سورية قلب المسيحية العالمية

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 
المجموعة: أخبار مسيحية عالمية الزيارات: 2072

 

*كتب: المحامي محمد احمد الروسان

بين (الدولة) الفدرالية الروسية ومؤسساتها، و(الدولة) الجمهورية العربية السورية ومؤسساتها المختلفة، هناك العديد من الروابط الاقتصادية والثقافية، فالعديد من الشركات الروسية تعمل في هذا البلد العربي على استخراج النفط والغاز الطبيعي، ومنها شركة حكومية نووية عملاقة (روساتوم) لبناء محطة للطاقة الكهربائية، كذلك الشركات الروسية الأخرى لها مصالح خاصة بها في قطاعات مثل الزراعة والبنية التحتية، والمستحضرات الصيدلانية والاتصالات السلكية واللاسلكية.


العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي ما زالت غير مقتنعة بإستراتيجية موسكو إزاء الحدث السوري، باعتبار الأخير هو بمثابة حدث روسي داخلي في داخل مدينة موسكو، وفي النهاية هذه مشكلة واشنطن لا موسكو، والفدرالية الروسية لن تسمح بسقوط النسق السياسي السوري ومؤسساته وعلى رأسها مؤسسة الجيش العربي السوري المتماسك، وأمّا شخص الرئيس فمن يحدده صناديق الاقتراع العام في أي انتخابات في المستقبل، ضمن أي عملية سياسية يتفق عليها عبر الحوار السوري العام، والنسق السياسي السوري الحالي أحد مكونات المجتمع السوري، في أي عملية سياسية قد تجري لاحقاً، شاء من شاء وأبى من أبى ونقطة على السطر.
فكما أنّ سورية هي مركز الإسلام المعتدل في العالم، هي أيضاً مركز المسيحية العالمية، والفدرالية الروسية ومعها أوروبا الشرقية – تقسيمها الأخير، تدين بالأرذوكسية المسيحية، وبالتالي الروس وغيرهم تابعون دينيّاً لسورية مركز المسيحية العالمية.
القضية وجلّ الحدث الاحتجاجي في سورية لا علاقة لها بـ"الديمقراطية"، فقطر والمملكة العربية السعودية اللتان ترسلان الأسلحة والمال إلى الجماعات المعارضة المسلحة السورية، يحاولون ويسعون إلى خلق كيان مناهض لإيران وللضغط على روسيا الفدرالية في الشرق الأوسط، وقطع قدرتها على الوصول إلى حلفائها الرئيسين في المنطقة، ومن المعروف قوّة وخشونة المملكة العربية السعودية في قمع المعارضات السعودية.
إن حق النقض (الفيتو) من قبل الشعب الروسي والصيني، دفن كل جهود المملكة وحلفائها من الأنظمة العربية والأجنبية من التدخل المباشر في الشؤون السورية، فالرياض اتهمت موسكو بمعارضتها إلى ما يسمى بـ "العالم السني"، ودخلت في تحالف مع ما يسمى بالمحور "الشيعي"، بعدما أدانت وأذاعت وزارة الخارجية الروسية، بيانا اتهمت فيه المملكة العربية السعودية وقطر بدعم الإرهاب في سورية.
بالإضافة إلى دورها – أي الجماعات الجهادية - في الشرق الأوسط، تخشى روسيا الفدرالية التأثير السلبي لانتصار الجماعات المتطرفة التي ترعاها المملكة العربية السعودية وقطر في سورية، على الوضع في شمال القوقاز في روسيا، حيث انتشر التمرد الوهابي.
موسكو لا تثق بالمملكة العربية السعودية بسبب دعمها للوهابيين والسلفيين، ففي الواقع تقوم الرياض بتمويل التمرد من أفراد وجماعات في شمال القوقاز، وترى روسيا في كل من سورية وإيران الضامن في عدم انتشار الوهابية في القوقاز.
تجدر الإشارة إلى أنه في سوريا هناك مجتمع شيشاني كبير له صلات بشمال القوقاز، ولكن هذا المجتمع لم يسبب المشاكل لموسكو، وهذا يمكن أن يتغير إذا ما أطاح المتمردين بالنظام السوري، وحينها يمكن أن تصبح سورية ملاذاً للنشطاء المناهضين لروسيا ومصدراً لتمويل ودعم الإرهاب في روسيا الفدرالية.
وذكرت بعض المعلومات عن وجود جهاديين من روسيا الفدرالية في الأراضي السورية، وقد كتبت المواقع المتطرفة الشيشانية مؤخرا أن رستم غولاييف، وهو ابن، واحد من القادة السابقين للانفصاليين، الذين قاتلوا ضد روسيا - قتل في شوارع حلب، هذا وقد وصل رستم في سورية في بداية صيف العام الماضي 2012 م ، وقتل ما بين 11 و 13 آب الماضي وأعيد جثمانه في 17 آب.