الاصحاح الخامس من سفر الحكمه

تعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجومتعطيل النجوم
 
المجموعة: سفر الحكمة الزيارات: 5934

1 حينئذ يقوم الصديق بجرأة عظيمة في وجوه الذين ضايقوه، وجعلوا أتعابه باطلة.

2 فإذا رأوه يضطربون من شدة الجزع، وينذهلون من خلاص لم يكونوا يظنونه،

3 ويقولون في أنفسهم نادمين، وهم ينوحون من ضيق صدورهم: «هذا الذي كنا حينا نتخذه سخرة ومثلا للعار.

4 وكنا نحن الجهال نحسب حياته جنونا، وموته هوانا.

5 فكيف أصبح معدودا في بني الله، وحظه بين القديسين؟!

6 لقد ضللنا عن طريق الحق، ولم يضئ لنا نور البر، ولم تشرق علينا الشمس.

7 أعيينا في سبل الإثم والهلاك، وهمنا في متايه لا طريق فيها، ولم نعلم طريق الرب.

8 فماذا نفعتنا الكبرياء، وماذا أفادنا افتخارنا بالأموال.

9 قد مضى ذلك كله كالظل وكالخبر السائر.

10 أو كالسفينة الجارية على الماء المتموج، التي بعد مرورها لا تجد أثرها، ولا خط حيزومها في الأمواج.

11 أو كطائر يطير في الجو؛ فلا يبقى دليل على مسيره. يضرب الريح الخفيفة بقوادمه، ويشق الهواء بشدة سرعته، وبرفرفة جناحيه يعبر، ثم لا تجد لمروره من علامة.

12 أو كسهم يرمى إلى الهدف؛ فيخرق به الهواء، ولوقته يعود إلى حاله، حتى لا يعرف ممر السهم.

13 كذلك نحن، ولدنا ثم اضمحللنا، ولم يكن لنا أن نبدي علامة فضيلة، بل فنينا في رذيلتنا».

14 كذا قال الخطاة في الجحيم.

15 لأن رجاء المنافق كغبار تذهب به الريح، وكزبد رقيق تطارده الزوبعة، وكدخان تبدده الريح، وكذكر ضيف نزل يوما ثم ارتحل.

16 أما الصديقون فسيحيون إلى الأبد، وعند الرب ثوابهم، ولهم عناية من لدن العلي.

17 فلذلك سينالون ملك الكرامة، وتاج الجمال من يد الرب، لأنه يسترهم بيمينه وبذراعه يقيهم.

18 يتسلح بغيرته ويسلح الخلق للانتقام من الأعداء.

19 يلبس البر درعا وحكم الحق خوذة،

20 ويتخذ القداسة ترسا لا يقهر،

21 ويحدد غضبه سيفا ماضيا، والعالم يحارب معه الجهال.

22 فتنطلق صواعق البروق انطلاقا لا يخطئ، وعن قوس الغيوم المحكمة التوتير تطير إلى الهدف.

23 وسخطه يرجمهم ببرد ضخم، ومياه البحار تستشيط عليهم، والأنهار تلتقي بطغيان شديد.

24 وتثور عليهم ريح شديدة زوبعة تذريهم، والإثم يدمر جميع الأرض، والفجور يقلب عروش المقتدرين.