوا هذا بناء شريعة المكتوبة الوحى مستور بل كان وحى الضمير يقودهم وشريعة طبع تهديهم فلما اصغوا لها لم يعصوا أمرها صاروا بها كاملين و قدسيين

و إذن لم يكن أن ننكر على الضمير كافيته لإرشاد و التعليم لو وجد من الإنسان أذنا صاغية و قلب واعية سلوكا موفقا و نداءاته و توجيهاته

و على ذلك فالأمم الذين لا شريعة لهم يجدون من ضمائرهم شريعة طبيعية و لما كانت شريعتهم هذه تكفى هدايتهم إلى الحياة الطاهرة الموافقة بإرادة الله فهم لذلك بلا عذر إذا اخطئوا

و تتدنسوا بالشر سيدانون و لكن بموجب قانونهم الطبيعية و ليس بالناموس الشريعة المكتوبة كل الذين أخطأ بدون الناموس فبدون الناموس يهلكون و كل الذين اخطأ فى الناموس يدانون ( رومية 2 : 12 )

مصدر الضمير

هناك عدة فروض

ان يكون مصدر الضمير الإنسان و لكن كيف يكون أمرا و مأمورا ! كيف يكون الإنسان مشرعا بنفسه إذا كان كذلك فلماذا نشهد الصراع بين النفس و بين الهاتف ( من النفس ) فكيف لا تملك حق إسكاته ليس إذن الضمير يرجع إلى الإنسان فهو حكم رقيب عليه

ربما يكون من الوالدين أو مرابين لكن نعرف أن الأطفال لهم ضمير ورأينا ألاوله فى ذلك بالرغم من انه لم يتلقوا كلمة عن طريق التربية و تعاليم الوالدين و المرابين و ان التربية لاحقة على الضمير الأدبى لا سابقة عليه

وإذا قيل مصدر الضمير هو القوانين الوضعية قلنا إنها قوانين محدودة بالنسبة للقانون الأدبى

وكيف يكون القانون الوضعى مصدر للقانون الأدبى رغم أن الأول لا يحاسب على الامور الظاهرة أما الثانى على الامور الباطنية

أيضا على أن هناك فروق بين القانون الوضعى والقانون الأدبى

القانون الوضعى قابل للتغير لان واضعه يمكن أن يخطى لأنه بشر أما القانون الأدبى فهو ثابت وغير متغير

أن القانون الوضعى تشرف على تطبيقه سلطة خارجية فهى سلطة الحكومات ولكن القانون الأدبى يدعوا الى احترامه سلطة باطنية لا تحمل السيف أو النار والعقوبات المادية

أن القانون الوضعى ينظر الى نتائج الظاهرة للخدمات أما القانون الأدبى فهو يعنى أول ما يعنى للبواعث الباطنية

القانون الوضعى يعاقب ولكنه لا يكافئ أما القانون الأدبى فيتبع العقاب والثواب

القانون الوضعى يقى المجتمع من المجرمين أما القانون الأدبى فيكون كاملين لا يعنون فقط بحدود الدنيا للأخلاق بل يسعون لدراك الكمال

أذن فأن مصدر الضمير على من الإنسان والمجتمع والقوانين الوضعية فلابد أن يكون الله مصدره

أن كل شريعة تستلزم التكليف والتكليف يقتضى توقيع عقوبة عند المخالفة من يتولى توقيع العقوبة بالطبع لا يكون الانسان نفسه بالطبع لا يخشى نفسه ولا الناس لأن سلطانه ( ضمير باطنى ) ولا قدرة للناس على ذلك فلابد أن يكون الله

أن الضمير شريعة والشريعة لابد من مشرع ولما كانت هذه الشريعة مطلقة عامة فيجيب أن يكون المشرع متصفا بالعموم والاطلاق وليس كائن يتصف بالعموم والاطلاق سوى الله

تمايز الضمير وتغيره

أن الضمير قابل لتغير والتبديل وعرضه للتحويل والانحراف ويخضع لعوامل تزيده إرهاقا ومن هنا فأن الضمائر ليس واحده بل متغايرة باختلاف الأفراد وتغاير الأزمنة بل هى مختلفة فى فرد واحد " باختلاف مراحل حياته

أولا : تغاير الضمير فى الفرد الواحد
ليس فى ذلك عجب فكثير من الامور كان تبدوا لنا فى وقت ما أنه خير وأنه واجب ولكنه أصبح يبدوا لنا فى وقت أخر أنه شر أو ثم هذا التغير والاختلاف لا يجرى كيفا اتفق ولكنه يخضع لأسباب وعوامل توجهه وتحدده

 

السن
فالفرق بين السنين يحدث فرقا فى أحكام الضمير كما يبدو فى الطفولة خير يجب إتباعه قد يبدو فى الرجولة أو الكهولة لا يجب إتباعه وكل منا ولا شك قد إدراكه هذا النوع من التغير فى حياته باختلاف السنين ولكن ما الذى يجعل السن وتغايره الأثر الواضح فى الضمير

أن الضمير وهو يتألف من عناصره ثلاثة يدرك هذه العنصر من تحول

العنصر العقل العنصر العاطفى العنصر الارادى

العنصر العقلى متطور تبعا لمعلومات والمعارف الجديدة التى يكتسبها بتقدم السن

العنصر العاطفى يتطور تبعا لما يدرك العاطفة من ألوف التغير فى مراحل العمر المختلفة

العنصر الارادى يخضع لتقارير السنين

التجربة

كل فرد مر عليه خيرات معينه فتختلف حكم الضمير تبعا للخيرة والتجارب

البيئة

وهو مثل سابقة من عوامل يؤثر على عناصر الضمير وبالتالى يتأثر الضمير عند الفرد فهناك فرق بين إنسان يعيش فى أسرة متدينة تحب الفضيلة تكره الرذيلة أو يقرأ كتب ممينة تدعوا الى الحق والفضيلة وتزم الرذيلة وبين فرد أخر يعيش فيها

التغذية

للتغذية أيضا أثر على الضمير ونقصد بالغذاء غذاء مادى وروحى أو عقلى ونعرف أن الغذاء العقلى أثر على الضمير كذلك الغذاء الروحى يطبع أثره على العنصر العاطفى أن الغذاء المادى فنعلم أن العقل السليم فى الجسم السليم فيتأثر احكام الضمير تبعا الاختلاف العنصر العقلى باختلاف التغذية فيكون العقل بذلك أكثر أو اقل استعداد لاقتبال المعارف والإفادة منها والعنصر الإرادى أيضا يتأثر بالغذاء فربما أكلة ثقيلة أو شدة جوع تبدل الإرادة القديمة الى إرادة خائرة ( أى ضعيفة ) هذا يجعلنا نقول أن الصحة أيضا يكون لها اثر فى اختلاف الضمير لذلك لا تتعجب إذ رأينا أراء الناس وأحكامها تتغير من حين لاخر

سؤال ما هى عناصر الضمير ؟

سؤال هل الضمير كافى لإهداء الإنسان ؟!

تغير الضمير من فرد الى آخر

إذا كان الضمير يختلف فان اختلاف الضمير من فرد الى أخر يكون أكثر وضوحا وعلى ذلك يمكن أن نعدد الضمائر المختلفة عند الافراد الى اربعة أنواع

ضمائر ضالة جاهلة 3- ضمائر ضيقة

ضمائر مرنة واسعة 4- ضمائر مستقيمة صالحة

ضمائر ضالة جاهلة

وهى الضمائر التى فقدت القدرة على التيمز فى مسالة غابة فى الخطورة والأهمية وذلك بسبب فقدها المعرفة التى تقودها الى التميز لذلك يسمى صاحبها بلا ضمير

الضمائر الواسعة

وهى ضمائر أفراد مستهترين يشربون ألاثم كالماء ويخلقون لنفسهم أنواع من الاعازير معللين أخطائهم تعليلات تدل على ذكائهم وهم يعلمون إنها كاذبة وقد يتسع ضميرهم ويضيق حسب الحاجة ( الضمير المطاط ) ويمكن أن نطلق عليه الضمير ( الفريسى ) نسبة الى الفريسيين الذين يصفون عن البعوضة ويبلعون الجمل

الضمائر الضيقة ( الموسوسة )

عكس الضمائر الواسعة إذ لا تكاد الى شئ فليس من تصرف تقوم عليه إلا وترى فيه أنما أو شرا وعلى أقل تحس نحو بنوع من القلق وعدم الارتياح . وفى هذا كله لا يرضيها شئ ولا تقتنع بشئ ولا تطمئن الى نصيحة ناصح أو مشورة مرشد أو كاهن

الضمائر السليمة القوية الصالحة

وهى ضمائر مستقيمة حساسة تستطيع أن تميز بسهولة ويسر وثقة ويقين بين الخير والشر أو بين المشروع والممنوع والفرق بين الضمائر الثلاثة الأولى وبين النوع الأخير

أن تلك الضمائر منحرفة وهذا الضمير سليم تلك اختل بها عنصر أو أكثر من عناصر الضمير . أما هذا فعناصره الثلاثة سليمة ففى الضمير الجاهل اختل العنصر العقلى وفى الضمير الواسع اختل العنصر العاطفى الضيق اختل العنصر الارادى

أسباب اختلاف الضمير بين الأفراد

الاختلاف فى نصيبهم عن العقل

العقل وان كان مشاع للكل ألا أنه يختلف من فرد وأخر فهناك الذكى والغبى وقوى الذاكرة وضعيف الذاكرة واسع الفكر وضيق الفكر هذه الفروق تؤدى الى اختلاف الضمائر بين الأفراد

اختلاف الأفراد فى مدى حساسيتهم فصاحب الحساسية المرهفة لابد أن يكون ضميره مرهفا أكثر من صاحب الحساسية المكتبلدة

اختلاف الأفراد فى الآراء هناك صاحب الإرادة الخائرة وطبيعى أن الاختلاف بين الارادات يتبعه اختلاف بين ضمائر الأفراد

الاختلاف فى التربية والتعليم

أن من يتربى قوية وقويمة ينشأ صاحب ضمير سليم بخلاف من يتربى مريضة فانه ينشأ ذو ضمير منحرف فالتربية المريضة أما تقود الى بلبلة الفكر اضطراب الذهن فينشأ ضمير الفرد ضالا جهولا أما أن تقتل العواطف النبيلة والاحساسات الرقبة فيصبح الضمير واسع أو إنها تضعف الارادة وتبلد العزيمة فيصبح الضمير مترددا موسوسا

أما صاحب التربية السليمة فهو صاحب الضمير السليم أيضا لان التربية الحقة تقودها الى صفاء الذهن وتهذيب العاطفة وتنمية الارادة وتقوية العزيمة

عوامل تضعف سلطان الضمير
الإهمال
كل مالكه فى الإنسان إذا إهمالها ضعفت واضمحلت قاعد وتشمل الحواس الظاهرة كما إنها تشمل الملكات الذهنية والفضائل الخلقية العضو الذى تهمله ولا تحركه يضعف ويموت وقيل عن نوع من الأسماك أصاب بيئته ظلام وأمسى فلا تمضى فترة من الزمن حتى أصبح السمك لا يرى وذلك لان البصر بلا عمل فضعفت فذهب ضياءه كما أدرك علماء الاجتماع أن العامل قد تصبه البلادة لأنه لم يشغل ذهنه لان عمله صار عادى اليه دون تفكير ذلك طلبوا لتحديد ساعات العمل ليتمكن العامل من القراءة فى وقت فراغة كذلك الرياضيون يقولون انه اذا اهملت عضلة الساعد ضعفت . فالضمير إذا أهمل لم يعمل على تهذيبه ونموه إصابة الذهول والضعف وكلما تقدم السن ازدادت وهن الضمير وضعفه ويعده خاملا مريضا بلا عمل

المخالفة والعصيان

إذا ضعف الضمير الباطن لم يجد من صاحبه ملبيا ومجيبا وبمدوامة المخالفة وعدم سماع صوت الضمير يخبوا صوته ويضعف كذلك نرى أناسا يشربون الإثم كالماء دون أن يدرون

هذه المرحلة وصلوا إليها تدريجيا كما سدوا أذانهم عن صوت الضمير فمن يحس بوخذ الضمير على أمر ما يجب ألا يحتكر هذا الوخذ ويعصاه فان المخالفة تكثر من حدة شوكته وتطفى من شعلته كما يكون رب المجد يسوع ولا يقدرون سراجا ويضعونه تحت المكيال فيضئ لكل من فى البيت

الاستسلام فى الشهوات

قد لا يشعر فى الإنسان انه يرتكب محذور هو يفعل الشر وذلك أن الاستسلام لشهوات قد أضعفت الضمير وبعبارة أخرى هذا هو الفتور الروحى الإنسان فيه يعرفانه مخطئ ولكنه لا يقوى على النهوض لان ضميره لا يؤنبه فانه قد ثقل بالشهوات والتلذذ بما تريده النفس لذلك يخشى الفضلاء من الإسراف فى المأكل والمشرب والملبس وكل ما تشتهيه النفس فيمتعون أجسادهم حتى يرهف الضمير لذلك قال ابن سيراخ لا تكن تابعا لشهواتك بل عاصى أهوائك 4 تقريب المسافة

الخلاف بين الحلال والحرام

يحاول الإنسان إن يحلل الحرام حتى يصيره حلال ويهون شره بل قد يحول الحرام مثل إنسان اخذ رشوه ويحللها على إنها هديه أو إنها ليس له بل لأولاده أو أنها رزق من الله غير ذلك ؟؟؟ ثم يتكرر ذلك لا يشعر أن الرشوة شر ولكن يعدها فضيلة

التأمل فى الأمثلة الشريرة والصفات الرديئة

أن النظر تطبع فى مخيلة الإنسان صوره واضحه قويه تصبح عونا للخير أو للشر فى داخل الإنسان فالمتأمل فى صوره قبيحة أو فى سلوك ردئ يهيئ للشهوات ويسير الغرائز فصحبه الأشرار وقراءة الكتب والمجلات الفاسدة عاملا كبيرا ينحدر بها الضمير فيالقها ويفقد بها الشعور وهذه الكتب الساقطة تطبع فى نفوسنا صفات الجريمة والدنس دون أن يشعر حتى يستوى الشر الذى دخل إلينا خلسة مع الشر الذى كان خارجا عنا حينئذ يضعف فينا الضمير وينعدم فينا الحواس نحو الفضلية تبدل الى الفتور

 

عوامل نمو الضمير
الطاعة لصوت الضمير
إذا طعنا صوت ضمائرنا انتعشت وتقوت وتشجعت وكلما اطعنا ونفاذنا مشورة المرشد الباطن ازداد إرهافا وقدره على التمييز هكذا نزداد حساسا بهمسات الضمير او يزداد الضمير فينا أحساسا وانتباه

ازدياد المعرفة
بعض الناس يتكلمون بما لا يعلمون فيخطئون ولكنهم بزيادة معرفتهم أو ادراكوا أخطائهم وصار ضميرهم يوبخهم مع انه كان لم ينجسهم قبلا وذلك لأنه كان جاهلا فأصبح عارفا

إذا المعرفة عامل من نمو الضمير وارتقائه والتقدم فى المعرفة عن طريق القراءة فى الكتب الخلقية أو الدينية والاستماع الى العظات والندوات وذلك بالاتصال بالمرشد الروحى وهذه هى الحكمة من العبادة الجمهورية وحضور العظات والندوات للحصول على شئ من المعرفة

التامل فى أفعالنا وأقوالنا قبل وبعد حدوثها

نتأمل الفعل والقول قبل حدوثه لنتأمل مواطن الزلل بعد حدوثه لنحكم على أنفسنا بالثواب أو الخطأ ونعرف أسباب الخطأ وجوه الصواب

التامل فى الفضيلة والصفات

يشجع النفس ويقويها ويقوتها ويمنحها بساطة وقوة ويجعلها تتمثل بالسير البارة فكما أن التأمل فى الأشياء الضارة تضر الإنسان هكذا التأمل تقود الإنسان الى الفضيلة

انظر الى نهاية سيرتهم ....... الخ

ممارسة الفضائل وأفعال الخير والبر

أن فعل الخير يولد الميل الى الخير ففى فعل الخير يشعر الكانسان بالسعادة كأنه فعل شئ حسن ومن وجه أخرى يعرف مدى الآثار الرديئة من ترك هذا الخير وبذلك يكون فعل الخير قوة تدفعه الى المزيد من فعل الخير

أسئلة هامة + باقى المنهج

متى ظهر الضمير فى الإنسان ؟

هل الضمير موجود عند جميع الناس وفى مختلف العمر ؟

هل الضمير كافى لهداية الإنسان ؟

أتعاب الضمير ؟

ما هو مصدر الضمير فى الإنسان ؟ اذكر الآراء المختلفة حول ذلك ؟

اذكر مظاهر وأسباب تغاير الضمير فى الفرد الواحد ؟

تغاير الضمير من فرد الى فرد ؟

ما هى عوامل النمو فى الضمير ؟

ما هى العوامل التى تضعف من سلطان الضمير فى الإنسان ؟

أسئلة أخرى

عرف على اللاهوت الأدبى وما الفرق بينه وبين علم الأخلاق وما أهميته ؟

تكلم عن أقسام الشريعة ثم اذكر موقف المسيحية من شريعة العهد القديم ؟

لى أى مدى تعتبر شريعة العهد الجديد مكملة لشريعة العهد القديم ؟

الضمير

خلق الله الضمير كميزان حساس ودقيق للتميز بين الخير والشر فى البشر ( الناموس الطبيعى ) قبل تسليم موسى الشريعة المكتوبة ( التوراة ) ولهذا سار الآباء الأولون على هدى ضميرهم وخير مثال للأجيال يوسف الصديق العفيف الذى سار بالفضيلة بوحى من ضميره الحى الصالح فى مصر الوثنية وفى مقاومه لإغراء أمراءه سيده الشريرة ويقسم علماء اللاهوت الأدبى أحوال الضمير البشرى الى ما يلى

أولا : الضمير المستقيم ( الصالح )

وهو صريح ومخلص لصاحبه . وطاهر ومقدس ونقى وصالح أمام الله والناس كما عبر عنه الرسول بولس وقال يا أخوتى أنى عشت الى اليوم – بضمير صالح – أمام الله ( 1 تى 1 : 5 ) وقد يفسد الضمير الواسع ويتحول من ميزان ذهب دقيق جدا فى مؤشرة الى ميزان قبانى لا يزن ألا الأشياء الثقيلة الوزن فقط بسبب سوء القدوة أو فساد الأصدقاء أو غيرها من تعاليم البيئة والأسرة ووسائل الاعلام الضارة ........ الخ

ثانيا : الضمير الضيق

علاماته

يحسب كل ما ليس خطية خطية ( يكبر ويهول جدا فى الأمور ) ويتوقع نتائج بعيدة عن الواقع
عناد للمرشد الروحى أو للأب رغم إقناعه نظريا بكلامه
يعيش فى قلق وحيرة وعدم ثبات على رأى ولكثرة التردد فى اتخاذ القرار واستشارة كثيرين وعدم الارتياح أو قبول أى رأى
نظرة متشائمة بسبب التخوف من اثر كل فعل أو قول حتى ولو كان صحيحا ولاغبار عليه
مداولة الاعتراف عن خطاء أو خطية سبق الاعتراف بها بسبب كثره الشك
الشعور بنوع من الارتياح فى اضطهاد ألذات وجلدها . ( تأنيبا شديدا للضمير بدون مبررا ) وبدون أسباب معقولة
فقدان السلام الداخلى ( العذاب النفس ) والوسوسة والقلق وهموم القلب بسبب الشكوك وتعكير دمه من كثره التفكير فيما لا يفيد .
الإباحية والاستهتار ومهاجمه الدين بسبب الضيق والتبرم واليأس
فقدان الشجاعة والهرب من لقاء الناس ( الانطواء )
المغالاة فى التخوف من الأخطاء ( الإحساس الخاطئ بأنه سيفشل حتما )

سببه
كبرياء النفس محاوله تبرئه ألذات من كل خطاء

غياب المرشد الروحى من حياته منذ الصغر

معاشرة الموسوسين ( عدوى المرض النفسى )

نقص الثقة فى مراحم الله وبالتالى اليأس والفشل

الأنانية وعدم محبة الناس ( كراهيتهم ) الخضوع الكامل لأفكار عدو الخير الذى يظهر له ضفاعة الخطية

علاجه
بممارسه وسائط النعمة والاعتراف السليم والرجاء فى محبة الله ورحمته ومقاومه الفراغ بالقراءه الهادفة والاجتماعات الروحية ومحبه الله والناس

ثالثا : الضمير الواسع
علاماته

التساهل التام والاستهانه بالخطاء ( مطاط elastie ) ولا يراه إلا فى الخطايا الجسمية فقط
تبرير الخطاء وخلق المعاذير التى تجيزه
لا يتأثر بالواعظ فهو ضمير مخدر ( dragged ) أو نائم ( ميت لا يحس بواخزات الضمير ( فى الخطايا الصغيرة ) ويسمى الضمير الفرنسى ذمته واسعة كقول الرب – يصومون عن البعوضة ويبلعون الجمل
يتلذذ بعمل الشر ويفتخر به يشرب الإثم كالماء . فيقود الى فساد القلب والهلاك الروحى السريع كأنه يريد الدخول من الباب الضيق
أسبابه

إهمال الصلاة وعدم حضور الاجتماعات الروحية والجهل بتعاليم الكتاب
عدم المداومة على الاعتراف بالذنوب حتى يثبت فى القلب ومع الآباء يتخدر الضمير ويهاجمه الحساب الأخر . والعذاب الأبدى
الاستهانة بالفضيلة وتصبح الرذيلة عادة مداومة مباشرة الشر
المعاشرات الردية وانهماك فى الملذات ويموت الضمير
علاجه

ترك أصدقاء السوق وعدم قراءة الكتب الفاسدة وسرعة الهرب من الأماكن الضارة ووسائل الإعلام الغير نافعة روحيا

معاشرة الأبرار باستمرار لتنبيه الضمير

التعامل بحكمة فى عواقب الأفعال الشريرة ونتائجها الخطيرة

تذكر الموت والدينونة باستمرار والحذر من الخطايا مهما كانت صغيرة

ارتباط بمرشد روحى حكيم مع مداومة ممارسة كل وسائط النعمة وحياة التدقيق مع النفس

الضمير فى عهد الشريعة والضمير فى نور المسيح

جاءت الشريعة الأدبية فى العهد القديم تقول للأنسان " لا تقتل – لا تزنى – لا تسرق – لا تشهد بالزور " والواقع أن هذه الوصايا ليست جديده ولكنه هى تكرار وأعاده لما طبع اولا فى النفس البشرية ولكن لما راى الله ان معالم هذه الشريعة قد انعثرت اربان يعيدها مكتوبه ليعيد الانسان لما كان عليه من طهارة واستقامه وتكون الشريعة عون للضمير يستعين بها على ضعف الطبيعة وظلام الجهالة والضلال ولهذا يجد الضمير فرصة للقيام بعمله نشاط أكبر وقوه أعظم

الضمير فى نور المسيح
والضمير فى نور المسيح أكثر تميزا وأرهق حسا وأقوى اراده هما كان عليه فى ضوء الشريعة المكتوبة او بغير الشريعة المكتوبة وذلك لان السيد المسيح قد وسع من معانى الشريعة المكتوبة واوضح مبهماته وغومضها على أن الضمير قد أكتسب فى نور المسيح قوة أخرى وذلك بمواهب الروح القدس فى اسماء الكنيسة السبع

هل يملك للأنسان أن يخرج على سلطة الضمير ؟

أن الضمير ينبها الى الخطأ ولكن للأنسان قد يتعدا أو أمر الضمير ويخرج عنها على الرغم من قوتها وذا كانت التوبه عن الشرور تقع فى الواقع على تنبيه الضمير والشعور بالنعامة الا ان هناك كثيرين من لا يسمعون لصوت ضميرهم , اذن من المستطاع أن يسكت النسان صوت الضمير ويفعل ما لا يريده ضميره كقول القديس اغسطينوس " أن العقل قد يفعل الأشياء التى يريدها بالرغم من عدم ارضاء الضمير وهذا يحدث بتبكيت الضمير "

 

أضف تعليق


كود امني
تحديث

تم التطوير بواسطة شركة ايجى مى دوت كوم
تصميم مواقع مصر - ايجى مى دوت كوم