جريدة التحرير تجرى حوارا مع البابا الانبا تواضروس الثانى

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 

  pope_tawadrosملفات ساخنة وعديدة فى انتظار البابا الجديد، يأتى على رأسها، لائحة اختيار البابا، ومشكلات الزواج والطلاق، ولائحة 1938 الملغاة، وترتيب الكنيسة بشكل إدارى لتكون مؤسسة لا تعتمد بشكل أساسى على شخص البابا، كما أشار فى الحوار مع «التحرير» فى المقر البابوى بدير الأنبا بيشوى بوادى النطرون، وتحدث عن إيمانه بالمواطنة لكل المصريين وضرورة تعزيزها، ويسعى لعودة الدور الروحى الأساسى للكنيسة القبطية، وإلى نص الحوار..

■ ماذا كان شعور قداستكم بعد أن علمت أنه تم اختيارك البابا الـ118؟

- شعرت بجسامة المسؤولية، واستقبلت الخبر بالدموع، وذهبت إلى الكنيسة وصليت صلاة الشكر، وزرت مزار البابا شنودة وطلبت منه أن يساعدنى.

■ هل قداستكم كنت تتوقع أو تشعر بأنك ستكون البابا؟

- رد (مداعبًا).. ماليش فى الروئ ولا أتوقع ولا أسعى ولا أطلب ولا أشتهى ولا أريد ولا أستحق وكل (لا) لكل الأفعال.

■ بعد إعلانكم البابا الجديد.. تزاحمت التهانى والتبريكات.. فمَن أول من قدم التهنئة لقداستكم؟

- كثيرون قدموا التهانى، وكثيرون اتصلوا بى هاتفيًّا، وفوجئت بنحو 826 رسالة قصيرة على هاتفى المحمول، أما أول اتصال تلقيته فكان من اللواء أحمد جمال الدين وزير الداخلية، ثم محافظ البحيرة، ثم محافظ الإسكندرية، وفى المساء تلقيت تهنئة فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب.

■ الرئيس أوباما أرسل تهنئة خاصة لقداستك قبل خوضه الانتخابات الرئاسية الأمريكية.. فما شعورك؟

- أشكره و«شكله يحتاج إلى الصلوات»، ونقول له أنتم السابقون ونحن اللاحقون.

■ قداسة البابا.. ما أهم الملفات العاجلة على قائمة أولويات البابا التى ستعملون عليها سريعا؟

- سأبدأ بتعديل لائحة 1957 لانتخاب البطريرك، وستأخذ الأولوية، لأن هناك اتفاقا مسبقا بيننا فى المجمع المقدس بأنه يجب تغييرها؛ لأنها لم تعد مناسبة للعصر.

■ وماذا عن بقاء «القرعة الهيكلية» من عدمها بعد المطالبات التى نادت بإلغائها؟

- «القرعة الهيكلية» هى عمل روحى مئة فى المئة، وهى سبب حالة الفرح والسلام والمحبة الموجودة عند الكل، ولدينا كمصريين مسلمين ومسيحيين، وخارج مصر أيضًا فى الأوساط العربية وخارجها.. وأقول لهم ارجعوا إلى قداس القرعة وشوفوا حالة السلام وحالة الصلاة المرفوعة، إنها روح الله هى التى تعمل وهى التى تختار، وأظن أنها أبلغ رد كتابى وروحى، ودقيقة الصلاة فى صمت والشعب كله يصلى كيرياليسون «يارب ارحم» والصوم من يومين والقُداسات التى تبدأ متأخرة، كلها أمور روحية.

■ ترددت أقاويل عن إلغاء رتبة الأسقف العام.. فما رأى قداستكم؟

- كلمة الأسقف العام تعنى أنه أسقف تحت التدريب، والفكرة واضحة فى لائحة المجمع المقدس بأنه أسقف تحت التدريب، ومساعد لقداسة البابا، لا أكثر ولا أقل؛ لأنه بعد ذلك سيكون أسقف أبروشية وسيحمل خدمة معينة سواء داخل مصر أو خارجها، وطبعًا أى راهب يطلع من الدير ليمسك عملا كبيرا من غير إعداد هو أمر صعب.

(هنا تدخل مضيفًا وموضحًا الأنبا أنطونيوس الأسقف العام لجنوب إفريقيا الذى كان حاضرا الحوار وقال «أنا لى 26 سنة أسقف تحت التدريب، وما زلت أسقفًا عامًّا أتعلم على يد قداسة البابا»).

■ وماذا عن قانون دور العبادة الموحد؟

- عن هذا الموضوع لا تسأل فيه الكنيسة، بل الدولة هى التى تُسأل عنه، والكنيسة لا تمارس ضغوطًا، بل تقدم المحبة وطول الأناة والاحتمال والحوار والكلمة الطيبة والانتظار إلى أن يعمل الله أمره.

■ كيف ستتعامل مع التيارات الإسلامية؟

- التيارات الإسلامية موجودة فى مصر ليس من اليوم فقط، بل موجودة من قبل ذلك، وتعامُلنا مع أى تيار سيكون بقلب مفتوح وعقل مستنير ومع كل أحد.

■ ماذا عن الكنيسة فى المهجر.. هل سترسم أساقفة وكهنة هناك؟

- عمل رسامة الآباء الأساقفة والآباء الكهنة حسب اتساع الخدمة وامتدادها، وكل أمر يأتى فى مرحلته ولما نجتمع مع الآباء فى المجمع المقدس سيتحدد، لأن الكنيسة مجمعية، وليست كنيسة بابوية وشخص البابا لا يمكن أن يعمل بمفرده لا من ناحية الإمكانيات ولا الوقت وكل شىء، لكن الكنيسة تعمل من خلال كل آبائها وأراخنتها وكل الطاقات التى بها.

■ كيف ستحيى الاحتفال بذكرى البابا شنودة؟

- ذكرى سيدنا البابا فى قلوبنا جميعا، فكل الإكليروس من أساقفة ومطارنة وكهنة وشمامسة تعلموا فى مدرسة البابا شنودة، وكل شىء تعلمناه هو من سيدنا البابا.

■ اجتمعت بكهنة الإسكندرية مؤخرًا.. فما الذى دار خلال هذا اللقاء؟

- لم يكن اجتماعًا، بل زيارة محبة من آباء الإسكندرية، وأنا سعيد بوجودهم و«إسكندرية مش غريبة علىّ»، فكنت أخدم فيها قبل ذلك، وهى أكثر أبروشية خدمت بها بجوار أبروشية البحيرة، وكانت جلسة محبة وتكلمنا فيها أن الله يدبر خطوات حياة الإنسان، وأهم ما فيها أن الإنسان يسلم الأمر لربنا، وربنا هو من يرتب الأمور حسب مشيئته بفرح، والإنسان لا يكون له سوى هدف واحد «مشتاقا إلى بهاء مجدك أكثر من كل شىء على الأرض».

■ زيارة قداستك الأولى عقب التنصيب الرسمى.. إلى أين ستكون ومتى؟

- إسكندرية غالبا ستكون زيارتى الأولى ولا أعلم متى.

■ الآباء الذين كانوا مرشحين للكرسى البابوى مع قداستك.. هل سيكونون ضمن طاقم السكرتارية الخاص بكم؟

- فريق السكرتارية هو نفس فريق سكرتارية الأنبا باخوميوس، وهم أبونا أنجيلوس، وأبونا مكارى، وسيضاف إليهما أب جديد هو أبونا أمونيوس، أما الآباء المرشحون فسيتم الاستعانة بهم ليس فى عمل السكرتارية لكن فى أشياء كثيرة أخرى، ونحن متفقون منذ وجود خمسة مرشحين أننا سنعمل معا.

■ هل من المنتظر أن يسير البابا تواضروس على درب الأنبا باخوميوس فى عدم التدخل فى توجيه الأقباط لاختيار المرشحين فى الانتخابات القادمة؟

- دور الكنيسة يقف عند تحفيز أولادها على المشاركة فى الانتخابات؛ لأننا نؤمن بالمواطنة إلى أبعد الحدود، ونجاح وطننا وتقدمه لن يكون غير بتفعيل المواطنة فى كل شىء؛ وأى اتجاه آخر سيجعل مجتمعنا متأخرًا.. وعندما نقرأ فى التاريخ فى الخمسين أو الستين سنة الأخيرة سنجد أنه كان يتم تهميش دور الأقباط على كل المستويات، وهو ما جعل هناك عزوفًا عند الأقباط عن المشاركة فى الحياة السياسية بصفة عامة.

لكن بعد ثورة يناير انكسر حاجز الخوف ووجد اتجاه جديد للتعبير عن الحرية وإبداء الرأى، وظهر كثير من الأحزاب السياسية، فمصر الآن بها أكثر من 50 حزبًا، والاتجاهات المتعددة بها من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، مرورًا بالوسط والاعتدال، وأؤكد أن مشاركة الكنيسة تقف عند حدود تشجيع أبنائها على ممارسة دورهم الوطنى، والدور الوطنى هو ممارسة المواطنة فى الانتخابات والالتحاق بالأحزاب فى العمل السياسى، لكن التوجيه تجاه أشخاص بأعينهم.. لا، فهذا ليس دور الكنيسة.

■ ما رأى قداستكم فى الحركات الشبابية القبطية؟

- كلها حركات طيبة ما دامت تستخدم أساليب مشروعة وقانونية، ولازم تكون أساليب معبرة عن رأى صادق وأمانة فى التعبير، ولا تكون مجرد صوت عالٍ أو عنف غير مقبول بالمرة.

■ هل وجود كوتة للأقباط مناسب لتمثيلهم بالبرلمان؟

- الكنيسة لا تطالب بالكوتة للأقباط فى البرلمان، بل تشجع المجتمع أن يمثل كل فئات الشعب، فكلما مثَّل البرلمان كل فئات المجتمع كان برلمانا ناجحًا.. هاحكى حكاية سريعا، فى إحدى الولايات فى أمريكا سكانها كلهم لونهم «أبيض» يغلقون المدرسة لمدة أسبوع ويأخذون الأولاد لمدارس للسود، ليعرفوا أنهم حين يكبرون سيتعاملون مع شخص أسود، فيتعلم الطفل من الصغر.. فالصورة هذه مهمة، لأن الدولة لما تشجع وجود أقباط، فى البرلمان الذى يوجد به 500 عضو لو وجد به 30 عضوًا قبطيًّا لا يمثلون شيئًا لكن يمثلون المجتمع كله.

■ بخصوص المجلس الملى والمجمع المقدس.. هل سيتم إجراء انتخابات جديدة؟

- ستتم الدعوة إلى انتخابات المجلس الملى قريبًا، وسيتم بحث طريقة عمله ودوره واسمه، أما المجمع المقدس فهو مكون من لجان، وكل لجنة لها مقرر من الآباء الأساقفة.

■ هل سيتم النظر فى المشكلات المعلقة كالزواج الثانى والطلاق.. وهل من المنتظر أن تعود لائحة 1938؟

- هناك خلط فى الأذهان بسبب لائحة 1938 التى عُملت بفكر علمانى وليس بفكر كتابى إنجيلى مقدس، وعملها المجلس لا المجمع المقدس، ووسع فيها بغير أسانيد من الكتاب المقدس، وبالتالى هى غير مقبولة كتابيًّا، لذا فوجود اللائحة ومنشؤها ليس منشأ إيمانيا سليما، ودور الكنيسة يتكرس فى أنها تعدل الأمور ومناقشة كل المشكلات بقلب مفتوح، وإراحة أولادنا هدف أصيل أسعى إليه.

■ ما دور الأنبا باخوميوس فى المرحلة القادمة؟

- الأنبا باخوميوس عمود فى الكنيسة القبطية، ولا يمكن لأى إنسان سواء مطرانًا أو أسقفًا أو كاهنًا أو شماسًا أو طفلًا صغيرًا أن يستغنى عن دوره. الأنبا باخوميوس فى 4 أو 5 أشهر بعد نياحة سيدنا البابا ظهر معدنه الأصيل وظهرت روح الأبوة والحكمة والاقتدار فى إدارته كل الأمور، وأظن كلكم عايشين وتشعرون بروح السلام والمحبة ولم يخسر إنسانا، ولم يكن هناك عداوة وانتظروا الشكر الموجه للأنبا باخوميوس فى الصحف على دوره.

■ جماعة «العلمانيين» كانت مبعدة عن الكنيسة.. وفتح الأنبا باخوميوس بابه لهم واستوعبهم واستمع إليهم.. فكيف ستكون سياسة البابا الجديد إزاءهم؟

- سيستمر التواصل والاستيعاب ويزداد وينمو، وأولا وأخيرا هم أبناؤنا، وفى أى أسرة لو فيها ابن له رأى معين أو وجهة نظر معينة.. فهل يطرده أبوه؟! هذا غير ممكن بل يكون أكثر حبًّا له، وعنى فإن بابى سيظل مفتوحا دائما وللجميع.


 

أضف تعليق


كود امني
تحديث

تم التطوير بواسطة شركة ايجى مى دوت كوم
تصميم مواقع مصر - ايجى مى دوت كوم